قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

نتيجة للهجمات الأمريكية والبريطانية إرتفاع عدد المواليد المصابين بعيوب خلقية حادة في العراق

نتيجة للهجمات الأمريكية والبريطانيةإرتفاع عدد المواليد المصابين بعيوب خلقية حادة في العراق
بقلم جوليا كلاس/وكالة إنتر بريس سيرفس


موزاغان سافابيساهاني، عالمة السموم البيئية.

الأمم المتحدة, أكتوبر (آي بي إس) - أكدت دراسة جديدة ما ردده الاطباء العراقيون علي مدي العديد منذ سنوات، أي أن هناك وباء فعلي للعيوب الخلقية النادرة، في المدن التي تعرضت لقصف المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة أثناء الهجمات التي قادتها الولايات المتحدة واحتلالها البلاد.

ويبدو أن المدينة الأكثر تضرراً هي الفلوجة (2004) الواقعة في وسط العراق، وكذلك البصرة في الجنوب (ديسمبر 1998، ومارس وأبريل 2003).

وتبين السجلات أن العدد الإجمالي للعيوب الخلقية التي شخصها الفريق الطبي في مستشفى البصرة للأمومة قد تزايد إلى أكثر من الضعف بين الأعوام 2003 و 2009.

أما في الفلوجة، يعاني أكثر من نصف الأطفال المولودين بين الأعوام 2007 و2010، من شكل من أشكال العيوب الخلقية، مقابل أقل من اثنين في المئة عام 2000.

موزاغان سافابيساهاني هي المؤلفة الرئيسية لأحدث دراسة صدرت في نشرة تلوث البيئة وعلم السموم، بعنوان "التلوث بالمعادن ووباء العيوب الخلقية الولادية في المدن العراقية".

وتقول أن في دراسة حالة 56 من أسر الفلوجة، أوضح تحليل المعادن في عينات الشعر التلوث بمعادن الأعصاب المعروفة: الرصاص والزئبق.

وتحدثت جوليا كلاس، مراسلة وكالة إنتر بريس سيرفس، مع موزاغان سافابيساهاني حول الأزمة الصحية في العراق والعواقب الطويلة الأجل للتعرض للمعادن الناجمة عن القنابل والذخائر.

وعند سؤالها عن توفر أي دليل على تأثير هذه المشكلة على المدن العراقية الأخرى أيضاً، أجابت:"هناك بحث أخر عن مدينة أخرى، وأعتقد أن هناك أشياء مماثلة. وأعتقد أنه من الممكن أن تتأثر كل الأماكن. ففي بعض الأماكن الأخرى نشهد حالات مماثلة ولكن لا توجد دراسات تشير إلى ذلك. وهناك احتمال كبير بأن الأماكن الأخرى التي تعرضت للقصف يظهر فيها أشياء مماثلة".

هذا ولقد وجدت الدراسة تشوهات خطيرة في الأطفال الرضع في وقت متأخر من عام 2010.

وبسؤالها عن عدد السنوات التي سوف يستمر فيها التأثر بالحرب، أجابت "عندما أتحدث بصفتي عالمة في السموم البيئية، أعتقد أنه طالما لا يتم تنظيف البيئة، وطالما لا يتم العثور على مصدر هذا التلوث العام، وطالما يتعرض الناس لهذا التلوث على أساس يومي... فسوف تظل هذه المشكلة قائمة”.

وأضافت"ما نراه هو أن التشوهات في زيادة. وأعتقد أن أفضل خطوة في الوقت الراهن هو إجراء اختبار بيئي على نطاق واسع -اختبار المياه والهواء والغذاء والتربة، وكل ما هو على اتصال مع الناس- بحثاً عن وجود المعادن السامة وغيرها من الأمور الموجودة في البيئة”.

"حالما نتعرف علي المصدر، يمكننا عندئذ تنظيفه. وما لم نفعل ذلك، سيستمر ذلك التلوث في التسبب بالتشوهات لأن الناس ما زالوا يتعرضون لمصادر التلوث".

وبسؤالها عن نوع الذخائر المسؤولة عن هذا النوع من التلوث الواسع النطاق، أجابت بأنه بالرجوع إلى بعض الوثائق العسكرية الأمريكية فالمواد التي يمكن أن تؤدي إلى هذا التلوث هي مختلف المعادن الموجودة في ذخيرة الأسلحة الصغيرة.

وشرحت الخبيرة أن السبب يمكن أن يكون أي شيء.. بدءاً من القصف، إلى القنابل التي تسقط على المكان، أو قنابل الدبابات، أو حتى الرصاص.. فكلها تحتوي على معادن مماثلة، بما في ذلك التسمم بالزئبق والرصاص "وهذا هو ما وجدناه في أجسام الناس الذين يعيشون في مدن الفلوجة والبصرة”.

وعن سؤال عما إذا سبق لها التعاون مع باحثي منظمة الصحة العالمية الذين يجرون بحوثا مماثلة، مع النتائج التي توصلوا إليها والتي ستصدر في الشهر القادم، أجابت:" لا، لم أكن على اتصال مع منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة أخرى. نحن نعمل فقط مع مجموعة من العلماء".

أما فيما يتعلق بردود الفعل الرسمية على هذا البحث من قبل الحكومات العراقية والأمريكية أو البريطانية، فذكرت العالمة ان رد وزارة الدفاع الأمريكية هو أنهم لا يعلمون بوجود أية تقارير رسمية تشير إلى وجود مثل هذه مشاكل في البصرة أو الفلوجة.

أما عن كيفية تعامل نظام الرعاية الصحية المحلي مع حالات الطوارئ المماثلة، وكيف يمكن توفير إجراءات إدارة التلوث والرعاية الطبية في هذه المناطق، فتري عالمة السموم البيئية أن المستشفيات في المدينتين محل الدراسة تعمل فوق طاقتها.

"هناك حاجة اتنظيم الأطباء والعلماء والأشخاص المتخصصين في هذا المجال للمساعدة في تنظيف المناطق الملوثة. لا بد من تنظيمهم، وإحضارهم إلى هاتين المدينتين وحملهم على بدء العمل. إلا أن كل ذلك يتطلب الدعم المالي وأنواع أخرى من الدعم. فلابد من الدعم المالي والسياسي وأيضا لتحقيق هذه الغاية"، وفقا للعالمة. (آي بي إس / 2012)

د. مصطفى يوسف اللداوي : السودان في عين العاصفة الإسرائيلية

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السودان في عين العاصفة الإسرائيلية
شبكة البصرة
د. مصطفى يوسف اللداوي
مخطئٌ من يظن أن إسرائيل غافلة عن السودان، وأنها لا تتابعه ولا تراقب أفعاله وتصرفاته، وأنها لا تهتم بسياساته وتحالفاته، وأن عينها عنه غافلة، فلا تهتم بما يجري فيه، ولا تجهد أجهزتها الأمنية نفسها في التجسس عليه، وزرع العيون فيه، وبث الجواسيس والعملاء في أرضه وبين شعبه، فهي لا تغيب عن السودان، وقد لا تغادر أرضه، ولا تبرح تتقمص هيئاتٍ عدة ووجوهاً مختلفة للدخول إليه، فتدعي تارةً الإنسانية وتتسلل، وتلبس تارةً أخرى لبوساً دولياً وتدخل، وقد لا تعمل في السودان وحدها، بل تساعدها مؤسساتٌ دولية أخرى تدعي الإنسانية، وتصف نفسها بالحيادية والعدلية، وهي من كل ذلك براء، ما جعل من إسرائيل حاضرةً دوماً على مسرح الأحداث السودانية.
إسرائيل لم تغمض يوماً عينها عن السودان، ولم تهمل معلومةً عنه أو فيه، فهي ترى في السودان أنها دولةً عدو، وأن شعبها يتطلع كما كل العرب والمسلمين إلى دحرها وطردها من الأرض العربية الفلسطينية، وتخليص المنطقة كلها من شرورها وعدوانها وبغيها وطيشها القاتل، وتدرك أنهم على استعداد لأن يكونوا جنوداً في هذه المعركة، ورجالاً مخلصين لهذه الأمة، فالسودان في المفهوم الأمني القومي الاستراتيجي الإسرائيلي هي مخزون الأمة العربية والإسلامية، ومستودعها من الرجال والعتاد والعقيدة، قلوبهم متعلقة بالقدس، وحلمهم يكبر للصلاة في مسجدها الأقصى، وعيونهم ترنو لتعود فلسطين حرةً سيدة، لا احتلال يضطهدها، ولا عدوٌ يدنس أرضها، فترى الألم يعتصر قلوبهم وهم يرون الجرح الفلسطيني ينزف، والعدو الإسرائيلي يمعن في القتل والتخريب والتدمير، ولا من ينتصر لهم أو يهب لنجدتهم، ما جعل إسرائيل تضع السودان على قائمة أعدائها، وفي صدارة المناوئين لسياستها، لهذا فهم يقاتلونها، ويشحذون هممهم دوماً لحربها.
الاعتداء الإسرائيلي على مصنع الذخيرة السوداني ليس هو الاعتداء الأول، ولن يكون هو الاعتداء الأخير، ما بقيت السودان في مربع المقاومة، وعضواً في معسكر الممانعة، فستبقى هدفاً للعدو الإسرائيلي، يتقصدها ويتتبعها، ولن يتأخر في المبادرة بالقصف، ولا المبادئة بالعدوان، فهو عدوٌ خائفٌ وجبان، وقد سبق له أن ضرب قوافل سودانية وأخرى سياراتٍ مدنية، مدعياً أنها قوافل إغاثة عسكرية للمقاومة الفلسطينية، وأنها تحمل عتاداً وسلاحاً يزيد في عزم المقاومين، ويجعل منهم شوكةً في قلب إسرائيلية قاسية، ووصف هجماته بأنها ضرباتٌ وقائية، وخطواتٌ استباقية، وحاول إقناع دول العالم بشرعيتها وأهميتها، وأنها بضرباتها العسكرية تجهض مشاريع "إرهابية"، وتقضي على محاولات تعزيز قوة المقاومة.
السودان تدرك أنها تضرب بسبب مواقفها، ويعتدى عليها بسبب سياساتها، وأنها تتعرض للحصار لأنها تعادي إسرائيل، وتُنتقص أرضُها من أطرافها لأنها أرضٌ تهدد أمن الكيان، وتشكل عليه خطورةً في المستقبل، فهي سلة العرب الغذائية، وبوابة الإسلام الأفريقية، وهي مستودع طاقتها المستقبلية، نفطاً ومكوناتٍ نووية، ولأنها لم تخضع ولم تخنع فقد جاع شعبها، وعانى أهلها، وتأخرت نهضتها، وتعطلت مشاريعها، وتأججت نار الحرب فيها، فحرقت خيراتها، وقتلت خيرة رجالها، وما زالت رحى المؤامرة تدور، وعيون الخبثاء تتربص.
وتعرف السودان أن رئيسها يحارب لأنه يؤيد الحق العربي الفلسطيني، وأنه يناوئ إسرائيل العداء، ولا يعترف بها عضواً منسجماً في المنطقة، وأنه يطمح كما كل الشعب السوداني لتطهير العالم والمنطقة كلها من رجسها وخبثها، فكانت الحملات الدولية العدائية ضده، ومحاولات اعتقاله وتقييد حريته، ومنعه من ممارسة نشاطاته وفعالياته الدولية، ولكن الحصار المطبق على السودان، والحرب الكونية المعلنة عليه، والتحالف الدولي الخبيث المتآمر عليه، ومحاولات تمزيقه وتقسيمه، لم تثن السودان قيادةً شعباً عن مواقفها، ولم تستطع أن تجبرها لتغير من أهدافها وسياساتها، وبقيت السودان تتصدر الأمة العربية والإسلامية، بلاءاتها الثلاثة الشهيرة، التي ارتبطت بها ومنها انطلقت، ومنها ألا اعتراف بإسرائيل، ولا تفاوض معه، ولا تنازل عن الحقوق الفلسطينية، فاستحق السودان عقاباً دولياً سرمدياً لا ينتهي إلا بتراجعه عن مواقفه، ومغادرته لمربع المقاومة والتحاقه بركب المعتدلين والواقعيين ممن يرون في إسرائيل واقعاً وفي وجودها حقيقة.
السودانيون يتطلعون إلى معركة التحرير ويستعدون لها، وقد كانوا يوماً جنوداً على أرض فلسطين في مواجهة الكيان الصهيوني في حروب العرب معه، بدءاً من حرب العام 1948، فقد جاء السودانيون من أقاصي بلادهم، والتحقوا بالجيوش العربية ليقاتلوا العدو الإسرائيلي، ويمنعوه من السيطرة بعصاباته أو بجيشه على أرض فلسطين، وقد كان لهم في أرض فلسطين ملاحمٌ وعلاماتٌ، وفي أرضهم يفتخرون بأنهم قاتلوا في فلسطين، وساهموا في الدفاع عنها، وفيها استشهد ودفن بعضهم، ما جعل لوجودهم وقتالهم فيها ذكرٌ وأثر.
الاعتداء الإسرائيلي على السودان تأكيدٌ واضحٌ ودليلٌ قطعي على أن إسرائيل دولةٌ عدو، وأنها ذئبٌ لا يصالح، وثعلبٌ لا يؤتمن، وأفعى رقطاء تتسلل ولا تتوقف، فلا ثقة فيها، ولا اطمئنان إلى سياساتها، ولا ركون إلى معاهداتها، ولكن لا حزن على ما فعلت، ولا أسى على ما ارتكبت، فهذه هي طبيعتها، وهذا هو شأنها عبر التاريخ، فهي دولةُ القتل والعدوان.
ولعل ما قامت به تجاه السودان رسالةً إلى العالم كله، أن فلسطين هي مسؤولية الأمة كلها، وأن تحريرها لا يقع على الفلسطينيين فحسب، بل إن كلَ الأمة العربية والإسلامية جنودٌ في هذه المعركة، وعليهم يقع واجب التحرير ومسؤولية الخلاص، فإن لم نبادر نحن لقتالها فهي لن تتأخر عن حربنا، ولن تتوانَ عن الاعتداء علينا، والإساءة لنا، فلنكن نحن إلى قتالها أسرع، وإلى مواجهتها أقرب، فبهذا نردعها ونخيفها ونوقف اعتداءاتها، وبقتالنا نجبرها ونخضعها ونحد من طيشها، ولا سبيل إلى ذلك بغير القوة، والقوة هي المقاومة الموجعة.
بيروت في 28/10/2012
شبكة البصرة
الاحد 12 ذو الحجة 1433 / 28 تشرين الاول 2012

د. يوسف مكي: التجديد العربي: مسيرة عشر سنوات

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
التجديد العربي: مسيرة عشر سنوات
شبكة البصرة
د. يوسف مكي
عندما انطلق التجديد في 4 تشرين/أكتوبر 2002 كان الاستعداد للعدوان الأمريكي على العراق، قد اقترب من نهايته. باعتبار ذلك الخطوة الأولى، على طريق إعادة صياغة خارطة المنطقة، بشكل أكثر دراماتيكية، من ترتيبات سايكس- بيكو، التي أجريت بالمشرقالعربي، إثر نهاية الحرب العالمية الأولى.

كان عماد الاستراتيجية الأمريكية، التي طرحت تحت شعار الحرب على الإرهاب، قد هدفت لتحقيق أمرين: الأول هو تفتيت الكيانية الوطنية، في الوطن العربي، والثاني هو ليس فقط منع الجيوش العربية من حيازة مستلزمات القوة، بل الحيلولة دون وجود هذهالجيوش.

ورغم أن المقاومة العراقية الباسلة، حاولت تطويق المشروع الأمريكي وتعطيله، فإنه الآن بعد عقد من احتلال العراق، قد حقق كثيرا من أهدافه. فالعراق جرت تجزأته، في جغرافيته، ومكوناته النفسية، إلى أكثر من شطر، وفككت هيكليته الوطنية، وجرى حل جيشه. والسودان يجرى فصل الجنوب عنه، ويتم الآن بشكل منهجي، استنزاف قوته العسكرية، إن بالعدوان العسكري المباشر والمتكرر على أراضيه، أو من خلال زجه في أتون حروب أهليه، في الجنوب والغرب، والبقية قادمة... وليبيا، جرى إسقاط نظامها، بقوات الناتو، تحت شعار حماية شعبها، وانتهى الأمر، بتفكيك الجيش، وتفتيت البلاد. والأمر لا يختلف كثيرا، في اليمن، حيث يجري منذ عدة سنوات استنزاف هذا الجيش، في مقارعة القاعدة والحوثيين، ويحضر الآن لتقسيمه إلى ثلاثة كيانات، واحد في الشمال والآخر في الجنوب والثالث في منطقة صعدة. وفي سوريا، فإن شلالات الدم، لا زالت تجرى أنهارا، وسوريا من الشمال إلى الجنوب تحولت إلى أطلال، وما لم ينتصر صوت العقل، فإن الأمور يتجه إلى ما هو أسوأ، مهددة بتفكيك هذا الوطن، وتقسيمه إلى كيانات تتحكم فيها أسر وطوائف.

أما قضية العرب المركزية، فلسطين فلم تعد عروبتها ومسألة تحريرها، شعارات ترفعها حناجر الملايين، التي تجمعت في الميادين، في موسم الثورات والاحتجاجات العربية، بل تراجعت كثيرا إلى الخلف. تواضعت مطالبنا، وجل ما أصبحنا نطمح له، هو أن تعود الوحدة بين شطري: الضفة الغربية وقطاع غزة، وكلاهما، بمنطق القانون الدولي، لا يزالا تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. وبالمثل، تراجعت شعارات الوحدة العربية والعدل الاجتماعي، وغابت عن ملايين الحناجر التي طالبت بسقوط الأنظمة العربية.

عاصر التجديد العربي، في رحلته التي استمرت أكثر من عقد هذه التطورات، تفاعل معها وتأثر بها، ولكنه في ذات الوقت، انطلق من بوصلة واضحة ومواقف مبدئية، وجهتحركته.

التزمنا بموقف واضح وصريح، بمناهضة الاحتلال الأمريكي للعراق، وتأييد المقاومة الباسلة التي تصدت له. ولم نقبل بمنطق فرض الديمقراطية بالمنطقة، الذي بشرت به إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، واعتبرته ذريعة للعدوان على الأمة، فليس أسوأ من الاستبداد، الذي يصادر حرية المواطن سوى الاحتلال، الذي يصادر الوطن وحرية المواطن على لسواء. ودحضنا في حينه، مقولة فرض الديمقراطية من الخارج، بشكل مكثف، بالقراءة والتحليل.

طالبنا بتحقيق الوحدة الفلسطينية، باعتبارها المدخل، الذي لا غنى عنه لأي دعوات جادة لمقاومة الاحتلال الصهيونيورأينا في الصراع بين حماس وفتح، تمزيقا للجهود، وإسهاما في تكريس الاحتلال.

ساندنا المقاومات العربية، في العراق وفلسطين ولبنان. وحين انتصرت مقاومة حزب الله في لبنان، أمام العدوان الإسرائيلي، في تموز 2006، لم نتردد في التعبير عن فرحتنا، واعتبارها حلقة انتصار كبيرة في تاريخ الأمة ضج العدوان. وكان أملنا كبيرا، ولا يزال، في أن يجري التمييز بين السلاح الذي يوجه إلى العدو، وبين سلاح الميليشيات الذي يمثل خنجرا مسموما في خاصرة الوحدة الوطنية اللبنانية.

وقفنا بقوة مع حق شعبنا العربي، في الحرية والديمقراطية، بما فيها حق التعبير، والحق في التجمع السياسي والنقابي، والمشاركة في صنع القرار، والتداول السلمي للسلطة، عن طريق صناديق الاقتراع، والعدل الاجتماعي، وساندنا الكفاح الشعبي ضد الديكتاتورية وأنظمة الاستبداد، لكن ذلك لم يجعلنا نتهاون أو نتردد عن فضح المشاريع الاستعمارية التي تهدف إلى إخضاع المنطقة، واستكمال تبعيتها للخارج.

وبذات المنطق الحريص على الأمة العربية، وأمنها القومي رفضنا تدخلات إيران في العراق والخليج العربي، وطالبنا حكومتها بانتهاج سياسات، تستند إلى احترام العلاقات التاريخية وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية.

ومن منطلق الحفاظ على استقرار البلدان العربية، وحق شعوبها في الحرية والمساواة، دعونا إلى تحقيق السلم الاجتماعي، وسيادة مبدأ المواطنة، ورفع الظلم عن الأقليات العرقية والدينية، تأمينا للحقوق وصونا لوحدة البلدان العربية، وحمايتها من الاختراقات الخارجية، والسعي دون نجاح مشاريع التفتيت.

وحين اندلعت حركة الاحتجاجات العربية، حذرنا من طابعها العفوي، ومن انتقائية الموقف في النظر إلى هذه الحركات الاحتجاجيةكما أعربنا عن خشيتنا من أن تكون ثورات الشباب أحصنة طروادة لتحقيق المزيد من الانهيارات في جدار الأمن القومي العربي. وجاءت أحداث ليبيا وسوريا لتؤكد صحة مخاوفنا.

ولأن الأزمة في سوريا هي الأخطر، في موسم الحركات الاحتجاجية، بسبب الدور الذي اضطلعت به، في مشروع النهضة، منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر، وتتابع ذلك، في حلقات متصلة منذ ذلك التاريخ حتى عصرنا الراهن، وأيضا بسبب تنوعه الثقافي والديني، ولوحته الفسيفسائية، فإن موقفنا من الأحداث التي جرت فيها ظل أكثر حذرا ويقظة ووضوحا منه في الحالات الأخرى.

فنحن مع حق شعبنا في سوريا في الحرية والانعتاق، ومقارعة الاستبداد والفساد، ومع حقه في اختيار النظام السياسي الذي يليق به. لكننا أيضا، ضد حمل السلاح وممارسة العنف، وتدخلات الخارج في شؤونه. إننا مع وحدة هذا القطر، مع التسليم بحق شعبه في الاحتجاج والتظاهر السلمي، وممارسة نضاله من أجل حقوقه، شرط توقف شلال الدم، واعتماد الحوار سبيلا لتحقيق هذه الأهداف النبيلة.

لم يكن ذلك مجرد موقف سياسي أو أخلاقي، بل إنه نتيجة قناعتنا الراسخة، بأن ما يتولد عن العنف لن يكون سوى المزيد من الاستبداد، تمارسه السلطة في موقعها، وتمارسه المعارضة حين تصل إلى السلطة عبر المشروعية الثورية، وليس عبر الحوار وصناديق الاقتراع. يضاف إلى ذلك، أن الكيان الصهيوني المستفيد الوحيد من إضعاف الجيش السوري، وهو ما لا يتسق مع المشروع النضالي للتغيير، الذي يفترض فيه أن يكون عربي الانتماء والتوجه.

هكذا كان موقف التجديد العربي، متجانسا مع مشروع النهضة العربية، ومتفاعلا مع الحراك الشعبي، وحريصا على الأمن القومي العربي، ومناهضا لأي تدخل خارجي وبأي صيغة كانت في تقرير مصائر الأمة.

ولم يكن تبنينا لهذه المواقف أمرا سهلا، ومن غير تضحيات. فقد وجهت لنا السهام، والاتهامات بمناصرة أنظمة الاستبداد والديكتاتورية أحيانا، حين يتعلق الأمر برفض العدوان على الأقطار العربية، التي بلغت حد الاحتلال المباشر في حالتي العراق وليبيا. وفي أحيان آخر، التراخي تجاه القضايا القومية، والقبول بالمشاريع المشبوهة، حين نؤكد على الديمقراطية كخيار لا مفر منه للانتقال لدولة العدل والقانون. وحتى عندما دعونا لتحقيق الوحدة بين الفلسطينيين لم يتردد البعض عن القول بوقوف الموساد حول خلف هذه الدعوة.

وعند كل محطة جديدة، يحدث افتراق بيننا وبين خيرة من كتاب الموقع، وممن كان لهم دور أساس في انطلاقته في مراحله الأولى، اختاروا الرحيل إلى هذه الضفة أو تلك، وتماهوا مع هذا المشروع أو ذاك، من المشاريع التي ألحقت الأذى بالأمة وبأمنها، وبقينا نحن أمناء للبوصلة التي حددناها غداة انطلاق الموقع في عام 2002.

عهدا لجميع من واكبوا مسيرة هذا الموقع من كتاب وأصدقاء وقراء، أن نواصل مسيرتنا بذات الروحية والمصداقية، والعزيمة والإرادة التي بدأنا بها، سندنا في ذلك ثقتكم بنا ودعمكم للبوصلة التي اخترناها، آملين أن نشكل إضافة حقيقية في تطور مشروع النهضة العربية، وتحقيق أهداف الأمة في الحرية والوحدة والتنمية والكرامة والعدل الاجتماعي، وإلى الأمام...
التجديد 27/10/2012
شبكة البصرة
الاحد 12 ذو الحجة 1433 / 28 تشرين الاول 2012

يديعوت احرنوت" تكشف عن قيام 3 معارضيين ليببين زاروا تل ابيب سرا لطلب الدعم الاسرائيلي لاسقاط القذافي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يديعوت احرنوت" تكشف عن قيام 3 معارضيين ليببين زاروا تل ابيب سرا
لطلب الدعم الاسرائيلي لاسقاط القذافي
شبكة البصرة
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن زيارة ثلاثة معارضين ليبيين لإسرائيل سرا في عام 2011، في خضم الثورة الليبية ضد الزعيم الراحل معمر القذافي وطلبوا الحصول على مساعدات إنسانية ومالية للإطاحة بنظامه.

وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الإسرائيلية كانت ترفض طوال الفترة الماضية تأكيد نبأ الزيارة، إلا أنها اعترفت بها مؤخرا، بعدما كشف ناشط اجتماعي وسياسي إسرائيلي يدعى "يعقوب برنيس" عن تفاصيل الزيارة، عقب مشاركته في لقاءات جمعت معارضين ليبيين بمسؤولين إسرائيليين.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضين الليبيين اجتمعوا في مدينة "نتانيا" شمال تل ابيب في تكتم شديد مع زعماء للجالية اليهودية الليبية، ومع مسؤولين أمنيين وسياسيين في إسرائيل.

وتابعت الصحيفة أن المعارضين الثلاثة سافروا سرا إلى إيطاليا بجوازات سفر إيطالية ومنها إلى بريطانيا ومنها لإسرائيل.

وحول زيارته السرية لإسرائيل طلبا للمساعدة أوضح أحد المعارضين الليبيين للصحيفة إنها "أمر عادي"، مضيفا أن "كل الدول العربية تقيم علاقات مع إسرائيل، سواء في العلن مثل مصر والأردن، أو في الخفاء".
ارض كنعان 28/10/2012
شبكة البصرة
الاحد 12 ذو الحجة 1433 / 28 تشرين الاول 2012

د. ثامر براك الأنصاري : الوحدة في الخطاب القرآني...

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الوحدة في الخطاب القرآني...
شبكة البصرة
د. ثامر براك الأنصاري
بالتتبُّع واستقراء آيات القرآن الكريم التي وردت بشأن الوحدة نجد الإعجاز والرقي والكمال المطلق، فهي تصور الناس كالشخص الواحد، وتجعل النفوس الكثيرة نفسا واحدة، وتطالب المؤمنين بمخاطبة (الآخر) بيا (أنا)، وهذا ما لم يبلغه، أو يقترب منه، ولا يدانيه، ولا يبلغ معشاره خطاب بشري، ونحن إذا تأملنا الخطاب القرآني بشان الوحدة بدقَّة نلمس أنَّه تنوَّعت مجالاته، وهنا نقِف وقفات مع بعض هذه المجالات:
1- في العقيدة: اعتبر القرآن إقامة الْبَرِيء الحد على الْمُجْرِم (المرتد)، وهي القتل قتلا لنفسه: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 54]، فقد قامت أو همت كل جماعة من الناس (كأن يكونوا بني أب واحد) فيهم مرتد بقتله، وإذ فعل بعضهم ما أمر به موسى –عليه السلام- قُبلت توبتهم وتدراكتهم رحمة الله الواسعة.

2- في العبادات: في صلاته لا يردد المصلي يوميا عبارة: (إياك اعبد وإياك استعين، اهدني) باستعمال ضمير المفرد، وإنما يتلو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا} [الفاتحة: 5، 6]، مستعملا ضمير الجماعة، وإن هذه التلاوة والصلاة تُربِّيه وتعلمه الذوبان كفرد في المجموع.

3- في الجرائم والعقوبات: اعتبر القرآن قتل الإنسان لغيره قتلاً لنفسه، فقال: [وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ] [النساء: 29] (1).

4- في الأموال: اعتبر أخذه مال غيره بغير وجه حق اعتداء على مال نفسه فقال: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188] (2)، وفي تنبيه الأوصياء إلى أن أموال من في حوزتهم من اليتامى كأنها عين أموالهم، مبالغة في حملهم على وجوب حفظها وصيانتها من أي إتلاف أو إضرار بها، قال الله: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: 5]، فيكون المقصود من الآية الكريمة نهي الأولياء عن إيتاء السفهاء من اليتامى أموالهم التي جعلها الله مناط عيشهم، خشية إساءة التصرف فيها لخفة أحلامهم، وضعف عقولهم.

5- في البغي والعدوان: اعتبر تهجير إنسان غيره تهجيراً لنفسه، فقال: [وَإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ] [البقرة: 84، 85]، فقوله: (وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ) يعني لا يهجر أحدكم الآخر (3).

6- في القضايا الاجتماعية: اعتبر ظن الإنسان السوء بغيره ظناً بنفسه، فقال في قصة الإفك: [لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً] [النور: 12]، والمراد بأنفسهم هنا الرجال والنساء في مجتمعاتهم؛ إذ لا يظن المرء بنفسه السوء.

7- في آداب الحديث: اعتبر القرآن لمز الإنسان غيره لمزاً لنفسه، فقال: [وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ] [الحجرات: 11]، والإنسان لا يلمز نفسه، إنما يلمز غيره. واللمز: العيب والطعن.

8- في آداب التحية: اعتبر القرآن سلام الإنسان على غيره سلاماً على نفسه، فقال: [فَإذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً] [النور: 61]، أي "فليسلم بعضكم على بعض" (4).

فهذا الأسلوب القرآني يقرر معنى وحدة المجتمع، وتحوله إلى جسم واحد، وروح واحدة. وقد بين القرآن أن من قتل اعتباطا فردا من أفراد هذا المجتمع فكأنما قتل المجتمع الإنساني بأسره، ومن مد له يد العون فهو كمن مدها لهذا المجتمع بمجموعه، فقال: [مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً] [المائدة: 32]، وذكر البشر بأصلهم الواحد فقال: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ] [النساء: 1] فهم من أصل واحد، وهو تلك النفس الواحدة، ولا يزالون نفسا واحدة كذلك في الخطاب الرباني.

وهذه الدقائق القرآنية تؤثر في المؤمن بها، وتغرس فيه هذا الإحساس وهذا الشعور، بأن نفس الآخرين نفسه، ودمهم دمه، ومالهم ماله، ومدحهم مدحه، وذمهم ذمه، فلا فرق في المحافظة على النفس والمال والعرض وكل ما هو مادي ومعنوي بينه وبينهم.
هذا قرآننا، فليأتنا بحرف مثله من يحاربه بدعوى محاربة (الإرهاب)!! إنه الكتاب السماوي والأرضي الوحيد الذي ترد فيه هذه التعاليم والتوجيهات والإرشادات والمعاني السامية، فهو منبع الإنسانية والرحمة والسماحة والعدل والمحبة والخير والسلام، وكل قيمة عليا.
ـــــــــــ
(1) قال القرطبي في تفسيره (3/136) : "أجمع أهل التأويل على أن المراد بهذه الآية النهي أن يقتل بعض الناس بعضاً، ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه"، وعلق على ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/524) فقال: "وهو الأشبه بالصواب".
(2) قال المرحوم الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره، التفسير الوسيط (1/401) : "وفي قوله- تعالى-: أَمْوالَكُمْ- مع أن أكل المال يتناول مال الإنسان ومال غيره- في هذا القول إشعار بوحدة الأمة وتكافلها، وتنبيه إلى أن احترام مال غيرك وحفظه هو عين الاحترام والحفظ لما لك أنت... فما أحكم هذا التعبير، وما أجمل هذا التصوير!! ".
(3) وقوله (لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ)، مع قوله: (ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ) يرجع إلى المعنى السابق، وهو أن سفك الإنسان دم غيره سفك لدمه، وقتله قتل للنفس. قال الشيخ ابن عاشور في تفسيره، التحرير والتنوير (1/585) : "وليس المراد النهي عن أن يسفك الإنسان دم نفسه، أو يخرج نفسه من داره؛ لأن مثل هذا مما يزع المرء عنه وازعه الطبعي.. وإنما المراد أن لا يسفك أحد دم غيره ولا يخرج غيره من داره".
(4) قاله سعيد بن جبير والحسن البصري وقتادة والزهري، وغيرهم. ينظر: تفسير ابن كثير، 3/336.
شبكة البصرة
الاحد 12 ذو الحجة 1433 / 28 تشرين الاول 2012

الاحواز : جرائم ضد الانسانيه احتلال , تسلط, قهر كبت الحريات , قتل ومشانق تعلق صور وفلم

الاحواز : جرائم ضد الانسانيه احتلال , تسلط, قهر كبت الحريات , قتل ومشانق تعلق 
لقد ذاق الشعب العربي الاحوازي ابشع انواع الجرائم من قبل الصوفيون الحكاكمون في قم وطهران بعد ان سرقت الثوره الايرانيه من الوطنيين الاحرار . في ظل صمت رهيب من القوى والمنظمات التي تدعي انها تناضل من اجل حقوق الانسان خصوصا تلك التابعه للامم الامتحده او المنظمات التي تدعي بانها مستقله وانسانيه , .
هذا الصمت يرافقه صمت عربي خصوصا من رجال الدين والعلماء الداعون الى احقاق الحق . واظنهم بعيدين عنه طالما لا تدعمه المصالح الامريكيه كما حصل في البوسنه والهرسك واينما وجدت المصالح الامريكيه.
انظرو الى الصور التي لو حدثت مثل هكذا انتهاك لحقوق الانسان في دوله معاديه لامريكاء وحلفائها لوجدنا منظمات حقوق الانسان وعلماء الدين المتأسلمون قد ملأو الدنيا عويلا وصياحا , ولوجدنا القوى المحليه والدوليه تقدم الدعم الا متناهي للمنظمات والاحزاب المعارضه لهذا البلد الذي وجدت فيه هذه المناظر .... بينما في الحاله الاحوازيه فإن المنظمات الاحوازيه والاحزاب الاحوازيه تقع تحت التجاهل المتعمد بل انها قد تقع تحت طائلة المنظمات الارهابيه مثلها مثل منظمة مجاهدي خلق الايرانيه.
لك الله ثم الله ياشعب  عربيا غيورومناضل اصيل شعب الاحواز الأبي 









صلاح المختار : المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية 1

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية 1
شبكة البصرة
صلاح المختار
نحن نعزل الملوك لكن لا نغير السلوك
الكاتب المصري جلال عامر

في هذا المقال سأخرج قليلا عن مجالي التقليدي، رغم انني اكتبه من اجل (مجالي) لان المطلوب هو تسليط الاضواء، بكافة الوانها ودرجات اطياف الالوان، على مسرح العمليات الاكبر والحقيقي وليس فقط على معركة صاخبة ربما تكون وسيلة ابعاد نظرنا عن المعركة الاخطر، من اجل معرفة حقيقة المعارك الحالية والسابقة والمستقبلية والاهداف المخفية لها والوسائل التمويهية المستخدمة لاخفاء تلك الاهداف، فما لم نعرف حقيقة ما يخفيه العدو او الاعداء المشتركين، او يقولوه ولكن بصورة مموهة او مبتورة او ناقصة او ملغزة، فسوف نبقى نتخبط في دياجير ظلام مفروض ومتعمد ومن ثم سنخسر حتى المعارك التي نضمن الانتصار فيها.
ان ام معاركنا الحالية التي ابتدأت في حرب عام 1991، وكل معارك العالم الاساسية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي هي، في المقام الاول، معارك مخابرات بمعناها الاوسع، والذي تستخدم في اللغة الانكليزية كلمة ذكاء Intelligence لوصفها ليس بمعناها الفني الضيق اي العمل الامني Security، لان معركتنا تحدد مساراتها ونتائجها امكانية كل طرف على التفوق على الاخرين بالمعلومات اساسا، ومرة اخرى لابد من التوضيح : ليس المعلومات بمعناها الامني، اي تجميع معلومات عن افراد او امم بشكل عام لكشف اسرارها، بل المعلومات كمنظومة جبارة لاعادة تشكيل ادمغتنا فتتغير طرق تفكيرنا وخياراتنا عبر غسيل جماعي لادمغة الناس على مستوى الكرة الارضية، ويلعب ابتكار وسائل سرية او مموهة لتدمير الخصم نفسيا وثقافيا وتربويا دورا حاسما قبل الاقدام على تدميره عسكريا، وربما يكفي التدمير النفسي والفكري والتربوي لتحقيق النصر بلا استخدام القوة العسكرية مثلما حصل في اوربا الشرقية.
في اللحظة التي تزرع فيها الشك والاضطراب والتناقض وعدم اليقين بمعتقدات وقيم العدو، شعبا او فئة او فردا، تبدأ رحلة انتصارك وهزيمته، فحروب عصرنا هي حروب معتقدات يمثل كل منها مصالح معينة معروفة، وبما ان المعتقدات ثمرة تربية واعداد الاف السنين، وعلى الاقل مئات السنين، والفرد ما ان يلد حتى يبدا بتلقي دروس عملية تزرع مفاهيمه وقيمه ونوازعه الاجتماعية والفكرية وتحدد ميوله النفسية...الخ، لذلك فان الانتصار الساحق وبأقل الاثمان مشروط بمعرفة بنية وعي الطرف الاخر المنبثق من منظومة قيمية ومعتقدية وتحديد طرق التأثير عليه وفيه، وهنا تبرز قيمة ودور الذكاء.

أيهما اهم الايديولوجيا ام الهوية؟
لنبدأ من فكرة لابد من تسليط الاضواء عليها لانها تكاد ان تكون مهملة مع انها حيوية في فهم خصائص صراعنا الحالي، وهي ان الصراع الامريكي السوفيتي كان صراع قوتين متناقضتين ايديولوجيا، والتناقض الايديولوجي هذا هو تناقض ايديولوجيات دنيوية صرفة، فالراسمالية نظام اقتصادي اجتماعي مناقض لنظام اخر هو الاخر نظام اقتصادي اجتماعي، اي النظام الاشتراكي (الشيوعي)، ورغم ان النظام الثاني كان يضفي على نفسه صفات اخلاقية معروفة كانهاء الظلم والاستغلال، الا ان هذه الايديولوجية عمرها قصير جدا وبدا في نهاية القرن التاسع عشر، وهي لذلك عبارة عن موجة فكرية كان يمكن ان تكتسب بعض عناصر الديمومة والرسوخ لو ان النظم الشيوعية في اوربا الشرقية مثلتها حقا ولم تنحرف عنها.
ان ما يدوم ويترسخ في وجدان الناس وضمائرهم لعدة عقود يتحول بمرور الزمن الى منظومات قيم وتقاليد متوارثة، واكتمال هذا التراكم الكمي للقيم وتحوله الى نقلة نوعية في وعي الناس يحتاج لمئات بل لالاف السنين، وعندما تتحقق النقلة النوعية في بنية الوعي الاجتماعي يصبح طبيعة ثانية من المستحيل تغييرها بقرار سلطوي حتى لو استخدمت اشد شكال العنف الماديوالقيم والتقاليد (الشيوعية) في نظم اوربا الشرقية لم تمر عليها سوى سبعة عقود تقريبا وهي فترة كافية لخلق موجة توتر وعي جديد طاغية لكنها ليست كافية لبلورة تقاليد نفسية وقيمية متوارثة جيلا بعد جيل، بتعبير اخر انه كان وعيا طارئا وانيا ولم يكن وعيا متبلورا ومتجذرا، الامر الذي جعل الفساد يضرب احزاب وانظمة اوربا الشرقية ويبعدها عن العقيدة الماركسية – اللينينية، وكانت النتيجة تقوضها من الداخل بعد مناوشات وصراعات معروفة.
ولعل المثال الاكثر بؤسا هو حقيقة ان الطبيب حينما يبدأ بعلاج انسان ثم يتوقف في منتصف الطريق فان المرض يستفحل ويصبح قاتلا، وهذا ما رأيناه في مصير اغلب الاحزاب الشيوعية العربية المأساوي، فهذه الاحزاب التي كانت طليعة الصدام مع الاستعمار القديم والامبريالية الامريكية والاداة الاكثر صلابة وطاعة للمخابرات السوفيتية انتقلت بلا تردد وبدون مرحلة انتقالية طويلة يعاد فيها تشكيل الوعي الانساني الى خدمة المخابرات الامريكية مباشرة وصارت من دعاة العولمة واللبرلة والطائفية والقبلية...الخ لان الوعي الطائفي والديني والقبلي متكون ومتبلور واقدم من ثقافة ماركسية لقنوا اياها خلال بضعة اعوام، وطلقت (طلاقا بائنا) عقيدتها، واصبح قسما كبير جدا من المناضلين الشيوعيين العرب اداوت للاحتلال الامريكي، كما حصل للحزب الشيوعي العراقي الذي تميز اغلب مثقفوه بعد الاحتلال باصابتهم بجرثومة الامركة تماما كما اصابتهم فورة التمركس ورأينا اشدهم تطرفا عندما كان شيوعيا اشدهم تطرفا في دعم وتبرير غزوات امريكا التي كانت امبريالية واستعمارية واصبح انتماءه الطائفي والعرقي محركا لا يقاوم!
ان جذر هذه المأساة لايكمن في المصالح الانانية والنزعات الانتهازية، فتلك ليست سوى مظهر لازمة اعمق هي ازمة بنية وعيهم الاجتماعي، فبنية وعي هؤلاء الماركسي كان مجرد قشرة خارجية تخفي تحتها كافة اشكال القيم والعقائد والمؤثرات السابقة للوطنية والامة من طائفية وعرقية ومناطقية وقبلية...الخ.
اذن في الصراع الشيوعي الرأسمالي كانت امريكا تواجه انظمة شيوعية ليس لديها قيم وتقاليد راسخة وعقيدة راسخة ومتكونة بنيويا وهي حقيقة اثبتها واقع الحال، اما الان وبعد التخلص من العقبة السوفيتية وتحول الشوعية الصينية الى نظام طغى عليه مفهوم المصلحة القومية، فان امريكا تواجه عالما اخرا لا تستطيع السيطرة عليه وتحقيق حلمها الاعز والاقدم وهو امركة العالم لانها بمواجهة عالم متكون القيم والتقاليد وهو محصن ذاتيا ضد الغزوات الفكرية والنفسية حتى لو كان مكشوفا عسكريا واقتصاديا وامنيا، فالامركة مستحيلة الا اذا غيرت التكوينات النفسية والثقافية والقيمية في العالم خصوصا في اممه العريقة ذات الحضارات القديمة والراسخة القيم والتقاليد والعقائد الدينية، مثل الامم العربية والصينية والفارسية، وغيرها وعراقة تلك الامم المتمثلة بهويتها القومية مستقلة عن شعوبها لانها بنية وعي هذه الشعوب ولذلك فمعركة الامركة ليست مثل معركة دحر نظام طارئ زمنيا كالنظام الشيوعي بل هي اصعب بكثير واخطر اكثر.
ان تقاليد وقيم وثقافات العالم الاكثر تغلغلا ورسوخا في نفوس الناس قومية ودينية، فالتربية الدينية مقدسة ولا تمس ومن يمسها يحكم على نفسه بالعزلة والادانة، والتربية القومية مقدسة ايضا وهي تضع قيم الوطنية مقابل الخيانة وتميز بقوة وحزم بين قدسية الوطنية وعار الخيانة، والشعوب توارثت تلك التربية الدينية والقومية مئات والاف السنين، ولهذا فان امريكا تواجه عقبات اخطر بكثير من التحدي الشيوعي السابق فهي تواجه الانسان بجمعيته الواعية واللاواعية ممثلة بالامة والقومية والدين، ولا تواجه فقط نظما يمكن اسقاطها ولكن اسقاطها لا يزيل عقبة المكونات العقائدية والنفسية الراسخة بعكس نظم اوربا الشرقية التي ما ان انهار النظام الشيوعي حتى ارتدت الى عصر الانحلال وتفكك الهوية والسبب انها شعوب بلا حضارات قديمة توفر لها الهوية المتجذرة.
ومما يزيد ازمة امريكا الكونية منذ انهار الاتحاد السوفيتي هي انها تواجه مشكلة اساسية تحبط مسعاها لامركة العالم وهي انها ليست امة بل امة في طور النشوء والتكون وعمرها اقل من 300 عام، لذلك فانها بلا هوية تمنحها عقيدة او عقائد راسخة وتوفر لها مكونات نفسية وثقافية مشتركة، ومكوناتها البشرية مازالت تحتفظ باصولها القومية والدينية والثقافية والفكرية والقيمية رغم التناقضات الهائلة بين تلك المكونات، واصل تماسك امريكا الرئيس وربما الوحيد هو سلسلة رشوات الرخاء والفرص في شركة كبرى تجتذب من ليس لديه فرص عمل فينخرط فيها ويندمج بدوامة وعيها التجاري الصرف. لذلك فان ابناء تلك (الدولة) ما ان يواجهوا مصاعب الموت وعذابات معاناة الفقر وزوال الرخاء والاستهلاك حتى ينقلبوا على (امتهم) ويبدأوا بالهجرة منها بنفس الحماس الذي اجبرهم على الهجرة اليها.
امريكا هي بالضبط الشركة العملاقة الغنية والمتقدمة الوسائل على غيرها، لكنها المفككة داخليا والمجمعة او للدقة الملصوقة بغراء مصلحي فقط، لذلك فانها وهي تواجه امما وشعوبا متماسكة ومتكونة نفسيا وقيميا وثقافيا واجتماعيا منذ مئات والاف السنين ويصعب اخضاعها بالقوة تقف امام تحد لم يسبق لها مواجهة مثله، وتجربة العراق شاهد على ذلك اذ رغم تدمير العراق ونسف مقومات الحياة الانسانية فيه فان الانسان العراقي الاصيل مازال انسانا عراقيا ويقاوم من اجل قيمه وعقائده وهويته، وحاله لو اصاب امريكا 1% منه لتفككت خلال اقل من عام، اذن امريكا هذه تواجه مأزقا خطيرا جدا وهو انها تقاتل شعوبا متكونة ومحصنة بهوية وليس بمصالح شركة تجارية، لهذا عليها العثور على حل فعال لمأزقها.
ماذا على امريكا ان تفعل من اجل الانتصار على الانسان المعتق والمعجون بمكونات العقائد البنيوية؟ عليها لاجل الانتصار في معركة القيم والعقائد الدينية والقومية ان تحطم تلك القيم والعقائد اولا وقبل كل شيء لانها القلعة الحصينة لتلك الشعوب، لذلك يجب ان تستخدم اسلحة من نوع اخر مختلف تماما عن اسلحة حروبها مع الشيوعية، وان تتوقع فترات زمنية طويلة نسبيا لتحقيق بعض الاهداف، واول ما يجب ان تستهدفه امريكا هو منظومة القيم والعقائد الراسخة لانها تشكل حصون الانسان الاكثر قوة ومقاومة للغزو الفكري والنفسي، فاذا حطمت الحصون النفسية والعقائدية والقيمية للشعوب المستهدفة فان غزوها يصبح ممكنا.
ماهي الاسلحة الجديدة التي يجب ان تنجح في تحييد الدين وقيمه وقدسيته؟ وما هي الاسلحة التي تستطيع القضاء على، او اضعاف فكرة ان الخيانة الوطنية عار وشنار وجعلها مجرد وجهة نظر في عصر الانفلات القيمي؟ الجواب السهل هو تغيير قناعات الناس الدينية والقومية. ولئن كان الجواب سهلا فان امكانية تطبيقه تبدو صعبة ان لم تكن مستحيلة، وهنا تبدا رحلة استخدام الطرق الخلفية للوصول الى الهدف الستراتيجي الامريكي – الصهيوني – الايراني المشترك. وهنا يطرح سؤال منطقي وهو : ما هي الطرق الخلفية التي تستخدمها امريكا لتحقيق النجاح في اضعاف القيم الدينية والقومية بصفتها اهم العقبات التي تمنع هيمنتها على العالم؟
يتبع..........
28/10/2012
شبكة البصرة
الاحد 12 ذو الحجة 1433 / 28 تشرين الاول 2012