قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 1 مارس 2016

هكذا تم تجنيد الخائن العميل (حسين الشهرستاني) جاسوساً في الموساد الصهيوني..! - معلومات خطيرة تفضح حقيقة من جندتهم ايران واسرائيل لتدمير العراق

هكذا تم تجنيد الخائن العميل (حسين الشهرستاني) جاسوساً في الموساد الصهيوني..! - معلومات خطيرة تفضح حقيقة من جندتهم ايران واسرائيل لتدمير العراق

كتب بواسطة: ا.د. عبد الكاظم العبودي.   المرابط العراقي
hsharistani
البارحة في 12 ماي/آيار 2012، ولأول مرة يخرج حسين الشهرستاني من حالة خوفه الكامنة وفترة تردده من أن " يتحرر" نهائيا من كوابيس ماضيه الأسود، ليكافأ بجائزة، يبدو أنها أضحت مفصلة على حالته ومقاس مهماته السابقة، الجائزة الممنوحة كانت بعنوان [جائزة التحرر من الخوف].

نقلت وكالات الأنباء العربية والأجنبية تفاصيل احتفالية منح الجائزة السنوية، والمكرم بها هذه المرة عميل مزدوج الولاءات، خدم أسياده الامريكيين والاسرائيليين من مثل محمد البرادعي في دوره بتدمير العراق. الجوائز الدولية لكي لا تثير الشبهات دائماً حول مستحقيها، قد تُمنح الى مناضلين كنيلسون مانديلا أو لعملاء خدموا المؤسسات الغربية، وحازوا على رضا الصهاينة.
نحن في زمن موحش وردئ،، لم يعد فيه العملاء والجواسيس يستحون من ماضيهم في خدمة إسرائيل والصهيونية؛ خاصة أؤلئك الذين جلبتهم دبابات الإحتلال الامريكية وتنصيبهم على السلطة في العراق.
البارحة، وفي باحة القصر الملكي الهولندي، وبحضور ملكة هولندا، التي سبق لها أن تعهدت ببيان لقصرها انها تستعد لحضور مراسم تكريم عدد من المرشحين للجائزة، ومنهم د. حسين الشهرستاني، إسداء لخدماته الممتدة منذ 1979 الى اليوم.
ومن لاهاي اعلنت السفارة العراقية: أن القصر الملكي الهولندي قرر في 21/3/2012، وبحضور الملكة بياتريكس، ملكة هولندا، وحضور رئيس الوزراء الهولندي الى "مراسيم تكريم الدكتور حسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء العراقي.t
والتكريم هذا حظيت بمثله أربعة شخصيات من بلدان مختلفة، وهيئة إعلامية أخرى، من ضمنها، فضائية الجزيرة القطرية، بشخص مالكيها من آل حمد. التكريم هذا تم اقتراحه وتقديمه من قبل معهد فرانكلين واليانور روزفلت والجائزة باسم: " جائزة التحرر من الخوف".
وفيما يخص الشهرستاني، موضوع هذه المقالة، فقد استحق جائزة أسياده بعد انتظار لأكثر من ثلاثين سنة، وحسب ديباجتها المعلنة، فقد إستحقها : [... لدوره الرائد والمتميز في إرساء الحرية والقيم الديمقراطية، ومن خلال التزامه المتميز لضمان الحريات السياسية والدينية لجميع العراقيين]. لا تعليق لدينا الآن، على شروط هذه الجائزة المشبوهة الا بعد أن تتكامل للقارئ المعطيات التالية عن دور وشخصية و" شجاعة" حسين الشهرستاني ودوره سابقا ولاحقاً.
منذ يومين حل الوزيرين العراقيين د. حسين الشهرستاني بمرافقة هوشيار زيباري عضوي حكومة الاحتلال المالكية الثالثة والرابعة، وخلال يومي 11 و12 آيار/ماي 2012 كانوا ضيوف الملكة الهولندية، بمقاطعة مدلبرخ الهولندية، وبحضور عدد كبير من كبار المسؤولين الهولنديين والغربيين والصهاينة، وليكون الشهرستاني نجما على شبكات التلفزيون العالمية، التي نقلت مراسيم الإحتفال من هولندا وأوربا. وهي فرصة يعبر فيها الشهرستاني عن إمتنانه، في كلمة له حول هذا التكريم الذي ظل ينتظره لثلاث عقود، وجاء متأخراً لخدماته فيقول : [... اعتبر هذا الترشيح أكثر من جائزة شخصية؛ وهو بمثابة تقدير للشعب العراقي الذي كافح بشكل جريء من أجل حريته من الإستبداد والديكتاتورية].
وأضاف الشهرستاني : [... لقد واجهت خوفي في عام 1979، عندما إتخذت قراري، اما العمل على برنامج صدام حسين للأسلحة النووية، وإما دفع الثمن، وكان الخيار بسيطاً، وهو السجن 11 عاما و 3 اشهر. ولم يكن في فكري اني سأشرح ذلك في هذا الحضور المميز].
وتابع الشهرستاني أيضاً : [... اغتنم هذه الفرصة لأدعو العلماء في انحاء العالم ان يمتنعوا عن العمل في مجال أسلحة الدمار الشامل؛ لأنها لن تعزز الأمن القومي؛ بل ستشجع الحكام على ان يكونوا أكثر عدوانية، واقل تفهما لحل المشاكل الدولية].
ويدعو حسين الشهرستاني في كلمته كذلك : [... دول المنطقة لحضور المؤتمر الدولي للطاقة الذرية الذي ستنظمه الوكالة في كانون الاول/ديسمبر المقبل لمناقشة انشاء منطقة حرة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.]. ولا ندري هنا: هل أن إسرائيل ستكون ضمن دعوة الشهرستاني من دول المنطقة أم أنها فوق الجميع، كسيدة وحيدة مالكة للسلاح النووي وحدها في منطقة الشرق الاوسط.
المعروف أن معهد فرانكلين واليانور روزفلت في لاهاي هو الذي إختار الدكتور حسين الشهرستاني لنيل جائزة " التحرر من الخوف "، سبق أن منحها لعدد من الشخصيات العالمية تحت عنوان أنها : [... تقدم الكثير من اجل الحرية والقيم الديمقراطية]، سبق وان حصل عليها كوفي عنان و الدالاي لاما ونيلسون مانديلا، وشخصيات عربية اخرى مثل الأخضر الإبراهيمي ومحمد البرادعي. وإذا كان لكل من هذه الشخصيات من نشاط معروف لهم، فأين موقع الشهرستاني من النشاط المنوه عنه لمستحقي تلك الجائزة، وخاصة بالنسبة الى بلده العراق؛ خصوصا ان ديباجة الجائزة تقول أنها تمنح إليهم: [... لدورهم البارز فى مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتمسك بمبادئ الديمقراطية والمجاهرة بالرأى بدون تردد أو خوف].
وكل هذه الأدوار ليست ذات صلة، خاصة إذا ما ثبت أن حسين الشهرستاني وكما يعرفه الكثيرون أنه كان جاسوساً وأصبح لصاً كبيراً، وهو مكلف بالأمس البعيد واليوم بمهمة تدمير العراق وخدمة أسياده من صهاينة وإيرانيين، كل حس الطلب وحسب الخدمة المطلوبة.
هذه المقالة، من دون مقدمتها أعلاه، سبق لنا أن ترددنا عن نشرها، منذ قرابة ثمان سنوات، ظنا منا، بأن الرجل ربما سيتحلى بشجاعة الإعتراف بخطيئته بتورطه السابق، الساذج، وسقوطه في أحابيل الشراك الصهيونية، عندما وقع في فخاخهم الخبيثة في باريس، أثناء تواجده هناك بتكليف من هيئة الطاقة الذرية العراقية عام 1979، ثم وجد نفسه فجأة، عن طريق الاتهام الخطأ متهماً بالعمالة الى ايران أو الانتساب الى حزب طائفي [حزب الدعوة] الذي كان ممنوعا من النشاط السياسي في العراق. ومن حسن حظ الشهرستاني كان سهام الإتهام له غير دقيقة، فحصل حينها على حكم بتهمة سياسية بدلا من التجسس والخيانة العظمى ثم شمله العفو من الرئيس صدام حسين، ظنا منه ان الشهرستاني كان عالماُ عراقيا يكون قد تورط في عمل سياسي لدوافع قومية، بحكم اصوله الايرانية أو محاولة من ايران الايقاع بعالم عراقي نووي والتخلص منه، والعفو عنه يمكن أن يمنحه الفرصة لخدمة وطنه وأمته من خلال تخصصه العلمي ووعوده التي قطعها على نفسه امام القيادة العراقية لخدمة العراق.
لكن الاقدار كانت تخفي قصة أخرى لرجل ظل غامضاً في محنته وورطته التي سقط فيها، ولم يتحل الشهرستاني، حتى هذه اللحظة بالشجاعة الأخلاقية ليبرر ويعترف عن حالة سقوطه في وحل الجاسوسية الصهيونية وخدمة إسرائيل في تدمير المشروع النووي لعراقي، وظل الشهرستاني يندفع بعد نجاته من تنفيذ حكم الاعدام بالتآمر على بلده العراق وينتقم من العراقيين شر إنتقام. واليكم المقالة المؤجلة النشر، كما كتبت منذ ثمان سنوات.
أغلب الكتابات التي ظهرت حول الملف النووي العراقي تجاهلت تماما أي دور يذكر لحسين الشهرستاني في بنائه أو الاشارة الى موقعه في قيادة المشروع النووي العراقي أو حتى في ادارته المباشرة، وغير المباشرة. كل ما ذكر عنه انه كان احد العاملين في المشروع، لكونه من حملة الشهادات العليا ذات الاختصاص الكيميائي الذري، الذي يمكن توظيفه المفيد في المشروع.
كما ظلت الكتابات عن سيرته العلمية والذاتية ودوره في المشروع النووي العراقي تتخللها ظلال قاتمة وفيها اشارات عن مسائل غامضة كثيرة بخصوصه تفاداها الكثير من الخبراء والعلماء العراقيين ممن كتبوا مذكراتهم وإسهاماتهم في المشروع النووي العراق.
كما لم يكتب حسين الشهرستاني عن دوره، ولم نعرف عنه كتابة مذكرات واضحة ودقيقة عن دوره في المشروع النووي العراقي. وعندما يصرح أخيرا عن دور موهوم له يتجلى في رفضه الانصياع للحاكم وتنفيذ رغباته في امتلاك السلاح النووي او الكيمياوي فانه يجانب الحقيقة، لانه بالتأكيد قد قرأ بالتأكيد كتابات زملائه عنه، وتابع الكتابات الاخيرة التي صدرت خلال السنوات الأخيرة حول الموضوع، وكلها كتابات تجاهلت دوره في المشروع، واقتصرت بعض الكتابات قضية اعتقاله بتهمة سياسية فقط تم الافراج له عنها، ولكن العديدون أيضاً قد سكتوا عن" دوره الخياني" لأسباب عدة رغم يقينياتهم، وإدراكهم من انه تعاون مع الموساد أو المخابرات الامريكية أثناء تواجده في باريس وقيامه بمهمة التنسيق مع الطرف الفرنسي حول تنفيذ البرنامج المتفق عليه لانجاز بناء المفاعل العراقي. العديد منهم يعرف ضمنياً، ومنهم زوجته الكندية الجنسية، انه سقط، بطريقة ساذجة، أو بسبب غلطة أو غفلة منه، قادته رويداً رويداً الى التورط والانحداربالتعاون مع العدو، وهذا التورط بات صعباً، والذي لم يعد بالإمكان التراجع عنه، او الاعتراف للجهات العراقية بالورطة الشهرستانية بالتجسس.
ولتشابك الموضوع، وتعقد إرتباطاته الواسعة مع اطراف وشخصيات عربية ودولية وإسرائيلية يلوذ الكثيرون بالصمت من طرح الصراحة الحقيقية لتأكيد أو نفي دور الشهرستاني في تدمير المشروع النووي العراقي.
ولمسح الموضوع من جوانبه العديدة، لا بد من التذكير، انه خلال تلك الفترة، فإن أول ما يلفت الانتباه له عند مطالعة السيرة الذاتية لزعيمة حزب كاديما الجديدة، ووزيرة خارجية اسرائيل السابقة، تسيبي ليفني، هي أنها بدأت نشاطها كجاسوسة، من الدرجة الأولى في خدمة جهاز الموساد الصهيوني. وكأي جاسوسة محترفة تأخذ دورا سياسيا فإنها التزمت بصمت أبي الهول حول ادوارها القاتلة في باريس، وهي حتى الآن لم تتحدث بعد عن إنخراطها السابق في منظومات الإستخبارات الاسرائيلية والأجنبية خلال الثمانينيات من القرن الماضي، رغم أن هناك تقارير خاصة وعديدة عنها، ربطت اسمها بالعمل، كجاسوسة إسرائيلية كانت نشطة في فرنسا، أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، توزع عملها ما بين جمع المعلومات عن "إرهابيين عرب في أوروبا"[حسب الوصف الاسرائيلي]، إلى العمل كمدبرة منزلية، والإشراف على عدد من الإقامات المشبوهة في العاصمة الفرنسية لمن يطلبها من السواح والزوار والدبلوماسيين العرب. ومن هناك نجحت ليفني وانطلقت في تنفيذ عمليات الإغتيال واستدراج وإسقاط العديد من الاشخاص العرب وغيرهم المستهدفين من قبل الموساد، ونجحت في تجنيد العديد منهم، ومنهم سفراء عرب كزين العابدين بن علي، وعدد من موظفي السلك الدبلوماسي العربي في باريس.
خطورة عمل ليفني مع الموساد في تلك الفترة تكمن في أنها كانت في وحدة النخبة، "بحسب وصف أفرام هالفي"، المدير السابق للموساد، والذي لأسباب أمنية لازال يرفض إعطاء تفاصيل أكثر عن المهمات القذرة التي قامت بها ليفني، ونفذتها في الفترة ما بين عامي 1980 و 1984.
ليفني، الشابة الجميلة، اليهودية البولندية الأصل، كانت تتحدث اللغة الفرنسية والانجليزية بطلاقة، إضافة الى لغتها الام البولندية. عملت في باريس التي كانت، وقتئذ، ساحة لمعارك طاحنة بين الموساد وعدد من قيادات الفصائل الفلسطينية، وباريس كانت قبلة النشاط العراقي الدبلوماسي والسياسي والامني، لتحقيق طموحات قيادة العراق النووية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، خاصة بعد توقيع الاتفاقيات النووية للتعاون مع فرنسا لأجل بناء مفاعل تموز النووي، الذي تم تأخيره ومن ثم الأمر بتدمير وتخريب أجزاء منه مرارا في مراحل بنائه في فرنسا، ومن ثم القرار بتدميره بعد أن تم انجازه واستكمال بنائه والاقتراب من لحظة تشغيله على ارض العراق، من خلال مناورة قصفه جوياً من قبل طائرات العدو الصهيوني. رغم ان التخريب والتفجير قد تم من داخله على ايادي احد المخربين الفرنسيين المجندين والتعاون مع الموساد.
ليفني كانت هناك في باريس مصدرا هاماً في تزويد الاستخبارات الإسرائيلية بما تطلبه حول مراحل تنفيذ وانجاز حلقات بناء المفاعل والتعرف على الكوادر الهندسية والعلمية العراقية المكلفة بانجازه.
وبعد تجربة طويلة وتدريب مضني انخرطت ليفني خلالها في صفوف الموساد عن طريق صديقة طفولتها "ميرا غال" التي خدمت بالموساد 20 عاماً، وهي لازالت الى جنبها تعمل كمديرة لمكتب ليفني. وكباقي المتطوعين والمنخرطين الجدد في جهاز الموساد، قامت ليفني بأعمال ضمن النشاط الطلابي والشباني لإختراق النخب الفرنسية والعربية بباريس. قدمت نفسها هناك، كبولونية، و تنقلت في القارة الأوربية، أين خاضت العديد من الإختبارات التي لا تخلو في معظمها من المخاطر، وتركزت معظم مهامها بالعمل كخادمة أو مدبرة منزلية أو تسهيل الإيواء للسواح والطلاب وكراء البيوت والتنصت على ساكنيها، كما تم الربط بشبكات الدعارة الخاصة لاصطياد الزبائن المطلوبين للرصد والمراقبة وتنفيذ التصفية الجسدية.
بعد العمل في المنازل انطلقت ليفني للعمل الميداني، حيث تلقت تدريبات حول كيفية تجنيد الجواسيس، وجمع المعلومات في وقت كانت إسرائيل تواجه خصومها ألكُثر في الساحة الفرنسية، خاصة بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وانتقال معظم كوادرها إلى تونس، والاقتراب من الساحة الفرنسية. وهكذا أضحت باريس المركز الامني المتقدم للموساد.
ولا بد من التذكير أيضا هنا انه من المعروف، منذ حرب جوان/حزيران 1967 وإسرائيل تتخذ من باريس محوراً لعملياتها في أوروبا، بسبب العلاقات الطيبة والتنسيق الواسع بين جهاز الموساد مع الأجهزة الإستخباراتية الفرنسية، لاستهداف عدد من القيادات الفلسطينية التي اختارت باريس للعيش والإقامة فيها.
إضافة إلى ذلك كان عدد من عملاء الموساد، من خارج حلقة باريس، يقومون بعمليات اغتيال واختراق لعدد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، منهم: كارلوس و أبي نضال... وغيرهم من خلال القيام بعمليات قتل واعتيالات غالباً ما كانت تنسب لهذين الرجلين.
عملاء الموساد، ومن ضمنهم ليفني، عملوا على إحباط مخططات الرئيس الراحل صدام حسين لبناء مفاعل نووي عراقي بمساعدة فرنسية، ففي جوان/حزيران من عام 1980 وجد عالم نووي عراقي مُغتالاُ وهو " الدكتور المشد وهو من اصل مصري"، كان يعمل بالبرنامج النووي العراقي، وجد مقتولاً في غرفته بالفندق.
اتجهت أصابع الاتهام نحو الموساد، ولكن الفاعلين وجهوا الانظار بفبركة الجريمة وتوجيهها من خلال اعترافات واحدة من فتيات الليل التابعات لشبكة ليفني، التي ادعت بأنها اكتشفت أمر الجريمة بعد سماعها أصواتاً تنبعث من غرفة العالم النووي العراقي المجاورة لغرفتها. لقد تم قتل تلك المومس بعد شهر من ذلك الحادث في ظروف غامضة لإخفاء سير التحقيق الذي بدأت به المصالح الفرنسية آنذاك.
في عديد من كتابات الاسرائيليين حول نشاط الموساد في أوربا يتم التمويه والتغطية على اسم حسين الشهرستاني، وعند القراءات المتأنية لتلك الكتابات، لا يمكن استبعاد دور ليفني في الساحة الباريسية من قضية تجنيده، وهناك من الكتابات المموهة لاسرائيليين في نصوص مذكراتهم لا تخفي أن شبكتها كانت وراء تجنيد وإسقاط[عالم ذرة عراقي]. كل الدلائل تشير الى أن "عالم الذرة العراقي" المقصود بتلك الكتابات هو حسين الشهرستاني الذي تم ربطه في شبكة تجسس كانت تعمل مع الموساد الاسرائيلي بباريس.
تم الارتباط في مراحله الاولى تم عن طريق إستدراجه، بشكل غير مباشر، حتى تم توريطه من دون علمه في البداية، ومن ثم تمت مصارحته بالأمر الواقع، وابتزازه بفضح علاقته وما قدمه من خدمات تجسسية حول مشاريع كان مكلفا بها، حتى قبل في نهاية الامر التعاون معهم بشكل تام وبطاعة تامة.
ظل التكتم عليه حتى بعد اعتقاله في العراق بتهمة أخرى[ هو الانتساب لحزب الدعوة المحضور]، ومن ثم تمت مساعدته على الهرب بعد "حرب الكويت"، وتمت مساعدته للهروب الى الخارج عن طريق كردستان العراق، ومن ثم الى أوربا وبقي هناك حتى عاد بعد غزو العراق من قبل القوات الامريكية.
وصل الشهرستاني الى السلطة كوزير للكهرباء والطاقة ومن ثم للنفط العراقي ضمن تشكيلات الائتلاف الشيعي الذي يقوده عبد العزيز الحكيم في العراق. هذا هو الحاضر للشهرستاني، اما الماضي فلا زال قيد التحقيق الموضوعي لكشف دوره وانخراطه في تدمير مشروع العراق النووي. لذا لا بد من الاحاطة ببعض الامور المتعلقة بدوره بالعودة الى محطات سابقة، هي ممهدات سقوط الشهرستناني في فخ الجوسسة والتعاون ضد طموحاتى العراق النووية.
مناحيم بيغين، وبيريز، كانا يتابعان أولا بأول المشروع النووي العراقي، حذرا فرنسا مسبقا في ذلك الوقت، وتمنى مناحيم بيغن، الذي كان رئيسا لحكومة العدو على فرنسا: أن تكون قد تعلمت درساً قاسياً، كي تتوقف عن مساندة البرنامج النووي العراقي. وبعد ذلك بنحو عام تم قصف المفاعل النووي العراقي، بتدبير وتنسيق مع الفرنسيين أنفسهم حيث تشير المعلومات إن أحد الخبراء الفرنسيين من عملاء الموساد، قد وضع المتفجرات في قلب المفاعل النووي، أثناء الغارة الاسرائيلية، وقتل العميل الفرنسي، داخل المفاعل، قبل أن يتمكن من الخروج من المفاعل للالتحاق ببقية زملائه الذين نظموا سفرة جماعية الى خارج منطقة التويثة. طبعا هذا خلاف ما تم ترويجه إعلاميا: بأن المفاعل النووي العراقي تم تدميره بواسطة غارة جوية اسرائيلية.
هناك تقرير فرنسي قد كشف سابقا أن تسيبي ليفني كانت ضمن الوحدة الخاصة التي دست السم أيضا لعالم نووي عراقي آخر قتل في باريس عام 1983، كان الضحية العراقيةن من المهمدسين المدنيين الاكفاء الأكراد، وكان مسؤولاً عن اعداد المنشئات المدنية لبنايات المركز النووي العراقي، تمت تصفيته بصمت خلال زيارته لباريس.
علينا ان نعيد عقارب الساعة الى الوراء والتوقف سريعا عند بعض المحطات من تاريخ المؤآمرة ا لقذرة لتصفية المشروع النووي العراقي، منذ بداية تطلعات القيادة العراقية ليصبح العراق دولة نووية.
يمكن العودة الى تشرين ثاني/اكتوبر 1974، عندما وصلت لجنة عراقية الى باريس لتدرس وتطلب امكانيات الحصول على المساعدة التقنية الفرنسية لبناء مفاعل نووي عراقي ثان، يضاف الى المفاعل النووي السوفيتي الصنع المستخدم للاغراض التدريبية والتجريبية المحدودة. وبعد شهر من اقامة اللجنة العراقية في باريس، إلتقت اللجنة برئيس الوزراء الفرنسي آنذاك "جاك شيراك". بعدها تمت زيارة "جاك شيراك" الى العراق، وطرحت خلال زيارته لبغداد في محادثاته مع نائب رئيس الجمهورية آنذاك صدام حسين اولى الترتيبات للاتفاق النووي العراقي الفرنسي. وعد الفرنسيون بمساعدة العراق لبناء مفاعل نووي ثان بعد المفاعل السوفيتي الاول المُعد للأغراض السلمية.
كلف وزير الصناعات الفرنسي "ميشيل أورنانو" بمتابعة ملف المفاوضات مع العراق. وفي اكتوبر/تشرين ثاني 1976 اعطى الوزير الاول الفرنسي "ريمون بار" إشارة الضوء الأخضر لتنفيذ الاتفاق. وتتواجد تفاصيل الإتفاق في بعض الوثائق التي تسربت أخيرا من وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية الى النشر على الانترنيت والكتابات الخاصة بالعراق.
جاء في تلك الوثائق، وفي وثائق أخرى، منها ما كانت رسمية ومنها غير الرسمية ذات صلة بالموضوع، تفاصيل عن تاريخ ومواقع العمل والتنفيذ لحلقات المشروع، كما عُرفت تفاصيل المفاوضات التي جرت بين باريس وبغداد لتنتهي العاصمتان الى تبادل العديد من الرسائل السرية للغاية.
الاتفاقية تم امضائها بتاريخ 10/9/1975 ما بين وزير الصناعة الفرنسي ووزير التخطيط العراقي آنذاك عدنان الحمداني،عضو القيادة القطرية لحزب البعث. كان الحمداني من أقرب المقربين للرئيس العراقي صدام حسين، وتم تكليفه بوضع برنامج وصيغ للاتفاقيات التي تنتهي باتفاق حكومي شامل للتنفيذ.
وتم الاتفاق على بناء مفاعل نووي بطاقة 40 ميجا واط، يشابه المفاعل النووي الفرنسي الموجود في موقع "ساكلي"، جنوب باريس، سُمي "اوزيريس Osiris" والذي يصاحبه مفاعل صغير يدعى "إيزيز Isis" بطاقة 800 كيلو واط. المفاعل كان يطلق عليه بين الخبراء أحيانا "المفاعل الصفري"، وهو من نفس نوعية مفاعل "ديمونا" الموجود في جنوب اسرائيل بصحراء النقب، وهو المفاعل الذي سبق استخدام "اوزيريس" في ساكلي، والأخير كان حديث نسبيا.
وضع البرنامج النووي بالتعاون مع فرنسا لكي يتم تنفيذه على مراحل:
ـ وصول تقنيين عراقيين للتدريب في فرنسا في المحطة الكهرونووية المركزية في "ساكلي".
ـ ارسال بعثة من الاخصائيين الفرنسيين الى مركز الأبحاث النووية ببغداد لغرض الإعداد لبناء مفاعل نووي للأبحاث مطابق لنموذج "اوزيريس الفرنسي Osiris"، وبضمانات فرنسية لمدة 15 سنة.
اطلق الفرنسيون على اسم المفاعل "أوزيراك"؛ في حين أسمته لجنة الطاقة الذرية العراقية إسم " مفاعل 17 تموز "؛ ليكون المفاعل الثاني للعراق، بعد المفاعل السوفيتي الأول المنجز في نهاية الستينيات المسمى آنذاك "مفاعل 14 تموز" في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم.
ـ بناء وحدة تشغيل كهربائية بطاقة (600-900) ميجا واط، من قبل مؤسسة "فرام أتوم"، يبدأ العمل فيها عام 1983.
وإضافة الى التجهيز والتشييد للمفاعل "اوزيراك"، ومفاعل " إيزيز" تضمن العقد مع فرنسا:
اولا : تجهيز منظومات لستة تجارب هندسية وفيزيائية مختلفة لدراسة مواصفات الوقود النووي، ودورات تبريده، وخصائص المواد. وتشغيل منظومات هذه التجارب يتم بعد وضعها داخل حوض المفاعل. وكذلك يتم بناء وتجهيز الورشات والمختبرات والخلايا الحارة " أي المتعاملة مع المواد المشعة "، إضافة الى محطة لمعالجة النفايات المشعة.
ثانيا : تدريب الكوادر العراقية على تشغيل وإدامة وصيانة المفاعل الجديد، إضافة الى اكتساب الخبرات الأخرى في الفحوصات والقياسات والتجارب وتشغيل المختبرات الحارة وتشغيل وصيانة محطة معالجة النفايات.
رشحت العديد من الكوادر العراقية للتدريب في مراكز المفوضية العليا للطاقة الذرية الفرنسية ووصلوا الخبراء الى فرنسا تباعا، بدءاً من منتصف عام 1979. وقد سبقهم الى باريس منذ عام 1978 الدكتور حسين الشهرستاني وغيره من الكوادر العراقية، ذات الصلة بالتنسيق مع الجانب الفرنسي.
يقدم د. حسين الشهرستانى (65 عاما) بأنه هو عالم عراقى، حاصل على شهادة الدكتوراه فى الكيمياء الذرية من جامعة تورنتو الكندية، وهو الآن يتولى منصب نائب رئيس الوزراء، نورى المالكى، لشئون ال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق