قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

حزب البعث العربي الاشتراكي قطر السودان بيان الى جماهير شعب السودان

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حزب البعث العربي الاشتراكي
قطر السودان
بيان الى جماهير شعب السودان
شبكة البصرة
عام مضى على انتفاضة سبتمبر-أكتوبر المجيدة التي هبت فيها جماهير شعبنا للتعبير عن رفضها لسياسيات النظام الدكتاتوري المالية والاقتصادية. تلك السياسات التي كانت وستظل امتدادا وتعبيرا عن نهج مستمر في افقار الشعب وتجويعه ووسرقة موارده وثرواته وبيع ارضه ومقومات وجوده وسيادته. ولم تكن انتفاضة سبتمبر أكتوبر 2013 الأولى وقطعا فأنها لن تكون الأخيرة في طريق شعبنا المليء بالانتفاضات والنضال الدؤوب ب ضد عصابة الدجل والنهب المنظم التي سرقت الدين الحنيف وباعت الوطن منذ انقلابها العسكري في 30 يونيو 1989..
فقد سبقتها خلال العامين السابقين انتفاضات ومظاهر متعدده للاحتجاجات المطلبيه والفعاليات الجماهيريه تعبيرا عن رفض الجماهير لسياسات واختيارات النظام، فكانت مظاهرات يونيو 2012 ثم مظاهرات جامعة الجزيره في ديسمبر 2012 ومظاهراات نيالا أوائل سبتمبر 2013 وغيرها من الاحتجاجات والمظاهرات التي شملت كامل البلاد في العامين الماضيين..
جماهير الشعب السودان ظلت ومنذ الثلاثين من يونيو 1989  وحتى يومنا هذا تناضل وبمختلف الوسائل والأساليب ضد هذه المجموعه المغامره التي انقلبت على النظام الديموقراطى مستخدمة اغطية الكذب والتضليل باسم الدين سلاحا نظريا في مواجهة الجماهير والقمع والقتل العمد والتعذيب سلاحا فعليا في مواجهة المعارضين لها، وطوال تلك السنوات العجاف لم يفقد شعبنا وقواه الحيه الامل في مستقبل اجمل فظل يقدم قوافل من الشهداء وضحايا القمع والتعذيب في كل ارجاء البلاد ومن كل قطاعات المجتمع وكل فيئاته العمريه : أطفالا وشبابا وشيوخا، نساء ورجالا..
ومع كل تصاعد لازمات البلاد، كان عنف النظام الاسلاموى يتصاعد بوتائر اكبر..ففى حين اختارت جماهير شعبنا  الإخلاص لوسائلها المجربه في مواجهة أجهزة القمع من الاضراب الى التظاهر السلمى وحتى الاعتصام كشكل من اشكال العصيان المدنى، اختار النظام الاسلاموى وعن سابق إصرار وتعمد، مواجهة الشعب باقسى أنواع القمع،بل مضى النظام الى ابعد من ذلك، فشكل وكون ادواته الخاصه للقمع والقتل من ميليشيات المرتزقه الى ميليشيات الحزب الحاكم مرورا بأجهزة القمع الرسميه التي تعمل وفق قوانين وقواعد عمل (هي بالاصل غير ملتزمه بها) تتجاوز كل الشرائع والقوانين بما فيها دستور وقوانين النظام..
جماهير شعبنا اقتنعت ومنذ زمان بعيد بأنها تواجه نظاما لا ولن يتورع عن ارتكاب كل الموبقات في سبيل بقائه في سدة الحكم..واقع الامر ان الشعب السودانى لا يواجه نظام حكم عادى (عسكريا كان او مدنيا، دكتاوريا كان او معاد للديموقراطيه) وانما يواجه عصابة للنهب المنظم والمسلح.. ومثل هذا النوع من الانظمه هو بطبيعته نظام استقصائي لا يقبل الآخر إلا كتابع وخادم او اجير..
لقد جربت قوى سياسيه كثيره في بلادنا محاولة التفاهم مع هذه العصبه الفاسقه بغرض الوصول الى حل لازمة التطور الوطنى :فمنذ اول مايو 1999 حين التقى السيد الصادق المهدى بالدكتور حسن الترابى في جنيف ثم اتفاقية نداء الوطن في 26 نوفمبر 1999 التي وقعها السيد الصادق المهدى مع رأس النظام في جيبوتى وعودة السيد الصادق للبلاد متخليا عن حلفائه في التجمع الوطنى الديموقراطى في اطار عملية تفلحون في 23 نوفمبر 2000
وما تبع ذلك من اتفاقيات بين الحركة الشعبيه والنظام، والتجمع الوطنى الديموقراطى والنظام. بما في ذلك اتفاقات نيفاشا المختلفه وابوجا المتعدده ومنبر الدوحه... كل تلك الاتفاقيات والمواثيق لم تكن لها اية نتائج ملموسه على ارض الواقع في تغيير اوتفكيك طبيعة النظام القمعيه او تحسين شروط حياة جماهير الشعب بإيقاف القمع والنهب وما يصاحبه من تدهور اقتصادى ومعيشى كبير..بل أن الواقع يثبت بما لا يدع مجالا للشك، ان حدة القمع والقتل قد تناسبت طرديا مع توقيع الاتفاقيات مع العصبة الحاكمه، وأن تدهور الوضع المعيشى لسكان البلاد يتناسب عكسيا مع ازدياد الدعوات للتفاهم مع النظام..
هذه العصبة الحاكمه تعلم علم اليقين انها قد ارتكبت جرائم كبيره في حق الشعب السودانى.. ولذلك فهى غير مستعده ولن تقبل باى حال من الأحوال  التخلي عن السلطه، لان السلطه هي الوسيله الوحيده لحماية قادتها وكادر حزبها وأجهزتها الامنيه وميليشياتها من اية محاسبه على الجرائم التي ارتكبتها في حق جماهير الشعب..
لم تكن نتائج كل تلك الاتفاقيات والمنابر سوى استمرار بقاء النظام وضخ دماء جديده في عروقه، وتدجين بعض ضعاف النفوس من القيادات السياسيه والاحتفاظ بها كدجاج بيتى مطيع في حظيرة نظام النهب والقمع الاسلاموى..
في ضوء كل ذلك، ووسط ازمة اقتصادية حاده تعصف بجماهير شعبنا وتحاصره من كل جانب، وفي ظل ازدياد عمليات القتل والنهب في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والتي تمارسها بشكل اساسى أجهزة النظام وميليشياته من المرتزقه.. وفي وقت يقبع فيه الكثير من شرفاء هذا الوطن في سجون النظام دون ذنب جنوه سوى صدوعهم بقول الحق في وجه عصبة ظالمه، وسط كل ذلك تطل علينا من جديد دعوات للتحاور مع النظام.. ويتم توقيع اتفاقات وإعلانات بين اطراف محسوبه على المعارضه وجماعات مسلحه تقول بأنها تقاوم النظام.. وتردمنا وسائل الاعلام المختلفه بتصريحات ناريه عن هذا الاختراق الكبير في حل الازمه السياسيه في السودان، وعن اصطفاف سياسى جديد سيغير موازين القوى في البلاد..بينما يشهد شعبنا باعين تملؤها دهشة الاستنكار وبطون فارغةطال بها الجوع، الرحلات المكوكية لقادة العصبة الحاكمه ودعاة حوار الطرشان الجديد القديم..
حزب البعث قيادة وقواعد، لا يرى في كل ذلك الهرج والمرج سوى محاولة لصنع اصطفاف جديد حول اهداف قديمه يعرفها شعبنا ويعانى حاليا من ويلاتها... فلا اعلان باريس ولا اتفاقات اديس ابابا قد عالجت او مست قضايا بلادنا الحقيقيه , وانما كان الإعلان والاتفاقيات مجرد معالجه لقضايا خلافيه بين اطراف متصارعه على قسمة السلطة والثروة في البلاد..
البعث والقوى الوطنيه في البلاد لا ترى مخرجا من الازمة التي تمر بها البلاد سوى العمل على تنظيم الجماهير في طريق اسقاط النظام من خلال الانتفاضه الشعبيه والعصيان المدنى والاضراب السياسى..ذلك هو الاصطفاف الشعبى الحقيقى والذى يضع كل جماهير السودان وقواها السياسيه والنقابيه في مواجهة معسكر النهابين والمجرمين..حينها يمكن أن نتحدث عن مفاوضات (لا حوار) لتسليم السلطه لممثلى الشعب..
مثل هذا الحل يراه المستسلمون خياليا وغير قابل للتحقيق، فحسب ما يرون، فإن انتفاضة الشعب مستبعده في هذه الظروف.. وان البلاد تمر بظروف صعبه ومعقده لايمكن تجاوزها بغير الحوار.. والواقع أن ظروف البلاد المعقده هذه ظلت تلازمنا منذ استقلال البلاد.. وأسبابها ومسببيها معروفون.. وجماهير شعبنا ظلت دائما تفاجئ قصيرى النفس المدافعين عن مصالحهم، بانتفاضات لم يشهد لها محيطنا الافريقى والعربى بل والعالمى مثيلا.. وعقب كل انتفاضة يتبارى ضعاف النفوس في محاولة تجييرها لصالحهم كرصيد سياسى.. وليتهم استخدموا هذا الرصيد السياسى المزعوم في ما يفيد جماهيرهم وجماهير الشعب السودانى..
البعث والقوى الخيره في بلادنا ينظرون الى هذه المحاولات باعتبارها محاولات مكتوب لها الموت القريب، لانها محاولات تستهدف اول ما تستهدف إعادة انتاج النظام الاسلاموى الفاجر وإطالة عمره.. وهي محاولات لا تستند على سند شعبى حقيقى، بل تتكئ على مخططات القوى الاقليميه والدوليه لاعادة رسم الخريطه السياسيه والجغرافيه للمنطقه بكاملها وإيجاد موطئ قدم لاسلام امريكى فرنسى لمقاومة ما يسمونه بالإرهاب.. وليس غريبا ولاهو موضع دهشه، أن تكون غالبية القوى المشاركه في هذه المحاولات هي من القوى التي شاركت النظام في أوقات ومراحل سابقه وتحملت معه مسئولية الجرائم والفظائع التي ارتكبت في حق المواطن السودانى..
البعث والقوى الحيه في مجتمعنا يرفضون وبشكل قاطع اى تفاوض مع نظام القمع والنهب..
البعث والقوى الوطنيه في البلاد يدعون الى تفعيل العمل الجماهيرى المنظم في اتجاه التحضير للانتفاضة الشعبيه والعصيان المدنى والاضراب السياسى..
المجد والخلود لكل شهداء شعبنا في مواجهة النظام الاسلاموى القمعى الذي سرق الدين ونهب قوت الشعب.

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
الخرطوم في 23/9/2014
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق