قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 27 يوليو 2011

هل نحن قادرون على استقراء المستقبل


هل نحن قادرون على استقراء او التنبؤ بالمستقبل



كثيرة هي الأحداث التي يمكن التنبؤ أو التوقع بحدوثها من خلال قراءة التاريخ ودراسة الحاضر بما يوفره من معلومات وتطبيق قوانين حركة التطور المجتمعي وقوانين الطبيعة التي لا زال الإنسان في صراع مع الطبيعة  لكي يسخرها لمصلحة تطوره . ومن خلال السنوات الماضية فإن الأحداث التي مرت على ألامه العربية  التي أثرت تأثيرا كبيرا على حياة العرب وعلى الصراع الدائم لحركة التطور والتقدم الحضاري الذي تتوق ألامه لتحقيقه . فهل كان العرب انظمه ومؤسسات ومنظمات حزبيه ومفكرين وعلماء قادرين على التنبؤ بحدوثها من خلال فهم حركة الواقع وتداخلات العوامل ألمحركه لهذا الواقع بحيث تتمكن ألامه من التعامل الخلاق مع الأحداث الدائرة وتسخيرها لخدمة ألامه وقضاياها المصيرية ؟؟
هذا السؤال بقدر تشعبه  لا يمكن الاجابه عليه إلا بعد استعراض العوامل المؤثرة على حركة التطور العربي والاجابه على اسئله أخرى نطرحها من خلال سياق ألكتابه . و هنا يمكننا القول إن البعث العربي الاشتراكي باكتشافه القوانين المحركة لحركة المجتمع العربي , والتطبيق الخلاق الذي أرسى دعائمه سيد شهداء العصر الرئيس القائد صدام حسين من خلال  ( نظرية العمل البعثيه ) الذي استطاع في فتره وجيزة أن ينهض بالعراق أرضا وشعبا ومن خلال عوامل أهمها استقراء المستقبل بكل إشكاله في حالة السلم والحرب وإعداد الخطط للتفاعل مع أحداث المستقبل بما يخدم حركة النهوض العربي , حيث كانت كل المعارك على كل الجبهات ألداخليه والخارجية حاضره في ذهن القائد (( لن نبتئس عندما يصبح القتال ضرورة ملحه للدفاع عن الحق عن السيادة وعن الآمال ....لن نبتئس عند ذلك من خوض المعارك الضارية على جبهات متعددة ومسبقا نحن واثقون من النصر , لا على جبهة واحده وإنما على  كل الجبهات التي نقاتل فيها ...ننطلق في هذا من نفس طويل وصبر لا حدود له ..نحن لا نطمح بالحسابات الانيه السريعة القصيرة النظر أن نحسم معاركنا على كل الجبهات بسنه أو سنتين وشهر أو شهرين ......حتى نسعى لأن نحسم بعضها بالقدر الذي نستطيع بالتحديد الزمني المتوازن مع مسيرة الثورة , لكننا في نفس الوقت نعلم إن معاركنا سوف تكون طويلة وقاسيه و ستستمر لزمن طويل , وليس مهما أن نسأل أنفسنا هل ستكون أمامنا معارك , هل سنخوض معارك ؟ فهذه أسئلة تجيب عليها المسيرة التي ارتضينا لأنفسنا أن نسير فيها . المهم في كل هذا أن نقول بضوء المسيرة هل أعددنا ما يلزم حتى تكون النتيجة , في المحصلة النهائية المنتصرين ؟ هذا ما نستطيع الاجابه عليه بكل اعتزاز .. نعم , نعم في المعارك الداخلية ونعم لمن يحاولون أن يطرقوا على السياج  الخارجي لوطننا )) (1) .
 هكذا هو تفكير القيادة في الحزب والدولة في العراق لذلك فإنه في كل المعارك يتم التعامل وفق رؤيا واضحة ناتجة عن استقراء المستقبل والتنبؤ بإحداثه , حيث تحمل العراق قدره الذي يفوق تحمل أي دوله اكبر من العراق بأضعاف  المرات , و بهذه البصيرة الفذة النافذة إلى أعماق المستقبل تتضح فيها ألصوره الواضحة للمقاومة العراقية البطلة التي تكبد التحالف الشرير أقسى الخسائر مما فكك  التحالف  وجعل قوى الغزو لا تستطيع خوض حربا أخرى في أي مكان وجعل اقتصادها يترنح على كف عفريت وخسائرها البشرية والمادية والمعنوية تحصى بأرقام فلكيه.
هذا في عراق البطولات والملاحم الخالدة , أما  بقية الأقطار العربية هناك شك أن بمقدورها أن تستقرى المستقبل وهذا ما أوضحته وكشفته ما يسمى بالثورات الشباببيه التي رأينا حالة التخبط والانهيار لهذه الدول ومدى هشاشة مؤسساتها عامه , وإذا كان الرفيق الشهيد صدام حسين قد تنبئ بسقوط حسني مبارك فإن المفكرين العرب القوميين من خلال مصادر المعلومات المتوفرة قد شككوا في ما يسمى الثورات واعتبروها انتفاضات مسيره خارجيا تخدم المخططات الاستعمارية وهذا هوا واقع الحال فعلا 

إذا ما هي العوامل التي تؤثر على استقراء المستقبل ؟
يمكن تلخيص أهم العوامل المؤثرة في استقراء المستقبل بالاتي :
أولا: العامل التاريخي
إن المقدرة على فهم حركة التاريخ وتفسير أحداثة والتفاعل معه كقاعدة أساسيه لفهم الحاضر وتحديد تحديات المستقبل أو التنبؤ بالأحداث المستقبلية بوجود (( فلسفه للتاريخ واحده من الدراسات الفكرية التي جمعت بين المنهج العقلي التحليلي الفلسفي والفحص الواقعي الموضوعي لأحداث التاريخ ( السلبية والايجابية ) واستيعاب معطياتها )) (2) كما ان الفهم الواضح للتراث الإنساني العربي الحضاري عند حدود المرحلة الاسلاميه الزاخرة بالعطاء لا يحجب عنا فهم التراث الحضاري للعرب من المحيط إلى الخليج  عبر منجزات الإنسان العربي قبل الإسلام لان (( كل الحضارات الانسانيه التي نشأت في الوطن العربي إنما تعبر عن شخصية ألامه وأبنائها النابعين من أصل المنبع الواحد ,  إذا كانت لهذه الحضارة خصوصية وطنيه فإنها جزء من ألسمه القومية الأعم )) (3), و لان كان التاريخ عبارة عن أحداث فإنه (( على المؤرخ الاجابه في مادته المكتوبة عن ثلاثة اسئله وهي : ماذا حدث ؟ , كيف حدث ؟ , ولماذا حدث ؟ , والسؤال الأخير محور الخلاف بين المؤرخين والاجابه عنه تسمى (تفسير التاريخ) ))(4), ولكي توضح ألصوره فإنه من البديهي إن تكون هنا سؤالين آخرين وهما : متى حدث ؟ , أين حدث ؟ لتصبح الاسئله خمسه  السؤالين الأخيرين لتحديد الزمان والمكان الذي حدث فيهما الحدث .
الأحداث التاريخية لا تتصل بل تتقاطع ((فالاتصال يعني انسياح الحدود وتداخل الإحداث والوقائع . في حين إن الحدث يقع والوقوع يعني تحقيق الحدث من حيث المفردة  وليس ثمة مفرده إلا عندما تقوم لها تخوم وتتشكل لها ملامح ويعلو جبينها اسم واحد ... فالمفردة دائما حيث يكون توقعها أقرب إلى المفاجئة منه إلى الانتظار و الارتسام القبلي . ومهما كان للانتظار توقعه المستقبلي فإن مستقبله يأتي مختلف على الأقل بما فيه من تفاصيل وجزئيات تشكل له نسيجه الحقيقي )) (5)...ولا يمكن تصور التاريخ حدث واحد حيث انه إذا كان (( التاريخ حادثا واحدا مشدودا وممطوطا إلى مالا نهاية .. ولا حاجه عندئذ إلى تعيين الوقائع , وتسمية الفواصل , وتاريخ ما أتى من قبل , وما يأتي من بعد )) (6) .
كما انه يجب إن  تستحضر كل التفسيرات لإحداث التاريخ بما يعزز ثقتنا بصواب النهج الحضاري للامه على أساس المبادئ الخالدة للامه العربية .
ثانيا: التحديات الخارجية
يمكن تقسيم التحديات الخارجية إلى :
1 _تحديات إقليميه ناتجة عن تماس  حدود الوطن العربي بالشعوبية المتطلعة إلى خيرات الوطن العربي تدفعها إطماعها التوسعية وأحلامها باستعادة ماضيها الإمبراطوري للتدخل في الشؤون الداخلية للعرب أو محاولات شن حروب مدمره على العرب واحتلال الأرض العربية .
2 _ بؤر توتر ناتجة عن الحدود المصطنعة بين الأقطار العربية . ومع إن أكثرها قد حل بترسيم الحدود بين بعض الأقطار العربية إلا إن بعضها لازال يشكل تهديد واضح للسلم العربي .
3 _التحدي الأخطر هو التحدي الاستعماري الامبريالي الصهيوني حيث إن  اكبر تهديد للوجود القومي للامه العربية هو الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين و لإحساسه الدائم بأنه جسم غريب بين العرب ومغتصب للأرض العربية فانه ومعه الامبريالية الاستعمارية يحيك المؤامرات ليشغل العرب بذاتهم وليتمكن من إحكام وجوده وتهويد الأراضي العربية في فلسطين مستفيد من جملة التناقضات المصطنعة محليا ودوليا . ولن تسلم الأقطار العربية من تهديده حتى ولو وقعوا معاهدات سلام لان الصهيونية وكل المنظمات اليهودية الأخرى لا تحترم و لا تعترف إلا بلغة واحده هي لغة القوه  والقوه فقط  .
يتضافر التهديد الصهيوني مع التهديدات الامبريالية للسيطرة على ارض العرب ليس لنهب ثروات العرب فقط وإنما أيضا لإذلال الشعب العربي عبر أجندات لا تسقط من مقدمتها الحرب الصليبية  و دائما يستخدم ويستحضر كل أساليب الدعم لموقفه العدائي كاستخدام المنظمات الدولية و الاقليميه وتلك التي تدعي بأنها إنسانيه بل ويجبر العديد من دول العالم للوقوف في أحلافه أحلاف القتل والتدمير والقتل الجماعي وتشريد الأطفال و النساء وقتل العلماء ونهب التراث التاريخي وتدمير الثقافة العربية . وهذه العدوانية ليست نزوات حكام يطمعون في التوسع والبناء الإمبراطوري ولكنها حروب لها امتداداتها التاريخية وتتضافر فيها كل الجهود الشعبية والمنظمات المختلفه ويكون الفكر  والدين المحرك الأول  عبر مخططات تصدر عن علمائهم ومفكريهم وقساوستهم ورهبانهم من خلال مراكز الدراسات الاستعمارية . وان كان لهذه الدراسات  التي تقرحت بها عقول ومفكري الموت والدمار الامبريالية أهميه كبرى في التنبؤ بالمستقبل, فإن كثيرين من مفكري ألامه العربية  تحدثوا عن ما أسموه خطوط حمراء تفرض على الدول النامية لتحدد مسارات التطور الحضاري وعندما تحاول أي دوله أن تتجاوز هذه الخطوط فان كل عوامل الشر والعدوان تتكالب عليها لإرجاعها إلى الوراء خطوات عديدة أو تعيدها إلى عصور التخلف في القرون الوسطى ( كما قال جيمس بيكر وزير خارجية امريكا  لطارق عزيز مهندس السياسة الخارجية العراقية قبيل أم المعارك الخالدة في  جنيف ) .
ولكن عندما تستقر الأوضاع السياسية و ألاقتصاديه لأي بلد لفترة تزيد عن العقدين , ولا تتحكم في مسيرة التطور في البلد المعني أي من المنظمات المالية العالمية الامبريالية أو الشركات الاحتكارية الكبرى فإنه من الطبيعي بحسب جدلية التطور العام مع الزمن تكون البلد في حالة تقدم إلى الأمام وقد تقترب من الخطوط الحمراء الأمر الذي يدفع الامبريالية العالمية بمعالجات الحالة أي بإرجاع عجلة التنمية خطوات إلى الوراء وقد ينطبق على هذه العملية نظرية ألسببيه المرتدة التي سنتطرق لها لاحقا .هنا يتبادر إلى الذهن سؤال ... هل استغل الشباب العربي المسحوق و المقهور بالبطالة والفساد والجوع والذي يتوق إلى التغيير من قبل الأعداء ؟  لإرجاع الدول العربية إلى الوراء إذا لم يتم زرع بذور الفوضى ألخلاقه  و التفتيت الطائفي والقبلي و نحن نرى حجم التدهور الاقتصادي والسياسي و تأثيرهما على الجانب الاجتماعي للامه العربية وبالأخص مصر وتونس واليمن و سوريا وليبيا .
ثالثا: التحديات الداخلية
·        إن واقع التجزئة التي فرضت على ألامه أهم التحديات التي تواجه ألامه في حاضرها ومستقبلها وان أي تقارب للأقطار العربي ولو في حدوده الدنيا يحقق للامه نوع من الاستقرار و إن الأمن القومي العربي أهم ما يجب أن يتحقق ولو في الحدود الدنيا و هنا فإن مبادئ الإعلان القومي الذي أعلنه الشهيد القائد صدام حسين عام 1980 م حري بان يتم التفاعل معه والتهيأه لتطبيقه.
·        كما إن أهم التحديات التي تواجه ألامه العربية في حاضرها ومستقبلها القريب والبعيد يكمن في طبيعة هذه الانظمه القطرية المتهالكة التي سلمت رقاب أبنائها للقوى الاستعمارية وتسير عبر النصائح الاستعمارية والتي تسوقها النصائح إلى هلاكها وهذه الانظمه تعتقد بأنها تؤمن الحماية لها من خلال الطاعة ومن أهم ما  أفرزته هذه الانظمه :
1       __  تغليب المصالح القطرية على المصالح لاستراتيجيه للامه العربية .
2       __  الغرق حتى الإذنين في المشاكل القطرية الناتجة عن سؤ التخطيط  الاقتصادي والسياسي والتعامل مع تلك المشاكل بحسب ظهورها , وحدتها دون  استقراء للمشاكل التي تفرضها طبيعة التطور الاجتماعي والاقتصادي فلا توجد استراتيجيه للحلول على المد الطويل .
3       __ التخبط الواضح  بين الهوية القطرية  والهوية القومية  بل ظهور الهويات المناطق  والطائفية وتغليبها على الهوية الوطنية والقومية  دون أن توجد أي تدخل للانظمه وكأن الأمر لا يعنيها .
4       _ المعاهدات الامنيه ومعاهدات الحماية وزرع القواعد الاجنبيه على الأرض العربية.
5       _ محاولات التقرب من الكيان الصهيوني و والتعامل معه اقتصاديا وسياسيا  على حساب المصلحة العليا للامه .
·        حالات الضياع التي تسود ألامه وهي كما لخصها الدكتور الياس فرح في تعقيبه على الأستاذ محمد حسنين هيكل في ندوه مركز الدراسات العربية لندن 6,7 مارس 1988م القاهرة ( الرؤية للنظام العربي.... الواقع والطموحات ) (7)
ا _ ضياع ( الهوية )الذي يطرح الاسئله عن معنى العروبة وعن تعريف ألامه وعن القومية العربية ...
ب _ ضياع العقلانية المستسلمة للظروف باسم الواقعية  والمتجاهلة لشخصية الواقع ولطبيعة التاريخ ولحركة التغيير في المجتمع العربي وللطابع الحضاري الذي يميزها.
ج ­­­­­­­­­­­­­­_ ضياع ( المناهج التجريدية ) التي تطبق المقاييس والتصورات الهندسية النظرية على الواقع وكذلك المناهج التجريبية ألمختبريه التي تتعامل مع الواقع  العربي كما لو انه جثه هامدة للتشريح بعيد عن حركة الحياة والمعاناة وتكتفي بالإحصاء والأرقام ولا تهتم بما يعج في داخل المجتمع العربي من تناقضات , وما يتفجر من طاقات ..
د _ضياع ( الرومانسية ) التي تكتفي بالوقوف على الإطلال دون إطلالة على المستقبل , دون أن تنتزع من الحاضر دروسا مستقبليه .
إن المستقبل باب مغلق إمام النزعات المتقوقعة على ذاتها والأفكار التي لا تؤمن بالتطور والتجدد والممارسات التي لا تعرف الاصاله .
·        الأحزاب الدينية المتغطية بالدين الغارقة في الطائفية  ذات النوازع الانفصالية والمرتبطة بقوى خارجية إقليميه أو دوليه  والتي تزرع بذور الفتنه والاقتتال و تلك ذات النزعه السلطوي التي يمكن أن تفرط بالولاء  الوطني للحصول على كرسي الحكم .
·        الحركات الانفصالية التي ترتهن أو الغارقة بالعمالة التي تلبي رغبات الاستعمار في تفتيت الوطن العربي .
·        الأوضاع ألاقتصاديه المتدهورة والأوضاع السياسية الغائبة عن مصالح ألامه المتطلعة للحرية والديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة .
·        عدم الاعتماد على الإحصاءات والأرقام الحقيقية وتحليلها كمؤشر على التطور المجتمعي وكمؤشر لاستقراء المستقبل وذلك لخضوع المعلومات للرقابة الصارمة للاجهزه الامنيه ولا تعطى لمراكز الدراسات الوطنية والقومية إن وجدت ...
·        قلة الناتج الفكري والعلمي والبحثي وذلك لعدم قيام المؤسسات البحثية بدورها وإن وجدت بحوث على قلتها فإن السياسيين لا يتعاطون معها بل ولا يقرأونها وتبقى حبيسة الكتب والإدراج .
إن أي تصور للتطور القطري لا يعتمد أساسا للترابط القومي وتداخلات القطري بالقومي لن يكون له النجاح لان العرب أمه واحده كما إن أي استقراء للمستقبل لا يؤخذ البعد القومي كحقيقة حيه لن يكتب له النجاح .  

