قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 5 يوليو 2013

عبد الله الزبيدي : البعثي والايمان

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
البعثي والايمان
شبكة البصرة
عبد الله الزبيدي
·        الايمان لغة : هو التصديق والاطمئنان وهو من أمن في اللغة.
·        الايمان اصطلاحا : هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره.

يقول الرفيق القائد المؤسس عن الايمان عام 1943 م (ان الاساس الخالد لعملنا ,الاساس الذي لا يتبدل ولا يستغنى عنه هو الايمان, هذه نظرة يعتبرها بعضهم غيبية ,ولكن الحياة برمتها تقوم عليها منذ ان وجدت الحياة الانسانية ,واذا طرحت هذه النظرة جانبا لا يبقى تاريخ ولا يبقى انسان. هذا الايمان لا يستطيع احد ان يفخر بانه اوجده وخلقه ,هو في اعماق كل انسان ,وفي اعماق كل انسان عربي ,وقد شاء قدر امتنا وتراثها وقيمها الروحية والانسانية, ان يعبر هذا الايمان عن نفسه بين مجموعة من الشباب كانوا ابعد ما يكونون عن السياسة ورخص السياسة).
وبعد هذا المدخل نقول ان البعثي مؤمن بالله وباركان الايمان الاخرى التي تعزز ذلك ,لأن البعث ضد الالحاد بشكل مطلق ولا يمكن ان يقبل في صفوفه ملحدا او كافرا ,بل انه حزب المؤمنين ,اما التعبير عن ذلك فان الحزب يرعاه وينميه ,من خلال التأكيد على تجسيده في سلوك البعثي ,الذي يجب ان يتسم بالفضائل وقيم الاخلاق ,كالصدق والامانة والتضحية بأوجهها المتعددة والعفة والتواضع والاخلاص والاعتراف بالخطأ والشجاعة في النقد وكل الصفات التي تصل به الى درجة عالية من الاستقامة ,وتجنب كل فعل او سلوك يسيئ للقيم الاجتماعية او مبادئ العروبة والاسلام.
وهو بذلك يقرن الايمان بالفعل وهذا اعلى مراتب الايمان ,اما العبادات وما يتصل بها من واجبات وفروض فان الحزب يشجعها ويوفر لها الاجواء ,الا انها تبقى خيارا شخصيا ,وذلك لان البعث ليس حزبا دينيا ,ولو كان كذلك لفقد مبرر وجوده ولشكلت ولادته مجرد اضافة عددية لما سبقه من الاحزاب التي تتخذ من الدين أغطية لأنشطتها السياسية ,او التي جاءت من بعده.
وهكذا فان البعثيين يؤدون مناسكهم الدينية كما يؤديها الأخرون في مجتمعاتهم ,وها هم يقفون في مقدمة من يتصدون للتفرقة الدينية والطائفية التي يسعى دعاتها الى تمزيق المجتمع العربي وتفتيته.
واضافة لما تقدم فان البعثي يؤمن بالمبادئ التالية :
1 – انه يؤمن بان امة العرب جسد روحه الاسلام, ومن يريد الاستزادة في معرفة مضمون هذا القول فليتحرى ذلك في منزلة الروح من الجسد عند الانسان, اذ ان الروح عندما تغادر الجسد يبقى الاخير جثة هامدة يسارع الناس لمواراتها الثرى حيث يكون مصيرها باطن الارض, ولذلك فان اي دعوة للانفصام بين العروبة والاسلام هي دعوة باطلة معادية للعروبة والاسلام, بل ضد الارادة الالهية التي صاغت العلاقة بينهما.
2 – يؤمن بان العلي القدير سبحانه وتعالى قد اعز امة العرب ,ووضعها في منزلة متميزة بين الامم , عندما اختار اشرف ابنائها محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) ليكون خاتم الرسل والانبياء , وجعل خاتمة رسالاته (القرآن الكريم) عربيا وهو مرسل للبشرية جمعاء ,ووضع بيته الحرام (الكعبة المشرفة) في مكة المكرمة ليحج اليها المسلمون من كل حدب وصوب وهذا يؤكد ان ما تمر به الآن ما هو الا حالة استثنائية ,تعود لأسباب ذاتية وموضوعية سوف تتغلب عليها عندما تلتف الجماهير حول فئة مؤمنة من ابنائها تمتلك رؤية استراتيجية تمكنها من احداث الانقلاب الذاتي والتصدي لكل من يريد بها شرا.
- 3 يؤمن بان العلي القدير قد شرف العرب ,عندما كلفهم ليكونوا الملاك الذي يحمل رسالة الاسلام الى البشرية جمعاء ,واذا كانت الامة العربية تتعرض ومنذ قرون عديدة لما يعرقل هذا الدور ,من قبل اطراف وجهات مختلفة دولية واقليمية ومنها من يحمل اسم الاسلام لتمرير مخططه ,فان المعطيات الراهنة تدلل على ان هذه الامة تختزن الكثير من عناصر ومقومات النهوض والتوحد ,والتي تبدو في جوانب عديدة منها صمود شعب فلسطين وهو يصارع الكيان الصهيوني المدعوم من الغرب ,منذ اكثر من ستين عاما قدم خلالها تضحيات قل نظيرها حتى جعل صهاينة اليوم يختلفون حول الكثير مما وضعه اجدادهم من استراتيجيات على حساب العرب ,وشعب العراق العظيم الذي هزم اكبر قوة غاشمة في هذا العصر ,عندما حرر ارضه من الغزاة الامريكان ,وجعلهم يترددون لمجرد التفكير بالتدخل العسكري في اي بلد آخر ,اضافة لما جرى ويجري من انتفاضات وثورات متلاحقة في العديد من الاقطار العربية ,فكلها ادلة على ان هذه الامة ماضية في طريق الثورة ,معلنة عن انطواء صفحة اليأس والاحباط والاستسلام والقبول بالأمر الواقع ,وافتتاح صفحة جديدة من الرفض والتضحية والفداء والسير بهذه الامة الى حيث يجب ان تكون مكانتها لتستكمل ما اعطته للإنسانية من خلال حضاراتها ومجدها في سالف الايام.
4- انه يؤمن ان حزبه ولد وهو يحمل سر الديمومة والتجدد ,لأنه بعقيدته فكرا وتنظيما يمثل مشروع الامة المستخلص من التراث العربي الاسلامي بكل محطاته المشرقة ,المستوعب لكل الاسباب والعوامل التي عطلت دورها واخرت مسارها التاريخي ,وهكذا يأتي البعث ليخرج نضال الجماهير العربية من الاطر النظرية الى الميدان العملي ,حيث اصبح المستقبل العربي مرئيا في نموذجه العابر للزمن المتجاوز لكل ما وضع الاستعمار من حدود وقيود ,وانظمة قطرية اعماها حب السلطة فأصبحت جزءا من افرازات هذا الواقع ,ولذلك يتعرض البعث لهذا التكالب المحموم منذ ولادته ولا يزال ,وآخر ما تعرض له هو قانون الاجتثاث الامريكي الصهيوني الذي يحاول العملاء تغيير عنوانه بين فترة واخرى ,ممنين انفسهم في ان يحد ذلك من نشاط البعث او يضعف اندفاع الشباب نحوه.
5- انه يؤمن بان مبادئ البعث بذرة موجودة في ذات كل عربي ووطني اصيل , يعيش على الارض العربية ويشارك من يعيش عليها آماله وآلامه ,بصرف النظر عن عرقه ودينه وان هذه البذرة تنمو وتينع عندما تجد الاجواء والظروف المناسبة , وان هذا ليس من باب الخيال او التمني ,بل انه واقع عشناه ونعيشه مع البعث اذ انك تجد تشكيلات الحزب التنظيمية تتكون من كل الذين يعيشون على ارض الوطن العربي.
6- ان ايمان البعثي المطلق بمبادئ حزبه لا يلغي قناعته وايمانه بجدوى وجود منظمات او حركات اخرى , تعمل بإخلاص على المستوى القطري او العربي , بل انه يعتبرها رافدا للبعث وتعزيزا لدوره , ويؤمن بضرورة العمل المشترك معها لتحقيق اهداف مرحلية او استراتيجية.
7- يؤمن ان لكل انسان طبيعي في الحياة رسالة يؤديها ,وقد تتداخل ظروف وعوامل كثيرة لصياغتها وبلورتها ,لتكون قدره واختياره حتى تصبح جزءا من كيانه وشخصيته, ولكون التفاوت والاختلاف بين البشر مسالة طبيعية ,لذلك فانك تجد من يعتبر رسالته في الحياة هي في تحقيق اغراض او اهداف شخصية وهذا هو الغالب ,وهو طبيعي جدا عندما يكون الوطن يمر بظروف طبيعية او اعتيادية , ولكن البعثي اختار ان تكون رسالته الاسهام الفعال في تمكين الامه من التوحد والنهوض لتأدية رسالتها الانسانية ,وهو يؤمن ان هذا قدره في الحياة وقد خلق لأجله ,ولذلك فانه ماض الى هذا حتى آخر لحظة في حياته ولو وقف ضده اهل الارض جميعا ,وهكذا استشهد الآلاف من البعثيين نتيجة للثبات على الموقف واملي كبير في انهم قد حازوا على رضا الله تعالى في الدنيا والآخرة ,وهذه ابيات من الشعر جالت في خاطري وانا اكتب هذه الفقرة ويقيني انها لسان حال كل البعثيين :
البعثي والحياة
خمسون عاما لا كل ولا نصبٌ      خمسون شوطا طوينا والمدى رحبُ
يا ويح هذا العمر يمضي على عجل      يجري كنهر شاطئاه البعث والعربُ
قصر خطاك لا لدنيا لا بقاء لها      بل كي افي دينا لمن قالوا ومن كتبوا
يا عزة المجد يا سيفا نصول به      عند النزال يا بتار يا ذربُ
امسك زمام العلا فالفجر منبلج      واطلق اعنتها فان الحسم يقتربُ
يا اخت صدام انا معشر صبر      لن نستغيث وان غاصت بالدمى الركبُ
نقبل عليها فلا الادبار شيمتنا       وان شهيد سما اخوانه وثبوا
يا ام تمام اني منك في حرج      وانت ادرى بما اعطي وما اهبُ
يا درة الاوطان انا فيك نكتمل      ومن دونك ايتام لا أم ولا أبُ
يا قطب هذي الارض ان الشمس ثابتة    وان غبت عنها فانت البرق والشهبُ
شبكة البصرة
الخميس 25 شعبان 1434 / 4 تموز 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق