قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 20 مايو 2012

صلاح المختار: خيول طروادة البحرين


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
خيول طروادة البحرين
ان المشاريع الكبرى تحتاج لحمايتها الى حرسٍ من الأكاذيب
ونستون تشرشل
داهية الاستعمار البريطاني
شبكة البصرة
صلاح المختار
حينما كتبت عن البحرين مؤخرا لم تكن هناك التصريحات الجديدة لنظام علي خامنئي وقادته حول ضم البحرين واصابتهم بهستيريا كاملة وصلت حد الجنون حينما اقترحت السعودية اقامة اتحاد او وحدة بين دول الخليج العربي والجزيرة العربية. هذه التصريحات الايرانية الوقحة جاءت لتدعم 100% ما كتبته في المقالين المعنونين (الممهدون لاغتصاب البحرين من هم؟*) و(كي لا تغتصب فلسطين اخرى: البحرين خط احمر**)، فماذا قال حكام ايران مؤخرا؟
فيما يلي بعض مما قالته ايران : (أعتبرت إيران في صحفها الرسمية وشبه الرسمية الصادرة هذا اليوم الثلاثاء، مملكة البحرين جزءا لا يتجزأ من أراضيها وعليه يجب العودة والإلتحاق بالوطن الام حيث انها تعتبر المحافظة الرابعة عشر لايران قبل أن تصبح دولة مستقلة). ووصفت صحيفة كيهان الرسمية والتي يشرف عليها خامنئي الدعوة لاتحاد السعودية والبحرين ب(بالمؤامرة الأميركية الخطيرة والتي تزيد المنطقة توترا. وطالبت الصحيفة بضرورة إلتحاق البحرين بإيران بدل مع السعودية.).
اما صحيفة جمهوري اسلامي فقد (نشرت البيان الكامل الذي اصدره 190 نائبا في مجلس الشورى الإيراني حول مشروع الإتحاد بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وإعتبر النواب هذه الخطوة غير عقلانية وطالبوا الشعب البحريني بمقاومة الإحتلال السعودي لوطنهم. وحذر علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني المملكة العربية السعودية بقوله بإن البحرين ليست لقمة سائغة يمكن ابتلاعها بسهولة. وطالب لاريجاني بعملوموقف جاد من قبل ايران تجاه ضم البحرين الى المملكة العربية السعودية حيث قال ان البحرين يجب يضم إلى ايران.). والكلام الأخطر للاريجاني هو قوله حرفيا (أن قيام اتحاد بين البحرين والسعودية هو إعلان حرب على إيران).
هذه المواقف علق عليها الكاتب اللبناني الاستاذ حسن بيان، وهو مناضل بعثي معروف في لبنان، في مقال له كالاتي : هذا الإعلان الإيراني على ماذا يؤشر؟*** أنه يؤشر بصريح العبارة، أن النظام الإيراني لا يرى حضوراً لدوره وتأميناً لمصالحه إلا في وضع عربي مجزأ ومشتت وضعيف. وأن يرى بأن خطوة وحدوية بين بلدين عربيين، إعلان حرب عليه، فهو إنما يصدق النفس تجاه مصالحة لأن أي توحد عربي، إنما يقوي الموقع العربي على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية ويحصن الساحة الداخلية أمام محاولات التخريب الخارجي وهذا ما يرى فيه حداً من نفوذه و تأثيره في الشروخات العربية. ويربط الاستاذ حسن بصواب تام بين موقف اسرائيل من اي وحدة عربية وموقف ايران المطابق للموقف الاسرائيلي فيقول : "إسرائيل" تعلن أن وحدة سوريا والعراق هو إعلان حرب والنظام الإيراني، يعلن أن قيام وحدة بين البحرين والسعودية هو إعلان حرب. يا للمطابقة!! هل هي مصادفة مسألة التطابق بين الموقفين؟ أنه لا وجود للمصادفة في السياسة فيما يتعلق بالاستراتيجيات الثابتة. "فإسرائيل" تعتبر أمنها ومصالحها مهددة من خلال التوحد العربي، وها هو النظام الإيراني يعتبر أن خطوات التوحد العربي تهدد مصالحة ومشاريعه ايضاَ. انتهى الاقتباس.

هل بقي شيئا مخفيا او مموها في الموقف الايراني تجاه العرب بشكل عام وتجاه البحرين بشكل خاص؟ كلا فالهستيريا الايرانية التي وصلت حد التخلي عن كل تحسب وتكتيك لاخفاء المطامع التوسعية وهو موقف وضع قوميين عرب في البحرين تحت مجهر احراج وتحد قاتل جعل بالامكان رؤية (جيناتهم) الحقيقية، سواء كانت (جينات) طائفية تغلبت على هويتهم القومية العربية، كما حصل في العراق قبل وبعد الغزو، او (جينات) ارتزاق مادي، ولم تهتم ايران بحمايتهم وعدم كشف حقيقتهم لان مصالحها الاستعمارية التوسعية اهم ممن يدعمونها.
لقد صدمت ايران وذهلت للدعوة لوحدة دول الخليج العربي لانها تعدها خطوة تحبط خطتها القائمة على ضم البحرين بدعم مباشر وصريح من عناصر التيار القومي، تلك الخطة حققت نجاحا خطيرا جدا مؤخرا بتوفر عاملين : العامل الاول تطابق الموقف الامريكي مع الموقف الايراني تجاه ازمة البحرين وهو تطابق خطير يذكر بتطابق الموقفين الامريكي والايراني من العراق قبل الغزو وبعده، العامل الثاني هو ضمان ايران دعم خطتها من قبل العناصر المخترقة في التيار القومي العربي في البحرين لضم البحرين، واكبر واخطر تعبير عن هذا الدعم (القومي العربي) لايران ومطامعها هو تحالف تلك العناصر في التيار القومي مع حزب الدعوة البحريني المسمى ب(جمعية الوفاق) والقائم على قاعدة واحدة مفضوحة جدا وهي نشر الفوضى العارمة في البحرين تمهيدا لاستيلاء ايران عليها.
ولعلنا مجبرون على طرح امثلة واقعية تؤكد بان التحالف مع عملاء ايران في البحرين ليس سوى دعم مباشر لخطط ايران الامبريالية والاستعمارية، فمؤخرا صدر بيان من تنظيم ما نحجم الان ومؤقتا، لاننا سنضع النقاط على الحروف اذا اضطررنا، عن ذكر اسمه لاسباب تتعلق باملنا بتراجعه عن دعم مخطط ايران غزو البحرين يدين لقاء وفد يحريني بممثلين لاسرائيل وارسل هذا التنظيم البيان لي، وهو يرسل لي مشكورا كل بياناته، فكتبت له ما يلي حرفيا يوم 19/5/2012 وانشر ذلك كي يطلع ابناء البحرين من القوميين العرب الحقيقيين على ما يجري :
اشكركم على مواصلة ارسال بياناتكم لي لانها تضعني امام الصورة الحقيقية للمواقف، ولهذا فان لدي حق التعليق على مواقفكم مع كل احترامي وتقديري، اذ لابد من ادانة هذه الخطوة للنظام تجاه الكيان الصهيوني العدو الثابت لامتنا كلها فتلك محرمات قومية ووطنية، ولكن كنت اتمنى ايضا اضافة ادانة لكل من يتعامل مع الكيان الصهيوني ويحصل على دعمه، مثل ايران التي حصلت على سلاح صهيوني مباشرة ومعلومات استخبارية من امريكا عن العراق تسببت في احتلال ايران للفاو، وما ايرانجيت الا راس جبل الجليد الطافي، وهي مازالت تحصل على مباركة امريكا والكيان الصهيوني في سياستها نشر الفتن الطائفية في الوطن العربي بما في ذلك العراق العربي والبحرين العربية.
ودهشت جدا لعدم اضافة كلمة (عربية) في الهتاف الاخير في بيانكم (عاشت البحرين حرة ديمقراطية،،،،)، فهل تخشون ايران فتتجنبون تاكيد عروبة البحرين؟ واين ذهب الشعار الستراتيجي لكل قومي عربي بما فيها انتم وهو ان البحرين عربية؟ وهل اصبحت الديمقراطية في البحرين اهم من الهوية؟ وكيف يفسر صمت بعض القوميين العرب على قضية عروبة البحرين في المعايير القومية؟ وكيف يتم الاهتمام بالديمقراطية وتغفل مسالة عروبة البحرين في هذه المرحلة الخطيرة جدا والحاسمة جدا؟ وما فائدة الديمقراطية في البحرين اذا ضمت لايران وانتهت هويتها العربية؟
اخواني ورفاقي المحترمون : وجودنا كعرب في كل الاقطار يتعرض للخطر المميت بتفتيت الهوية القومية ليس في فلسطين فقط بل الان في العراق والبحرين وكل دول الخليج العربي والجزيرة وغيرها، والدفاع عن فلسطين فقط واهمال التهديد الذي يواجه وجود ومصير كل الاقطار العربية خصوصا البحرين قد يفسر على انه غطاء لامرار المؤامرة الاكبر في حاضرنا، ويشكل مثلبة كبرى لان الوجود العربي كله يتعرض للتهديد الذي تعرضت له فلسطين ونحن الضحايا في العراق نعرف هذه الحقيقة ونعاني منها، وايران تلعب الدور الاساس في هذه التهديدات الوجودية بعد سحب اغلب القوات الامريكية من العراق.
وفي البحرين يدرك اي عارف بالف باء الستراتيجية والتكتيك بان التهديد الرئيس الان ليس تهديد غياب او ضعف الديمقراطية، رغم الاهمية القصوى لها ولكن هذه الاهمية تبرز وتفرض نفسها فقط في ظرف غياب التحدي الخارجي، بل هو التهديد الايراني لانه تهديد هوية ووجود، وكنتم كقوميين عرب في مقدمة من ينبه لهذا التهديد سابقا. ولذلك فان التواطؤ مع ايران باي شكل مرفوض، ومن هذه الاشكال ايقاف حملة فضح مطامع ايران، واسترضاءها عبر التماهي مع حزب الدعوة البحريني (جمعية الوفاق) في الموقف من ازمة البحرين الحالية واخر تواطؤ هو الصمت تجاه اخر التهديدات وليس اخيرها التي اكدت ايران فيها على مطامعها في البحرين من قبل قادة النظام الذين اصيبوا بهستيريا كاملة تجاه مقترح الوحدة لدول الخليج العربي، واعلنوا بشكل فظ ووقح ان البحرين جزء من ايران.
هل هذا الامر ثانوي كي يصدر بيان يهاجم النظام لانه يطبع مع الكيان الصهيوني في حين ان اسرائيل الشرقية تقول بالقلم العريض ان البحرين جزء منها ولا يصدر بيان بنفس قوة بيانكم هذا يفضح معاني ودلالات ذلك؟ ان حزب الدعوة البحريني (جمعية الوفاق) هو نسخة مكررة من حزب الدعوة العراقي وتلك حقيقة يعرفها الجميع ولا تستطيعون انكارها ابدا وهم يعترفون بتماثل كل الاحزاب التابعة لايران وخضوعها لمفهوم ديكتاتوري واستبدادي هو الاكثر ظلامية في عصرنا هو ولاية الفقيه، لذلك فالتحالف مع حزب الدعوة وتجنب مهاجمة ايران وفضحها والسكوت على التصريحات الاخيرة والتركيز على الديمقراطية والازمة الداخلية وتصعيدها يخدم مباشرة ستراتيجية ايران القائمة على ضم البحرين ويعجل بضمها كما تؤكد كل المؤشرات الحالية.
ومما يثير الدهشة اهمال مؤشر هو الاخطر في الازمة البحرينية وهو تبني امريكا لاول مرة موقفا يساهم بتشجيع ايران على ضم البحرين وهو الهجمات القوية على النظام في البحرين باسم امريكا رسميا، التي كانت تحمي النظام البحريني وتخلت عنه الان، والمنظمات الواجهية للمخابرات الامريكية مثل منظمات حقوق الانسان، لذلك فالسؤال المركزي الان هو هل الديمقراطية في البحرين اهم من الهوية لكي يحصل التواطؤ مع ايران وعملاءها الرسميين والعلنيين؟ ولم هذا الصمت المريب تجاه ايران رغم انها الان اكثر حماسا واصرارا وصراحة في موضوع ضم البحرين من كل الفترات السابقة التي كنتم فيها تفضحون مطامع ايران وتؤكدون على عروبتها؟ هل النظام البحريني اخطر من ايران كي تصطفوا مع ايران ضده وتصرون على رفض اي حل سلمي وتؤكدون تماما مثل ايران على اسقاط النظام؟ لم تغيرتم وتخليتم عن اهم واجبات القوميين العرب وهو حماية العروبة وتأجيل المطلب الديمقراطي من اجلها لمنع استغلال الفوضى الناجمة عن محاولات اسقاط النظام لتفريس البحرين؟
ان التاريخ والجماهير العربية لن ترحم من سار في درب لا يفضي الا الى الغاء الهوية تحت اي مسمى كان خصوصا مسميات الديمقراطية وحقوق الانسان والتي نعرف معناها ومبناها في العراق. لكي تستطيعوا رفع علم فلسطين يجب اولا حماية البحرين وهويتها وبقاءها حرة ومستقلة فاذا نسفت العروبة بضم البحرين لايران فلا احد منكم سيبقى حرا وتكون البحرين قد اصبحت فلسطين ثانية وتصبحون عبيدا لايران كالاحوازيين العرب.
المجد للقوميين الذين لا يساومون ولا يتخلون عن قوميتهم بتأثيرات اخرى.
صلاح المختار. انتهت الرسالة.

اذن هذه المواقف الخطيرة والتي تشوه مفهوم العروبة والقومية العربية تماما تلزمنا الان وليس غدا بطرح قضية الحسم في موقف البعض ممن يعدون انفسهم (قوميون عرب) تجاه عروبة البحرين وكل الخليج العربي والجزيرة العربية، فمن يقف مع ايران في هذه القضية فهو احد اخطر الصهاينة العرب مادام عداءنا للصهيونية اليهودية سببه غزو فلسطين، وبما ان كل الاقطار العربية متساوية القيمة وفقا للفهم القومي فان كل من يدعو لضم قطر عربي لايران او الكيان الصهيوني او غيرهما هو صهيوني بكامل مواصفات الصهيونية.
ربما يقول البعض من القوميين العرب : ولكننا لا نقف مع ايران بل نطالب بالديمقراطية في البحرين وننتقد ايران في بياناتنا، ولهذا البعض نقول لقد انتهت اللعبة الايرانية واصبحت مكشوفة بالكامل بعد الدور الايراني المباشر والرئيس في غزو وتدمير العراق ومحاولات محو هويته العربية، وبعد ان استكلبت الطغمة الحاكمة في ايران مؤخرا في قضية ضم البحرين اليها، ونقد ايران بخجل وتردد وهو ما تقوم بعض عناصر التيار القومي يتم بطلب من ايران لانها تدرك ان حماية المخترقين العرب تفرض السماح لهم بنقد ايران احيانا ولكن بخجل! رفض الخطة الايرانية له تعبير واحد لا غير وهو النضال ضد ايران بكافة الطرق واعتبار ان هوية البحرين فوق الطائفية وتتجاوز المصالح الفردية، والتعاون مع عملاء ايران في معركة كسر العظم في البحرين ليس سوى دعم ستراتيجي لايران. وهذا الامر يفرض طرح السؤال التالي : هل يجوز نقد سياسة اسرائيل في بناء المستوطنات وتبقى الصلة ستراتيجية معها بنفس الوقت؟ وهذا السؤال يترجم حرفيا كالاني : هل لنقد ايران اي قيمة اذا كان دعم عناصر في التيار القومي لها في الموضوع الاهم وهو ضم البحرين قائما وفعالا؟
ونؤكد مرة اخرى ما قلناه وهو اذا كان المطالبون بالديمقراطية في البحرين والمساواة جادون حقا في تحقيق ذلك فقط، وليس التمهيد لتسليم البحرين لايران، فهل لا يوجد طريق سوى اشعال حرب اهلية ورفض كل حل سلمي ممكن بسهولة؟ نحن نعرف بصفتنا ضحايا الاستعمار الايراني الاكثر معاناة ان اتباع ايران يستغلون قضية الديمقراطية وحقوق الانسان، تماما مثل عملاء امريكا، لتحقيق اهداف لا صلة بالديمقراطية وحقوق الانسان بل هي في الواقع خطة لتقسيم وتقاسم الاقطار العربية ومحو الهوية العربية وتجربة العراق واضحة وتلطم من يشكك بذلك على وجهه بقوة.
ان من يريد الديمقراطية حقا عليه ان يتمسك بمفهوم الديمقراطية الاصلي وهو الوصول للحكم بوسائل سلمية، وفي البحرين تظهر الضرورة القصوى لتطبيق هذا المفهوم لان هناك تحد مميت وهو التحدي الايراني وهو اكبر واخطر، بكثير وبما لايقاس، من تحدي ضعف او نقص الديمقراطية، لانها موجودة في البحرين وبواسطتها وصل حزب الدعوة البحريني للبرلمان عدة مرات، لذلك فان اعتماد الوسائل السلمية في تحقيق الاصلاح هو الحل الوحيد الذي يمنع خلق بيئة مناسبة للغزو الايراني ويجنب البحرين اشعال حرب اهلية طائفية لن تفضي لديمقراطية على الاطلاق بل ستكون مدخلا لشرذمة القطر وتدمير مقومات كيانه الوطني تمهيدا لضمه الى ايران.
من هنا نقولها بكل صراحة لقد تجاوزت ايران كل الخطوط الحمر ولذلك علينا ان نقف متحدين كلنا، كل العرب جماهير واحزاب ونظم تتعرض للتأمر الايراني سوية، لتلقين ايران درسا جديدا كما لقنها العراق في القادسية الثانية ومرغ انف زعامتها في التراب. فالمرحلة ليست مرحلة نضال ديمقراطي، يستغل غطاء لتقسيم الاقطار العربية تمهيدا لضمها لايران او لغيرها بعد نشر الفوضى الهلاكة، بل هي مرحلة دفاع عن الهوية القومية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لوجود تهديد اجنبي مباشر وصريح وكامل الاركان كما اثبتت التصريحات الايرانية الاخيرة.
ونكرر ما قاله القائد الشهيد صدام حسين، انطلاقا من عقيدته القومية، بانه اذا تعرضت السعودية للعدوان او الغزو الخارجي فسنقف معها وندافع عنها رغم انها شاركت في شن العدوان الثلاثيني على العراق، وكان حديث الرئيس الشهيد صدام حسين بعد العدوان الثلاثيني مباشرة وفي ذروة معاناة العراق من الموقف المعادي للعراق لاغلب دول مجلس التعاون الخليجي، والسبب هو ان العراق في ظل الحكم الوطني كان يتمسك بعروبة كل الاقطار العربية ويدافع عن كيانها الوطني وهويتها العربية ويعد تلك هي المسالة الاساسية والجوهرية التي لا تقبل المساومة، وهو بذلك لم يكن يدافع عن نظام ما مهما كانت طبيعته وهويته السياسية والاجتماعية بل كان ومازال يدافع عن الهوية القومية والكيان الوطني للاقطار العربية وبلا اي استثناءهل السبب واضح؟
اذا كان البعض يصر على تقديم الديمقراطية على الهوية والوجود القومي، ونحن نعرف ان ذلك ليس سوى غطاء لدعم اطماع ايران، فنذكر ببديهية لا تناقش وهي ان بقاء البحرين كيانا عربيا يضمن لاحقا التغيير نحو الافضل، اما اذا ضمت الى ايران وغيرت هويتها القومية والوطنية فان اي اصلاح يصبح مستحيلا عمليا، لان وجود البحرين كقطر وكيان وطني بذاته قد انتهى. هذه بديهية يعرفها طفل صغير، ومن المفروض بكل وطني عربي وبالاخص كل قومي عربي ان يعرفها ويتصرف وفقا لها لا ان يصطف مع بلد يعلن صراحة قراره ضم قطر عربي وينكر هويته العربية كالمواقف الايراني من البحرين.
نكرر لاهمية ذلك ان اولئك المتحالفون مع حزب الدعوة البحريني (جمعية الوفاق) ليس امامهم لاثبات وطنيتهم البحرينية وقوميتهم العربية الا فك الارتباط بحزب الدعوة البحريني عمليا ورسميا وابقاء النضال من اجل الديمقراطية مستقلا كليا عن عملاء ايران بما في ذلك الاستقلال في تحديد وقت الضغط على النظام والرفض المطلق لتزامن مطالبة العناصر القومية بالديمقراطية مع مطالبة عملاء ايران بالديمقراطية، وجعل النضال السلمي من اجل الديمقراطية والاصلاح هو السمة الثابتة للنضال في البحرين مادامت لايران مطامع لا شك فيها، ان اسلوب العنف وتصعيد الازمة وعرقلة حلها سلميا والاصرار على اسقاط النظام لن يفضي الا الى ضم البحرين لايران بعد حرب اهلية طاحنة ومدمرة.
واذا اصر هذا البعض على ابقاء صلته الستراتيجية مع حزب الدعوة البحريني، وهي صلة ستراتيجية وليس تكيتكية لانها تقوم على اسقاط النظام وتلك من سمات الصلات الستراتيجية في مرحلة كاملة، فاننا نقولها بالقلم العريض ان هذا البعض يخدم ايران مباشرة وينفذ ستراتيجيتها مباشرة وبوعي تام، وهو لذلك اما عميل لايران او مرتش من قبلها، او اصوله ايرانية، فاذا لم يكن كذلك فهو دون ادنى شك طائفي على طريقة الحكيم والمالكي وغيرهما في العراق حيث غلبوا رابطتهم الطائفية على انتماءهم القومي وعلى وطنيتهم العراقية فاصبحوا انصار غزو وتدمير للعراق، وهذا هو حال بعض (القوميين العرب) في البحرين الذين يصطفون مع ايران فعليا ورسميا بمجرد تحالفهم مع حزب الدعوة البحريني.
وبناء عليه، وبما ان مسألة المحافظة على الهوية القومية تعد ام المسائل في الفكر القومي الحقيقي، سيكون موقفنا من هذا البعض هو التعرية الكاملة وبلا رحمة او تردد ووضع النقاط على الحروف وقطع كل صلة لنا بهؤلاء الجواسيس الخطرين والذين لا يختلفون عن هادي العامري الضابط في فيلق القدس والمنفذ لخطة تدمير العراق وابادة عرب العراق. ولخطورة الموضوع ادعوا كل كتاب المقاومة العراقية وداعميها العرب الى فضح دور عناصر في التيار القومي البحريني وتعاونهم مع ايران وبالتفاصيل، فالامر في البحرين بخطورة ما يجري في العراق وفلسطين والاحواز.
من منظور قومي اصيل فاننا وبلا تردد او غموض مع وحدة دول الخليج العربي كلها او بعضها، او اي صيغة تضمن جعل هذا الكيان قويا ومعتمدا على نفسه ومتحررا من مشكلة الاعتماد على قوات اجنبية، فاي صيغة توحد، حتى تحت ظل انظمة رجعية او مستبدة، يدعم الهوية القومية ويرسخ الثقافة القومية بلا شك ويقلل من الخلل الخطير في البنية السكانية الملغومة لدول الخليج بوجود اغلبية اجنبية فيها، ويقلل عدد الاقطار العربية.
ولكن هذا الاتحاد لا يكفي ليكون مستقرا وقريبا من الشعب وامانيه ولتحقيق الاستقرار والامن ولغلق المنافذ التي يتسلل منها اعداء عروبة الخليج لذلك لابد من اجراء اصلاحات كبيرة تضمن منع استغلال الحالة غير الصحية للتدخل ليس من قبل ايران فقط بل من قبل امريكا تحت غطاء حقوق الانسان. والاصلاح المقصود يشمل توفير الحد المطلوب والضروري من العيش الكريم والمساواة والحرية والديمقراطية، اذا كان من يريد الاتحاد حريصا على تجنب تحول عرب الخليج العربي والجزيرة العربية، حكاما ومحكومين، الى لاجئين او مشردين في قارات العالم، اذا لم يكن سكنهم في القبور التي تعدها لهم ايران، بتواطؤ امريكي اصبح الان اكثر من واضح.

واخيرا لابد من تثبيت ملاحظات جوهرية :
1 – ان ايران التي اصابتها هستيريا عند طرح وحدة دول الخليح العربي كانت بنفس الوقت تعلن عن حتمية وضرورة الوحدة مع العراق، ودون ادنى شك فهي محاولة واضحة لضم العراق وتفريسه وذلك تطور جديد يؤكد ان ايران هي العدو الرئيس بعد تقليص القوات الامريكية ولذلك فان من يتحالف معها بالواسطة عن طريق حزب الدعوة البحريني ليس سوى جندي في فيلق القدس الايراني.

2 – هل ما يجري في البحرين انتفاضة او ثورة من اجل الديمقراطية؟ ام انها عملية ايرانية لضم البحرين اليها؟ ان كل المؤشرات والوقائع ومنها ما ذكرناه تؤكد بان الهدف هو خلق بيئة مناسبة لضم البحرين، لذلك فان ما يجري ليس سوى تنفيذ خطة تنتهي بضم البحرين لايران. انها نزعة التوسع الامبريالي الفارسية بعينها وجوهرها وشكلها وبلا تزويق.

3 – ان موقف السعودية ودول الخليح العربي حاليا مبني على شعور مقلق جدا بان امريكا تخلت عنها وانحازت لايران، ولدى عرب الخليج، كما لدى كل مراقب موضوعي، شواهد مادية واضحة جدا ومنها الشراكة الستراتيجية الامريكية - الايرانية في غزو وتدمير العراق، والتي توسعت لتشمل البحرين، وهناك تلميحات وتوجهات واضحة من الادارة الامريكية تشير الى ان الشراكة مع ايران ستشمل كل دول الخليج العربي والسعودية. لذلك تصرفت السعودية والبحرين بشكل خاص، في هذا الموضوع بالذات، خارج نطاق السياسة والعلاقات السياسية، وتحركت بقوة الحفاظ على البقاء الكياني العام للدولة والمصلحي الخاص ايضا. ان احداث البحرين تحمل عنوانا يطغى على ماعداه وهو انها التطبيق الحرفي لمفهوم (الدومينو الخليجي)، اي التساقط المتتابع لاقطار الخليج واحدة بعد الاخرى في احضان ايران، والتي ستنتهي، لا سامح الله، بضم دول الخليج العربي واجزاء من السعودية بعد تقسيمها الى ايران.
المحرك الاعظم الان لانظمة الخليج العربي والجزيرة العربية هو غريزة البقاء وهي غريزة تتجاوز قوتها حالة الاستكانة لامريكا وترهيبها، فمن يعتقد بانه معرض للدمار والزوال بطريقة وحشية وان من سيبقى حيا سيصبح مشردا من وطنه كما حصل لسبعة ملايين عراقي، يبدأ بالتصرف وفقا لما يعتقد انه خطة انقاذ له سواء رضيت الجهة التي كانت تحميه ام لا، والدعوة لوحدة الخليج العربي هي في الواقع دعوة للحفاظ على البقاء الكياني والبقاء الانساني الصرف في ان واحد. من يتجاهل هذه الحقيقة جاهل سياسيا او عميل ينفذ مخطط الشريكين امريكا وايران.

4 – اذا كان من يتحالف مع حزب الدعوة الايراني يتجرأ على القول انه مازال يدافع عن عروبة البحرين فليقل لنا ماهي هوية وطبيعة حزب الدعوة البحريني؟ وهل هو مستقل عن ايران؟ ام انه اداة طيعة من ادواتها؟ نتحداهم ان يجبيوا على هذه التساؤلات المشروعة لان الاجابة ستكون اثبات انهم صهاينة البحرين بحق الذين يخدمون مشروع اسرائيل الشرقية (ايران) وهو انشاء امبراطورية اسرائيل الشرقية الكبرى التي تكمل مشروع اسرائيل الغربية، وهذا التكامل تؤكده خريطة الطرفين التوسعية حيث تنتهي حدود اسرائيل الغربية عند الضفة الغربية لنهر الفرات بينما تبدأ حدود اسرائيل الشرقية من الضفة الشرقية لنهر الفرات.

5- مرة اخرى ولكي نقطع الطريق على كل من ينكر ما قلناه ويلوي فمه وهو يقول بان دعم وحدة الخليج العربي تخدم امريكا نذكّر بان من يدعمون هذه الوحدة هم من يقاتلون امريكا منذ عام 1991 وحتى الان بالسلاح وبالسياسة، ولذلك فان ثرثرة مناهضة امريكا واستخدامها غطاء لدعم شريكة امريكا اي اسرائيل الشرقية ما هي الا غباء مطلق او عمالة مطلقة.
20/5/2012

شبكة البصرة
السبت 28 جماد الثاني 1433 / 19 آيار 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق