قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

-:صوت من الجزائر : "أفهم روحك، القايد يَبْغَ أذِ خُوشْ"؛

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"أفهم روحك، القايد يَبْغَ أذِ خُوشْ"
شبكة البصرة
صوت من الجزائر
قَـدِم القايد، زمن احتلال فرنسا للجزائر، إلى قرية من القرى (و القايد، تنطق بإضافة نقطة فوق القاف، عندنا في الجزائر. و هو الشخص الذي ارتضاه المحتل ممثلا له و نائبا عنه)، فالتف حوله عملاء المحتل و خدامه، يقبل من أمكنه التقبيل ما أمكنه تقبيله، حفاوة به و طمعا في رضاه.
و بعد تفقده لأحوال رعيته من حيث درجة ولائها لفرنسا (المعتدية) و نصرتها في مواجهة شواذ الناس و مجرميهم ممن أجرموا في حق فرنسا و أصروا على محاربتها (الفلاقة)، أقام له سيد عملاء فرنسا و ليمة في بيته زينت بكل ما تلذ له الأفواه و تشتهيه الأعين و البطون. و بعد أن أكلوا و ملؤا بطونهم، نادى السبايسي (هكذا ينعت مرافق القايد) صاحب البيت "أفهم روحك، القايد يَبْغَ أذِ خُوشْ" باللهجة الأمازيغية، و كان يقصد بها أن القايد الآن يريد إشباع لذة من نوع آخر، فعليه بتجهيز الفراش للقايد كي ينام. و بالفعل جهز صاحب البيت، العميل، الفراش للقايد و لا يجهزُ أبدا فراش القايد إلا بما حسن من نساء أهل صاحب البيت. و نام (آخوش) القايد.
من لم يكن عرض أخيه من عرضه لا عرض له، و من استبد بأخيك لن يعفيك إلاٌ أن يمتٌلكٌك.
هكذا هو سلوك المحتل الظالم المستبد، و هكذا هي حياة العميل للأجنبي الخائن لوطنه. و إني لأكاد أسقط هذه القصة على ما تم عند استقبال جامعة الدول العربية لوزير خارجية أمريكا جون كيري مؤخرا. لا يمكن إحتلال أي بلد و المكوث فيه بدون وجود أمثال القايد، لذلك كان أشد ما يهتم به الإحتلال دائما هو صنع و تحضير أمثال القايد في المجتمعات و إن كنا لسذاجتنا لا نهتم لهذا الأمر. إلا أنه و بالرغم من كل هذا المكر، و رغم كل قوة المحتل و عملائه إلا أن القايد و زمرته مضوا جميعا إلى مزبلة التاريخ و هذا بفضل تضحيات أبناء الأمة الشرفاء، أهلها، بعد أن ثبتهم الله و نصرهم.
الركون إلى المجرمين و مجاراتهم خوفا من طغيانهم كالنعامة تضع رأسها في التراب خوفا من الريح و لكن الريح واقع بها، و كذلك الظلم واقع بالمستكين إلى الظالم المستبد. إن أنظمة حكمنا متخلفة فاسدة، غارقة في مشاكل حكمها، أنَى لها تعاكس و تصادم الظالمين أو تنصر المظلومين و الضعفاء؟ إنها تساق كما تساق الأنعام، و يفعل بها كما يفعل بالبهائم و الأغنام.
إن هذه الأنظمة لشدة عمالتها للأجنبي قصُرعن فهمها أن الظالم المستبد حين تخدمه لا يعتبر ذلك منها منة أو كرم، و قد يعاقبها إذا لم تمتثل لرغباته. و قد يضن هذا الأجنبي، كما ضنَ القايد، أن الخادم و أهل بيته ممتنون له إذ اختيروا لإشباع رغبات سيدهم. و هل يستحي الملك أن يطلب من خدمه شئ.
إن الذي يرضى لنفسه بمستوى من الذل قد لا يعلم إلى أي درجة من الخس و المهانة قد ينزل، فطريق النذالة زلق و الرضى بالذل يستقطب ذلا أكبر منه. و لكن كما قال الله تعالى "الظالمون بعضهم أولياء بعض" فهناك نزوع في الفطرة إلى أن الظلم يركم نفسه و كذلك الخير. فلا يمكن للظالم أن يوالي مؤمن و لا المؤمن أن يوالي ظالم، بل كل على شاكلة من يوالي و الطيور على أمثالها تقع.
حقيقة أن رفض الظلم و معاكسته يفرز بعض الشرور و العدوان الذي قد يلحق بالرافض و لكن أليس ذلك أقل و أخف على النفس السوية العزيزة من طأطأة الرأس للظلم و المساعدة عليه. قد يُجبر المرء أحيانا على المجاملة و المواراة لدرء الأذى، و لكن أي مجاملة و العدو ينزع عنك و عن أهلك سترهم. موت دون ذلك أحق و أشرف عند الله من حياة تنجو بها بعدها. و قد يقول قائل إننا ندْرَأُ عن أهلينا شرا أعظم، فما القائل عن قصة جحا ببعيد، إذ في النهاية سيقول سلامة رأسي. العدو يرانا أمة واحدة ويشقى ليفرقنا بينما بعض أفراد أمتنا لجبنهم وأنانيتهم يتنصلون عن أمتهم ويجري لهم الذى يٌقص عن جحا من أنه عندما قيل له إن قريتك تحترق قال 'سلامة بيتي'، ثم لما قيل له إن بيتك يحترق قال 'سلامة رأسي'. فعندما يضن البعض أنه ينأى بنفسه عن الخطر، بعيدا عن إخوانه، ليس ذلك إلا خدمة للعدو و تمكينه من العمل بحكمة 'فرق تسد' وقد حيدت قوته حتى الإنتهاء من أخيه. فلا ضمان بأنه لن يستهدف بعد ذلك. فعليه إذن،إن فعل، أن يروض نفسه و أهله على تجهيز فراش القايد إذا أحب أن يعيش حياة البخس و المذلة التى يحسب أنه نجا بها.
أما أن ينحاز الأخ و القريب إلى العدو يشد في عضده على إلحاق الأذى و الموت و الدمار بأخيه و بأمته، فلأنه لا حظ له و الحظ كله من الله، و الحظ كله هداية، و حظه من الهداية من الله على قَدْرِ الخير الذي يَحْمِل نفسه عليه و من الظلالة على قدر الشر و الأذى الذي يبدر منه. إنه لا يستحق أن يكون من أهل الشرف إنه قذارة أمته، إنه حطب جهنم.
إننا مظلومون ندافع عن أرضنا و أعراضنا، عن حياتنا و حياة أبنائنا، عن حياة أمتنا و طريقتها في الحياة، مثلها، أخلاقها، روحها، دينها... و صهاينة أمريكا و صهاينة إيران و حلفاؤهم الأمبرياليون يريدون أن يستولوا على خيراتنا، يريدون لأبنائنا أن يجوعوا و يعروا و أن يكونوا خدما تحت أقدامهم. يريدون لنا الجهل و الأمية. يريدون لنا الإقتتال و الحروب. يريدوننا أن نمضي بجانب الحياة لا نلامسها. إنهم يعادوننا و يخربون علينا حياتنا، دون غيرنا، و كأننا نغير عليهم في أوطانهم. فلا مبرر للشر و الظلم الذي يلحقنا منهم إلا أنه إعتداء الكفر على الإيمان. إنها لصيرورة الحياة من حرب بين الخير و الشر، الكفر و الإيمان.
صبر جميل و نضال و جهاد حتى الموت. و قديما نجى الله النبي لوط و لم يكن في قريته غير بيت من المِؤمنين بقوا ثابتين على دعوتهم و لم ينقص من إيمانهم أن لم يؤمن غَيْرَهم في قريتهم. أما أن نَعْدِل عن رسالتنا أو نُعَدِّل فيها فذلك ظلم عظيم يطال كل الإنسانية. أمتنا أختيرت من بين الأمم لتبليغ الرسالة السماوية الخالدة إلى الإنسانية جمعاء. هذا هو قدرها و هذه طريقها... طريق الأباة الشرفاء من الأمة، أهلها. إنها لطريق وعرة، الطريق التي سار عليها قبلهم أنبياء الله و رسله، اختارها أبطال أمتنا لا لأن فيها الراحة و لا لأن فيها الشقاء و لكنهم يرتؤونها، بهدي من الله، طريق الحق و العدل.
فيا شعبنا متى و عيت الأخطار التي تحدق بك؟ و يا طلائع الأمة و خيرتها متى أحسست و قدرت عبء المسؤولية التاريخية، فوفيت التقدير؟
و متى كان اللقاء، لقاء الشعب بطلائعه و خيرت أبنائه، كان الأمل و الفرج بإذن الله.
عاشت أمتنا و عاش الشرفاء في أمتنا.
الإندحار للخونة و العملاء، و بنصر الله يفرح المؤمنون.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق