بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
وثيقة للتاريخ : حينما يعدم جواسيس الموساد في شوارع بغداد
|
شبكة البصرة
|
عزالدين بن حسين القوطالي - تونس |
منذ تأسيسه في السابع من أفريل (نيسان) سنة 1947 وحزب البعث العربي الإشتراكي يجاهد من أجل محاربة الصهيونية وإمتداداتها في الوطن العربي كلّه وكانت أغلب معارك البعث تستهدف بالأساس أوكار الخيانة والذلّ والمهانة ومعاقل التجسّس الصهيوني في الوطن العربي بإعتبارها مراكز إنذار مبكّر للإمبريالية العالمية..
ولقد كان النشاط الصهيوني مستفحلا في العراق قبل ثورة 17/30 تموز 1968 ولم يتجرّأ أحد من السياسيين أو الحكّام على وضع حدّ له الى أن إستلم حزب البعث العربي الإشتراكي الحكم فشرع مباشرة في جمع المعطيات والأدلّة والبراهين وأوكل مهمّة التحقيقات في نشاط الصهيونية بالعراق الى محكمة الثورة التي أصدرت أحكاما بإعدام كلّ من ثبت تورّطه في عمليات التجسس لصالح كيان الغصب الصهيوني...
وفي صبيحة يوم الإثنين 27 جانفي سنة 1969 تمّ تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحقّ المتورّطين في ساحة التحرير ببغداد وسط حضور جماهيري مكثّف..
ومنذ ذلك التاريخ والصهيونية العالمية تخطّط بدون إنقطاع للإنتقام من البعثيين في العراق بإعتبارهم العدوّ رقم واحد للمشروع الصهيوني الأمبريالي في الوطن العربي...
نقدّم للقارئ الكريم بعضا من تفاصيل القضية كما وردت حينها بأحد الجرائد اليومية العراقية راجين أن تستعيد أمتنا العربية وعيها بخطورة الصهيونية كحركة عنصرية إستيطانية حاقدة ومن ثمّة التكثيف من المجهود الإعلامي الرامي الى فضح المطبّعين مع العدوّ الصهيوني والتصدّي لهم في كلّ مواقع وساحات النضال العربي.
تفاصيل القضية كما وردت حينها بأحد الجرائد اليومية العراقية
الجماهير تتحدث عن صدى أعدام الجواسيس والخونة.. كانت جماهير الشعب أمس غاضبةً هادرة وهي تزحف لتُشاهد جُثث الخيانة والعمالة مُعلقة على أعواد المشانق...وفي تلك اللحظات عرفت من أين أبدأ وهي تُزغرد وحولها بعض النسوة تتعالى بين الحين والأخر.. وما أعدام الجواسيس الأ بُشرى من تِلك البشائر.. زغاريد النسوة في ساحة التحرير.. خطوة التحرير الأولى من الصهيونية والأمبريالية.
تعود تفاصيل الخبر الى مراسيم أعدام 13 جاسوساً عراقياً شنقاً في ساحة التحرير بقلب العاصمة بغداد يوم الأثنين السابع والعشرين من كانون الثاني يناير سنة 1969, وكانَ من بين الجواسيس الذين أعدموا تسعة يهود عراقيين أدينوا بالتجسس لصالح الموساد الأسرائيلي والأعداد لتنفيذ التفجيرات داخل العراق, وفقاً لصحيفة بغداد أوبزرفر أنذاك.
زعيم شبكة التجسس هو عزرا ناجي زلخا - 51 عاماً - التاجر اليهودي الشهير في البصرة, بينما حضرَ الرئيس الراحل صدام حسين - 32 عاماً أنذاك - الذي كانَ يشغل منصب نائب الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر الى مراسيم الأعدام, وقد توعدَ النائب صدام أمام هتافات الجماهير بأنه سيُنهي شبكات التجسس داخل العراق, ولاسيما بعد سقوط مجموعة أخرى من الجواسيس - 35 جاسوساً بينهم 13 يهودياً- في قبضة جُهاز المخابرات "جهاز الأمن الخاص", بحسب بغداد أوبزرفر.
الصحيفة أجرت لقاء مع قاضي المحكمة الثورية علي هادي الذي قالَ بأن المحكمة توصلت الى هذا القرار بصرف النظر عن ديانة المُتهمين لكونها قد برأت ساحة سبعة من اليهود الأخرين, وحينما نُفذ الأعدام الثاني في العشرين من شباط فبراير من ذات السنة كانَ المتهمون الثمانية من المسلمين, وأذاعَ الراديو العراقي بأن الشعب عبرَ عن أدانته للجواسيس, وحتى أيار مايو ألقي القبض على المئات من الجواسيس بينهم مُحافظ بغداد مدحت الحاج سري الذي أتهمَ بأدارة شبكة تجسس لحساب المُخابرات المركزية الأمريكية, وكذلك ألقاء القبض على عدد من الوزراء السابقين بينهم أسماعيل خير الله وفؤاد الركابي ورشيد مصلح وصديق شنشل وشكري صالح زكي, وفي مؤتمر لحزب البعث قالَ الرئيس البكر بأنه سيقطع رؤوس الخونة, بحسب بغداد أوبزرفر.
وفي تحقيق أمام التلفاز مع الدكتور الجاسوس يوسف الميمار المُدير العام السابق لوزارة الأصلاح الزراعي, أنهار الميمار وأبلغَ عن أسماء وزراء سابقين رفيعي المستوى شاركوا في عملية هروب الطيار العراقي مُنير روفا بطائرته الميج 21 القاذفة المُقاتلة الى أسرائيل سنة 1966, بحسب بغداد أوبزرفر.
وقالَ الميمار بأن تجنيده لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جرى عن طريق رجل أعمال عراقي كانَ يعمل في بيروت سنة 1964, وطلبَ رجل الأعمال من الميمار بأن يقيم عملاً تجارياً في ليبيا, بحسب بغداد أوبزرفر.
كما جرى أعدام أربعة جواسيس أخرين بعد ذلك, وهم طالب عبد الله الصالح وعلي عبد الصالح وعبد الجليل مهاوي وعبد الرزاق دهب بتهمة التجسس لصالح المخابرات الأمريكية, وفي الخامس عشر من أيار مايو أعدمَ عشرة جواسيس أخرين بعد أن ظهرَ أحدهم في التلفاز وهو عبد الهادي بشاري, وأعترفَ بأن المجموعة عملت لصالح المُخابرات الأمريكية والموساد الأسرائيلي, ومن بين الخلية رقيب في الجيش وملازم من سلاح الطيران, بحسب بغداد أوبزرفر.
وفي حزيران يونيو من نفس السنة, أعترفَ زكي عبد الوهاب أمام التلفاز بأنه تجسس لصالح المخابرات البريطانية, وأتهمَ في صحافة بغداد بأنه عميل لبريطانيا وأمريكا, وفي الشهر التالي أي تموز يوليو خضعَ ثمانية أشخاص بارزين للمُحاكمة بتهمة التجسس, وكانت هذه الأحكام والأتهامات مُقدمة لتفكيك الوجود الأستخباراتي الأسرائيلي والأمريكي داخل العراق خلال حُقبة السبعينيات.
وجذور أعتقال خلايا التجسس الأسرائيلية في العراق تعود الى وقت مُبكر من سنة 1950, فقد تمكنت الشرطة العراقية من القاء القبض على ستة من اليهود العراقيين الذين عملوا داخل العراق تحت أطار "حركة الرواد البابليين اليهودية" منذ تأسيسها سنة 1942 حتى عملهم تحت أطار الموساد الأسرائيلي سنة 1949, أذ تمكنت هذه المجموعة من تفجير العبوات والقنابل الموقوته ضد أقرانهم من المدنيين اليهود والعراقيين في البتاوين وشارع الرشيد والعلاوي ومنطقة التوراة, أدت هذه العمليات الى مصرع وجرح العشرات من المدنيين أنذاك, وقد ذكرَ اليهودي العراقي نعيم جلعادي - أحد أعضاء الهاغاناه السابقين والمُقيم حالياً في أمريكا بعد أن أسقطَ الجنسية الأسرائيلية - في كتابه فضائح بن غوريون باللغة الأنجليزية بأن جميع العمليات التي أستهدفت اليهود في العراق جرت من قِبل مُنظمة الهاغاناه بهدف دفع اليهود للهجرة الى فلسطين.
ـــــــــ
المصدر : صحيفة الجمهورية العراقية العدد 352 الثلاثاء الثامن والعشرين من كانون الثاني يناير سنة 1969
|
شبكة البصرة
|
الجمعة 6 جماد الثاني 1433 / 27 نيسان 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
السبت، 28 أبريل 2012
وثيقة للتاريخ : حينما يعدم جواسيس الموساد في شوارع بغداد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق