قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 20 يوليو 2013

مديرية المجاري تقتل شط البصرة.. وتسهل تدفق ملايين الأقدام المكعبة بجوار المدينة الرياضية المصممة لاستقبال الفرق الرياضية العربية والآسيوية فسممت أجوائها بروائح المواد العضوية المتفسخة.! - مقتطفات ما بين حرص ساسة العهد السابق واستهتار حكام اليوم.!

مديرية المجاري تقتل شط البصرة.. وتسهل تدفق ملايين الأقدام المكعبة بجوار المدينة الرياضية المصممة لاستقبال الفرق الرياضية العربية والآسيوية فسممت أجوائها بروائح المواد العضوية المتفسخة.! - مقتطفات ما بين حرص ساسة العهد السابق واستهتار حكام اليوم.!

المرابط العراقي
BasraShatt
من يقف الآن فوق جسر الزبير، ويتوسط المسافة الفاصلة بين مجمعات المدينة الرياضية الجديدة ومطار البصرة، يشاهد بأم عينه الكميات الهائلة من الملوثات الطافية فوق مياه شط البصرة، ويشم روائحها التي تزكم الأنوف، ويرى كيف جرفتها التيارات نحو حوض الاستدارة في ميناء خور الزبير..
فقد قامت مديرية المجاري التابعة لوزارة البلديات والأشغال العامة بربط مجاري الأحياء السكنية الواقعة شرق النهر بهذه القناة المائية المكشوفة المخصصة للأغراض الملاحية والسياحية والاقتصادية، وصارت مكملة لشبكة مجاري البصرة، فاختنقت البصرة بين شط العرب الذي صار مستودعاً للنفايات، وشط البصرة الذي تحول إلى قناة للصرف الصحي..
وهكذا تدفقت المياه الآسنة العادمة مباشرة، من دون أن تخضع للمعالجة، فاندفعت بملايين الأقدام المكعبة بجوار المدينة الرياضية المصممة لاستقبال الفرق الرياضية العربية والآسيوية، فتسممت أجوائها بروائح المواد العضوية المتفسخة، وجثث الحيوانات النافقة المتعفنة، ثم تجمعت النفايات عند واجهاتنا المينائية المصممة لاستقبال السفن الأجنبية المترددة على ممراتنا الملاحية، فتراكمت هناك وتكدست وترسبت عند مقتربات موانئنا بسبب عدم قدرة التيارات الآسنة على اختراق الموجات المدية القادمة من جهة البحر، فقتلت الثروة السمكية، وقتلت معها الهائمات النباتية والهائمات الحيوانية، وامتزجت سمومها بالسموم التي حملتها لنا سحب الدخان الكثيفة المنبعثة من الآبار النفطية في حقول الرميلة الشمالية والرميلة الجنوبية وحقل (صبّة)، وأضيفت إليها روائح غازات الكلور واليوريا والميثان والإيثان والبروبان والبيوتان المنبعثة من معامل الأسمدة والبتروكيماويات والحديد والصلب والطابوق الجيري، ثم اكتملت مركبات الرياح المميتة بما أضيف إليها من روائح القير والكبريت المنبعثة من مصافي الشعيبة..
إننا نعيش اليوم تفاصيل حرب كيماوية غير معلنة، حرب بيئية ثلاثية المحاور تشنها علينا في البصرة المؤسسات التابعة لوزارات النفط، والصناعة، والبلديات، التي يبدو إنها لم تعد تكترث بصحة الناس، ولم تعد تهتم بما تسببه لنا من أمراض كارثية..
المثير للدهشة ان شط البصرة الذي صار الآن من أكبر القنوات المائية الممتلئة بالملوثات والنفايات، صمم بالأساس لتخفيف الضغط على شط العرب في أثناء موسم الفيضان، وذلك بتصريف مياه نهري دجله والفرات إلى الخليج العربي مباشرة عن طريق خور عبد الله، والمحافظة على مناسيب مياه ثابتة في هور الحمار، وان أول من تقدم باقتراح بهذا الخصوص هو السير وليم ويلكوكس الذي أشار في تقريره عام 1911 إلى ضرورة إحياء نهر (الحجاج) الذي يبدأ من نهر كرمة علي ويتصل بنهر أبي فلوس، ومن نقطة التقائه غرب البصرة يكوّن نهراً واحداً، ليتصل بخور الزبير، وتكون عليه نواظم وخزانات لا تفتح إلا وقت الحاجة وأيام الفيضان لتصريف المياه الزائدة، وعلى أن يكون عرض النهر (50) متراً وعمقه (3. 5) متر..


وفي عام (1928) تبنى نائب البصرة المحامي سليمان عيسى مشروعا قدمه إلى الحكومة العراقية، يتلخص في شق ترعة مابين نهر كرمة علي وخور عبد الله، وذلك لحل المشكلة المزدوجة التي تعانيها البصرة، وهي ((الغرق في موسم الفيضان، والجفاف في موسم الصيهود))، ويتلخص المشروع بحفر نهر بعرض عشرين متراً بدل الخمسين التي يقترحها ويلكوكس.
وان يهال التراب على بعد عشرين متراً من كل ضفة على شكل سداد، فإذا جاءت مياه الفيضان جرفت شيئاً من جوانب النهر، وهكذا تزداد سعته من سنه إلى أخرى حتى يبلغ العرض المقرر، وقد استطاع عام (1932) بصفته نائباً في المجلس النيابي أن يدخل المشروع في موازنة الأعمال الرئيسية للخمس سنوات، وارصدت له المبالغ، ثم تبدلت الحكومة، فتأجل تنفيذ هذا المشروع، الذي ظل معطلا فترة طويلة من الزمن، بسبب عدم توافر الإمكانيات اللازمة لانجازه من جهة، وعدم الاهتمام واللامبالاة من جهة أخرى، واستمرت البصرة تعاني من ضراوة الفيضانات المتكررة حتى عام (1969) عندما تبنت الحكومة العراقية هذا المشروع، وبعد فيضان تلك السنة. وأول كتاب رسمي صدر بهذا الخصوص كان من وزير الزراعة والإصلاح الزراعي بتاريخ 4/حزيران/1969 موجها لمديرية الري العامة، يطلب فيه إعداد دراسة فنية لإمكانية تصريف مياه هور الحمار إلى الخليج العربي عن طريق خور عبد الله..
وبتاريخ 3/7/1971 تم تشكيل لجنه اشترك فيها ممثلون من وزارة الدفاع ومديرية السدود والخزانات العامة والمؤسسة العامة للموانئ العراقية، ومديرية الطرق والجسور العامة. وقد اختصت هذه اللجنة في بحث موضوع تنسيق الأمور المتعلقة بالملاحة النهرية والنقل البري. وبعد دراسة المتطلبات الفنية من مدنيه وعسكريه اتفق أعضاء اللجنة على تصنيف الملاحة في انهر العراق الصالحة لمرور السفن المحلية.
وقد قررت اللجنة اعتبار شط البصرة وشط العرب من الصنف الخاص، وفي هذه الحالة يتطلب الأمر عند تشييد أي منشأ على هذين الشطين استحصال موافقة كل الجهات المعنية..
يتضح مما تقدم إن الأهداف التصميمية لشط البصرة لم تكن لتصريف فضلات المدينة، وان جميع الدراسات والتصاميم السابقة لا علاقة لها بما يجري الآن على الأرض..
فشط البصرة يعد منفذا ملاحيا بديلا لشط العرب على الخليج العربي ، وجاء ارتباطه بمينائي خور الزبير وأم قصر عند طرفه الجنوبي وبنهر كرمة علي وقناة المصب العام عند طرفه الشمالي ليجعل منه ممرا مائيا حيوياً، ثم إن المؤشرات الاقتصادية لنمو الحركة التجارية في مينائي أم قصر وخور الزبير تدفعنا إلى السعي منذ الآن لمواجهة ذلك التطور الهائل الذي تشهده هذه الموانئ في المستقبل القريب، وتفرض علينا الاهتمام الجاد بتطوير قناة شط البصرة الملاحية والاهتمام به، فمن غير المعقول أن يتحول هذا الممر الحيوي إلى ترعة بشعة تعج بالنفايات والملوثات والقاذورات والسموم والروائح الكريهة أعزكم الله..
ترى ما الذي سيقوله السير وليم ويلكوكس، والنائب سليمان فيضي بعد مرور قرن من الزمن على مشروعهما الجميل، الذي تحول إلى مستودع جبار لمياه الصرف الصحي؟، هذا السؤال وغيره من الأسئلة نطرحها على أعضاء مجلس محافظة البصرة بانتظار إنقاذ سكان البصرة من كوارث الحروب الكيماوية (الصديقة)..
والله يستر من الجايات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق