قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

السيد زهره : ايران آه.. ايران لأ.. استغفال أمريكي للعرب

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ايران آه.. ايران لأ.. استغفال أمريكي للعرب
شبكة البصرة
السيد زهره
يبدو ان المسئولين الأمريكيين يتصورون ان العرب قوم سذج يمكن ان ينطلي عليهم أي شيء، ويمكن خداعهم بأي شيء.
وليس أدل على ذلك من موقف أمريكا من ايران ودورها المفترض في "التحالف" والحرب على داعش.
لنا ان نتأمل جيدا هذا الموقف وما يعنيه، او بمعنى ادق، الموقف الذي ارادت امريكا تسويقه الى العرب واقناعهم به.

لنتابع كيف تطور هذا الموقف.
حين عقد اجتماع جدة، واعلنت امريكا ما اسمته "التحالف" الدولي ضد داعش، كان لوزيرالخارجية الأمريكي جون كيري اثناء الاجتماع والأيام التالية له، تصريحات واضحة جدا لا تقبل اللبس قال فيها بشكل قاطع ان ايران لن تكون شريكا في هذا التحالف ضد داعش. ليس هذا فحسب، بل حرص كيري على تأكيد ان ايران ليس لها دور تلعبه في هذه الحرب، وان دورها غير مرحب به، وانه ليس هناك أي مجال للتنسيق او التعاون بين امريكا وايران في هذا الشأن.
حين قال كيري هذا الكلام، كتبنا في هذا المكان ان كيري يكذب ويخادع، وان هذا ليس هو الموقف الأمريكي الحقيقي. وقلنا ان كل المعلومات تؤكد ان امريكا وايران اتفقتا فعلا على التنسيق العسكري والسياسي في العراق ونشرنا تفاصيل ذلك.
والحقيقة ان ايران حين اعلنت ردا على تصريحات كيري ان امريكا هي التي عرضت التنسيق والتعاون مع ايران، فقد كانت ايران صادقة في هذا.
لماذا اذن اعلن كيري هذا الموقف، وراح يؤكد في تصريحاته، على غير الحقيقة، ان امريكا ترفض دور ايران، وانه ليس هناك أي تفكير في التنسيق او التعاون معها؟
كيري يعرف ان هناك غضبا عربيا عاما من الدور الايراني التخريبي والارهابي في العراق وفي المنطقة، ويعرف ان هناك اتهامات عربية صريحة لأمريكا بالتواطؤ مع ايران. ومن الواضح ان دولا عربية يهم امريكا ان تكون جزءا من هذا "التحالف" تحفظت او رفضت صراحة أي مشاركة ايرانية.
على ضوء هذا، تصور كيري ان بضع تصريحات يدلي بها على هذا النحو عن رفض مشاركة ايران ورفض التنسيق معها، كافية لارضاء العرب وتبديد مخاوفهم، وكافية لاقناعهم بالانسياق بقوة وراء مشروع امريكا في الحرب على داعش.
لكن، لأن حبل الكذب قصير كما يقولون، فان موقف كيري هذا لم يصمد سوى بضعة أيام فقط.

ولنتأمل ماذا حدث بعد ذلك.
فجأة، عاد كيري ليؤكد في اكثر من تصريح، وعلى عكس ما سبق وقاله، ان لايران دور مهم لا بد ان تلعبه في الحرب ضد داعش وان امريكا مستعدة في أي وقت للتحاور مع ايران في هذا الشأن.
قال مثلا في حديث مع قناة العربية "نحن لسنا الآن في وضع يمكن ان ننسق فيه مع الايرانيين بطريقة ما، ولكننا منفتحون على الحوار.. نحن منفتحون على التفاهم حول كيفية رؤيتهم لما يمكن ان يقوموا به بشكل بناء".
ووقف كيري في مجلس الأمن ليعلن صراحة ان "لايران دور تلعبه في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية".
ولم يقف الأمر عند حد التصريحات. انتقل المسئولون الأمريكيون من الترحيب بالدور الايراني، الى بحث تفاصيل هاذا الدور وبحث التعاون، وعلى اعلى المستويات.
قبل ايام، اجتمع مسئولون بارزون من الخارجية الأمريكية مع مسئولين اريانيين في نيويورك. وقيل في البداية ان الاجتماع مخصص فقط لمناقشة المسألة النووية. ولكن كان مفهوما ان موضوع الحرب على داعش سيكون في صلب المحادثات. وكي يحفظ الأمريكيون لأنفسهم خط الرجعة، قال مسئول امريكي قبل الاجتماع بيوم، ان "موضوع المحادثات هو المسألة النووية، ولكن في بعض الاحيان تظهر موضوعات اخرى على الهامش".
وفي اليوم التالي، حين عقدت المحادثات، كانت الخاريجة الأمريكية نفسها هي التي اعلنت ان المحادثات مع الايرانيين "تناولت التهديد الذي يمثله تنظيم داعش وسبل التصدي له".
وفي اليوم التالي، عقد كيري نفسه اجتماعا مطولا مع وزير الخارجية الايراني في نيويورك استمر لمدة ساعة بحثا فيه موضوع داعش واخطارها، والدور الذي يمكن ان تلعبه ايران.
بالطبع، حين يناقش الامريكيون والايرانيون وعلى هذا المستوى موضوع الحرب على داعش، فانه يجري بحث سبل التعاون والتنسيق والدور الايراني.
كما نرى اذن، الموقف الأمريكي انتقل وفي غضون ايام من النقيض الى النقيض.. من "لا " لايران ودورها.. الى "آه" لايران ودورها. وفي كل هذا، تتصور امريكا ان بمقدورها استغفال العرب وارضائهم ببضع تصريحات.
نقول كل هذا كي نعيد التنبيه الى ما سبق وذكرناه من ان الدول العربية يجب الا تنساق وراء امريكا في كل ما تريده وتخطط له تحت دعوى التحالف والحرب ضد داعش، ويجب الا تتصور ان امريكا اصبحت فجأة حريصة على العرب ومصالحهم.
الدول العربية يجب ان تحذر امريكا، وان تحتكم الى مواقفها الفعلية ومخططاتها المعروفة، والى المصلحة العربية وتتصرف بناء على ذلك.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق