قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 4 نوفمبر 2024

تفاصيل جديدة عن تحركات السنوار خلال الحرب

 تفاصيل جديدة عن تحركات السنوار خلال الحرب

وجهات نظر



أظهرت معلومات موثوق بها من مصادر متعددة من داخل حركة حماس ومقربة منها، أن (إسرائيل) اقتربت من الإمساك بزعيم الحركة يحيى السنوار 5 مرات على الأقل، قبل استشهاده بالصدفة في عملية عسكرية اعتيادية للقوات الصهيونية في حي تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة، الشهر الماضي.

ورسمت المصادر صورة مفصلة لتحركات رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» ومن رافقوه الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة. وكشفت أن السنوار أرسل إلى عائلته رسالة عن تفاصيل مقتل ابن شقيقه إبراهيم محمد السنوار الذي كان يرافقه، وموقع دفنه، لكن الرسالة وصلت بعد يومين من مقتل يحيى السنوار نفسه.

عملية خان يونس

خلال العملية العسكرية التي نفذتها القوات الصهيونية داخل خان يونس، في (كانون الثاني) يناير من العام الحالي، كانت التقديرات أن يكون السنوار يختفي في أحد أنفاقها.

وقد عثرت تلك القوات فعلاً بعد دخولها عدداً من الأنفاق في خان يونس على تسجيلات من كاميرات مثبتة داخلها يظهر فيها السنوار وهو يتجول وينقل بعض الحاجيات إلى داخل نفق كان بداخله برفقة أسرته قبل ساعات من هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وكذلك في اليوم نفسه من الهجوم.

لكن إسرائيل فشلت فعلياً في الوصول إليه داخل أنفاق خان يونس، كما فشلت في الوصول إليه فوقها. ومع توسّع العملية العسكرية فوق الأرض وتحتها، اضْطُرَّ السنوار إلى توفير مكان آمن لزوجته وأطفاله بعيداً عنه في ظل ملاحقته المستمرة، بحسب ما كشفت مصادر موثوق بها.

ولفتت المصادر إلى أن زوجة السنوار وأطفاله بخير، وكانوا يتلقون رسائل مكتوبة منه مرة واحدة على الأقل كل شهر أو شهر ونصف الشهر.

وتقول المصادر: «مع اشتداد العملية العسكرية داخل خان يونس، أصر السنوار على البقاء فيها، وانفصل مرات عدة عن شقيقه محمد، وعن رافع سلامة قائد لواء المنطقة الذي اغتيل في يوليو (تموز) الماضي بضربة استهدفته برفقة محمد الضيف (قائد كتائب القسام) الذي كان يلتقي بهم في بعض الأحيان منذ بداية الحرب داخل منازل أو أنفاق آمنة».

وتوضح المصادر أن الأربعة لم يكونوا معاً طوال الوقت، وكانوا يلتقون في بعض الأحيان، ويقضون ساعات أو أياماً مع بعضهم البعض قبل أن يفترقوا وفق الوضع الميداني.

وتكشف المصادر سراً من الأسرار التي لا يعرفها سوى قلة عن اللحظات التي كانت فيها القوات الصهيونية على مسافة عشرات الأمتار من منزل كان السنوار بداخله في بلوك "G" بخان يونس، وكان بداخله وحده برفقة شخص واحد فقط كان يقوم بمساعدته على التخفي وهو حارسه الشخصي.

ووفقاً للمصادر، كان السنوار مسلحاً ومستعداً لاقتحام محتمل من قبل القوات الصهيونية للمنزل الذي كان بداخله والاشتباك معها في حال اقتربت منه، لكن تحركات مجاهدي حماس من منزل إلى آخر بهدم الأسوار فيما بينها بهدف خوض قتال الشوارع مع قوات الاحتلال، كشف لهم وجود السنوار داخل المنزل.

وتشير المصادر إلى أنه تم إخراج السنوار من المنزل فوراً، من خلال الثغرات التي أحدثها مجاهدو حماس في المنازل المجاورة، ثم نقلوه إلى منزل آمن يبعد نحو كيلو متر واحد عن المكان الذي كان به، قبل أن يُنْقل من المنزل الآخر إلى مكان ثالث التقى فيه بشقيقه محمد وبرافع سلامة، قبل أن يفترقوا ثلاثتهم مع توسع العملية الصهيونية بمنطقة كانوا يوجدون فيها على مسافة عشرات الأمتار من مجمع ناصر الطبي.

وتوضح المصادر أن السنوار اضْطُرَّ تحت ضغط من شقيقه وسلامة ومجاهدي حماس إلى الخروج من خان يونس إلى رفح في (شباط) فبراير الماضي، مشيرةً إلى أنه في تلك اللحظة كانت القوات الصهيونية قد سيطرت بشكل شبه كامل على خان يونس، وأطبقت حصارها فعلياً، إلا أنه تم من خلال تحركات فوق وتحت الأرض نقله إلى مدينة رفح بطريقة آمنة.

نجل شقيقه لم يفارقه

تكشف المصادر أن الشخص الذي لم يفارق يحيى السنوار طوال فترة الحرب، هو إبراهيم محمد السنوار، أي نجل شقيقه محمد القيادي البارز في «القسام»، حيث إن يحيى ومحمد أطلقا على ابنيهما البكر الاسم نفسه.

وتوضح المصادر أن إبراهيم محمد السنوار قُتل في غارة إسرائيلية استهدفته عندما خرج من فتحة نفق لكشف تحركات الاحتلال، حين كان برفقة عمه، وكان ذلك في آب/أغسطس الماضي، بمدينة رفح جنوب القطاع.

وتشير المصادر إلى أن يحيى السنوار أرسل إلى عائلة شقيقه رسالة توضح ظروف مقتل إبراهيم، وأشار لهم إلى مكان دفنه في نفق تحت الأرض محدداً لهم مكانه وأنه أدى الصلاة على جثمانه بنفسه، وقد تسلمت العائلة هذه الرسالة من يحيى بعد مقتله بيومين، وهو ما يعني أن إيصال الرسالة استغرق أكثر من شهرين.

ويُظهر وصول الرسالة لعائلة محمد السنوار بمقتل نجله الأكبر، بعد مقتل يحيى بيومين، مدى صعوبة وتعقيد الظروف الأمنية التي كان يعيشها رئيس المكتب السياسي لحماس، في ظل الملاحقة الاحتلال له، واتخاذه إجراءات مشددة لعدم ترك ثغرة خلفه قد توصل (إسرائيل) إليه بسهولة، وهذا يفسّر أيضاً الصورة التي قُتل فيها بـ«الصدفة».

وجود السنوار برفح وقتل أسرى

تكشف المصادر أن يحيى السنوار بقي في رفح أشهراً عدة، وكان يتنقل في مناطق عدة منها، وبقي في مناطقها الغربية منذ نهاية (أيار) مايو الماضي، وكان يتموضع في مناطق تحت الأرض وفوقها.

وتقول المصادر إنه طوال فترة انفصاله عن شقيقه محمد وكذلك عن محمد الضيف ورافع سلامة، كان يتبادل معهم رسائل مكتوبة بين الفينة والأخرى، ولكن بشكل دوري، من خلال استخدام طرق أمنية محددة، يحددها بنفسه بشكل خاص، وهو الأمر نفسه الذي كان ينطبق على تواصله مع قيادة حماس في الداخل والخارج، خصوصاً في ما يتعلق بظروف التواصل مع الوسطاء بشأن أي صفقة مقترحة حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وتوضح المصادر أن السنوار كان فعلياً موجوداً في بعض الأنفاق برفح، من بينها النفق الذي قُتِل 6 أسرى بداخله، مرجحةً أن يكون هو من أصدر القرار الأخير بقتلهم بعد اقتراب القوات الصهيونية منه في نهاية (أيلول) سبتمبر الماضي.

وتكشف المصادر أنه قبيل مقتله، عانى السنوار ومن كانوا برفقته من محدودية قدرتهم على تناول الطعام، خصوصاً في الأيام الثلاثة الأخيرة التي لم يتناولوا فيها أي طعام، وكانوا يتحضرون لاشتباك مع القوات الصهيونية، ولذلك تحركوا في مبانٍ مجاورة متضررة عدة، وكانوا يتنقلون بينها.

وتوضح أنه في الأيام الخمسة عشر الأخيرة كانت هناك محاولات من قِبل قائد كتيبة تل السلطان محمود حمدان الذي قُتل في اليوم التالي لاغتيال السنوار، من أجل إخراجه من تلك المنطقة وإيصاله لمنطقة آمنة، إلا أن تلك المحاولات فشلت بسبب كثافة العمليات العسكرية في المنطقة.

وتقول المصادر: "في كثير من المرات كانت قوات الاحتلال تقترب من أماكن وجود السنوار، ويمكن إحصاء ذلك في 5 مرات على الأقل، من بينها 3 مرات فوق الأرض ومرتان تحتها، وفي كل مرة كان لظروف مختلفة يتم نقله لمناطق أخرى رغم أنه كان يصر على مشاركة العناصر المقاتلة في الاشتباكات، وقد فعل ذلك أيضاً مرات عدة قبل أن يتم إخراجه من أماكن الاشتباكات".

وعندما سئلت مصادر حماس، عما إذا كان وجوده حتى آخر لحظة في رفح له علاقة بإمكانية دراسة الوضع على محور فيلادلفيا، خصوصاً أن مكان مقتله يبعد عن المحور مئات الأمتار، نفت المصادر ذلك، بينما قالت مصادر مقربة من الحركة إن هذا قد يكون فعلياً جزءاً من مخطط في ذهنه كان يدرس فيه إمكانية قبول انسحاب (إسرائيل) تدريجياً من محور فيلادلفيا، وتأثير ذلك على عملية صفقة التبادل من جهة، وعلى واقع الميدان من جهة أخرى.

حماس ومصير محمد الضيف

وأصدرت حركة حماس تصريحاً صحافياً نفت فيه معلومات عن مصير قائد كتائب القسام محمد الضيف. وكانت "الشرق الأوسط" نشرت في عدد السبت معلومات تفيد بأن الحركة تلقت مؤشرات جديدة على اغتيال الضيف بغارة صهيونية على مواصي خان يونس في (تموز) يوليو الماضي. وأوضح التقرير أن مسؤولي الحركة ما زالوا يكررون أن الضيف حي، علماً أن الصهاينة في تصريحات على لسان كبار مسؤوليهم يؤكدون أنهم قتلوه.


المصدر

عارنا في غزة ما بعده عار

عارنا في غزة ما بعده عار 

علي الكاش

       وجهات نظر

العالم المتحضر يهتم بالحفاظ على حياة عدد من الحيوانات خشية الانقراض، ولكن هذا العالم المتحضر لا يأبه لقتل النساء والأطفال في غزة وجنوب لبنان؟ ألا تبا للحضارةّ

من خلال نقد الفكر السياسي ـ حتى قبل أن نطرق أبوابه، والبحث في كنه هذا النقد ـ يستوجب ذاك فتح الملفات المهمة ذات العلاقة بالوضع الراهن، او استجلاء حدث سابق لم يتم تناوله بشكل دقيق، وتوضيح الحقيقة الناصعة للرأي العام، ونظن انه من السخف ان نتجاهل تلك الحقائق او نغض النظر عنها، لأنها تصطدم مع المفاهيم الأساسية للنظم السياسية الحالية، التي بُني معظمها على مفاهيم مغلوطة تخدم أجندة غير وطنية لأسباب عدة.

كتب الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر كتابا خطيرا بعد انهاء الاحتلال الفرنسي لبلد المليون شهيد، عنوانه (عارنا في الجزائر)، فعلا الاستعمار وما يفعله بالشعوب الواقعة تحت سيطرته عار ما بعده عار، سيما ان الاستعمار الفرنسي يتميز بمسخ الهوية الوطنية للبلد الذي يحتله بما في ذلك اللغة، وما تزال الجزائر والمغرب العربي يعانيان من مشكلة اللغة، عندما زرت المغرب تفاجأت بان معظم السكان يتكلموا اللغة الفرنسية، ويتعاملوا بها في حياتهم اليومية، والبعض لا يفهم من العربية الا القليل، وجميع يافطات المحلات ووجبات الطعام باللغة الفرنسية. الحقيقة لم افهم كيف يتحدث الناس ويتفاخروا بمعرفتهم لغة من احتل بلدهم وسرق مقدراتهم، واذاقهم شر الاستعمار؟

كان كتاب سارتر وثيقة مهمة عن جرائم الاحتلال الفرنسي، ويفترض ان يدرس في الجزائر ليعرف الشعب حقيقة ما جرى في بلدهم، سيما ان الأجيال الحالية لم تعش فترة الاستعمار الفرنسي لبلدهم، ربما تقتصر معرفتهم على التضحيات الجسيمة التي قدمها ابطالهم ومنهم الثائر عبد القادر الجزائري لينعموا بالأمن والسلام الحاليين.

صحيح ان كتاب سارتر متوسط الحجم ولا يتناسب مع طبيعة الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ولا يمكن ان يلم بالكثير من المعلومات والوثائق في عهده، على اعتبار ان نشر الوثائق السرية يتم بعد 25 ـ 50 عام لإخفاء ملامح الجرائم، ويتناساها الناس. لكن ان يعترف فيلسوف بمستوى سارتر بعار بلده، فهذا ما لا يمكن تجاهله، ترجم الكتاب الى اللغة العربية مرة واحدة، ومن الصعب ان تجده في الأسواق، بل لا تجده حتى ضمن نشريات سارتر، فبعض كتبه مثل الوجود والعدم والمسرحيات وبقية الدراسات الأدبية والفلسفية طبعت عشرات المرات، لكن هذا الكتاب تم تجاهله على الرغم من أهميته، واللبيب يمكن ان يفهم السبب وراء ذاك.

على الرغم من ان الاستعمار واحد مهما تعددت اشكاله واساليبه، لكن الاستعمار الصهيوني لا يقل بشاعة عن الاستعمار الفرنسي، بل زاده اضعافا في جرائمه وانتهاكاته وحشيته، لأن الدول العربية في الوقت التي ساعدت ابطال الجزائر في التحرر من اغلال الاستعمار الفرنسي، وقفت متفرجة على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني عموما، وفي غزة قلعة الصمود والجهاد، كل ارض يجود أبنائها بدمائهم للتحرر من قوى الشر والظلام هي مقدسة، الانبار التي قارعت الاستعمار الأميركي (معارك الفلوجة) مقدسة، وكابل مقدسة عندما هزمت الاحتلال الأميركي وجعلته ينسحب وهو يجر ذيوله الذليلة.

من جهة ثانية، كل الشعوب التي رضيت بالاستعمار او تعاونت معه او تهاونت في تحرير بلدها منه هي شعوب ذليلة، ولا تستحق الحياة ولا الاحترام، من يرضى بالاستعباد، ولا يدافع عن البلاد، هو من أذل وأخزى العباد، وسيكتب التأريخ سيرته بماء المستنقعات الآسنة. والشعب القادر على العطاء والمعونة ومساعدة الشعوب المنكوبة والمبتلية بالاستعمار، ويقف متفرجا على قتل العباد وسبي البلاد، فهو شريك بالجريمة، فما بالك والقاتل يهودي، والمقتول مسلم؟ قال تعالى في سودة المائدة/82" لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ". روى أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" ما خلا يهودي بمسلم إلا همَّ بقتله". (الدر المنثور للسيوطي)، رغم ان البعض ضعفه وآخرين اعتبروه حديثا غريبا، لكن اثبتت الأيام والوقائع الماضية والحالية صحته، والشاهد جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان.

ربما يتساءل البعض ما علاقة كتاب سارتر بغزة؟

الحقيقة مرة بل أمرٌ من العلقم، وقد تكون أحيانا اغرب من الخيال، صحيح لا حدود للجُبن، ولكن يمكن ان نقول انه وصل الى اعلى سقوفه في معركة طوفان الاقصى، فالموقف العربي من طوفان الأقصى أغرب من الخيال، هناك من يدعم الصهاينة مثل الامارات العربية، وهناك من يدخل تحالف ضد الحوثيين، وهناك رجال دين هم اقرب للشيطان من الرحمن يمنعوا التظاهرات لنصرة غزة، وهناك من يدخل المساعدات الى غزة وهو يمسك بقطارة، وهناك في الضفة الغربية من يمسك العصا من النصف، مع ان اقاربه ومواطنيه يعيشون في غزة، نحن بالتأكيد لا نؤيد مواقف الحوثيين وموقف قادة حماس من ايران التي عبر عنها إسماعيل هنية بقوله "الجنرال سليماني شهيد القدس.. شهيد القدس.. شهيد القدس"، مع ان فيلق سليماني تخلى عن القدس بصلافة تتناسب وعنجهيته، ولا نؤيد الاخوان المسلمين المتواطئين مع الولي الفقيه في إيران، ولكننا نتضامن مع ابطال غزة لأنهم يدافعوا عن وطنهم ضد الاحتلال الصهيوني، ولا يمكن ان نبخس نضالهم الوطني لتحرير ارضهم من دنس الطغاة، مهما اختلفت الرؤى، لا بد ان نضع جميع مواقفنا في ضفة، ونعمل بالضفة الأخرى وهي تأييد الغزاويين في طوفانهم المقدس، عندما تسير القوى الوطنية في طريق التحرير، لابد من إزالة الحواجز وتوحيد المواقف تجاه قضيتهم.

عندما تقرأ هذا الخبر، وتجد ان من قام بها ليس بعربي او مسلم، سيتبادر الى ذهنك أي خزي وعار لحق بالعرب والمسلمين، عندما يقف أجانب لدعم أهل غزة، ويقف الحكام العرب وشعوبهم والدول الإسلامية مكتوفة الأيدي إزاء جرائم الإبادة البشرية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني، لا عتب على محور المقاومة فقد أعلن افلاسه جهارا وتبين انه مُخترق طولا وعرضا، ولا يمكن ان نطالبه بدفع مستحقات الشعارات التي كان يكررها على مسامعنا حول تحرير القدس، ولا عتب على فيلق القدس الذي ترك أبناء القدس يقتلون أمام عينيه، وهو يقتل بالشعب العربي في العراق وسوريا واليمن، ويًغض النظر عن جرائم الصهاينة، وقعت ورقة التين من عورة محور الدجل بكل صنوفه، وسقطت شعاراته تحت الأحذية المتهرئة، وبان معدن الولي الفقيه الصدأ وذيوله.

رفع المحامي الفرنسي (جيل دوفير) دعوى لدى المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم جيش الاحتلال الصهيوني في غزة، وقال " ان جرائم اسرائيل موثقة وأصبحت ملفات ادانتها امام المحكمة الجنائية الدولية سهلة جدا ولا تتطلب الا تقديم الطلب فهي تبث امام اعين العالم وشاشات التلفونات الذكية والقنوات التلفزيونية. ليس ذلك فحسب بل انه يتوجب رفع شكوى امام محكمة العدل الدولية ضد نتانياهو كما فعلت جمهورية جنوب افريقيا للاقتصاص من المجرمين الذين يفلتون في كل مرة من المحاسبة والعقاب".

أقول: هل سينبري لنا كاتب صهيوني او اوربي او امريكي شهير بمستوى سارتر ليكتب لنا كتابا بعنوان (عارنا في غزة) او شاعر همام يكتب لنا قصيدة بمستوى (القدس عروس عروبتنا)؟ 

توجهات صهيونية لتغيير المناهج الدراسية العربية

 توجهات صهيونية لتغيير المناهج الدراسية العربية

وجهات نظر



سبق ان تناولنا في مبحث سابق "كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟" وذكرنا ان تدمير أي مجتمع وتفكيكه يحتاج الى مدة ما بين 12 ـ 18 سنة على اقل تقدير، لإيجاد جيل بديل يؤمن بما تفعل به، ويساهم بشكل فاعل عن قصد او بدونه في هتك عرض البلد، واطفاء سراج ماضيه وحاضره، بل وذبحه من الوريد الى الوريد.

  بلا أدنى شك ان تدمير أي بلد بصورة مقتضبة يكون عبر قاعدة معكوسة (الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب) أي مدٌ الجهل والفساد، وجزر الكفاءة والثقافة، والسير بخطى ثابتة نحو الهاوية. مع الأخذ بنظر الاعتبار تسخير العامل الديني والعبث به، حيث يعتبر افضل طريقة لتدمير المجتمع، وهناك شواهد تأريخية وحاضرة يمكن الإشارة اليها وهي تعزز من رؤيتنا في هذا المجال.

سنؤكد في هذا المنهج العلمي الذي يُكمل ما بدأنا به على الدور الديني والثقافي فيما يتعلق بتغيير المناهج الدراسية وفقا للمخططات الامريكية الإسرائيلية البريطانية ، وسوف نستعرض نماذجا عما جرى في بعض الدول العربية في هذا الأمر الكارثي، فقد أشرنا الى:

ـ الترويج بان الدين لا يتماشى ولا يصلح للحاضر ويتعلق بمجتمعات قديمة، فهو غير قادر على التكييف مع التطورات التقنية والتقدم العلمي في مختلف مجالات الحياة، وغير قادر على حل المشكلات المعاصرة وسيما المتعلقة بالشباب، والاهتمام بالذكاء الصناعي وغيره من المستجدات التقنية.

ـ إيجاد التناقضات في الدين والعقائد، من خلال تشجيع الدراسات الفلسفية الميتافيزيقية والمنطق والأفكار الالحادية، وتبني وجهات نظر مراجع دينية جاهلة تجعل الناس يشمئزون من الدين، ويبتعدون عنه.

ـ التشجيع على هجرة رجال الدين الأتقياء، والحريصين على دينهم من خلال محاربتهم عبر قنوات موجهة وذباب الكتروني، وبث بذور الحقد والبغضاء بينهم وبين السلطات الحاكمة.

ـ تحريف الكتب الدينية ونشر الكتب المحاربة للدين وتطعن فيه من خلال دعم الكتاب المشوهين للدين ودور النشر المسيئة ماديا ومعنويا، ونشر كتب منحرفة ودعمها من خلال بيعها بأسعار منخفضة، والدعاية لها عبر استعراض ما فيها بما يثير فضول القراء سيما الشباب، وبث برامج تجادل فيها محتويات تلك الكتب.

ـ السخرية من الدين ورجال الدين. وجعل الخطباء اضحوكة امام الناس من خلال جهلهم وحماقتهم والقول بالبدع والاساطير والمعجزات التي تتعارض مع الدين، وكل ما يتعارض مع المنطق والعلم.

ـ ترويج ودعم المذاهب الحادية التي تتعارض مع القيم الأخلاقية التي حضت عليها الأديان، وتسخيفها عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

ـ إلغاء المؤسسات الدينية ذات التوجه الصحيح، او عدم دعمها، واحلال مؤسسات علمانية بديلا عنها، والطعن في تلك المؤسسات الدينية من حيث تشويه طرق تمويلها، والانحراف الأخلاقي لبعض عناصرها، ومهاجمة افكارها ومبادئها.

مما عزز رؤيتنا هو ما ورد في تقرير (رابطة مكافحة التشهير بالتعاون مع مركز توني بلير ـ رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ـ للتطوير العالمي)، وهو مركز بحثي امريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، يخلط السم بالعسل، لكن مع هذا من المهم معرفة ما يفعله الخصم على أقل تقدير لغرض تفادي ما يمكن تفاديه من كوارث اجتماعية وثقافية تسري كالسم على مهل في الجسم العربي. استعرض التقرير ما تم إنجازه من تقدم ـ حسب رؤيته ـ في تطوير المناهج الدراسية في بعض الدول العربية والإسلامية بما يتوافق والقيم الإنسانية والدعوات الى الإخاء الإنساني وتقبل الآخر رغم الاختلافات الجوهرية والاعتبارية بين الطرفين، ويحاول من خلال الاستعانة ببقية مراكز البحوث ومؤسسات المجتمع المدني التأثير على منظمة اليونيسف لتناشد الدول العربية والإسلامية بإجراء بعض التغييرات في المنهاج الدراسية، وتشجيعها على المضي في هذا الطريق، بذريعة التسامح الديني والقومي والعنصري، وتشير المعلومات بأن الكيان الصهيوني من ابرز الداعمين لهذه المراكز البحثية، بل ان الكيان المسخ يراقب جميع الجوامع والمساجد، وما يرد فيها من خطب سيما يوم الجمع، ويزود المركز البحثية بأهم الملاحظات عبر تقارير دورية.

من أبرز المحطات التي يجب التوقف بها لتحديد ملامح المتطلبات التي يركز على المركز البحثي، لأخذ صورة توضيحية وحقيقية عن المخاطر المستقبلية في خضم التطورات الحالية التي تشهدها المنطقة:

ـ المطالبة بإلغاء منهج التربية الوطنية في جميع المدارس الابتدائية (الأولية) فصاعدا. لأن الشاغل الرئيس لهم هو تدمير المجتمعات العربية وسلخ النزعة الوطنية من جلد الشعب، من ثم سلخ الوطنية من الأمة بأجمعها.

ـ إزالة جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشير الى بني صهيون ودور اليهود المخزي في التأريخ العربي والإسلامي.

ـ حذف المناهج الدراسية التي تنتقد اليهود وبني صهيون. وحذف كل ما يتعلق بالصراع العربي ـ الإسرائيلي.

ـ إعادة النظر في منهجي الجغرافية والتأريخ، ووضع خارطة جديدة للمنطقة تتضمن (دولة إسرائيل).

ـ إلزام جميع المراحل الدراسية بتدريس الهولوكوست، ومظالم اليهود سيما في عهد النازية.

ـ ضرورة التنويه بان هذا الأمر يشمل رياض الأطفال حتى الجامعات، وان تحل قيم التسامح في المناهج الدراسية حسب رأيهم.

ـ تغيير صورة اليهود وإسرائيل في المناهج الدراسية وإرساء قيم تبين دورهم الحضاري، وابرز علمائهم الذي قدموا افضل الخدمات للإنسانية جمعاء.

ـ ترويج الأفكار المثلية وتحويلها من حالة مرضية وشاذة الى حالة طبيعية، سيما ان معظم دول الغرب تشجع عليها، وتتعامل معها كما تتعامل مع معاداة السامية، وصارت الاحتفالات الخاصة بالمثليتين تقام في الساحات العامة، ومن المؤسف ان نيافة بابا الفاتيكان بارك الزواج المثلي، فأعطاه دعما دينيا، في حين اعتبرته روسيا الملحدة جريمة إرهابية.

ـ استبدال المنظمات الشعبية المهمة بمنظمات أخرى مزيفة او اصطناعية لا احد يعرفها، تعمل على ترويج الأفكار الهدامة ونخر المجتمع من الداخل، من خلال ترويج المثلية، والارتباط بعلاقات مشبوهة، او زواج خارج الضوابط الشرعية والقانونية، والتمرد على العلاقات الأسرية، ومنح الحرية المفرطة للشباب والشابات لاتخاذ قرارات مصيرية، وترويج الأفكار الالحادية.

نماذج وتطبيقات عن المد الصهيوني في المناهج.

أولا: المغرب العربي

من المعروف ان العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني علاقات وثيقة قديما وحاضرا، والتطبيع هو نتيجة حتمية لتلك العلاقات، لذا عمدت المملكة الى تغيير المناهج الدراسية التي كانت تطعن باليهود، وركزت على نشر صور جلالة ملك المغرب خلال زياراته الى بيت ذاكرة اليهود المغاربة في السويرة (مركز اليهود)، والتركيز على اسهامات اليهود في التراث المغربي.

ثانيا: مصر

كجزء من عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني تم تغيير المناهج الدراسية التي تطعن باليهود ومن الغرائب ان يمتد التغيير الى مؤسسة الازهر الشريف، فقد أضيفت برامج تتضمن الاعتراف بالآخر وإزالة الآيات التي تتضمن الجهاد الإسلامي.

ثالثا: الأردن

وهي من الدول التي تطبعت مع الكيان الصهيوني، وسوف ننقل ما ذكرته عضو مجلس النواب (هدى العتوم)  في حديث لـ(حياة اف ام) بقولها" ان كتب المناهج الجديدة تطرقت للحديث عن شخصيات ملحدة تشتم الآلهة وشخصيات أخرى أصبحت آلهة، بالإضافة إلى التحدث عن نظريات كفرية تتعاكس مع القرآن الكريم دستور المسلمين والإنسانية. ان كتب التربية الفنية والموسيقية فيها الكثير من الأشياء المبثوثة والتي لا تتسق مع متطلبات التعليم، ولدينا مواد أفضل بكثير بدل هذه لعرضها للطلاب في مرحلة تتشكل فيها الشخصية والفكر أيضًا. الأصل أن تروج الكتب المدرسية القيم الصحيحة للطلاب، حيث في وقت سابق كان يتعلم الطلاب خلال مرحل الدراسة الـ 12 عن 45 من أصحاب رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، وفي المرحلة الجديدة تم تقليصهم إلى 13.

كما جرى تقليص عدد أجزاء القرآن التي يتعلمها الطلبة خلال 12 مرحلة دراسية من 14 جزء بين حفظ وتفسير وتفكر وتلاوة إلى جزء واحد. لذلك بدأت عمليات تحييد القواعد العربية والنصوص القرآنية والأحاديث النبوية منذ عام 2015. أن الأحاديث النبوية في الكتب المدرسية التي تحمل صبغة جهادية أو تحدد علاقة المسلم مع المسلم أصبحت نادرة جدًا، وأيضًا جرى إزالة أغلب النصوص التي تتعلق بحدود الزنا والخمر والإلحاد؛ أيضًا بشكل تدريجي. أن هدف الإفراغ التدريجي للكتب المدرسية يأتي تطبيقًا لمخططات الدول المانحة التي تأتي من باب تقبل الشاذ والصهيوني، إذ إن المخاطر التي تحيط بقطاع التعليم في جميع الدول العربية ترتبط بمخططات صهيونية".

لاحظ ان جميع التطبيقات في هذه الدول العربية تتماشى مع رؤية (رابطة مكافحة التشهير بالتعاون مع مركز توني بلير للتطوير العالمي) وتوجيهاتها في تغيير المناهج الدراسية اعتبارا من رياض الأطفال وحتى الدراسات الجامعية. بمعنى ان بعض الدول العربية مع الأسف تبنت الرؤية الصهيونية، مع ان المخاطر جسيمة.