 الفلسفة طريق للتنبؤ بالمستقبل
لقد تميزت حركة البعث العربي الاشتراكي باكتشافها القوانين المحركة للمجتمع العربي وإن هذه القوانين تشكل أساسا واقعيا عند دراسة تاريخ ألامه أو تشخيص حاضرها أو محاولة التنبؤ بمستقبلها كما إن واحد من القوانين الذي يركز على جدلية التوافق بين القانون الاجتماعي والقانون الطبيعي دون التطابق حري بان يكون حاضرا عند محاولة استقرا المستقبل ومعنى هذا ((إن البعث ميز بين القوانين الطبيعية , و بين القوانين الاجتماعية التي ميدانها المجتمع و الإنسان , فقوانين الطبيعة ( مكرره ) وقوانين المجتمع متبدلة متطورة متغيره ....ولا يصح إطلاق الأحكام الطبيعية المطلقة على المجتمع و قوانينه وكأنه مجتمع ساكن )) (8) ولكن يمكن الاستفادة من قوانين الطبيعة ضمن جدلية التطور المجتمعي والتوافق مع قوانين المجتمع المتطورة في مرحله زمنيه بعينها .
إذا كانت الميتا فيزيقيا تعرف بأنها ((كل مالا يدخل في الحس , أي إن كل مفهوم لا يمكن رده إلى ما تنبئنا به الحواس هو ميتافيزيقيا )) (9). وعليه فان كل نشاط فكري أو عقلي هو نتاج الميتافيزيقيا ما لم يكن للحس معطياته المحسوسة . ولكن دماغ الإنسان والجهاز العصبي جهاز متفاعل مع الجسم والمحيط وان المعرفة أكثر من تجميع الأحاسيس .
ويقول  الدكتور محمود حياوي حماش (( إن المشتغلين بالعلم ينطلقون من مبدأ وجود العالم حولهم وجودا حقيقيا , وان الأشياء والظواهر التي يدرسونها واقعيه أو متعلقة بالواقع ..... إننا نمتلك حاليا قدرا وافرا عن المعرفة المتعلقة بالواقع , ورغم إن البشر غير مزودين بأعضاء حس نفاذ أو قادر على معرفة كل شيء إذ إنها محدودة ولكن بإمكاننا معرفة الكثير , وان النشاط العلمي للإنسان يمكنه من زيادة هذه المعرفة كما ونوعا . .....ونظرا لان الواقع في كثير من الأحيان ليس معطى للحواس أو لأجهزة القياس والملاحظة بكل تفاصيله . إن العقل البشري يمتلك قده على محاولة إكمال ألصوره من المعطيات  التي تعتبر ناقصة , لتكوين فروض ومفاهيم ونظريات تمكن من النظرة الاشمل )) (10)
وعلى هذا الأساس فان النظرة إلى المستقبل تنطلق في الأصل من دراسة الواقع والتعامل مع معطياته وجمع المعلومات التي هي نتاج النشاط البشري في جميع المجالات ونتاج التطور المجتمعي وبمعنى آخر حساب الزيادة في النتاج البشري وعلاقات الزيادة بكل الجوانب المؤثرة في هذه الزيادة كمثال الزيادة في السكان مقابل ألرقعه الجغرافية و الأراضي المستغلة أو غير المستغله أو تلك المتضررة (بالتصحر مثلا) ومقابل الإنتاج الاقتصادي وتأثيرها على دخل الفرد أو تأثيره بزيادة الإنتاج نظرا لزيادة حجم ألعماله وهكذا .
وهنا تكمن ( مشكلة لاستقرا ) التي هي ((وجود قفزه  من جزئيات محدودة إلى القانون العام وهذه قفزه غير مألوفة طالما انه ليس ثمة تعادل بين الجزئيات والقانون الذي ينطبق عليها وعلى غيرها مما لم يخضع بعد للاستقراء أو التجربة )) ( 11) .
يعني إننا من خلال المعلومات التي هي جزئيه نحاول أن نستنبط قوانين (فرضيات)  لحركة المستقبل ينطبق على المعلومات طبعا الحقيقية والدقيقة وعلى غيرها و نحن في الحاضر ولم يأتي المستقبل فكيف يمكن أن نستقرء المستقبل أو نجرب القانون ( الفرضية) إذ نحن هنا لا يمكننا التكلم عن قوانين بقدر ما نتكلم عن فرضيات تقترب من أن تكون قوانين  ويمكننا أن نحدد أهم الأسس للفرضيات وهي كما يراها الدكتور محمود حياوي حياش :
1)    أن يتقيد بالواقع والملاحظات وان لا يكون خيالا بحتا .
2)    أن يكون الفرض واضحا وخاليا من الغموض .
3)    أن لا يتعارض مع قانون طبيعي معروف بصحته ومثبت بالوقائع .
4)    أن يكون الفرض قادرا على تفسير الوقائع التي وضع لتفسيرها .
5)    أن يكون له جانب اختباري أو محتوى تجريبي يمكن التحقق منه .
ولكن نحن نتكلم عن مستقبل أي إن الأساس الخامس لا يمكن تطبيقه ولكن يمكن تأكيد حصول الفرض بنسبه مؤيه لكي  نعطي أرجحيه لفرضيه على أخرى .
والشكل رقم (1) يوضح كيف ننطلق من حقيه الواقع الحلي إلى حقيقة الواقع في المستقبل

  السببية ومسارات الزمن
تستخدم ألسببيه الاماميه والمرتدة لتصور ووضع الفرضيات والمبادئ على الظواهر الخارقة وذلك للتفسيرات الفيزيائية . ويمكن أن نستعين بها في أي بحث يحاول إيجاد تصور مستقبلي بفرضيات تعتمد على المعلومات الواقعية في الحاضر بعد تحليلها .
(( وهكذا فان ألسببيه الاماميه تشتمل على أحداث خارقه تتعلق بالمسار للزمن  أي أحداث خارقه تتجه من الماضي إلى الحاضر . ومنه إلى المستقبل  وهي خارقه لأنها لا تخضع للشروط الفيزيائية للزمان والمكان . و تشمل ألسببيه المرتدة على إحداث خارقه تتجه في مسار عكسي في الزمن من المستقبل إلى الحاضر فالماضي . وهي عندما تسير بسرعة لا تتجاوز سرعة الضوء قد تقف عند الحاضر (الآن) , ولكن عندما تتجاوز سرعة الضوء فإنها تتجاوز  الحاضر إلى الماضي , أما ألسببيه  التراجعية فربما أيضا تشتمل على بعدين التسبب ألموقعي في حدود الزمان والمكان , والتسبب اللام وقعي (تأثير النفس على المادة (PK ) و هذا التسبب ألموقعي في مساره التراجعي لا يمكن أن يتجاوز سرعة الضوء في حركته المرتدة وعلى العكس منه التسبب اللاموقعي  أو التأثير النفسي المرتد retro-pk فانه يمكن ان يؤثر تأثير فوريا على الأحداث التي تسبقه في الزمن , لان سرعته تتجاوز سرعة الضوء .)) (12) .
إذا فالسببية المرتدة سواء كانت موقعيه أم لا موقعيه تسير ارتداديا في الزمن المستقبل إلى لحظه في الحاضر وهي لحظه يمكن أن تكون فيها الإحداث محدده وغير قابله للتغيير ((ومن المنطق فان يكون هناك  شخص قادر على أن يدرك ارتداديا أحداث الماضي من دون أن يكون قادر على إيقافها أو منعها عن طريق التأثير النفسي المرتد )) (13) . وهذ قد لا يمكننا ان نتعامل معه ونحن نحاول استقراء المستقبل بما لدينا من معلومات ولكنه حقيقة علميه نتعامل معها كنظريات يمكن أن تحدث عند الحركة بسرعة الضوء.
انظر شكل 2
 إن التنبؤ بالمستقبل ( Precognition  )  لا يستدعي فيه التسبب المرتد فهو يسير في بسرعة تتجاوز سرعة الضوء وكذلك الحال بالنسبة  لل ( Pk ) الاماميه التي تؤثر على الأحداث المستقبلي هاو الحاضرة , وذلك لأنه في التنبؤ يمارس الحدث المستقبلي تأثيرا ارتداديا على الوعي  . وكذلك الأمر في التأثير النفسي ( Pk ) الأمامي فيفترض انه يؤثر على أحداث الماضي او يكون تأثيره ثنائيا بمشاركة التنبؤ المستقبل.
ويمكن تفسيرها أكثر بالشكل 3

حسب الدكتور صلاح فليفل
 النظرية النسبية
((طبقا للنظرية النسبية لاينشتاين فان الساعة تتباطأ كلما اقتربنا من سرعة الضوء وتقف نهائيا عندما تبلغ تلك السرعة وهي السرعة التي يتوقف فيها مرور الزمن بالنسبة للساعة . )) (14 )
فإذا كانت عجلة التنمية تسير بسرعة معينه و تطور المجتمع يسير بسرعة اعلي من سرعة التنمية يحدث خلل هام حيث تتفاقم المشاكل الاجتماعية نتيجة لعدم تلبية التنمية لحاجات المجتمع إما إذا أردنا انلا يحدث خلل فانه يجب إن تتساوى سرعة التنمية مع تطور المجتمع  حتى لا يحدث ذلك الخلل وإذا افترضنا إن التنمية أخذت تتطور أكثر من سرعة تطور المجتمع فسيحث خلل ولكن من نوع آخر مثلا أن تجد مستشفيات أو مدارس بدون أطباء أو مدرسين ولو افترضنا انه حدثت كارثة طبيعيه أو مصطنعه كحرب مثلا ودمرت العديد من البناء التحتية أي فان  التنمية ستتراجع إلى الخلف عدة خطوات وعليه يجب حساب مقدار التراجع إلى الوراء في التنمية لتحديد ألنقطه التي تراجعت إليها  التنمية وتهيئة الأسباب للانطلاق بسرعة عاليه لتتساوى عجلة التنمية مع التطور المجتمعي . فيزيائيا إذا كنت في قطار والقطار يسير وصديقك يركب دراجة ويسر بجانب القطار و أنت تتحدث معه فلكي تستمر المحادثة يجب على صديقك أن يسير بسرعة القطار . و إذا سار صديقك بسرعة اعلي من سرعة القطار  وسبق القطار وعند نقطه في المستقبل اكتشف عبوه ناسفه , فانه لكي ينقذ القطار فعليه العودة بسرعة الضوء ليلحق القطار قي الزمن الحاضر أي الآن ليوقف القطار قبل أن يتحرك إلى الأمام . وهنا يمكن أن تتم الحسابات بطريقة  حساب المتجهات أي حساب المعدل استنادا إلى فرق السرعة بالنسبة لمتجهين متعاكسين في الاتجاه والشكل 4
 يوضح ذلك حسب الدكتور صلاح فليفل الجابري.  
 ((و الشيء الذي يتحرك ارتداديا في الزمن سوف يبقى إلى الأبد في ألحضه التاريخية لبداية رحلته , ذلك لان حركته الاماميه مع مسار الزمن سوف تكون مساوية بالضبط لحركته المرتدة . أما إذا ارتد الشيء بسرعة تفوق سرعة الضوء فانه سوف يدخل في زمن موجود قبل بداية رحلته فمن اجل أن تعمل ألسببيه المرتدة فان الشيء سواء كان قوه أو جسيما يجب أن يكون مستقلا عن الزمن  أي لا موقعي  non__local))) (15 ).
بمعنى آخر أي إذا كانت عجلة التنمية تسير عكس إرادة تيار الهدم كان تكون حربا مستمرة فإنها إن سارت بسرعة تساوي سرعة الهدم فلن يحدث تطور أما إذا سارت عجلة التنمية بسرعه اكبر من سرعة الهدم فانه ستحصل تنميه توثر ايجابيا في حياة المجتمع . ويمكن أن تمثل بزورق يسير في نهر عكس جريان تيار النهر فان الزورق اذا سار بسرعة تساوي سرعة التيار فانه سيبقى مكانه أما أذا كانت سرعة الزورق اكبر من سرعة التيار فانه يتقدم بالى الأمام والعكس صحيح .
الشكل 5 يوضح ذلك
ومما يزيد الأمر تعقيدا إننا نتكلم عن فرضيات يمكن أن تحدث في المستقبل أي انه يجب الحساب بأفق واسع يستوعب كل المتغيرات التي يمكن أن تحدث في المستقبل من واقع الحال في الزمن الحاضر .
الهوامش 
1 __ سيد شهداء العصر القائد صدام حسين __حول كتابة التاريخ  بغداد 1978م
2 __ د. علي حسين الجابري _ القائد والبعث __ افاق عربيه العدد4   نيسان 1988م بغداد
3 __ سيد شهداء العصر القائد صدام حسين __ حول كتابة التاريخ  بغداد 1978م
4 __أ.د. صالح علي باصره __ ( التاريخ , المؤرخ ,المصادر, التفسير التاريخي) _ مجلة العلوم الانسانيه والاجتماعيه _جامعة عدن العدد 12 يوليو__ديسمبر 2003 م
5 __مطاع صفدي __مدخل في قراءة القائد التاريخي __مجلة افاق عربيه العدد 11 تشرين ثاني 1989/ بغداد
6 __ المصدر السابق
7 __ د. الياس فرح __التصور المستقبلي للنظام العربي  افاق عربيه   العدد 4 نيسان 1988 بغداد
8__د. علي حسين الجابري __القائد والبعث __ افاق عربيه    العدد 4 نيسان 1988م بغداد
9__ د. محمود حياوي عماش اليتافيزيقيا وفلسفة العلوم  افاق عربيه العدد 4 نيسان 1988 بغداد
10 _ المصدر السابق
11 _ المصدر السابق
12 _ د. صلاح فليفل الجابري __السببيه المرتده ومسارات الزمن افاق عربيه __ تشرين الاول 1996 م بغداد
13 _ المصدر السابق
14 __ المصدر السابق
15 __ المصدر السابق 


بقلم/
       خالد عبد الله الجفري
           جامعة عدن
        كلية النفط والمعادن

يوم الأِيام 8/8/1988 العدوان الايراني والانتصار العراقي




يوم الأيام 8/8/1988م
العدوان الإيراني والانتصار العراقي
قدر العراق أن يكون حامي البوابة الشرقية للامه العربية , و خلال تاريخ هذا البلد كان دائما يأتي العدوان عليه من الشرق , وذلك لأنه مفتاح البلاد العربية المتحكم بخطوط الملاحة الدولية, وبلاد  الثروات الهائلة فهي  كما قالت ملكة القدس الصليبية لملوك أوربا ( بلاد اللبن والعسل ) و الأحجار الكريمة والفضة والذهب . ومن يسيطر على البلاد العربية سيسيطر على العالم . ولكن للعراق مع الفرس شان إضافي وهو إن الفرس يعيشون على هضبة فارس (عيلام ) في قلب إيران وهي هضبة  قاحلة قليلة المطر . فما أن تتجمع القبائل ألفارسيه وتكون دوله إلا وتجتاح الشعوب الايرانيه الأخرى  كالعرب الاحوازيين على الساحل الشرقي للخليج العربي و الأكراد والتركمان والاذريين و البلوش ولكن دائما تتطلع هذه الأقوام إلى الغرب إلى الأراضي الزراعية الخصبة والمياه الوافرة وفي كل تاريخ العراق كان الخطر الداهم في الغالب الخطر الفارسي الآتي من الشرق وكثيرا ما كانت تنتهي النزاعات بمعاهدات تنقضها ألدوله الفارسية ويمكن أن نستشهد بالمعاهدات التالية وهي ( ارض روم الأولى , وارض روم الثانية , و برتوكول الاستانه ) وهي كلها نقضتها إيران من جانبها وأخيرا معاهدة الجزائر 1975م  التي نقضها الخميني  بالعدوان الغاشم في4/سبتمبر 1980م .

لقد عاش الشعب الإيراني فتره طويلة تحت حكم الدكتاتورية الشاهنشاه تفتقد فيه لأبسط مقومات الحياة البسيطة في ظل الفقر والمرض حتى بعد تسليم بريطانيا لإمارة الاحواز الغنية بالنفط للدولة الايرانيه , كما حاول الشاه فرض الحداثة الاوروبيه المزيفة ( الملابس على الموضة الاوربيه , وخلق بيئة غربيه غريبة ) على هذا الشعب المتمسك بالأصول الاسلاميه والذي تتحكم ألاميه بأغلب أبناءه مع مصادرة الحريات الديمقراطية مما جعل الشعب الإيراني يضيق من كل ذلك ويثور عليه بقيادة الأحزاب الايرانيه ممثله في الجبهة الوطنية, وحركة الأحرار بقيادة مهدي بزركان (أول رئيس لوزرا بعد الثورة ), وحزب توده الشيوعي , و مجاهدي خلق, ومجاهدي الإسلام, والماويين , والتروتسكيين , وجماعة أبو الحسن بني صدر ( أول رئيس للجمهورية الايرانيه ) . غير إن القوى الغربية لم ترد للثورة أن تنجح وطنيا خوفا من تكرار تجربة ثورة مصدق ( الذي أمم النفط الإيراني و التي تآمر الغرب لإجهاض تلك الثورة). وهنا تم استدعى الخميني من باريس ليكون الأب الروحي للثورة والذي هوا صاحب نظريه براغماتيه هي نظرية ( ولاية الفقيه) تحقق للغرب الاستعماري خططه في نشر الفوضى حسب نظرية (صراع الحضارات) وبلباس ديمقراطي مزيف حسب (نهاية العالم) , وقد استطاع الخميني بطريقة الغدر من التخلص بالتصفية الجسدية من كل الوطنيين من قادة الأحزاب  وفي مقدمتهم مهدي بزركان ,وصادق قطب زاده , ومحمود طالقاني ,الذي قيل انه مات بالسكتة القلبية    أما أبو الحسن بني صدر ومن استطاع الفرار من الموت المحقق فقد هربوا بجلودهم إلى أوربا . وبعدها خلت الساحة الايرانيه للخميني وإتباعه لتطبيق ولاية الفقيه على الأرض .
ما الذي دفع إيران إلى العدوان على العراق في 4 سبتمبر 1980م ؟؟
أولا ___النزوع الشخصي للخميني لإعادة بناء الامبراطوريه الايرانيه وهذا واضح من خلال قراءة النهج الشخصي للخميني والذي أوضحه أبو الحسن بني صدر خلال مقابله معه في قناة الجزيرة حيث حدد شخصية الخميني بأنه لا يثق في احد و أن الخميني كان متردد من العودة  إثناء الثورة إلى إيران لأنه لا يثق في احد . ويمكن أن تتضح ألصوره أكثر من خلال الأفكار التي نشرت حول ولاية الفقيه حيث إن الخميني (( ابتدع في نظريته عن القضايا الدينية مما يتعلق بولاية الفقيه البنود الاربعه المتصورة التالية  : هناك الله , وهناك النبي , وهناك الإمام الغائب (المهدي المنتظر) , وهناك رجل الدين . الله موجود , والنبي ميت , والإمام غائب غير موجود . فمن الذي بقي ؟ بقي الفقيه وبقي الله . وصار يتلاعب بالمفاهيم والإحكام والشرائع تلاعب الحواة والسحرة والدجالين .... ويقول إنا موجود والله أيضا موجود . إذن أنا ارتباطي مباشر بالله . ومنه أتلقى . ويكون الله مسئولي الأوحد إلى ا ن يأتي الإمام الغائب ))(1). و بعد أن تخلص من كل منافسيه السياسيين والدينيين أعلن انه الإمام إلى ا ن يأتي الإمام المنتظر.
ثانيا __للخميني فكرته في بنا( ألدوله الاسلاميه العالمية) معلنه من قبل مسؤولية الدولة الايرانيه وفي كل خطب الخميني قبل الثورة وبعدها تبدءا بتصدير الثورة إلى كل العالم, ولهذا (( الهدف الكوني (الكوزموبولوتي) فقد صممت ولاية الفقيه الخارطة الجديدة للعالم من خلال تنظيم مراحل العمل ألدعوتي (ألأممي)، بموجب المناطق الجغرافية والأيديولوجية الثلاث التالية:

ـ المنطقة الأولى: وأطلق عليها (المنطقة السوداء) تشمل القارة الأوروبية، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها..
ـ المنطقة الثانية: واصطلح عليها (المنطقة الحمراء) والتي تمثل الاتحاد السوفياتي وممتلكاته ومن يقع في دائرة نفوذه الأيديولوجي في أوروبا الشرقية (الدول الاشتراكية).
ـ المنطقة الثالثة: وهي المكان الجغرافي المؤهل لإقامة الجمهورية الإسلامية أو ولاية الفقيه العالمية، والتي سميت بـ(المنطقة الخضراء) وقد تم تثبيت حدود العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب وتشمل الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي وألبانيا والأجزاء التي يقطنها المسلون في يوغسلافيا، بصفتها كياناً واحداً خاضعاً لولاية الفقيه.

يقول الخميني: "هذه الدولة أو الحكومة وجدات فعلاً في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وفي عهد الإمام علي (كرم الله وجهه) فإننا نؤمن بأنها قابلة للتجديد لكن الظالمين عبر التاريخ منعوا توضيح الإسلام.. "

ولئن كان النص عائماً وغامضاً، فإنه يحمل دلالة ذاتية قوامها التبشير بنموذج منتظر (.. إنها الرايات السود الآتية من إيران)
هذا ما كان يسعى إليه السيد الخميني ويبشر به ("إني أرى الرايات السود قد قرب موعدها").

وقد قدم رجال الدين الإيرانيون دراسات تفسيرية مطولة حول مرامي نصوص ولاية الفقيه المتعلقة بـ (الوحدة الإسلامية) وحول الضرورات التي توجب قيامها، وانتهى الباحثون إلى نتيجة واحدة، وهي (أن الجمهورية الإسلامية في إيران بنموذجها الإلهي المبارك، ستطوي بقيادة الإمام الخميني قريباً؛ صفحة العراق إلى الأبد، عندها سنبدأ ببركات الإمام المهدي تحقيق -الثورة الإسلامية الكبرى- بفتح مكة وبغداد وغيرهما من الأقطار العربية والإسلامية). ))(2)
ثالثا __ الدافع الديني _ولاية الفقيه عند الشيعة تنقسم إلى  (الولاية الخاصة)و( الولاية العامة ), ويقول الدكتور فاضل البراك ((  يؤمن المجتهدون الشيعة بالولاية الخاصة , وتتعلق هذه الولاية بالمعاملات أليوميه والأحوال الشخصية للأفراد في المجتمع وهي أحكام وقواعد وحدود الزواج والطلاق والحج والزكاة والحلال والحرام .....وهي نوع من الإفتاء يتعلق بها الفرد أو ذاك على وفق أحكام المذهب الجعفري . ولكن الخميني يأخذ بولاية أخرى اعم واشمل وهي الولاية العامة . وتعني ألممارسه المطلقة والكلية للولاية الخاصة والولاية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والفكرية . وتشمل كل ما يتعلق بالفرد والمجتمع)) ,ويعتقد الشيعة إن الولاية العامة مخصصه للمهدي المنتظر فقط صاحب الزمان والمكان الذي سيملاء الأرض عدلا بعد إن ملئت جورا . ولكن الخميني له رأي آخر يتماشى مع شهوته للملك و نزعته الامبراطوريه لإعادة أمجاد فارس . (( فصار يقول إننا إذا بقينا ننتظر الإمام صاحب الزمان والمكان حتى يظهر , فلربما لا يظهر في هذه الفترة وقد ننتظر فتره  طويلة للغاية دون أن يظهر . إذن ينبغي أن نمارس الولاية العامة للفقيه الآن بالقوة . فإذا فعلنا , فلربما تتهيأ الأجواء المناسبة للإسراع في ظهور الولي الغائب)) . من هذا يتضح الفكر الذي يقود الخميني نحو إطماعه ونوازعه الامبراطوريه ولكي يطبق هذه النظريات عليه التخلص من كل أعدائه الدينيين بعد أن تخلص من أعدائه السياسيين وقد عارضه في هذه الأفكار العديد من الآيات والحجج ومنهم  ((شريعة مداري , والروحاني , وحسين علي منتظري ,والطالقان, والقائمة تطول)) (2).
رابعا __ تحدي الأقليات وبوجود صراع الملا لي على السلطة  بعد التخلص من السياسيين وبالأصح بعد إقرار الدستور الإيراني الذي يتبنى ولاية الفقيه , و الذي يكرس هيمنة الصفويين على السلطة فقد ساد أحساس  الأقليات من عرب واكراد واذريين وتركمان وبلوش بانه ((مثلما غدر الخميني بالقوى السياسية التي ساهمت في صنع  (الثورة ) فقد غدر بالأقليات التي رفعت شعار الحرية والاستقلال والرفاهية الاحتماعيه ))(3) . كما انه  قد جرت تصفيات جسديه كبيره للكثير من الإيرانيين الحداثيين والمثقفين والسياسيين وأصحاب الرأي الذين يسمون المنافقين وفي رد للخميني على رسالة ابنه احمد حول هؤلا  المنافقين قال((باسمه تعالى
في كل المسائل المطروحة في الأعلى كل شخص في كل مرحلة إن كانت قضيته النفاق فحكمه الإعدام، دمروا أعداء الإسلام بسرعة ، وبخصوص متابعة الملفات ، تنفيذ الأحكام بسرعة هو المطلوب.       )) (4).
خامسا__ الدافع الداخلي  العراقي  لوجود الأماكن ألمقدسه في العراق فان كثير من الحجاج الإيرانيين لا يرجعون إلى بلدهم ويعيشون على الحب والإخاء بينهم وبين العراقيين من جانب العراقيين و لكن ما أن بدأت الأفكار الدينية السياسية تنتشر وإن كانت سريه انخرط الإيرانيين في الأحزاب السياسية الدينية ومنها حزب الدعوة العميل الذي له اتصالات واسعة مع المراجع الدينية في مدينة قم الايرانيه و كذا مع الخميني وقد أوضحوا للخميني سهولة اجتياح العراق بما يتمتعون به من ثقة وجماهيريه , وكذا حسابات الخميني الخاطئة حول إن الشيعة يمثلون ثلثي العراق وبالتالي فإنهم سيقفون مع ثورته ضد وطنهم وقيادتهم الوطنية وقد خاب ظن الخميني وعملائه . 

سادسا_ الدافع العسكري
إن فكرة ولاية الفقيه ليست فكره سياسيه ودينيه فقط فان الخميني أيضا يريد أن يطبق الولايه على الجيش ومعروف إن الجيش الإيراني جيش حديث ويعتبر قبل عام 1979م خامس جيش في العالم من حيث الانضباط العسكري والتسليح والعتاد ومن اجل تطبيق نظرية ولاية الفقيه يجب التخلص من القيادات العسكرية ليتحول الجيش النظامي إلى حرس ثوري تتحكم في حركته الولاية والإمام أو المرجعية العليا .
سادسا _ البعد الإقليمي  الكيان الصهيوني لعب دورا فعالا في إشعال نار الحرب وذلك لتحييد الدور العراقي عن الصراع العربي الإسرائيلي لتتخلص من القوه العراقية ويتم تدمير العراق (( وكانت مقالة الزعيم الصهيوني هيرزك معروفه في حينه عندما اتضح في خفايا مقالته التي أعادت نشرها صحيفة Europa   إن النية الصهيونية كانت مبيته أصلا لإشعال فتائل الحروب لا الفتن فقط ))(5).
سابعا _البعد العالمي __لقد مثلت الدراسات الصادرة عن مراكز الدراسات الامبريالية والتي توجه الساسة الغربيين إلى تطبيق تلك النظريات عن طريق الدعم المباشر وغير المباشر للنظام في إيران لزرع بذور التفتيت الطائفي وزرع الفوضى دعما لبدا العدوان من حيث إن العراق لن يقوى على مقاومة إيران القوه الخامسة عالميا وبالتالي فان احتلال جنوب العراق سيدفع الدول العربية للتدخل لحماية ألسنه وكذلك تركيا ستتدخل لحماية الأكراد والتركمان وسيتفتت العراق إلى ثلاث دول في حال انتصار إيران واجتياحها لجنوب العراق وهذا ما يبرر إن أكثر الهجومات الايرانيه في القاطع الجنوبي للعراق .
إذن نلاحظ إن الخميني وأنصاره لكي يطبقوا نظرياتهم في ولاية الفقيه التجأ إلى الحرب والتي تتيح لهم التخلص من معارضيهم السياسيين والدينيين و يفرضوا على الأقليات القبول بولاية الفقيه  وكذا إشغال الجيش الإيراني بالحرب بعد تصفية ضباطه ليتم تفكيكه لبناء الحرس الثوري الذي يخضع للضبط من قبل ولاية الفقيه , فقد مثلت الحرب للخميني الحل السحري لتثبيت الحكم وإخضاع الأقليات وبناء الحرس الثوري وتصدير الثورة لتحقيق إطماعه في بناء الامبراطوريه الفارسية تحت مسمى (الدولة الاسلاميه العالمية).
لقد بدا الإيرانيين بالكثير من الأعمال العدائية منها الاعلاميه العدائية للنظام الوطني العراقي وحشد القوات العسكرية على الحدود العراقية وهذا بحد ذاته في العرف الدولي يعتبر حرب . كما إن المدفعية الايرانيه كانت يوميا تقصف المدن والمخافر الحدودية ولكن العراق كان صابر وكان يرسل الرسائل للمنظمات الدولية جامعة الدول العربية , ومنظمة المؤتمر الإسلامي , والأمم المتحدة عن كل تلك الانتهاكات , إلا إن تلك المنظمات كانت في سبات عميق ا وان الأمر لا يهمها . كما  ان الدول الاستعمارية ومعها الدول التابعة عربيه وإقليميه حاولت قلب الحقائق والتعتيم عليها و سخروا آلة الإعلام الموجه الاستعماري والناطق بالعربية لقلب الحقائق وكأن العراق المعتدي بينما إن الحقائق تقول إن العراق هوا المعتدى عليه ويمكن لأي باحث أن يكتشف الحقيقة بنفسه من خلال أرشيف جامعة الدول العربية أو أرشيف الأمم المتحدة من خلال مراسلات العراق فقد وثق العراق كل الاعتداءات برسائل للمنظمات الدولية .
لقد بداء العدوان الإيراني حقيقة منذ عام 1979م وذلك بالعدوان على الممثليات العراقية في المدن الايرانيه  وكذلك البث الإعلامي الموجه لتصدير الثوره وكذلك بالعدوان على المدارس العربية التي يشرف عليها العراق في المدن الايرانيه . وقصف المخافر والمدن الحدودية بالقذائف . ولكن العدوان العسكري الفعلي بداء ((في 4/9/1980م  صار قتال حقيقي .. معركة سيف سعد يوم 7  ايلول التي اشتركت فيها فرقة عسكريه من كل طرف و راح فيها شهداء وجرحى ...أليست هذه المعركة حربا ؟  معارك زين القوس يوم 11_12 ايلول والتي شاركت فيها فرقتان عسكريتان من كل طرف ...ماذا تعني ؟ ..إغراق السفن وإعلان بيان إغلاق شط العرب ..أليست هذه حربا ؟ ..كل هذا لا يعد حربا فبنظرهم..إلا  يوم  22/9/1980م ))(6).
نعم يوم 22/9/1980م كان يوم الرد على كل الاعتداءات الايرانيه من قبل الجيش العراقي البطل الذي خاض هذه الحرب وهوا يتحلى بالقوة والإيمان ويستحضر تراث الأجداد في القادسية الأولى وكل تاريخ ألامه العربية ويتطلع إلى الغد الأفضل بعد رد العدوان و الحفاظ على الكرامة والقيم والحرية .
اننا اليوم ونحن نستحضر ذلك اليوم الذي أشرقت فيه شمس الانتصار وتجرع الملالي السم بعد أن أنكفئ شرهم ورد إلى نحورهم فان للانتصار أسسه التي سيسطرها التاريخ بأحرف من نور و سيقف المؤرخون طويلا أمام هذه المرحلة التاريخية بكل أبعادها العسكرية والسياسية والفنية والتنموية . فقد أحدثت ألامه أحداثها التاريخية بفواصله ونماذجه وإبداعاته ممثلة بالشخصية العراقية التي استحضره كل أمجاد ألامه عن طريق الانبعاث الحضاري للفكر ألبعثي الخلاق .
لقد أحدثت ألامه في جانب من قراءة هذه المرحلة فكرة القيادة التاريخية للقائد الشهيد صدام حسين الذي أدار بحنكه وإبداع ( القيادة الضرورة ) كل المعارك العسكرية والتنموية والسياسية, تلك القيادة التي سيتحدث التاريخ بكل فخر عنها في تكامل قيادي من القمة إلى القاعدة لان الكل يستمد المقدرة  القيادية من العمق والمنبع الأعلى حيث يتكامل الفعل ضمن حركة السوق والذي من الطبيعي أن لا يشبه الاله إلا إن تأثيره أقوى وأدق من أي أله صنعها الإنسان أو قد يصنعها إنها بحق مقدره عاليه لا يمكن لأي أمه أن تحدث الفعل القيادي الذي أحدثته الثورة العراقية خلال قداسية صدام ألمجيده , أو خلال معارك الشرف ألاحقه (أم المعارك , والحصار الظالم , ومعارك الحواس الخالدة بما فيها المقاومة البطلة) .
كما إن قادسية صدام ((هي معركة القومية العربية , التي هي مشروع العرب المستقبلي_ كما عبر المرحوم الرفيق  ميشيل عفلق _ لان الروحية التي سادت خلال المنازلة بين العراق وإيران , روحية الفداء والتضحية والإبداع  والابتكار والتصور العقلاني السليم , هي الروحية التي تحتاجها ألامه العربية لكي تبني المجتمع التقدمي الاشتراكي الجديد المجتمع القادر على مواجهة التحديات , والقادر على ألمساهمه في صنع الحضارة .))(7).
لقد أرادت قوى الشر الامبريالية إخماد جذوة الانتصار بالتأمر على العراق للمرة الثانية بعد فشلهم من خلال إيران , وشجعوا أو أمروا إتباعهم في الخليج العربي لاستفزاز العراق  ليبرروا مرة أخرى حرب جديدة على ألامه ممثلة  بالعراق فكانت أم المعارك ثم تبعها الحصار الجائر اللا إنساني  و أخيرا العدوان الظالم عام 2003م , ولكنهم سيتجرعون السم الزؤام بعد خسائرهم الباهظة , والنصر أتي لا محالة فهذه ألامه لا ترضى أبدا بالهوان وان كثر المنبطحين والعملاء فالخير فيها إلى قيام الساعة .
وفي الختام فإنه ((لا يجوز بعد انتهى الحرب أن ننسى جروحا عميقة .. عميقة جدا وذكريات مؤلمه وتضحيات كبيره رغم إن النصر كبير ..تضحياتها كبيره وجديه ))(8).
الهوامش
1__  الدكتور فاضل البراك (الأمن القومي العربي _وجلية الارتباط بين البعدين الإقليمي والعربي )__ آفاق عربيه كانون ثاني _يناير 1989م بغداد
2__ الدكتور عبد الستار الراوي  (دارسه في الفكر الإيراني المعاصر ) _ شبكة المنصور http://www.almansore.com/Art.php?id=24119
3__الدكتور جاسم النداوي ( إيران صراع داخل أسوار الحكم وخارجها) _ آفاق عربيه _ آب 1989م
4__ باقر الصراف (عندما تنخر الطائفية عقل المثقف)_يعرض وثيقة فتوى تبيح قتل السجناء دون محاكمه __أنصار الشهيد القائد صدام حسين        موقع الكتروني
http://www.ansarsaddam.com/news.php?action=list&cat_id=1
نص الوثيقه مترجمه
سماحة الوالد الإمام الخميني مد ظله العالي
بعد التحية و السلام، الحكم الصادر من حضرتكم بحق المنافقين قد أثار شكوك أيت الله الموسوي الأردبيلي وقد سئلني بخصوصه ثلاثة أسئلة عبر الهاتف :
1.هل الحكم يتعلق بالذين كانوا في السجن وحُكِمَ عليهم بالإعدام و ما تغييرت مواقفهم و ما جرى عليهم الحكم حتى الان ، أو حتى الذين ما حُكِموا يجب إعدامهم؟
2.هل المنافقين الذين حُكِمَ عليهم بالسجن لمدة معينة و مضوا فترة من الزمن في السجن و جُنحتهم كانت النفاق ، يجب إعدامهم؟
3.بخصوص متابعة ملف المنافقين في المدن التي تمتلك القضاء المستقل و ليس تابعة للمحافظة هل يجب إرسال ملف هؤلاء إلى مركز المحافظة او تلك القضاة يستطيعون أن يتصرفوا بصورة مستقلة؟
إبنكم ، احمد
(كتب الخميني في ذيل الرسالة)
باسمه تعالى
في كل المسائل المطروحة في الأعلى كل شخص في كل مرحلة إن كانت قضيته النفاق فحكمه الإعدام، دمروا أعداء الإسلام بسرعة ، وبخصوص متابعة الملفات ، تنفيذ الأحكام بسرعة هو المطلوب.
روح الله الموسوي

للاطلاع على  وثيقة الفتوى بالغه الفارسية
5__الدكتور محسن جاسم الموسوي افتتاحية  آفاق عبيه (اعتبارات الحرب وعبر النصر) آب 1989م بغداد
6__الشهيد طه ياسين رمضان __( مقابله) _ آفاق عربيه نيسان 1988م بغداد
7_الأستاذ حسن طوالبه _مداخله (حول انعكاسات النصر العراقي على الموقف القومي ) في ندوة (الذكرى الأولى لعيد النصر ) آفاق عربيه آب 1989م بغداد.
8_ الأستاذ لطيف نصيف جاسم ( الدفاع عن الوطن أرقى إشكال المبادئ) آفاق عربيه  أيلول 1989م بغداد


   









الجمعة، 22 يوليو 2011

الوطن العربي والتيارات الدينيه السياسيه




الوطن العربي والتيارات الدينية السياسية

خالد الجفري
كلية النفط والمعادن جامعة عدن



بداء الاتجاه الديني السياسي بالمرحلة (التنويرية) كما يسمونها المفكرون الإسلاميون التي قادها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وفيها حاول الاثنان الانفتاح على الثقافة الاوروبيه بعد ألعزله التي فرضها الاستعمار العثماني ثم تلتها مرحلة تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر وهي مرحله كان الاتجاه السائد فيها الإصلاح الاجتماعي ولم تكن الحركة كما هي عليه اليوم كحزب سياسي بل قد تكون الحركة اليوم فقدت الاتجاه الإصلاحي إلى السلطوي أي البحث عن السلطة بأي طريق كما سنرى لاحقا.
لقد قدمت الحركة قوافل من الشهداء في معركة ألامه مع الصهيونية بل وحتى في معارك الاستقلال من الاستعمار ولكن طريقة العمل لديها كانت أكثر انكماش على نفسها فلم تتحالف مع أي حركه تحرريه قوميه أو وطنيه وتقدميه وتكتفي بالتنسيق فيما ندر وهذا اعتقد انه بسبب التكوين النفسي والروحي الذي يجعلهم يفكرون أنهم هم المسلمون فقط وان عليهم وحدهم حمل راية الجهاد فقط وان غيرهم من الحركات السياسية والفكرية لا يحق لها التكلم باسم الدين أو الجهاد وهذا نشاء لديهم ولدى مفكري الجماعة من مقولة (ألحاكميه لله) ولا يحق لأحد التكلم باسم الله إلا هم . وبسبب هذا التوجه فإنهم ناصبوا العدى لكل الحركات التحررية في الوطن العربي وأهمها ألدوله القومية (مصر عبد الناصر) ووصل تآمرهم حد المحاولة الإنقلابيه الفاشلة التي عندها بدأت ألقطيعه وهرب من هرب منهم إلى السعودية وغيرها حيث تم احتضانهم هناك وتشبعوا بالفكر السلفي حتى انه أصبح هو الطاغي على الأفكار ألدينيه داخل الحركة.
مميزات الحركات الدينية
 1    *  لم تستطع هذه الحركات من تجاوز ألطائفه آو المذهب (البحرين ولبنان والعراق----كمثال).
 2 *   العلاقة الهشة والغير واضحهه بين الفتوى الدينية داخل الحركة والمواقف السياسية التكتيكية أو المتغيرة بحسب الزمان والمكان .(مثال الموقف من الحركات القومية والاشتراكية )
 3 *  لم تستطع هذه الحركات تأسيس قياده موحده في الوطن العربي بالرغم من الإمكانات الهائلة والدعم الكبير من الانظمه العربية .
4*  تخبط واضح تجاه الكثير من القضايا القومية والقطرية (تحالف الحزب الإسلامي في العراق مع الاحتلال ومشاركته في الحكومات التي شكلها الاحتلال).(موقف حزب الله من احتلال العراق).
5 *  الموقف المعادي للقومية وحتى للفكرة القومية العربية الذي جعلهم في مفارقه كبيره بين الوجود القومي للعرب والقرآن العربي والرسول العربي وبين الفكرة الاسلاميه الفارسية لولاية الفقيه والدولة الفارسية الشيعية.
هذه أهم ما تمتاز به الحركات الاسلاميه ولقد استفادت الحركات الاسلاميه من التزاوج بينها وبين الانظمه العربية والتي كانت نتاج التوصيات الامريكيه للانظمه بان تدعم الجماعات الاسلاميه في مواجهة المد القومي صاحب المشروع الحضاري والذي تتشوق له الجماهير العربية خصوصا في مواجهة الأعداء الصهاينة وحلفائهم وكانت فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي فترت ازدهاره وقد قطفت ثمارها حركة الإخوان وبعض الحركات الأخرى كالسلفية والحركات الاصوليه .
لقد تعددت الأهداف الاستعمارية من دعم الاتجاهات الدينية ولكن أهمها :
  1  _ إيجاد مبرر مقنع لوجود دوله لليهود متى ما وجدة دوله سنيه وأخرى شيعيه وأخرى قبطية وغيرها.
2  _ألدوله القومية حاولت تجاوز الحدود بمشروعها النهضوي والاستراتيجي وهي قادرة على تجميع ألامه متى ما توفرت الأسباب لذلك كذلك فإنها قادرة على جمع أنصار العرب من كل العالم (مثال عبد الناصر ومشروعه التحرري والنهضوي ودوره البارز في حركة عدم الانحياز, والبعث العربي ومشروعه الحضاري الثوري الوحدوي والنهضوي الشامل ودوره البارز في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي )
3 _ انتشار الإسلام في العالم يعني تزايد أنصار العرب والداعمين الحقيقيين للقضايا العربية وهذا يؤرق المستعمرين والامبريالية العالمية وحليفتهم الصهيونية. ولكن عندما ينتشر التعصب الديني والطائفي تفرز الطوائف ووكل طائفة تحصن إتباعها فلا ينتشر أي دين أو طائفة على حساب الأخرى . كما إن التعاطف والمناصرة لن تكون للقضايا الوطنية أو القومية وإنما للتعصب الطائفي مثلا يناصر ألشيعه بعضهم البعض ولا يناصرون ألسنه وهكذا بالنسب للأديان والطوائف الأخرى.(الدعم الذي حظية به الحركات الدينية في الوطن العربي ليس حكرا عليها بل إن جميع الحركات ألدينيه في العالم أخذت نصيبها مثال تولي حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي الحكم في الهند وصعود اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني والاحزاب المسيحية في أوروبا ).
4  _التحضير المباشر للتفتيت الطائفي للمنطقة العربي لتكون الدولة الصهيونية الأقوى والمتحكمة في الصراعات والمستفيدة منها.
5    _سهولة نهب ثروات المنطقة والسيطرة الكاملة لرأس المال الأجنبي
6   _ يتم القضى على الحلم العربي في دوله قوميه توحدهم . وبالتالي ستكون السيطرة للقوى الاستعمارية فقط.
طبيعة الحركات الدينية الانكماش على الذات فلا بوجد تفاعل مع القضايا الوطنية اوالقوميه مع الحركات الأخرى وطنيه أو قوميه وغيرها ويمكن القول عدم قبول الآخر . ويحدث تفاعل إن صح التعبير داخلي بين أنصار ألجماعه بدون مشاركه مع الآخرين . وكذلك فان الطابع السائد للحركة الدينية هوا النزوع التام للسلطة والحكم فما أن يروا فرصه للحكم حتى يستغلوها وان كانت مضره بالحركة ( مثال مشاركة النمير في السودان والانقلاب على ألديمقراطيه في السودان أيضا . وقيام دولة حماس في غزه وشق النضال الوطني الفلسطيني (.
لقد اضر بالحركات الدينية مواقف التكفير لبعض القوى الأخرى في فترات سابقه وعندما حانت ألفرصه للتحالف مع تلك الحركات لغرض ما . فأنها لم تجد ما تبرر به هذا التحالف لدى أنصارها ومؤيدوها وحتى الآخرين ( فكيف يتحالف المسلم مع الكافر؟) لذلك توجد نوع من عدم المصداقية في التعاملات الخارجية (مثال أحزاب إلقاء المشترك في اليمن .(الإصلاح ولاشتراكي والناصري والحق(.
كما اضر بالحكات الدينية العلاقة غير الواضحهه مع الدول الاستعمارية (حسن الترابي وأمريكا . السودان ..والإصلاح في اليمن والسفارة الامريكيه والمعهد الديمقراطي الأمريكي ) ويمكن التفهم لعلاقة حزب معين بمنظمات مجتمع مدني لشعب آخر أما علاقة حزب بدوله أجنبيه وعدوه لا يفهم.(علاقة حزب الله بإيران صاحبت التوسع ألاحتلالي في العراق والجزر العربية في الخليج العربي فكيف ان يكون حزب مقاوم ويسكت على احتلال دوله لراض دول أخرى (آم حسب المثل اليمني إذا اطعم الفم سكت وغمضت العين( .
في الختام الحركات الدينية في الوطن العربي لها وجود مؤثر ولا يمكن تجاهله ولذلك فإنها مطالبه بتجاوز الماضي وضع استراتيجيات جادة لخوض حوار جاد حول مستقبل ألامه ومطالبه أكثر بتحديد المخاطر التي تتعرض لها ألامه لكي يسهل التقارب ولو في حدوده الدنيا فالمخططات التي تستهدف ألامه كثيرة ولن تفلح أي مواجهه منفردة وتلك المخططات تستهدف الكل دون استثناء وأشيد بمواقف المفكرين الإسلاميين من احتلال العراق ومواقفهم الداعمة للمقاومة الشعبية ولكن الحركات الاسلاميه مطالبه أكثر بكثير من مواقف المفكرين فاليوم كل أجزاء الوطن العربي تتعرض لهزه عنيفة اختلطت فيها الاحتجاجات ألمطلبيه مع الغوغاء مع الثورة مع التغيير ولكل بلد خصوصيته حيث يجب دراستها بجديه وبمسؤولية وطنيه وقوميه ودينيه حتى لا نكون أدوات غبية بيد ألا عدى نخرب بلداننا ونحن نحسب أننا نحسن صنعا .
  
....والله من وراء القصد
  
خالد الجفري
كلية النفط والمعادن جامعة عدن