يا أيها الذين آمنوا أصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون صدق الله العظيم
أيها الرفاق الأعزاء أعضاء القيادة القومية والقيادات التي تليها وأعضاء الكادر المتقدم والكادر الذي يليه ورفاق البعث ومناضليه في وطننا العربي الكبير تحية النضال والكفاح والجهاد ورفقة الدرب الطويل المعمد بأوسع العطاءات والفداء تحياتي الخاصة وتقديري العالي لرفاق الجيل الأول المتواصل في مسيرة العز والكرامة، لمناضلي البعث في وطننا العربي الكبير، وخاصة في عراق العروبة ورسالتها الخالدة الذين رصفوا اللبنات الأولى لهذا الصرح العظيم المجيد الشامخ المتألق، الذي تحطمت على جبهته أعتى قوى البغي والعدوان والطغيان في العالم، ولم يزل شامخاً زاهياً يزداد متانة وصلابة ورسوخاً وتألقاً، معبراً وبوعي عال، وبكل قوة وجدارة وحنكة وحكمة، عن إرادة الأمة التي أنجبته وأرضعته من لبان المكارم والمحامد، حتى إذا استوى وبلغ أشده عبر بكل صدق وإخلاص عن إرادتها الحرة العزوم، وعبر عن نزوعها المشروع إلى درس المجد والعزة والكرامة، وحتى عبر بحق عن أخيريتها بين الأمم في قدرتها على الأداء البطولي والعطاء والإبداع والانبعاث والتجدد، وحتى عبر بكل صدق وإخلاص عن أوسطيتها بين الأمم في الهدي والقيادة والريادة، ولتكون شهيدة على الأمم بما قدموا وأخروا، وبما غيروا وبدلوا. أيها الرفاق المناضلين المجاهدين، لهذا كله ولد البعث في السابع من نيسان. ثم ولهذا كله قد انتدبته الأمة قبل خمسة وستين عاماً ليفجر ثورتها الكبرى، وليقود مسيرتها الكفاحية الجهادية لتحقيق أهدافها في الانبعاث والتجدد. أيها الرفاق المناضلين المرابطين المجاهدين، رجالاً ونساء، هذا هو بعثنا اليوم، وخاصة في عراق العروبة والإسلام، عراق العروبة ورسالتها الخالدة، عراق التاريخ والحضارات. لقد كان بعثنا المجيد ولا يزال وسيبقى إلى الأبد يمثل روح الشعب العظيم ويمثل روح الأمة المجيدة فهو النموذج والمثل، وهو القيادة والريادة لمسيرة الجهاد المقدس. فهو اليوم في العراق كما أرادته الأمة يفجر ثورتها الكبرى ويؤججها، ويقود مسيرتها الكفاحية، ويحمل رسالتها الخالدة عقيدة ومبادئاً وأهدافاً وقيماً ومثلاً كريمة وشريفة. هذا هو بعثنا اليوم كما ولدته الأمة قبل خمسة وستين عاماً، لم يزل نقياً طاهراً زكياً ثائراً مجاهداً ومعطاء. وأعلموا أيها الرفاق المناضلين في حزبنا وفي تيارنا القومي التقدمي التحرري العريق في أمتنا. ولتعلم جماهير أمتنا الثائرة في وطننا الكبير وطنيين قوميين وإسلاميين، إن أي شيء قد حصل في مسيرة البعث فيما مضى، أو قد يحصل لاحقاً، من رجاله أو قياداته أو مؤسساته أو منظماته خارج هذا الوصف، أو يتقاطع معه، وخارج هذه المهام أو يتقاطع معها، فهو مردود على من أحدثه، وهو ليس من البعث، والبعث يراد منه ومن جاء به إن كان متعمداً وقاصداً. ومن هنا نقول لمناضلي البعث الشجعان ولفرسانه الصامدين في ميادين المنازلة التاريخية الكبرى في قطر العراق الأشم، فلا مكان في حزب الرسالة للطيرة ولا مكان في حزب الرسالة للتشاؤم. ولا مكان في حزب الرسالة لليأس والقنوط. ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للعنصرية والطائفية والقبلية والإقليمية والعائلية. ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للمحسوبية والمنسوبية والمسؤولية. ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للتردد والتراجع والتقهقر، وإنما هو ثورة كبرى شاملة وعميقة يحرق لهيبها كل الصفات الذميمة الرديئة المتخلفة السيئة في نفوس وضمائر أبناء البعث ورجاله، لكي ينير بالصفات الحميدة الشريفة في ضمائر أبنائه ويثورها وينورها ويفجرها عطاءً وإبداعاً، فتزدهر وتسفر عطاء سخياً لا ينضب. فالبعث علم وحزم وإقدام وعطاء. فرج وتجدد واستبسال وفداء، وهمة وفروسية وبطولة وصدق وإخلاص وأمانة. والبعث إيثار ومحبة وتسامح. والبعث إيمان عميق بالنصر حد إيمان عين اليقين، وتفاؤل بالخير واستبشار بالنصر على الدوام حتى يأتي الله بنصره، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. هذا هو بعث العروبة ورسالتها الخالدة، قد جاء منذ يومه الأول ثورة شاملة وعميقة لتحقيق التغيير الجذري والشامل في حياة الأمة وواقعها المر المتخلف المريض.
أيها الأخوة والرفاق المجاهدين وطنيين وقوميين وإسلاميين يا جماهير أمتنا الناهضة الثائرة أيها المناضلون العرب في وطننا الكبير أيها الأحرار في العالم تسع سنوات مضت على غزو العراق واحتلاله. تسع سنوات طوال مضت من القتل والتهجير والتشريد. تسع سنوات مضت من التدمير والتخريب لنهضة العراق الوطنية القومية التقدمية الحضارية، وقاعدة ارتكازه المادية لمجموعة مرتكزاته ومنطلقاته المبدأية والقيمية والروحية. إنهم أرادوا اجتثاثاً شاملاً لعراق العروبة ورسالتها الخالدة أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارة. لقد اشترك معهم في هذه الجريمة الكبرى للأسف كما ترون النظام العربي الخائف الجبان الفاسد المتآمر على الأمة وشعبها ومستقبلها، وهو لا يزال موغلاً في جريمته، يقدم للمحتل وعملائه كل وسائل الدعم والمساندة لكي يمضي في مشروعه الدامي المريض في صراع يخوضه شعب العراق العظيم ومقاومته الباسلة نيابة عن الأمة والإنسانية. يقدم فيها هذا الشعب المجيد أنهاراً غزيرة من الدماء الطاهرة الزكية. تسع سنوات اكتملت على الغزو والاحتلال وهذا النظام الخائن العميل الفاسد يعطي ظهره لمقاومة شعب العراق الباسلة المنتصرة، بل الكثير من أنظمته الفاسدة الموغلة في الخيانة والفساد، تلاحق المقاومة داخل العراق وخارجه، وتقدم الدعم والمساندة للغزاة وعملائهم وأذنابهم حتى اليوم. وقد ناهز شهداء المعركة المليون ونصف المليون منذ زمن بعيد حتى اقترب اليوم من المليوني شهيد. دمرت الزراعة والصناعة وقاعدة الخدمات العملاقة، وعطلت الحياة في كل ميادينها. فجروا الطائفية البغيضة وأججوها بهدف القضاء نهائياً على وحدة العراق العريقة، وقطع صلته بأمته وخلعها من الجذور، ونسف هويته العربية وتاريخه المجيد، وتفتيت أرضه وتمزيق شعبه حتى يصبح لقمة سائغة للفرس الصفويين، أعداء الله وأعداء العروبة ورسالتها الخالدة، بعد أن أوكل الأمر كله إليهم، وأصبح الصراع معهم وجهاً لوجه. خسئوا وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. قد نسوا تاريخ العراق أو قد تناسوه، وتعاموا عن قدراته الخلاقة المبدعة في الحزم والعزم والرد السريع، وسيجرعهم السم الزعاف بإذن الله القوي العزيز، كما جرعهم بالأمس القريب في القادسية الثانية قادسية العروبة ورسالتها الخالدة الخاتمة، ثم سقاهم سماً زعافاً.
يا رجال البعث يا أبطال المقاومة المسلحة يا فرسان المقاومة في عراق العروبة أيها المناضلون العرب يا جماهير أمتنا الثائرة المجاهدة هذه هي الحقيقة الكبرى في العراق اليوم، نضعها تحت أنظاركم وبين أيديكم، وهي ليست قضية العراق فحسب بل هي قضية الأمة وشعبها على امتداد وطنه الكبير، لقد أصبح العدو الفارسي الصفوي اليوم يقف اليوم على أغلب أبواب أقطار الأمة الداخلية متحفزاً لا يحجزه عن اجتياحها إلا شعب العراق العظيم ومقاومته الوطنية الباسلة بكل أشكالها وبكل انتماءاتها بعد أن حطمت هذه المقاومة المجيدة قوى الغزو والعدوان وركعتها وطردتها شر طردة. ولكن أقول مفترضاً لئن انتصر المشروع الفارسي الصفوي في العراق لا سمح الله فلا أحد في الكون سيقف أمام المد الصفوي ومشروعهم البغيض، لا أمريكا ولا سواها. وسيجتاح الأمة من أقصى مشرقها إلى أقصى مغربها. وأنتم ترون بأعينكم يا جماهير الأمة ويا حكامها المتواطئين، وتسمعون يومياً ناقوس الخطر يدق على أرض العراق بوابة الأمة الشرقية الصامدة على امتداد تاريخها الطويل. بالأمس يعلن على أسماعكم حزب الدعوة الصفوي الحاكم في العراق أن العراق قد أصبح عاصمة للتشيع في الأمة، وعلى الحكام العرب أن يسوقوا لهذه الحقيقة طوعاً أو كرهاً، ثم يفسروا هذا الإعلان المقيت لأحد رموز الائتلاف الصفوي الحاكم فيقول: سيبقى الحكم في العراق بيد الصفويين إلى يوم القيامة، لأن لهم في الشعب الأغلبية كما يزعم. ليقول ستأتي الانتخابات بأغلبية صفوية في البرلمان، وسيأتي البرلمان بحكومة صفوية. خسئ هذا العلج الصفوي، لا يوجد لدى شعب العراق العريق صفوية ولا يوجد في شعب العراق طائفية. إنه شعب العراق. هو شعب الرسالات والحضارات والتاريخ الطويل المجيد. الطائفية البغيضة بكل أشكالها وألوانها تعشعش في رؤوسكم العفنة في رؤوس العملاء والأذناب والجواسيس والخونة، شيعة وسنة على حد سواء. وإن ما يتسرب منها إلى شعب البطولات والمكرمات ستحرقه مسيرة الجهاد والكفاح. سيحرقه لهيب الرسالة الخالدة. خسئتم أيها العملاء والأذناب سيسحق هذا الشعب العظيم طائفتيكم وأثنيتكم وصفويتكم وعمالتكم تحت أقدام مسيرته الجهادية الظافرة المنتصرة وسيبقى العراق العظيم طليعة رائدة ومبدعة في ميرة الأمة والإنسانية.
أيها الرفاق المناضلين يا جماهير شعبنا الأبي إن ما أحدثه الغزاة وعملاؤهم في عراق العروبة، وما أحدثته القطرية العربية العميلة الخائنة الفاسدة الرعناء المتآمرة على الأمة ووحدتها وحريتها وتحررها واستقلالها ونهوضها، وما أحدثته الأنظمة الديكتاتورية الدموية الفاسدة الفاجرة في أقطار أمتنا، وما حرفت وما زورت وشوشت على عقيدة البعث، عقيدة الأمة وفكرها ومبادئها وقيمها ومثلها وتاريخها وتراثها، حتى صار بعض أبنائها اليوم من عملاء وأذناب وخونة يحتفل بيوم ولادة أبو لؤلؤة المجوسي لأنه ارتكب جريمة قتل عملاق العروبة والإسلام فاروق الأمة رضي الله عنه وأرضاه، ويقيمون لهذا الفاجر المجوسي ضريحاً يزورونه، ويتبركون به. وصار من أبنائها من العملاء والخونة والمأجورين من يلعن الأمة ويلعن عصر الرسالة برمته ويلعن رموزه وأبطاله وأفذاذه الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه، أولئك الذين ملأوا الدنيا عدلاً وسلاماً وأمناً وتحرراً وحرية.
أيها الرفاق يا جماهير الأمة الثائرة المنتصرة ويا حكامها الضالعين في التآمر عليها هذا هو المشروع الصفوي في العراق اليوم، وهذا هو منهجه وهذه هي أهدافه تجرد الأمة من كل عوامل وحدتها ونهوضها وسحق إرادتها ومسخ قيمها ومثلها وتشويه عقيدتها ومبادئها بنسف تاريخها وحضارتها وقتل أي نزوع وتطلع لاستعادة دورها التاريخي الرائد المبدع بين الأمم.
أيها المناضلين والمجاهدين يا جماهير الأمة الثائرة المنتصرة يا أحرار العروبة هذا حال أمتنا اليوم ممثلة بنظامها الرسمي المتقاطع المبعثر المتخاذل المتهاوي بل المتآمر، قد سلم واستسلم لكل من هب ودب، يريد النيل من الأمة. بالأمس القريب قد رأيتموهم كيف تداعوا هرولة من أقصى مغرب الأمة إلى أقصى مشرقها بلا حياء وبلا عزة وكرامة إلى قمة التآمر على شعب العراق وثورته ومقاومته المجيدة بمجرد إشارة من ممثل الإمبريالية الأميركية المتصهينة في بلادهم. جاءوا ليجلسوا على أشلاء الضحايا وملايين الأرامل وملايين الأيتام وملايين المشردين والمهجرين ومئات الآلاف من المعتقلين والمغيبين في سجون العملاء الأذلاء، لكي يعطوا صك الغفران لأمريكا وإيران وعملائهم وأذنابهم. تباً لكم من جبناء رعاديد حاشا القلة القليلة منهم الذين لم يهملوا الواجب القومي الديني اتجاه شعب العراق.
أيها الأخوة شعب العراق أيها الأخوة والرفاق إننا إذ نضع هذه الحقائق أمام جماهير الأمة اليوم وطلائعها الثورية الثائرة المقاتلة كي تعي هذه الجماهير بالخطر الداهم الذي يهدد الأمة بالفناء والدمار، ولكي تتداعى جماهير الأمة من خلال قواها الوطنية والقومية والإسلامية إلى وحدة الصف ووحدة الموقف ووحدة الكلمة ووحدة المسيرة الجهادية الكفاحية ووحدة القتال وأن تتناخوا جميعاً إلى تحشيد كل طاقات الأمة وإمكاناتها الهائلة وزجها في معركة المصير الواحد، نعم سوف لن يستثنى نظام واحد من أنظمة الأمة مهما دجل وطبل ونافق، ومهما أوغل في الخيانة والعمالة سيغرق حتماً في طوفان الصفوية الفارسية.
أيها الرفاق المناضلين في وطننا العربي الكبير إن حالة الأمة المزري والمتدهور اليوم والمخيف، ان لم يتصد له البعث الرسالي وخاصة في عراق العروبة والإسلام، عراق العروبة ورسالتها الخالدة، وذلك بالانفتاح الأخوي الأبوي الرفاقي الحميم على كل قوى الأمة الخيرة المجاهدة والمناضلة من المحيط إلى الخليج، وخاصة على أرض الجهاد المقدس في العراق لقيام وحدة الكفاح المسلح الواسعة والمعبرة عن أهداف الأمة في تحقيق وحدتها وتحريرها وتحررها، وإعادة دورها الرائد في البناء والتطور والتحرر، ولا يظنن أحد في الأمة حزباً كان أو تياراً أو تجمعاً أو زعيماً أو مدعياً قادراً لوحده للنهوض بهذه المهمة الجليلة. فإن ظن ذلك فهو واهم. وإن لم يكن واهماً فهو مستدرج. وإنما تحتاج للنهوض بهذه المسؤولية التاريخية، حتى الرضيع من أبناء الأمة. تحتاج كل من في رأسه نخوة وحمية، تحتاج إلى كل ذي راي وحكمة وموقف. فأدعو بهذه المناسبة العزيزة الكبيرة الجليلة كل القوى التقدمية التحررية المناضلة في أمتنا وكل القوى الإسلامية الوطنية المقاومة للغزو والاحتلال، والمناضلة من أجل التحرير والانعتاق إلى الاستجابة فوراً إلى هذه الضرورة المبدأية الاستراتيجية الملحة لإنقاذ الأمة، فإن ضمير الأمة اليوم أيها الأخوة والرفاق يستصرخ كل أصحاب الضمائر الحية من أبنائها وهم الملايين الذين روضهم النظام العربي الفاسد وغيبهم عن ميادين الجهاد دفاعاً عن الأمة ومبادئها وأهدافها زمناً طويلاً، حتى انفجر وانفجرت هذه الجماهير اليوم بوجهه الأسود الكالح. فهيا يا جماهير الأمة ويا طلائعها الثورية لقد كان لكم في رسول الله ورسول الأمة وحبيبها وقائدها ومثلها الأعلى صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. وستبقى هذه الأمة المكرمة فتنهل من معين هذه الأسوة التي لا تغيب إلى يوم القيامة واليوم وعلى الأرض، وليست قبل اليوم. لكم في جماهير الأمة في العراق ومقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الباسلة، ثم في جماهير الأمة الثائرة في عدد من أقطارها أسوة حسنة، في إيمانهم وفي وعيهم وفي أدائهم وعطائهم وصبرهم وفي توكلهم على الله حتى حققوا على أرض العراق معجزة العصر الحديث في نصرهم التاريخي على الحلف الإمبريالي الصهيوني الصفوي الذي قل مثيله في تاريخ الأمة.
أيها المجاهدين يا جماهير شعبنا الأبي في عراق العروبة ورسالتها الخالدة أيها الرفاق مناضلي البعث إن إصلاح ما أفسده الغزاة في بلدنا ومجتمعنا، وما أفسده المفسدون من عملائهم وأذنابهم وجواسيسهم، لا يعالج إلا بتصعيد الثورة وبتأجيج أوارها وتوسيع ميادينها، وحشد كل طاقات الأمة لمساندتها، وبمواصلة الجهاد في كل ميادين الحياة وخاصة في ميادين الحياة الداخلية لحزبنا، لإعادة بنائه على أسس ومنطلقات عقيدته ومبادئه وتثويره وتصعيد أدائه وعطائه، ولإعادة بناء النموذج الطلائعي الأمثل فيه، وفي رجاله وفرسانه النموذج الذي تتجسد فيه، وفي حياته وأدائه وعطائه ومسيرته الذاتية، عقيدة الأمة القومية التقدمية التحررية المتجددة، عقيدة الحزب ومبادئه وأهدافه ومنهجه الكفاحي الثوري وقيمه ومثله ومنظمة أخلاقه الشريفة، فيكون هو القائد والرائد والقدوة المثل والراية العالية بين الرايات من موقعه ومستوى مسؤوليته في الحزب ومن موقعه ومستوى مسؤوليته في البيت والمجتمع بل يكون هو الحزب كله والشعب كله والأمة كلها وحتى يحمل كل صفات الخير في الأمة يقوم مقامها في الأداء العطاء وحتى تتجدد وتثور وتثور الحياة في حزب الرسالة حزب الطليعة حزب الرجال الرساليين وحتى يعود كما ولدته الأمة في السابع من نيسان عام 1947 ثائراً متمرداً على كل قوى التخلف والظلام والبغي والعدوان والطغيان.
أيها الرفاق المناضلين في وطننا العربي الكبير هذا هو مفتاح التصحيح والتجديد والتغيير الثوري الأمثل الأوحد ولا بديل له على الإطلاق وهو مفتاح النصر الشامل والعميق لثورة الأمة الكبرى، فإن لم تستطع تحقيق هذا الهدف الأسمى، هذا التحول الكبير والبناء الجديد والمتجدد لحزبنا وعقيدته وفكره ومنهجه الكفاحي، مستندين بالدرجة الأولى على تجربتنا النضالية والكفاحية الطويلة بعد دراستها بعمق وشمول، وتقييمها، والوقوف بقوة وشجاعة عند أخطائها وهفواتها لكي تتعظ وتعتبر من دروسها البليغة العميقة. فإن لم تستطع تحقيق هذا التحول الكبير فسوف لن تغير ولن تجدد في مسيرة شعبنا وأمتنا، وسوف لن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام اتجاه أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. بل ستبقى تراوح مكانها، وقد تتراجع كما حصل في بعض فواصل مسيرتنا النضالية السابقة. وقد تنحدر مع المنحدرين لا سمح الله كما حصل ويحصل اليوم للكثير من الأحزاب السياسية التي سبقت البعث بالظهور، والتي عاصرته وزاحمته في ميادين النضال والكفاح سنين طويلة. أنظروا إلى مصير الحزب الشيوعي العراقي صاحب الباع الطويل في نضال شعبنا وأمتنا على امتداد أكثر من سبعين عاماً كيف تهاوى وانحدر وتدحرج إلى أسفل السافلين من الخيانة والعمالة. لقد خان نفسه وتاريخه وتراثه ثم خان الشعب والوطن. ثم أنظروا إلى حركة الإخوان المسلمين في العراق أولاً وفي بعض أقطار الأمة كيف تهاوت وتدحرجت وذهبت بعيدا ًعن أصالة المنشأ وعن تراثها وتاريخها المجيد وعن عقيدتها ورسالتها الكريمة، أملنا كبير أن تتراجع هذه الحركة ذات التاريخ الطويل في النضال والكفاح وتصحح انحرافها وتوقف انحدارها وتتوب إلى الله وتطهر تاريخها الذي لوثته، لأن فيها رجال أخيار وأماجد، مؤمنين حقاً. وهم الذين كانوا يعلمون الناس على امتداد تاريخ مسيرتهم أن من تاب كمن لا ذنب له. وهم الذين كانوا يعلمون الناس أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. أما الحزب الشيوعي العراقي، ففي رفاقنا وأعزاءنا الشيوعيين العراقيين الذين نحبهم ونحترمهم ونجلهم، المناضلين الثوريين في الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، خير كثير وخلف صالح للتصحيح والتجديد. ثقتنا بهم عالية وقوية. إنهم قادرون على العودة إلى ميادين النضال والكفاح بما يتناسب وتاريخ حزبهم. أحيي كل الخيرين في أحزاب الأمة وقواها الوطنية والقومية والإسلامية وأدعوهم إلى التثوير والتصعيد والى خوض المعركة. وأدعوهم للتواصل والتوافق والتوحد وبأي صيغة يجتمعون عليها لرفد ثورة الأمة التحررية المجيدة.
أيها الرفاق الأعزاء في القيادة القومية وفي القيادات التي تليها: إن المسؤولية التاريخية تفرض علينا أن نبادر فوراً كل من موقعه ومسؤوليته، مسؤولين ومؤسسات إلى وضع الخطط والبرامج الدقيقة والشاملة والعميقة وعلى هدي عقيدة الأمة، واستراتيجية البعث الشاملة والعميقة بعيدة المدى لإعادة بناء الحزب الثوري الطليعي الشعبي التقدمي الاشتراكي حقاً، وحتى يبني في هذا الحزب الرسالي الخالد وفي رجاله المثل الأعلى والنموذج الأمثل والقدوة الحسنة. يبني القائد الرائد الواعد المبدع في مسؤوليته وفي أدائه وعطائه، وحتى نعود بحزبنا إلى دوره الثوري الشعبي الطليعي المبدع الراشد في تفجير ثورة الأمة وقيادتها. وأعلموا أيها الرفاق الأعزاء أن سر انتصارات الأمة التاريخية الكبيرة على امتداد تاريخها الطويل كان يرتكز على إعداد النخبة الطليعية أولاً، وإعداد القدوة والمثل والراية العالية بين الرايات الذي يمشي على الأرض ويراه الآخرون، ويستمعون إليه ويسمعون منه، ويؤثرون فيه ويتأثرون به، فيرون فيه البعثي أبهى صورة وأسمى معانيه. يرون فيه البعث عقيدة ومبادئ وأهدافاً وقيماً ومثلاً وأخلاقاً ومنهجاً كفاحياً جهادياً للتحرير والتحرر والبناء. ويرون فيه كل معاني البطولة والبسالة والفداء والإقدام والصدق والإخلاص والتفاني والإيثار. هكذا كان حزبنا أيها الرفاق وهكذا يجب أن يكون اليوم وغداً وبعد غد، فهو وريث تاريخ الأمة وحضارتها، وهو وريث حزب الرسالة الأولى في تفجيره لثورة الأمة وقيادتها. هكذا يجب أن نعود بقوة إلى حزبنا الثوري الشعبي الاشتراكي التقدمي التاريخي الرسالي، وليس إلى الحزب السياسي التقليدي الذي يتصارع مع الآخرين على السلطة، على سلطة أو جاه أو مال كما يظنه البعض. علينا في أول خطوة نخطوها أن نقف عند تجربتنا قبل الاحتلال، وعلى طول مسيرة ثورة تموز المجيدة، وقفة شجاعة جريئة وواعية ومسؤولة أمام الله وأمام التاريخ وأمام الأجيال القادمة، لدراستها بعمق وشمول. نرى ما لنا فيها فنأخذة بقوة إنه حقنا المقدس. إنه تاريخنا وتراثنا وإنجازاتنا التاريخية. نتخذ منه نبراساً نقتدي به في مسيرة النضال والكفاح والتجديد والإبداع. ولكي نرى ما علينا عنها وفيها فنتصدى له بقوة تصدي الرجال الأبطال الفرسان التاريخيين الرساليين، ونضعه تحت أقدام المسيرة لكي لا يتكرر أبداً، ولكي لا يتسرب منه شيئاً إلى مسيرة التجديد والتثوير والبناء، لا في حياة الحزب الداخلية ولا في ميادين جهادنا وكفاحنا ضد أعداء الأمة، لا في جيلنا ولا في الأجيال اللاحقة.
أيها الرفاق الأعزاء لقد أعدت قيادة قطر العراق الكثير من الدراسات الاستراتيجية عن التجربة والمسيرة عموماً، ومطلوب المزيد من الدراسات والمساهمات عن قيادات الحزب ومكاتبه ومنظماته ومناضليه، لإغناء استراتيجيته الشاملة والعميقة بعيدة المدى. هذه هي حقيقة حزبنا أيها الرفاق وهكذا كان حزبنا التاريخي الرسالي منذ اليوم الأول لولادته وانطلاقته ولا يزال وسيبقى إلى الأبد يمثل روح الأمة وجوهرها وهدفها الأصيل، ويمثل سر عطائها وأدائها وإبداعها وقدراتها الخلاقة، إنه الثورة الشاملة العميقة على التردي والانحدار والضياع والتفتت والتمزق الذي تعيشه الأمة، إنه الثورة على الغزاة والبغاة الطامعين في الأمة وخيراتها، إنه الثورة الكبرى على كل ما أحدثه الاحتلال وعملاؤه وأذنابه، وفي كل ميادين الحياة. إنه الثورة الكبرى على الذات أولاً وقبل كل شيء حتى تقوم إعوجاجها، نطهرها مما لحق بها من الأوبار والأدران، مما أصابها من ضعف ووهن ويأس وقنوط، وحتى نرفعها إلى مستوى المسؤولية التاريخية ونفجر طاقاتها وإبداعاتها، ونحطم كل السدود والحواجز والموانع التي تعيق انطلاقها في ميادين النضال والكفاح والبذل والعطاء، يداً بيد مع كل القوى الخيرة في الأمة. البناء القومي التقدمي التحرري، فتكون كما كنا دائماً أول المضحين الباذلين وآخر المستفيدين، ويكون حزبنا كما كان قائداً لمسيرة الأمة في البذل والعطاء والتضحية، وليس بالاستحواذ والهيمنة. مطلوب منا اليوم أيها الرفاق وبعد التجربة الواسعة والخبرة العميقة أن نصل من قاطعنا من هذه القوى، ونعفو عمن ظلمنا ولمن أساء إلينا، وخاصة إلى إخوتنا في التيار الإسلامي الوطني المعتدل المجاهد. كل ذلك من أجل استنفار طاقات الأمة وتعبئتها في معركة المصير الواحد لشعب العراق العظيم أولاً، ثم لشعب فلسطين المجاهد البطل، ثم لشعب الأمة المجيد حيثما تدعونا معارك التحرير والاستقلال والبناء على أرضها الطاهرة.
يا جماهير أمتنا في الوطن الكبير إن ما يجري اليوم في العراق بعد الانتصار التاريخي لمقاومته الوطنية الباسلة على قوى الغزو المسلحة هو محاولة خطيرة للغاية تستهدف تدمير العراق وتفتيته وتقديمه لقمة سائغة إلى إيران الصفوية لتتخذ منه قاعدة للانطلاق إلى الأمة لكي تفعل في أقطارها وشعبها وارضها وخبراتها كما فعلت في العراق. وإننا في هذه المناسبة التاريخية الكبيرة، مولد البعث التاريخي الرسالي، ومناسبة غزو ثورته المجيدة واحتلال بلد التجربة الثورية التقدمية التحررية للأمة مولد هذا الحزب الذي جيشت عليه الإمبريالية الأمريكية في إطار الحلف الثلاثي الشيطاني القذر مع الصهيونية العالمية والصفوية الفارسية، وكل قوى الشر وقوى البغي والعدوان في الأرض، لتوقف ثورته الوطنية القومية الإنسانية التقدمية الحضارية التحررية التي أرعبت الإمبريالية وأقضت مضاجع إسرائيل مخلب الصهيونية في أمتنا وعلى أرضنا، وركعت الفرس الصفويين في أعظم منازلة تاريخية للأمة. في هذه المناسبة أقول لكل العاملين في العملية السياسية المخابراتية وفي حكومة الاحتلال العميلة أن العملية السياسية قد جيرت بالكامل اليوم لإيران وهي تمثل أخطر مشروع للفرس على امتداد خبرتهم المشؤومة مع الأمة لهدف ابتلاع العراق ثم تدمير الأمة، والسيناريو معروف ومكشوف ومعلن يعرفه جميع العاملين والمتواجدين في العملية السياسية، ويعرفه العرب الحكام والمحكومين ويعرفه العالم كله. فلا تخدعوا أنفسكم أيها العراقيون، أقول لمن في رأسه وقلبه وضميره ذرة من وطنية ونخوة وحمية، وأقول لجميع العراقيين إن مشروع ما يسمى بالثورة الإسلامية وتصدير الثورة قادم على كل بيت من بيوت العراقيين، يستهدف أمرين لا ثالث لهما: أما الفرسنة والخمئنة، أو قتل الرجال وانتهاك الحرمات واستباحة الدماء. فإن لم تتوحدوا وتنظموا صفوفكم فليستعد كل بيت للدفاع عن عقيدته وحرماته ومقدساته عن نسائه وبناته وأخواته. ومن أراد أن يتجنب هذه المصيبة والمحنة والامتحان العتيد القادم لا محال فليلتحق مع ركب المقاومة ومع أي فصيل من فصائلها، وكل فصائلها خيرة ومجاهدة. أو ليلتحق مع المعارضة وجماهيرها. ولتلتحم الفصائل الجهادية والمعارضة الوطنية على قاسم مشترك غاية في الأهمية والحيوية والأولوية وهو تحطيم المشروع الفارسي في العراق قبل أن يستفحل فيتطلب آنذاك مزيداً من الدماء والدمار. وإنما اليوم يا أبناء شعبنا الأبي نضع هذه الحقيقة أمام الحكام العرب أولاً لأنهم لا زالوا إلى اليوم شركاء في الجريمة إلا ما رحم ربي، لتضعهم أمام الشعب العظيم الغاضب الثائر في أمتنا وجهاً لوجه، ولتضعهم أمام التاريخ الذي لا يرحم وجهاً لوجه، ولتقيم عليهم الحجة أمام الذي لا تخفى عليه خافية، يعلم ما توسوس به أنفسهم، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد، وهو سريع الحساب وشديد العقاب. فنقول للحكام العرب إننا اليوم في العراق مقاومة ومعارضة وشعباً وعراقياً عربياً أبياً، إن معركتنا اليوم وطنية قومية إنسانية مع إيران الصفوية مباشرة، فلا وجود للغزاة فاعل ومؤثر على الأرض، ولا وجود لهم حتى خارج العراق في كل الأمور التي تخص العراق، وإنما سلموا بلدنا إلى الفرس الصفويين، ووفق مساومات ومحاصصات واتفاقات مشبوهة ومريبة ومدانة على حساب العراق وشعبه وأمته. فلا تقبل من أحدكم أيها الحكام ملء الأرض أعذارا بعد انتصار المقاومة على الغزاة وبعد هروبهم من العراق، وستتحملون كل المسؤولية أمام جماهير الأمة الثائرة في أقطاركم، ثم أمام شعب العراق ومقاومته الوطنية والقومية والإسلامية، ثم أمام الله القوي العزيز. أما نحن شعب العراق المجيد صاحب التاريخ الطويل الموغل في القدم صاحب الحضارات الإنسانية الخالدة والرسالات السماوية والأرضية معاً، صاحب المبادئ الإنسانية والقيم والمثل، صاحب الحمية والنخوة والهمة الإيمانية العالية، سيمضي بعون الله القوي العزيز في جهاده خلف مقاومته الباسلة يمدها بكل مقومات المطاولة والتصعيد حتى النصر الشامل والتحرير الكامل، وحتى يعود العراق كما كان طليعة في مسيرة الأمة نحو أهدافها الكبرى، وحتى يعود شعب العراق بقيادة طلائعه الثورية التي ساهمت في تحريره إلى بناء تجربة الأمة الوطنية القومية الإنسانية الهادية الراشدة على أرضه الطاهرة، وسينتصر هذا الشعب العظيم حتماً بعون الله وبشهادة ودلالة كل الحقائق والقوانين السماوية والأرضية التي عرفها الإنسان، ولتنظر من ضعف قوته وهبطت همته ونفذ صبره وقلت حيلته إلى القرآن الكريم ويقرأ جيداً مستجد تلك الحقائق والقوانين واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فإن القوي العزيز جل جلاله قد تعهد لعبادة المؤمنين والمجاهدين بالنصر المؤزر فقال وقوله الحق "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" وقال جل شأنه إن ينصركم الله فلا غالب لكم" وليذهب إلى تاريخ العراق وتاريخ الأمة وتاريخ الشعوب عامة فسيجد تلك الحقائق والقوانين التي تصرخ وتصدع بشهادتها لشعب العراق العظيم ومقاومته الباسلة بالنصر الشامل والعميق والمحتم، ويومئذ لا ينفع نفساً إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل وكسبت إيمانا خيراً. ويومئذ لا ينفع الظالمين معذرتهم ولا هم يستعتبون ويومئذ سوف يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وفي الجانب الآخر المشرق سيفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون. تحية وتقدير واعتزاز لرجال المقاومة صناع التاريخ الجديد المجيد تحية خالصة لأرواح شهدائها وفي طليعتهم شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين تحية وتقدير لأسراها ومعتقليها وهم الألوف وهم مئات الألوف في سجون الغزاة وعملائهم وحلفائهم تحية لشعب العراق الثائر الرافض للاحتلال وعملائه وأذنابه تحية تقدير واعتزاز إلى كل من مد يداً نظيفة شريفة صادقة ومخلصة إلى المقاومة داخل الوطن وخارجه تحية خالصة لرفاق القيادة في سجون حكومة الاحتلال طارق عزيز ورفاقه تحية خالصة ملؤها المحبة والوفاء للقائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق ورفاقه الأوائل تحية ملؤها المحبة والوفاء للقائد الجسور صدام حسين رمز الشجاعة رحمة الله عليهم جميعاً وفي ختام هذه الرسالة أو هذا الخطاب أو هذه الكلمة أو هذا الحديث أوجه رسالة قصيرة وموجزة إلى علماء الأمة علماء الدين والشريعة الذين أجلهم وأوقرهم. بل وأكن لهم كل المحبة والتقدير ليس اليوم فقط بل منذ نشأتي الأولى في الحياة قبل السياسة والنضال والجهاد والى يومنا هذا والرسالة القصيرة من بعدهم موجهة إلى شعب الأمة العربية أمة الرسالة الخالدة الخاتمة من المحيط إلى الخليج، ثم إلى شعوب الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ليحكم شعب الأمة العربية المجيد والشعوب الإسلامية على دور هؤلاء العلماء المعيب في معركة الأمة مع أعدائها في العراق، وأذكرهم بقوله سبحانه وتعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء فأين خشيتكم الله في مواقفكم من معركة شعب العراق. وأذكرهم كم قرأوا ودرسوا عن صفات المنافقين وسماتهم ومصيرهم الأظلم في الدنيا والآخرة وكم قرأوا ودرسوا عن صفات وسمات الصادقين والصديقين والمخلصين والشجعان الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم. وكم عرفوا عن مراتبهم ومنازلهم ودرجاتهم ولكي يعرفوا حجم الخطيئة التي ارتكبوها بحق العراق وشعبه العربي المسلم في الدنيا والآخرة.وأكتفي بهذين المثلين لأنهم علماء ومثقفين ويفهمون ما أقول. ما لكم أيها العلماء قد قيمتم الدنيا ولم تقعدوها على خمسة آلاف أو عشرة آلاف عزيزة على قلوبنا من أبناء ليبيا الحبيبة ونحن محزونون عليهم، ولا يتلفظ أحد منكم بكلمة مواساة واحدة لشعب العراق العظيم الذي سفك الاحتلال الإمبريالي الصهيوني الصفوي دم ما يقرب المليونين من أبنائه البررة، أليس شعب العراق شعباً مسلماً، أليس شعب العراق شعباً عربياً وفياً لأمته وركناً أساسياً من أركانها. أيها العلماء، في معركة غزة العزيزة البطلة، المعركة الأخيرة أقمتم الدنيا ولم تقعدوها من العويل والصراخ والمناصرة، قد فرحنا وسعدنا بمواقفكم هذه. وقد مر عام على شعب العراق من الأعوام التسعة العجاف يسفك فيه دم ألف عراقي أو يزيد يومياً أمام أعينكم وكان المشهد معلناً ومرئياً صورة وصوتاً على كل فضائيات الكون ومن كل أطيافه شيبة وشباناً رجالاً ونسائاً وأطفالاً، وتستباح بغداد العزيزة وديالى وذي قار وواسط وبابل ونينوى والبصرة وكل مدن العراق، ولا يحرك أحد منكم ساكناً. أين كنتم وممن كنتم تخافون وتخشون وأين ذهب علمكم وأين هي خشيتكم الله أيها العلماء؟ وأين هي الضرورة الدينية التي تتحججون بها دائماً عندما يضيق عليكم ويحاصركم محور النفاق ودائرته،؟ حاشى الخيرين منكم وهم قلة قليلة قد حفظهم الله وأدوا جزءاً مما عليهم للعراق وشعبه، غداً سيسألكم رب السماوات والأرض ويحاسبكم وهو سريع الحساب وشديد العقاب. ماذا ستقولون وبأي الأعذار ستعتذرون؟ واليوم في سوريا الحبيبة نحن وإياكم مع الشعب السوري الشقيق ومع حقوقه المشروعة ومع انتفاضة السلمية الباسلة. ما لكم قيمتم الدنيا على النظام السوري ولم تقعدوها حتى وصلتم إلى تجييش الجيوش على سوريا وغزوها ومحو شعبها من الأرض كما حصل في العراق وليبيا من قبل. لولا أن أمريكا والناتو رفضوا هذا التوجه وكانوا أرحم بالشعب السوري منكم كنتيجة لموقفهم وليس كحق ثقة، لأن أمريكا والناتو في حقيقة نواياهم يرغبون بستحق الشعب السوري وتدمير حياته وتفتيت أرضه ولأنهم خسئوا غير قادرين اليوم بعد أن سحقوا في العراق وأفغانستان، فأين كنتم بالأمس واليوم أيها العلماء عن شعب العراق الذي يذبح من الوريد إلى الوريد والموضوع تحت السحق والمحق والاجتثاث على امتداد تسع سنوات مرت عجاف، قدم فيها مليوني شهيد إلا قليلاً. وهل تدركون وتعون حجم المؤامرة على دينكم وبلدكم وشعبكم في العراق وفي أقطاركم؟ إن أول المستهدفين في العراق اليوم هو دينكم الإسلامي الحنيف وعروبتكم المجيدة. وأؤكد مرة أخرى لجماهير الأمة وقواها الثائرة ضد الظلم والطغيان والجور والتعسف والفساد إننا في البعث والمقاومة مع جماهير الأمة ومع انتفاضاتها وثوراتها وفي طليعة جماهيرها الثائرة ضد الحكام الطغاة البغاة الفاسدين لكن مع تحذيرنا الشديد من أن تتخذ هذه الانتفاضات والثورات وسيلة وغطاء لمزيد من السيطرة الاستعمارية على أمتنا والى مزيد من نهب ثرواتنا واستباحة أرضها وانتهاك حرماتها ولمزيد من التقسيم والتفتيت كما حصل في العراق وليبيا فليحذر الثوار أشد الحذر من المؤامرة التي تجتاح الأمة اليوم. وبهذه المناسبة، الذكرى الخامسة والستين لمولد البعث أهنئ شعب اليمن وأحييه على وعيه العالي وإدراكه لحجم المؤامرة على بلدهم ورجوعه إلى العقل والحكمة وهو المعروف بالحكمة ووقوفه بحزم عند المصالحة والوفاق وحقن الدماء وقطع الطريق على كل القوى المتربصة بالأمة وسيادتها وحرماتها ومقدساتها. أهنئ كل الأطراف المؤتلفة وكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الكبير وأحيي أخي القائد العربي الكبير الشهم صاحب النخوة والغيرة والحمية خادم الحرمين الشريفيين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ما بذله من جهد كريم مبارك لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي الكبير الذي أنقذ به اليمن من دمار وتفتيت كان محتملاً جعلها الله في ميزان حسناته. تحية خاصة إلى علماء الأمة الذين حفظهم الله من الفتنة، فلم يخوضوها وأدوا ما عليهم من واجب ديني وشرعي اتجاه المقاومة الشعبية المسلحة في العراق، كما يجب وخاصة بعض علماء المملكة العربية السعودية واليمن والسودان وسوريا والأردن إلى جانب علماء العراق المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين قدموا قوافل من الشهداء. دمتم للنضال والجهاد يا رفاق العقيدة والسلاح في مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية وفي قواتنا المسلحة الباسلة والى ملتقى استكمال النصر الشامل والعميق في بغداد المنصورة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
ملاحظة: نعتذر عن استبدال بعض الكلمات بما يتناسب مع معناها، وذلك لتعذر الوضوح بالصوت |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق