هل ترسم خارطة الشرق الأوسط من جديد؟ - 1
غار عشتارترجمة عشتار العراقيه
بقلم ستيفن والت
تنبيه من غار عشتار: المقالة جديرة بالقراءة ولو قد لا نتفق في بعض ماجاء فيها . الكاتب استاد في العلاقات الدولية في جامعة هارفارد ويعرف نفسه بأنه - واقعي في عالم الايديولوجيا - نشرت المقالة في صحيفة فورين بوليسي
الى أين يتجه الشرق الأوسط؟ لا اعرف ولا احد يعرف.
وهذا ينطبق على اوباما ورومني ايضا. . صار الرئيس في حالة رد فعل منذ ان نكث ناتنياهو وعده بخصوص المستوطنات ومنذ ان انصدم بالربيع العربي، وسياسته تجاه ايران في وضعية (الطيار الآلي) حتى تنتهي الانتخابات. اما بالنسبة لرومني فإن خطابه الخاص بالسياسة الخارجية في اوائل هذا الاسبوع يوضح انه يعرف كثيرا من الكلمات التي تعني (يحل) ولكن ليس لديه اي شيء جديد او مختلف لمشاكلنا الراهنة بسبب سياساتنا غير المرسومة جيدا.
ولكني اتساءل مؤخرا اذا كنا على حافة شيء اكبر من البزوغ التدريجي لمزيد من حكومات الشراكة في الكثير من العالم العربي. للتحديد: هل من الممكن ان الاتجاهات الجارية قد تنتهي الى تغيير الترتيبات الجغرافية التي رسمت منذ الحرب العالمية الاولى؟ وليس مجرد ظهور بضعة انظمة جديدة؟ باختصار: هل يحتمل ان نشهد ظهور دول جديدة بحدود مختلفة؟ واذا كان الامر كذلك، بأي ثمن وماهي النتائج طويلة المدى؟
لقد خلق مؤتمر السلام في باريس عام 1919 الكثير من دول الشرق الاوسط الحالية، مقتطعا اياها من اراضي الامبراطورية العثمانية السابقة. وقد قدمت بريطانيا وفرنسا حزمة وعود متناقضة خلال الحرب العالمية الاولى لبعض الزعماء العرب ولكل واحد منهم وللحركة الصهيونية - وهذه الاتفاقيات ساعدت على صنع فوضى الاشياء بعد الحرب. ومثلهما مثل اي امبرياليين طيبين سعت بريطانيا وفرنسا الى الحفاظ على نفوذهما بحكم هذه الدول الجديدة من خلال (انتداب) خولته عصبة الأمم. نظريا كان على القوى الامبريالية تجهيز دول جديدة مثل العراق وسوريا وشرق الاردن لحكم ذاتي مستقل، ولكن عمليا كانت هذه الترتيبات وسيلة للابقاء على الهيمنة الامبريالية. ولكن اتضح ان الانتداب لم يحظ بشعبية مع بعض السكان المحليين وبالتالي اجبرت بريطانيا وفرنسا على منح تلك الدول استقلالا كاملا بعد الحرب العالمية الثانية . ومع ذلك فإن الدول الجديدة كانت كلها مكونات مصطنعة تحتوي على جماعات متنوعة ومختلفة اثنيا وطائفيا وهكذا ابتليت تلك الدول بمشاكل داخلية منذ ذلك الحين.
ورغم تاريخ طويل من الحروب والانقلابات والثورات وتحديات اقليمية اخرى ، فقد صمدت الترتيبات الجغرافية التي ارسيت عام 1919 مع بعض التغييرات. انهت بريطانيا انتدابها لفلسطين في 1946 وهي خطوة ادت في النهاية الى اقامة اسرائيل. ثم عمدت اسرائيل الى الاستيلاء على الضفة الغربية من الاردن وعلى مرتفعات الجولان من سوريا خلال حرب الايام الستة في 1967. وقد ادت نظرية القومية العربية ايضا الى عدة محاولات مجهضة لتوحيد الدول العربية كما كانت هناك عدة تعديلات صغيرة في الخليج (الفارسي) العربي . عموما على اية حال مازالت الدول بحدودها قائمة كما رسمت بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى.
هل من المحتمل ان هذا الاستقرار الجغرافي الطويل يقترب من نهايته؟
من جانب، الحدود حول العالم تبدو صامدة منذ 1950 وجزء من السبب هو ان الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ساعدا على دعم الترتيبات القائمة ، وجزء اخر هو ان العقلاء من الناس يدركون ان اعادة ترتيب الحدود سيكون بمثابة فتح صندوق باندورا.
كما ظهرت نزعة قوية الى حد ما ضد الاستيلاء على الاراضي بالقوة .والوضع على الارض قد يجبر جماعات اثنية او طائفية مختلفة للعيش معا رغما عن ارادتها (كما في العراق وسوريا ولبنان) وربما يحرم الاخرين من تطلعاتهم الوطنية (مثل الفلسطينيين والاكراد) ولكن الوضع القائم يستمر لأن الناس اما يعتقدون انه من المستحيل تغييرماهو واقع واما يخافون من مجهول قد يكون افظع من الحاضر.
لهذا اعتقد ان اعادة نظر واسعة النطاق في تعديل الحدود امر غير محتمل ولكني لا اعتقد انه يمكن استبعاده نهائيا ايضا. .
الجزء الثاني هنا
الى أين يتجه الشرق الأوسط؟ لا اعرف ولا احد يعرف.
وهذا ينطبق على اوباما ورومني ايضا. . صار الرئيس في حالة رد فعل منذ ان نكث ناتنياهو وعده بخصوص المستوطنات ومنذ ان انصدم بالربيع العربي، وسياسته تجاه ايران في وضعية (الطيار الآلي) حتى تنتهي الانتخابات. اما بالنسبة لرومني فإن خطابه الخاص بالسياسة الخارجية في اوائل هذا الاسبوع يوضح انه يعرف كثيرا من الكلمات التي تعني (يحل) ولكن ليس لديه اي شيء جديد او مختلف لمشاكلنا الراهنة بسبب سياساتنا غير المرسومة جيدا.
ولكني اتساءل مؤخرا اذا كنا على حافة شيء اكبر من البزوغ التدريجي لمزيد من حكومات الشراكة في الكثير من العالم العربي. للتحديد: هل من الممكن ان الاتجاهات الجارية قد تنتهي الى تغيير الترتيبات الجغرافية التي رسمت منذ الحرب العالمية الاولى؟ وليس مجرد ظهور بضعة انظمة جديدة؟ باختصار: هل يحتمل ان نشهد ظهور دول جديدة بحدود مختلفة؟ واذا كان الامر كذلك، بأي ثمن وماهي النتائج طويلة المدى؟
لقد خلق مؤتمر السلام في باريس عام 1919 الكثير من دول الشرق الاوسط الحالية، مقتطعا اياها من اراضي الامبراطورية العثمانية السابقة. وقد قدمت بريطانيا وفرنسا حزمة وعود متناقضة خلال الحرب العالمية الاولى لبعض الزعماء العرب ولكل واحد منهم وللحركة الصهيونية - وهذه الاتفاقيات ساعدت على صنع فوضى الاشياء بعد الحرب. ومثلهما مثل اي امبرياليين طيبين سعت بريطانيا وفرنسا الى الحفاظ على نفوذهما بحكم هذه الدول الجديدة من خلال (انتداب) خولته عصبة الأمم. نظريا كان على القوى الامبريالية تجهيز دول جديدة مثل العراق وسوريا وشرق الاردن لحكم ذاتي مستقل، ولكن عمليا كانت هذه الترتيبات وسيلة للابقاء على الهيمنة الامبريالية. ولكن اتضح ان الانتداب لم يحظ بشعبية مع بعض السكان المحليين وبالتالي اجبرت بريطانيا وفرنسا على منح تلك الدول استقلالا كاملا بعد الحرب العالمية الثانية . ومع ذلك فإن الدول الجديدة كانت كلها مكونات مصطنعة تحتوي على جماعات متنوعة ومختلفة اثنيا وطائفيا وهكذا ابتليت تلك الدول بمشاكل داخلية منذ ذلك الحين.
ورغم تاريخ طويل من الحروب والانقلابات والثورات وتحديات اقليمية اخرى ، فقد صمدت الترتيبات الجغرافية التي ارسيت عام 1919 مع بعض التغييرات. انهت بريطانيا انتدابها لفلسطين في 1946 وهي خطوة ادت في النهاية الى اقامة اسرائيل. ثم عمدت اسرائيل الى الاستيلاء على الضفة الغربية من الاردن وعلى مرتفعات الجولان من سوريا خلال حرب الايام الستة في 1967. وقد ادت نظرية القومية العربية ايضا الى عدة محاولات مجهضة لتوحيد الدول العربية كما كانت هناك عدة تعديلات صغيرة في الخليج (الفارسي) العربي . عموما على اية حال مازالت الدول بحدودها قائمة كما رسمت بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى.
هل من المحتمل ان هذا الاستقرار الجغرافي الطويل يقترب من نهايته؟
من جانب، الحدود حول العالم تبدو صامدة منذ 1950 وجزء من السبب هو ان الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ساعدا على دعم الترتيبات القائمة ، وجزء اخر هو ان العقلاء من الناس يدركون ان اعادة ترتيب الحدود سيكون بمثابة فتح صندوق باندورا.
كما ظهرت نزعة قوية الى حد ما ضد الاستيلاء على الاراضي بالقوة .والوضع على الارض قد يجبر جماعات اثنية او طائفية مختلفة للعيش معا رغما عن ارادتها (كما في العراق وسوريا ولبنان) وربما يحرم الاخرين من تطلعاتهم الوطنية (مثل الفلسطينيين والاكراد) ولكن الوضع القائم يستمر لأن الناس اما يعتقدون انه من المستحيل تغييرماهو واقع واما يخافون من مجهول قد يكون افظع من الحاضر.
لهذا اعتقد ان اعادة نظر واسعة النطاق في تعديل الحدود امر غير محتمل ولكني لا اعتقد انه يمكن استبعاده نهائيا ايضا. .
الجزء الثاني هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق