قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 30 أبريل 2012

اجلاء 500 طالب سعودي من القاهرة.. ونقل الجالية لفندق تحت الحراسة تمهيدا لسفرهم


اجلاء 500 طالب سعودي من القاهرة.. ونقل الجالية لفندق تحت الحراسة تمهيدا لسفرهم

اجلاء 500 طالب سعودي من القاهرة.. ونقل الجالية لفندق تحت الحراسة تمهيدا لسفرهم

غزة - دنيا الوطن-عبيرالرملى
قال رياض عبد العزيز موظف مصري بالقنصلية السعودية بالإسكندرية، إن القنصلية تعاقدت مع أحد الفنادق بالإسكندرية ووضعت حراسة مشددة عليه لحماية أبناء الجالية السعودية لحين نقلهم إلي مطار برج العرب تمهيدا لعودتهم للسعودية على أن تكون الأولوية للنساء والأطفال.
وأشار عبد العزيز إلى أن السلطات المصرية ساعدت السعوديين الذين لا يملكون جواز سفر على الرحيل دون وثيقة سفر مراعاة للظروف الراهنة، مُؤكدا على مدى عمق العلاقات الطيبة بين البلدين.
وقال مصدر مسئول بالقنصلية السعودية إن قرابة 500 طالب سعودي غادروا الإسكندرية, مضيفا أنه سيتم كذلك تسفير مواطنين سعوديين مقيمين بالمدينة وبعدهم الدبلوماسيين.
وأضاف المصدر أن التعليمات التي صدرت من القاهرة جاءت نتيجة لتزايد المظاهرات ضد المملكة، والاعتداء علي أحد رعايا المملكة منذ يومين بكفر الدوار.
وكان مصدر مسئول بمطار برج العرب قد كشف عن أن هناك زيادة ملحوظة فى أعداد المغادرين السعوديين من الإسكندرية إلى المملكة العربية السعودية ودول أخرى من بينهم مسئول فى القنصلية السعودية، رافضا الكشف عن أية تفاصيل أخرى.

استهداف البنك المركزي في دمشق بقذائف صاروخية


استهداف البنك المركزي في دمشق بقذائف صاروخية

استهداف البنك المركزي في دمشق بقذائف صاروخية

دمشق - دنيا الوطن
أعلن التلفزيون الرسمي السوري اليوم الاثنين أن هجوماً بقذائف "آر بي جي" استهدف مبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق، مضيفاً أن الهجومَ أسفر عن أضرار مادية فقط، وقد تحدث ناشطون في دمشق عن سماع أصوات عدة انفجارات وإطلاق نار. 
وقالت لجان تنسيق الثورة السورية إن عدد القتلى وصل أمس إلى 29 في مختلف المدن السورية، معظمهم في حمص.
من جهة ثانية، وصل الجنرال النرويجي المكلف بالإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا توسطت فيه الأمم المتحدة إلى دمشق أمس الأحد لتعزيز بعثة المراقبين.
ويقول نشطاء إن البعثة ساهمت بالفعل في تهدئة العنف في مدينة حمص معقل الانتفاضة المستمرة منذ 13 شهرا.
وأقر الجنرال روبرت مود بمدى صعوبة المهمة التي تنتظر البعثة المقرر أن يصل عدد أفرادها إلى 300 مراقب، انتشر منهم حتى الآن 30 فقط، لكنه أبدى ثقته في قدرة البعثة على إحراز تقدم.
وقال مود للصحفيين لدى وصوله إلى العاصمة السورية سنكون 300 فقط، لكننا نستطيع أن نحدث تأثيرا. ونقلت تصريحاته إلى رويترز في بيروت.
وقال لا يمكن لثلاثين مراقبا غير مسلح أو 300 مراقب غير مسلح أو حتى ألف مراقب غير مسلح حل جميع المشكلات.. أطالب الجميع بمساعدتنا والتعاون معنا في هذه المهمة الجسيمة التي تنتظرنا.
وتقول الأمم المتحدة إن قوات الرئيس بشار الأسد قتلت 9000 شخص خلال الانتفاضة التي تعد الأحدث في سلسلة انتفاضات الربيع العربي ضد حكم استبداي.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن مراقبي الأمم المتحدة تفقدوا الأحد حي الخالدية في حمص، وهو الحي الذي تعرض لقصف القوات الحكومية لعدة أسابيع قبل بدء سريان وقف إطلاق النار في 12 ابريل/نيسان.
وقال ناشط في مدينة حمص بوسط البلاد متحدثا بواسطة خدمة اتصال عبر الانترنت أن العنف تراجع بشكل كبير منذ أن نشر المراقبون فريقا يتألف من شخصين في المدينة الأسبوع الماضي.
وأضاف الناشط كرم أبو ربيع قائلا، لا تزال هناك انتهاكات، لكن القصف وإطلاق قذائف الهاون توقف.. صممنا على بقاء المراقبين في حمص لأننا نعرف أن الهجمات ستتواصل اذا غادروا.
وتابع أن وجود المراقبين أتاح يوم السبت الفرصة للسكان لانتشال ثلاث جثث من الشارع، وهو أمر كان ينطوي في السابق على خطورة بالغة بسبب رصاص القناصة.
وساعدت حالة الهدوء أيضا المواطنين على إزالة القمامة التي تراكمت في الشوارع.
وقال أبو ربيع إن هناك مخاطر من انتشار الأمراض بسبب القمامة التي تركت حتى الآن في الشوارع.
ورغم الهدوء النسبي قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن 39 شخصا على الأقل قتلوا في شتى أنحاء سوريا أمس الأحد، من بينهم مدنيون وأفراد أمن ومعارضون.
وأضافت أن 23 مدنيا قتلوا معظمهم برصاص قوات الأمن في قرية واحدة في محافظة حماة بوسط سوريا. 
وقتل ستة مقاتلين معارضين بالإضافة الى سبعة من أفراد الأمن منهم أربعة قتلوا عندما انفجرت فيهم ذخيرة كانوا يتعاملون معها.

أدمن العسكري: إلا السعودية.. واتقوا الله في مصر


أدمن العسكري: إلا السعودية.. واتقوا الله في مصر

أدمن العسكري: إلا السعودية.. واتقوا الله في مصر

القاهرة - دنيا الوطن
قال "أدمن" المجلس العسكري الحاكم في مصر في رسالة نشرها على صفحته على "فيسبوك" بعنوان "إلا السعودية.. اتقوا الله في مصر": ارتبطنا منذ الأزل بعلاقات قوية وخاصة، علاقات النسب والمصاهرة بين الشعبين الشقيقين.. فكثير من الأسر السعودية لديها مصاهرات مصرية والعكس، وعلى المستوى الرسمي سنوات الصفاء والتقارب يصعب حصرها، سنوات الخلاف بين الأشقاء قصيرة ويسهل نسيانها".
وجاء ذلك تعقيباً على الأزمة الدبلوماسية بين مصر والسعودية، والتي فجرتها قضية المحامي المصري المحتجز من قبل السلطات السعودية، وتداعياتها وردود الأفعال التي أثارتها هذه القضية من قبل الطرفين المصري والسعودي الشعبي والرسمي.
وأشار "أدمن" صفحة العسكري إلى محاولة بعض الأقلام المأجورة إحداث فتنة بين مصر والسعودية، مستغلة الحالة الثورية للشارع المصري في أعقاب ثورة 25 يناير، ومحاولتها العزف على أوتار اضطهاد المملكة للمصريين وسجنهم دون دليل أو تحقيق، ما ساعد في تأجيج المشاعر لدى الشعب المصري وحتى كانت ظروف وملابسات الحادثة الأخيرة، والتي لم تتضح أبعادها ونتائجها حتى الآن.
وأوضح أن حق المصريين في التعبير عن غضبهم بسبب ظروف وملابسات الحادث الأخير، لا يجب أن يتجاوز الأعراف المتفق عليها واحترام البعثات الدبلوماسية ومقارها، وعدم توجيه الإهانات، مشيراً في ذات الصدد إلى الاعتداء على قوات الأمن اللبنانية ما أدى إلى القبض على 19 مصرياً تم إحالتهم إلى القضاء العسكري اللبناني.
وطالب المجلس بضرورة مراجعة النفس للعودة إلى أخلاقنا الحقيقية ومساندة بعضنا البعض وحماية كل منا لداره وصديقه وحتى من لا يعرفه في الشارع، وطالب الجميع بـ"الرفق بأشقائنا على أرض مصر فهم على أرض الكرم والأمن والآمان وحسن الضيافة، ولأشقائنا أيضاً نقول: رفقاً بنا فنحن مازلنا نخرج من نفق مظلم إلى النور الذي بدأت ملامحه في الأفق، إن مصر كانت وستظل دائماً هي الشقيقة الكبرى بعروبتها وانتمائها ودفاعها عن كل الأشقاء، ولن تتخلى عنهم أبداً كما لم يتخلوا عنها أبداً في كل أزماتها".
ووجّه "الأدمن" فى نهاية رسالته تحذيراً لمن وصفهم بـ"موقدى الفتنة"، قائلاً لهم: "اتقوا الله في مصر وعروبتها، فالثورة المصرية هي شأن وطني داخلي لم يقم به الشعب المصري للاستفادة منه ثم تصديره كما تزعمون، فالثورات تصنع الحضارات بشعوبها وتدفعهم للأمام"، مشدداً على أنهم لا يريدون إلا الخير لمصر ولكل العرب في مواجهة المؤامرات والتي تدبر بحنكة شديدة لتمزيق الأمة، ومحاولة عرقلة العملية الديمقراطية وإجراء الانتخابات في سيناريوهات باتت مكررة ومحفوظة من ماسبيرو إلى محمد محمود والقصر العيني والآن العباسية، مؤكداً أن الفشل سيكون مصيرها.
وكان المشير طنطاوي قد أجرى اتصالاً أمس بالملك عبدالله بن عبدالعزيز، شدد فيه على عمق العلاقة بين البلدين، وحصل خلاله على تعهد بإعادة المملكة نظرها قريباً في قرار سحب سفيرها من القاهرة.

الانتقالي الليبي يرفض دفن جثمان غانم في ليبيا وشكوك حول مقتله بفعل المخابرات الاميركية


الانتقالي الليبي يرفض دفن جثمان غانم في ليبيا وشكوك حول مقتله بفعل المخابرات الاميركية

الانتقالي الليبي يرفض دفن جثمان غانم في ليبيا وشكوك حول مقتله بفعل المخابرات الاميركية

طرابلس- دنيا الوطن
قال اسعد امبية ابوقيلة صحفي وكاتب ليبي مستقل ومراسل صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية في تصريحات صحافية مازالنا نتابع كل صغيرة وكبيرة في المشهد الليبي وخاصة في ملف شكري غانم الذي وجد جته هامة في نهر الدانوب بالنمساء حسب بيان للشرطة النمساوية وبمجرد صدور بيان الشرطة , هناك انباء متضاربه حول سبب الوفاة اذا كانت انتحار او جريمة قتل نفدها عناصر المخابرات الاميركية CIA بالتعاون مع جهاز المخابرات النمساوى وللعلم ان اسرة غانم قالت ان وفاة غانم بسبب ازمو قلبية ولكن الاسرة تراجعت وقالت انها جريمة قتل ولم توضح التفاصيل , وتقوم الجهات المختصة بتشريح للجثة لمعرفة أسباب الوفاة, للعلم ان شكري غانم صرح اكثر من مرة قبل خروجه من ليبيا ان هناك ضغوطات عليه من المخابرات الاميركية بضرورة التخلي عن نظام القذافي والتعاون مع المجتمع الدولي لاسقاط القذافي وللعلم ان شكري غانم يعتبر الصندوق الاسود لكل اموال النفط الليبية في المصارف الاميركية والاوروبية واضاف اسعد ابوقيلة ان مصادر الوسط الليبي تفيد بصدرو تعليمات من المجلس الوطني الانتقالي الليبي لحكومة عبد الرحيم الكيب برفض استقبال جتمان شكري غانم وعدم اعطاء تصريح بدفنه في ليبيا كما تريد اسرته ومن المتوقع صدرو بيان رسمي عن الحكومة الليبية في الساعات القادمة يوضح اسباب رفض دفن شكري غانم في ليبيا ,الجدير بالدكر ان شكري غانم صدرت بحقه مذكرة اعتقال من النائب العام الليبي بسبب سرقات مالية كبيرة من خزينة الشعب الليبي وعلاقاته بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وختم اسعد ابوقيلة بقوله يعتبر شكري غانم من اقرب الاصدقاء لنجل القذافي سيف الاسلام وهو الذي دفع به في عدد من المناصب القيادية في الدولة الليبية رغم معارضة حركة اللجان الثورية القريبة جدا من معمر القذافي و تولى شكري غانم العديد من المناصب في نظام القذافي منها رئيس المؤسسة الوطنية للنفط وكذلك رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد ورئيس منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" .

الأحد، 29 أبريل 2012

Peace Lost in the Libyan Desert

Peace Lost in the Libyan Desert
By Rebecca Murray
KUFRA, Libya, Apr 28, 2012 (IPS) - The recent outbreak of violence between the largely segregated Zwai and Tabu tribes in Libya’s remote, Saharan town of Kufra shattered the uneasy calm that held since last February’s clashes, resulting in more than 100 deaths. The clashes illustrate the challenges in building a new state.

In the power vacuum following Muammar Gaddafi’s overthrow, the fighting over turf and rights at this lucrative smuggling hub - nearly 1,000 miles from Libya’s coast bordering Egypt, Sudan and Chad - threatens Kufra’s equitable participation in June’s national elections and the stability of Libya’s southeast region.

Days before Kufra’s violence reignited, adult students from both tribes gathered under a tree at a vocational institute downtown to voice fears about the town’s security, and their future in it.

"It’s not easy to get employed in Kufra, and nepotism plays a role," says Omasayad, 26, a medical student from the Zwai tribe. "There are too many people and not enough jobs," she adds. "From a security point of view, under Gaddafi it was better."

Her 25-year old Tabu classmate, Kadisha Jacky, is married with four children. "Security is less than under Gaddafi," she interjects. "But life is still better." Jacky says priorities should be security, peace and human rights.

Kaltroun Toushi, 23, is a computer student from a Tabu family. "The tribal conflict is chronic," she says. "I feel secure at school, but not in the city."

Kufra’s Tabu population is an estimated 4,000 out of a total of 44,000 of mostly Arab Zwai inhabitants. Semi-nomadic, the darker-skinned Tabu tribe has ties to Sabha, a trade hub in Libya’s west, as well as to Sudan, Chad and Niger. The Zwai clan is spread north from Kufra through the oil rich desert to coastal Ajdabiya.

The Tabu suffered chronic discrimination under the Gaddafi regime, exacerbated by a violent territorial war with Chad over minerals, that Libya eventually forfeited in the 1980s.

A United Nations Human Rights Council report in July 2010 says Kufra’s Tabu, accused by Gaddafi of being Chadian, were stripped of their citizenship in 2007. They were subsequently barred from education and health services, and subject to arrest and house demolitions.

The Tabu played a crucial role in last year’s overthrow of Gaddafi. Tabu networks were activated across southern borders to block the flow of sub-Saharan mercenaries to the old regime.

Libya’s new transitional government subsequently assigned Tabu leader Issa Abdelmajid Mansur to watch over Kufra’s vast Saharan corner, with its lucrative legal and illicit cross-border trade of food, fuel, migrants, weapons and drugs.

"We are mainly concerned with the traffickers network," says Col. Suliman Hamed Hassan, head of Kufra’s military council. "Issa Abdelmajid is with them, controlling the border points. We asked him to stop and he didn’t. He is making money from this."

"The Tabu have made fortunes from this and the Zwai have made fortunes from this," asserts Bill Lawrence, North Africa director for the International Crisis Group.

The death of a Tabu taxi driver triggered the current violence between the Tabu and those they accuse of the crime, the Libyan Shield Brigade. This militia, allied with the military council, was directed by the defence ministry from Benghazi to keep the peace.

"Basically, this is an old chronic problem between two tribes," Col. Abdul Rami Kashbour, an army advisor sent to Kufra, says. "It’s bigger than before because of the availability of weapons.

"One of the causes is identity. So many Tabu have a problem with identity, and the government should resolve this. Then we control the borders." He adds, "All conflicts only happen in border areas. It happens because every side wants to control the border."

Bill Lawrence agrees. "The conflict between the Tabu and the Zwai is partially over control of smuggling routes, partially who is a Libyan, and partially revenge over violence.

"All conflicts in Libya share fault lines that existed throughout the Gaddafi era, but below the radar and suppressed by the authoritarian regime," he says. "When you take the lid off, it all starts percolating again."

Critically, Kufra’s violence has diverted attention from the difficult task of building up local democratic institutions from scratch. Unlike war-ravaged towns like Misrata that rapidly voted in its municipality, Kufra’s local council chairman is appointed, with no elections slated soon.

All students interviewed by IPS say they know little about the national constitutional elections on Jun. 19. They are not informed about registering to vote, about political parties, candidates or the critical issues.

"I know something about the national elections, but not really," admits architecture student Fateh Hamed Mabrouk, 25. "No one is telling us what they are about. The local council is not telling us…Like our brothers in other cities, we want local community elections."

Al Sanussi Salem Al Gommi, head of Kufra’s election committee, claims Tripoli’s government still hasn’t provided voter registration details. The town violence, he says, has affected an electoral awareness campaign, and electing a local council is postponed until a new Libyan government is voted in.

"Some Tabu have threatened to stop the election process here until they register some more families of theirs to become Libyans. They don’t have documents to prove this though," he says.

"The issue of citizenship and documents is a massive mess," says Fred Abrahams, an advisor with Human Rights Watch. "In south Libya you have some Tabu without documents that do deserve them, and some who do have them, but don’t deserve them.

"It’s going to cause considerable problems in the upcoming elections because the Tabu fear they may be disfranchised."

Abrahams dismisses Tabu cited aspirations for regional homeland covering their tribal base. "At this point I think they are posturing. They are divided themselves and this is not a serious option," he says.

"What is serious is the nervousness those claims reveal. There is a high level of distrust and suspicion, and now blood has been spilled." (END) 

الشيوعيون في الهند: وداعا لكارل ماركس .. وللأمل

إنحسار أكبر تجمع سياسي يساري في العملاق الآسيويالشيوعيون في الهند: وداعا لكارل ماركس .. وللأمل
بقلم سوجوي داهر/ وكالة إنتر بريس سيرفس

نيودلهي, أبريل (آي بي إس) - في حين كان أكبر حزب يساري ماركسي في الهند -الحزب الشيوعي الماركسي- يلعق جراحه الإنتخابية جراء إنحساره الإنتخابي في ولاية غرب البنغال الأخيرة، إنكب النظام المنتخب الحاكم الآن في الولاية علي إزالة فصولا كاملة من الماركسية والثورة البلشفية من المناهج الدراسية للمدارس الثانوية، فيما إعتبر بمثابة إحتفال بكسر إحتكار حكم الشيوعيون لهذه الولاية الذي دام 34 عاماً.

فجاءت إزالة ماركس وإنغلز من هذه المناهج في 6 أبريل بمثابة إشارة رمزية بالغة الأهمية في ولاية كانت تعتبر حتى الآن أخر قلعة للشيوعية في الهند، في بلورة لصعود مجموعة حزب "مؤتمر ترينامول" المتحالف الآن مع "حزب المؤتمر" الحاكم بالهند والذي يجتهد زعيمه، المهاتما بانيرجي، بكل قواه من أجل إقتلاع جذور عقود طويلة من الشيوعية في هذه الولاية الشرقية.

ومن المفت للنظر أن سقطة الحزب الشيوعي الماركسي الإنتخابية قد وقعت بشكل سريع. فقد أدى قرار الحزب بتخصيص 1000 فدان من الأراضي الزراعية قسراً لصناعة السيارات عام 2006، إلى هزيمة الشيوعيين في الإنتخابات، حيث حصل الحزب على مجرد 61 من 294 مقعداً، مقابل 235 مقعداً فاز بها في عام 2006.

وعلي الرغم من أن جبهة اليسار في الهند لا تزال تتمتع بقدر من النفوذ في ولاية صغيرة تسمى تريبورا في الشمال الشرقي، إلا أن خسائرها الإنتخابية كانت هائلة في ولاية غرب البنغال التي تأوي 90 مليون شخصا، وكذلك في ولاية كيرالا.

وبهذا، وعندما إلتقى قادة الحزب الشيوعي الماركسي في ولاية كيرالا في كوزهيكود في إجتماع حزب المؤتمر العشرين في الفترة 4-9 أبريل، توقع الجميع تصريحاً علنياً بشأن "خارطة طريق" لإستعادة الفرص الضائعة، وتحديد مناطق جديدة للدعم بالإضافة لولايتي كيرالا والبنغال الغربية.

لكنه لا توجد"خارطة طريق" مرئية.

وكان السؤال الأكبر المطروح على طاولة المناقشات هو: هل يستطيع الشيوعيون إعادة تكييف صفوفهم للتمشي مع السياق الهندي بعد كارثة الإنتخابات؟.

في هذا الشأن، يعتقد الخبراء أنه ما زال هناك دور كبير يلعبه الشيوعيون في الهند إذا كان في وسعهم الضغط بإتجاه المعارضة الجماهيرية للعولمة وعدم الرضا عن القوى الحاكمة.

لكنه على الرغم من خروج إجتماع الحزب بتقارير تتضمن النقد الذاتي، فيري المحللون السياسيون أن ذلك ليس سوي ضريبة كلامية فقط حتى يتمكن الشيوعيون من إعادة صياغة أنفسهم.

لقد قال سيتارام يتشوري، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الماركسي، أن الحزب سيسير على الخط اللينيني نفسه، لكنه سيقوم بتكييف سياساته لتلبية احتياجات الهند المحددة.

وأضاف "لن نكون نسخة من المسار الصيني أو الروسي. فقد قمنا بتحليل الإتجاهات السائدة في الدول الاشتراكية مثل الصين، وكوبا، وفيتنام، وكوريا الشمالية، وجنوب أفريقيا، ونحن نتعلم من تجاربهم حتى نتمكن من تنفيذ الجوانب الجيدة المناسبة للوضع هنا".

كما إعتمد إجتماع الحزب قراراً سياسياً بتشكيل بديل يساري ديمقراطي جديد للسياسات "الليبرالية الجديدة" لحزب المؤتمر الحاكم في نيودلهي، و؛ذلك للأجندة "الطائفية" التي ينتهجها حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي، وهما القوتان اللتان حكمتا الهند بوتيرة متقطعة طوال العقدين الماضيين.

إلا أن الكثيرين يعتقدون بأنها مجرد وعود جوفاء، لا تستند لخطط عمل محددة أو سياسات هادفة. ومن هنا جاءت الحاجة للنظر في إحتياجات قاعدة الناخبين الحقيقية.

في هذا الصدد، تري الصحفية الهندية المعروفة مونوبينا غوبتا، أنه حتى لو رفض اليسار نموذج العولمة، فلا داعي للنظر للنموذج الإشتراكي. وتقول، "لا يوجد أي تحرك إلى الأمام. ليس هناك سوى الحديث عن إعطاء توجيهات جديدة، لكنها تصاغ بنفس اللغة القديمة".

فالواقع هو أن الإجتماع لم يركز علي القضايا الهامة لدائرة الحزب الشيوعي الإنتخابية، مثل تراجع مستوى التعليم والرعاية الصحية الهزيلة، كما لم يناقش الأسباب الجذرية لعدم الرضا عن الحزب، مثل سيطرته الأمنية على المجتمعات المحلية، وتدخله في الحياة الأسرية ونزاعات الأراضي، وقراراته المنفصلة بشأن التصنيع على حساب الفلاحة.

ووفقاً لسابياساشي روي شودري باسو، المتخصص في العلوم السياسية بكلكتا، فإن النتيجة الإيجابية الوحيدة للإجتماع كانت علامة النضج التي تجسدت حسب قوله "في نشوء خط مستقل يبتعد عن عقلية المستعمر"، مشيراً إلى اتباع الحزب الشيوعي الأعمى للنماذج الروسية والصينية.

وشرح، "لكن الإجتماع لم يبرز قضايا مثل نظام الطبقات السائد في الولايات الشمالية حيث لا وجود لليسار، أو قمع حقوق القبائل، وهي قضية دافعت عنها فوهات المدافع الماوية".

فالفشل في معالجة هذه المخاوف يفسر جزئياً لماذا كان الشيوعيون، على مدى العقود الثلاثة الماضية، قادرين على توحيد أنفسهم فقط في معاقل مثل غرب البنغال وتريبورا أو كيرالا حيث لا تسيطر السياسة الطبقية على المشهد السياسي، وحيث تتميز الأفكار الليبرالية بجذورها العميقة بالفعل.

ومن الملفت للنظر أن راعي الحزب بوداديب بهاتاشارجي، وهو رئيس وزراء ولاية غرب البنغال السابق والمسؤول عن إنتزاع الأراضي الزراعية من الفلاحين نيابة عن العملاق الصناعي "تاتا موتورز"، كان غائباً عن الإجتماع تحت إدعاء أسباب صحية.(آي بي إس / 2012)

جنوب السودان: الغلاء الفاحش... بعد القتال الدامي

جنوب السودان: الغلاء الفاحش... بعد القتال الدامي
بقلم تشارلتون الدقي/وكالة إنتر بريس سيرفس


جوبا, أبريل (آي بي إس) - ضطر الآلاف من أهالي جنوب السودان في الأسابيع العديدة الأخيرة إلي الفرار من مناطق النزاع على حدود البلاد الشمالية، والآن يرغمون علي النزوح عن بلدياتهم وبيوتهم بحثا عن طعام رخيص. 

فمع إزدياد حدة التوتر بين السودان وجنوب السودان، خاصة في ولايات الوحدة وأعالي النيل وشمال وغرب بحر الغزال، أدت الصراعات إلي إرتفاع أسعار السلع الأساسية إلى أكثر من الضعف، وهو ما لا يقدر الكثيرون علي تحمله.

ففي بلدة بانتيو الحدودية، إرتفع سعر جوال الذرة البيضاء (50 كيلوغراما) من 10 إلى 24 دولار، في حين تضاعف سعر كيلو السكر ثلاث مرات، من دولار إلي3 دولارات.

وأفاد سايمون كيني، المدرس في بانتيو، أن سعر زيت الطعام (علبة من 20 لترا) قد إرتفع من 20 الى 40 دولارا في الأسبوعين الماضيين، "فالتجار الذين إعتادوا على جلب هذه البضائع من منطقة "العبيد" في ولاية جنوب كردفان في السودان، غير قادرون الآن على القيام بذلك بسبب إغلاق الحدود".

ففي الشهر الماضي، وقع التجار الذين يستوردون المواد الغذائية عادة من جنوب كردفان في السودان، ضحية العنف على طول الطريق إلى جنوب السودان، فضلا عن وقف العديد من الذين يحاولون عبور الحدود.

هذا ولقد أجبرت الزيادة السريعة في أسعار السلع الاستهلاكية أهالي بانتيو -عاصمة ولاية الوحدة- على الفرار إلى عدة مدن في المنطقة الاستوائية في جنوب السودان، حيث السلع الاستهلاكية المستوردة من شرق أفريقيا أكثر وفرة وأرخص نسبيا.

ومن المعروف أن ولايات غرب ووسط وشرق الجنوب تشارك حدود جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) وأوغندا وكينيا واثيوبيا.

فيفيد بونيفاسيو تابان، أحد الصحفيين المحليين في بانتيو، أن "كثير من الناس تنقل عائلاتهم إلى جوبا وياي، في ولاية الاستوائية الوسطى ، لأنها لم تعد قادرة على الحصول على الغذاء".

هذا الوضع يمس مختلف أرجاء جنوب السودان، بما في ذلك جوبا عاصمة البلاد، حيث يصعب العثور علي بعض السلع أيضا.

فتشهد محطات البنزين طوابير طويلة من الدراجات النارية والسيارات والناس، علي أمل شراء بعض الوقود، وهو الذي تضاعف سعره منذ اشتداد حدة القتال.

فيقول تابان موسي، سائق دراجة نارية تعمل كوسيلة لنقل الركاب بالأجرة، "اعتدنا على شراء لتر من البنزين مقابل دولار واحد، لكنه يكلف الآن أكثر من ثلاثة دولارات".(آي بي إس / 2012)

المغرب .. الطريق ما زالت طويلة أمام إصلاح النظام القضائي


المغرب .. الطريق ما زالت طويلة أمام إصلاح النظام القضائي
27/04/2012
 عبد الرحيم الوالي/وكالة إنتر بريس سيرفس

الدار البيضاء,  (آي بي إس) - وقعت خطة الحكومة لإصلاح نظام العدالة المتهالك في المغرب- والتي لا تزال تفاصيلها تمثل لغزاً لعامة الشعب- محل شكوك كثيرة وخاصة من جانب المهنيين العاملين في قطاع العدالة بجميع أنحاء البلاد. 

وكان وزير العدل مصطفى الرميد قد أخبر الصحفيين في 6 أبريل، أنه سيتم تدشين الخطة الوطنية بشأن إصلاح نظام العدالة هذا الشهر، لكنه لم يذكر ما هي الإصلاحات التي ستحتويها الخطة. 

وقد دعت قطاعات كبرى من الشعب لإجراء إصلاحات شاملة لنظام العدالة الفاسد في المغرب. فبعد موجة الإحتجاجات في 20 فبراير 2011، قامت مجموعة من القضاة – الذين كونوا نادي قضاة المغرب في وقت لاحق- بتأسيس صفحة على الفيسبوك تتناول إستياء القضاة منذ فترة طويلة من حملة الحد من حرية التعبير. وقد زعموا أن القانون لم يسمح لهم أيضاً بأي هيكل واضح لمنظمة مهنية. 

وفي أغسطس الماضي، قامت الشرطة بعد فترة وجيزة من تأسيس نادي قضاة المغرب، بمنع القضاة من دخول المبنى الذي كان من المقرر أن يعقدوا جميعتهم التأسيسية فيه. وبالرغم من ذلك، قام القضاة بعقد اللقاء في الشارع، وتحت شمس الصيف الحارقة. 

وقدم القضاة مطالبهم واضحة على صفحة الإنترنت وفي الشارع: حرية التعبير وتكوين جمعية مستقلة خاصة بهم. وأقر الدستور الجديد للبلاد هذه الطلبات بالفعل في الأول من يوليو 2011. 

ومع ذلك، فإن الفجوة بين الحقوق على الورق والحقوق في الممارسة العملية واسعة جداً. 

وفي بيان صحفي صدر يوم 29 فبراير الماضى، قال رئيس نادي قضاة المغرب بالدار البيضاء، عبد العزيز محمد بعلي إن (تحسين) الوضع المادي والاجتماعي للقضاة هو (خطوة ضرورية) من أجل الإصلاح، وذلك في اشارة الى حقيقة أن القضاة في المغرب لم يحصلوا على أية زيادة في المرتبات منذ عام 1996. 

وتصاعد التوتر بين السلطتين التنفيذية والقضائية مع تهديدات نادي قضاة المغرب "باللجوء إلى إحتجاجات لم يسبق لها مثيل"، وتحديد 15 مايو كموعد نهائي نهائي للحكومة للرد على مطالب القضاة. 

هذا وقد ذكرت صحيفة "الصباح" اليومية، دون توضيح مصادرها، أن خطة الإصلاح تحتوي على إزالة 13 قانونا ساريا، و28 خطة عمل، و174 من التدابير الرامية إلى تجديد البنية التحتية القانونية للبلاد وتحديث الإدارة القضائية. 

وبالنسبة للمواطنين، لا تتضمن هذه الوعود الكبيرة أي شيء بخصوص نظام العدالة، والذي يرون أنه يحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى تطهيره من الفساد. 

فقال محمد جلاب البوعامري 55 عاماً، وهو مواطن من الدار البيضاء، لوكالة إنتر بريس سيرفس، إن (نظام) العدالة الفاسد لا يمكن أن يسهم بأي شيء لمكافحة الفساد. 

ويشاركه في هذا الرأي عدد من أعضاء المعارضة السياسية. فتقول فوزية محمد البايض، نائبة رئيس الاتحاد الدستوري، الذي يتولي 17 من 379 مقعداً في مجلس النواب، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن نظام القضاء المغربي قد إبتلي بسوء التصرف وسوء استخدام السلطة، مما أدى لإنعدام ثقة المواطن في سيادة القانون. 

وفي الشهر الماضي، ألقت الشرطة القبض على أحد القضاة في طنجة، على بعد 300 كيلومتراً شمال الدار البيضاء، بتهمة الفساد. ووفقاً لوزير العدل، ألقي القبض على القاضي متلبساً وهو يتسلم مبلغ 70,000 درهم (حوالي 663 يورو) من أحد المواطنين. 

وتبين أنه قد جرى تنظيم عملية القبض على القاضي تحت الإشراف الرسمي لوزارة العدل، ونتيجة لبلاغ من أحد المواطنين. 

وقالت البايض إن مجرد زيادة رواتب القضاة لن يقود للخروج من الأزمة، لأن القطاع يعاني أيضا من نقص كبير في الموارد البشرية. واضافت، "اننا بحاجة الى اكثر من 2600 قاض جديد لنكون قادرين على التعامل مع الأعداد (المتزايدة) من القضايا. وفي الوقت الحاضر، فالمغرب لديه فقط 3400 قاض يتعاملون مع 3 ملايين قضية في كل عام". 

وشددت على أنه سيكون من الضروري أيضاً التخلص من "المركزية الإدارية ووضع سياسة جديدة للعقوبات تستند فلسفتها على أساس تحقيق العدالة". 

وبدوره، نشر أنس سعدون، وهو عضو آخر في نادي قضاة المغرب، عدة مقالات عن إصلاح العدالة في صحف محلية مختلفة، حيث شدد على أنه لابد للمجتمع المغربي أن يتخلي عن فكرة أنه يحق للقضاة التمتع بنمط حياة مرفهة، تتجاوز إمكانات دخولهم المتواضعة. 

وكما يقول، فقد وضع هذا التصور الواسع الإنتشار الأساس للفساد في جميع مناحي النظام القانوني. 

وعلى الرغم من وجود أمل في نجاعة الإصلاح القضائي بين الطبقة السياسية، إلا أن غالبية المواطنين العاديين متشائمون على أقل تقدير. 

فيقول عبد الرافع لوالي 27 عاماً، وهو مواطن من مدينة أصيلة التي تبعد 230 كيلومترا شمال الدار البيضاء، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "نحن نعلم جميعا أن بارونات الأموال القذرة يتلاعبون في كل شيء في هذا البلد. إنهم فاسدون ويؤذون كل من يقاومونهم". 

والواقع هو أن المغرب بحاجة للتحرك السريع حتى تتمكن من الصمود أمام رياح الربيع العربي، والتي لا تزال تهب في جميع أنحاء المملكة. 

فحتى الآن كانت الحكومة المغربية قادرة على إسترضاء مواطنيها بإصلاحات مرضية، وبالتالي درء الإحتجاجات الأخطر تأثيراً، وكن مشكلة القضاة لن تخف بسهولة. 

ويؤكد البوعامري، "لم نعد في عصر المعجزات"، بل إن الناس يعتمدون على توازن القوى بين الحكومة ومواطنيها لإحداث التغيير الذي تشتد الحاجة إليه. 

وهو يعتقد، مثل الآخرين، أن الاصلاحات هي مسألة إرادة سياسية. وحالياً، فإن الحكومة "لديها ما يلزم من دعم لأن تقود (الإصلاح الشامل) لنظام القضاء". 

فهل ستستخدم الحكومة ما تتمتع به من دعم لإحداث التغيير الإيجابي المطلوب؟

خميس التوبي: لو كان فصل جنوب السودان مقتصرًا على توفير الحرية لـ"مسيحيي الجنوب" لاختلف الأمر عن الذي نشاهده ..


خميس التوبي: لو كان فصل جنوب السودان مقتصرًا على توفير الحرية لـ"مسيحيي الجنوب" لاختلف الأمر عن الذي نشاهده ..
جنوب السودان يفصح عن أسرار فصله
خميس التوبي
ما يجري بين السودانيين من مواجهات ساخنة على خلفية قيام حكام جنوب السودان بالسيطرة على منطقة هجليج الغنية بالنفط الواقعة ضمن حدود شمال السودان، يطرح سؤالًا مهمًّا: هل كانت اتفاقية نيفاشا للسلام الموقعة في التاسع من يناير عام 2005م سببًا في احتدام المواجهة بسبب ما بها من ثغرات؟ وهل الخلاف محصور على قضية مناطق النفط؟ أم أن الأمر أبعد من ذلك؟
السودان يكتنز بالكثير من التناقضات والاختلافات إلى جانب الثروات النفطية والطبيعية والمساحة الشاسعة مثلت في مجملها بيئة خصبة وجاذبة لمختلف القوى، يحركها بالأساس الصراع على المصالح والنفوذ، وقد لعبت حركات التمرد ودعمها دورًا كبيرًا في تسهيل مهمة المتنافسين داخل السودان، لتتجاوز فيما بعد حقيقة التدخل الغربي وهي مساندة "أقلية" مسيحية بالجنوب في مواجهة أغلبية مسلمة بالشمال. ولعل اتفاقية نيفاشا كانت العنوان الأبرز والأكبر أو بالأحرى المنطلق الحقيقي في البدء في تنفيذ المشروع الغربي في المنطقة وفي الجزء الخاص بالسودان، ومن المهم والمناسب التذكير هنا بما جاء على لسان كولن باول وزير الخارجية الأميركي في إدارة الرئيس جورج بوش "الصغير" وذلك في القاهرة بعيد سقوط بغداد بيد الاحتلال الأنجلو ـ أميركي بحوالي شهر أو أكثر قليلًا، حين قال باول في مؤتمره الصحفي: إن هناك بعدًا جديدًا في أجندة الرئيس جورج بوش فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، وإن هذا البعد يتعلق بتغيير المنطقة بحلول 2013. وبالمناسبة فإن اتفاقية نيفاشا اعتورتها ثغرات أبرزها تقرير حق المصير بإجراء استفتاء عام، وتقاسم الثروة النفطية الذي حمل هو الآخر ثغرة تتمثل في تجاهل الثروة المائية؛ أي أن الأمر قد طبخ بليل، حيث كانت النية مبيتة لفصل جنوب السودان عن الوطن الأم، وهو ما يؤكد السبب الرئيسي وراء مقتل جون جرنج زعيم الحركة الشعبية الذي وقع اتفاقية نيفاشا ممثلًا عن الجنوب. فقد كان جرنج يرفض الانفصال ويميل إلى خيار الوحدة وتقاسم السلطة مع الشمال.
لقد جاءت حادثة قيام قوات متمردي الجنوب بالسيطرة على منطقة هجليج الغنية بالنفط التابعة لشمال السودان، وكذلك تمركز هذه القوات في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان والارتباط بالفرقتين التاسعة والعاشرة بالجيش الشعبي، ودعم وإيواء حركات دارفور المتمردة، ليفصح جنوب السودان المفصول بصورة أكبر عن الدور المنوط به غربيًّا وصهيونيًّا، وهو القيام بما يطلب منه بتأليب الجماعات القبلية والسياسية والحزبية والمذهبية على بعضها البعض، والسيطرة على مناطق الثروات النفطية، مثل أبيي وهجليج، والتحكم في مصادر مياه النيل، بحيث يشترك هذا الجزء المفصول من السودان مع الكيان الصهيوني المحتل الذي بدأ يضع أقدامه بعمق في إفريقيا خاصة في دول منبع النيل مثل أثيوبيا التي قام فيها الخبراء الإسرائيليون بإنشاء سدود مياه متوسطة وصغيرة، على أن يعمل جنوب السودان بدوره على التحكم في المصب مهددا الدول التي تستفيد منه مثل مصر والسودان. 
وإزاء كل ذلك يبدر هناك سؤال وهو: لماذا جاء التصعيد من قبل جنوب السودان في هذا التوقيت؟ لا يخفى أن الكيان الإسرائيلي المحتل يرى في إفريقيا عمقًا جغرافيًّا له، الذي هو الآخر يمثل عمقًا استراتيجيًّا للدول العربية، وبالتالي التغلغل في القارة السمراء يمثل أولوية لاشغال العرب ومحاصرتهم وضرب وحدتهم، وتشتيت انتباههم عما يرتكبه المحتل الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما وأن الوضع العربي الآن في ظل ما يسمى "الربيع العربي" يعيش أسوأ حالات تضعضعه وانهزامه، وهز عوامل الاستقرار في الدول العربية مطلوب في المرحلة الراهنة لتمرير مخطط تغيير المنطقة بحلول عام 2013م كما بشر به كولن باول، فبلاد ثورة الياسمين لم تستقر بها الأوضاع بعد ومرشحة إلى مزيد، فثمة صراعات ومواجهات تشهدها بين الحين والآخر، فضلًا عن الصداع المزمن الذي تسببه لها جارتها ليبيا التي كل المؤشرات إلى الآن تشير إلى أنها ذاهبة إلى دولة فاشلة بكل المقاييس خاصة بعد أن بدأت مرحلة التقسيم، وقبل ذلك بدأت بتوزيع ثروتها النفطية على "المنقذين"؛ فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، ومصر؛ مركز الثقل ورمانة الميزان الدولة الأهم المستهدفة التي بالإضافة إلى مشاكلها الداخلية وتهديدها في مصادر المياه، تحيط بها أوضاع غير مستقرة تتمثل في ليبيا، والاحتلال الإسرائيلي، وسوريا التي هي الأخرى جارٍ العملُ من أجل تمزيقها. بالمجمل فإن المنطقة مؤهلة للتغيير الموعود، ولذلك فمن الوارد أن يقوم جنوب السودان في أي لحظة بخطوة استفزازية هنا أو هناك، بمجرد أن تأتيه الإشارة من الولايات المتحدة أو الكيان الإسرائيلي، ربما توطئة لتدخل عسكري قادم في السودان للاستيلاء على ما تبقى من ثرواته وأرضه وفصل أجزائه، وما هذا التصعيد الأخير سوى بروفة، وليس مستبعدًا أن يتم ذلك بعد الانتهاء من الملف السوري. لو كان فصل جنوب السودان مقتصرًا على توفير الحرية لـ"مسيحيي الجنوب" لاختلف الأمر عن الذي نشاهده ونسمعه الآن.




توجان فيصل: سجون العالم العربي لا ترقى بسوية ما توفره محاكم دولية عدا ما اخترعه الأردن لإقامة رموز الفساد مكافأة لهم..

توجان فيصل: سجون العالم العربي لا ترقى بسوية ما توفره محاكم دولية عدا ما اخترعه الأردن لإقامة رموز الفساد مكافأة لهم..25/04/2012
ما رواء العقوبة.. العدالة
توجان فيصل /  كاتبة أردنية
لمن لا يعلم، كنت من الداعين الأوائل لتشكيل محكمة جنايات دولية تحاكم الحكام وقادة الفصائل المتقاتلة في العالم كله على جرائمهم.. وحتما لا زلت أؤمن بالمحكمة وأؤيدها وأسعى لتطوير نظامها، ولكن ضرورات تتعلق بذات موضوع "العدالة" توجب وقفة عند تدخلات تلك المحكمة بشأن الحكام الذين يتوالى سقوطهم بفعل ثورات الربيع العربي.

فتدخل تلك المحكمة لحينه لا يمكن قبوله باعتباره تأييدا لعدالة تتساوى فيها فرص الجميع، وتوائم بين الجريمة والعقاب. والمحكمة الدولية أنشأت تحديدا لتمكين الشعوب من الحصول على تلك العدالة، وليس الحكام المتجبرين. ومع ذلك نجدها توقفت في تطبيقاتها عند جزئيات غير مقنعة، كأن تشترط أن ترقى جرائم النظام المعني للإبادة الجماعية، أو أن يكون التعذيب يجري بذات الحجم، رغم وفرة الأدلة على تكرار تلك الجرائم.

والشرط الثاني أن لا يكون قضاء الدولة التي تقترف فيها تلك الجرائم مؤهلا للنظر في الدعاوى المقامة على مرتكبيها بحياد. وهذا الشرط متوفر في كامل العالم العربي، حيث المحاكم العسكرية والاستثنائية تحاكم مدنيين وتصدر أحكاما معدة مسبقا لا تقبل أية دولة تحترم القانون تطبيقها. ومن هنا عدم قبول الدول المتقدمة طلبات تسليم مطلوبين أو حتى محكومين لتلك المحاكم، بل إن مجرمين مدانين في محاكم تلك الدول يجري رفض تسليمهم لدولهم العربية، خوفا من تعرضهم للتعذيب أو لكون ظروف السجن الذي سيقضون فيه عقوباتهم ترقى لتعذيب يومي. وحتى القضاء النظامي (المدني) في الدول العربية طاله فساد وإفساد صريحين يمكن إثباته بسهولة وبوثائق دامغة تثبت سقوط أهليته.

كما اشترط لنظر قضية في محكمة الجنايات الدولية تقدم دولة موقعة على نظام المحكمة بدعوى،أو قرار المدعي العام للمحكمة تحريك دعوى. وفي حين علّقت فرص تقديم دعاوى عدة ضد إسرائيل بزعم أن دولة عربية موقعة لم تتقدم بتلك الدعوى، لم يجر تفعيل دور مدعي عام المحكمة في تحريك أية دعوى على نظام عربي سوى في حالة السودان، وتوقف التلويح بالدعوى ضد البشير عند انفصال جنوب السودان. ولكن مدعي عام المحكمة لويس مورينو أوكامبو، بعد طول مطالبة لليبيا لتسليمها القذافي وأسرته، جاء لليبيا بنفسه للاطمئنان على أن ظروف اعتقال ومحاكمة سيف الإسلام القذافي بسوية ما توفره تلك المحاكم الدولية.
أوكامبو يعرف، بحكم تجربته في وطنه الأرجنتين مع السجون السرية وغير السرية، أن سجون العالم العربي كلها لا ترقى لتلك السوية، باستثناء ما اخترعه الأردن لإقامة رموز الفساد في مكافأة لهم، وفي اقتسام ريع الفساد معهم بدل إقامة فارهة لم يرق لتصورها خيال المواطن الأردني المفقر.. ولكن أوكامبو لم يبد لحينه أي قلق على عشرات ألوف المعتقلين السياسيين في العالم العربي، والتي بدأت "جثث" بعضهم تتكشف.
وبالمقابل، لا زالت في الأذهان مهزلة المحاكمة الدولية لبينوشيه الملقب بـ"عدو الكتاب والمفكرين" في أمريكا اللاتينية كلها، حيث سمحت له بريطانيا بمغادرتها دون محاكمة بزعم عدم قدرته الصحية على المثول أمام القضاء. فحمل للطائرة على كرسي عجل، لينزل منها في مطار البرازيل على قدميه نشطا ضاحكا على "الإنسانية" كلها التي ارتكب بحقها أبشع الجرائم.
وباقتباس من مؤلفات أوكامبو، نقول له أننا في معركة "الدفاع عن النفس في مواجهة الفساد" الذي هو انتهاك لكل حقوق الإنسان، ولتسهيل وحماية الفساد تحديدا تجري فظائع القتل والتعذيب. ونقول أننا لا نريد أن نفقد "قوة المحاكمة"، فنضطر "لتفسير الدكتاتورية لأطفالنا".. والأهم أننا نريد "ما وراء العقوبة"، وهو "العدالة". والعدالة لا تتحقق إلا بقصاص من نفس نوع الجرم. فبداية منطق العدالة البدهي كانت "العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم". لتأتي القاعدة المسيحية فتقول "بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم"، وتؤسس بذلك لمبدأ الردع.. وهو ذات المبدأ الذي عززه الإسلام بقوله تعالى "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".
الثورات، كالطفرات في الطبيعة، تلزم بقوانينها التي قد لا تتواءم مع قوانين الدول المستقرة. ففي الدول التي استقرت على مبادئ المحاسبية لا تلزم ثورات.. الثورات طفرات لاستعادة العدالة المغيبة، ولهذا تلزمها محاكمها الخاصة، أو نقع في عمليات ضحك على الذقون كما في قصة بينوشيه.
   




نقولا ناصر:إذا كانت "زيارة" القدس تحت الاحتلال دعما لها ولأهلها ولقضية شعبها، ألن تكون كذلك أيضا "إقامة" سفاراتهم فيها..

نقولا ناصر:إذا كانت "زيارة" القدس تحت الاحتلال دعما لها ولأهلها ولقضية شعبها، ألن تكون كذلك أيضا "إقامة" سفاراتهم فيها..
28/04/2012
الحصاد المسيحي لزيارة القدس تحت الاحتلال
 نقولا ناصر*
يوم الأربعاء الماضي جدد الرئيس محمود عباس دعوته للعرب المسلمين و"المسيحيين" لزيارة القدس المحتلة. ولأن لكل امرئ ما نوى، والله وحده الأعلم بالنيات، فإن الرفض لدعوته لن يشتط حد الشك في أنه هو أو أي عربي أو مسلم داخل فلسطين أو خارجها يؤيد عامدا متعمدا تقديم هدية مجانية بملايين "الزوار" العرب والمسلمين للسياحة في دولة الاحتلال، لكن الحصاد المسيحي لزيارة القدس تحت الاحتلال بدواع مماثلة أثمر نتائج عكسية ويمثل سابقة مليئة بالعبر توجب عدم تكرارها عربيا وإسلاميا.
 
فالكنائس المسيحية المختلفة في ما بينها استنفرها الخطر المحدق ب"الوجود المسيحي" في الأراضي المقدسة بقلسطين خاصة كي تعقد المؤتمرات خلال السنوات الأخيرة من أجل "توحيد" جهودها لانقاذ هذا الوجود، بعد أن فشلت في حمايته زيارات للقدس وهي تحت الاحتلال على أرفع مستوى ديني قام بها ثلاثة من بابوات الفاتيكان الذي يقود أكبر الكنائس المسيحية عددا خلال خمسة وأربعين عاما (البابا بولس السادس والبابا يوحنا بولس الثاني وأخيرا البابا الحالي بنديكت السادس عشر في اعوام 1964 و2000 و2009 على التوالي).
 
وقد تذرعوا جميعا بأن زيارتهم كانت "حجا" دينيا، بالرغم من تحوله عمليا إلى موسم سياحي، وبالرغم من استثمار دولة الاحتلال لهذا الحج الديني سياسيا خير استثمار لصالحها، تماما مثلما سوف تستثمر أي "شد للرحال" العربية والاسلامية إلى القدس وهي تحت الاحتلال.
 
فالوجود المسيحي المتآكل في القدس يكاد يحول كنائسها إلى آثار ومتاحف تفتقد من يتعبدون فيها وتصلح فقط لجذب ملايين السياح إلى دولة الاحتلال التي أعلنت المدينة "عاصمة موحدة وأبدية" لها، بالرغم من "الحج" المسيحي إليها على أرفع مستوى.
 
عندما زار البابا الحالي بنديكت السادس عشر القدس عام 2009، أعلن المطران عطا الله حنا رئيس أسلقفة سبسطية للروم الأورثوذكس أن "البابا بنديكت ليس مرحبا به في الأرض المقدسة في الظروف الحالية"، وتعليقا على الجدل الراهن حول زيارة القدس نسبت إليه صحيفة القدس المقدسية في العشرين من الشهر الجاري قوله: "إنني أرفض زيارة القدس في ظل الاحتلال، فهذا موقف مبدئي أتمسك به وسأبقى"، لأن زيارتها تعطي "شرعية لمن لا شرعية له"، ولأن "إسرائيل هي المستفيد الحقيقي من هذه الزيارات اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا"، ولأنها "تستغل السياحة الدينية لأغراض سياسية".
 
وتوجد أهمية خاصة لموقف المطران عطا الله المماثل لموقف الراحل البابا (نظير جيد روفائيل) شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر والعالم، لأنهما يمثلان أكبر الكنائس المسيحية العربية عددا أولا، ويمثلان ثانيا الكنائس التي لم ينقطع وجودها بين العرب والمسلمين بعد حروب الفرنجة المعروفة اليوم باسم الحروب الصليبية كما انقطعت الكنائس الغربية التي عادت أو دخلت الوطن العربي مع الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر على أنقاض الخلافة العثمانية، ويمثلان ثالثا لذلك الكنائس الأوثق ارتباطا بالأرض العربية وبأشقائهم من العرب المسلمين.
 
في الثامن من الشهر الجاري أعلنت تل أبيب الأديب والشاعر الألماني الحائز على جائزة نوبل غونتر غراس "شخصا غير مرغوب فيه" ومنعته من "زيارة" دولة الاحتلال الاسرائيلي بسبب قصيدة حث فيها بلاده على عدم بيع الأسلحة لها، بعد أن أجازت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أواخر العام الماضي تزويدها بغواصة سادسة من نوع "دلفين" قادرة على حمل أسلحة نووية ك"مكافأة" لها على إفراجها عن مستحقات الضرائب الفلسطينية!
 
وغرق الخبران ودلالاتهما السياسية في خضم الجدل البيزنطي الديني والسياسي المحتدم بين العرب والمسلمين حول ما إذا كانت "زيارة" القدس تحت الاحتلال حرام أم حلال. لكن منع غونتر غراس من الزيارة يذكر بأن قرار "زيارة القدس" وبقية فلسطين المحتلة ليس قرارا فلسطينيا أو عربيا أو إسلاميا بل هو قرار "إسرائيلي" تتحكم فيه دولة الاحتلال ب"شد الرحال" إلى القدس أو منع شد الرحال العربية والاسلامية اليها.
 
سوغ الرئيس الفلسطيني تجديد دعوته ب"دعم قضية الشعب الفلسطيني" كما قال، وكاد أن يتحول إلى داعية إسلامي وهو يرد "دينيا" على الرافضين لدعوته "السياسية" هذه بالاستناد إلى أن "زيارة القدس لم تحرم أصلا لا في القرآن ولا في السنة، (بل) بالعكس تماما"، إذ "لم يرد في القرآن أية كلمة تشير الى التحريم، والتحريم يحتاج الى نص"، قبل أن يعود إلى السياسة ليتهم "الإخوة العلماء" الذين أفتوا بحرمة زيارة القدس تحت الاحتلال بأنهم "خلطوا الدين بالدنيا والدين بالسياسة والحزبية بالاسلام".
 
إن سوق أسانيد دينية لدعم الدعوة إلى "شد الرحال" إلى القدس وهي تحت الاحتلال يتيح مهربا من الحجج الوطنية والسياسية القوية المعارضة لذلك، غير أن في ذلك لجوء انتقائي إلى الدين الحنيف يتجاهل "النص" في قرآنه الكريم على أكثر من سبعين آية كريمة "تنص" على الجهاد وتنطبق على بيت المقدس وأكنافه وأصبحت تلاوتها تعتبر "تحريضا" لا ينسجم مع نصوص معاهدتي "السلام" واتفاقيات أوسلو "السلمية" المصرية والأردنية والفلسطينية على التوالي.
 
ولا يختلف مسلمان على "شد الرحال" إلى القدس، فهذا ليس موضوع جدل أو خلاف ديني، لكن دعاة زيارة القدس تحت الاحتلال في دفاعهم عن دعوتهم يصورون المعارضين لها سياسيا كمعارضين لفريضة دينية، مستخدمين بذلك الدين سلاحا سياسيا، وهم أنفسهم الذين يهاجمون الاستشهاد بآيات الجهاد في القرآن الكريم للحث على مقاومة الاحتلال بأنه استخدام سياسي للدين.   
 
وإذا كان "شركاء السلام" هؤلاء ينسجمون مع أنفسهم في الدعوة الى زيارة القدس تحت الاحتلال باعتبارها فاتحة حث على التطبيع "الشعبي" مع دولة الاحتلال بعد أن أنجزوا التطبيع "الرسمي" معها، فإن تسويغ مفتي مصر علي جمعة لزيارته الأخيرة للقدس بأنها كانت "شخصية"، ثم تنصل منظمة التعاون الاسلامي من اتخاذ موقف بالتعلل بأن زيارة القدس هي "قرار سيادي" لكل دولة من دولها الأعضاء السبعة والخمسين، كما قال أمينها العام أكمل الدين احسان أوغلو لصحيفة الشرق الأوسط يوم الثلاثاء الماضي، هما مؤشران واضحان إلى حجم الرفض الشعبي وعمقه.
 
لكن ما وصفه عباس بأنه "مواجهة ... شديدة وحامية" في هذا الجدل البيزنطي قد أوقع الجميع في ما وصفه أيضا ب"خلط ... الدين بالدنيا والدين بالسياسة والحزبية بالاسلام"، ليقع بدوره في فخ الفصل التعسفي بين ما يعتبر "فريضة شرعية" لشد الرحال إلى القدس بنص صريح السنة النبوية المشرفة وبين الضرورة الوطنية والسياسية التي تحرم شد الرحال إليها وهي تحت الاحتلال.
 
إن المقال الذي نشره مؤخرا وزير الأوقاف الأردني الأسبق ونائب رئيس اللجنة الملكية الأردنية لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة منذ ثلاثين عاما، د. رائف نجم، تأييدا لدعوة عباس، يصلح نموذجا ل"الخلط" في هذا الجدل البيزنطي المحتدم، بينما المخطط الصهيوني لتهويد القدس يدخل ربع الساعة الأخير قبل إتمامه، وبينما تستعد دولة الاحتلال لنقل مقرات قياداتها العسكرية والأمنية، مثل القيادة العامة لهيئة الأركان والكلية العسكرية وكلية الأمن القومي، من تل أبيب وحتى من غرب القدس إلى شرقي المدينة المحتلة.
 
فالدكتور نجم يخلط بين "زيارة النبي (صلى الله عليه وسلم) للمسجد الحرام بعد صلح الحديبية وهو تحت حكم المشركين" وبين زيارتها اليوم تحت الاحتلال، متجاهلا أن "المشركين" لم يحتلوا مكة آنذاك بل كانوا أهلها الذين أعز الله الاسلام بهم بعد أن اهتدوا كما كان يأمل رسول الله، وهو يخلط كذلك عندما يذكر بأن "الخليفة عمر بن الخطاب دخل القدس في زمن حكم البيزنطيين ولم يعترض على هذا الأمر أحد من الصحابه" متناسيا أن الخليفة رضي الله عنه دخلها ليتسلم مفاتيحها من البطريرك صفريانوس، ويخلط أيضا عندما يتساءل "لماذا لا ينتقد المسلمون في العالم أجمع وهم يزورون بلاد أمريكا وأوروبا واليابان وتايلاند وكوريا والهند ... (و) يعد ذلك تطبيعا مع غير المسلمين" ويغيب عنه أن هذه الأقوام والشعوب موجودة في أوطانها ولا تحتل "وقفا إسلاميا" أخرجت منه أهله وشردتهم في كل بقاع الأرض واستوطنته بدلا منهم.
 
غير أن الخلط عند د. نجم يبلغ حد الشطط السياسي عندما يخلص إلى حث "الأمة العربية، مسلمين ومسيحيين" على "أن لا ينقطعوا عن زيارة القدس" بحجة "أن هذه الزيارة ضد تخطيط الاسرائيليين لتهويد المدينة والقضاء على الهوية العربية" فيها، خصوصا عندما يستشهد بالشيخ رائد صلاح وغيره من "القائمين على مشروع شد الرحال" إلى القدس والأقصى "يوميا" مستهجنا عدم "انتقادهم"، متجاهلا حقيقة أن دولة الاحتلال التي ترحب بالمستجيبين لدعوة عباس التي يؤيدها نجم إنما تستثني من ترحيبها الشيخ صلاح ومثله رئيس الهيئة الاسلامية بالقدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري ومثلهما أركان قيادة منظمة التحرير وسلطة الحكم الذاتي التابعة لها، بمن فيهم عباس نفسه، ومثلهم كل المسلمين والمسيحين من عرب فلسطين المحتلة لأن زيارة هؤلاء، وهم جميعا تحت الاحتلال، مثل القدس والأقصى، هي وحدها الكفيلة بالحفاظ على الهوية العربية والاسلامية لبيت المقدس، أما تدفق "الزوار" العرب والمسلمين على القدس ب"تأشيرة دخول إسرائيلية" فإنه تكرار لسابقة مسيحية لم تثمر إلا ندما.
 
وهنا يفرض سؤال ذاته، فإذا كانت "زيارة" العرب والمسلمين للقدس تحت الاحتلال دعما لها ولأهلها ولقضية شعبها، ألن تكون كذلك أيضا "إقامة" سفاراتهم فيها حسب المنطق ذاته، وهو ما تعارضه القيادة الفلسطينية في رام الله حتى الآن؟
 
والمفارقة أن عباس بدعوته يخوض "مواجهة شديدة وحامية" مع العرب "مسلمين ومسيحيين" وليس مع دولة الاحتلال، فهذه الدولة تصدر تأشيرات الدخول على الرحب والسعة لكل من يستجيب لدعوة عباس من العرب والمسلمين، لأنها بذلك تسوق ما تدعيه على الموقع الالكتروني لوزارة خارجيتها بأن "إسرائيل تسمح للناس من كل الأديان بالوصول إلى الأماكن المقدسة التي لا تعد ولا تحصى في البلاد" وبأن "القانون الاسرائيلي يصرح للجميع، بغض النظر عن الانتماء الديني، بالحق في زيارة كل الأماكن المقدسة" فيها.
 
وإذا استجاب العرب والمسلمون لدعوة عباس، يصعب هنا عدم التساؤل عما إذا كانت دولة الاحتلال لن تطلب مستقبلا "المعاملة بالمثل"، من أجل السماح لليهود بزيارة "خيبر" على مشارف الحرمين الشريفين!
 
* كاتب عربي من فلسطين

الوزيرة سميرة رجب : ما كان سيموت إلا شهيداً

الوزيرة سميرة سيموت شهيداً

المنامة : شبكة اخبارالعراق _ كتبت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام في البحرين السيدة سميرة رجب مقالا تحت عنوان (( ما كان سيموت إلا شهيداً )) وعلى النحو الاتي ...
رحم الله سيد شهداء العصر ، وعهد على الشرفاء أن يبقى رمزاً للنضال وحافزاً للصمود أبى إلا أن يموت شهيداً، وما كان سيموت إلا شهيداً ، رافضاً الاستسلام لأعدائه ومساوماتهم ، رافضاً الاعتراف بالكيان الصهيوني ،

رافضاً الهروب من وطنه، باسلاً في معاركه ومواجهة أقداره، شاهداً على استشهاد أبنائه في معركة الشرف ضد جحافل قوات الاحتلال، أبياً حتى الموت، شهيدا بين أهله وشعبه وعلى تراب بلاده بيد أعدائه..سيبقى صدام حسين الشهيد رمزاً لكل المناضلين في وجه قانون القوة والغطرسة الأنغلو - أمريكية.. استشهدت واقفاً كنخل العراق، فمبروك لك الشهادة، ومثواك جنان الفردوس..يا أبا عدي، إنها ليست كلمات نعي، بل مقولة عهد واستذكار من شرفاء وأحرار الأمة العربية الذين عاشوا عصر هذا القائد العربي ورأوا في حكمه مشروع نهضة عربية جديدة، وإنّا لله وإنا إليه راجعون..حمل مشروع استشهاده بيد وبيده الأخرى حمل مشروع الأمة ونهضتها، فكان تصميمه على مقارعة المستعمرين نحو الحرية والاستقلال أكيداً من دون زيف أو رياء..فهو من أمم النفط العراقي الأغنى في العالم، وقطع أدبار الشركات الاحتكارية التي كانت تمص دم العراقيين وتستنزف ثرواتهم، وجعل لكل العرب أسهماً في نفط العراق، من اليمن والأردن حتى المغرب..وهو من استثمر ثروات بلاده في تعليم أبناء العراق حتى صار عدد العلماء العراقيين يزيد على علماء المملكة المتحدة، وبهم تقدّمَ في بناء قوة العراق وصرحه العلمي والصناعي والتكنولوجي حتى اقترب من مرتبة الدول الصناعية..وهو من رعى بناء أقوى برنامج نووي عربي "كان قاب قوسين وأدنى من القنبلة الذرية"، حتى جاءت أيادي الغدر الأجنبي بالمفتشين الدوليين لتدمير كل ما بناه أبناء العراق أمام أعينهم الملأى بالدموع!.وهو من أكرم المرأة العراقية وأعطاها من الحقوق كما لم تكرّم امرأة عربية غيرها..وهو الذي حقق للعراق أعلى المعدلات الإنسانية بموجب معايير الأمم المتحدة وتقاريرها حتى عام 1989، في محو الأمية والغذاء الصحي والتنمية البشرية والاقتصادية والعلمية .. وهو من بنى أقوى جيش عربي قادر على منازلة الطامعين في أرضنا وثرواتنا .. وهو أول زعيم عربي أمطر عاصمة الكيان الصهيوني بعشرات الصواريخ ، وأعتمت وسائل الإعلام على أخبار هذا الإنجاز العربي المبهر، كي لا يحصل هذا الزعيم على المزيد من الأنصار والمؤيدين .. وهو من حمى الخليج العربي من المد الإيراني في حرب استمرت ثمان سنوات طوال، وأزال غبار ريحهم الصفراء، حتى تجرع المعتدون كأس السم وأوقفوا القتال..ومازال رجاله وأبطال العراق المقاومين يقاتلون لحماية عروبتنا المهددة تحت نيران الغزو والاحتلال والتعاون الأنغلو-أمريكي-الصهيو-صفوي في كل المنطقة العربية..ولمن له رأي غير ذلك حول صدام حسين نكرر ما قاله الأستاذ علي الصراف ( المعارض لنظام صدام ) "سنختلف فيه وحوله وعليه، مثلما يختلف البشر حول الكثير من قادة التاريخ، ولكن صدام حسين، الذي قدم موته على حبل المشنقة، فداء لما يؤمن به، سيظل، إلى الأبد، واحدا من قلائل المناضلين الذين جعلوا من حياتهم تحديا صارما حتى الرمق الأخير.وسنختلف فيه وحوله وعليه، كما نختلف حول كل قضية، يراها فسطاط من الناس عادلة ويراها غيرهم باطلة، ولكن أحدا لن يختلف في أن صدام حسين دفع المهر الأغلى دفاعا عن قضيته وموقفه.وسنختلف فيه وحوله وعليه، كما نختلف حول الكثير من مفاهيم الحرية والعدالة والطغيان والجبروت والديمقراطية والدكتاتورية، ولكن أحدا لن يختلف في أن صدام حسين كان صاحب مشروع استراتيجي، تاريخي وكبير". وللمتسائلين حول الحكمة من اختيار ذلك التوقيت لاغتيال هذا الزعيم والرمز العربي المسلم، مع صلاة العيد الأكبر في الأشهر الحرم، عليه أن يرجع إلى خطاب الحرب على العراق لجورج دبليو بوش في يوم 19 مارس (آذار) 2003، الذي أعلن فيه قيام حربه الصليبية الجديدة ضد المسلمين .. فهذا الإعلان لم يكن زلة لسان بقدر ما كان تذكيراً لأمته عن حربه ( المقدسة ) التي سيذل بها العرب وكل مقدساتهم، مؤكداً له بتلك الحمم النارية التي أنزلها على العراقيين في كل المناسبات الدينية وأشهر الصوم والأعياد والعبادات ، فلم يعد هناك تحد واستفزاز أقوى من توقيت ساعات صلاة عيد الأضحى المبارك ليغتالوا فيه الرئيس العربي المسلم الذي نازلهم حتى آخر رمق من أنفاسه من دون أن يكمل نطق الشهادتين..فهل هناك من يرفض بعد الآن أن هذه الحرب الصليبية هي استمرار لحرب الفرنجة التي بدأت من أوروبا منذ ستة قرون..ولكن هيهات ، اعتقدوا أن قتلهم لصلاح الدين في ذلك العيد الحزين سيجلب لهم النصر .. ولم يعلموا أن الملايين قد قدّموا العهد لأجل عيونه وشهادته بأن يبقوا مشاريع استشهاد لذكراه حتى التحرير والثأر .. فهو من أنشأ من كل أباة العراق والعرب أحراراً يرفضون المحتل وأبطالاً يقاتلون بلا هوادة .. (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) .......
صدق الله العلي العظيم ..

السبت، 28 أبريل 2012

الغاز المصريّ.. مناورة حكّام مصر الجدد


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الغاز المصريّ.. مناورة حكّام مصر الجدد
شبكة البصرة
عبد الكريم بن حميدة
أبدى خبراء ومحلّلون قدرا كبيرا من التفاؤل بقطع الغاز المصريّ عن "إسرائيل". والأرجح أنّ تواتر الهزائم والانكسارات وتعدّد الإخفاقات في مسار الانتفاضات العربيّة وتنامي الإحباط لدى قطاعات واسعة من الناس.. كلّها عوامل ساعدت على أن يبدو القرار المصريّ كفتح مبين يستحقّ مظاهر الاحتفال والتقدير..
أخيرا بان في العتمة ضوء!!!
بشكل مفاجئ تماما، ودون أيّة مقدّمات قرّرت شركة الغاز المصريّة قطع إمدادات الغاز الطبيعيّ عن دولة الاحتلال. وهذا يعني أنّ القرار قد يكون تصحيحا لخطأ تاريخيّ أو تجاوزا لجريمة اقتصاديّة وسياسيّة وأخلاقيّة ارتكبها نظام الرئيس المصريّ المطاح به حسني مبارك قبل حوالي أربع سنوات..
هل يمكن أن نتصوّر أنّ شركة الغاز المصريّة (وهي شركة حكوميّة) تملك من الاستقلاليّة ما يسمح لها بأن تصدر وحدها قرارا بمثل هذه الخطورة وبما يمكن أن يترتّب عنه من انعكاسات؟ أي هل يعقل أن يكون المجلس العسكريّ الحاكم في مصر بعيدا عن هذا القرار؟ وعن توقيت اتّخاذه؟
شركة الغاز المصريّة برّرت موقفها بأنّ تراكم ديون الشركة الصهيونيّة المستوردة للغاز المصريّ هو ما كان سببا لإلغاء صفقة بيع الغاز. وهذا يعني أنّ القرار لم يكن سياسيّا وإنّما يستند إلى خلفيّات تجاريّة. فلا صحّة إذن لما يقال إنّ المجلس العسكريّ أو مجلس الشعب أو القوى السياسيّة التي تمسك بمقاليد السلطة في مصر اليوم اتّخذت القرار باعتباره خطوة على طريق إلغاء اتفاقيّات كامب ديفيد.
لقد سبق لجميع الفاعلين السياسيّين المصريّين عسكريّين ومدنيّين أن بعثوا أكثر من رسالة إلى الكيان الصهيونيّ.. تصريحا وتلميحا بأنّ السلطات المصريّة ستحترم كافّة تعهداتها الدوليّة ومن ضمنها اتّفاقيّات السلام مع العدوّ الصهيونيّ. وقد صدرت هذه التطمينات والتعهّدات من قبل أعضاء في المجلس العسكريّ وكذلك من قبل قيادات في جماعة الإخوان المسلمين. وكانت تلك الرسائل بمثابة وثيقة استسلام أو صكّ ممضى للأمريكيّين والصهاينة قبل تسلّم غنيمة السلطة.. بل لضمان تسلّم هذه الغنيمة.
وعلينا الآن أن نتذكّر أنّ "إسرائيل" تعتمد بنسبة 40% على الغاز المصريّ، وتستفيد من أسعار تفضيليّة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الاقتصاديّة بين الدول. وهي أسعار كبّدت الاقتصاد المصريّ خسائر فادحة، ومكّنت الصهاينة من طاقة التدفئة والإنارة والتبريد وغيرها. ومن المفارقات أنّه في الوقت الذي كان المواطن المصريّ يضطرّ للوقوف في طوابير طويلة بانتظار دوره للحصول على الغاز بأضعاف سعره الحقيقيّ كان الصهاينة ينعمون بالغاز المصريّ بأبخس الأسعار.
لكلّ هذه الأسباب وغيرها يبدو القرار المصريّ أقرب ما يكون إلى المناورة التي تستهدف تعديل سعر الغاز المصدَّر إلى فلسطين المحتلّة لا الامتناع عن تزويد الصهاينة به نهائيّا. وقد توقّع بعض المحلّلين الصهاينة استئناف ضخّ الغاز قريبا بعد تعديل الاتّفاق القديم بما يستجيب للمنطق التجاريّ لدى المسؤولين المصريّين، وبما يرفع عنهم بعض الحرج أمام شعب مصر الذي يرفض هذا الاتفاق وكلّ المعاهدات والاتّفاقيّات التي وُقّعت مع الصهاينة طيلة مرحلتي حكم السادات ومبارك.
إنّني لا أعتقد أنّ حكّام مصر الجدد والذين أفرزتهم صناديق الاقتراع يمتلكون من الجرأة والصدق والوضوح ما يمكّنهم من اتّخاذ قرار حاسم بشأن اتفاقيّات كامب ديفيد وكلّ ما تلاها من معاهدات حاولت أن تؤسّس لعلاقات طبيعيّة بين مصر والكيان الصهيونيّ.
بعض القادة الصهاينة اعتبروا القرار المصريّ خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات المصريّة "الإسرائيليّة"، ودعوا إلى الردّ عليها والتحسّب لما قد يأتي بعدها. بل ذهب وزير خارجيّة الكيان الصهيونيّ أفيغدور ليبرمان حدّ الدعوة إلى حشد المزيد من قوّات الجيش الصهيونيّ عند الحدود مع مصر. وقال إنّ التطورات في مصر تفرض على "إسرائيل" اتخاذ قرار سياسيّ شجاع وإعادة بناء الجبهة الجنوبيّة للجيش الصهيونيّ بواسطة إعادة إقامة الفيلق الجنوبيّ الذي تمّ تفكيكه في أعقاب اتفاقيّة السلام.. وإقامة أربع فرق عسكريّة لنشرها عند الحدود الجنوبيّة ورصد الميزانيّات المطلوبة وتجهيز ردّ الفعل الصهيونيّ لاحتمالات قد تحدث في المستقبل.
والرأي عندي أنّه علينا ألاّ ننخدع كثيرا بالتصريحات التي أطلقها ليبرمان وغيره من قادة "إسرائيل"، وألاّ يذهب في ظنّنا أنّ مصر العربيّة المقاوِمة عادت لأداء دورها التاريخيّ، وأنّها تستأنف عبر هذا القرار رحلة صمودها وصبرها وقيادتها لحركة التحرّر العربيّة وتحدّيها لثالوث الشرّ.
إنّني لا أريد أن أصدم المتفائلين.. لكنّي أعتقد أنّ التشاؤم في مطلق الأحوال أفضل من السذاجة.. أي أن يُنعت المرء بالتشاؤم أفضل له من أن يُنعت بالغفلة أو الحمق..
وليت حكّام مصر الجدد يقطعون خطوة جريئة بحقّ فيزوّدون الفلسطينيّين في غزّة بالغاز عوض أن يتركوهم تحت رحمة سلطات الاحتلال..
وليتهم يرفعون الحصار عن غزّة..
وليتهم يفتحون معبر رفح تنفيذا لقرارات الجامعة العربيّة ذاتها..
وليتهم يفعّلون سبل المقاطعة الشاملة للكيان الصهيونيّ..
وليتهم يتدخّلون عند حلفائهم القطريّين حتّى لا يزوّد آل ثاني "إسرائيل" بالغاز..
ليتهم...
شبكة البصرة
الجمعة 6 جماد الثاني 1433 / 27 نيسان 2012