قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 18 مايو 2012

"إسرائيل" – وحدة سوريا والعراق إعلان حرب إيران – وحدة السعودية والبحرين إعلان حرب


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"إسرائيل" – وحدة سوريا والعراق إعلان حرب
إيران – وحدة السعودية والبحرين إعلان حرب
شبكة البصرة
بقلم المحامي حسن بيان
إن تدخل النظام الإيراني في الشؤون العربية، لا يحتاج إلى كثير أدلة لاثباته، فهو معلن وموثق، لأن هذا النظام لا يترك مناسبة إلا ويطل منها، متدخلاً ومحرضاً على افتعال أزمات متخذاً دائماًً طابع التخريب السياسي والأمني.
وإذا كان هذا النظام يعطي أولوية لتدخله في العراق، لحسابات لديه بأن له مشروعه الخاص حيال العراق، بهدف احتوائه سياسياً ومذهبياً واقتصادياً، فإن هذا التدخل لا يقتصر على ساحة العراق وحسب، بل يمتد ليشمل منطقة الخليج العربي ببرها وبحرها وخليجها، وأيضاً العمق العربي، وخاصة العمق المشرقي منه.
إن الإطلالة على واقع بعض الأقطار العربية التي تمر بأزمات داخلية، تبين دوراً إيرانياً في هذه الأزمات كما في اليمن والسعودية والإمارات والبحرين وسوريا ولبنان وفلسطين وقس على ذلك. ويبدو واضحاً أن النظام الإيراني يهدف من وراء تدخله عبر تعدد وسائله إلى تقديم نفسه طرفاً في ترتيبات الحلول السياسية للأزمات التي تعصف ببعض الأقطار العربية.
وإذا كان الحديث يطول عن الدور الإيراني في الأوضاع العربية، فإنه اتخذ في الأونة الأخيرة بعداً غير مسبوق، أن،كما يظهر من خلال دوره في العراق، وأن من خلاله دوره في أزمة البحرين، التي دخل على خطها منذ بدايتها وعمل على تعطيل التسوية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الحصول بين المعارضة الوطنية والنظام.
هذا التدخل غير المسبوق، كان عبر موقف شديد الخطورة عبر عنه أكثر من مرجع في النظام الإيراني، وهي أن البحرين هي جزء من بلاد فارس، وان الإعلان الأخطر هو ما أعلنه
علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى، بأن قيام اتحاد بين البحرين والسعودية هو إعلان حرب على إيران.
هذا الإعلان الإيراني الخطير، كشف حقيقة المضمور الإيراني حيال الوطن العربي، وهو تجاوز بكثير نزوع التدخل في الشؤون الداخلية، ليدخل مرحلة التحضير للقضم الجغرافي إذا ما فشلت عملية القضم السياسي.
هذا الإعلان الإيراني على ماذا يؤشر؟؟ أنه يؤشر بصريح العبارة، أن النظام الإيراني لا يرى حضوراً لدوره وتأميناً لمصالحه إلا في وضع عربي مجزأ ومشتت وضعيف. وأن يرى بأن خطوة وحدوية بين بلدين عربيين، إعلان حرب عليه، فهو إنما يصدق النفس تجاه مصالحة لأن أي توحد عربي، إنما يقوي الموقع العربي على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية ويحصن الساحة الداخلية أمام محاولات التخريب الخارجي وهذا ما يرى فيه حداً من نفوذه
و تأثيره في الشروخات العربية.
قد تكون خطوة الاتحاد المزمع قيامها بين البحرين والسعودية بحاجة إلى دراسة وتدقيق وحتى لا تأتي مرتجلة، في لحظة طوارئ سياسية تمر بها المنطقة العربية، لكن أن يكون المطلوب التمعن والتدقيق وتوفير شروط النجاح والاستمرارية شيء، واعتبارها إعلان حرب شيء آخر.
ان هذا الموقف الإيراني المعلن من أعلن المرجعيات، بالنسبة لمشروع اتحاد البحرين والسعودية، يذكر بالموقف الإسرائيلي، عندما أعلن قادة "إسرائيل"، أن قيام وحدة بين سوريا والعراق، هو بمثابة إعلان حرب عليها وهي توازي في خطورتها امتلاك العرب للقبلة الذرية.
- "إسرائيل" تعلن أن وحدة سوريا والعراق هو إعلان حرب والنظام الإيراني، يعلن أن قيام وحدة بين البحرين والسعودية هو إعلان حرب.يا للمطابقة!!!!
هل هي مصادفة مسألة التطابق بين الموقفين؟ أنه لا وجود للمصادفة في السياسة فيما يتعلق بالاستراتيجيات الثابتة.
"فإسرائيل" تعتبر أمنها ومصالحها مهددة من خلال التوحد العربي، وها هو النظام الإيراني يعتبر أن خطوات التوحد العربي تهدد مصالحة ومشاريعه ايضاَ.
إن هذا التلاقي في الأهداف الاستراتيجية بين "إسرائيل" والنظام الإيراني، يجب أن يكون كافياً لكشف سراب المراهنة على دور إيجابي للنظام الإيراني في الصراع مع العدو الصهيوني.
لان من يكون مع استمرار واقع التجزئة العربية وزيادة شروخاتها ومقاومة أي خطوة توحيدية لا يمكن أن يكون مع تحرير فلسطين، وفي كل هذا تأكيد بأن لا علاقة لايران بالمقاومة ضد العدو الصهيوني بما هي مشروع عربي.
شبكة البصرة
الخميس 26 جماد الثاني 1433 / 17 آيار 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق