قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 25 أبريل 2012

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 36


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 36
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي
شبكة البصرة
صلاح المختار
قاطعوا الرؤوس بأسم الله
ان معرفة الاسباب التي جعلت الصهيونية الامريكية تدعم هدف ايصال اسلامويين (انتبهوا اسلامويون وليس اسلاميين) للسلطة في الوطن العربي تقترن بطرح سؤال تقشعر لجوابه الابدان، خصوصا ابدان هذا الجزء من الاسلامويين بعد ان يحكموا ويستبدوا ويبيدوا الالاف ويفسدوا ويمارسوا بغاء الضمير، تماما مثل مبارك وبن علي واضرابهما، ويجدون انفسهم امام حساب الشعب العسير، والسؤال هو : ماذا يحصل حينما يحكم الاسلامويون في الوطن العربي وبنفس الوقت يكون هناك تأثير كبير جدا للمحافظون الجدد او المسيحية الصهيونية على قرارات الادارة الامريكية بصورة فعالة؟ ان الاجابة على هذا السؤال تطرح امامنا صورة واضحة لما ينتظرنا من كوارث اكبر مما واجهنا لحد الان.
دعونا نبحث في الامر كما حصل وكما تطور، ولكن يجب التذكير ببديهية معروفة وهي ان التصفيق لا يتم بيد واحدة بل بيدين اثنين، والحرب لا تقوم الا بوجود طرفين وليس طرف واحد لذلك فان اشتعال حروب الحضارات حسب هنتنغتون وشتراوس، او الاديان والهويات، غير ممكن الا بوجود طرفين متطرفين دينيا في الحكم ينفي احدهما مبرر وجود الاخر وينكر حقه ومنطقه ويكفره ويحلل دمه ويحرض ضده ويحشد القوى للقضاء عليه، وكل ذلك يتم بأسم الله الذي يستخدم وبنفس القوة من الطرفين المتناقضين عندها تبدأ الحرب وتأخذ بحصد ارواح الملايين وليس الالاف من الابرياء، والحرب الدينية ستكون اسوأ حروب التاريخ وستبدو الحرب العالمية الثانية بالنسبة لها مجرد خدش بسيط لان المتقاتلين لن يكونوا مساقين جبرا للحرب بحكم الخدمة العسكرية الاجبارية بل ان اغلبهم سيكونون من المتحمسين دينيا والباحثين عن الشهادة، مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة، من اجل دخول الجنة. وهي لذلك ستكون اول حرب بهذا الحجم والخطورة لاننا لسنا في عصور بدائية حصلت فيها حروب دينية كان القوس والرمح هما اهم اسلحتها المتطورة، بل لدينا الان القنابل الذرية واسلحة ابادة الشعوب في بيئة نميت فيها الكراهية بصورة متعمدة الى درجة تسمح باتخاذ قرارات الابادة الجماعية بسهولة وبسرعة.

المسيحية الصهيونية تنتظر عودة المسيح
ولكي لا يساء فهم مانكتبه لابد من تكرار التوضيح بان المقصود بالاسلامويين هو فئات معينة تتستر بالاسلام، وليس التيارالاسلامي الصحيح، لان عملهم هو من اجل اهداف دنيوية او اهداف دينية خاصة متصورة عن سذاجة او عن وعي ملغوم ولاصله له بالاسلام الحقيقي، اما المقصود بالمسيحية الصهيونية فهي تلك الفئة من المسيحيين المتطرفين الذين يؤمنون بالعهد القديم (التوراة) وما ورد في الكتب الدينية اليهودية المشكوك بصحتها من افكار ونظريات خصوصا الخرافات المبشرة بالحروب وابادة الاعداء والنظر للاخرين الجوييم (الاغراب) على انهم اشباه بشر وليسوا بشرا حقيقيين يمكن قتلهم والكذب عليهم والزنا بنساءهم واستعباد اطفالهم وقتلهم...الخ.
المسيحيون الصهاينة هؤلاء يؤمنون بان عودة المسيح لابد ان تقترن ب(الارميجادون) وهي حرب الحسم التي تنتصر فيها اسرائيل على اعداءها، وهم طبعا العرب حسب الروايات الصهيونية والغربية! وهنا نجد انفسنا امام (عودة المسيح المنتظر)، ونسخته المكررة (خروج المهدي المنتظر من غيبته) اي عودته! فما حكاية هذه العودة المنتظرة للمسيح والمهدي المنتظر؟ ولم اخذ كثيرون من مسلمين (شيعة وسنة) ومسيحيين ويهود بالتبشير بقرب ظهورهما؟ هل هي عودة مزدوجة للمسيح وللمهدي المنتظر؟ ام انها عودة لنفس الشخص ولكن باسماء مختلفة؟ وهل هذ العودة المفترضة عودة دينية ام انها عودة دنيوية في الواقع ل(ملك الموت) في حروب يفترض انها ستبيد الملايين؟ومن يريد التفاصيل حول الارميجادون وعودة المسيح وظهور المهدي اقترح عليه ان يضع تلك الكلمات باللغة العربية او الانكليزية في غوغل ويقرأ العجب. دعونا ننظر فيمقال ترجمه السيد عبد علي سلمان واستلمته مغفلا من العنوان ومكان النشر ويتناول ما يسمى المسيحية الصهيونية وما تؤمن به فهو مختصر وكاف وواف :
العنوان هو (الممهدون لعودة المسيح : يقرعون طبول الحرب العالمية الثالثة... والحرب على العراق حرب دينية مقدسة) ورد فيه ما يلي حرفيا : (يعتقد الملايين من الأميركيين أن المسيح لن يأتي مرة أخرى حتى تتمكن اسرائيل من ابادة منافسيها، وان تقوم حرب واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط. ويريد البعض من هؤلاء الناس إشعال حرائق كبيرة من الحرب والموت والدمار، من اجل ان ياتي المسيح بسرعة. وعلى وفق ما يقول الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك فان الرئيس بوش اخبره ان هناك حاجة للحرب مع العراق كونها ستكون سببا لتحقيق الرؤيا المتعلقة بنهاية العالم. وفي سفري التكوين وحزقيال التوراتيين فان يأجوج ومأجوج هما من قوى نهاية العالم، اذ تقول النبؤات انهما يخرجان من الشمال ويقومان بتدمير اسرائيل ان لم يتم ايقافهما).
– ملاحظة من صلاح المختار : الا يذكركم عنوان هذا المقال بعنوان اخر مطابق له اصبح شائعا لدينا منذ بضعة سنوات وهو (الممهدون لعودة المهدي)؟
ويواصل المقال : (ويعتقد بوش أن الوقت قد حان الآن لتلك المعركة، على وفق ما يقول شيراك (إن هذه المواجهة قد أذن بها الله الذي يريد استخدام هذا النزاع لمحو اعداء شعبه قبل أن يبدأ عصر جديد، والان لايوجد سوى شك قليل حول أن السبب لقيام الرئيس بوش بشن الحرب على العراق كان، بالنسبة له، دينيا في الأساس. لقد كان مدفوعا باعتقاده بأن الهجوم على العراق في عهد صدام كان تحقيقا لنبوءة الكتاب المقدس وانه قد تم اختياره ليكون بمثابة أداة للرب).

 ملاحظة من صلاح المختار : الا يذكركم هذا الطرح بطرح اخر مشابه لدينا يقول بان حربنا مع الغرب ومع اسرائيل حربا دينية وليست حربا تحررية او وطنية او قومية؟
(وذكر بيل مويرز أن منظمة (ايها المسيحيون اتحدوا لاجل اسرائيل) دعت جميع المسيحيين لمساعدة الفصائل في اسرائيل لتمويل المستوطنات اليهودية، وطرد جميع الفلسطينيين والضغط من أجل غزو ايران كمرحلة وقائية، والى دفع روسيا للقيام بحرب ضدنا تشعل الحرب العالمية الثالثة وتتبعها حرب هرمجدون(الحرب الفاصلة) والمجيء الثاني للمسيح، ثم انتقال المؤمنين للجنة. ويلاحظ الدكتور تيموثي ويبر - وهو مسيحي إنجيلي ما يلي : (في وقت قريب ذكراستطلاع اجرته محطة (سى ان ان) ان أكثر من ثلث الأميركيين يقولون أنه منذ الهجمات الإرهابية في 9/11، وتفكيرهم يزداد حول كيف ان الاحداث الحالية قد تؤدي إلى نهاية العالم وفيما ان 36 % فقط من جميع الأميركيين يعتقدون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله، وينبغي أن يؤخذ حرفيا، فان 59 % يقولون انهم يعتقدون ان الاحداث المتوقعة في سفر الرؤيا سوف ياتي وقتها قريبا. وتقريبا فان واحدا من كل أربعة أمريكيين يعتقد أن احداث الحادي عشر من ايلول قد تنبأ بها الكتاب المقدس، وواحدا تقريبا من كل خمسة يعتقد انه اوانها سوف نعيش لفترة كافية وترى نهاية العالم. بل ان الأكثر أهمية في هذه الدراسة، هو ان أكثر من ثلث هؤلاء الامريكيين الذين يؤيدون اسرائيل قالوا أنهم يقومون بذلك لأنهم يعتقدون أن الكتاب المقدس يعلمنا ان اليهود يجب ان يكون لهم بلدهم الخاص في الأراضي المقدسة قبل ان يعود السيد المسيح).
(ويعتقد الملايين من الأميركيين أن الكتاب المقدس يتنبأ المستقبل وأننا نعيش في الأيام الأخيرة. وتمتد جذور معتقداتهم في ديسبينساشوناليسم، وهي اسلوب معين لفهم المقاطع التنبؤية في الكتاب المقدس، ولا سيما في دانيال وحزقيال في العهد القديم وسفر الرؤيا في العهد الجديد).
ليلاحظ القارئ الكريم الفقرة التالية التي تدعم ما اكدنا عليه في دراستنا (اوهام عصر ما قبل الامس في عصر ما بعد الغد) وهو ان امريكا تدعم الاصوليات الدينية لاجل تغيير الوضع الستراتيجي الكوني لصالحها تقول الفقرة : (ومنذ بدايتها في سبعينيات القرن الماضي، تغلغت ديسبينساشوناليست (dispensationalist) في الثقافة الشعبية عبر مبيعات لايمكن عدها، وعبر حملة جيدة وسط الشبكة السياسية لتعزيز وحماية مصالح اسرائيل. ومنذ منتصف التسعينيات قرأ عشرات الملايين من الناس، الذين لم يروا مخططا تنبؤيا أو يستمعوا إلى خطبة عن المجيء الثاني للمسيح، واحدة أو أكثر من روايات سلسلة (ليفت بيهايند) التي أصبحت الناشر الأكثر فعالية لأفكار ديسبينساتيوناليسم اكثر من أي وقت مضى).
ويتابع المقال : (وكما اشار بول بوير الى ان ديسبينساتيوناليسم قد قامت بفعالية بتكييف الملايين من الأميركيين لتكون وجهة نظرهم عن المستقبل سلبية إلى حد ما، وزودتهم بالعدسات التي يمكنهم من خلالها فهم أحداث العالم. وبفضل وجهات نظر الذين يعلمونهم الكتاب المقدس والتي تتغير في بعض الأحيان فان dispensationalists على يقين من أن المتاعب في الشرق الأوسط أمر لا مفر منه، وأن الأمم سوف تحارب الأمم الاخرى، وأن الوقت الذي سيموت فيه ملايين الاشخاص نتيجة للحرب النووية سياتي، اما بسبب الاضطهاد الذي يمارسه المسيح الدجال، أو نتيجة للحكم الإلهي. وان السعي لإحلال السلام في الشرق الأوسط هو سعي ميؤوس منه وليس هناك فرصة للنجاح).

نبي (المسيحية الصهيونية) ملحد
هل هذا كلام رجال دين مسيحيين؟ ام انه كلام ساسة علمانيين وملحدين؟ يقول المقال : (يعتبر ليو شتراوس اب حركة المحافظين الجدد، بما في ذلك العديد من القادة في الادارة الحالية، اي ادارة بوش الابن. وفي الواقع، فان العديد من اللاعبين الرئيسيين من المحافظين الجدد بما في ذلك بول وولفويتز وريتشارد بيرل وستيفن كامبون واليوت ابرامز، وشولسكي آدم كانوا من طلاب شتراوس في جامعة شيكاغو، حيث كان يُدرس لسنوات عديدةوكان شتراوس الذي ولد في ألمانيا، معجبا بالفلسفة النازية وبمكيافيلي. ويعتقد شتراوس أن النظام السياسي المستقر يحتاج الى تهديد خارجي، واذا لم يكن التهديد الخارجي موجودا، فيجب أن نصنع واحدا. وعلى وجه التحديد، يرى شتراوس انه لا يمكن للنظام السياسي ان يكون مستقرا إلا إذا اتحد بسبب وجود تهديد خارجي. ومقتفيا اثر مكيافيلي، فانه يصر على أنه في حال عدم وجود تهديد خارجي فلابد اذن من صنعه).
ولكن ما علاقة كل هذا مع الدين؟ يرد الكاتب الامريكي كالاتي : (يرى شتراوس أنه يجب استخدام الدين كوسيلة للتعامل مع الناس لتحقيق أهداف القادة. لكن القادة أنفسهم بحاجة الى عدم الايمان بالدين..... وبما أن هؤلاء المحافظين الجدد كانوا الى حد كبير من خلفيات علمانية، فان بعض المعلقين يتكهنون أن بعض هذا الذي يقال - سوية مع دعمهم للدين عموما - قد يكون حالة من « الكذب النبيل»، الذي يهدف إلى حماية الآداب العامة، أو حتى السياسة التكتيكية، وذلك لجذب الانصار الدينيينفيا لها من مفاجئة ان يكون هؤلاء الناس الذين خططوا للحرب على العراق... منذ 20 سنة على الاقل يدفعون باتجاه التضليل الديني لإثارة المجتمع الإنجيلي؟ ويقول الكاتب الامريكي في ختام مقاله ما يلي :(ولقد كان المسيحيون المحافظون اكبر الداعمين للحرب على العراق. ولقد شاهدت مؤخرا مجاميع من الرسائل غير المرغوب فيها التي تدعي أن جميع المسلمين أشرار، وأنهم يريدون السيطرة على العالم وإقامة الخلافة الاسلامية، وانهم يريدون ان تمتلك ايران السلاح النووي. انهم يسيئون استخدام اقتباسات من الاسلام ويستخدمون بيانات كاذبة في محاولة لاثارة الكراهية الدينيةوهم ببساطة يسعون الى تعزيز قواعد اللعبة التي يمارسها الشتراوسيين: اثارة المشاعر الدينية - حتى لو كانوا شخصيا اناسا ملحدين – وذلك لخلق «عدو» وتشويه صورته وذلك كمقدمة للحرب).. ترجمة: عبد علي سلمان 2012-02-24.
ماذا نستخلص من هذا المقال المهم جدا لكاتب امريكي وليس لكاتب عربي ومسلم؟ الخلاصة البالغة الوضوح والدقة هي التالية : ما ورد في الكتاب المقدس في العهد القديم التوراة وبعض العهد الجديد الانجيل من نبؤات ستتحقق ومنها الحرب الكونية الفاصلة التي ستقتل الملايين، ولاجل الوصول الى ذلك الهدف لابد من سيطرة التطرف المسيحي وترويج فكرة عودة المسيح لاجل حشد مئات الملايين من المسيحيين خلف انصار عودة المسيح، على ان يسبق ذلك تدمير اعداء اسرائيل وموت الملايين بنشر الفوضى الهلاكة باسم الدين وحروب الدين.
ولكن الا يتطلب ذلك وجود مئات الملايين من المسيحيين المتطرفين دينيا؟ نعم وهنا يطرح سؤال مهم جدا وهو : كيف تستثار مشاعر التطرف الديني المسيحي في مجتمعات علمانية عزلت الدين في كنيسة لا سلطة لها على الناس منذ مئات السنين؟ الجواب طبعا بخلق تهديد ديني مضاد يحرك ويحيي التطرف المسيحي من منطلق مواجهة تهديد ديني اخر خطير! اليست هذه الحالة تكمل وتدعم ما دعا اليه زبجنيو بريجنسكي في نهاية الستينيات وبدأ تطبيقها في منتصف السبعينيات بعد ان اصبح مستشارا للامن القومي في ادارة كارتر وهو دعم الاصوليات الدينية لاجل تحقيق الانتصار على الشيوعية وحركات التحرر الوطني؟ اليس دعم الغرب الخاضع لتأثير المسيحية الصهيونية لوصول تيار ات اسلاموية الى الحكم في الاقطار العربية جزء من متطلبات اشعال تلك الحروب المهلكة؟ اذ كيف يستطيع الغرب العلماني الذي تعودت شعوبه على العلمانية والالحاد لعدة مئات من السنين ان يغير سايكولوجيا الناس ومن ثم يعيد اليهم التطرف الديني المسيحي من دون وضعهم امام تهديد (اسلامي) مصطنع يكون مبررا لتغيير قواعد اللعبة السياسية الغربية وتبني خيارات غزو الاقطار العربية والعالم الاسلامي ثم كل العالم؟ ان دعم الغرب وصول الاسلامويين للحكم في تونس وليبيا ومصر وربما في اقطار اخرى وقبل ذلك دعمهم المعروف لوصول خميني للسلطة في ايران ليس سوى تمهيدات حتمية لظهور المهدي المنتظر او عودة المسيح المنتظرة! انه بالضبط توفير يد مسيحية صهيونية واخرى يد اسلاموية متطرفة لكي نسمع التصفيق الحار للطائفية والحروب الدينية.

الاسلامويون ينتظرون المهدي
لئن كانت (عودة المسيح) واضحة المعالم طبقا للانجيليين وغيرهم فان ظهور المهدي موضوع شائك من حيث التفاصيل الكثيرة جدا، ولكن ثمة سمة مشتركة بين ظهور المهدي وعودة المسيح وهي انه يعود او يظهر لكي يقضي على مظالم ومفاسد وشرور سادت الارض. كيف يفسر الاسلامويون ظهور المهدي المنتظر؟ فيما يلي خلاصات مركزة لما نشر حول الموضوع في منتديات ودراسات، ويمكن لمن يريد الاستزادة وضع كلمة (ظهور المهدي) في غوغل ليطلع على الاف الصفحات :
اولا : رؤية سنية لمسألة المهدي المنتظر : هل المهدي حقيقة أم لا؟
1 - (الإمام المهدي هو رجل صالح من ذرية محمد صلى الله عليه وسلم، يكون في آخر الزمان، يصلح الله به أمر الناس، ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، واسمه على اسم النبي صلى الله عليه وسلم فهو محمد بن عبد الله المهدي، أو أحمد بن عبد الله المهدي، وينتهي نسبه إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من ذرية الحسن بن علي رضي الله عنهم، وعلامة ظهوره فساد الزمان، وامتلاء الأرض بالظلم والعدوان...).
2 - لقد جاءت الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي عليه السلام، وأنّه سيكون في آخر الزمان وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها ومن هذه الأحاديث. الا يتطابق هذا مع ما سبق لنا عرضه حول المسيحية الصهيونية في قصتها حول عودة المسيح؟ وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه ". اي ان النبي عيسى بعد ان يعود سيصلي خلف المهدي المنتظر.

لاحظوا هذه الفقرة التي تقول بان النبي عيسى سيصلي خلف المهدي المنتظر وتذكروا ان الصهيونية المسيحية ترفض الاعتراف بان الاسلام دين سماوي ستجدون انفسكم امام فخ قاتل وهو فخ صلاة عيسى خلف المهدي المنتظر! هل يقبل الطرف الاخر المسيحي الصهيوني المتطرف بصلاة عيسى خلف المهدي المنتظر مع انهم لا يعترفون به ولا بالاسلام؟ ولا حظوا الفقرة التالية التي تعني اولا واخيرا التخلي عن المسيحية : (يخرج المهدي المنتظر اخر الزمان... ينزل من بعده عيسي ابن مريم فيكسر الصليب ويقتل الخنزير). عيسى يكسر الصليب اي انه يتخلى عن المسيحية ويعتنق الاسلام دينا له، والسؤال هو ما ردة فعل المسيحية الصهيونية التي ترى في الاسلام كله (كذبة كبرى) وليس دينا سماويا؟ هل سيقبل هؤلاء المشحونون بالبغضاء للاسلام والمسلمين بالتخلي عن المسيحية رغم انهم الاقوى ماديا وتكنولوجيا وماليا واعلاميا؟ ويعتقد اهل السنة ان المهدي المنتظر سني دون ادنى شك، وهنا نجد اننا امام اصرار تام على ان كل من يدعي انه المهدي المنتظر من غير اهل السنة دجال ومخادع، وتلك بذرة حروب بين السنة والشيعة في موضوع لا يخطر على بال منذ عدة اعوام وهو هل المهدي المنتظر سني ام شيعي؟ فالاصل كان ادعاء الشيعة بان المهدي منهم وانه شيعي ولم نسمع الا مؤخرا قصة ان المهدي سني!

ثانيا - الرؤية الشيعية لظهور المهدي : نسب الى رسول الله (ص) قوله "لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا، ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا. ويقول مصدر اخر : يظهر حين لا يكون للناس خليفة يطبق شرع الله عز وجل : لقد غابت الخلافة الإسلامية عن الأمة بعد 30 سنة من وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ الملك العاض مع بني أمية إلى نهاية الدولة العثمانية. وبدأ الحكم الجبري على يد عميل اليهود مصطفى كمال أتاتورك سنة 1924م وهو مستمر إلى يومنا هذا.. وقد اقترب أفول نجمه وانطفاء شمعته وذبول زهرته... واقترب شروق شمس الخلافة الثانية.

ماذا يريد الطرفين المتنازعين على تمثيل الاسلام؟ ما يريدونه هو الاتي : (أن كل الأمة تتحدث عن الفتح القريب وكل الدعاة يتحدثون على أن شمس الإسلام قريبة الشروق؛ فمنهم من يعبر عن ذلك "بالنصر المبين" ومنهم من يسميه"الخير الكبير" ومنهم من يسمي "الفرج لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم" ومنهم من يسميه "بأن خيرا كبيرا قد أتى" ومنهم من يسميه "باليسر بعد العسر" و"الفرج بعد الشدة" ومنهم... وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم يسمي هذا الفتح الذي يتحدث عنه الجميع في القنوات الفضائية والإذاعات والصحف والمجلات وفي المواقع الالكترونية "بالمهدي" أو "رجل من عترتي"؛). أذن اعياد الامة اصبحت هي اعياد ظهور المهدي وليس تحرير فلسطين والعراق والاحواز والجزر العربية ولا اسقاط الانظمة الفاسدة والمستبدة ولا طرد الاستعمار!
ماذا لدينا الان؟ فخاخ مدمرة ام منارات هادية؟

ما سبق ذكره من اقتباسات يجرنا جرا ورغما عنا الى الحقائق المأساوية التالية :
اولا : ان قصة المهدي المنتظر عبارة عن مجموعة الغام خطيرة، وليس لغما واحدا فقط، مصممة للانفجار المتعدد المراحل والمتتابع الحلقات، فهناك لغم سني – شيعي يتمثل في اصرار كل من الطرفين على ان المهدي المنتظر هو من طائفته وليس من الطائفة الاخرى، واذا تذكرنا ان الطرفين يعتقدان بانهما يمثلان الاسلام الحقيقي وان الطرف الاخر مغتصب للاسلام او مزور له نعرف ما تضمره صدور المتعصبين في الطرفين من كراهية واستعداد للقتل والابادة وهو ما رايناه في العراق بعد الاحتلال، كما ان هناك مهدي منتظر حسني واخر حسيني لذلك علينا توقع حروب اخرى طاحنة بين الشيعة انفسهم! واخيرا وليس اخرا علينا تذكر ان المهدي المنتظر الدجال ظهر اكثر من مرة والان وفي هذه المرحلة يوجد من يدعي انه المهدي المنتظر وفي اكثر من قطر عربي، وانا شخصيا تسلمت رسائل من اكثر من مهدي منتظر في الاعوام السابقة يشرحون فيها نظرياتهم وصواب ادعاءهم لاقناعي بالانضمام اليهم ودعم دعوتهم سياسيا واعلاميا! وتعدد ادعاءات المهدوية يفتح ابواب الحرب ضد المهدي الدجال!
ان قصة ظهور المهدي المنتظر عبارة عن مجموعة الغام خطيرة لابد ان تنفجر بوجه المسلمين محدثة كوارث وفواجع اخطر مما واجهنا حتى الان، ولذلك لا مفر من تفسير دعم الغرب للتيارات الاسلاموية السنية والشيعية من هذه الزاوية. بتعبير اخر ان ما يريده الغرب والصهيونية هو اشعال حروب طائفية بين المسلمين يجب ان لا توقف او تتوقف الا بعد تدمير كل المسلمين خصوصا العرب منهم. وكارثة المسلمين لا تظهر كاملة الا اذا تذكرنا ان كل طائفة لاتختلف مع الطائفة الثانية فقط بل ان الطائفة الواحدة فيها تناقضات حية او كامنة سوف تصبح عامل تاجيج الحروب الفرعية داخل الطائفة الواحدة وهذا الامر نراه الان وقبل الوصول التام للحكم. وقصة المهدي المنتظر واحدة من هذه الالغام.

ثانيا : وقصة عودة المسيح لغم اخر ولكنه بين المسلمين والمسيحيين هذه المرة، وخطورة هذا اللغم انه يقوم على جعل الاسلام والمسيحية على طرفي نقيض ومن المستحيل تقاربهما ومن ثم فان الحرب الماحقة بينهما هي الحكم النهائي. فالاساطير التوراتية وبعض ما ورد في الانجيل تجعل عودة المسيح مرهونة بابادة العرب، مقابل ذلك فان الاسلامويين يعتقدون بان الخلافة لن تقوم الا بدحر الصليبيين واليهود في حرب حاسمة! والمهدي المنتظر هو المنقذ وهو الامام وهو القائد وان المسيح سيصبح من اتباعه ويتحول الى الاسلام!

ثالثا : ان ايصال الغرب للاسلامويين للحكم في اقطار عربية هدفه المباشر اشعال حروب وضعت الغامها في مفاصل حياتنا مبكرا، والاعداد لحروب خارجية شاملة ضدنا تحت غطاء القضاء على التهديد الاسلامي. وهكذا فان العرب بشكل خاص والمسلمين بشكل عام سيواجهون مسلسل حروب ما تنتهي واحدة حتى تبدأ اخرى الى ان يأتي يوم لن يكون فيه عدد كاف من المقاتلين للقتال.
رابعا : ومن لا يفهم او يقبل ما ذكرناه ويظن اننا نبالغ ما عليه الا ان يدخل شبكات او منتديات اسلاموية شيعية وسنية ومسيحية سيجد العجب، وسيرى نيران الحرب الشاملة المنتظرة وهي توقد الان، فلم يعد هناك قاسم مشترك بين المسلمين انفسهم، ولم يعد هناك قاسم مشترك بين المسلمين والمسيحيين، والقاسم المشترك الوحيد هو العداء المتطرف بينهم، لدرجة ان شتم النبيين محمد (ص) وعيسى عليه السلام تم تجاوزه ووصل بعض من العرب انفسهم مرحلة الطعن الاخلاقي بالنبيين واتهامهما بتهم بشعة لا نجرأ حتى على تلفظها، بل ان هناك شبكات تلفازية بالعربية تروج قصصا حقيرة ضد النبي محمد باسم المسيحية لا تسمح الا بفوران الدم والاصرار على الرد بشدة متطرفة، وهذا بالضبط ما يريده المحافظون الجدد والمسيحية الصهيونية.

لقد هزتنا من الاعماق هجمات قساوسة غربيين ورسامين اوربيين اساءوا لنبينا الكريم ولكن الان تم تجاوز ذلك ونبينا يشتم من قبل ناطقين بالعربية وتوجه له تهم نعجز عن تكرار النطق بها، وبطريقة مذهلة في جرأتها وحقارتها، ويرد مسلمون على ذلك بالطعن بعيسى عليه السلام بنفس الطريقة الحقيرة، الامر الذي يعني ان شروط حرب كسر العظم بين (المسلمين والمسيحيين) قد خلقت، واذا تذكرنا ان شروط حرب طائفية مدمرة بين الشيعة والسنة قد صنّعت خصوصا في العراق وان ذلك ممهد لحروب طائفية بين المسلمين لا يمكن تصور بشاعتها الا من قبل من عاش في العراق بعد الاحتلال وشهد المجازر الطائفية خصوصا تلك التي ارتكبها جيش المهدي في عامي 2006 و 2007 فان تصور ما ينتظرنا كعرب يضعنا امام مستقبل كارثي لم يسبق له مثيل في كل تاريخ كوارث العرب والمسلمين. يتبع.
25/4/2012
شبكة البصرة
الثلاثاء 3 جماد الثاني 1433 / 24 نيسان 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق