قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

د/ عبدالعزيز المقالح: المواطنة..!!

د/ عبدالعزيز المقالح: المواطنة..!!

د. عبدالعزيز المقالح

هي واحدة من الكلمات الجليلة التي غابت عن عقولنا وقلوبنا أو غُيّبت نتيجة الصراع السياسي الحاد الذي شهده هذا الوطن وأفرز معه أنظمة لم تتردد عن الاستئثار بالثورة والثروة والمواطنة. وتحت سلطات كالتي شهدناها وعايشناها تحولت المواطنة إلى شرف لا يناله سوى الحواريين والمقربين أو من يملكون نفوذاً قبلياً أو دعماً خارجياً، وذلك كله هو الذي عطّل طاقات الشعب وأفقده الشعور والإحساس بواجباته.
وسيكون من الصعب على القوى السياسية في هذا البلد إصلاح ما أفسدته الصراعات السياسية طوال العقود الماضية ومنذ أواخر الستينيات من القرن الماضي إلى اليوم، ما لم يتم إعادة الاعتبار لكلمة المواطنة بوصفها حجر الزاوية في بناء وطن جديد خالٍ من الظلم والإقصاء والاستئثار، وطن تكون الكفاءة -والكفاءة وحدها- هي المعيار وتكون المواطنة المتساوية هي المبدأ الذي تسير عليه الأنظمة الوطنية وتحميه وتجعله في مقدمة اهتماماتها السياسية والاجتماعية، وبذلك يخفت صوت التذمر والتمرد وتنتهي مشاعر الغبن والتفرقة.
ولا مبالغة في القول إن غياب المواطنة بمفهومها الصحيح قد كان وراء كثير من المشكلات والصراعات الدموية والإقصائية، ووراء الفساد السياسي والاجتماعي الذي تنامى وأصبح واقعاً لا تسير عجلة الحياة الاقتصادية إلاّ به. وغياب المواطنة المتساوية يفسر بوضوح كلما حدث في جنوب البلاد وما حدث في شمالها وشرقها وغربها، وهو الذي قاد البلاد إلى الحروب والمنازعات والصراعات المتلاحقة. والمواطنة التي نعنيها لا تكون منحة من حاكم أو حزب وإنما هي حق إنساني طبيعي وقانوني يكتسبه المواطن من خلال وجوده على أرض الوطن وانتمائه إليه. وتجارب العالم المتقدم تثبت أن المواطنة بوصفها فعلاً متحققاً على أرض الواقع قد جاءت استجابة لمواقف وجهود الحركات الاجتماعية والمنظمات السياسية التي عملت ليل نهار على إيقاظ وعي الشعوب وتعريفها بحقوقها في اختيار حاكميها والمشرفين على شؤونها العامة. كما عملت تلك الحركات والمنظمات على تحميل الشعوب مسؤولية التقاعس عن انتزاع هذا الحق والتمسك به وعدم التفريط بأي من جزئياته تحت كل الظروف بما فيها تلك الاستثنائية التي تعترض الأوطان بين حين وآخر.

ولا يخفى أن محنة بلادنا، في هذا المجال، هي محنة كل أشقائنا في الأقطار العربية التي افتقد أبناؤها صفة المواطنة وتحولوا مع الأنظمة الديكتاتورية إلى رعايا يُسيَّرون ولا يُسيِّرون ويؤمَرون ولا يأمُرون. ولم تنتبه المجتمعات العربية إلى هذا الخلل إلاّ في مرحلة متأخرة، وبدأت الأحاديث عن المساواة والمواطنة تتوالى وبدأ الاتجاه إلى استخدام عبارات العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتوسيع المشاركة لكنها ظلت حبراً على الورق، ولم تؤثر في أنظمة الحكم التي بقيت فردية رغم الثورات والانقلابات والإطاحة بالحاكمين الذين تم استبدالهم بحاكمين جدد. وحتى عندما وصلت بعض الأحزاب التي كانت تنادي بالحرية والمساواة إلى الإمساك بزمام السلطة، فقد جعلت حق المواطنة رهناً بأتباعها ومؤيديها وتحوّلت إلى قوى حاكمة وضاغطة على أنفاس المجتمع وتطلعاته إلى الحرية بمفهومها العام والشامل.

والواضح من خلال استقراء الواقع في عدد من الأقطار العربية إن لم يكن فيها كلها، أن الحاكمين لم يتبينوا من خلال مزاولتهم للسلطة الفردية أو المحصورة في فئة دون بقية الفئات، ولم تتسبب في ضعف الإحساس بالمواطنة فحسب، بل تسببت كذلك في ضعف دور المواطن وضعف الوطن نفسه. وفي ارتفاع درجة السلبية والاعتماد على الدولة وإرهاق كاهلها جزاء ما جنت به على نفسها من احتكار السلطة والاستئثار بمؤسساتها السياسية والاقتصادية. وإذا ما أردنا الخروج من المحنة الحالية وعدم تكرار التجارب الفاشلة السابقة فما علينا إلاّ أن نأخذ بمفهوم المواطنة كما هي لدى الدول المتقدمة بوصفها مبدأ من مبادئ الشرعية السياسية، وأن ندين مفهوم إقصاء الآخر/ المواطن. فلا آخر في الوطن الذي يتساوى فيه أبناؤه في الحقوق والواجبات، ولا آخر في نظام يقوم على العدل والمساواة والإنصاف.
الشاعر عبدالقادر صبري في “دعوة أخيرة إلى الحزن”:
هذه هي المجموعة الشعرية الثانية للشاعر متعدد المواهب عبدالقادر صبري. كان عنوان المجموعة الأولى “أغنيات الصمت الطويل” ومن أعماله الأدبية المنشورة ثلاث مسرحيات، وكتاب في الرحلات وهو بعنوان “لا غبار على وجهي” وفي مجموعته الأخيرة ينضم باقتدار إلى صفوف الشعراء الشبان الذين يحملون على عاتقهم ترسيخ الاتجاه الشعري الأجد. الديوان صادر عن دار “أروقة” في مصر العربية ويقع في 214 صفحة.
تأملات شعرية:
يا شعب: باسمك يحكمون
ويقتلون
ويسرقون
ويَهزِمون
ويُهزَمون
وأنت في كنف الأفولْ.
راجع حسابك مرة
واعرف عدوك، إنه
قد يرتدي ثوب الملاك
ويرتدي ثوب الرسولْ

جانب من عمليات ثوار العراق من اجل التحرير واخبار متفرقة ليوم 29/09/2014

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
جانب من عمليات ثوار العراق من اجل التحرير واخبار متفرقة ليوم 29/09/2014
شبكة البصرة
* ستديو صفا: الضيف أ. محمد حمد: إستفزاز إيران للدول العربية "ياأمة ضحكت من جهلها الأمم"

* شاهدوا هاشم حسن: المؤسسة العسكرية فاشلة والفساد منتشر فيها ووزير الدفاع لايعرف الف باء

* شاهدوا قصف الجيش الحكومي ببرميل متفجر على حي المهندسين في قضاء بيجي 18/9/2014

* شاهدوا المحلل الايراني محمد صادق الحسيني يقول: نحن سلاطين البحر المتوسط والخليج الجدد وسنصنع خريطة المنطقة

* شاهدوا الميليشيات العميلة تحرق جثث الشهداء

* شاهدوا ايران تتحدى العرب وتتفاخر باحتلالها العواصم والدول العربية، تحليل للتلفزيون الإيراني
شبكة البصرة

-:صوت من الجزائر : "أفهم روحك، القايد يَبْغَ أذِ خُوشْ"؛

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"أفهم روحك، القايد يَبْغَ أذِ خُوشْ"
شبكة البصرة
صوت من الجزائر
قَـدِم القايد، زمن احتلال فرنسا للجزائر، إلى قرية من القرى (و القايد، تنطق بإضافة نقطة فوق القاف، عندنا في الجزائر. و هو الشخص الذي ارتضاه المحتل ممثلا له و نائبا عنه)، فالتف حوله عملاء المحتل و خدامه، يقبل من أمكنه التقبيل ما أمكنه تقبيله، حفاوة به و طمعا في رضاه.
و بعد تفقده لأحوال رعيته من حيث درجة ولائها لفرنسا (المعتدية) و نصرتها في مواجهة شواذ الناس و مجرميهم ممن أجرموا في حق فرنسا و أصروا على محاربتها (الفلاقة)، أقام له سيد عملاء فرنسا و ليمة في بيته زينت بكل ما تلذ له الأفواه و تشتهيه الأعين و البطون. و بعد أن أكلوا و ملؤا بطونهم، نادى السبايسي (هكذا ينعت مرافق القايد) صاحب البيت "أفهم روحك، القايد يَبْغَ أذِ خُوشْ" باللهجة الأمازيغية، و كان يقصد بها أن القايد الآن يريد إشباع لذة من نوع آخر، فعليه بتجهيز الفراش للقايد كي ينام. و بالفعل جهز صاحب البيت، العميل، الفراش للقايد و لا يجهزُ أبدا فراش القايد إلا بما حسن من نساء أهل صاحب البيت. و نام (آخوش) القايد.
من لم يكن عرض أخيه من عرضه لا عرض له، و من استبد بأخيك لن يعفيك إلاٌ أن يمتٌلكٌك.
هكذا هو سلوك المحتل الظالم المستبد، و هكذا هي حياة العميل للأجنبي الخائن لوطنه. و إني لأكاد أسقط هذه القصة على ما تم عند استقبال جامعة الدول العربية لوزير خارجية أمريكا جون كيري مؤخرا. لا يمكن إحتلال أي بلد و المكوث فيه بدون وجود أمثال القايد، لذلك كان أشد ما يهتم به الإحتلال دائما هو صنع و تحضير أمثال القايد في المجتمعات و إن كنا لسذاجتنا لا نهتم لهذا الأمر. إلا أنه و بالرغم من كل هذا المكر، و رغم كل قوة المحتل و عملائه إلا أن القايد و زمرته مضوا جميعا إلى مزبلة التاريخ و هذا بفضل تضحيات أبناء الأمة الشرفاء، أهلها، بعد أن ثبتهم الله و نصرهم.
الركون إلى المجرمين و مجاراتهم خوفا من طغيانهم كالنعامة تضع رأسها في التراب خوفا من الريح و لكن الريح واقع بها، و كذلك الظلم واقع بالمستكين إلى الظالم المستبد. إن أنظمة حكمنا متخلفة فاسدة، غارقة في مشاكل حكمها، أنَى لها تعاكس و تصادم الظالمين أو تنصر المظلومين و الضعفاء؟ إنها تساق كما تساق الأنعام، و يفعل بها كما يفعل بالبهائم و الأغنام.
إن هذه الأنظمة لشدة عمالتها للأجنبي قصُرعن فهمها أن الظالم المستبد حين تخدمه لا يعتبر ذلك منها منة أو كرم، و قد يعاقبها إذا لم تمتثل لرغباته. و قد يضن هذا الأجنبي، كما ضنَ القايد، أن الخادم و أهل بيته ممتنون له إذ اختيروا لإشباع رغبات سيدهم. و هل يستحي الملك أن يطلب من خدمه شئ.
إن الذي يرضى لنفسه بمستوى من الذل قد لا يعلم إلى أي درجة من الخس و المهانة قد ينزل، فطريق النذالة زلق و الرضى بالذل يستقطب ذلا أكبر منه. و لكن كما قال الله تعالى "الظالمون بعضهم أولياء بعض" فهناك نزوع في الفطرة إلى أن الظلم يركم نفسه و كذلك الخير. فلا يمكن للظالم أن يوالي مؤمن و لا المؤمن أن يوالي ظالم، بل كل على شاكلة من يوالي و الطيور على أمثالها تقع.
حقيقة أن رفض الظلم و معاكسته يفرز بعض الشرور و العدوان الذي قد يلحق بالرافض و لكن أليس ذلك أقل و أخف على النفس السوية العزيزة من طأطأة الرأس للظلم و المساعدة عليه. قد يُجبر المرء أحيانا على المجاملة و المواراة لدرء الأذى، و لكن أي مجاملة و العدو ينزع عنك و عن أهلك سترهم. موت دون ذلك أحق و أشرف عند الله من حياة تنجو بها بعدها. و قد يقول قائل إننا ندْرَأُ عن أهلينا شرا أعظم، فما القائل عن قصة جحا ببعيد، إذ في النهاية سيقول سلامة رأسي. العدو يرانا أمة واحدة ويشقى ليفرقنا بينما بعض أفراد أمتنا لجبنهم وأنانيتهم يتنصلون عن أمتهم ويجري لهم الذى يٌقص عن جحا من أنه عندما قيل له إن قريتك تحترق قال 'سلامة بيتي'، ثم لما قيل له إن بيتك يحترق قال 'سلامة رأسي'. فعندما يضن البعض أنه ينأى بنفسه عن الخطر، بعيدا عن إخوانه، ليس ذلك إلا خدمة للعدو و تمكينه من العمل بحكمة 'فرق تسد' وقد حيدت قوته حتى الإنتهاء من أخيه. فلا ضمان بأنه لن يستهدف بعد ذلك. فعليه إذن،إن فعل، أن يروض نفسه و أهله على تجهيز فراش القايد إذا أحب أن يعيش حياة البخس و المذلة التى يحسب أنه نجا بها.
أما أن ينحاز الأخ و القريب إلى العدو يشد في عضده على إلحاق الأذى و الموت و الدمار بأخيه و بأمته، فلأنه لا حظ له و الحظ كله من الله، و الحظ كله هداية، و حظه من الهداية من الله على قَدْرِ الخير الذي يَحْمِل نفسه عليه و من الظلالة على قدر الشر و الأذى الذي يبدر منه. إنه لا يستحق أن يكون من أهل الشرف إنه قذارة أمته، إنه حطب جهنم.
إننا مظلومون ندافع عن أرضنا و أعراضنا، عن حياتنا و حياة أبنائنا، عن حياة أمتنا و طريقتها في الحياة، مثلها، أخلاقها، روحها، دينها... و صهاينة أمريكا و صهاينة إيران و حلفاؤهم الأمبرياليون يريدون أن يستولوا على خيراتنا، يريدون لأبنائنا أن يجوعوا و يعروا و أن يكونوا خدما تحت أقدامهم. يريدون لنا الجهل و الأمية. يريدون لنا الإقتتال و الحروب. يريدوننا أن نمضي بجانب الحياة لا نلامسها. إنهم يعادوننا و يخربون علينا حياتنا، دون غيرنا، و كأننا نغير عليهم في أوطانهم. فلا مبرر للشر و الظلم الذي يلحقنا منهم إلا أنه إعتداء الكفر على الإيمان. إنها لصيرورة الحياة من حرب بين الخير و الشر، الكفر و الإيمان.
صبر جميل و نضال و جهاد حتى الموت. و قديما نجى الله النبي لوط و لم يكن في قريته غير بيت من المِؤمنين بقوا ثابتين على دعوتهم و لم ينقص من إيمانهم أن لم يؤمن غَيْرَهم في قريتهم. أما أن نَعْدِل عن رسالتنا أو نُعَدِّل فيها فذلك ظلم عظيم يطال كل الإنسانية. أمتنا أختيرت من بين الأمم لتبليغ الرسالة السماوية الخالدة إلى الإنسانية جمعاء. هذا هو قدرها و هذه طريقها... طريق الأباة الشرفاء من الأمة، أهلها. إنها لطريق وعرة، الطريق التي سار عليها قبلهم أنبياء الله و رسله، اختارها أبطال أمتنا لا لأن فيها الراحة و لا لأن فيها الشقاء و لكنهم يرتؤونها، بهدي من الله، طريق الحق و العدل.
فيا شعبنا متى و عيت الأخطار التي تحدق بك؟ و يا طلائع الأمة و خيرتها متى أحسست و قدرت عبء المسؤولية التاريخية، فوفيت التقدير؟
و متى كان اللقاء، لقاء الشعب بطلائعه و خيرت أبنائه، كان الأمل و الفرج بإذن الله.
عاشت أمتنا و عاش الشرفاء في أمتنا.
الإندحار للخونة و العملاء، و بنصر الله يفرح المؤمنون.
شبكة البصرة

هل اتعظ العرب من خطر المشروع ألصفوي الفارسي أم لا زالوا ينتظرون حرق جثثهم ووجودهم وهويتهم على أيدي ميليشيات تبعات النفوذات الإيرانية المقيمة في دولهم؟ الحلقة الأولى

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل اتعظ العرب من خطر المشروع ألصفوي الفارسي أم لا زالوا ينتظرون حرق جثثهم ووجودهم وهويتهم على أيدي ميليشيات تبعات النفوذات الإيرانية المقيمة في دولهم؟
الحلقة الأولى
شبكة البصرة
أبو علي الياسري
بعد التنبيهات والتحذيرات التي أطلقها فرسان الأقلام الحرة (كتاب المقاومة العراقية)والإخوة الكتاب العرب المناهضين لجميع المشاريع الصفيوامريكية إلى الشعب العربي ونظامه الرسمي منذ احتلال العراق ولغاية يومنا هذا، وهم يتوسمون ويتوسلون بهما لاتخاذ إستراتيجية تجمع أنظمتهم على اتخاذ كافة الوسائل والإمكانيات لصد وقبر خطر المشروع ألصفوي على وجودهم وكيانهم وهويتهم.
واليوم وبعد كل ما أطلق من تنبيهات وتحذيرات خلال السنوات التي تلت احتلال العراق.. ثبت صحة ودقة توقع ما كتبه الأحرار من كتاب المقاومة العراقية والعربية. إذ وصل هذا الخطر الفارسي وتحت مرآي ومسمع العالم بصورة عامة ومرأى ومسمع العرب وأنظمته الرسمية بصورة خاصة مستعرضاَ نفوذات ميليشياته المتبخترة في شوارع عواصم البعض من الدول العربية وبالتحديد (العراق، اليمن، سوريا، لبنان) ومنذرا لها وللعرب ليقول لهما.. نحن الآن في قلب دولكم وعلى أبواب البعض منكم.
نعم أيها العرب ويا أيتها الأنظمة العربية النائمة... لقد ثبت صحة كل ما كتبه الفرسان كتاب المقاومة العراقية وبفيلقها الإعلامي الباسل كل ما توقعوه بما سيحدث بالأمة من بعد احتلال عمودها الفقري عراق العروبة.. ومع كل هذا وذاك وما حدث من خلالهما أتوسل مرة أخرى بأبناء امتنا العربية وأنظمتها الرسمية لان يأخذا دورهما الطليعي القومي العربي وبعيدا عن جميع الاختلافات التي حدثت لمجابهة هذا المشروع ألصفوي الفارسي الخبيثاحتراما وتقديرا للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم لأنه مشروعا إرهابيا خبيثا بني على إرشادات وخطط زعماء المتعة والفتنة والغدر والدجل وبتوجيه وإرشاد المقبور الخميني وبالاتفاق مع الزعماء الشيعة الصفويين الذين يهدفون إلى تصدير ما يسمى بالثورة الخمينية إلى خارج إيران.
من حق الكاتب أن يوضح محتوياته وما يهدف إليه هذا المشروع الخبيث الذي حدد بإستراتيجيه طويلة الأمد أخذت من أصل الخطة السرية الخمسينية الخمينية المسروقة والمهربة من قلب مركز مخططيها الدجالة سنة (1999) والتي اكتشفت حقيقة عدائها لأمة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والمتكونة من خمس مراحل مدة كل مرحلةعشر سنوات والتي تهدف إلى ما يلي:
1. تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية إلى جميع الدول العربية المجاورة لإيران بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة.
2. تحسبها من الخطر الذي يواجه بلاد الفرس والتي أطلق عليهم حسب الخطة بالحكام العرب.
3. اعتبار تصدير ما يسمى بالثورة من إيران إلى الدول العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة هو اخطر بكثير من خطر الدول الغربية والشرقية على إيران.
4. المشروع ألصفوي (الخطة) مبنيان على العداء التاريخي للعرب والسبب حسب ما نصته الخطة هو مناهضة العرب لولاية الفقيه والأئمة المعصومين.
أما تحديدات المشروع ألصفوي الفارسي فقد حدد بالمحاور الرئيسية التي تسهل من تصدير ما يسمى بالثورة الخمينية إلى الدول العربية ودول الخليج العربي، ومن هذه المحاور يلي :
التركيز والسعي الجاد على زيادة النفوذ الشيعي ألصفوي في المحافظات والاقضية والقرى التي يقطنها كل من نسبه عربي بالأصل داخل إيران، وبالتحديد مدن والقرى والأرياف المنتشرة على الحدود البرية والبحرية الإيرانية المجاورة للعراق ودول وبحار وخلجان ومضايق دول الخليج العربي والدول العربية.
الإكثار في بناء الحسينيات،وإقامة الاحتفالات المذهبية المتفننة بفن إجادة (اللطميات).
إقامة الطقوس الصفوية في المدن التي يسكنها من (90 ـ 100%) من ذوي الأنساب العربية وهذا يكون من خلال إدخال اكبر عدد ممكن من الشيعة الصفويين وإسكانهم فيما بينهم، ومن ثم دعمهم ماديا للعمل التجاري في تلك المدن والقرى.
يؤكد المشروع ألصفوي الإيراني على قيام إيران والحكومات الموالية لها في المنطقة العربية والمجاورة لها في الحدود المشتركة على جعل نفوذاتها من الشيعة الصفويين تحت حمايتها بشكل مباشر ليتم احتواء إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية.
أما الأسس التي ارتكزت عليها إستراتيجية المشروع ألصفوي المأخوذة من أصل الخطة الخمسينية الخمينية لدول المنطقة فهي :
استخدام القوة ضد الهوية العربية.
استغلال عقول الجهلة والأميين وباعة الضمائر والكرامة والشرف من البعض من ذوي الأصول العربية سواء كان ذلك عن طريق السمسرة والمتاجرة والمقايضة بالعرض والأرض والشرف والكرامة.
السيطرة الكاملة على الاقتصاد المتمركز في المدن والقرى التي يسكنها العرب ذو الأصول العربية من قبل أصحاب رؤوس الأموال الصفوية الفارسية.
د. أوصى المشروع ألصفوي (الخطة) على خلق الأزمات والخلافات بين الحاكم والمحكوم العربي المتواجد على ارض العرب وهذا يكون من خلال دعم إيران لمعارضة الحكومات التي تحكم الدول العربية.
هـ. تهيئة إلاغراءات المادية لتشتيت وجذب أصحاب رؤوس الأموال من ذوي الأصول العربية في الدول العربية ونقلها إلى إيران ومن ثم تشجيعهم على الهجرة من دولهم إلى دول العالم الأخرى لغرض إفراغ الساحة الاقتصادية والتجارية من العرب الاقحاح وحصرها فقط بالتجار الصفويين الفارسيين.
اعتمد المشروع ألصفوي الخطير على المبدأ الذي يقول الصعود على السطح يجب أن يكون درجة درجة حسب ما نصته الخطة المجوسية أي تنفيذ تصدير ما يسمى بالثورة الإيرانية على الدول العربية المجاورة لإيران كالعراق ودول الخليج العربي وخاصة الواقعة في مدخل الخليج العربي ثم التوسع نحو تركيا وباكستان لتحقق سيطرتها، وكما أكدته الخطة على نصف العالم، وكذلك اعتمد المشروع ألصفوي الفارسي على البدع الفارسية المغلفة بالخداع والدجل المعروف لديهم عبر التاريخ والذي يؤكد على إقامة علاقات حسن الجوار وعلاقات حسنة مع الدول المجاورة لإيران وبحجج الاحترام المتبادل في إقامة العلاقات الوثيقة والصداقة المتينة بين إيران والدول التي ذكرناها أعلاه ووفق الشعار المرفوع من قبل أهل العمائم والدجل في إيران، وحسب ما نصت عليه الخطة الخمسينية الخمينية ب (إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد)، وهذا يكون من خلال استغلال العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية بين العرب والفرس والذي سيساعد المخططين له على تهجير أعداد كبيرة من الايرانين إلى هذه الدول، وبهذه الطريقة يمكن استغلال ذلك في إرسال اكبر عدد ممكن من النفوذات الإيرانية إلى الدول العربية ودول الخليج العربي وتركيا وباكستان..
يتبع رجاءا.
العراق المحتل صفويا/النجف الاشرف
شبكة البصرة

كلشان البياتي : في بلدانهم، يحضرون أستيراد (العلكة) لأنها تسئ الى مثاليتهم

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في بلدانهم، يحضرون أستيراد (العلكة) لأنها تسئ الى مثاليتهم..
شبكة البصرة
كلشان البياتي
في سنغافورة.... تم حضر العلكة (يعني علج عدنا) في عام 1992 وعدل في 2004 و2010، وأصدرت الحكومة قرارا بحضر أستيرادها وبيعها في كل سنغافورة.. ويسمح فقط لا ستيرادها طبقا لاتفاقية التجارة الحرة بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية..
وسبب أصدار القانون لأن الناس كانوا يلقون بالعلكة بشكل غير صحيح على الكراسي والطاولات وغيرها وهذا أزعج السلطات الباحثة عن المثالية في سنغافورة لجلب السياح والأستثمارات...
ماذا لو كان الرئيس صدام حسين منع أستيراد (العلكة) في العراق، وماذا كان سيحصل لو فعلها الملك عبد الله الثاني ملك الأردن..
كنا سنخسر نصف ماتبقى لدينا من الأوطان..
كان بعض أدعياء الديمقراطية والمعارضة أستغلوا هذا وطالبوا أمريكا في أحتلالنا وربما تدخلت بريطانيا وفرنسا، وكاميرون..
هم يمنعون أستيراد (العلكة)؛ لأنها تسئ الى المثالية التي ينشدونها لبلدانهم..
وحكومتنا ممنوع عليها أن تتخذ أي قرار يصبّ في صالح البلد، في صالح مثاليتنا، ومع أننا لم نصل بعد لمرحلة المطالبة بالمثالية مثل سنغافورة، لأننا في نظرهم مازلنا (عربان) ولا نستحق أن نصل الى هذه المرحلة وزاد علينا (الأرهاب)..
عندما يمنع صدام حسين مظاهر اللطم في الشارع كونه يسئ الى ديننا الأسلامي، ويشوه صورتنا أمام العالم، ويجعلنا أضحوكة في نظر الشعوب، ولأن اللطم ظاهرة غير حضارية ولا ثقافية ؛ يعد هذا منافياً لتطبيق الديمقراطية لأن الديمقراطية عندنا تعني (لو تلطم لو أنت مو ديمقراطي) وما تحب آل البيت رضوان الله عليهم جميعاً..
في بلدانهم، يمنعون المليشيات، ويمنعون أن يكون السلاح بيد أي جهة أو شخص غير الدولة، بينما سمحت أمريكا في العراق بتأسيس مئات المليشيات لتقتل وتنهب وتعتقل وتمارس الموبقات بأشكالها..
كاتبة وصحفية عراقية
شبكة البصرة

السيد زهره : إسلامنا ليس أمريكيا

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إسلامنا ليس أمريكيا
شبكة البصرة
بقلم : السيد زهره
* تحذير من مخطط جديد لتطويع الاسلام لخدمة امريكا
* لماذا يرتدي كيري ثوب "الداعية" و"المجاهد" الاسلامي؟!
* في افغانستان اعدت المخابرات الأمريكية ووزعت ملايين الكتب التي تدعو الى الجهاد ومحاربة الكفار اعداء الاسلام
* من هو المغفل الذي يصدق ان امريكا تريد محاربة تشويه الاسلام؟!
* هكذا انتقل مخطط امريكا من مرحلة "الاسلام الجديد" الى مرحلة "الاسلام الطائفي"
* مسئولون امريكيون يكشفون مخطط استهداف رجال الدين والاعلام وخطباء الجمعة

نكتب هذ الحديث كي نلفت النظر الى تطور جديد خطير لا يتبنه اليه الكثيرون.
في الوقت الذي تقود فيه امريكا "تحالف" الحرب على تنظيم "داعش"، وفي الوقت الذي تسعى فيه امريكا الى تجييش العالم كله ضد ما اصبحوا يطلقون عليه "الارهاب الاسلامي السني"، هناك حرب تجري على جبهة اخرى.. جبهة الاسلام.
تحت دعاوى مثل ضرورة محاربة الفكر الذي ينتج الارهاب، ومثل "تجفيف منابع الارهاب" وما شابه ذلك، بدأت امريكا في هدوء وبلا ضجيج مرحلة جدية من مخطط قديم يستهدف الاسلام.. يستهدف تحديدا محاولة تطويع الاسلام كي يكون في خدمة أمريكا وفي خدمة استراتيجيتها ومخططاتها في المنطقة. وهذه المحاولة تمتد الى السعي لتطويع الخطاب الديني والمؤسسات الدينية والاعلام.. الخ.
وحين نقول ان هذا مخطط قديم، فذلك ان هذا المخطط بدا منذ عقود طويلة في حقيقة الأمر. غير ان الانطلاقة الكبرى لتطبيقه عمليا بدات تحديدا في ثمانينات القرن الماضي في افغانستان اثناء سنوات الاحتلال السوفيتني.
منذ ذلك الوقت، مر هذا المخطط بمراحل عدة، تغيرت فيها اهدافه المباشره وادواته واساليبه من مرحلة الى اخرى.
تحديدا، مر هذ المخط في تحليلنا بثلاث مراحل كبرى.
وقبل ان نتوقف عند المرحلة الرابعة الأخيرة التي نشهدها اليوم، لا بد ان نتوقف عند المراحل الثلاث السابقة بايجاز.
***

المخابرات الأمريكية: حي على الجهاد
كما ذكرت، هذا المخطط الأمريكي لمحاولة تطويع الاسلام لخدمة سياسات امريكا ومخططاتها بدأ بدايته الكبرى اثناء سوات الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.
معروف بالتفصيل بالطبع، ماذا فعلت امريكا في ذلك الوقت في اطار صراعها مع الاتحاد السوفيتي، حين مولت وسلحت ودربت ما اسمي "المجاهدين الأفغان" في ذلك الوقت. حقيقة الأمر ان امريكا كانت هي التي انشأت ما اسمي حينئذ "المنظمات الجهادية، وعلى راسها تنظيم القاعدة. وكان اسامة بن لادن في ذلك الوقت من اقرب الحلفاء لهم.
اذن، امريكا استخدمت الاسلام والمنظمات الاسلامية كمجرد ادوات لخدمة هدفها الاتسراتيجي آنئذ بانهاء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان ولخدمتها في صراعها مع الاتحاد السوفيتي.
المهم هنا ان استغلال امريكا للإسلام على هذا النحو في ذلك الوقت، له جوانب كثيرة خفية لا يعلمها الكثيرون ولم تتكشف كل ابعادها حتى الآن.
من اخطر هذه الجوانب التي لا يعلمها الكثيرون هو ان المخابرات الأمريكية في تلك السنوات قامت باعداد وطبع وتوزيع عشرات الملايين من نسخ كتب تحض على الجهاد، وتدعو الى محاربة الكفار اعداء الاسلام.
هذه القضية فجرتها لأول مرة صحيفة "واشنطون بوست" الأمريكية في تحقيق مطول نشرته بتاريخ 23 مارس عام 2002.
في هذا التحقيق، فجرت الصحيفة ما اصبح يعرف بعد ذلك بفضيحة كتب الجهاد الدراسية في افغانستان.
الصحيفة لخصت ما اعتبرته فضيحة بهذه العبارة" خلال سنوات الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، انفقت الولايات المتحدة ملايين الدولارات لإعداد وطباعة كتب دراسية توزع في المدارس الأفغانية تدعو الى الجهاد ومليئة بالصور والرسوم العنيفة لأسلحة وقذائف والغام، وبالتعاليم المتطرفة، وذلك في اطار الحرب السرية ضد الوجود السوفيتي في افغانستان".
لاحقا، تكشفت تفاصيل جديدة عن هذا الذي فعلته الولايات المتحدة.
اتضح ان هذه الكتب الدراسية التي تدعو الى الجهاد ومحاربة السوفيت اعداء الاسلام"، اعدها مركز اسمه "مركز الدراسات الأفغانية" في جامعة نبراسكا في اوماها. واتضح ان هذه العملية برمتها قامت بتمويلها وكالة المعونة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وتضمنت هذه العملية المخابراتية، تصميم واعداد هذه المناهج الدراسية، وطبع الكتب وتوزيعها على المدارس، وتدريب المعلمين.
المركز الذي اعد هذه المناهج اعلن لاحقا انم المخابرات الأمريكية ارادت عبر هذه الكتب تكريس كراهية السوفيت لدى الأفغان والحض على الجهاد والمقاومة المسلحة لمحاربة اعداء الاسلام.
المثير في الأمر انه بعد انتهاء الوجود السوفيتي في افغانستان، حاولت المخابرات الأمريكية دون جدوى سحب هذه الكتب بعد ان تعرضت لانتقادات عنيفة بأنها خلقت جيلا من "الجهاديين" المتطرفين المؤمنين بالعنف.
المثير اكثر انه بعد ذلك، فان حركة طالبان وحتى القاعدة، استخدمت هذه الكتب نفسها من اجل الدعوة الى الجهاد ومحاربة اعداء الاسلام مع فارق كبير جدا. بدلا من ان كانت هذه الكتب تعتبر ان السوفيت هم اعداء الاسلام الذين يجب الجهاد ضدهم، اصبحت امريكا هي عدو الاسلام.
اذن، كان العنوان الأساسي لهذه المرحلة من مراحل استغلال الاسلام وتطويعة لخدمة امريكا هو شعار المخابرات الأمريكية " حي على الجهاد" في مواجهة الكفار اعداء الاسلام.
***

من اجل "اسلام امريكي"
المرحلة الثانية في المخطط الأمريكي بدأت في اعقاب هجمات 11 سبتمبر مباشرة واستمرت سنوات طويلة.
هذه المرحلة شهدت حربا امريكية على الاسلام مباشرة، وكان جوهر هدفها المعلن هو العمل على صياغة " اسلام جديد" موال لأمريكا والغرب.
هذه الحرب انطلقت من مقولة ترسخت في التفكير الاستراتيجي الأمريكي جوهرها ان الارهاب والخطر على امريكا والغرب ينبع من الاسلام مباشرة كدين، وبالتالي يجب تغييرالاسلام السائد.
وقد سبق لي قبل سنوات في ذلك الوقت ان عرضت لأبعاد هذه الحربالأمريكية بالتفصيل في سلسلة تحليلات تحت عنوان " الحرب على الاسلام : الجوانب المعلنة والخفية". ولذلك سأشير اليها هنا بايجاز شديد.
عشرات من الدراسات اصدرتها مراكز الابحاث الأمريكية بتمويل وطلب من الأدارة الأمريكية كلها تتحدث عن المطلوب من اجل "تغيير الاسلام". كان من اهم واخطر هذه الدراسات الدراسة الشهيرة لمؤسسة راند" التي حملت عنوان "الاسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والاستراتيجيات". والأفكار التي طرحتها هذه الدراسة تم تبنيها بالفعل رسميا في تقارير رسمية امريكية.
هذه الدراسة طرحت هدف ما اسمته "اعادة بناء الدين الاسلامي" وذلك كي "يصبح الاسلام في نهاية المطاف مواتيا للمصالح الغربية ومتوافقا معها"
وبناء على هذه الدراسات، وفي اواخر عام 2004، طرحت الادارة الامريكية استراتيجية اطلقت عليها "استراتيجية اختراق العالم الاسلامي" وتم الشروع في تنفيذها.
الهدف الأساسي الذي تبنته هذه الاستراتيجية كان ليس فقط السعي الى تغيير المجتمعات الاسلامية، وانما بالأساس تغيير الاسلام نفسه كي يظهر "اسلام معتدل" او "اسلام حديث"
واستهدفت الاستراتيجية في هذا الاطار اربعة مجالات كبرى:
1 – الدعاة ورجال الدين المسلمين.
2 – المنظمات والجماعات الاسلامية في الدول الاسلامية.
3 – المدارس الاسلامية.
4 – الاعلام، المكتوب والمرئي والمسوع.

المجال لا يتسع هنا للأسف لعرض تفاصيل استراتيحية امريكا تلك من اجل تطويع الاسلام، وبمقدور من يريد العودة الى التحليلات التي اشرت اليها.
المهم ان جوهر التفكير الأمريكي النظري والعملي في تلك المرحلة هو ضرورة العمل على تغيير قيم اسلامية اساسية بحيث تصبح مواتية للغرب ومصالحه، وفي القلب منها مفهوم الجهاد ودور جال الدين. وفي القلب منها ايضا محاربة كل رجال الدين او الاعلام الذين يستندون الى الاسلام في الدعوة الى المقاومة والدفاع عن الدول العربية والاسلامية في مواجهة العدوان الأمريكي الغربي.
وفي تلك المرحلة، مارست امريكا ضغوطا هائلة على الدول العربية من اجل تعديل المناهج الدارسية والخطاب الديني والاعلامي بحيث يخدم اهدافها ومخططاتها.
وهكذا،كمتا نلاحظ، الجهاد الذي تبنته امريكا وحرضت عليه في مرحلة سابقة كأداة في حربها مع السوفييت، اصبح جريمة واصبحت امريكا تسعى الى استئصاله من الوعي العرب الاسلامي حين اصبحت النظرة العامة هي ان امريكا والغرب هم اعداء العرب والمسلمين.
***

مرحلة "الاسلام الطائفي"
هذه المرحلة في المخطط الأمريكي بدات بشكل خاص في اعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق، وما زلنا نعيشها.
جوهر المخطط الأمريكي في هذه المرحلة هو السعي الى تأجيج الصراعات الطائفية في داخل الاسلام وفي المجتمعات العربية والاسلامية، وبالأخص بين السنة والشيعة في المنطقة.
ايضا التفكير الأمريكي في هذه المرحلة صاغته عشرات الدراسات الصادرة عن مراكز الابحاث الأمريكية، وتبنتها الادارة الأمريكية، واستغلت افكارها في سياساتها الفعلية في المنطقة.
جوهر التفكير الأمريكي هنا هو ان هذا الخلاف الطائفي وما يترتب عليه حتما من صراعات دموية ومن فتن ومن تمزيق للمجتمعات، هو المدخل والاطارالأنسب لتحقيق الأهداف الكبرى التي تسعى اليها الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة وهو اعادة رسم خريطة المنطقة وتقسيم دولها وانهاء شييء اسمه الأمة العربية.

ثلاثة جوانب كبرى انطوى عليها التفكير الأمريكي، والتحرك الفعلي في هذا الإطار،ونحن نلمسها بشكل واضح في السنوات الماضية:
1 – الترويج على نطاق واسع للخلافات والانقسامات الطائفية وتكريسها، والعمل على مفاقمتها في الوعي العام حتى تتحول الى صراع طائفي.
مرة اخرى، عشرات الدراسات الأمريكية كانت هي التي نظرت للصراع الطائفي، وهي التي كرست على نطاق واسع جدا الوعي الطائفي. ولا يتسع المجال هنا للتفصيل في هذا.
2 – حرصت امريكا على ان تكرس في الواقع العملي نموذجا محددا للصراع الطائفي، ولنوع النظم الطائفية، وما يترتب على ذلك من اقتتال طائف ومن تمزيق للمجتمعات.
نعني هنا بالطبع ما فعلته امريكا في العراق والنظام الطائفي القبيح الذي اقامته.
3 – تبنت امريكا واحتضنت ودعمت بكل قوتها القوى والجماعات الطائفية، وسعت جاهدة الى جعلها تتصدر المشهد السياسي في عدد من الدول العربية.
الأمثلة واضحة جدا هنا. احتضان امريكا ودعمها للإخوان المسليمن في مصر. دعمها واحتضانها للقوى الطائفية الشيعية في العراق. دعمها واحتضانها للقوى الطائفية في البحرين.. وهكذا.
بالطبع، تدرك امريكا ان هذه القوى هم ادواتها المباشرة لتنفيذ مخططاتها في مرحلة ": الاسلام الطائفي" التي تريدها هذه.
4 - وامريكا في اطار هذا الفهم وهذا المخطط توصلت الى قناعة بأن "الاسلام الشيعي" حليف طبيعي لها، والاسلام السني" هو العدو الأكبر لها.
والتوصل الى هذه القناعة وراءه اسباب كثيرة سبق ناقشنا بعضها ولا يتسع المجال لعرضها تفصيلا الآن.
هذا جانب مهم جدا على ضوء الحرب الحالية التي تقودها امريكا ضد ما يسمونه "الارهاب السني" الذي يقولون ان داعش نموذج له.
***

مرحلة "الداعية" و"المجاهد" كيري
هذا الذي ذكرته باختصار عن مراحل المخطط الأمريكي لمحاولة تطويع الاسلام لخدمة استراتيجيتها ومخططاتها، ضروي لنفهم المرحلة الجديدة التي بدأت مع تشكيل "التحالف" والحرب التي تقودها امريكا ضد داعش.
سبق لي ان كتبت ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ارتدى ثوب "الداعية الاسلامي" واطلق حملة وزارة الخارجية التي قال ان هدفها هو "الدعوة" الاسلامية.
لاحقا، اتضح ان الأمر يتعلق هنا بمخطط اوسع واشمل يستعيد مجددا كل المحاولات الأمريكية السابقة لاستخدام الاسلام كأداة لخدمة المخططات الأمريكية.

من واقع الكتابات والتصريحات الأمريكية المعلنة، هناك ثلاثة ابعاد للمخطط الأمريكي في المرحلة الجديدة:
1 – القول بأن المواجهة مع داعش جوهرها فكري في الاساس، وبالتالي يقتضي الأمر العمل على محاربة الأفكارالمتطرفة والفهم المتطرف للاسلام في الدول العربية.
2 – القول بانه بشكل عام، يجب تجفيف منابع الارهاب في الدول العربية.
ويعني هذا بالنسبة لأمريكا ضرورة التدخل مباشرة لتغيير ما يعتبرونه "منابع" للآرهاب" لدى رجال الدين والثقافة والتعليم والاعلام.
3 – انه لهذا، يجب التدخل مباشرة لتغيير الخطاب الديني، والاعلامي والتربوي في الدول العربية.
المهم هنا انه من متابعة التحركات الأمريكية في الفترة القليلة الماضية، والتي تتم بهدوء ودون ضجيج، يتضح انهم شرعوا فعلا في محاولة الترويج لتنفيذ افكارهم هذه.

ولنتأمل ما يلي:
حين تحدث كيرى في جلسة الاستماع امام الكونجرس الأمريكي عن "داعش" وخطرها" قال ان "داعش اساءت لصورة الاسلام". واضاف " يجب ان نوقف تشويه الاسلام من قبل هذا التنظيم".
كيري يرتدي ثوب "المجاهد" الاسلامي الذي يأخذ على عاتقه مهمة وقف تشويه الاسلام!.
واثناء زيارة كيري الأخيرة للقاهرة والمحادثات التي اجراها مع الرئيس السيسي والمسئولين المصريين، اتضح لاحقا من تصريحات المسئولين الأمريكيين ان من اهم القضايا التي اثارها تتعلق بدور الأزهر. بحسب هؤلاء المسئولين، كيري طالب بتنشيط دور الأزهر في التعريف بخطر هذه الجماعات وان "الأزهر يجب ان يوضح حقيقة مخالفتها لسلام".
جانب آخر كشف عنه مسئول من الذين رافقوا كيري في جولته الأخيرة في المنطقة. قال: "احدى المسائل التي نسعى اليها هي ان تتخذ المؤسسات الدينية موقفا ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وانم تقول ذلك في خطب الجمعة".
اذن، امريكا تريد وتخطط لتطويع رجال الدين وخطب الجمعة.
كيري نفسه قال للصحفيين الذين رافقوه ملخصا المخطط الأمريكي في الحقيقة: "الهدف هو حشد الزعماء العرب، والواعظين، ووسائل الاعلام خلف رسالة مفادها ان "داعش" لا تمثل نسخة نقية من الاسلام، بل تشويه صريح له".
مجلة "تايم" الأمريكية من جانبها كشفت عن جانب آخر خطير. قالت ان الولايات المتحدة بدات بالفعل تمارس ضغوطا على وسائل اعلام عربية من اجل بث برامج ضد التطرف. وذكرت المجلة تحديدا قناة "العربية " وقناة "الجزيرة" كمثال للقنوات التي مورست عليها هذه الضغوط.
اذن، الصورة واضحة.
امريكا، وتحت دعوى محاربة الارهاب، ودعوى محاربة تشويه الاسلام وما الى ذلك، تريد ان تجند رجال الدين وخطب الجمعة، والمؤسسات الدينية، ومؤسسات الاعلام العربي في خدمتها.. في خدمة مشروعها ومخططاتها.
***

ملاحظات اربعة
ملاحظات اربعة لابد من تسجيلها في النهاية باختصار شديد:
1 – من السخف والاستفزاز واستغفال العقول ان يقال لنا ان امريكا بالذات حريصة على عدم تشويه صورة الاسلام، او ان هدفها هو اظهار الصورة الحقيقة للإسلام.
امريكا التي شنت ولا زالت تشن حربا مفتوحة على الاسلام.. امريكا التي دمرت دولا عربية واسلامية.. من هو المغفل في العالم العربي الذي يمكن ان يخطر بباله او يصدق انها حريصة على الاسلام؟.
2 – ينبغي ان نلاحظ ان هدفا خبيثا يكمن وراء هذه الدعوات الأمريكية الى اظهار صورة الاسلام ومحاربة تشويهه وما شابه ذلك.
الرسالة الكامنة وراء هذا انهم يريدون ان يقولوا للعالم ان المشكلة اصلا عي هي في الاسلام، وان الارهاب اصلا مصدره الاسلام وليس أي سبب آخر.
3 – والدليل على ذلك، انهم في الوقت الذي يتحدثون فيه عن "تجفيف منابع الارهاب"، لا نجد مسئولا امريكيا ولا غربيا واحدا يتحدث ولو بكلمة واحدة عن منابع الارهاب عندهم هم، ولا عن ضرورة مواجهة التطرف والارهاب لديهم، ولا بالطبع عن مسئوليتهم هم المباشرة عن الارهاب في العالم.
4 – يبقى انه بالنسبة لنا في الدول العربية والاسلامية.. صحيح انه من مصلحتنا ان نحارب التطرف والعنف ايا كان مصدره، ومن مصلحتنا ان نحارب أي مصدر للإرهاب لدى أي جماعة.. لكن هذا امر يجب ان نفعله وفقا لمصالحنا نحن وبما تقتضيه.. هناك فارق شاسع بين هذا، وبين ان يكون رجال ديننا ومسئولينا واعلامنا في خدمة امريكا.
نقول هذا كله على سبيل التحذير وكي يتنبه رجال ديننا واعلامنا ومسئولينا.
الكل يجب ان يعي جيدا ان اسلامنا العظيم ليس امريكيا. ديننا العظيم لن يكون يوما، ولا ينبغي ان نسمح ابدا بذلك، في خدمة امريكا وفي خدمة مخططاتها الشيطانية التي تستهدف دولنا اصلا بأسوا نوايا الشر والعدوان.
شبكة البصرة