قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 9 أبريل 2014

الخطاب الكامل للقائد الأعلى للجهاد والتحرير المهيب الركن السيد عزة ابراهيم بمناسبة الذكرى 67 لتاسيس حزب البعث العربي الاشتراكي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الخطاب الصوتي للقائد الأعلى للجهاد والتحرير المهيب الركن السيد عزة ابراهيم بمناسبة الذكرى 67 لتاسيس حزب البعث العربي الاشتراكي

شبكة البصرة

للتحميل المباشر


للمشاهدة المباشرة



بسم الله الرحمن الرحيم
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
صدق الله العظيم


أيها الرفاق الأعزاء المناضلون البعثيون في وطننا العربي الكبير، أيها المجاهدون البواسل في عراق المجد والتاريخ والحضارة وفي فلسطين الحبيبة وفي الأحواز السليبة وحيثما تتواجد المقاومة المسلحة على أرض العروبة.

تحية حارة، ملؤها المحبة والتقدير والاعتزاز، لكم جميعاً ثم لشعب العراق الصابر الصامد المتحسب العظيم، وإلى مقاومته المجيدة. هذه المقاومة المتفردة في صيرورتها وتكوينها وفي ولادتها وانطلاقتها وفي أدائها وعطائها وفدائيتها، هذه المقاومة التي صنعت للأمة مجداً وعزاً وفخراً وصنعت لها تاريخاً جديداً مجيداً، وبعثت في أبنائها روحاً وهمة ونخوة وحمية، وحطمت كل الحواجز والعوائق والذرائع التي كانت تقف أمام انطلاقة جماهيرها، وأمام نهوضها وثورتها، ضد الظلم والطغيان والعدوان، وضد الأنظمة الديكتاتورية القمعية المتخلفة والفاسدة العميلة وضد التراجع والتخلف والتمزق والضياع.

أيها الأعزاء، أيها الرفاق الأعزاء، أيها البعثيون المقاتلون في ساحات المنازلة الكبرى
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
تمر علينا اليوم الذكرى السابعة والستين لتأسيس البعث المجيد، يوم انطلاقته الكبرى إلى ميادين النضال والكفاح في وطننا العربي الكبير في السابع من نيسان عام 1947، تمر علينا هذه الذكرى العطرة الحبيبة على قلوب الملايين من أبناء الأمة رجالاً ونساء وشباباً يحدوهم الأمل أن حزبهم، حزب الرسالة الخالدة، حزب الأمة، حزب البعث العربي الاشتراكي، سيظل كما كان طليعة ثورية متجددة مبدعة. سيبقى حزب الرسالة الخالدة، رسالة العروبة المتجددة على الإنسانية جمعاء، كما عرفته الأمة وجماهيرها على امتداد سبعة وستين عاماً من النضال والكفاح الشاق المرير، وما أداه من التضحيات الجسام، فداء لعقيدة الأمة ولقضاياها المصيرية، وما حققه من الانتصارات والإنجازات التاريخية الكبيرة، وسيبقى بعث العروبة هو الخلية الأساسية الحية الأصيلة المفعمة بالعطاء والنماء في حياة الأمة يحقق لها صورة انبعاثها الحضاري المتجدد فيما تمتد جذوره إلى أعماق تاريخ الأمة وحضاراتها وتراثها الغني العزيز يستلهم فيه ومنه المناضلون المجاهدون البواسل قيم المبادئ الرسالية ومعانيها العميقة ويستلهمون منه قيم البطولة والرجولة والفروسية. يهتدون بهديه ويعشقون مسيرة رموزه وبطولاتهم وأدائهم العالي ويقتدون بعنواينه وراياته العالية عمر وعلي وخالد وسعد والمثنى والقعقاع، يعشقونه ويتعشقون سيرة الحسين عليه السلام زينة الرجال وفخرهم في الدنيا والآخرة، عنوان الثبات على العقيدة والمبادئ، عنوان الصمود والتحدي لقوى الظلم والطغيان والعدوان، عنوان البطولة والرجولة والتضحية.

أيها المناضلون البعثيون
هكذا علينا أن نتعامل مع تاريخنا وحضارتنا وتراثنا ورسالتنا الخالدة، وهكذا علينا أن نتعامل مع رموزنا الأفذاذ، هذا هو ماضينا التليد الذي يحتم علينا أن نستعين بكل مقاييسه وإبداعاته وإشراقاته لصنع حضارة الأمة عبر نضالنا وكفاحنا الشاق في كل الميادين الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية والتعبوية، حتى نندمج أو حتى تندمج وتتفاعل لدينا الفكرة الأصيلة مع الفعل الميداني المبدع المفعم بالأداء العالي والعطاء الثر والتضحيات الجسام لصيانة المستقبل المشرق الوضاء للأمة وجماهيرها وأجيالها القادمة، ولكي يتحقق التواصل والتفاعل الحي بين ماضي الأمة المجيد وحاضرها الثائر المتجذر المتحفز ومستقبلها الواعد الذي نراه اليوم رؤي العين، ونعيشه كما نعيش الحاضر فيقتحم مناضلو البعث وجماهير الأمة وقواها التحررية ميادين النضال والجهاد من أوسع أبوابها فتتحقق وحدة الكفاح وعلى امتداد أرض وطننا الكبير على اختلاف مواقعهم وأدائهم وأفكارهم ومشاربهم، تجمعهم الصورة الواضحة المشرقة لماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها ويتعمق وعي الجميع وتتسع رؤيتهم وتتضح الظروف والعوامل الموضوعية والذاتية لانطلاقتهم وثورتهم، فتقتحم هذه الجموع ميدان المنازلة الكبرى صفاً واحداً من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، تقاتل أعداء الأمة وأعداء الإنسانية: الإمبريالية والاستعمار والصهيونية والنظام الإيراني الصفوي، وهكذا سيبقى بعثنا الرسالي مع جماهيره ومع أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزوغ عنها إلا هالك. وسيبقى حزبكم حزب الجماهير العربية الواسعة، من العمال والفلاحين والكسبة والمثقفين والعسكريين الثوريين، يحدو مسيرة الأمة الكفاحية لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.

نعم إن حزبكم أيها المناضلون، يا جماهير شعبنا الأبي سيبقى إلى الأبد حزب الأمة الثوري التاريخي الرسالي الذي أنجبته من رحمها الطاهر بعد مخاض عسير وطويل في تصديها لواقع الاستعمار والتجزئة والاستغلال والتخلف، وما عقدت عليه من آمال في تحررها وتوحدها ونهضتها وتقدمها الحضاري الإنساني. هذا الحزب الرسالي المجيد الذي استطاع وفي فترة قصيرة من الزمن إطلاق طاقات الجماهير العربية المبدعة والخلاقة وتعبئتها وإعدادها لنضال منظم ودائم وواضح الأهداف يعبر عن روح الأمة وضميرها معاني الأهداف الحيوية للأمة ولشعبها المجيد.

نعم أيتها الجماهير العربية الكادحة، إن حزبكم حزب الشعب الذي احتضه 67 عاماً وأمده بكل مقومات الأداء التاريخي الرسالي الإنساني فهو وسيلة الشعب الشريفة العفيفة الأصيلة والشعب، غايته المجيدة السامية، فهو من الشعب وإلى الشعب، والشعب منه وحاملته القوية الآمنة، فحقق من الإنجازات التاريخية الكبيرة ما لم يتوقعه أحد من الساسة والمفكرين والمنظرين والمحللين. وقد حقق ما لم يتوقعه الكثيرون من مناضليه ورجاله، فهو الذي أعطى فكر الأمة القومي الرسالي الإنساني التحرري المؤمن الأصيل الناضج والمستنبط من عقيدة الأمة ورسالتها وتاريخها وتراثها، لقد بثه في الوطن الكبير وفي شعب العروبة حتى تصاعد النضال القومي التحرري التقدمي فحقق تلك الإنجازات التاريخية الكبيرة المجيدة، ثورة يوليو القومية التقدمية الاشتراكية عام 1952 في مصر، وتأميم قناة السويس والتصدي البطولي للعدوان الثلاثي على مصر، حيث وقف شعب مصر العروبة برمته تسانده جماهير الأمة من المحيط إلى الخليج ضد ذلك العدوان الغاشم. ثم ثورة الجزائر البطولية. ثم ثورة 14 تموز الكبرى في العراق، ثم ثورة 14 رمضان في العراق عام 1963. ثم ثورة آذار في سوريا عام 1963. ثم انطلاقة المقاومة الفلسطينية الباسلة ضد الاحتلال الصهيوني. ثم ثورة ليبيا واليمن، وما حققته تلك الثورات المجيدة من انتصارات وإنجازات تاريخية وعلى رأس تلك الإنجازات التاريخية تحقيق الوحدة العربية بين مصر وسوريا، ثم بيان الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق في السابع عشر من نيسان عام 1963، ثم ثورة البعث المجيدة في العراق عام 1968 التي غيرت مجرى التاريخ، ونقلته بسرعة إلى مصاف الدول النامية والمتقدمة والمتحررة. ومن أهم إنجازات البعث في العراق بعد ثورته البيضاء في 17-30 تموز هو تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والتربوي الكامل والشامل وإصدار بيان آذار التاريخي لحل القضية الكردية حلاً سلمياً وديمقراطياً، وأعقبه إصدار قانون الحكم الذاتي لأبناء شعبنا الكردي في إقليم كردستان العراق، ثم قرار تأميم النفط وتحرير أهم ثروة من ثروات العراق المسروقة والمنهوبة من قبل الشركات الاستعمارية الاحتكارية، وعلى امتداد عقود طويلة من الزمن واستثماره استثماراً وطنياً ووضع هذه الثروة والثروات الأخرى في خدمة التنمية الحضارية وفي كل نواحي الحياة: الصناعة والزراعة والخدمات الاجتماعية والتنمية البشرية وعلى رأسها التعليم والتربية والصحة والماء والكهرباء والطرق والجسور وبناء الجيش القومي العقائدي ساعد الأمة القوي المتين وذراعها الطويل، صاحب الانتصارات التاريخية على امتداد مسيرته المجيدة، هذا هو البعث أيها المناضلون.

يا أبناء أمتنا المجيدة، طليعة ثورية تاريخية رسالية قدرها هو أن تقود مسيرة الكفاح في إيمان عميق ووعي كامل لما تتطلبه هذه المسؤولية التاريخية الرسالية من البذل والعطاء والتضحية والفداء والارتقاء الروحي المفعم بالإيمان العميق لقدر الأمة ومقدارها وقدرتها على الانبعاث والتجدد وبحقها في النهوض لأداء دورها التاريخي والإنساني وتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والتحرر والتقدم والتطور والتحضر.

أيها الرفاق المناضلون البعثيون البواسل
يا أبناء شعبنا العربي الأبي

هذا هو حزبكم اليوم، حزب الرسالة، وبعد 67 عاماً من انطلاقه في السابع من نيسان عام 1947، يقف مع جماهير الأمة ومع قواها الوطنية والقومية والإسلامية طليعة متقدمة، يفجر ويقود أعظم ثورة تشهدها الأمة في تاريخها الطويل غيَّر فيها مجرى التاريخ وأعاد صياغة موازين القوى الدولية من جديد، حطم فيها نظرية القطب الواحد المتفرد المتفلت المتمرد على كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وعلى كل الشرائع والقيم السماوية، وركَّع الإمبريالية الأميركية القوة الأعظم في العالم، وحطم جبروتها واستكبارها، ولا زالت أمريكا إلى اليوم وستبقى إلى زمن طويل ترتعد وترتجف من هول ما واجهته من شعب العراق العظيم ومقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الباسلة، وبعثه المجيد. وستبقى الإمبريالية الأميركية ترتجف وترتعد من هول ما قدمت من خسائر في الأرواح والأموال وهي لا زالت إلى اليوم تتستر على حجم خسائرها في محاولة بائسة لإيقاف التراجع الذي تعانيه اليوم على مستوى أداء دورها العالمي ومكانتها الأممية. لقد ذهبت أمريكا اليوم إلى مزيد من المخادعة والمراوغة والمخاتلة والتضليل والمهادنة والمداهنة وحتى النقاق مع أعدائها التقليديين، ومع من كانت تعدهم أنهم أعداءها، وإزاء هذه الحقائق الصارخة التي تمخضت عن الاحتلال الأمريكي للعراق وما مارسته الإدارة الأمريكية من تدمير لبناه التحتية ودولته وجيشه وقتل أبناء شعبه. وهنا لا بد لنا من مخاطبة الشعب الأمريكي الصديق والكونغرس الأمريكي المسؤول أمام الله وأمام التاريخ، ونتساءل وإياهم : ما هي مصلحة الشعب الأمريكي وأمريكا في تدمير العراق الحضاري الإنساني، والسعي المحموم لإضعافه وتقسيمه وتفتيته على أسس عرقية وطائفية، لما يخدم المشروع الإيراني الصفوي الذي يمثل التهديد الدائم لأمن الخليج العربي والأمن القومي العربي برمته، وهنا نقول لا بد للشعب الأمريكي الحضاري الإنساني والكونغرس الأمريكي كذلك من وقفة جادة في مساندة الشعب العراقي في نضاله لتحقيق التحرير الشامل والاستقلال التام وممارسة حقه في النهوض والرقي الحضاري والتقدمي الإنساني الشامل.

أيها الرفاق المناضلون في وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر
يا جماهير أمتنا الثائرة
أيها الأشقاء والرفاق والأصدقاء المناضلون والمجاهدون في الأحزاب والتيارات والمنظمات الوطنية والقومية والإسلامية

إن أمتنا اليوم تمر بامتحان تاريخي صعب وعسير وبالغ الخطورة، إنها تعاني من وطأة الاحتلال الإمبريالي الأمريكي الصهيوني والاستعمار الفارسي الصفوي الاستيطاني لأقطار مهمة في الأمة وعلى رأسها العراق العظيم جمجمة العرب ورمح الله في الأرض، وعمق الأمة المبدئي والاستراتيجي وبوابتها الشرقية، فهو مُعرَّض اليوم للابتلاع والضياع الأبدي على يد النظام الإيراني الصفوي، ثم فلسطين العربية الحبيبة، الأرض التي باركها الله، قد وصلت مشاريع التسوية الاستسلامية فيها إلى نهاياتها الخطيرة، إذ استسلم النظام العربي الرسمي برمته للواقع المر الذي تعيشه الأمة العربية والقضية الفلسطينية بشكل خاص. سلَّم الجميع، بمن فيهم جزء حيوي ومهم من بعض الكيانات والرموز الفلسطينية التاريخية بعد أن دب في صدور بعض قادتها اليأس والقنوط، ثم التراجع والتقهقر وبحجج واهية قد صيغت بعناية فائقة لخدمة منهج التسوية الاستسلامية والتخلي عن الجهاد العامل الحاسم لتحرير الأرض ودحر الغزاة.

أيها الرفاق المناضلون
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
يا رجال المقاومة الأفذاذ، يا عز الأمة وعنوان نهضتها،

أقول لكم اليوم أولاً، ثم لقادة النظام العربي الرسمي ثانياً، إن ما تعانيه الأمة اليوم من ضعف وتدهور وتردٍّ وهوان هو حالة استثنائية ومؤقتة ستزول وتنتهي قريباً بإذن الله. ذلك لأن قدر الأمة ومقدارها هو النهوض الدائم والتجدد والانبعاث إلى غدها المشرق وستنهض أمتنا وتثور وتفجر كل طاقات وإمكانات شبابها ورجالها ونسائها، فتستعيد دورها الكفاحي التاريخي المجيد ضد الإمبريالية والاستعمار والصهيونية، وضد الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة العميلة.

واعلموا أيها الرفاق المقاتلون الأبطال في العراق، وفي فلسطين وفي الأحواز وعلى كل شبر مغتصب من أرض العروبة، إن من سمات أمة الإيمان والخير والإبداع أنها في ثورة دائمة لا تتوقف. فهي تختلج في صدور شبابها المؤمنة المدركة لخطورة المرحلة التي تحياها الأمة والمدركة لحجم المؤامرة التي تقودها الإمبريالية الأمريكية والاستعمار أعداء أمتنا، تستهدف وجودها ومصير أجيالها القادمة. وهذه الثورة تحتاج إلى من يفجرها ويشعل أوارها وأنتم الطلائع الثورية المسلحة في الأمة القادرة على تفجير الثورة الشاملة في الأمة لمقاتلة أعدائها على كل شبر من أرض العروبة.

وأنتم طلائع الجهاد والكفاح المسلح بوعيكم العميق وإيمانكم المتوقد وبأدائكم البطولي المتميز وبعطائكم الثر وتضحياتكم الواسعة، المؤهلون الوحيدون القادرون للوصول إلى قلب الجماهير الشعبية الواسعة، وإلى ضميرها، لتحركوا فيها روحها القومية الثورية المؤمنة وتفجروا فيها إمكاناتها الثورية الخلاقة المبدعة وترفعوا همتها الإيمانية إلى مستوى مسؤولياتها التاريخية في مسيرة الاستنهاض من ركودها وبعثها من جديد، وخاصة على الصعيد المرحلي الذي نعيشه اليوم المتصل بالأفق المبدئي والاستراتيجي.

من هنا لا بد لنا جميعاً من قوى وأحزاب وشخصيات فكرية وسياسية العمل الحثيث والدؤوب والمثابر لتشكيل الجبهات الوطنية والقومية والإسلامية المتطلعة إلى الوحدة والتحرر والنهوض الوطني والقومي والإنساني على صعيد كل قطر عربي، ومن ثم العمل الجاد والمثابر لإقامة الجبهة الوطنية القومية الإسلامية الواسعة على صعيد الوطن العربي كله، لتؤدي دورها المأمول والحاسم في مجابهة التحديات الجسام التي تواجهها الأمة في مسيراتها الكفاحية وحتى تحقق طموحاتها وآمالها في الوحدة والتحرر والنهوض والتقدم والرقي الحضاري الإنساني.

أيها البعثيون المجاهدون
يا جماهير أمتنا الثورية المتحفزة للانطلاق في مسيرة الانبعاث والتجدد

إن ما يجري اليوم في العراق من قتل وتدمير وتخريب وتشريد وقضم وابتلاع منظم ومبرمج لأرضه وشعبه وتاريخه وأمواله وثرواته من قبل الاحتلال الصفوي، وبغطاء أمريكي دولي وعربي للأسف الشديد، هو التحدي التاريخي الكبير المهدد لمصير الأمة ومستقبلها. وهو القضية المركزية الكبرى للأمة التي تتطلب أن يهتز ضمير الأمة وتتطلب أن تثور لها جماهير الأمة الثورية الواعية فيثور شعب العروبة من المحيط إلى الخليج، لكي يقف هذا الشعب العظيم وقفته التاريخية ويسحق كل البؤر المتآمرة على العراق وعلى فلسطين، ولكي يحقق وحدته التاريخية الرسالية بوجه الهجوم الشرس على الأمة وخاصة في العراق وفي فلسطين وفي الأحواز وفي سوريا ومصر والخليج العربي لتحرير الأرض والعرض والمقدسات التي انتهكت من قبل الحلف الإمبريالي الصهيوني الفارسي الصفوي، ولإيقاف التردي والتراجع والتخاذل الذي أصاب الأمة بالشلل والغياب عما يجري حولها وعلى أرضها والنهوض بها من جديد مستلهمين قيم الماضي المجيد ودروسه وعبره وإشراقاته وإنجازاته وانتصاراته.

أيها المناضلون البعثيون
إن حزب الرسالة، حزب البعث العربي الاشتراكي وقوى الأمة الوطنية والقومية والإسلامية التقدمية التحررية، في العراق وفي فلسطين وفي سوريا ولبنان ومصر والسودان، وعلى كل أرض عربية، هم طليعة الجهاد والكفاح في الأمة، ندعو اليوم ومن موقعنا الجهادي جماهير الأمة وقواها الوطنية والقومية والإسلامية الثائرة جميعاً إلى وقفة تاريخية مسؤولة. وقفة تأهب وتحفز واستنفار عام وشامل وعميق لإمكانات الأمة وطاقاتها الخلاقة، لتحقيق وحدة الكفاح والجهاد التاريخي أولاً، ثم لتفجير الثورة الشعبية المسلحة العارمة بوجه قوى الغزو الإمبريالي الصهيوني الإيراني الصفوي لأمتنا، والتي تتجلى اليوم وعلى نحو بارز وناصع في ثورة أبناء شعبنا في الفلوجة والرمادي والتي تتسع لتشمل العراق كله في الشمال والوسط والفرات الأوسط والجنوب. أحفاد أبطال ثورة العشرين، والذين يتحدون اليوم القصف الوحشي الذي تمارسه ميليشيات العمالة والخيانة في المنطقة الخضراء، بل يقاتلون قوى البغي والعمالة والطغيان بصدورهم العامرة بالإيمان العميق بأهداف ثورتهم ثورة العشائر الأصيلة، ثورة العمال والفلاحين والكسبة والطلبة والنساء والمثقفين بشرائحهم كافة، والعسكريين الثوريين الأبطال صناع نصر العراق الخالد على الحلف الإمبريالي الصهيوني الفارسي الصفوي. وبذلك فإن ثورة الشعب المسلح العارمة المتصاعدة المتسعة والمتجهة بالتظاهرات والاعتصامات السلمية الحاشدة التي عمت العراق كله ستطيح بعروش العمالة والتسلط والخيانة، وتستأنف مسيرة البناء الثوري الوطني والقومي والإنساني الشامل الذي يرفع راية الأمة العربية من جديد لتشع بنورها الوهاج من أرض الجهاد والرباط في عراق العروبة، والذي سينشر سناه البهي على الأرض العربية بل على كل أرجاء المعمورة.

وأقول في هذه المناسبة التاريخية المجيدة، مناسبة ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب العروبة، حزب الوحدة والحرية والاشتراكية، أقول لمن ضلله النظام الإيراني الصفوي من أبناء العروبة، ولمن اشتراه بثمن بخس وهي دراهم معدودة للأسف، وللمنافقين الملبلبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وإلى دعاة الطائفية البغيضة بكل صنوفها ومسمياتها وعباراتها الزائفة، إننا اليوم في العراق وكأمة تخوض صراعاً مريراً ومصيرياً ليس مع إيران الإسلامية كما تزعمون وإنما مع النظام الإيراني الصفوي الدموي الذي أعاد إيران إلى عهد الصفوية بكل أبعاده، وبكل عمقه الطائفي التكفيري الدموي وبكل حقده على العرب والعروبة. فهو يقتل في العراق اليوم على الهوية، لا يفرق بين كبير وصغير ولا بين نساء ورجال، ولا بين مريض وصحيح، ويدمر كل ما يستطيع تدميره من معالم الحياة والتقدم في العراق، وهو ماضٍ دون توقف ومتصاعد في إجرامه.

أما إيران الإسلامية الجار التاريخي للعراق والأمة، والتي تشترك مع العرب بأهم مرتكزات الحياة في العقيدة الإسلامية الواحدة والجيرة التاريخية الخالدة والتداخل الاجتماعي والرحمي، ثم المرتكز الأهم على الإطلاق مرتكز المصير الواحد في الوقوف أمام الحلف الإمبريالي الصهيوني الاستعماري والتطلع المشترك إلى التحرر والاستقلال والتطور والتقدم والرقي، هؤلاء المسلمون الإيرانيون المحكوم علينا وعليهم أن لا يرحلوا عن جيرتنا وأن لا نرحل عن جيرتهم إلى يوم القيامة، هؤلاء هم إخوتنا في الدين والجيرة والتاريخ والإنسانية وفي الكثير من تفاصيل الحياة المشتركة، أقول في الدين الإسلامي الحنيف، رسالة العرب الإنسانية للدنيا كلها، رسالة الحق والعدل والحرية والسلام. هم شركاؤنا لصنع الحياة الحرة الكريمة لشعبنا وأمتنا وليس النظام الصفوي الذي يذبح العراقيين على الهوية، ولا النظام الصفوي الذي يذبح شعبنا من الوريد إلى الوريد وعلى المقاييس الصفوية الهمجية الإجرامية للعهد الصفوي البغيض. ولا زال هذا النظام منذ الاحتلال إلى اليوم يدمر كل معالم الحياة في العراق بواسطة عملائه وأذنابه وعلى رأسهم بعض قياديي حزب الدعوة المجرمين.

أيها الرفاق البعثيون في وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر
إني وباسمكم وباسم جماهير البعث وجماهير الأمة أدعو النظام الإيراني إلى الرجوع إلى مبادئ وقيم الرسالة الإسلامية الخالدة السمحاء الإنسانية الحضارية، والى مبادئ وقيم الجيرة الحسنة للعراق والأمة التي لا مفر من العودة إليها، لأنهم لا يستطيعون أن يرحلوا عن جيرتنا ولا نستطيع أن نرحل عن جيرتهم، وإن لم يعودوا سيبقى الصراع يتوسع ويتعمق. وتبقى قوى الأمتين وإمكاناتهما مستنزفة ومدمرة مما يمكِّن أعداء الأمتين وأعداء الإنسانية الإمبريالية والاستعمار والصهيونية، أن تهيمن على مقدرات الأمتين وتطلعهما إلى التحرر والاستقلال والتقدم والرقي. ويكفي تجارب وتحارب بين الأمتين، وإيقاف النزيف الدائم والصراع المتصاعد الذي لم نجن منه جميعاً إلا الخراب والدمار والتخلف والتقهقر. ولنتجاوز الماضي السيء بكل مرارته، ونتجه إلى عهد جديد من العلاقات الأخوية التي تقوم على أساس المصالح المشتركة المشروعة، والاحترام المتبادل، والجيرة الحسنة، والأخوة في الدين، والهادفة إلى تحرير البلدين واستهدافهما وتطلعهما وتقدمهما، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وخاصة دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان واليمن.

أيها الرفاق المجاهدون والمناضلون في العراق وفي وطننا العربي الكبير
أقول مرة أخرى لمزيد من التنبيه والتذكير والتحذير أن أمتنا العربية مهددة بتدمير كل ما حققته من تقدم وتطور في أقطارها في العصر الحديث. إنها مهددة بمزيد من التمزق والتقسيم والتفتيت لأرضها وشعبها. إنها مهددة اليوم بهيمنة الأعداء التقليديين التاريخيين على أرضها وشعبها وثرواتها، وسلب حرية أبنائها وإذلالهم وقهرهم وتكبيلهم واستعبادهم. ونحن نعلم ويعلم الملايين من أبناء الأمة الأحرار المناضلين والمجاهدين أن لا منقذ للأمة مما هي فيه اليوم إلا الله القوي العزيز، ثم أبنائها الأحرار البررة وطلائعهم الثورية التقدمية التحررية، وفي مقدمتهم حزبكم الأصيل حزب البعث العربي الاشتراكي، طليعة قوى الأمة الوطنية والقومية والإسلامية التحررية. ولا أحد غير هذه القوى قادر على النهوض بهذه المسؤولية التاريخية. وكلنا نعلم ونرى ونسمع عما هو موجود في الأمة من قوى وأحزاب وتيارات سياسية وحتى قتالية، فهي جميعها لا ترتقي إلى هذا الدور والتصدي لهذه المسؤولية. فهي إما مرتبطة بأجندات خارجية مسيطرة على مسارها لخدمة أهداف أجنبية تآمرية على الأمة، فهي تقع جميعها في ثلاث مسارات :

- المسار المتشدد التكفيري، الذي يقتل على الهوية، الذي يفرق ولا يجمع، ويدمر ولا يبني.

- والمسار الثاني هو الإسلام المستسلم لقوى البغي والعدوان، الإمبريالية والاستعمار والصهيونية المجرمة.

والإسلام الحقيقي براء من الاثنين.

- وأما ما يقع خارج التيارين من منظمات وأحزاب وتيارات سياسية فليس لها تأثير بل ليس لها وجود على صعيد النضال القومي التحرري الوحدوي، بل لا يتعدى وجودها الأقطار التي نشأت فيها، وتقوقعت على أرضها.

أيها المناضلون البعثيون
إن لبعثنا رسالة لا يمكن حملها وتأديتها كما يجب، إلا في وحدة طلائع الأمة الثورية التحررية الوطنية والقومية والإسلامية.

فإننا نكرر مرة ثانية وثالثة بأننا ندعو في هذه المناسبة التاريخية العزيزة كل قوى الأمة التحررية، الوطنية والقومية والإسلامية، إلى التحرك الجاد والصادق لتحقيق وحدة الكفاح الشامل، المسلح وغير المسلح، على أرض العروبة، لزج كل طاقات الأمة وإمكاناتها في معركة المصير الواحد، معركة التحرير والتحرر والتوحد والبناء والتقدم.

إنها أمانة ثقيلة في أعناقنا فرضتها علينا روح ومعاني عقيدة الأمة وفرضتها علينا مبادئ البعث، ودستوره ونظامه وأهدافه.

إنها أمانة ثقيلة في رقابنا لتنوء من حملها الجبال الرواسي، إنها نفس الأمانة التي عرضها الله سبحانه على السموات والأرض والجبال. وحملها الإنسان.

وإنكم أيها المناضلون تعلمون جميعاً أن حزبنا حزب الرسالة، حزب الأمة قد تعهد بحملها منذ اليوم الأول لولادته في السابع من نيسان عام 1947، ومنذ اليوم الأول لانطلاقته في دروب النضال والكفاح مع جماهير الأمة وقواها الوطنية والقومية التقدمية التحررية، لتحقيق أهداف الأمة في التحرير والتوحد والتقدم والتطور.

إن أمتنا اليوم تمر بمخاض عسير وخطير للغاية، إما تنهض وتثور، وتُثّور كل قواها الذاتية والكامنة والمعطلة، للوقوف أمام العاصفة الهوجاء التي تضرب وطننا من المحيط إلى الخليج، أو سنذهب جميعاً إلى مصير مجهول لا يعلم خطورته إلا الله العليم الحكيم، إذا لم يطلب منا أن نقف وقفة تاريخية واعية وصادقة ومخلصة، لكي نستكشف طريق الخلاص الوطني والقومي ونضع مثاباته وعلاماته الدالة على منعطفاته ومطباته، وننور حياتنا الداخلية بإشراقات عقيدتنا ونهتدي بهديها، فلا يزيغ منا زائغ، ولا تعشو عيناه عن طريق الحق المبين.

أيها المناضلون البعثيون في وطننا الكبير وفي بلاد المهجر
علينا أن نؤكد، في هذه المناسبة العزيزة، على بعض الحقائق التاريخية والعقائدية والسياسية التي ننطلق منها، وبها نهتدي بهديها في مسيرتنا الكفاحية.

- الحقيقة الأولى : إن أمتنا كانت وستبقى إلى الأبد، خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله، أي أنها تقاتل كل قوى الشر والرذيلة، كل قوى الظلم والطغيان والعدوان والفساد في الأرض، وتنشر في الأرض العدل والمساواة والحرية والتحرر والسلام والأمن والأمان والتقدم والازدهار. إن هذه الخاصية ثابتة لها منذ الأزل بشهادة خالق الأمم والشعوب الذي فضل بعضها على بعض، ورفع بعضها درجات، سيما في شهادة التاريخ، تاريخ الشعوب والأمم، فهي منذ فجر التاريخ كانت تحمل الرسالات السماوية المتعاقبة إلى الناس جميعاً، وكانت تحمل الرسالات الأرضية التي أنتجتها عبقريتها منذ حضارات سومر الأولى في وادي الرافدين، وفي وادي النيل الخالد، وحضارات مصر العروبة وفي اليمن السعيد وسبأ وحمير، ثم الشام الأرض المباركة، ثم الحجاز الأرض المقدسة .... الرسالة الخالدة الخاتمة لرسالات السماء، لقد نقلت أمتنا إلى الإنسانية عبر هذا التاريخ الطويل ومن هذه الحضارات المجيدة أنبل وأشرف القيم وأغلاها وأعلاها، حتى أعاد للإنسان إنسانيته وكرامته وعزته، وارتقت به إلى دوره الإنساني الحضاري الذي أراده الله سبحانه للإنسان على الأرض أن يعمرها وأن يسخرها... وهي معطاء لخيراتها وبركاتها.

كانت دائماً هي الأمة الوحيدة التي تنقل إلى البشرية وأممها وشعوبها قيم الحق والعدل والحرية والتحرر والسلام والأمان والتقدم والازدهار، دون منة على أحد، وبدون تكبر ولا تعالي ولا تفاخر وبدون تفريق ولا تمييز.

إن قواعد ومبادئ التعامل عندها كلكم لآدم وآدم من تراب، قواعد ومقاييس التعامل عندها: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى )، لقد ميزها جل جلاله على الأمم وميز شعبها على الشعوب بالإيمان والتقوى، بالدعوة إلى الخير وخدمة الإنسان والإنسانية. أما الأمم الأخرى كانت ولا زالت متى تمتلك القوة والتمكين تنقل إلى الأمم الاستعمار والدمار والخراب والاستعباد والتخلف والضياع.

الحقيقة الثانية : هي لما كانت أمتنا جامعة للخير كله قد اجتمع عليها أهل الشر ودعاة الشر والعدوان كلهم، فدخلت الأمة في صراع شامل وعميق مع الأمم المنتجة للشر والرذيلة، المنتجة للعدوان والظلم والطغيان الإمبريالية والاستعمار والصهيونية وحلفائهم وعملائهم، وسيبقى هذا الصراع قائماً إلى الأبد ما زالت الأمة متمسكة بدورها التاريخي الرسالي الإنساني في الحياة. فعلينا أن نعد العدة لخوض هذا الصراع حتى يندحر الباطل وحتى يندحر الشر وحتى يندحر المبطلون الأشرار مصاصي دماء الشعوب وناهبي ثرواتها.

الحقيقة الثالثة : هي أن حزبنا قد أختار لنفسه، بحكم عقيدته ومبادئه ورسالته، قيادة مسيرة هذا الصراع الأزلي للأمة مع أعدائها. فعلينا أيها الرفاق أن نعد العدة لاستنفار كل طاقات الأمة المادية والمعنوية البشرية والروحية، وأن لا يخدعنا مخادع، وأن لا نغفل طرفة عين عن مسؤولياتنا التاريخية في هذا الصراع حتى تحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية، وحتى تأخذ أمتنا دورها الطليعي الكامل في مسيرة الأمم الحضارية والإنسانية.

أيها الرفاق المناضلون
يا جماهير الأمة المتحفزة للثورة

إننا في قيادة قطر العراق للحزب، نقول في هذه المناسبة، باسم التنظيم الثوري المناضل، وباسم المجاهدين في فصائل الحزب، أننا نأسف أشد الأسف لأن الحزب في مرحلة حكمه في العراق وعلى امتداد ثورة تموز المجيدة، بالرغم من تحقيقه لأعظم الإنجازات التاريخية على الصعيد الوطني والقومي، وحتى على الصعيد الدولي، فقد أهدرت قيادته الكثير من الفرص التاريخية، كان بالإمكان استثمارها لصالح نضاله الوطني والقومي الوحدوي التحرري، وارتكبت بعض الهفوات القاتلة للانحرافات الخطيرة، قد ساهمت إلى حد كبير في توفير فرص العدوان الإمبريالي الصهيوني الصفوي على الحزب وتجربته الرائدة في العراق.

نعاهد حزبنا في العراق، وفي الوطن الكبير، ونعاهد جماهير شعبنا الأبي أننا سنقف عند كل هفوة وكبوة وخطأ جسيم وغير مبرر في أول مؤتمر قطري للحزب، ثم في أول مؤتمر قومي للحزب، لكي نستخلص الدروس والعبر بمزيد من الالتحام بعقيدتنا ومبادئنا وأهدافنا وبقواعد الحياة الداخلية لحزبنا.

سنذكر الأخطاء والهفوات والانحرافات، كما نذكر الإنجازات والانتصارات من أجل التصحيح والتطوير والتجديد، ويحدونا الأمل الكبير بأننا سنصحح وننتصر على أنفسنا أولاً ثم على أعدائنا وأعداء أمتنا.

لقد أعدت قيادة قطر العراق الدراسة الشاملة والعميقة لمسيرة الخمسة والثلاثين عاماً من حكم الحزب وثورته في العراق، وهي جاهزة وموضوعة تحت اليد لكي تستفيد منها القيادة في مسيرتها اليوم، سواء داخل الحياة الحزبية أو على صعيد الكفاح والجهاد من أجل التحرير والاستقلال.

تحية المحبة والاعتزاز لروح القائد المؤسس الرفيق المؤمن المبدع أحمد ميشيل عفلق واضع اللبنات الأولى لهذا الصرح العظيم.

تحية المحبة والاعتزاز لروح الرفيق الشهيد صدام حسين.

تحية تقدير واعتزاز للرفاق الأوائل الذين رافقوا الرفيق القائد المؤسس وآزروه وعززوه وناصروه ونخص منهم الرفيق المناضل المرحوم الشهيد صلاح الدين البيطار.

تحية لمن خطا خطوة صادقة ومخلصة في مسيرة الـ 67 عاماً مع البعث المبارك المجيد، حادي ركب المجاهدين والمناضلين صوب الرفعة والنهوض والتقدم الوطني والقومي والإنساني الشامل.

تحية العز والفخار لمجاهدي البعث والمقاومة البواسل ولأبناء شعبنا الأبي وأمتنا العربية المجيدة.

تحية الاعتزاز والتقدير لأسرانا ومعتقلينا وعلى رأسهم أعضاء القيادة.

وإلى يوم النصر المبين بإذن الله

ولرسالة أمتنا المجد والخلود

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شبكة ذي قــار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق