قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 20 أبريل 2012

رسالة مفتوحة من المجاهد عزة ابراهيم إلى الأمين العام للهيئة العراق

المناضل عزة الدوري يكشف عن إعداد دراسات لتقييم مسيرة البعث ونقدها وتصحيح اتجاهاتها

رسالة مفتوحة من الأمين العام للبعث المجاهد عزة ابراهيم إلى الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية


رسالة مفتوحة المجاهد ابراهيم الأمين


قال الرفيق عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير إن احتلال العراق جاء "لإيقاف تجربته الوطنية القومية الحرة المستقلة الرائدة في بناء العراق شعبا وجيشا وتنمية حضارية عميقة وشاملة في كل ميادين الحياة، بناءً وطنيا وقوميا وإنسانيا إيمانيا، وأن المستهدف هو عراق البعث الحضاري الرسالي وليس العراق المجرد من حاله ومقاله". 
وأضاف في رسالة مفتوحة وجهها للسيد رضا الرضا الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية "إن المستهدف من الاحتلال هو البعث أولا وجيشه الأبي الذي تربى في أحضان البعث ونهل من فكره وعقيدته ومنهجه التربوي الوطني القومي الإنساني وعاش تجربته التنموية الحضارية ومشروعه النهضوي الحضاري. ولذا فأن أول قرار أصدره المحتل هو قرار حل الحزب وشرع دستورا لاجتثاثه وقد قدم البعث لهذه الملحمة الجهادية 120 ألف شهيد منهم الآلاف من الكادر المتقدم والكادر الذي يليه مدنيين وعسكريين يتقدمهم قائد البعث والمسيرة (القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله) ولازالت إلى اليوم حملة التصفية والاجتثاث قائمة ينفذها الاحتلال وإيران وعملاؤهما". 
وأكد القائد الأعلى للجهاد والتحرير "إن شعب العراق انتصر على الغزاة بنضال البعث وجيشه وقواته المسلحة ومن تحالف وتآخى معه على القتال والمقاومة من قوى الشعب المقاتلة في الميدان، وسيتحول العراق إلى مثل ونموذج لكل الشعوب التي تتطلع إلى الحرية والتحرر والاستقلال في أمتنا وفي العالم، مثل ونموذج في الصمود والبطولة والانتصار على الأعداء وسيبقى البعث يقاتل ويقود القتال ولو طالت المعركة لأجيال قادمة". 
وكشف الأمين العام للحزب "إن قيادة البعث قد أعدت الدراسات الشاملة والعميقة للمسيرة لتقييمها وتصحيح اتجاهاتها ومعالجة هفواتها وذلك بعرضها على أول مؤتمر للحزب تسمح الظروف بعقده، إذ انه هو السلطة الشرعية الوحيدة بعد المؤتمر القومي المخول لنقد التجربة وتقييمها وتصحيحها ومحاسبة ومساءلة المقصرين المسؤولين عنها". 
وأشار الرفيق عزة الدوري "إن التصحيح والمراجعة عند البعث أسهل مما موجود في الأحزاب والحركات الأخرى وهو يتحقق جملة وتفصيلا بعودة القيادة إلى منابع الفكر ألبعثي الأصيلة والى فلسفته التنظيمية ومجموعة القيم والمثل والتقاليد البعثية التي نضحت عن عقيدته الرسالية وصاغها البعث عبر نضال امتد إلى أكثر من ستين عاما".

وفيما يأتي نص رسالة الرفيق عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الأعلى للجهاد والتحرير. 

بسم الله الرحمن الرحيم

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))

صدق الله العظيم

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار ومن والاه.. 
أخي العزيز في الحسب والنسب وأخي الحبيب في الموقف المشرف القائم على أساس مبادئ العروبة والإسلام مبادئ الرسالة الخالدة رسالة العرب الكبرى رسالة الإسلام الحنيف، تحياتي الحارة إليك وتقديري العالي لك ومن خلالك للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية. 
وصلتني رسالتك الكريمة وما تحمل من أفكار ومعان وما فيها من ملاحظات قيمة ومعلومات أسرتني كثيراً وفرحت بها ولو أنك أرسلتها إليّ مباشرة وليس مفتوحة على الهواء لكان قد ازداد فرحي وسروري أكثر وأشد.. 
إن إرسالها مفتوحة يجعلها وكأنها غير خالصة لوجه الله والوطن ويجعلها غير حميمة وكأن هدف إرسالها هو فقط للتسجيل على البعث وليس للنقد الإيجابي البناء والتنبيه والتصحيح والمعاونة وأملي كبير أن تكون قد أرسلتها لهذا الغرض الشريف وليس لغيره مع أني أتقبلها في كل الأحوال وأهتم بكل حرف ورد فيها لأنها جاءت من جهة نثق بها ونحترمها ونعتز بها. 
الأخ رضا الرضا الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية.. 
ابتداءً أرجو أن تنقل تحياتي وتقديري إلى كل الأخوة الأحبة في دنيا الشيعة الجعفرية الذين يدينون بدين الهيئة وفكرها ومنهجها العروبي الأصيل والذي اعتبره هو التشيع الحق للحبيب صلى الله تعالى عليه وسلم وعترته الطاهرين والتسنن الحق بسنة الحبيب الشريفة صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته وصحابته الأبرار، فهو دين الحق، دين العروبة ورسالتها الخالدة إلى الدنيا كلها لإقامة العدل والحق والحرية وإصلاح الأرض وأعمارها وهو دين شعبنا العراقي العربي الواحد. 

الأخ العزيز 
بودي أن أضع أمامك والهيئة الكريمة بعض الحقائق المهمة والأساسية، لكي يتبين لكم ولكل الأحبة الأحرار والثوار المجاهدين في وطننا وأمتنا لكي يتبين لكم جميعاً الحق والهدى من الضلال والباطل والتزوير والتدجيل والكذب والخداع، لأن العدو وعملائه قد ضللوا ودجلوا وكذبوا وزوروا كل شيء لكي يمضوا بقوة في مشروعهم الإجرامي اجتثاث البعث عقيدةً وفكراً ومنهجاً وتاريخاً وأهدافاً وكياناً شعبياً إنسانياً طليعياً ورائداً في مسيرة الأمة، ثم لتدمير العراق واستعماره واستعباد أهله:- 
الحقيقة الأولى: 
هو قولكم في الفقرة الأولى من الرسالة (إن تجربة البعث على امتداد خمسة وثلاثين عاماً بالرغم من انجازاتها العملاقة قد رافقتها أخطاء).. 
نعم وأزيد على ذلك قد رافقتها أخطاء وهفوات وصل بعضها إلى حد الانحراف عن مبادئ البعث وقيمه ومنهجه التاريخي الرسالي وأهدافه الكبرى وقد أعدت القيادة الدراسات الشاملة والعميقة للمسيرة لتقييمها ونقدها وتصحيح اتجاهاتها ومعالجة هفواتها وذلك بعرضها على أول مؤتمر للحزب تسمح الظروف بعقده إذ أنه هو السلطة الشرعية الوحيدة بعد المؤتمر القومي لنقد التجربة وتقييمها وتصحيحها ومحاسبة ومساءلة المقصرين المسؤولين عنها ولا يحق لي ولا للقيادة الميدانية، وليس من صلاحياتنا وإنما مسؤوليتنا اليوم هو إيقاف كل الأخطاء والهفوات وتجاوزها وتوظيف ما نستطيع توظيفه من الايجابيات الكثيرة في مسيرة الحزب والثورة لتصعيد نضالنا وجهادنا ضد العدو وعملائه ولتقوية وحدة الحزب وتثوير حياته الداخلية وتفجير طاقات مناضليه وإبداعاتهم... وعندنا التصحيح أسهل مما موجود في الأحزاب والحركات الأخرى وهو يتحقق جملة وتفصيلاً بعودة القيادة إلى منابع الفكر ألبعثي الأصيلة وإلى فلسفته التنظيمية ومجموعة القيم والمثل والتقاليد البعثية التي نضحت عن عقيدته الرسالية وصاغها البعث عبر نضال أمتد إلى أكثر من ستين عاما ولا أدري كم هو إطلاعك وعلمك بعقيدة البعث وفكره وكم قرأت عن فكره وتاريخه وأهدافه ومنهجه وتجربته؟؟ 
إن من أهم المبادئ والقواعد التي يقوم عليها الحزب ويشمخ بنيانه بعد الفكر والعقيدة هو مجموعة القوانين والأنظمة واللوائح والتقاليد والأعراف وعلى رأسها دستور الحزب ونظامه الداخلي الذي ينظم بنائه وحياته الداخلية وصياغة رجاله وتربيتهم وتثويرهم وتفجير طاقاتهم وإبداعاتهم، فالحياة الداخلية للحزب ترتكز على قواعد ومبادئ مقدسة وان أي تجاوز عليها يمثل انحرافاً خطيراً عن العقيدة والمنهج والأهداف وهي مثلاً لكي لا أطيل عليك: 
1 - الديمقراطية المركزية التي هي نقيض الديكتاتورية. 
2 - القيادة الجماعية التي هي نقيض الفردية. 
3 - النقد والنقد الذاتي الذي هو نقيض الإرهاب وكم الأفواه والإصرار على الخطأ والتمادي بالانحراف. 
4 - الحزب ملك الشعب والأمة ووسيلتهم الشريفة لتحقيق الأهداف الكبرى للأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية وبناء المستقبل الذي يؤهل الأمة لكي تلعب دورها الريادي الإنساني الحضاري في الحياة وليس العكس فالشعب هو غاية الحزب المقدسة وروحه ومعينه الذي لا ينضب وان العلاقة بين البعث و الشعب علاقة جدلية عضوية وروحية متمازجة لا يمكن فصلها والتشويش عليها وان الإساءة لها يعد عندنا انحرافاً خطيراً وارتداداً على رسالة الحزب ومبادئه وأهدافه، وتاريخ الحزب مشهود ومعروف في نظرته وتعامله مع الشعب وقواه الوطنية والقومية منذ انطلاقته الأولى إلى يومنا هذا وهي تتصدر صفحات التاريخ المعاصر للشعب والأمة في عمقها وشمولها وسخائها ونفاستها. 
5 - البعثي ملك الحزب يتصرف به الحزب كيف يشاء وفق منهجه الكفاحي يكلفه ويضعه في المكان الناسب لخدمة العقيدة والمنهج والأهداف وليس العكس، والعكس يهدد كيان الحزب برمته. 

الحقيقة الثانية: 
إن الذي احتل العراق وفعل فيه وفي أهله ما فعل هو الإمبريالية الأمريكية والاستعمار والصهيونية العالمية عاونتهم بقوة الصفوية الفارسية المجوسية كما تعلم وهذه هي قوى الشرك والكفر والظلم والطغيان في الأرض وتمثل بمجموعها العدو التاريخي العقائدي للأمة ورسالتها الخالدة ولشعبنا العراقي العربي العظيم بشكل خاص. 

الحقيقة الثالثة: 
لقد استهدف هذا العدو التاريخي العراق من بين أقطار الأمتين العربية والإسلامية التي فيها من هو أكبر من العراق أرضاً وشعباً واقتصاداً وثروات ويوازي العراق حضارة وتاريخاً ولم يستهدف أحداً من هذه الأقطار بل اليوم أغلب تلك الأقطار مع هذا العدو في حلف استراتيجي دائم وخذ مثلا مصر وتركيا وباكستان وقد تحالف هذا العدو مع إيران التي تدعي الإسلام وتدعي الثورية وتدعي تحرير فلسطين تحالف معها على احتلال العراق وتدميره وقتل أهله وتدمير حضارته وتحالف معها على احتلال أفغانستان وتدميرها وقتل أهلها ولا زال الحلف قائم بينهما .. أليس من المنصف ومن الحق والعدل أن نتساءل لم احتل العراق؟؟ وفي مراحل ما قبل البعث نفس العراقبشعبه وأهله كان حليفاً لهذه القوى الباغية.. 
لقد احتل العراق لإيقاف تجربته الوطنية القومية الحرة المستقلة الرائدة في بناء العراق شعباً وجيشا وتنمية حضارية عميقة وشاملة في كل ميادين الحياة بناءً وطنياً وقومياً وإنسانيا وإيمانيا، هل تتصور لو أن العراق كان تحت حكم وقيادة الأحزاب الإسلامية الشيعية أو السنية، يحتله الأمريكان والصهيونية والفرس؟؟ ولو كان تحت حكم أي حزب من أحزاب الأمة التقليدية هل كان سيحتله الأمريكان والصهاينة والفرس؟؟ 
لقد احتل العراق من قبل أعداء الله والدين التاريخيين لأن البعث نهض بالعراق وبشعبه الأبي نهوضاً وطنياً وقومياً وإنسانياً وحضارياً إلى الحد الذي لا تسمح به الإمبريالية لأحد اليوم في أمتنا وفي عالمنا الإسلامي وحتى في العالم الثالث إلا تحت مظلتها ولخدمة مصالحها غير المشروعة.. 
فالمستهدف أيها الأخ العزيز من غزو العراق هو عراق البعث الحضاري الرسالي وليس العراق المجرد من حاله ومقاله، المستهدف هو جيش البعث وشعب البعث أعني العراق الذي بناه البعث والشعب الذي يقوده البعث وقد هيئه وأعده إعداداً حضارياً رسالياً لكي يبني التجربة الرائدة للأمة على أرضه الطاهرة وأعني الجيش الذي بناه البعث وأعده ليكون الجيش الوطني القومي العقائدي الرسالي المؤمن بأهداف الأمة ورسالتها فيدافع عنها بصدق وإخلاص وفداء وبطولة ويحمي مسيرتها ويجعلها أمانة في عنقه ولقد أدى هذا الجيش العظيم بقيادة البعث مثل هذا الدور أدق أداء على امتداد خمسة وثلاثين عاماً من مسيرة الثورة فأرعب الإمبريالية وأقض مضاجع الصهيونية اللقيطة وحطم الموجة الصفوية العاتية التي هبت من الشرق على الآمة.. 
واعلم إن الذي دفع ثمن الغزو الباهظ هو البعث وشعبه وجيشه ولا أحد غيرهم ولا فخر للبعث ولا منةٍ على أحد، إنه الواجب المقدس الذي تمليه على البعث أمانة حمل رسالة الأمة وأهدافها إن حملة التضليل والتدجيل والتزوير والكذب والخداع الهائلة التي يقودها العدو منذ عقود على البعث وثورته وتجربته ومسيرته مع ما ارتكب البعث من أخطاء وهفوات أثرت كثيراً للأسف وشوشت على عقيدته ومنهجه وتاريخه وإنجازاته وتضحياته حتى تأثر القريب مع البعيد وتأثر بها الصديق مع العدو.. 
أملي أن تقف الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية طويلا عند تجربة البعث وعقيدته وفكره ومسيرته وتاريخه وتضحياته قبل أن تحكم بشيء وخاصةً في المسائل الأساسية وإني شخصياً والقيادة الميدانية الباسلة نكن كل الاحترام والتقدير والتأييد لهذه الهيئة وأهلها مهما اختلفنا أو افترقنا في بعض المسائل والأمور والمواضيع، هذه الهيئة التي يكفينا منها ويكفي الوطن أنها تقف اليوم بشموخ ضد الطائفية الصفوية وعموم الطائفية في الوطن و ضد العرقية وجميع أشكالها وتحمل راية الحق راية الإسلام الرسالي إسلام العروبة ورسالتها الكبرى إلى الدنيا. 

الحقيقة الرابعة:
إذاً كان المستهدف من الاحتلال هو البعث أولاً وجيشه وشعبه الأبي الذي تربى في أحضان البعث ونهل من فكره وعقيدته ومنهجه التربوي الوطني القومي الإنساني المؤمن وعاش تجربته التنموية الحضارية ومشروعه النهضوي الحضاري..
لقد رأيت كيف تصرف الغزاة المحتلون بعد الاحتلال مباشرة أول قرار أصدروه هو قرار حل الحزب وشرعوا دستوراً لاجتثاثه ثم قرار حل الجيش والقوات المسلحة ثم قرار تفكيك القاعدة التنموية الحضارية الرائدة بسرعة وبروح الحقد والانتقام فعاونته الفارسية بقوة وبنفس روح الحقد والانتقام والثار لتنفيذ كل ما أراده الغزاة المحتلين من قتل وهدم وتدمير وتخريب وتشريد للعراق وشعبه العربي الكريم .. لقد دمر العدو عشرات الآلاف من المشاريع الصناعية والزراعية والخدمية واجتثها من أعماق الأرض ولم يبق لها أثر ونقلت أغلبها إلى إيران تحت إشراف ورعاية الغزاة وعلى رأسهم الإمبريالية الأمريكية لقد قدم البعث لهذه الملحمة 120 مئة وعشرين ألف شهيد منهم الآلاف من الكادر المتقدم والكادر الذي يليه مدنيين وعسكريين ويتقدمهم قائد البعث والمسيرة، ولا زالت إلى اليوم حملة التصفية والاجتثاث قائمة ينفذها الاحتلال وإيران وعملائهما على البعث وقواته المسلحة، ولو أردت أن أكتب إليك عن التطور العلمي والحضاري الذي أرعب أمريكا والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية حتى لو بالإشارة إلى العناوين فقط لاحتجنا إلى مجلدات وليس رسائل. 

الحقيقة الخامسة: 
إن العدو جاء إلى بلدنا بأهداف إستراتيجية خطيرة أولها وأهمها على الإطلاق هو إيقاف وقتل ظاهرة البعث في العراق وإيقاف تجربته الوطنية الثورية الحضارية وتدميرها أي تدمير النموذج الوطني القومي الإنساني الحضاري الذي بناه البعث في العراق لأنه تجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها الإمبريالية والصهيونية لدول الأمة وأنظمتها والذي أصبح يمثل خطراً حقيقياً على مصالحها في الأمة والمنطقة عموماً ويهدد الكيان الصهيوني من الوجود وأصبحت تلك التجربة والنموذج يهدد كل الأنظمة الخائنة والعميلة والمتخلفة والضالعة في عملية الاستسلام والتخاذل ويحرض شعوبها على الانتفاض والتحرر والاستقلال.. 
إن الإمبريالية تعلم أن عراق البعث وجيشه قاتلا دفاعاً عن الأمة وحريتها واستقلالها من أقصى المغرب العربي من موريتانيا إلى اريتريا والسودان إلى فلسطين والأردن وسوريا ومصر والخليج وإيران وقدم أوسع التضحيات وأغلاها.. 
لقد دخلت تجربة البعث كما تعلم من أوسع أبواب التطور العلمي والحضاري وفي كل ميادين العلوم والتكنولوجيا وأعد جيوشاً من العلماء والمبدعين والمخترعين في مختلف علوم الحياة أرعبت أعداء الأمة الغزاة فاستهدفوهم منذ اليوم الأول للاحتلال فقتلوا وشردوا الآلاف منهم، لقد عبر البعث عن عقيدته ورسالته وأهدافه بعمق وشمول ووضوح عبر تجربته الرائدة... ألم تذكر القرار التاريخي للقيادة في مناصفة الوارد القومي للعراق مع فلسطين ونحن في أوج قوة الحصار والحاجة والعوز ؟؟ أي قيادة في الدنيا وأي نظام يفعل مثل هذا الفعل أيها الأخ العزيز؟؟ خمس سنوات من الصراع الملحمي مع الغزاة المحتلين لم تمد لنا يدُ من الأمة لتساعدنا على إطفاء النار التي ستحرقهم إن لم يطفئها البعث وشعبه العظيم داخل العراق.. 
ألم تعلم أن العراق قد وضع في ميزانيته بابا مهماً اسمه باب مساعدة الدول العربية الفقيرة كان حجمه في نهاية السبعينات أحد عشر مليار دولار يعطى بصيغة المنح والقروض طويلة الأجل بدون فائدة وباباً آخر لمساعدة الشعوب المناضلة من أجل التحرر والاستقلال وحركاتها الثورية التحررية في كل أنحاء العالم كوبا وفيتنام وكوريا وبعض دول أمريكا اللاتينية وعدد كبير من دول افريقيا غانا وغينيا وتشاد والسنغال وغوايانا وبوركينا فاسو، لهذا السبب احتل العراق وهذا هو الهدف الأول والأساس للغزاة المحتلين ثم تأتي الأهداف الأخرى تحصيل حاصل بعد إيقاف تجربة العراق وإشعاعها المحرك للشعوب والأمم نحو التحرر والاستقلال.. 
مثل الاستحواذ على خيرات البلد وعلى رأسها النفط الذي كان مستخدماً ومسخراً لخدمة الأمة ومصالحها الحيوية كان سلاحاً بيدها ضد الأعداء وليضمن العدو استحواذه على نفط الأمة لزمن طويل جداً بعد غياب تجربة العراقالقومية والإيمانية الجهادية ولكي يطلق يد الكيان (الإسرائيلي) لكي يعمل على راحته في إقامة دولته الكبرى من الفرات إلى النيل ثم لكي يضرب مثلا لكل شعوب العالم ودوله بالعراق الجديد المجزأ المدمر المقتل شعبه والمشرد، لمن يتجاوز الخطوط الحمر التي تضعها أمريكا ولكل من لم يستجب لأوامرها ورغباتها في استعباد الشعوب ونهب خيراتها وامتصاص دمائها.. 
واعلم أيها العزيز ولا تدع مجالا للتضليل والتشويش والتزوير والكذب الذي يمارسه العدو يؤثر فيك فإن شعب العراق انتصر على الغزاة في البعث وجيشه وقواته المسلحة ومن تحالف وتآخى معه على القتال والمقاومة من قوى الشعب المقاتلة في الميدان وسيهزم العدو المحتل بإذن الله القوي العزيز ويعود العراق، بل سيتحول إلى مثل ونموذج لكل الشعوب التي تتطلع إلى الحرية والتحرر والاستقلال في أمتنا وفي العالم، مثل ونموذج في الصمود والبطولة والانتصار على الأعداء وسيبقى البعث يقاتل ويقود القتال ولو طالت المعركة لأجيال قادمة لا سمح الله فهذا هو واجبه وقدره، فرضته عليه عقيدته ورسالته في الحياة وسيبقى يقدم لهذه المسيرة ولهذه الأهداف أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية مزيداً من قوافل الشهداء السعداء القادة والقيادات أولا ثم المناضلين المجاهدين من أبناء الأمة ورجال وشباب الوطن.. 
هذا باختصار شديد حول هذه الحقائق التي عمل الغزاة وعملاؤهم ولا يزالون الكثير على طمسها والتشويش عليها حتى تحول الأمر من أبيض ناصع البياض إلى أسود قاتم السواد حتى يقول البعض أن أمريكا جاءت لتحريرالعراق من أهله أو كما تقول هي من نظام البعث حباً وكرامة لأهله المظلومين!! هكذا كانت قوة التزوير أما اليوم فلن ولم ينفعهم وينفع عملاؤهم وأذنابهم وجواسيسهم التدجيل والتضليل والتزوير لقد بان كل شيء وظهرت الحقائق كما هي فانتفض شعب العراق بوجه الغزاة من شماله إلى جنوبه.. 
الأمر الآخر الذي بودي أن أذكره لكم في هذه الرسالة هو بعض الملاحظات على رسالتكم الكريمة لكي أنزه الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية من الخوض فيما دجل وضلل وزور به المحتل وعملاؤه على البعث وعقيدته ومسيرته وأهدافه. 

الملاحظة الأولى:- 
كان بودي، كما قلت، أن تكون الرسالة مباشرة ومغلقة وخاصة من الهيئة إلى الأمين العام للحزب أمين سر قيادة قطر العراق كي تكون في ظاهرها وباطنها خالصة لله وللوطن ولإخوة الإيمان والجهاد في سبيل الله لتحرير قطرنا العزيز، وأنا شخصياً وقيادة البعث في العراق نكن كل الاحترام والتقدير لهذه الهيئة العراقية المنبت والعربية الأصل والإسلامية المورد والمشرب وإننا نعتز كثيراً برسالتكم وسوف نجتهد لنستفيد من معاني ومقاصد كل كلمة وردت فيها. 

الملاحظة الثانية: 
تقول الرسالة (إن البعث ارتكب أخطاء أيضاً وهذه الأخطاء مرت دون مراجعة لوضع الحلول لها) أرجو أن تعلم إن القيادة الباسلة رغم ظروفها الصعبة وهي في قلب الصراع تقود وتعبئ الشعب قد وقفت منذ الأيام الأولى للاحتلال ونظرت بعمق وشمول إلى التجربة على امتداد الخمس والثلاثين عاما وشخصت الأخطاء والهفوات الأساسية وفي كل ميادين المسيرة وخاصة فيما يتعلق بحياة الحزب الداخلية التي كانت الأخطاء فيها فادحة وخطيرة ووضعت ثوابت وأسس جديدة ومحكمة للعودة إلى فكر الحزب وعقيدته ومبادئه في التنظيم والسياسة والتربية والإعداد وتجديد الحياة الداخلية للحزب وتثويرها على قيم ومبادئ ومعاني القيادة الجماعية والنقد والنقد الذاتي والديمقراطية المركزية والنسغ الصاعد والنسغ النازل الذي يجعل الشعب وقاعدة الحزب العريضة هما الرقيب والحارس على مسيرته وعقيدته وأهدافه وعمم ذلك على الحزب وهذا هو المهم الآن لأن الإعلان الرسمي عن دراسة التجربة ونقدها وتقويمها،ليس من صلاحياتنا، وإنما هو من صلاحيات المؤتمر القطري للحزب بما في ذلك موضوع المساءلة والمحاسبة والمعاقبة وقد اتخذت القيادة بعض الإجراءات العملية والسريعة رغم ظروفها القاهرة وهي إبعاد العناصر السيئة والانتهازية والمنافقة والمدجلة ومنهم الخائن محمد يونس وزمرته وعدد قليل من الكادر المتقدم والكادر الذي يليه ووضعت الأسس والقواعد الجديدة لمسيرة البعث في ظرفها الاستثنائي غير المسبوق ولم تشهده أي حركة ثورية في تاريخ البشرية.. 
لقد وضعت هذه الأسس والقواعد والمبادئ في نشرة داخلية للحزب سميت (إستراتيجية البعث والمقاومة) فيه ما يؤمن سلامة الحياة الحزبية الداخلية والعودة إلى منابع الفكر البعثي الرسالي الأصيل وبما يحمي المسيرة من أي تجاوز أو انحراف لا سمح الله.. وأعلم أيها العزيز لو لم يكن البعث حزباً رسالياً يمثل روح الأمة وقلبها النابض ويمثل إرادتها ونزوعها إلى التجدد والانبعاث، ولو لم تستفد القيادة الميدانية الباسلة من تجربة الخمس والثلاثين عاما لما بقي بعثي واحد على بعثيته ولا قام جهاد على أرض العراق ولسحق العراق والأمة تحت أقدام الإمبريالية والصهيونية والصفوية إلى قرون طويلة وستعلمون هذه الحقيقة بعد حين إن شاء الله.. 
اعلم أيها العزيز مرة أخرى إن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب ثوري شعبي عقائدي تاريخي رسالي ولد من رحم الأمة استجابة لحاجتها إلى الثورة وإلى التجدد وإلى الانبعاث فهو يحمل في عقيدته وأهدافه ومنهجه ومسيرته الكفاحية كل آمال الأمة وتطلعاتها وتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.. 
واعلم أن أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية هي أهداف الأمة الحية الباقية الخالدة الدائمة بدوام الأمة وبقائها فالأمة لا تستغني عن وحدة دائمة خالدة تصون عزتها وكرامتها وتشق طريقها بين الأمم وتحافظ على استقلالها وحريتها ومستقبل أجيالها ولا تستغني عن حرية عميقة وشاملة ودائمة تحفظ انسيابيتها وتفجير طاقات أبنائها وإبداعاتهم ولا تستغني عن عدالة اجتماعية اشتراكية دائمة متجددة ومبدعة تنمي ثرواتها وتسعد أبنائها وتفتح الطريق واسعاً أمام تطورها وبناء حضارتها فإن تلاحم أهداف البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية كتلاحم أعضاء الجسد الواحد وتمازج مكوناته وذراته وكل من يقول ممكن تحقيق الاشتراكية في قطر واحد من أقطار الأمة بدون الوحدة والحرية فهو واهم وقاصر الفهم والإدراك ومن يقول ممكن تحقيق الحرية للأمة بدون الوحدة والاشتراكية فهو واهم وقاصر وشرح هذا الموضوع وتوضيحه يطول.. 
وهكذا خلق الله سبحانه وتعالى أمتنا أمةً واحدة حرة لا تدين إلا لله الواحد الأحد {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم.. وجعل فيها سبحانه وتعالى كل الخير لكي تقود الإنسانية إلى إصلاح الأرض وأعمارها وبناء حضارتها فالبعث فكراً وعقيدةً وأهدافاً و منهجا كفاحياً هو الأمة بعينها بل هو روح الأمة وقلبها النابض بالحياة، وهو أرادتها التي لا تلين، وهو قدرتها الهائلة على البقاء والصمود والتجدد والانبعاث وليس حزباً سياسياً وتقليدياً يناضل من أجل أهداف محددة ينتهي بتحقيقها أو بعجزه عن تحقيقها كما في الأحزاب السائدة اليوم في الأمة ولذلك تراه في كل محنة وفي كل مخاض صعب منذ انطلاقته الأولى إلى اليوم وفي كل انعطاف تاريخي خطير ينهض ويتجدد ويبدع في الصمود والبطولة والفداء وقد لا تصدق إذا قلت لك إن المنتمين الجدد من شباب العراق إلى الحزب بعد الاحتلال تجاوز ألف منتم أغلبهم نالوا شرف العضوية في الحزب في ظروف الاجتثاث والسحق رغم التحفظ والتشديد العالي لمنظمات الحزب في قبول طالبي الانتماء. 

الملاحظة الثالثة: 
تقول الرسالة (ولم ينهل الحزب من تراث وادي الرافدين الحضاري العريق الكثير المفيد ولم ينهل من تجارب الأمم الغنية شيئاً يستحق الذكر ولم يجمع بين التراث والحداثة وكان ربطه للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ربطاً هلامياً) فاعلم أيها العزيز إن جوهر عقيدة البعث تقوم على أساس التراث الخالد للأمة ولوادي الرافدين بشكل خاص وان عقيدته تنضح عن ومن هذا التراث المجيد فإن رسالة الأمة الخالدة التي يحملها البعث ويبشر بها تستلهم جميع مبادئها وقيمها وأهدافها ومنهجها ومنظومة أخلاقها ومعانيها من محطات التراث الكبرى للأمة ووادي الرافدين بشكل خاص من سومر ثم أكد ثم بابل ونبوخذ نصر وحمورابي وآشور ثم حضارات وتراث الأمة المجيد في أقطارها الأخرى وادي النيل وسبأ وحمير والكنعانيين والغساسنة ثم محطة المحطات الكبرى رسالة الإسلام الخالد إلى صلاح الدين والبعث المفترى عليه والمستفرد به من قبل كل أعداء الأمة وعملائهم وأذنابهم وجواسيسهم.. 
أرجو أن تقرأ أكثر عن عقيدة البعث وأهدافه وتاريخه وتضحياته وبطولاته، هذا هو البعث، ورسالته في الحياة فهو يعشق التراث ويقدسه وينهل منه على الدوام وتجربته رغم خصوصيتها إلا أنها مفتوحة على تجارب الأمم الأخرى أخذاً وعطاء.. أما أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية فكما قلنا إن أهداف البعث تمثل وحدة آمال الأمة وتطلعاتها وأن وحدة الأهداف كما فصلنا سابقاً هي وحدة جدلية متمازجة أزلية حية لا يمكن فصلها عن بعضها على الإطلاق وأن البعث قد حقق النموذج الفذ الراسخ والكامل في تطبيق هذه الأهداف والمبادئ على الأرض في مسيرة الخمس والثلاثين عاماً وفي تجربته الرائدة الرائعة وخاصة في ميادين الوحدة والحرية والاشتراكية وهذا الأمر المهم والخطير يحتاج إلى وقت طويل حتى نستطيع أن نبين لكم وللدنيا ما تحقق في ميدان العمل الوحدوي وما تحقق في ميدان الحرية الشاملة والعميقة حرية الفرد وحرية المجتمع وحرية الوطن وما تحقق في ميدان الاشتراكية والتنمية الحضارية الشاملة التي أغنت الحياة وازدهرت بها وقضت على التخلف والفقر والمرض والعوز وارتفع مستوى الحياة للفرد العراقي أضعاف ما كان عليه قبل البعث.. 
أما ما حصل في السنوات الخيرة من عوز وحاجة لأغلب شرائح المجتمع هو بسبب الحصار الجائر الذي فرضه العدو على العراق طيلة ثلاثة عشر عاماً بالإضافة لما استنزفته الحروب التي خاضها العراق دفاعاً عن سيادته وكرامته واستقلاله ودوره الوطني والقومي والإنساني والتي فرضت عليه واستدرج إلى بعضها لإنهاكه ولإيقاف تجربته ومشروعه النهضوي الحضاري.. 
سأكتب لك في ما تحقق في هذه الميادين ولكل الأحبة من أحرار العراق والأمة إن يسر الرحمن الرحيم ذلك.. 
أكرر وأؤكد للدنيا كلها إن السبب الحاسم لغزو العراق واحتلاله هو ما حققه البعث من إنجازات عملاقة وتطبيقات خلاقة في ميادين الوحدة والحرية والاشتراكية، إنه كان حقا مشروعاً وطنياً وقومياً وإنسانياً نهضوياً وحضارياً أرعب أعداء الأمة وأقض مضاجعهم فلا يجوز الخلط بين البعث عقيدة وفكراً ومنهجاً وأهدافاً ورسالةً وتاريخاً مجيداً وتجربةً رائدة، وبين الأخطاء والهفوات وربما بعض الانحرافات ارتكبها أشخاص أو قيادات في الحزب في زمن قاهر وصعب. 
خمسة وثلاثون عاماً من الصراع والمواجهة مع أعداء العراق والأمة فكما إننا اليوم لا نؤاخذ الفكر الشيعي العربي الأصيل بمنهج وسلوك وأخلاق وأهداف ونوايا التشيع الصفوي والطائفية المقيتة ولا نؤاخذ الدين العظيم بمن عقه من أهله وأساء إليه هذا ما كان يريده العدو للأمة ودينها وللبعث ومنهجه وتجربته، كان يتخذ من الأخطاء والهفوات وسيلة وذريعة للنيل من فكر الحزب وعقيدته ومنهجه وتاريخه. 

الملاحظة الرابعة:
إن الرسالة فيها خلط وتناقض كبير في أحد فقراتها، تقول الرسالة (إن النظام الذي حكم العراق باسم البعث جعل الحكم ذا طابع فردي وأمني وابتعد عن مبادئ الديمقراطية) إلى هنا العبارة صحيحة إلى حد بعيد.. 
أما قول الرسالة في نفس السياق مباشرة ابتعد عن العدالة الاجتماعية (وفشل في تحقيق خطوات باتجاه التعاون العربي المقبول عربياً لا بعثياً قابل للاستمرار والتوسع). 
فهذا غير صحيح على الإطلاق لأنه يجافي الحقيقة والواقع.. عودوا إلى التاريخ وانظروا ماذا فعل البعث بشأن العدالة الاجتماعية لقد كان بلدنا قبل البعث متخلفاً/ تسعون بالمائة من أبنائه أميون وتسعون بالمائة من أبنائه جياع ومنهم نسبة كبيرة حفاة على امتداد ريف العراق وبواديه ومدنه من هذا الواقع انظروا إلى ما تحقق بعد الثورة من تحول هائل في حياة المجتمع والفرد، لقد قضى البعث على الأمية وهو البلد الوحيد الذي يقضي على الأمية في العالم الثالث أو العالم النامي بشهادة المنظمات الدولية المسؤولة والمتخصصة في هذا الموضوع وان محو الأمية من أهم الركائز التي تقوم عليها العدالة الاجتماعية واكتفي بهذا المثال وعودوا إلى الثورة التعليمية المجانية وإلى التنمية الانفجارية بعد تأميم النفط وتطوير الإنتاج والتصنيع واستثمار المعادن الأخرى استثماراً وطنياً فازدهرت الحياة وارتفع مستوى المعيشة للمواطن أضعاف ما كان عليه قبل البعث وقد ذكرنا هذا الموضوع بإيجاز قبل قليل ويشهد على ذلك شعب العراق وخاصة الجيل الذي عاش قبل الثورة برمته إلا الذي في قلبه مرض.. 
أما في ميدان التعاون العربي فقد بذل البعث جهوداً هائلة وصادقة ومخلصة ترتكز على قاعدة الحد الأدنى الممكن من التوحد والتوحيد والتعاون العربي لكي نبني على هذه القاعدة مسيرة الوحدة العربية الهدف الأول والعزيز من أهداف البعث وقد صدر الإعلان القومي الذي يحمل منهجاً وبرنامجاً مفتوحاً لكل من يشاء ومتى يشاء لكي لا نحرج أحداً ثم بعد جهود كبيرة قد أعاد البعث علاقات العراق مع الخليج العربي والمملكة العربية السعودية وأقام معهم أفضل العلاقات والتحالفات.. 
وأضرب لكم مثلاً واحداً على ذلك عندما بدء الغرب وأمريكا بنقل سفاراتهم إلى القدس اتصل الرئيس القائد المرحوم صدام حسين بالملك فهد رحمه الله فاتخذوا قرارا بمقاطعة أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس وقطع النفط عنها ولأول مرة يستخدم النفط كسلاح حاسم من أجل فلسطين وقضايا الأمة فامتنعت جميع الدول بما فيها أمريكا التي كانت قد قررت نقل سفارتها إلى القدس.. إن مثل هذا القرار الخطير لا يصدر عن طرفين الا أن يكونا حليفين استراتيجيين.. 
ثم بادر البعث إلى إعلان مشروع مجلس التعاون العربي فبادرت إليه مصر والأردن ثم اليمن وقدم العراق لإنجازه تضحيات معروفة سياسية واقتصادية وافية وكان هذا المجلس أيضاً مفتوحاً للآخرين.. إن بعض الأخطاء والهفوات والضغط الهائل على البعث وقيادته ومسيرته من قبل القوى الباغية المعادية للأمة قد شوش على هذه الانجازات و احتضن البعث قضايا الأمة عبر أقطارها بشكل لم يسبق له مثيل في ارتيريا والصومال والسودان وموريتانيا وفلسطين والأردن ومصر وسوريا والخليج العربي. 
وقد ضحى بكل شيء من أجل المبادئ والأهداف الكبرى للأمة، ألا يجب على كل الخيرين في الوطن العربي والأمة وفي العالم أن يقفوا طويلاً عند قصة هذا الحزب العظيم لاستلهام الدروس والعبر من بطولاته وتضحياته ومبادئه وقيمه؟؟ 
أسألكم بالله وأسأل الدنيا كلها ما الذي كان يبغيه قائد البعث الشهيد صدام حسين رحمه الله حين قدم نفسه وأولاده وأحفاده وهو راضٍ ومرتاح وقبل ذلك كان يتربع على عرش العراق وهو قائد العراق وحاكمه وبيده كل شيء من وسائل الجاه والمال والزينة والحياة الرغيدة السعيدة بمنطق الحكام التقليديين لأممهم وبلدانهم؟ 
لقد ترك كل هذا، من أجل المبادئ والأهداف السامية للأمة ولم يكتف بذلك بل قدم نفسه وماله وولده قرباناً لحرية الأمة وكرامتها واستقلالها وعزتها، لقد قدم البعث عشرات الآلاف من الشهداء الآلاف من كادره المتقدم وقيادييه على مذبح الحرية والاستقلال وتحقيق الأهداف الكبرى للأمة. 
أما تاريخ البعث ومسيرته الوحدوية قبل ثورة تموز ليس لها مثيل في تاريخ الأمم أضرب لكم أمثلة سريعة ومختصرة لتروا حجم المجابهة لهذا الحزب العظيم من قبل أعداء الأمة لقد قام الحزب بثورة في القطر السوري وقدم ثورته والقطر السوري إلى المرحوم الرئيس عبد الناصر لإقامة الوحدة بين القطرين الشقيقين فاشترط المرحوم عبد الناصر حل الحزب في القطرين لإقامة الوحدة فاستجاب البعث وحلَ نفسه فداءً وثمناً للوحدة فقامت الجمهورية العربية المتحدة ثم حصلت الردة على الوحدة وحصل انفصال سوريا عن مصر بانقلاب عسكري بسبب غياب البعث كتنظيم على الساحتين السورية والمصرية وبسبب بعض الأخطاء التي ارتكبتها قيادة الدولة الموحدة فأعاد البعث الكرة ثانيةً وعلى نطاق أوسع فجر ثورة رمضان في العراق وثورة آذار في سوريا رداً على الانفصال، وقدم القطرين إلى الرئيس عبد الناصر رحمه الله لإقامة الوحدة الثلاثية وبجهد البعث وإصراره على قيام الوحدة صدر البيان الثلاثي المشهور ثم رفض الرئيس المرحوم عبد الناصر قيام الوحدة بسبب معاناته من التجربة الأولى ولأسباب خاصة تتعلق به وبمصر ولا زال العلم العراقي يحمل إلى اليوم شعار الوحدة الثلاثية النجوم الثلاثة. 
هذه مواقف وحدوية صارخة لا يؤديها إلا حزب وحدوي رسالي مجيد ولا يؤديها إلا رجال رساليون ذوو مبادئ وشهامة؟؟ 
واعلم أيها العزيز إن هذه المبادئ وهذه الإنجازات وهذه التوجهات والطروحات للبعث هي التي أثارت أعداء الأمة في وقت مبكر للتصدي لمسيرته العظيمة وإيقافها ومحاولة تدمير البعث كما تحلم وتريد الإمبريالية، ولكن خسئت أمريكا والصهيونية وكل أعداء البعث والأمة، فها هو البعث يقود الثورة الكبرى للأمة ويثور شعبها مع كل قواها الوطنية والقومية والإسلامية وها هي أمريكا القوة العظمى المنفلته المتفردة تندحر وتتراجع بل تغرق في وحل العراق وهي اليوم تفتش عمن ينقذها من ورطتها. 
هذا باختصار شديد جداً مع تقديري واعتزازي، وإلى مزيد من النضال والجهاد حتى التحرير الشامل والعميق لوطننا العزيز من كل أشكال الاحتلال والهيمنة والاستغلال والابتزاز. 
((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) صدق الله العظيم 

المعتز بالله 
خادم الجهاد والمجاهدين 
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي 
القائد الأعلى للجهاد والتحرير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق