دول الخليج العربي، الاتحاد والوهم

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

دول الخليج العربي، الاتحاد والوهم

شبكة البصرة

شاهين محمد

في خضم معارك الدفاع عن الامة العربية ضد الغازي المتغطرس القادم من قم أبيب على جبهة وطننا العربي الشرقية وسور الامة المنيع العراق، تهامس قادة دول الخليج العربي لاقامة مجلسهم والذي ظهر للعلن في أيار & مايو 1981 وسُمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ومن دون حُمرة خجل لم يدعىُ العراق لهذا المجلس معللين اختلاف تكوين الدولة وتوجهاتها في العراق لا تنسجم مع كياناتهم العظمى!، ومُر الكلام حينذاك كان مع اشتداد صولات ابناء الرافدين في معارك البسيتين المسموع صداها لدول هذا المجلس. لقد تأسس المجلس المذكور كنادي للاغنياء وبدا جليا ذلك بأسماء الدول الست المنضوية تحت لوائه (السعودية، الامارات، الكويت، قطر، عمان والبحرين)، وحفل استقبال وتوديع ملوك وامراء هذا التجمع تثير أمتعاض المواطن العربي الجائع قهرا وكرها للاغنياء ولدول هذا المجلس. إن دور هذا المجلس في إحتلال العراق وتسليمه الى إيران أمرا شائع ومعروف لكل ابناء الامة العربية، ضنا منهم إن المحتل ألامريكي سيحمي المجلس من الغطرسة والاطماع الإيرانية في المنطقة، وبهوس بسوسية حكام الكويت قدمت دول الخليج كل التسهيلات للغزاة أمريكان وإيرانين، وباعتقاد العاجزين إن عواصمهم أثمن من بغداد الرشيد. بعد ألانسحاب الامريكي المزعوم حصلت إيران على ورثها الاحتلالي نتيجة التعاون الفعال مع الامريكان والصهاينة في أفغانستان والعراق وهي السيطرة الكاملة على مقاليد السلطة في العراق واكمال ما بدائته مع طواغيت واشنطن وتل أبيب في الغاء عروبة العراق و هويته الوطنية. ومن هنا تطاير الشرر الفارسي على دول مجلس التعاون، حين ذهبت السكرة وأتت الفكرة وستشعروا الخطر الفارسي بعدما أمسكت نار المجوسية بذيال ثيابهــم. وفاض الندم وتوالت التصريحات من داخل قصور الحكم حتى صفحات الجرائد بمواجهة الخطر الفارسي وبدء تحركات توحي بالمواجهة لكن الأمر ليس بالاحلام والنوايا والتصريحات لأن العدو الفارسي من قـم أبيب عازم على قضم أمة العرب شرقا وتل أبيب تقضمها من الغرب وسلاما على أرض العرب إذا مـا استدرك قادة العرب والخليج من بينهم، ونهضت عزائمهم في موطنها الحقيقي وستيقضت في تحليل أصل ونوعية الصراع مع الفرس وليس ظاهر الخلاف الاعلامي والتجاذبات السياسية الاقليمية. تقودنا الاخبار عن الاتحاد السياسي المزمع عقده بين دولتين أو اكثر من دول الخليج العربي الى تسسـاؤل عفوي عن ماهيــة العلاقات التي كانت تربـط بين مجلس التعاون؟ فهل كانت كل هذه العقود يتحدثون عن الحوتة والمنحوتـه وعن حكايات السلطان في بلد الجــان؟ إن قومية الصراع والمجابهة الشاملة مع بلاد فارس هي الحل الامثل الذي يسير الحال الى أهداف ومآلات تضعف من موقف بلاد فارس دوليا واقليميا لأجل هذا لا بد أن تبداء دول الخليج باتخاذ خطوات عملية لتحجيم الدور الايراني في المنطقة واهــم هــذه الخطـوات هو إستبــدال أســم مجلس التعاون لدول الخليج العربية الى مجلس التعاون لدول الخليج العربي و بهذا تُعرف الهوية العروبية للخليج وليس لدول الخليج فقط، وذلك سيجعل من إيران في مواجهة هذه الدول جميعها دون الاستفراد لرفضها التام ألاعتراف بعروبة الخليج. إن تسمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية لا يعني عروبة الخليج والخليج هنــا غير معــرف لكن التعريف هو فقط لدول عربية في الخليج. هذا تفسره إيران على انه أعتراف من دول الخليج بعدم مرجعية الخليج الى العرب. وكما في كل معركة لابد من إستخدام العامل الاقتصادي للضغط على بلاد فارس لذا يجب الكف عن دعم الشركات الايرانية العملاقة في دول الخليج في الامارات وعُمـان لوقف النزيف المالي التي تمارسه طهران على دول الخليج العربي بعدما أطبقت على الاقتصاد العراقي بظل حكومات بريمر المتعاقبة. على دول الخليج أن تترجل من برجها العاجي لمعايشة الحقيقة لمعاناة الامة العربية و ليتسنى لابناء أمتنا رفد ادوات الصراع مع الفرس بكل وسائل الديمومة والنهضة مما يشد العضد. إن الفرس ليسوا سوى فقاعات صوتية سرعان ما تسـكت إذا شعرت بقوة المواجهة وكؤوس السـم لديهم عديدة لنسقيهم بها، بالعمل الجاد والمواجهة دون مواربة وتلك طريقة نجعت أجبرتهم على تجرع كأس الســم. إن طموح أبناء أمتنا العربية مع توحيد القوى السياسية المخلصة في كل قـطر أملنا بتوحيد الجهـود لتعبيد الطريق أمام عمـل موحـد عربي مشترك بين الدول أيأ كانت في المغرب أوالمشرق العربي، نحن مع أي اتحـاد في الخليج أو غيره ليكون نواة عمـل لبناء الحلم والامـل بوحدة أمتنا طريق خلاصنا الوحيد.

شبكة البصرة

الثلاثاء 24 جماد الثاني 1433 / 15 آيار 2012