قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 25 يوليو 2013

لا تربط الصحيحة حول الجرباء.. خوفاً على الصحيحة أن تجرب.!.. ما الذي يدفع عرابيِّ الإحتلال إقامة مؤتمرات فخمة بميزانية دول.!. هل هي لعبة جديدة من ألاعيبه وحكومته الصنيعة أم إمتداد لسلسلة المؤتمرات المشبوهة ما قبل الغزو.! - وقفة على مؤتمر اسطنبول 2013 \ج2

لا تربط الصحيحة حول الجرباء.. خوفاً على الصحيحة أن تجرب.!.. ما الذي يدفع عرابيِّ الإحتلال إقامة مؤتمرات فخمة بميزانية دول.!. هل هي لعبة جديدة من ألاعيبه وحكومته الصنيعة أم إمتداد لسلسلة المؤتمرات المشبوهة ما قبل الغزو.! - وقفة على مؤتمر اسطنبول 2013 \ج2

istanbulconference2
مؤتمرات واجتماعات في صالات وفنادق الخمس نجوم تحتلافتات وعناوين وطنية براقة ومدوية، ترى ما الغاية من وراءها..!؟ إذا عرفنا أن القائمين عليها هم عرّابو الاحتلال أو من شاركوا الأحتلال عمليته السياسية الخبيثة التي رسخها في العراق ونصب عليها سلطة طائفية عميلة بامتياز تعمل من اجل أجندات دول أخرى تحاول ولازالت جاهدة من أجل تدمير العراق بعد أن ادخلته نفق التعصب الديني والطائفي المظلم وأغرقت شعبه بكافة طوائفه ببحر من الدماء الحرة النقية.
وإذ لا نذهب بعيدا .. فعلى رأس هذه الدول كانت ولازالت جارة الشر والسوء إيران صاحبة الرقم القياسي في سجل الإرهاب والإجرام الدموي الذي كتب بدماء ضحايا الشعب العراقي التي تسفك كل يوم، وباتوا يعيشون أجلك أيامهم منذ إحتلال العراق من قبل المغول 1258 وحتى اعادة احتلاله من قبل الامريكان 2003، وتسليمه بيد الصفويين ليتموا سلسلة تدميره وتجزئته وقتل شعبه...!!
إن الكثير من العراقيين يتسألون بِحيرةٍعن جدوى هذه المؤتمرات والغاية منها، وتزداد حيرتهم أكثر حينما يعرفون أن القائمين عليها هم أغلبهم من عبيد الأحتلال وممن شاركوه عمليته السياسية، ثم أنقلبوا عليها أو تظاهروا بالأنقلاب عليها! وصاروا يتقربون إلى النخبة الوطنية العراقية التي لم تتغير مواقفها منذ 2003 وحتى يومنا هذا، وهم قلة قليلة للأسف!
فما السبب وراء تقربهم هذا وعقدهم لمثل هذه المؤتمرات التي أصبحت عناوينها كعناوين الحروب والمعارك التي شنتها قوات الأحتلال على أرض العراق الحبيب بإسم الديمقراطية الهوجاء التي جاءت بها أمريكا ودفع ثمنها الملايين من ابناء شعبنا الأبي بعد أن غرقوا ببحور من الدماء الزكية الطاهرة قرباناً للإجرام الأمريكي والايراني.

لعل السبب أو الأسباب التي يمكننا حصرها هنا في إطار التأويل والتحليل السياسي لمثل هذه المؤتمرات تتلخصبمحاور ثلاث رئيسية ولربما من الواجب طرحها ووضعها أمام العقول العراقية النيرة والوطنية التي يشهد لها التاريخ والحاضر برجاحة التفكير وحيلة التدبير.
وهنا لابد من الأشارة إلى بعض الشواهد والملاحظات قبل الدخول في هذه المحاور والأسباب، ومنها:
 إن معظم العراقيين يتذكرون من كانوا يتصدرون شاشات التلفاز ويتحدثون بإسم الوطنية والوطن وحقوق الشعب أنذاك، ونخص بالذكر من كانوا يظهرون على قناة المستقلة الفضائية في لندن، باعتبارها القناة الوحيدة تقريباً التي كانت تسمح بظهورهم على شاشتها.!.. والسؤال أين اصبحوا الأن.!؟
الجواب، أغلبهم أمسى في جيب الحكومة الخلفي أو تحت نعل الأحتلال الامريكي والأيراني، بعد أن إشتروهم بثمن بخس وأصبحوا من المدافعين عن الحكومة بل وعن ايران والصفويين أكثر بعد أن كانوا من فرسان القومية العربية والوطنية العراقية، والأمثلة كثيرة وتجدونها منتشرة على اليوتيوب أو الشبكة العنكبوتية. ولرُب أحدهم سيقول أنهم كانوا اصدقاء لمن يجلسون على كراسي المسؤولية في المنطقة الخضراء، عندما كانوا معارضين للنظام العراقي الوطني السابق، واختلفوا في بداية دخول الاحتلال معهم والأن رجعوا إلى لُحمتهم النتنة كما كانوا قبل الأحتلال!
والسؤال هنا، ما الذي يدفع من كان محسوباً على النظام السابق أو بالأحرى كان جزءاً منه، إلى التحول بدرجات وزوايا متفاوتة للأنقلاب، ويصبح بين ليلة وضحاها يدافع عن أفكار ومؤتمرات يقف وراءها من كانوا يختلفون معهم بالتوجه والمبدأ ويعملون ضدهم ولايلتقون بأي نقطة على الأطلاق لآنهم كانوا يعتبروهم في وقت ما السبب الرئيس وراء معاناة الشعب العراقي وتدمير العراق الذي يناضلون اليوم هؤلاء المدافعين عن الملوثين من أجل استعادته وتحريره؟!
كما يجب علينا أن نعرف أن الأحتلال وحكومته العميلة قد فشلوا في إختراق أو الوصول إلى بعض فصائل المقاومة العراقية الصامدة البطلة التي كانت السبب الرئيسي وراء الأنكسار والأنسحاب الأمريكي المزعوم، كذلك فشلوا في كسب ود بعض النخب الوطنية من العراقيين المتواجدين خارج العراق، فكيف إذا يستطيعون أن يصلوا اليهم واختراقهم لإضعاف تاثيرهم الكبير والملموس على الأحتلال وحكومته في بغداد وباقي المحافظات من الشمال إلى الجنوب، وأبرز هذه المحاولات كانت كالتالي:
التقرب بقصد الإختراق والإضعاف:
ليس ببعيد عن الذاكرة وقوع بعض فصائل المقاومة العراقية في الفخ الأمريكي بعد أن كانت تشكل تهديدً حقيقياً للوجود الأمريكي والايراني في مناطق بغداد وغرب العراق تحديداً، وكيف تم إغرائهم بفخ نصبوه لهم عبر تشكيل ما تسمى الصحوات والتي كانت أحدى أوجع الضربات التي وجهت إلى المقاومة العراقية بعد إغراء شيوخها وأمريها بالاموال والعقود الوهمية وإعطائهم الحيز والسلاح اللازم من أجل ضمان كسر شوكتهم التي لطالما غرزت في عين الأحتلال وحكومته في جولات كثيرة. وتغيرت مهمتهم من رجال سلاح ومقاومة إلى نواطير حراسة واكباش فداء للأمريكان ورأس حربة مأجور لهم في مواجهة المقاومة العراقية الثابتة على موقفها والتي لم تنثني عن مبادئها وعقيدتها.
والفخ الثاني والأهم هو استدراج قادة فصائل المقاومة العراقية الأسلامية على وجه الخصوص إلى فخ دعوتهم إلى قطر وفتح باب التحاور مع الأمريكان بالأتفاق والتعاون مع الحزب الأسلامي والأخوان المسلمين، الجهة التي كانت الأقرب لكلا الطرفين، المقاومة والأمريكان. وبدأوا بإغراقهم ببحر الهبايا والعطايا وجرهم من مؤتمر لآخر ومن إجتماع لجلسات خاصة، ومن ثم تمييعهم وتبديد طاقاتهم الوطنية المقاومة ذات الطابع الأسلامي المسلح وتحويله إلى مجرد اسماء تدور في فلك الإعلام المقاوم ولكن تأثيرها عن ذي قبل أصبح أقرب إلى العدم منه إلى الوجود.
هنا كان لمدير قناة الجزيرة الفضائية الطارىء أنذاك الفلسطيني الإخواني "إخوان حماس" "وضاح خنفر" والمقرب المريب جداً* من الجهاد الإسلامي " بشير نافع" الدور الأكبر في إتمام هذا المخطط الخبيث الذي أفضى إلى شبه إنهاءٍ لدور هذه الفصائل المقاومة البطلة تنفيذا للمخطط الأمريكي البائس وبأشراف تركي غير معلن! بعد أن استدرجوها اولاً ثم اشترطوا عليها الأنضمام إلى المجلس التنسيقي وإلا فلا دعم سيقدم.
وللأسف نجحوا في ذلك ولم نعد نسمع عن فصائل المقاومة هذه إلا من خلال المداخلات التي يتفضل بها قادة المقاومة من تركيا أو مصر المنفى الذي أختاروه لهم بعد أن سحبوا البساط من تحت أرجلهم في قطر. ولكن يبقى السؤال هل تم تمييع المقاومة العراقية كلها في قطر بعد أم تم استدارجها؟! أم أن هناك لازالت فصائل موجودة على الأرض رفضت كل هذه العروض والمغريات وأثرت حمل السلاح حتى تحقيق النصر بطرد الأحتلال أو الشهادة على أرض العراق الحبيب.
لقد عمدت حكومة الأحتلال على تشكيل وزارة مصالحة وطنية مزعومة، كان الهدف من وراءها جر ما يستطيعون جره من فصائل وقادة فصائل مقاومة على الأرض لآنهاء دورهم والقضاء عليهم كلياً من جانب ومن أخر إطلاق يد المليشيات الحكومية التي كانت ولازالت تتمدد على حساب مناطق تواجد فصائل المقاومة هذه. ولعل تصريحات عامر الخزاعي وزير المصالحة الوطنية وكذبه الفاضح أمام شاشات التلفاز عن أنه جلس وحاور هذه الفصائل المقاومة، لهو خير دليل على فشل الحكومة في ذلك.
لقد بينت الوقائع والشواهد أن قوات الأحتلال الامريكي والايراني وحكومتهما في المنطقة الخضراء قد عجزوا عن الوصول إلى هذه الفصائل والنخب الوطنية المتمترسة والداعمة لهذه الفصائل إعلامياً وفكرياً، فعمدوا إلى استخدام أذنابهم ممن سبق لهم الدور الأكبر في تنفيذ الكثير من أجندة الأحتلال في العراق وممن يضعون قدماً هنا وأخرى هناك عبر علاقاتهم مع بعض النخب الوطنية العراقية المنتشرة في العالم، ولكن كيف وما الألية المحتملة في استغلال هولاء بالشكل الذي يريده الأحتلال وحكومته؟
كما قلنا أن هناك ثلاث محاور أو إحتمالات تقف وراء الدعوات الكثيرة والمستمرة لعقد مؤتمرات ولقاءات دولية مبهمة الأهداف ومجهولة الغايات وتتلخص بما يلي:
أولاً:
دعوة النخب الوطنية العراقية التي لم تتغير مواقفها الثابتة المضادة للأحتلال وحكومته في بغداد منذ 2003 وحتى يومنا هذا من أجل أن يكونوا بوابة للدخول إلى فصائل المقاومة العراقية الأبية التي لم تتغير مواقفها تجاه الأحتلال أو حكومته خصوصاً تلك التي تطورت مواقفها بعد الحراك الشعبي الذي دخله العراقيين من 23 كانون الأول 2012 ودخلت مرحلة المواجهة المسلحة مع الحكومة العميلة في بغداد.
وهنا لابد من الاشارة الى مؤتمرات اسطنبول التي عقدت في الأونة الاخيرة وأخرى لازالت تنتظر دورها في الأنعقاد، جلها إن لم تكن كلها كانت قد نظمت من قبل مشاركين في العملية السياسية الخبيثة التي زرعها الأحتلال أو من لديه قنوات وروابط وثيقة بالأحتلال، وأعتقد أن المؤتمر الذي تدعوا إليه منظمة حقوقية أو انسانية ويقف فيه شخصا من شخوص الأحتلال وكان له الدور الأكبر في تكريس الأحتلال يعني بالنتيجة أنه منظم هذا المؤتمر والمسؤول عنه، بغض النظر عن مموله، فوقوف هذه الشخصيات يُغني عن الحديث وراء ممولي هكذا مؤتمرات، وأقرب الأمثلة لذلك مؤتمر اسطنبول الاخير الذي عقد في فندق "كراند الحياة – أسطنبول" 5-8 تموز 2013 وأشرف عليه المحامي طارق علي الصالح وزوجته السيدة رقية القيسي والسيد محمد شلال العاني، لهو خير دليل على ما نقول، خصوصاً وهذا المثير في الأمر، أن نفس المجموعة تماماً كانت هي المشرفة على مؤتمر أخر عقد قبل الأحتلال تحت عنوان "مؤتمر مشروع العدالة الأنتقالية في العراق" عام 2002. وبما أننا عرفنا السبب وراء مؤتمرهم الأخير هذا والأجندة التي حملوها واستطاعوا تطبيقها من خلال الجزء الأول الذي نشرناه على موقعنا "هنا"، حينها سنخلص إلى استنتاج قريب من الواقع والحقيقة وراء عقد مثل هذه المؤتمرات التي تدعو إلى الريبة والشك بوجود هؤلاء، ونصبح على يقين من أنهم يحملون اجندة أخرى تخدم مشروع الأحتلال كما خدمته من قبل.
وهذا يعني أنهم يتخذون من النخب الوطنية الموجودة خارج العراق حصان طروادة إلى النخب والفصائل المقاومة داخل العراق، بحكم علاقتهم الوطنية وأفكارهم العقائدية التي تربطهم مع بعضهم البعض، عملياً وفكرياً، بعد أن عجزوا عن الوصول اليها بالطرق التقليدية القريبة منهم في الداخل.
ثانياً:
استخدام ذات النخب الوطنية التي تتمتع بسمعة وطنية عالية وجلوسها مع شخصيات أخرى ملوثة بشكل أو باخر من أجل تسقيطها إعلامياً وسياسياً، وبالتالي كسر شوكتها الرفيعة التي غرزت في خاصرة الأحتلال وعيون حكومته بمواقفها المبدئية الثابتة على النهج والفكر المقاوم وتمترسها في خندق الهوية الوطنية العراقية.
ثالثاً:
الدخول والتشظي بشكل عشوائي داخل هذه النخب الوطنية من أجل زرع التفرقة وتفريق الصف المقاوم وتشتيته،ولعل هذا السبب أقرب من من حيث التطبيق وما شهدته هذه المؤتمرات من تفرقة وتشظي في الصف الوطني الواحد الذي كان يجمع ويجتمع على كلمة وهدف ونهج واحد وثابت.
دعوة:
إنها دعوة صادقة للأخوة الوطنيين الحقيقيين للمراجعة والرجوع إلى الصف الوطني الصلب الذي كان وسيبقى عصياً على الاحتلال وحكومته إختراقه أو التقرب منه! لكن للأسف اليوم وبعد هذه المؤتمرات التي يترأسها ويدعو لها أولئك الملوثين بالأحتلال من الاذناب والمشوهين تاريخياً وسياسياً استطاعوا شق الصف وزرع الفتنة والفرقة بين اولئك الثابتين المقاومين المعروفين بوطنيتهم وتاريخهم المشرف ... !
دعونا نجهض خططهم الخبيثة ونستذكر ماضيهم الأسود الذي يسوق لحاضرهم المسرطن بدءاً من الاحتلال وسياسة "فرق تسد" ألى أخر المجازر التي يشيب لها الولدان، فلا مستفيد مما يقومون به إلا الأحتلال وحكومته وأذنابهم مهما بلغت إغرائاتهم وترطبت ألسنتهم بمعسول الكلام والحجج الخبيثة لآنها كلها مكشوفة ولن تنطلي على احد، ولنستذكر أيضا أن أمريكا وايران يعتبران وجودهما تكريس للديمقراطية التي أغرقت العراق والعراقيين في بحر دماء أبناءه التي تسيل كل يوم...
إنها دعوة حرة نقية من قلوب ملأها الأيمان بالله ثم الوطن والأحرار الوطنيين ممن غطت على ابصارهم غشاوة وهمية زرعها اولئك الملوثين.. فهل من مجيب؟!
ونُذّكر... في القادم من الايام سنكشف ماهي غنيمة الملوثين وأثمانهم البخسة التي قبضوها عربون دعواتهم لعقد مؤتمرات التفرقة والتشظي وسنعرضها بالتفصيل وأين ذهبت وبأي الارصدة أودعت...وغداً لناظره لقريب...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق