قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

تعرّف على مشروع العدالة الإنتقالية في العراق 2002 أساس الكوارث والإجرام الحاصل في عراق اليوم واللبنة الأساس لقوانين المجرم "بول بريمر"... واطلع على بنوده ومن أشرف عليه وعلى مؤتمر اسطنبول 2013؟!... ملخص أولي عن المشروع (ج1)؛

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تعرّف على مشروع العدالة الإنتقالية في العراق 2002 أساس الكوارث والإجرام الحاصل في عراق اليوم واللبنة الأساس لقوانين المجرم "بول بريمر"... واطلع على بنوده ومن أشرف عليه وعلى مؤتمر اسطنبول 2013؟!... ملخص أولي عن المشروع (ج1)؛
شبكة البصرة
مشروع العدالة الأنتقالية في العراق أحد أهم المشاريع الخبيثة للخارجية الامريكية في العراق، والأساس المتين للقوانين المجحفة والظالمة التي وضعها المجرم "بول بريمر" واستند اليها ما يسمى "القضاء العراقي" اليوم. هذا المشروع الذي سُوِقَ بالتعاون مع ما تسمى أنذاك المعارضة العراقية التي ناب عنها حقوقيين لديهم أسمهم وسمعتهم في القانون والقضاء بحسب ما يدعون! ولكن للأسف سخروا كل أمكانياتهم وخبراتهم لخدمة مشروع الأحتلال الأمريكي في العراق إمعاناً منهم في تدمير العراق وتحويله إلى ما نراه اليوم من حال عليه.
من هم؟ ولماذا فعلوا ذلك؟ وهل يا ترى توقفوا عند حد ذاك المشروع.. وتابوا كما يقولون ويدعون؟ وإذا عرفنا الغاية وراء مؤتمراتهم المشبوهة في السابق هي لتدمير العراق وفعلوا ما اتفقوا عليه، فما الغاية من مؤتمراتهم اليوم وأخرها مؤتمر اسطنبول؟
هل يعرف المؤتمرين الحضور أن المجموعة التي أدارت مؤتمر اسطنبول 5-8  تموز 2013 هي نفسها المجموعة التي أدارت مؤتمر مشروع العدالة الأنتقالية  2002، الخبيث بكل بنوده وأهدافه، وعلى راسها قانون الاجتثاث وحل الجيش والأجهزة الأمنية والمسالة والعدالة؟
 وهل تحمل هذه المجموعة نفس الأجندة والأهداف التي حمولها عندما عقدوا أول مؤتمر مناقشة لـ "مشروع العدالة الأنتقالية" في واشنطن بتاريخ 9-10  تموز 2002؟ ثم لحقه المؤتمر النهائي لنفس المشروع في سيراكوزا/ أيطاليا بتاريخ 27- 9/2-10 عام 2002؟ وإن كانت تختلف فما هي أهدافهم وراء عقد مؤتمر اسطنبول ولمصلحة من؟
وهل يختلف دورهم وأجندتهم في مؤتمر أسطنبول الذي عقد في تموز 2013 عن دورهم وأجندتهم التي نفذوها في مشروع العدالة الانتقالية 2002؟

وإذا كان الجواب بنعم، فما تفسيرهم لتثبيت الفقرة "13" في توصيات ومقررات مؤتمراسطنبول تموز 2013، والتي تحصر تنفيذ ومتابعة كافة توصيات المؤتمر وتختزلها بشخص "جمعية الحقوقيين العراقييين" المعروفة أنها تدار فقط من قبل المشرف على مشروع العدالة الأنتقالية وزوجته من منزلهما في لندن؟

وما سر إعتبار بعض الحضور في مؤتمر اسطنبول ووصفه أنه من أنجح المؤتمرات الوطنية خلال فترة عهد الأحتلال منذ 2003 وحتى يومنا هذا، خصوصاً وأن المعلومات أعلاه معروفة ومكشوفة لهم؟!

فلنقرأ ما سطرت أقلامهم ووضعته عقولهم في هذا المشروع التأمري الخبيث الذي نحصدتباعته إلى يومنا هذا، ونترك التعليق لكم، ولنرى كيف سيكون الدفاع عنهم من قبل من صدق ووثق بهم، وباعوا رفاق دربهم بعد 10 سنين من المواجهة الضارية مع الأحتلال وحكومة الأحتلال وأذنابهم من العملاء والفاسدين والكذابيين؟!!

ونذكر أن هذه المعلومات هي البداية فقط فأول الغيث قطرة... وسنكشف لاحقاً جميعالتفصيلات الخاصة بمشروع العدالة الانتقالية وما رافقه من خطط وأعمال ومؤتمرات ومصادر تمويلها اولاً بأول... فأنتظرونا.

الصورة الأولى: لاحظوا ما يلي: الأسماء هنا، تحديداً تلك التي وضعت داخل الدوائر الحمراء وتاريخ كتابة هذا العدد الخاص من مسودة مشروع العدالة الانتقالية في العراق... الهيئة المشرفة على مؤتمر اسطنبول 6-8 تموز 2013 (هم نفسهم من شاركوا في وضع مسودة قوانين بريمر عام 2002).

الصورة الثانية والثالثة: أهم البنود التي وردت في هذا المشروع الذي يتألف من (522) صفحة أجتثاث البعث حل الجيش والأمن والحرس الجمهوري محاسبة البعثيين (قانون المسألة والعدالة)

الصورة الرابعةنسخة عن صفحة موقع جمعية الحقوقيين العراقيين (يتفاخر بكونه المشرف على مشروع العدالة الانتقالية في العراق..!) علماً أن الموقع حديث وتم افتتاحه قبل حوالي أقل من شهرين... يعني وبمعنى أخر حديث التحديثات.
المرابط العراقي 16/7/2013
شبكة البصرة
الاثنين 20 رمضان 1434 / 29 تموز 2013

بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق : في الذكرى الخامسة والأربعين لانتفاضة الثلاثين من تموز الخالدة بروح الاقتحام وفدائية شهداء البعث نؤجج الجهاد لاستكمال التحرير الشامل

بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق
في الثلاثين من تموز 2013م
بسم الله الرحمن الرحيم
حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
قيادة قطر العراق
مكتب الثقافة والأعلام
  
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة  ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة   حرية   اشتراكية
  
شبكة البصرة
بيان في الذكرى الخامسة والأربعين لانتفاضة الثلاثين من تموز الخالدة
بروح الاقتحام وفدائية شهداء البعث نؤجج الجهاد لاستكمال التحرير الشامل
يا أبناء شعبنا المُضحي المجاهد
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
تحل علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لانتفاضة الثلاثين من تموز الخالدة التي أفصحت عن الوجه المشرق والأصيل لثورة السابع العاشر من تموز عام 1968 وعبرت عن جوهرها الحقيقي وهويتها الوطنية والقومية فكانت تلك الانتفاضة المباركة الخالدة تجسيداً لروح الاقتحام والتعرض لدى قادة البعث ومناضليه الذين قضوا على جيب الالتفاف والردة بإبعاد عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداود.

وقد طبعت الروح الاقتحامية لانتفاضة الثلاثين من تموز مسيرة الثورة اللاحقة ومنجزاتها العملاقة في تصفية شبكات التجسس الصهيونية وتحقيق الإصلاح الزراعي الجذري والثورة الزراعية في الريف وبيان 11 آذار عام 1970 وتحقيق الحل السلمي الديمقراطي للقضية الكردية والحكم الذاتي لأبناء شعبنا الكردي وقرار تأميم النفط الخالد في الأول من حزيران عام 1972 وانطلاق مسيرة التنمية العظيمة والبناء الاشتراكي في ميادين الحياة كافة وتحقيق الطفرة النوعية المتميزة في الرفاه المعيشي والازدهار الثقافي والمعنوي لأبناء شعبنا مما حدا بمعسكر أعداء الثورة والعراق والامة لتفريغ ما في جعبتها من مخططات التآمر واستهداف الثورة فكانت العدوانات الغاشمة والحصار الجائر وصولاً الى احتلال العراق في عام 2003 الذي جابهه مجاهدو البعث والمقاومة بعملياتهم الجهادية والجبارة والتي جسدت حقيقة البعث المقاوم المجاهد الذي قدم قائده الرفيق الشهيد صدام حسين وستة من أعضاء قيادة الحزب ونسبة عالية من كادره المتقدم ومناضليه فداءا للشعب والامة فلقد قدم البعث أكثر من 160 الف شهيد وتواصلت قوافل شهداء البعث عبر عمليات الاغتيال والإعدام وآخرها إعدام كوكبة من مناضلي البعث من المقاومين الأبطال في شهر رمضان المبارك.

يا أبناء شعبنا الصابر المقدام
يا أحرار العرب والعالم أجمع
تحل علينا الذكرى الخامسة والأربعون لانتفاضة الثلاثين من تموز الخالدة وشعبنا يواصل مسيرته الجهادية الظافرة مُستلهماً روح التعرض والاقتحام للانتفاضة الباسلة وجهادية شهداء البعث والعراق والامة الأبرار لاستكمال التحرير الشامل ومجابهة تركات المحتلين والمخطط الفارسي الصفوي وأداة تنفيذه الطيعة حكومة المالكي العميلة وحلفها الصفوي التي ولغت في دماء أبناء شعبنا عبر الاغتيالات والإعدامات والتفجيرات الإجرامية التي تصاعدت على نحو فاضح في شهر رمضان الفضيل والتي بلغت ذروتها في اليومين الماضيين وطالت بغداد والمحافظات كلها مصحوبة بتصعيد ممارسات الاجتثاث ضد البعث وترويج بدعة (تجريمه) في عملية أسقاط مفضوحة لجرائم طغمة المالكي في إبادة الشعب العراقي ونهب نفطه وأمواله.

بيد أن مجاهدي البعث والمقاومة سيواصلون تصديهم الشجاع للمجرمين من العملاء والسراق وسيجهضون ممارساتهم الخبيثة الرامية لتأجيج الفتنة الطائفية والعرقية المقيتة وتمزيق النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية عبر رفض استهداف أبناء الشعب وأفراد الشرطة ودعوات الأقاليم المشبوهة وعمليات التهجير القسري بما يُعزز وحدة شعبنا ووطننا وبما يؤجج مسيرة الجهاد الظافر لاستكمال التحرير الشامل وحتى النصر المٌبين.

المجد لشهداء البعث والمقاومة الأبرار.
والخزي والعار للعملاء الأذلاء.
وتحية لروح قادة ثورة السابع عشر من تموز وانتفاضة الثلاثين منه الخالدة الرفاق المرحومين أحمد حسن البكر وصدام حسين وصالح مهدي عماش.
وتحية المجد والفخار للرفيق القائد المجاهد حادي ركب المجاهدين صوب الظفر الحاسم الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني.
وتحية لمجاهدي الحزب والمقاومة وأبناء شعبنا وأمتنا كافة.
ولرسالة أمتنا الخلود.

قيادة قطر العراق
مكتب الثقافة والإعلام
في الثلاثين من تموز 2013م
بغداد المنصورة بالعز بإذن الله
 
المقاومة الوطنية العراقية... الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي
  
شبكة البصرة
الاثنين 20 رمضان 1434 / 29 تموز 2013

عــاجـــل .. عــاجـــل .. عــاجـــل الخطاب التأريخي للقائد الاعلى للجهاد والتحرير بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة والذي القاه في العاصمة بغداد

 عــاجـــل .. عــاجـــل .. عــاجـــل الخطاب التأريخي للقائد الاعلى للجهاد والتحرير بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة والذي القاه في العاصمة بغداد 

شبكة ذي قــار
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مرصوص
صدق الله العظيم

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم.
يا أبناء أمتنا المجيدة.
أيها المناضلون في حزب الرسالة على امتداد وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر.
يا رفاق الدرب الطويل في عراق العروبة والإسلام.
يا رفاق النضال الدامي المرير.
يا رفاق السلاح والكفاح في قواتنا المسلحة البطلة وفي فصائل الجهاد في مسيرة التحرير.
يا أخوة الإيمان والجهاد الشامل العميق وطنيين وقوميين وإسلاميين.
أيها الرجال التاريخيون الرساليون في صفوف البعث ومقاومته الباسلة وقواته المسلحة المجيدة.


أحييكم جميعا بتحية الإيمان والجهاد والكفاح المعطرة بدماء ونجيع الفرسان والأبطال والصناديد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه شهيدا سعيدا ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا أولئك هم صناع التاريخ الجديد المجيد للأمة في عراق العروبة ورسالتها الخالدة.


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم.
تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لثورة تموز المجيدة الثورة البيضاء النقية الطاهرة ونحن وبلدنا وشعبنا الثائر قد دخلنا في السنة الحادية عشرة للاحتلال الامبريالي الصهيوني الصفوي لعراقنا الحبيب.
تمر علينا اليوم هذه الذكرى المعطرة ونحن قد دخلنا في السنة الحادية عشرة من صراعنا التاريخي الملحمي مع حلف الشر والرذيلة حلف الغزاة البغاة الجناة.


يا ابناء العروبة في كل مكان فقد قدم فيها شعبكم العراقي العظيم شعب تموز ومسيرته العملاقة أعز وأغلى التضحيات، أكثر من مليوني شهيد منهم أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد من حزب العروبة ورسالتها الخالدة قربانا على طريق دحر الغزاة وطردهم وتحرير العراق وتطهير أرضه التي دنسها الغزاة المعتدون، ثم لتعزيز وتثوير مسيرة الأمة الكفاحية على طريق تحررها وتوحدها واستعادة دورها التاريخي الحضاري بين الأمم.


تحية معطره بدم الشهداء وبعرق المرابطين المجاهدين الأبطال الثابتين على العهد المتين إلى صناع ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة والى رجالها الميامين، عهدا منا لهم جميعا نحن الأحياء إلى أرواح الميتين منهم والى الجباه العالية للأحياء منهم وعدا وعهدا غليظا منا لجميع شهداء المسيرة على الثبات الراسخ رسوخ الجبال الشم على مبادئ ثورة تموز وعلى أهدافها وعلى منهجها الوطني القومي الإيماني الثوري التحرري التقدمي الاشتراكي، وعهدا منا لشعبنا وامتنا أن نواصل الكفاح المجيد وبكل أشكاله وألوانه وصيغه وفي كل ميادين المنازلة حتى التحرير الشامل والعميق للعراق وحتى يعود منهج تموز لمواصلة بناء التجربة الرائدة للأمة على أرض العراق الطاهرة وعند شعبه المجيد وحتى يعود العراق إلى دوره الطليعي في مسيرة الأمة الكفاحية لتحقيق أهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية.


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم.
يا أبناء امتنا المجيدة.
يا أحرار العالم.
لقد دخلنا في السنة الحادية عشرة في صراعنا الملحمي التاريخي التحرري ضد الغزاة البغاة الجناة الذين دنسوا أرض الحضارات وهم ماضون إلى اليوم في قتل الشعب وتدمير حياته.
إنني وفي هذا اليوم لأصرخ في الضمير الانساني لمن عنده ضمير فأقول: أين هي حرية الإنسان وحرية الشعوب وحرية الأمم وحقوقها؟.


يا شعوب أوروبا العريقة ويا شعوب أمريكا يا من تتشدقون بحرية الإنسان وبحقوقه ليل نهار هذا شعب العراق العظيم الذي علم الإنسانية ما لم تكن تعلم، علمها الحرف الأول للكتابة والقراءة يوم كنتم في غياهب العدم لبعضكم وكنتم في ظلمات التخلف والتأخر لبعضكم الآخر، علم الإنسانية صناعة العجلة الأولي وعلمها من العلوم والفهوم ما كان يمثل قاعدة لانطلاق التقدم والتحرر والتحضر الذي أوصل الإنسان من خلالها إلى القمر والمريخ والى أعماق الفضاء وأعماق البحار والمحيطات، أين الإنسانية التي قدم لها العراق وشعبه هذا السفر الخالد المجيد.


أيها الغزاة العتاة المعتدون خسئتم وخسئت نواياكم الشريرة الظلامية.
إن شعبا يملك هذا السفر الخالد من التاريخ والحضارات والأمجاد لن يموت ولم يتقهقر ولم يهادن ولم يساوم، وان إيغالكم في العدوان عليه لن يزيده إلا قوة وثباتا وإصرارا على سحق ذيولكم وعملائكم الفرس المجوس في العراق أولا ثم في الأمة حيثما تمتد مخالبهم وأنوفهم.


أقول للحكام العرب ولجماهير الامة معهم وخاصة الأحرار من حكام الامة إن كان فيهم أحرار يملكون إرادتهم، أين أنتم مما يحصل في العراق عراق العروبة على مدى أكثر من عشر سنوات خلت من القتل والذبح والتشريد والتهجير والتخريب والتدمير لكل معالم الحياة في بلد الحضارات والتقدم في البلد والشعب الذي قدم للأمة ما لم يقدمه أي شعب لامته على امتداد تاريخ البشرية، ما هذا الصمت أيها الشياطين الخرس حاشى الخيرين منكم أصحاب النخوة والغيرة والشرف، ماذا ستقولون للتاريخ الذي لا يرحم الكبير والصغير ولا يرحم القوي والضعيف منكم، كيف ستنظر إليكم والى تاريخكم الأجيال القادمة التي هي كذلك لا ترحم، ماذا ستقولون يوم يدعوكم الداعي فتستجيبون بحمده وقد تعلمون علم اليقين انه جل جلاله سريع الحساب وشديد العقاب انه يعلم ما توسوس به أنفسكم وهو أقرب إليكم من حبل الوريد، ماذا ستقولون يوم يدعوكم الداعي جل جلاله إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا سلطة ولا جاه ولا درهم ولا دينار ولا صديق ولا حليف إلا من ثار وانتخى وانتصر لحرمات الله ومقدساته التي تنهتك ليل نهار في العراق أيها الحكام العرب؟؟.


إن كنتم تخافون وتخشون من أمريكا فقد سقطت أمريكا في وحل العراق وهي لا زالت تتدحرج في الهاوية إلى اليوم، انظروا أيها الإخوة كيف تتعامل امريكا العظمى القطب الأوحد بخوف وحذر شديدين وتتردد بل وتجبن وتتخاذل أحيانا مع الملف النووي الإيراني الذي سيفاجئ العالم عن قريب بسلاحه النووي، ثم انظروا كيف يتعاملون في موضوع سوريا وفي موضوع العراق وحتى في أفغانستان تراجع وتقهقر وخوف وحذر عن دورهم الذي كانوا عليه قبل احتلال العراق.


أقول في هذه المناسبة بكل فخر واعتزاز هنيئا لشعب العراق وهنيئا لمقاومة العراق وهنيئا لجيش العراق الذي حطم القطب الأوحد وأنقذ الإنسانية من شروره ومفاسده ومن عدوانه وطغيانه.


يا أحرار العراق ويا أحرار الأمة ويا أحرار العالم: إن انتصارنا على حلف الغزاة الطغاة البغاة مشهود وبين، انتصرنا وسحقت أمريكيا في أهم ميادين المنازلة وهي الميدان العسكري وشواهده كثيرة، هروبهم من العراق وتسليمه إلى إيران، هروبهم في الميدان الاقتصادي الذي لازال يترنح ويهدد بالانهيار، هروبهم في الميدان السياسي.


وانظروا إلى نتائج الانتصار التاريخي لشعب العراق وانظروا إلى ما بقي بيد الغزاة في العراق، بقيت بيده هذه العملية السياسية البائسة الشوهاء المنفلتة التي تمثل العار الأكبر لأمريكا، أمريكيا التي جاءت إلى العراق بدعوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولتصنع للعراقيين جنة نعيم، قد صنعت لهم البؤس والدمار والخراب والقتل والسلب والنهب والتشريد والتدمير والتمزيق لشعبه الواحد الحضاري الإنساني على أسس طائفية وعرقية وقبلية ومناطقية جاءت بها وأججتها.


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم.
يا أبناء أمتنا المجيدة.
يا أحرار العالم.
هذه فرية الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحريته ورفاهيته التي جاءت بها أمريكا وحلفاؤها إلى العراق هذه المبادئ الإنسانية الكريمة التي يتاجرون بها لتضليل الشعوب ومخادعتها لتحقيق أهدافها الشريرة ونواياها السوداء في استعباد الشعوب ونهب ثرواتها وخيراتها وقتل طموحها وتطلعها إلى الحرية والتحرر والاستقلال والتطور والتقدم.


أكثر من عشر سنوات خلت : تدمير كامل وشامل لكل معالم التقدم والتطور التي تحققت في ظل ثورة تموز المجيدة، دمروا الصناعات الثقيلة العسكرية والمدنية، دمروا الصناعات الالكترونية المتقدمة على جميع دول المنطقة، دمروا المشاريع الخدمية الإستراتيجية الطرق والمواصلات والجسور العملاقة، دمروا المشاريع الزراعية العملاقة التي أنجزتها ثورة تموز (سد الموصل - سد حديثة – سد حمرين – السد العظيم – سد بادوش – سد حوران – سد مجيمين – سد بخمة العملاق الذي سيتمم السيطرة الكاملة المطلقة على موارد العراق المائية النهرية لغرض تقنين استخدامها واستثمارها دون التفريط بأي قطرة منها – سد مكحول الذي نهبت أدواته ومستلزمات التنفيذ جميعها كما حصل لمشروع سد بخمة - المشاريع الاروائية العملاقة التي بدأت كفاءتها تتراجع وتنحسر بل بدأت تتدهور ويتلاشى عطاؤها، منها مشروع ري كركوك الكبير ومشروع ري الاسحاقي الكبير ومشروع ري المسيب الكبير الذي طورته الثورة وضاعفت استيعابه وقدراته، ومشروع ري الدلمج – مشروع ري الدواية – مشروع ري المغيشي – مشروع الشحيمية – مشروع الوحدة – مشروع 7 نيسان – مشروع الدجيل الكبير في واسط مشروع العز مع مئات المشاريع المتوسطة والصغيرة، مشروع ذراع الثرثار دجلة الإستراتيجي – مشروع النهر الثالث الذي ينقل بزول حوضي دجلة والفرات إلى البحر).


دمروا البناء المادي والمعنوي والروحي والقيمي لقطاع التربية والتعليم والقطاع الصحي، قتلوا وشردوا آلاف العلماء والباحثين والخبراء والفنيين الذين أعدتهم الثورة ليقودوا مسيرة التطور والتقدم الحضاري الذين على أكتافهم نهض العراق وقامت فيه أغنى تجربة في الأمة للتحرر والاستقلال والتطور والتقدم، دمروا جيش العروبة ورسالتها الذي ركع الفرس الصفويون وجرعهم السم الزعاف والذي أرق نوم الصهاينة في بيوتهم على امتداد خمس وثلاثين عاما من مسيرة ثورة تموز المجيدة.


يا رجال العراق الميامين المجاهدين الثابتين على العهد المتين، يا ماجدات العراق الصابرات الباسلات، يا شباب العراق الثائر يا أمل المستقبل، أيها العلماء والخبراء والباحثون والفنيون وفي كل ميادين الحياة: في الصناعة والزراعة والاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام وفي العسكرية والأمن الوطني القومي، وفي المقدمة منهم رجال البعث والقوات المسلحة:


اعلموا علم اليقين أيها الأحرار أيها الأبطال أنكم أنتم جميعا المستهدف الأول من حلف الغزاة البغاة بالقتل والطرد والتشريد والتهجير انتقاما لما حققتم لبلدكم وأمتكم من انجازات تاريخية عملاقة أرعبت أعداء الشعب والأمة من إمبرياليين وصهاينة وفرس صفويين، واعلموا أن من أهم أهداف الغزاة هو تغييبكم عن مسرح النضال والجهاد والكفاح لتسهيل تغييب وطمس تجربتكم الحضارية المبدعة التي قضت مضاجع الصهاينة والفرس الصفويين.


فعليكم جميعا أن تقفوا سدا منيعا ضد حملة التشويش والتضليل والتدجيل والكذب والخداع على مسيرتكم المباركة وتجربتكم التحررية التقدمية الحضارية الرائدة والمبدعة التي شيدتموها على امتداد خمس وثلاثين عاما بعقولكم النيرة الخيرة وبسواعدكم القوية الأمينة المباركة، فشمروا عن ساعد الجد وضعوا هذه المسيرة وانجازاتها وانتصاراتها أمام شعب العراق على الدوام الذي على أكتاف أبنائه تحقق بناؤها لبنة لبنة وحجرا حجرا وحلقة حلقة، ضعوها أمامه بشكل دائم وبصورتها الحقيقية البهية وفي كل ميادين البناء والتطور في بلدنا العزيز، ولكي لا ننسى نحن الطليعة ولكي لا تنسى الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في تلك التجربة وفي ذلك البناء العظيم وصاحبة المصلحة الحقيقية في مسيرة الكفاح والجهاد لدحر ذيول الاحتلال وعملائه وأذنابه.


استخدموا كل وسائل النشر والإعلام وكل الفرص المتاحة وحطموا الحصار الإعلامي المضروب على مسيرتكم ومقاومتكم وحزبكم حتى يفتح الله لنا وهو خير الفاتحين، ربنا افتح بيننا وبين الغزاة البغاة وعملائهم بالحق وأنت خير الفاتحين.


أيها المناضلون المجاهدون في تنظيم البعث وفي فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وفي الجيش والقوات المسلحة: اعلموا أن العاملين في جيش العملاء فإنهم جزء من جيش العراق الوطني العظيم وان العاملين في أمن واستخبارات وشرطة حكومة العملاء والخونة هم جزء عزيز من أجهزة الأمن الوطني والقومي إلا ما أدخله الصفويون العملاء من ميليشيات وجواسيس وخونة وطائفيين صفويين في صفوف هذه القوات، فهؤلاء النفر هم وحدهم أعداؤنا وهم وحدهم المستهدفون من مقاومتنا ومقاتلينا والباقي وهم الأساس وهم الاغلبية المطلقة هم أبناؤنا وإخواننا وعليهم المعتمد بعد الله ثم بعدكم في تحرير العراق وسحق المشروع الصفوي البغيض.


وأحذر في هذه المناسبة الكريمة كل الفصائل خارج القيادة العليا للجهاد والتحرير من التعرض العشوائي لمنتسبي الجيش والشرطة وهم يؤدون واجبهم الوطني في السيطرات وفي الدوريات وفي ملاحقة الإرهاب الحقيقي الذي يقتل العراقيين على الهوية.


واعلموا ان ما يجري اليوم من قتل على الهوية للعسكريين والمدنيين هو من فعل المليشيات الصفوية حصرا ولا أعتقد أن القاعدة ومقاتليها الحقيقيين لهم فيها يد وإنما يستخدم اسم القاعدة للتغطية على الجرائم البشعة، ومع ذلك فاني أقول لقيادة القاعدة في العراق وهم إخوتنا في الجهاد شرط إن استهدفوا أعداء العراق وشعبه فقط وان جاهدوا من اجل تحرير العراق فقط.


إن أي استهداف للجيش والشرطة وكل العاملين المدنيين في حكومة العملاء الذين لم يثبت عليهم خيانة وعمالة وعدوانية على الشعب ومقاومته فهو يصب في مصلحة حلف الغزاة أي في مصلحة أمريكا وإسرائيل وإيران الصفوية وفي مصلحة عملائهم وأذنابهم، ولتتذكر هذه القيادة المجاهدة المؤمنة قوله تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ)، وليذكروا قوله جل جلاله: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).


وليذكروا من سنة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قوله لسيدنا أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه عندما طارد مشركا في معركة مع المشركين فلما تمكن منه قال المشرك لا اله إلا الله فضربه وقتله فاستدعاه الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فقال له أقتلته يا أسامة بعد أن قال لا اله إلا الله قال سيدنا أسامة (رضي الله عنه) نعم يا رسول الله قالها خوفا من السيف قال الحبيب (صلى الله عليه وسلم) أشققت على قلبه فكيف لك بلا اله الا الله يوم القيامة وظل يكررها وهو غضبان حتى قال سيدنا أسامه يا ليتني لم أكن أسلمت إلى تلك اللحظة، فكيف بمن يقتل مؤمنا يقيم الصلوات الخمس ويؤدي ما عليه من فروض الإسلام ثم يؤدي واجبا اجتماعيا يخدم فيه شعبه وأمته.


أقول للطائفية ومن أي مخبأ خرجت من مخابئ السنة أو من مخابئ الشيعة أو من المسيحيين وطوائفهم وبأي لون اصطبغت، واقول للدنيا كلها إن حزب البعث العربي الاشتراكي منذ ولادته ووفق عقيدته ومبادئه ودستوره وايمانه أعلن حربا مقدسة ودائمية على الطائفية وليس على الطوائف وعلى كل الصيغ الاجتماعية والسياسية والعقائدية التي تفرق بين أبناء وفئات المجتمع الاشتراكي الحر الموحد الذي يناضل البعث من اجل إقامته، وأعلن حربا على العنصرية والعرقية وليس على الأعراق التي تفرق وتشتت وتقطع أوصال المجتمعات الإنسانية وان قصر البعث أو أهمل في مرحلة ما في تطبيق مبادئه وفكره وعقيدته الوطنية القومية الإنسانية فهو تقصير وخطأ يحسب على قياداته وقادته.


وليعلم الصفويون وليعلم كل من أثرت عليه حملة التضليل والتدجيل والتشويش أن قيادة البعث ومناضليه ومقاتليه سنكون حربا بلا هوادة على الطائفية والطائفيين وعلى العنصرية والعنصريين وعلى العرقية والعرقيين حيثما يتواجدون داخل الحزب لا سمح الله أو خارجه داخل العراق أو في وطننا الكبير حتى ننتصر وننهي الطائفية والعنصرية والعرقية والمناطقية والمدنية والعشائرية وليس العشائر إلى الأبد ويتحقق المجتمع الوطني الإنساني الديمقراطي الحر الموحد التقدمي الاشتراكي الحضاري لعراقنا الحبيب ولامتنا المجيدة.


هذه هي ثورة تموز المجيدة هكذا كانت منذ انطلاقتها الأولى منذ يومها الأول انطلقت تقض أوكار الفساد والتخلف وتبني وتعمر وتطور فحققت نقلة حضارية كبيرة وفي كل ميادين الحياة رغم الحروب التي شنتها قوى الشر والرذيلة والظلام عليها وعلى مسيرتها لوأدها أو لإيقاف مسيرتها أو لاحتوائها أو لتدجينها ثم حرفها عن مسارها الوطني التحرري التقدمي الحضاري فانتفضت في الثلاثين من تموز فطهرت بيتها الداخلي ثم انطلقت فورا إلى تصفية بؤر التجسس والفساد والعمالة التي كانت تعشعش في العراق ثم تصدت بقوة وبهمة عالية وعزم لا يلين لكل المؤامرات التي حيكت للتصدي لمسيرتها بدءاً من المؤامرة الرجعية الأولى لعبد الغني الراوي وزمرته إلى مؤامرة ناظم كزار إلى أحداث عام تسعة وسبعين 1979 حيث انحرفت وضلت مجموعة من أعضاء القيادة والكادر المتقدم.


لقد جرى ذلك كله مع حرب الشمال التي امتدت لعشرات السنين كان الخاسر فيها الأول هو شعبنا العراقي العظيم بعربه وأكراده ثم ثورته الوطنية المجيدة.


لقد اكتنفت هذه الحرب أخطاء وهفوات كبيرة لقيادة الحزب والثورة كان بالإمكان تجنبها وتخفيف تلك المعاناة عن شعبنا بعربه وكرده وتركمانه وأقلياته الأخرى، وأن تصرف تلك التضحيات المادية والمعنوية على مسيرة التقدم والبناء والتطور حتى اتخذت القيادة قرارها التاريخي العظيم في إصدار بيان آذار وقانون الحكم الذاتي لشعبنا الكردي العزيز.


هذا الانجاز التاريخي العظيم الذي حوصر وحورب وتصدت لتطبيقه على الأرض وفي النفوس كل قوى الشر وكل أعداء البعث وثورته داخل العراق وخارجه ثم جاءت الحلقة الكبرى في سلسلة التآمر على ثورة تموز الوطنية القومية التقدمية الغزو الفارسي الصفوي.


لقد رفعت قيادة ثورة الملالي وعلى لسان قائدها الخميني شعارا واحدا وهدف واحدا وأغمضت عينها على كل أهداف الثورة التي يجب أن تأخذ الأولوية الأولى في مسار كل الثورات في العالم وهي أهداف تثبيت أركان الثورة في الداخل أولا، فرفعوا شعار تصدير الثورة إلى الخارج على أن تمر عبر العراق وزينوا وطبلوا لتلك الشعارات والأهداف فقالوا مسيرتنا إلى تحرير القدس تمر عبر بغداد ومسيرتنا لتحرير مكة ستمر عبر النجف وشنوا على العراق حربا داخلية لتحريك عملائهم وجواسيسهم الصفويين والإيرانيين المجنسين في العراق ثم حربا على الحدود وأصرت القيادة الصفوية على تأجيج الحرب وإدامتها حتى جرعها شعب العراق العظيم السم الزعاف وسحق عنجهيتها وانفلاتها وتهورها وسحق أطماعها ونواياها السوداء ولم ترفع شعار تصدير الثورة ولم تجرؤ على رفعه منذ ذلك اليوم إلى أن تحطمت البوابة الشرقية للأمة في احتلال العراق وتدمير جيشه وشعبه وإيقاف مسيرة ثورته ثم جاءت الطامة الكبرى المؤامرة الكبرى القاتلة، وقد حاك خيوطها نفس الحلف الشرير الامبريالية والصهيونية وإيران الصفوية لكي يهيئ هذا الحلف ويمهد لغزو العراق فورطوا قيادة الثورة وزينوا لها دخول الكويت وذلك لتأليب الأمة وقواها الفاعلة التي تمثل حضن العراق الدافئ والسند الأقوى لثورته ومسيرته الذي لولاه أقولها للتأريخ لولا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية على الغزو الصفوي للأمة، ثم كان هدفهم لتحشيد العالم عليه وخاصة القوى الاستعمارية الحاقدة على العراق وثورته والحاقدة على الأمة وتأريخها وحضاراتها ورسالتها فجيشوا الجيوش لسحق تجربة الأمة التحررية التقدمية الرائدة في العراق لما رأوا أنها قد تجاوزت الخطوط الحمراء التي تضعها الامبريالية دائما على الشعوب والأمم الناهضة فتحقق لهم ما أرادوا وارتكبت القيادة تلك الهفوة التاريخية التي أوقفت المسيرة الثورية التحررية التقدمية الحضارية لثورة تموز المجيدة تلك الثورة التي بنت عليها الأمة الآمال العريضة في تحرير فلسطين وتحرير الامة وتوحدها ثم بناء مستقبلها وحضارتها أمل الأمة الوحيد لتحرير فلسطين الحبيبة والاحواز وكل شبر ضاع واغتصب من أرض العروبة.


فعادت عجلة التاريخ إلى الخلف إلى حالة التقهقر والتردي والضياع للامة إلى عصر التمزق والتناحر والتقاطع وعاد الاستعمار إلى العراق والى ربوع الوطن الكبير بصيغ وألوان وأشكال شتى يعيث في ارض العراق والأمة فسادا وتخريبا ودمارا وسلبا لحريتها وثرواتها وخاصة في عراق العروبة ورسالتها طليعة مسيرة الأمة التحررية على امتداد تاريخها الطويل.


هذا الذي أراده الغزاة البغاة من غزوهم للعراق فقد دمروا كل شيء فيه قتلوا أكثر من مليوني شهيد وشردوا ودمروا حياة الملايين، قتلوا أكثر من مئة وخمسين ألف شهيد من طليعته البعث الرسالي وحلوا الجيش الوطني العقائدي ليجتثوه وقتلوا الآلاف من رجاله وصناديده وأبطاله وغيبوا الآلاف في سجونهم ومعتقلاتهم لإنهاء دوره إلى الأبد، هكذا أرادوا وقد حققوا ما أرادوا إلا هدفين أساسيين لهم خسئوا لم يحققوها ولن يحققوها أبدا وهي إنهاء البعث ودوره في حياة العراق ومسيرته اللاحقة وقتل الروح الإيمانية الوطنية الوثابة في جيش العراق لإنهاء دوره في حياة العراق اللاحقة، والثاني قتل روح الإرادة والعزم روح الإيمان والصبر روح الثورة روح التضحية والفداء روح الأداء البطولي التاريخي الرسالي لشعب العراق.


دمروا كل شيء إلا الإنسان العراقي الكامل دمروا كل شيء إلا صناديد وفرسان البعث وقواته المسلحة الباسلة فوقف الشعب العظيم كالطود الشامخ وفي طليعته رجال القوات المسلحة ورجال جيشه الوطني العظيم ورجال وأبطال وفرسان المقاومة المسلحة تكتنفهم العناية الإلهية فاستبسلوا جميعا وقدموا من الأداء العالي المبدع ومن الفداء والتضحيات ما لم يستوعبه العقل الإنساني اليوم وسيظهر هذا السفر بإذن الله في انصع صفحات تاريخ العراق والأمة والإنسانية لتبقى الأجيال أجيال العروبة تتغنى به وتستمد منه ما ينور لها دربها لتحقيق أهداف الأمة في تحررها وتوحدها واستعادة دورها التاريخي الرسالي بين الأمم.


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم.
يا أبناء امتنا المجيدة.
إننا اليوم نتحدث عن ثورة تموز ومسيرتها التحررية ونحن عاجزون قطعا على أن نوفي حقها وحق قيادتها وحق حزبها المجيد كيف نوفي وفي خطاب رسمي وفي مناسبة رسمية حق ثورة أشادت للأمة أول تجربة وطنية قومية تحررية تقدمية اشتراكية على ارض العراق وعند شعبه العظيم فجعلت العراق في طليعة البلدان المناضلة من اجل حريتها وتحررها واستقلالها جعلته في طليعة البلدان الناهضة في البناء والتقدم والتطور.


الثورة التي حررت موارد وثروات العراق الوطنية وعلى رأسها النفط وجميع المعادن والثروات التي تليه واستثمرتها استثمارا وطنيا عاليا لتعزيز الموارد القومية ولتحقيق التقدم والتطور المنشود، الثورة التي أعدت جيوش العلماء والخبراء والباحثين والفنيين وفي جميع ميادين الحياة في الصناعة الثقيلة والخفيفة المدنية والعسكرية في الزراعة والصحة والتعليم والتربية وفي جميع ميادين الخدمات وعلى رأسها ميدان التنمية البشرية وإعداد الأجيال الواعية المتعلمة الواعدة لقيادة العراق في معركة البناء والتقدم والتطور.


الثورة التي أعادت بناء وتطوير جيش العراق الوطني العقائدي الذي دافع عن العراق والأمة في كل ميادين صراعها مع أعدائها في وطنها الكبير، الجيش الذي وقف وقفته التاريخية على بوابة الأمة الشرقية يذود عن حماها وحرماتها ومقدساتها خمسة وثلاثين عاما قدم الكثير والعزيز من التضحيات وخاصة في معركة القادسية التي حقق فيها أعظم الانتصارات التاريخية للامة وذلك في سحقه للغزو العنصري الصفوي البغيض فوضع بذلك مثابات عالية للامة وشعبها وجيوشها ورجالها وقياداتها وأحزابها وحركاتها الثورية مثابات عالية في الإيمان وفي الصمود والاستبسال والتضحية والنصر على الأعداء.


ومن هنا من بغداد العز والتاريخ والحضارة وفي هذه المناسبة الوطنية والقومية ونحن نتحدث عن ثورة السابع عشر من تموز وعطائها وانجازاتها وانتصاراتها وعن جيش العراق الوطني العقائدي وانتصاراته التاريخية أقول للإخوة والرفاق من العلماء والباحثين والخبراء وقادة التنمية الوطنية في مسيرة تموز ورجال القوات المسلحة الأبطال رجال المهمات الخاصة وقادة الحزب وكادره المتقدم وكل الكتاب والمثقفين الوطنيين في الأمة أن يشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد للكتابة والحديث عن مسيرة ثورة تموز وانجازاتها العملاقة وإبداعاتها الرائدة والفذة التي لم يستطع الغزاة إلى اليوم التضليل والتشويش عليها رغم ما يملكون من إمكانات هائلة في ميادين الكذب والخداع والتضليل والتدجيل، أن يتحدثوا عن تجربة العراق الوطنية القومية التحررية الرائدة وان يتحدث فرسان القوات المسلحة عن جيشهم العظيم وانتصاراته وانجازاته على امتداد خمسة وثلاثين عاما من الجهاد وخاصة في قادسية العرب الثانية وفي فلسطين وفي سوريا وفي مصر وفي كل الميادين التي دارت فيها معارك مع الامة وفي أقطارها وعلى أرضها.


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم.
إن الحديث عن ثورة تموز وفي مثل هذه الظروف وفي خطاب رسمي لا يسع أن نذكر انجازا واحدا من آلاف الانجازات الكبيرة والعملاقة ولذلك فالمطلوب أن نتخذ من هذه المناسبة منطلقا جديدا يفرض على كل من ساهم في بناء تجربتنا الرائدة في العراق أن يتحدث ويكتب وينشر دون توقف كل من موقعه واختصاصه ومسؤوليته كما تحدث الوطني الكبير عصام الجلبي وزير النفط الذي ساهم بكفاءة عالية في تنفيذ برامج القيادة والدولة في تطوير واستثمار الثروات النفطية تحدث بدافع وطنيته وبدافع إيمانه وبدافع حبه للعراق وشعب العراق وبدون تكليف من أحد، أحييه باسم القيادات الثلاث واشد على يده فانه نموذج يحتذى به لا ريب.
اكتبوا أيها الإخوة والرفاق عن تجربتكم وانشروا بكل وسائل النشر المتاحة فإنها غنية بأهدافها ومبادئها وبرامجها وخططها وانجازاتها وانتصاراتها، اكتب وانشر أيها المناضل وتحدث عن تجربة الأمة في العراق التي أشدتم بنيانها العالي بعرق جبينكم لكي لا يؤثر التضليل والتدجيل والتزوير على شعبنا وجماهيرنا وعلى امتنا، ضعوا الأخطاء والهفوات التي رافقتها والتي ارتكبتها القيادة والتي نعترف بها من فضل الله جانبا سيأتي يوم التحدث والكتابة عنها والإعلان عنها قريبا بإذن الله.


إن العبرة من تلك الأخطاء والهفوات بل وحتى بعض الانحرافات هو أن لا نعود إليها ولا إلى مثلها وان نتخذ منها درسا بليغا وان نتخذ منها دليلا كشافا لمسيرتنا وان نقاتل وبلا هوادة كل الأسباب والعوامل التي أدت إلى تلك الأخطاء والهفوات.


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم.
يا أبناء امتنا المجيدة.
أيها المناضلون في حزب الرسالة المجيد حزب الأمة وشعبها في وطننا الكبير وفي بلاد المهجر عهدا منا لكم نحن قيادة البعث في العراق والقيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والقيادة العامة للقوات المسلحة على أننا سنواصل الجهاد ونصعد أداءه وعطاءه وفي كل ميادين الصراع والمواجهة لسحق ذيول الغزاة وعملائهم وأذنابهم الخونة المارقين المجرمين من الصفويين الفرس أدوات إيران الصفوية التي أوغلت مع أذنابها بدماء العراقيين وبمقدساتهم وحرماتهم ودمرت عيشهم وألغت مستقبل حياتهم في بلدهم فأصبحوا مطاردين ليل نهار وعلى امتداد أرض العراق يقتلون على الهوية الوطنية أي يقتلون ويطاردون ويهجرون ويشردون كل وطني شريف غيور على وطنه وشعبه ومقدساته.


فإننا وفي هذه المناسبة الوطنية الكبرى ندعو شعبنا الثائر المجاهد وجميع قواه الوطنية والقومية والإسلامية وندعو جميع قوى الأمة الوطنية القومية الثورية المناضلة إلى إقامة وحدة حقيقية للنضال والكفاح والجهاد في كل قطر من أقطار الأمة ثم على صعيد الوطن الكبير للتصدي لقوى الغزو والعدوان الخارجي لامتنا قبل فوات الأوان ويستفحل وجود هذه القوى الاستعمارية فتنال من أمتنا وشعبنا مقتلا يزيد من معاناة الأمة وتخلفها وتمزقها ثم ضياع مستقبل أجيالها.


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم.
أيها المجاهدون والمناضلون في قواه الوطنية والقومية والإسلامية.
تعالوا نتفق ونتوحد على هدف واحد مبدأي واستراتيجي لجهادنا وكفاحنا لا يختلف عليه اثنان من ابناء شعب العراق وجماهيره الثائرة وقواه الوطنية وهو تحرير العراق من الاستعمار الفارسي الصفوي الذي أوغل في دماء العراقيين وفي أعراضهم وحرماتهم ومقدساتهم.


وأقول في هذه المناسبة لكل من سولت له نفسه وزين له شيطانه للعمل أو التعاون مع عملاء الاحتلال الإيراني أي عملاء إيران وأذنابها وذيولها وأقول للانتهازيين والنفعيين والضعفاء والجبناء والمهزومين من ميادين معركة الشرف بل هي معركة الوجود مع إيران الصفوية إنكم جميعا ستكونون وقودا لخطط وبرامج المشروع الصفوي في العراق، ولذلك فان من لم تسحقه الثورة والثوار سيسحقه الفرس الصفويون وعملاؤهم وأذنابهم إذا ما تمكنوا من العراق لا سامح الله وأقول لهم إن باب التوبة مفتوح لمن يريد العودة إلى مسيرة التحرير إلى الوطن إلى الشعب وبدون استثناء أحد على أن تكون العودة قبل فوات الأوان وقبل أن تغلق أبواب التوبة حينها لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.


تحياتي الخاصة وتقديري العالي للأبطال الأسود الرابضين في سجون ومعتقلات الحكومة الصفوية المجرمة وعلى رأسهم أعضاء القيادة طارق عزيز ورفاقه.
تحية ملؤها الحب والتقدير إلى روح الأب القائد الشجاع أحمد حسن البكر.
تحية حب وتقدير إلى روح الرفيق القائد شهيد الحج الأكبر الجسور صدام حسين.


تحية حب وتقدير إلى روح الرفيق أبي هدى صالح مهدي عماش فارس الحزب ومغواره صاحب الشيمة والنخوة تحية وتقدير لأرواح قادتها ورجالها جميعا.
تحية وتقدير لجميع الشهداء في العراق وفي فلسطين الحبيبة وفي الأمة.


وفي هذه المناسبة العزيزة ازف التهاني والتبريكات لشعبنا العراقي العظيم ولامتنا المجيدة ولعالمنا الاسلامي في شهر رمضان المبارك عسى الله ان يعيده على الامة وهي تحقق الانتصارات تلو الانتصارات على اعدائها واعداء رسالتها الخالدة.



دمتم أيها المناضلون والمجاهدون للنضال والجهاد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شبكة ذي قــار

ماذا وراء تهريب السجناء؟ 1

ماذا وراء تهريب السجناء؟ 1

السمكة التى تبقى فمها مغلقاً لن يصيدها أحد
حكمة
وجهات نظر 
صلاح المختار
هذا المقال ليس تشكيكا بالعاملين في القاعدة بل نصيحة تبصير لهم لأن من يضحي بنفسه لا يمكن ان يكون عميلا او تابعا لأي مخابرات معادية، والنصيحة والتبصير لهؤلاء يتركزان حول بعض قياداتهم المقررة والمخترقة مباشرة، وهو تنبيه الى خطر كبير جدا يتعرض له المناضلون والمجاهدون في الانتفاضة الوطنية العراقية المباركة وكافة علماء الدين وشيوخ العشائر الوطنيين الداعمين للانتفاضة وللقوى السياسية المساندة لها وللشباب المشارك فيها.


والنصيحة والتبصير يتعلقان بعملية هروب السجناء من السجنين في بغداد وما رافقها من ملابسات تثير اشد الشكوك المشروعة حول الاهداف الحقيقية لها، فهناك عدد كبير من الظواهر تجعلنا نميل بقوة الى الاعتقاد بأنها عملية لن تقتصر فقط على تحرير اسرى في السجون بل هناك توابع لها حتما.
ان السؤال التالي ضرورة لا غنى عنها في ضوء ما حدث: هل عملية تحرير اسرى تخدم انتفاضة شعب العراق؟ ام انها خطة لإجهاضها؟
لكي نرى الصورة كما هي، من الضروري التذكير بما حصل للمقاومة العراقية الباسلة بين عامي 2005 و2007، فحينما وصلت انتصارات المقاومة بكافة فصائلها القومية والاسلامية والوطنية في عام 2005 الى ذروتها بتبلور دروس معركتي الفلوجة الاولى والثانية لدى صناع القرار العسكري الامريكي والمحللين  الستراتيجيين الامريكيين والاوربيين ، واهمها ان دحر المقاومة المسلحة بالقوة العسكرية وحدها خيار اثبت واقع العراق فشله التام ، لانها متجذرة وقوية ومنتشرة في المجتمع العراقي وليست عمل نخب معزولة وبلا قواعد وخبرات . لذلك وبعد دراسة متـأنية تم تبني واعلان ستراتيجية امريكية جديدة في العراق تعطى الدور الاول والاهم للمخابرات وتخضع فيها القوات المسلحة الامريكية لخطط المخابرات بينما كانت ستراتيجية رامزفيلد والمحافظون الجدد تقوم على العكس اي الاعتماد على حسم الجيوش للحرب بدعم من المخابرات .
وتطبيقا لهذه الستراتيجية رأينا فجاة اقدام القاعدة على اعلان قيام (الامارة الاسلامية في الانبار)، في عام 2005 وقد كتبت وقتها رسالةتبصيرية واضحة جدا لـ(مجلس شورى المجاهدين) في الانبار أبصِّرهم فيها بما يترتب على تبني هدف إمارة اسلامية في محافظة او اقليم، وكانت الخلاصة ان اعلان الامارة ليس سوى جزء من مخطط الاحتلال وهي خطوة ستؤدي الى تمزيق صفوف المقاومة. فماذا حصل؟ ان ماحصل هو المعول عليه وليس اي ادعاء من اي طرف:
أ-برز الزرقاوي في سلسلة افلام دعائية مدروسة واخذ الاعلام الغربي والعربي يلمعه وبدلا من قيامه بتصعيد المقاومة قام بتأسيس ما اسماه (فيلق عمر) ردا على وجود جيش المهدي وفيلق بدر، واصدر فتوى بتحليل دم الشيعة! وقد كتبت وقتها مقالا عنوانه (انه ليس فيلق عمر بل فيلق الموساد) خلاصته ان من يحلل الدم الشيعي هو كمن يحلل الدم السني والدم الكردي والدم التركماني والدم الصابئي والدم المسيحي العراقي لذلك فهو  يخدم الموساد مهما كانت نواياه .
الابراز المشبوه للزرقاوي كان اشارة لا تخطئ لعمل مخابراتي دقيق ومحسوب، هدفه الاهم تحويل المقاومة من مقاومة احتلال وحركة تحرر وطني الى فتنة طائفية عمياء تحرق الاخضر واليابس .
لقد قامت المقاومة العراقية بواحدة من اعظم انجازاتها وهي تعريف العالم بانها تمثل حركة تحرر وطني ضد احتلال وهي لذلك تمثل كل مكونات الشعب العراقي وبلا اي استثناء، وحصلت بناء على هذه الصورة على دعم كافة انصار التحرر في العالم حتى داخل امريكا . الزرقاوي بقتله للشيعة نجح في تقديم صورة اخرى سلبية اضعفت المقاومة عالميا وعربيا وهي ان المقاومة من (عمل المثلث السني) فقط حسب تعبيرات الاعلام الصهيوامريكي وليست مقاومة كل العراقيين كما هو الواقع ! صرفت امريكا الملايين شهريا لترويج هذه الفكرة ففشلت لكن الزرقاوي ومن يشابهه في الاعتقاد نجح في تقديم المبرر لايران وامريكا وغيرها للتشكيك بهوية المقاومة العراقية وهل هي حركة تحرر ام رد فعل طائفي ؟!
ب - قامت القاعدة باعمال شوَّهت سمعة المقاومة في البيئة الحاضنة لها فقد اخذت تطالب بقية فصائل المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية بمبايعتها ومبايعة امير دولتها، ومن كان يرفض يقتل ويصفى فذهب ضحية ذلك عدد كبير من خيرة قادة المقاومة العراقية الميدانيين ومن كافة الفصائل، وهكذا نجحت القاعدة في اشعال صراعات مسلحة بين فصائل المقاومة العراقية .
ج - قامت القاعدة بفرض امراء يمثلونها في كافة مناطق الانبار وكان اغلبهم من حثالات العشائر لكن هؤلاء تنمروا واخذوا يهينون الشيوخ، خصوصا شيوخهم، ويقتلون من يعترض منهم ويرفض مبايعة (امير امارة العراق الاسلامية) او يرفض دفع المال شهريا لهم! فأذلوا الشيوخ بطريقة لا تحتمل! كما انهم اخذوا يفرضون على اصحاب المصالح البسيطة كاصحاب الدكاكين والمحلات التجارية نسبة معينة من دخلهم تدفع لها شهريا ومن لا يدفع يقتل او يحرق محله! وهكذا غيَّر الاجبار موقف الحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومة فقل دعمها مع انه اهم شروط ديمومتها وتواصلها وتوسعها وحمايتها.
بهذه الخطوات التي قامت بها القاعدة تغيرت قواعد عمل المقاومة فبدلا من الاستمرار في مواجهة قوات الاحتلال اصبح الهم الاول هو كيفية تجنب هجمات القاعدة، وبدلا من الاقتصار في الهجمات على قوات الاحتلال اخذت القاعدة تنفذ عمليات انتحارية على تجمعات سكانية عراقية فيها شيعة واستغل (جيش المهدي) تلك الجرائم ضد شيعة العراق لتأليب البعض ضد السنة ودفعهم لقتلهم بعد تفجيرات سامراء والتي ثبت انها من عمل المخابرات الايرانية. اما الناس العاديين فقد اخذ البعض منهم  يتوقف عن دعم المقاومة قلبيا واختيارا كما كانوا واصبحوا يتجنبون دعمها الا لتجنب العقاب!
وبرز بين الناس من يتمنى التخلص من القاعدة بأي ثمن!
وهذه اللحظة هي التي خططت لها المخابرات الامريكية للتحرك السريع وطلبت تأسيس الصحوات تحت غطاء التخلص من ارهاب القاعدة وابتزازها للناس، وقامت الصحوات وضمت بالاضافة للشيوخ وانصارهم الكثير من عناصر القاعدة التي انتمت اليها تحت الضغط بالاضافة للكثير من عناصر عملت في صفوف الفصائل الاخرى للمقاومة، وبدأت عمليات ضرب القاعدة لكنها لم تقتصر عليها بل وجهت المخابرات الامريكية والايرانية من لديها في الصحوات لاستهداف الفصائل الاخرى تحت غطاء القاعدة!
بعد معارك دامية بين القاعدة والصحوات وبقية الفصائل تضررت المقاومة وتقلص حجم وعمل القاعدة وانزوت ولكن بعد توجيه الضربة المطلوبة لبقية الفصائل وتعرضها لمشاكل معقدة! 
ما هو الدرس الكبير من هذه التجربة المريرة؟
اهم الدروس التي لابد من استيعابها هو ان الاوضاع العراقية حينما وصلت مرحلة تقدم هائل للمقاومة وعجز كامل عن قهرها من قبل القوات الامريكية وعملاء ايران اخرجت القاعدة من القمقم واطلقت  لاحتكار العمل المقاوم بالقوة مع انه مستحيل وجعل الطائفية محركا لها ! وهكذا انتبه العالم لامر خطير وهو ان حركة التحرر العراقية الممثلة بالمقاومة قد (انحرفت) استنادا لسلوك القاعدة! وهنا بدأ العد العكسي لتراجع العمل المقاوم وابتعاد بعض الناس عنه ، وهذا هو الهدف الاساس للمخابرات الامريكية والايرانية والذي تحقق على يد القاعدة وليس بفضل قوة العسكرية الامريكية او الابادة الايرانية للكوادر.
كانت القاعدة تتمتع بموارد مالية كبيرة مدهشة (لماذا ومن اين؟) بينما كانت اغلب فصائل المقاومة فقيرة وبعضها ليس لديه مال لشراء السلاح او توفير العيش لمجاهد يقاتل ، ومن جهة اخرى كانت الفصائل لا تواجه مشكلة المال والسلاح فقط بل كانت تواجه أيضا مشكلة صعوبة تعويض الكوادر المدربة والخبيرة بالقتال والقيادة فمن يستشهد يصعب تعويضه وما قامت به القاعدة من اغتيال منظم للكثير من ضباط المقاومة وكوادرها لم يعوض بسهولة وبنفس الدرجة والامكانيات بينما مقابل ذلك كان دفق المتسللين الى العراق من تنظيم القاعدة العالمي مستمرا وبلا انقطاع، فمن يقتل يعوض بخمسة بنفس التدريب والاعداد ، كل ذلك تم بدعم عربي وامريكي وايراني!
 لهذا ونتيجة للاسباب المذكورة توفرت مرونة عالية لدى القاعدة لملء الفراغ العسكري والنجاح في السيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة الفصائل الوطنية والقومية والاسلامية ، الى ان ضربت فحصل الفراغ الكبير والذي جاءت الصحوات وملأته! هل ينبهنا هذا الامر الى شيء غريب يحدث الان؟ نعم الان في سوريا تتكرر نفس القصة: المعارضة وصلت الى مرحلة اسقاط النظام وكانت قوتها الاساسية هي الجيش الحر واصبحت دمشق هي ساحة المعركة واخذ العالم يعد عكسيا لسقوط النظام وقدم بشار تنازلات كبيرة جدا مذلة له ولنظامه.
وفي هذه اللحظة وما ان اقترب سقوط النظام حصل ما يلي: اولا ادخال مجاميع تعمل تحت اسم القاعدة باعداد كبيرة جدا وبتسليح افضل بكثير ومال اكثر ودعاية منظمة، واخذت تقوم بالسيطرة على مناطق كان الجيش الحر سيطر عليها فتقلص دوره ووجوده وكانت تستخدم الابتزاز وفرض خوات (دفع مال  لها) وتتجاوز على الشيوخ والشباب والفصائل الاخرى، وهكذا تغيرت صورة المعارضة وعملياتها المسلحة واصبحت اقرب للحرب الطائفية ، فمقابل طائفية النظام ظهرت طائفية القاعدة تحت اسم مختلف كرد عليه! وهذا ما فعله الزرقاوي تماما في العراق .
اما التطور الثاني المكمل فكان نزول حزب الله وقوات ايرانية الى المعركة في سوريا علنا ومباشرة وبكل ثقل ايران وبدعم روسي مفتوح، وكان تصريح حسن نصرالله واضحا جدا في معناه ومبناه اذ قال بلا تردد (دخلنا المعركة لان دمشق كانت على وشك السقوط بيد الارهابيين) وتدخلنا لمنع سقوطها .
اذن حينما برزت امكانية حسم الصراع في سوريا وايقاف الدمار والخراب بانتصار المعارضة المسلحة تدخلت ايران وامريكا وانظمة عربية لمنع السقوط كل بطريقته وحسب دوره ولابقاء عجلة الحرب تدور ، فمن دعم القاعدة ، وهي امريكا وذيولها العرب بالاضافة لايران ، ارادت توجيه رسالة بان بديل نظام اسد هو القاعدة بتكفيريتها ولذلك لا يمكن تسليح المعارضة خوفا من وقوع الاسلحة بيد القاعدة !! فتراجعت امريكا واوربا عن وعود التوريط للمعارضة السورية حينما اطلقت تصريحات علنية ورسمية امريكية واوربية تؤكد بوضوح كامل على ان نظام بشار انتهى وفقد شرعيته وعليه الرحيل ، وان النيتو سوف يقوم اما بالتدخل المباشر او بفرض منطقة حظر جوي ، لكن ذلك لم يحدث واصبحت احدى اهم مميزات الكارثة السورية هو الموقف المخادع والتوريطي الامريكي - الاوربي الذي ابتدأ بدعم مفتوح ووعود اكثر انفتاحا لكنه انتهى برفض حازم لاي تدخل بل منع السلاح عن المعارضة !
وبنفس الوقت دفعت القاعدة للعب دورها في قطف الثمار فجردت الجيش الحر من الكثير من المناطق التي سيطر عليها ! اما الانظمة العربية وتركيا التي دعمت المعارضة واطلقت وعودا بالحسم العسكري فوجدت انها هي الاخرى ورطت في صراع مكلف وخطير دون ان تعرف التطور اللاحق فيه ، فتركيا وجدت انها تواجه تحديات داخلية لم يعد سرا ان نفس القوى الدولية التي تلعب في سوريا على صلة بها ، كما ان الانظمة العربية التي تطرفت في وعودها بتقديم الدعم للمعارضة للاسراع باسقاط النظام فوجأت بان امريكا واوربا تضغطان عليها للتراجع وعدم مواصلة الضغط على النظام السوري وقبول حل سلمي ووسط في مؤتمر جنيف 2 ، وكانت النتيجة هي تغيير ادوار اطراف اللعبة العرب وتراجع الدور التركي رغم ان الازمة السورية ازدادت حدة وخطورة !  
كل ذلك حصل لتحقيق هدف مركزي خطير كان ذاته الهدف المركزي في العراق وهو استمرار المذبحة السورية حتى تصل سوريا الى الخراب الكامل ونسف الوحدة الوطنية وتقسيمها وتقاسمها طائفيا واقليميا ودوليا . هذه الحقائق يجب علينا كعراقيين فهمها وتذكرها الان وبلا ابطاء اذا كنا نريد عدم تكرار تجربة القاعدة في عامي 2005 و2006 ، واذا كنا نرفض وصول الانتفاضة العراقية لما وصلت اليه انتفاضة الشعب السوري، فالانتفاضة وصلت مرحلة تجاوز عقدة تردد اوساط جماهيرية واسعة وانطلقت تتحدى وبعد مجزرة الحويجة حصل تطور نوعي وهو الانتقال من التظاهر السلمي الخالص الى دعمه بالقوة المسلحة لضمان استمراره، الامر الذي خلق تحديا كبيرا لامريكا بالذات وليس لايران فقط.
امريكا التي تدخلت في العراق لاسقاط النظام الوطني لم تكن جاهلة بما تفعل ولا تريد فقط تنفيذ هدف واحد فقط هو اسقاط النظام الوطني بل كان لديها مخطط قديم وثابت وهو تدمير العراق القوي وتحويله الى كانتونات طائفية عرقية متصارعة ويتحكم بها امراء حرب فاسدين وساقطين وطنيا واخلاقيا ، والهدف البعيد هو انهاء العراق العربي القوي الى الابد بتقسيمه وتقاسمه ، لان المخطط الصهيوامريكي المشترك المدعوم ايرانيا كان ومازال عدم السماح ببروز اي قطر عربي قوي لان ذلك تهديد لاسرائيل ومستقبلها وتحد للمصالح الغربية الاستعمارية بنفس الوقت . وسيكون خطأ مميتا الظن بان امريكا قد تخلت عن هذه الخطة .
في ضوء هذه الملاحظة الجوهرية والحاسمة التي اذا لم نتذكرها جميعا سنقع في فخ امريكا وتجهض الانتفاضة ويضرب امل العراقيين في التحرير. واهم واخطر ما تخطط له امريكا وايران الان هو اعادة تشكيل هيكل الانتفاضة واستبعاد القوى الوطنية الحقيقية التي تقودها وتمكين طرف او اطراف اخرى مدجنة من جعلها مجرد مطلب طائفي صرف.
كيف يمكن تحقيق ذلك؟
يتبع..