قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 8 يوليو 2013

محمد أشرف البيومي : ملاحظات هامة علي الأوضاع بمصر

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ملاحظات هامة علي الأوضاع بمصر
شبكة البصرة
محمد أشرف البيومي
أستاذ الكيمياء الفيزيائية بجامعتي الإسكندرية وولاية ميشجان (سابقا)
نسارع بالقول أننا ملتزمون دائما وأبدا بالدفاع عن الحقوق الانسانية للجميع ودون استثناء، وهذا يشمل من نختلف معهم في المواقف والأفكار مثل شخصيات عديدة من المنتمين للإخوان المسلمين. فقد فعلنا ذلك في السابق وكما فعلنا في السابق طوال أكثر من ثلاث عقود (بيانات جمعية أنصار حقوق الانسان بالاسكندرية) رغم عدم معاملتنا بالمثل عندما طرد بعضنا من الجامعات في عهد الرئيس السادات او عندما زج بنا في السجن. وفي هذا التوقيت بالذات نرفع صوتنا عاليا منادين المسؤلين بالضرورة القصوي للالتزام بروح ونص القانون وحسن معاملة المقبوض عليهم وسرعة التعامل القانوني معهم دون تعسف والبعد تماما عن حماقة الرغبة في الانتقام، فالمباديء الاخلاقية تلزمنا بذلك وأيضا الحكمة السياسية والمصالح الوطنية، ناهيك عن الديمقراطية التي يتشدق بها كثيرون.

1- مظاهر وأسباب فشل الإخوان المسلمين في مصر
كان موقفنا منذ البداية مناهضا للإخوان المسلمين ليس لأنهم إخوان ولكن لأنهم بعيدون عن مفهوم الأخوة وليس لأنهم مسلمون ولكن لأنهم لم يلتزموا بمباديء وروح الإسلام من التمسك بمكارم الاخلاق وبالسيادة الوطنية واحترام مبدا المواطنة واعطاء الاولوية القصوي لخدمة الشعب والتخفيف من معاناته وليس السعي الي السلطة بأي وسيلة والتمسك بها مهما كانت النتائج، وليس باستخدام العنف والارهاب الفكري لتحقيق ذلك. ومما يفاقم الأمر سوءاً تناقض سلوك العديد من قاداتهم مع الشعارات الإسلامية التي طالما رفعوها ورددوها.

قبل أن نتحدث عن مظاهر فشل الإخوان علينا أن نؤكد حتي نكون موضوعيون أن الإخوان ورثوا عبئا ثقيلا من حقبة السادات ومبارك فمحاسبتنا تكون علي المزيد من التردي للأوضاع وعدم الجدية في محاولة معالجة المشاكل التي يعاني منها الشعب، والأهم من ذلك هو الإتجاه الذي تبناه النظام الإخواني لمستقبل مصر وشعبها والهوية التي يسعي عنوة لصبغ مصر بها، و لكيفية صنع القرار وشفافيته. والسؤال المهم هو: هل كان الرئيس بالاشتراك مع مؤسسات الدولة هو(الذي يصنع القرار أم أن قيادات إخوانية تقبع في مكان آخر هو مركز الإخوان بالمقطم) مثل المرشد بديع والشاطر وغيرهم هم صانعي القرار فعليا. والأخطر من ذلك أن هذه الشخصيات ليس لهم صفة رسمية وخارج إطار المحاسبة القانونية. هذا الوضع الشاذ ساهم في غضب الملايين من الشعب المصري وجعلهم يرفعون شعار "يسقط حكم المرشد" ويطلقون النكات تعبيرا عن هذا الوضع الغريب والغير قانوني.

والآن أود أن أسرد دون تفصيل مظاهر وجوانب الفشل الذريع والمدهش للاخوانإن القراءة الموضوعية لأداء الإخوان في مصر تؤكد علي وتشير بوضوح علي أن تصرفات القيادات الإخوانية طوال العام الماضي يجب أن تدخل التاريخ كنموذجاً مدهشاً للإنتحار السياسي والأيديولوجي وقصر النظر السياسي المفرط:

· العلاقات الحميمة مع الكيان الصهيوني ومن مشاهدها: خطاب الرئيس مرسي لبيريز المعنون ب"عزيزي وصديقي العظيم" والذي يعبر فيه بما له من "رغبة شديدة في إظهار علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا" وتمنياته ل"بلادكم من الرغد" إمضائه ب"صديقكم الوفي محمد مرسي"
دعوة عصام العريان لعودة اليهود المصريين!
القيام بدور الوسيط بين حماس واسرائيل لوقف إطلاق النار مما جعله ينال الكثير من الثتاء من قبل الرئيس الأمريكي أوباما والرضاء من القيادات الصهيونية.
إعلان المرشد بديع عن احترامه لاتفاقية كامب دافيد لشبكة سي إأن إن (المصري اليوم 19 فبراير) وتبع ذلك تصريح لهيلاري كلينتون بان امريكا ليس لديها مانع من وصول الإخوان للسلطة (منشور بصحيفة المصري اليوم في الصفحة الاولي في 25 فبراير 2011) هذا الموقف ليس مستغربا فقيادات الإخوان لم يبدوا اعتراضا صريحا لاتفاقية كامب دافيد وكانوا يتمتعون آنذاك بعلاقات حميمة مع السادات الذي فتح الباب أمامهم للعمل السياسي وسمح بإعادة إصدار مجلتهم "الدعوة".
في عام 1982اثناء غزو اسرائيل للبنان رفع الاسلام السياسي شعار "وا افغانستان" متناغمين مع الرئيس السادات والإدارة الامريكية و السعودية ونواة القاعدة.
غيابهم عن مشاركة الحركة الوطنية المناهضة لكامب دافيد او للتطبيع وفي مرحلة متأخرة جدا أنشئوا لجنة مقاطعة خاصة بهم لم تكن لها أي فعالية.

· تبعية للإدارة الأمريكية:
لم تعترض الإدارة الأمريكية علي وصول الإخوان للسلطة بل شجعت ذلك علنا. اتبعت الإدارة الأمريكية سياسة مدروسة من قبل مؤسساتهم البحثية تحبذ التعامل مع الإسلام السياسي شرط التزام قياداتهم بالسلام مع إسرائيل وضمان امنها والالتزام بالمعاهدات الاستسلامية ككامب دافيد ووادي عربة وأوسلووعلي حسب تعبير هيلاري كلينتون " وما دامت تنبذ العنف وتلتزم بالديمقراطية". كما كانت هناك اتصالات سرية عديدة مع قيادات إخوانية في هذا الصدد رغم إنكارهم عندما واجهناهم بذلك.
لم نسمع من الإخوان أو من الرئيس مرسي اعتراضات جادة علي التدخل السافر والغير مسبوق في الشئون الداخلية المصرية من قبل السفيرة الأمريكية آن باترسون التي تصرفت كمندوب سامي للاستعمار. فعلي سبيل المثال وليس الحصر حثت البابا لدعوة الاقباط بعدم المشاركة في تمرد 30 يونيه كما أعلنت تاييدها الصريح لمرسي في يونيو الماضي قائلة" إنها تشك أن الاحتجاجات ستكون مثمرة" ودافعت عن علاقة الادارة الامريكية بمرسي والاخول ان واعتبارها ضرورية لانه منتخب ديمقراطيا واضافت " ان مزيد من الاحتجاجات لن تؤدي لاكثر من مزيد من اسماء قائمة الشهداء" وبذلك كشفت السفيرة عن عدم فهمها للأمور وقصر نظر شديد وسوء تقديرها لماهية الشعب المصري وبذلك أصبح من الضروري المطالبة بسحبها فورا.

· عدم الاكتراث بسيادة الدولة الوطنية في العلاقة مع الإدارة الأمريكية وفي مشاريع خطيرة لانتقاصها من الاستقلال والسيادة الوطنية مثل مشروع اقليم قناة السويس الذي يُخرج ما سمي بإقليم قناة السويس من سيادة القانون المصري ويجعله تابعا بالكامل لرئيس الجمهورية مما يمثل عبثاً بالسيادة الوطنية. وهناك مثال لذلك فإقليم قناة بنما أصبح دولة مستقلة هي بنما. هذا المشروع هو بمثابة إلغاء فعلي لتأميم شركة قناة السويس الاستعمارية وكما كتب المستشار طارق البشري (القريب من الإخوان و الذي تعاون معهم كرئيس للجنة التي استصدرت التعديلات الدستورية التي بدأت المسلسل الذي انتهي بالانتخابات الرئاسية ووصول الإخوان للحكم): وهو- أي مشروع القانون – في كل مواده يقرر تنازل الدولة عن السيطرة عليه وانحسار ولايتها عليه" إن محاولة تسليم القناة التي أصبحت منذ عام 1956 رمزا للاستقلال والعزة الوطنية لشركات مشبوهة ولدويلة مثل قطر أثار الغضب الشديد من قطاع واسع من الشعب المصري.

· إهمال شديد للشئون المعيشية لملايين الشعب مما أدي الي تفاقم الأوضاع المتردية أصلا في حقبة مبارك. وأصبحت طوابير العيش والسولار والبنزين وانقطاع الكهرباء وفوضية المرور وهيمنة الباعة المتجولين عليها بشكل غير مسبوق. كل هذا أثار غضب المواطنين الذين توقعوا تحسنا في أحوالهم المعيشية وأمنهم حتي ولو بقدر متواضع.

· عدم احترامهم لمبدأ المواطنة وعدم إعطاء الأهمية الواجبة لمشاركة حقيقية وليست صورية مبتذلة لسياسين من الأقباط ومن توجهات مختلفة وعلي قدم المساواة. وانعكس ذلك في قرارهم بإصدار دستورهم رغم انسحاب الأعضاءالاقباط وممثلين لاتجاهات سياسية أخري وبالتالي افتقد الدستور الذي هو بمثابة عقد اجتماعي يحدد مسار العملية السياسية لحد ادني من الاجماع. رغم نجاح الاستفتاء حول الدستور بنسبة 64% إلا أن نسبة المشاركين كانت متدنية حوالي 33% لعزوف أعداد كبيرة عن التصويت. أي أن الموافقة علي الدستور كانت 21% فقط من القاعدة الانتخابية ولا يمكن أن يمثل هذا توافقا اجتماعيا أو بداية ديمقراطية جيدة. وإذا توخينا الدقة كان طرح الدستور للاستفتاء رغم غياب مكونات أساسية من المجتمع ليس فقط تصرفا أحمقا بكل المقاييس بل أنه بمثابة إنقلاب حقيقي علي الأعراف وعلي مبدأ المشاركة كما أنه إيذانا بأن تنظيم الإخوان يمضي قدما بالاستيلاء علي السلطة بالكامل ودون أي اكتراث بوعودهم السابقة أو بأدني درجة من الحكمة.

· استخدام الدين بشكل فج ومضر للدين نفسه مثل الدعوة العلنية بالتصويت بنعم كواجب شرعي في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية... اعتبار نائب المرشد محمود عزت بأن المشروع الإسلامي الذي تحمله الجماعة هو"تكليف الله" (المصري اليوم 21 يونية 2011).... تصريح المرشد بديع "الله أسقط النظام انتقاما للإمام الشهيد حسن البنا ولا نعرف كيف عرف المرشد بذلك!! كل هذا وغيره متناسق مع تاريخ الإخوان. فبعد انسحاب الإخوان من اللجنة الطلابية والعمالية في الأربعينات خطب قائدهم في جامعة فؤاد (القاهرة) مادحا رئيس الوزراء اسماعيل صدقي الملقب آنذاك بعدو الشعب مستعينا بآية قرآنية:" واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا". أليس هذا سوء استخدام للقرآن وتضليل مشين؟... قول نعم في الاستفتاء واجب ديني شعار الاسلام هو الحل... اعتبار ان من يؤمن بفصل الدين عن الدولة علماني كافر والخلط بين هذا الفصل وبين قناعتنا بارتباط الدين العضوي بالمجتمع كل هذا من اجل الهيمنة والارهاب الفكري من اجل التمكن من السلطة لعقود قادمة ولإقامة الدولة الدينية. فهل نكون مغالين إذا أستنتجنا بعد ذلك أن المبديء الأساسي للإخوان هو "أن الغاية – الوصول إلي السلطة والتشبث بها- تبرر الوسيلة".

· تعيين الالاف من أعضاء الاخوان في مناصب بالدولة دون اكتراث بقدراتهم المتواضعةوعدم كفاءتهم أو أحقيتهم ولكن الولاء للاخوان كان المقياس الأهم. علي سبيل المثال تعيين محافظاً للأقصر أحد القيادات المنتمية للجماعة الإسلامية الإرهابية والتي قتلت عام 1997 عشرات من السياح الأجانب، ربما لتدعيم قاعدته السياسية. أثار هذا القرار غضب أهل الأقصر واستيائهم الشديد بسبب آثاره المدمرة علي السياحة وهي المورد الأساسي للمدينة ولمواطنيها، و جاء هذا القرار الجنوني وكأنه مكافاة للإرهاب. وتعيين وزير الثقافة لا علاقة له بالثقافة بل عدو لها و الذي قام بطرد مديرة الأوبرا دون إبداء تبرير لهذا السلوك الفاشي والذي أدي لاعتصام العديد من مثقفي مصر ومنع الوزير لاستخدام مكتبه. وتنصيبوزيرا للإعلام اتسم بالغطرسة والوقاحة الذكورية مع بعض الصحفيات. وتعيين محافظا للإسكندرية ومساعدا له نال رفضا واسعا من الشعب السكندري. هذه النماذج أبرزت غياب أي منطق اللهم إلا أولية التحكم في مفاصل الدولة سواء في مجالات الإدارة او التعليم اوالزراعة او الثقافة او الاعلام.

· تغيير المواقف بانتهازية شديدة والبعد عن الالتزام بالمباديء: فعلي سبيل المثال مقولتهم في السابق بأن الديمقراطية فكر مستورد وأنه لا حزبية في الاسلام ودعوة عبد الناصر لالغاء الأحزاب أما الآن فإيمانهم المطلق بصندوق الانتخابات المقدس واختزالهم الديمقراطية فيه، كما أنشئوا حزب الحرية والعدالة!

· تصرفات سياسية لا يمكن وصفها إلا باللامعقولة وبالحماقة مثل اللقاء الأخير بإستاد القاهرة من أجل نصرة سوريا (المسلحين والارهابيين الذين يسعون لاسقاط الدولة السورية). فدخول مرسي بعربته يذكرنا بمشهد جوبلزي (نسبة لوزير الاعلام جوبلز في عهد هتلر) والحشود الاخوانية وحلفائهم وأعلام الانتداب الفرنسي بسوريا التي تمثل ما يسمي بجيش سوريا الحر ثم صعود مرسي علي المنصة حاملا علم مصري صغير وعلم كبير لسوريا تحت الانتداب الفرنسي ثم دعوته للتخلص من الرئيس السوري. وضمت المنصة شيوخ ذو مظهر اسلامي اتسمت خطاباتهم بالتحريض الصريح الطائفي والتكفير المذهبي والدعوة للتدخل العسكري ضد الجيش الوطني السوري رفيق الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، دون اعتراض من رئيس الدولة مرسي. هذه المشاهد لا يمكن وصفها إلا بأنها جزء من مسرحية عبثية أو كابوس مخيف. استثارت هذه المشاهد غضب شديد لملايين من المصريين خصوصا بعد أن أدت هذه الخطب المنحرفة إلي قتل أربعة من الشيعة المصريين في الجيزة. ومثال صارخ آخر هو ذلك الاجتماع السري المذاع علي القنوات الفضائية حول التعامل مع مسألة إنشاء سد علي النيل في اثيوبيا. هذا اللقاء لا يدين الرئيس مرسي بل أيضا عناصر ما سمي بالنخبة ودعواتهم الحمقاء باستخدام القوات المسلحة لقصف إنشاءات السد واقتراحات جنونية أخري ثم اعلان مرسي أن كل الخيارات مفتوحة. هذه التصرفات استثارت غضب الجيش المصري وأدت إلي سخرية الملايين من المصريين.

· مزيد من انتقاص منزلة مصر في العالم العربي وأفريقيا مما كان له آثاراً خطيرة وعلي رأسها تعرض نصيب مصر من مياه النيل للانتقاص وعدم الاكتراث بسيادة مصر علي حلايب في الجنوب وتقزيم مصر في تعاملها مع قطر التي ساند أميرها السابق الإخوان مما جعل مرسي ينتقص مكانة مصر الدولة والشعب وكأن مصر أصبحت تابعة لقطر ناهيك عن الحديث عن "شراء قطر لقناة السويس" أي فتح الباب علي مصراعيه للاستثمارات القطرية ولتبني مواقف قطر المدمرة ودعمها للارهابيين في سوريا. بالاضافة لذلك ادت العلاقات الوثيقة بين الاخوان وحماس وما أشيع عن دور حماس في تهريب مرسي من سجنه في اعقاب احداث 25 يناير 2011 واعتدائهم علي جنود مصريين نقمة شديدة علي حماس والاخطر من ذلك انحسار التأييد المصري لقضية فلسطين برمتها.

· أسلوب الإحتواء الذي اتبعته الإخوان مراراً بتوظيف عناصر انتهازبة من خارج الإسلام السياسي وضمهم لقوائمهم في انتخابات مجلسي الشعب والشوري والنقابات، واعتبار ذلك دليلا علي مرونتهم وديمقراطيتهم مما كان له آثار سلبية ومفسدة علي العملية الديمقراطية السليمة. بالطبع المسئول الأول علي هذا الأسلوب هو انتهازية العناصر التي قبلت بهذا التوظيف المشين. وهكذا استخدم أحد الناصريين الناجحين علي قوائم الاخوان بتعيينه رئيسا للعلاقات العربية ثم مطالبته بسحب السفير المصري من سوريا.

· عدم تقدير معني حصولهم علي 51% من الاصوات في انتخابات الرئاسة باختزالهم للديمقراطية في الصندوق وكأنه يمنحهم تفويضا للهيمنة بالاضافة للتفويض الإلهي. كانت الحكمة تقتضي توسيع المشاركة مع العناصر الليبرالية والإسلامية المعتدلة بدلا من العناصر المتطرفة الاسلامية.

· تلاعدم التزام الكثير من قادتهم بآداب الحوار وكان أمامهم فرصة لإعطاء المثال علي مكارم الأخلاق الذي بعث الرسول ليتممها ولكن علي العكس تماما كانت مناقشاتهم عموما متسمة بإنكار الحقائق وعدم مراجعة النفس وتبرير الأخطاء وكأنهم معصوين من الخطأ و الدفاع عن مواقفهم بكيل الاتهامات فكان رد الفعل سلبيا خصوصا وأن التوقعات كانت كبيرة! هناك أمثلة عديدة مسجلة لهذا النهج الخاطيء.

· استهانتهم بذكاء المواطنين وفي هذا الصدد يشتركون مع الاتجاهات السياسية الأخري فتارة يتهم الشعب بالاستكانة والكسل وعدم الاكتراث إلا بملء بطونهم أو أنه ساذج ويخدع بسهولة وتارة في خطبهم يوصف نفس الشعب بالعظيم والشعب المعجزة. الواقع هو أن المواطنين ويهتمون بشئون معيشتهم ولكنهم حريصون علي كرامتهم وكرامة الوطن وهم ليسو مغفلين فلا شك أنهم ينخدعون بشعارات جذابة ولكنهم سرعان ما يصححوا خطئهم كما حدث بالفعل. عظمة الشعب ليست في مثاليته ومعرفته ونقائه إنما في صبره وعدم انخداعه علي الدوام ولهذا فهو يفاجيء من لا يفهمه أو يحترمه بغضبه الهادر.

في الجزء الثاني سنتحدث عن الجذور الفكرية للإخوان المسلمين وسلوكياتهم، وفي الجزء الأخير سنتحدث عن السياسة الأمريكية نحو الإسلام السياسي وأهداف الإدارة الأمريكية المعلنة والحقيقية بالنسبة لمصر ومحيطها العربي.
2/7/2013
شبكة البصرة
الاحد 28 شعبان 1434 / 7 تموز 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق