قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 26 مارس 2016

فلوجة الصمود المحاصرة.. بين فتك الجوع وبطش القصف العدواني الانتقامي الصفهيوني والدولي .. ودموع التماسيح الحكومية..!؟ - تقرير

فلوجة الصمود المحاصرة.. بين فتك الجوع وبطش القصف العدواني الانتقامي الصفهيوني والدولي .. ودموع التماسيح الحكومية..!؟ - تقرير

كتب بواسطة: يقين نت .
falooja0084
الفلوجة احدى مدن محافظة الانبار تعاني كغيرها من مناطق المحافظة من حرب تصفية الحساب التي تشن على الشعب العراقي، الا ان طرق الموت الحكومي ركزت على هذه المدينة العريقة باهلها وارثها من خلال سياسة التجويع والحصار المفروض عليها من قبل القوات الحكومية وميليشياتها الطائفية فضلا عن القصف العشوائي المتواصل عليها.


مدينة المساجد الفلوجة وماتتعرض له من حرب ابادة جماعية اليوم، يعيد للاذهان صمودها البطولي عبر سنوات الاحتلال المتعاقبة بوجهه وتعرضها لهجمات عدة اتت على الاخضر واليابس في هذه المدينة الصامدة الا ان اهلها بقوا شامخين.
اكثر من مئة وخمسين الف عائلة محاصرة داخل الفلوجة تعاني ويلات الجوع والقصف والحرمان جراء هذا الحصار المفروض منذ اشهر عدة من قبل القوات الحكومية، مايبين سادية هؤلاء وحربهم على الشعب العراقي وافتقارهم لابسط قيم الانسانية التي تحرم تجويع المدنيين العزل وقصفهم واستهدافهم في اي معارك حسب الاعراف والقيم الانسانية.
حصار الفلوجة هذا دفع بناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر وغيرها من الوسائل" لاطلاق حملة تحمل عنوان "الفلوجة تقتل جوعا" لعلها توصل صوت اهل الفلوجة الذين باتوا بين مطرقة القصف الانتقامي المتواصل والحصار المفروض، وسندان من يمنعهم من مغادرة منازلهم واتخاذهم كدروع بشرية.
الوسم الذي اطلق الغرض منه بحسب احد مطلقيه هو لايصال صرخة الألم والجوع من أهالي الفلوجة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والإنسانية، ليلتفتوا إلى ما يحدث في الفلوجة، ولتكريس الجهود لإنقاذها، بعد أن استنفدت كل ما لديها، فحتى النباتات مثل الخباز والحشائش نفدت، ما دفع الأهالي إلى تناول أوراق الأشجار، مبينا ان العشرات من أهالي الفلوجة يفضّلون الموت على استمرار معاناتهم التي تمثلت في انعدام الغذاء والدواء وكل سبل الحياة.
بينما تطرق وسم اخر وبتريدة اخرى الى كون الفلوجة اليوم تدفع ثمن وقوفها أمام الاحتلال الأميركي في حربي الفلوجة الاولى والثانية، ومعاقبة أهلها بعد أن عجزت القوات الحكومية وميليشياتها عن اقتحامها، فقامت بقصفها عشوائيا وفرض الحصار عليها من كل الجهات.
مطلقوا وسم الفلوجة تسائلوا عن اسباب صمت المجتمع الدولي واين هو حقوق الإنسان الذي يسمع في الدول التي تسمى راعية له،وهي تخض الطرف عن آلاف الأطفال الذين بلا دواء ولا غذاء في الفلوجة، والذي ادى الى تسجيل عدد من حالات الانتحار في صفوف المحاصرين من اهالي الفلوجة، والتي كان اخرها انتشال جثة امرأة انتحرت مع طفليها الذين تتراوح اعمارهم من 4الى 6 سنوات بعد القاء نفسها وطفليها من فوق جسر المدينة في نهر الفرات بسبب الجوع الناتج من الحصار المفروض على المدينة، من قبل القوات الحكومية والمليشيات.
انتحار المرأة الفلوجية واطفالها لم تكن الوحيدة اذ قام رجل من أهالي ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة بالانتحار هو وعائلته بعدما تناولوا مادة سم الفئران، وذلك بسبب الجوع ومنعهم من مغادرة المدينة، فضلا عن تسجيل حالات عدة بمحافظات اخرى جراء مايتعرضون له.
حالات الانتحار هذه رافقتها حالات وفاة بحسب ناشطين طالت العديد من كبار السن والنساء والاطفال بسبب نقص الأدوية، ونقص الحليب الجاف ونقص التغذية من الأم لعدم توفر الحليب لديها لسوء تغذيتها، وقد سجّل في هذا الشهر وحده 13 وفاة بسبب الجوع.
الموت الذي يحصد ارواح الابرياء في الفلوجة كان بوسيلة اخرى تنفذها القوات الحكومية وميليشياتها لاشباع رغباتها الدموية المتعطشة لمزيد من دماء الابرياء،من خلال القصف العشوائي الانتقامي اليومي المتمثل بااطلاق وابل من حمم صواريخ مروحياتها الحربية والمروحية فضلا عن قذائف الهاون وراجمات الصواريخ على منازل المدنيين وممتلكاتهم في المدينة،والذي خلف بحسب مصدر طبي في مستشفى المدينة باخر احصائية له عن مقتل 3443 مدني بينهم 321 امرأة و 514 طفل، فضلا عن 5736 جريحا بينهم 762 امرأة و 908 اطفال.
اهالي الفلوجة اكدوا في مناشدة للمجتمع الدولي سابقة لهم إن المدينة أصبحت خالية تماماً من الغذاء والدواء، مستصرخين ضمائرهم لإنقاذ عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يحاصرون داخليا وخارجيا ماينذر بكارثة انسانية تفوق ماتعرضت له مضايا السورية في احال استمرار هذا الحصار والقصف الانتقامي على المدينة.
الاعتراف الحكومي بحجم الكارثة على الرغم من يتباكى بدموع التماسيح على المدن العراقية هو من تسبب بهذه المعاناة لاوالتي رصدنا جزءا منها في تقريرنا، اذ اقر المتحدث باسم مايعرف بلجنة التسيق العليا "خالد المفرجي "بان معاناة أهالي نينوى والفلوجة والحويجة والشرقاط تزداد يوماً بعد يوم، حيث الملايين من الأبرياء المحاصرين، مبينا أن هذه المعاناة ازدادت في الأشهر الأخيرة مع انعدام شبه تام للمواد الغذائية والأدوية، وكذلك ازدادت نسبة الوفيات بين الأطفال وكبار السن، وفي الآونة الاخيرة لجأ عدد منهم الى التفكير بالانتحار للتخلص من الجوع، وحدثت بالفعل حالات انتحار في نينوى والفلوجة، داعيا الى تدخل المنظمات الدولية لإنقاذ ملايين البشر من الموت المحقق وذلك بإدخال الغذاء والدواء لهم، معترفا بتقصير حكومة العبادي داعيا اياها الى غسل عار جسر بزييز وسيطرة الرزازة والسماح للمواطنين الفارين من الموت بالدخول بلا شروط الى عاصمتهم او المدن الاخرى.
مجلس محافظة الانبار الحالي هو الاخر اقر بان عددا من سكان مدينة الفلوجة انتحروا بسبب نفاذ الغذاء والدواء، فضلا عن أن بعض المدنيين من كبار السن والأطفال والنساء، تعرضوا لحالات إغماء، قسم منهم فارق الحياة بسبب الجوع جراء انعدام متطلبات الحياة فيها، مبيناً أن الوضع الإنساني في المدينة متردٍّ جداً، والحياة فيها أصبحت صعبة للغاية.
نائب رئيس المجلس الحالي المذكور انفا هو الاخر والمدعو "فالح العيساوي" اقر هو الاخر بأن الوضع الإنساني في مدينة الفلوجة سيئ للغاية بسبب محاصرتها منذ اشهر عدة ماينذر بكارثة انسانية.
المجلس ذاته اقر وعلى لسان رئيس لجنة ماتعرف بالامنية فيه " راجح بركات العيساوي" الذي بين ان اهالي مدينة الفلوجة يعيشون اوضاعاً انسانية صعبة وقاسية بسبب انعدام وصول المواد الغذائية والانسانية الى المدينة منذ اكثر من عامين، لافتاً الى ان "هناك اكثر من 10 آلاف عائلة لا تستطيع مغادرة المدينة بسبب محاصرتها، مقرا بان تردي الاوضاع وفقدان مقومات الحياة في المدينة، اسفر عن انتحار امرأة قبل ثلاثة ايام بعد ان عجزت عن توفير الطعام لابنائها، فضلاً عن اقدام عائلة اخرى على الانتحار بتناول السم.
اعترافات بالفشل وحجم الكارثة لازالت تكشف من خلال اقرار النائب في البرلمان الحالي عن محافظة الانبار"عادل خميس المحلاوي" بان وضع مدينة الفلوجة "اسوء" من وضع مدينة مضايا السورية المحاصرة، حيث مات عشرات الاطفال والنساء وكبار السن بسبب نفاذ الطعام والدواء وتفشي الأمراض والأوبئة، ما ينذر بموت جماعي بالأهالي هناك ان لم يكن هناك تحركا سريعا لإنقاذهم وإيجاد آلية مناسبة تضمن وصول مساعدات لهم، معترفا بان هناك تكتم إعلامي يمنع وصول المأساة التي يندى لها جبين الانسانية الى الرأي العام العالمي.
انتقادات لهذا الحصار الخانق والموت جوعا كانت حاضرة، اذ انتقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الحصار المفروض على المدنيين في الفلوجة، مؤكدا أن حصار المدنيين العزل وقتلهم جوعاً ومرضاً، بحجة الإرهاب، هو الإرهاب بعينه.
الانتقادات هذه رافقتها تقارير لمنظمات حقوقية من داخل الفلوجة وخارجها تؤكد ازدياد معاناة اهلها جراء الحصار المفروض عليها والقصف المتواصل من قبل القوات الحكومية وميليشياتها ماينذر بكارثة انسانية تلوح بوادرها في الافق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق