قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 4 فبراير 2016

باقر الصراف : الأمة العربية هي المنطلق: لابد من التدقيق في أوضاع الأجزاء على ضوء الموقف السياسي من الكل وليس العكس

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأمة العربية هي المنطلق: لابد من التدقيق في أوضاع الأجزاء
على ضوء الموقف السياسي من الكل وليس العكس
شبكة البصرة
بقلم: باقر الصراف
كاتب عراقي مقيم في هولندا
العديد من المهتمين بشؤون الوطن العربي، يتداولون شؤون الأمة على ضوء فلسفة معينة قد يأخذ بها البعض أو يرفضها، ولكن طالما يؤمن البعض بخصوص النظرة القومية العربية، التي جوهرها عدم العمل الموضوعي أو الغائي المقصود على تجزئة أقطارها، فلا بد والحالة هذه، أنْ ينطلق من معياري التوحيد أو التجزئة فيما يتعلق بالأوضاع القطرية. أما على صعيد معالجة أوضاعه القطرية، فينبغي أخذ التطورات الإجتماعية : كالتقهقر والتقدم، الصعود والهبوط، الديمقراطية والدكتاتورية، وغيرها من مقاييس سياسية وفكرية، بنظر الإعتبار، بالإضافة لذلك المعيار الأساسي الذي تحدثنا عنه في بداية السطور، فالحفاظ على الدولة الموحِدة في أي قطر، هي المنطلق والتأسيس قي أي فعل سياسي موضوعي. والدولة تعني الأرض أو الإقليم والشعب أو المجتمع، والحكومة المنبثقة عنهما وما يرتبط بها من أجهزة وظيفية، داخلية أو خارجية.

فلو أخذنا مثالاً تطبيقياً واضح المعالم في أحد الأقطار العربية، يتميز بالبعد الجغرافي عن الجنسية القطرية التي أحملها، والتي كنت شخصياً أؤمن بها على الصعيد الفكري والسياسي، به أيام الحصار الأمريكي المشؤوم على الدولة العراقية، والذي تجلى ذلك المفهوم الإيماني بالمصالحة الوطنية العراقية، وحدّيه الدفاع عن الوطن ووحدته والحفاظ عليه من شرور التجزئة، من ناحية، والعمل في سبيل حياة ديمقراطية سياسية، من الناحية الأخرىن.

لذا، فإنَّنا نواجه في هذه الأيام ذاتَ المعضلة السياسية تجاه المسائل القطرية التي ينبغي تحديد الموقف السياسي منها، من دون الخضوع لأي إبتزاز سياسي أو أية مزايدة يسارية، وهي في حقيقتها عمل سياسي مبذول ومخاتل من أجل التغطية على الفهم الطائفي، كموقف وممارسة، مثلاً.

أقول لو أخذنا الحالة المغربية كدولة قطرية موحدة، وتنبثق فيها أصواتٌ هنا وهناك تدعوا بشكلٍ صريح أو موارب إلى تجزئتها سواء عبر الدعوة لدعم "جمهورية صحراوية" لا تقوى على ديمومتها في عصر التكتلات السياسية الكبرى، أو إنجاز مهمة سياسية تتعلق بـ"حق تقرير المصير للمجاميع الأمازيغية" على أرضية "حقوق الإنسان المفقودة في المغرب"، كما يزعم معظم هذا التكوين الأمازيغي الذي يعيش في الخارج.
والذي "يجاهد" البعض خلال هذه المرحلة من أجل صيرورتها واقعاً قائماً، على حساب الكل المغربي : وطناً وشعباً، وهي رؤية سياسية تتعلق بالحقد الذي لا يرسم خطاً سياسياً صحيحاً، كما أرى، فهل يؤمن القوميون العرب ـ أو الذين يروجون عن أنفسهم بأنهم من القوميين العرب ـ بهذه التجزئة السياسية والتفتيت المجتمعي أم لا؟ هذا هو السؤال الجوهري على ضوء التحليل السياسي الملموس للواقع السياسي الملموس في الواقع الوطني القطري والقومي العربي والإقليمي: المعادي أو المناصر والعالمي: الغربي أو الشرقي وفي حقيقته العملية الشمالي العالمي؟.
وما ينطبق على هذا المثال السياسي المحسوس، ينطبق كذلك على الواقع الجغرافي والسياسي الذي يتعلق في بقية الأقطار العربية كالعراق وسوريا والمملكة العربية السعودية ومصر وليبيا والسودان واليمن، وهي أقطار عربية ماثلة تتعرض إلى نزعات تقسيمية تجزيئية تفتيتية، إنطلاقاُ من تصورات سياسية عالمية ترتتبط بالفهم السياسي الإستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، وعملها السياسي المكافيء للحرب المتواصلة على أرضية فهم إقامة نظام شرق أوسطي تحت مظلة دولة إقليمية تختلف في تسمياتها : سواء صهيونية أو فارسية أو طورانية، من جهة أولى، وكذلك تقترن بالأنظمة السياسية المعبِّرة عن هذه الإيديولوجيات التي تختلف بالتوصيف ولكنها الموحدة الإستهداف السياسي، من الجهة الثانية.

أنظروا إلى هاتين الجهتين على ضوء أفعالهما السياسية وتمعنوا في إستهدافاتهما الإستراتيجية، وإقرنوها بنظرة علمية وعالمية ترتبط بالرؤية السياسية العالمية الإستراتيجية : الأمريكية، على وجه الخصوص، وفي كل يوم يظهر البعض ممن لا وعي سياسي كلي لديهم، لكي يصبوا الزيت النفطي على الأدوات المتطوعة أو المرتزِقة، والذي يديم النيران تحت متطلبات هذه الرؤية السياسية الإستراتيجية من أجل إنضاجها على مهل وبالتالي إلى القيام بعملٍ حثيث بغية إظهارها للعلن، وصيرورتها لاحقاً واقعاً مؤثراً في الوجود السياسي الشامل في كل الوطن العربي : الأساس المادي للأمة العربية، سواء وعت أطراف هذا الفعل السياسي المتمثل بتأجيج نيران المشاكل السياسية أم لا، فنحن أحياء بقدر ما نحن واعون، كالمجموعات المرتبطة بداعش أو بحركة الحوثي أو الشظايا التكفيربة المعبرة عن التوجهات السياسية لمجموعات الإخوان المسلمين في مصر، أو المجموعات المرتبطة بـ"الحركة العثمانية الجديدة" التي يقودها المتصهين أردوغان.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق