قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 21 مايو 2012

مقال قرأته أنا... فيا حبذا لو تعيد قراءته أنت..؟! تحقيق صحفي بحريني ميداني مؤرخ في 2 أيار/مايو 2003 عن محافظة البصرة قبل احتلال التحالف الأمريكي/الصهيوني/الإِيراني لها وبعد احتلالها...


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقال قرأته أنا... فيا حبذا لو تعيد قراءته أنت..؟!
تحقيق صحفي بحريني ميداني مؤرخ في 2 أيار/مايو 2003 عن محافظة البصرة قبل احتلال التحالف الأمريكي/الصهيوني/الإِيراني لها وبعد احتلالها...
شبكة البصرة
الدكتور ثروت الحنكاوي اللهيبي
الكثير قيل ويقالُ عن الذي جرى في العراق، وما تركه احتلال التحالف أعلاه من مآسٍ وكوارث لا يعلمها إِلا الله تعالى على شعب العراق.
ستأخذنا العاطفة حتماً عند قراءة ما حل بالعراق، وهذا من حق ليس العراقي فقط بل الانسانية برمتها، ولكن المهم الشواهد الميدانية التي جعلت من مُدنِ العراق مدن موت، وخراب. بمعنى أنها اشباه مدن.
تحقيق ميداني بحريني زار محافظة البصرة الفيحاء العزيزة بعد احتلال ذلك التحالف بأيامٍ قليلة، وعاد إِلى بلده ليكتب ذلك الوفد تحقيقاً عن ما شاهده ميدانياً، نشره في صحيفة الوسط البحرينية العدد: 238 الصادرة يوم الجمعة 2 مايو/أيار 2003، وعلى الرابط الإِلكتروني:
http://www.alwasatnews.com/238/news/read/206259/1.html

فيا حبذا لو قرأته يا أخي الكريم... ثم أرسله إِلى آخر، وهكذا ليعلم الرأي العام العراقي والأُممي، ما كان عليه شعب العراق قبل الاحتلال، ثم ما أصبح عليهِ منذُ اللحظة الأولى للأحتلال، وما زال عليه بعد مضي تسع سنواتٍ عِجاف.

((العدد: 238 | الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ
مشاهد البؤس في البصرة أبكت الوفد البحريني... وأبقت القلوب هناك
كيف يمكن الاستمرار في العيش في ظل ظروف الفقر المحدق بكل العراقيين في البصرة؟
سؤال كان يخنق أعضاء الوفد البحريني الذي تشكل من جهات عدة لحمل مساعدات الإغاثة إلى شعب العراق المنكوب بعد ما يسمى بـ «حرب التحرير»، وللأمانة فقد وجدناها «حرب التدمير» أكثر من كونها حرب تحرير. عاد الوفد الذي غادر الخميس الماضي إلى الكويت ومنها إلى صفوان والزبير والبصرة بعدما سلم الهلال الأحمر العراقي أطنانا من المواد الطبية الملحة، وطبعا ذلك لم يتيسر لولا وقفة مشرفة أبداها الهلال الأحمر الكويتي مع مثيله البحريني وفريق الأطباء المرافق وممثل عن المجلس الأعلى للمرأة وجمعية الممرضين، وقبلها توجيهات عظمة الملك السبّاق لمثل هذه المبادرات الإنسانية.
عاد الوفد وهو يحمل مشاهد أكثر بؤسا من تلك التي رآها وفد المساندة الذي أبحر إلى العراق لمساندة الشعب العراقي في فبراير/شباط الماضي قبل اندلاع الحرب بأيام قليلة، فالبصرة هي بؤرة جحيم العراق، وما كانت بغداد إلا جنته.
وبعقد مقارنة سريعة بين الزيارتين اللتين شاركت فيهما «الوسط» فإن كل مقاييس المقارنة المنطقية تتهاوى أرضا، فالبصرة كانت أقرب إلى مدينة خاوية مدمرة ضاعفت الحرب الأخيرة من رصيد شقائها المزمن، إذ كانت البصرة قبيل الحرب تحصد الرصيد الأكبر من الإهمال والنسيان مقارنة بباقي المحافظات العراقية.
التقى أعضاء الوفد المنقسم إلى فرقة غادرت برا مع شاحنتي الإغاثة وفرقة أخرى من الأطباء غادرت جوا من الكويت - الدولة الأولى المبادرة في إيصال المساعدات إلى الشعب العراقي - ومن الكويت سارت القافلة إلى العراق لمسافة تصل إلى 100 كيلو متر، وطوال ذلك كانت ذاكرة كل واحد من الفريقين تسجل المتناقضات الشاسعة ما بين بلدين متلاصقين متداخلين حتى الجذور.
على طوال طريق الجهراء وبعدها العبدلي المؤدية إلى صفوان الواقعة على الحدود الكويتية العراقية تحفك الشاحنات العسكرية لقوى التحالف الموجودة بكثافة لم تكن متوقعة، حتى وصلنا إلى نقطة تفتيش نهاية الجهراء لندخل بعد عبورها إلى منطقة يطلق عليها «المطلع» وهي منطقة صحراوية لا يدخلها داخل إلا بتصريح مسبق، يوجد فيها العسكريون بكثافة تلفت الأنظار، أكثرهم من وحدات سلاح الهندسة يحملون المعدات العسكرية والأسلاك الشائكة، وجودهم بتلك الكثافة كان يدعو إلى اطلاق تعليقات لا تخلو من دعابة كان أبرزها ما قاله احد أعضاء الوفد مستنكرا: «إذا كان كل هذا العدد من العسكريين في الكويت وحدها، فمن سيدافع عن أميركا أو بريطانيا إذا ما غزاهما أحد؟
تستمر القافلة في السير حتى تصل إلى مخيم عسكري تابع لمجلس الوزراء الكويتي وفيها استقبل الوفد الشيخ عذبي فهد الصباح ابن الشهيد الشيخ فهد الصباح خير استقبال، غير أنه فضل عدم التصريح للصحافة جراء حساسية الموقع الذي يشغله... والتقينا أيضا بفرقة بريطانية يطلق عليها جرذان الصحراء، كانت قد شاركت بحرب تحرير الكويت وهي متخصصة في الحروب الصحراوية، ومنها بعد مسافة قصيرة دخلنا الحدود العراقية، إذ شهدنا مفارقات كثيرة.
عائلات عراقية معدمة هجرت بيوتها واقتربت من الحدود طمعا في الحصول على المساعدات العابرة إلى العراق من الكويت، أطفال هجرهم مرح الطفولة باكرا، يملئون الشوارع وهم حفاة الأقدام، يقتربون أكثر من أرصفة الشوارع كلما مرت عليهم الشاحنات التي تحمل معونات المساندة، بعضهم يرفع يديه معلنا علامة الانتصار، والبعض الآخر يكتفي بإلقاء التحية، فيما الأكثرية يرفعون أيديهم قريبا من أفواههم في اشارة لطلب الماء والطعام، وأعضاء الوفد بدورهم لم يستطيعوا طوال الرحلة إلا الاستمرار في رفع أيدهم إلى كل العابرين ملوحين بالتحية، ليس للمارة من البصراويين وحسب بكل كل شبر صامد في العراق القتيل.
عند حدود صفوان قال لنا المرشد إن هذه المنطقة شهدت المقاومة الأكثر شراسة من العراقيين أول أيام الحرب، بيد أن الأهالي في البصرة أكدوا أن المقاومة كانت من حزب البعث الحاكم، وليست من الأهالي، البعض كان ناقما على مخلفات «حرب التحرير» التي زادت من رصيد السوء، فيما كان البعض الآخر فرحا لكونه تخلص من «سنوات الضيم» كما أطلقوا عليها، والشريحة الأكبر تكتفي برمق الوفد بنظرة لم تخلو من انكسار يمزجها كبرياء العراقي في وقت واحد.
على جانبي الطريق تشهد المصانع التي لم تسلم من القصف، منها مصانع الاسمنت والطابوق والجبس والنسيج، كلها معطلة وشل فيها العمل جراء تهاوي جدرانها القديمة والتي ربما كانت تنتظر محفزا لتهوي فساعدت الحرب على توقف العمل فيها تماما... قريبا من الشوارع العامة شاهدنا شاحنات وباصات كثيرة محروقة أو مسروقة، ولا تزال قوات التحالف تفتش العراقيين الذين تشتبه بأمرهم أو ليس بالضرورة أن تشتبه بالطريقة اللإنسانية ذاتها التي تابعناها في القنوات الفضائية.
عدد السيارات الخاصة يتضاءل بشدة، لتحل محلها سيارات الأجرة التي تعود سنوات تصنيعها إلى السبعينات ومطلع الثمانينات، وبالكثافة ذاتها تنتشر الباصات الصغيرة «الميني باص» تقل العائلات العراقية إلى حيث يريدون، وأكثرهم كان يقصد المستشفيات ليرى آخر التطورات التي حلت بجرحاهم من الذين يقترب وصف حالتهم من (أشلاء لا تزال على قيد الحياة ينتظرون فقط طلوع الروح لتنتهي المماحكات المؤلمة بين ثنائية الحياة والموت.).
وبمثل حال الأطفال، تتناثر نسوة عراقيات على طول الطريق يحملن قرب الماء الفارغة طلبا لملئها متى ما تسنى ذلك، على رغم تأكيدات الأهالي عودة المياه والكهرباء إلى البيوت مجددا ولو بشكل متقطع.
تتغلغل القافلة أكثر إلى قلب البصرة لترى حالة وسط بين الحياة المعطلة ومحاولات عودة الروح إليها، دكاكين صغيرة لا تزال مقفلة، والقلة منها مفتوحة، لربما لا تزال هواجس التعرض لعمليات السلب والنهب تسيطر على أصحاب المحلات المتناثرة في كل أرجاء البصرة، أو لربما كان يوم الجمعة سببا في غلق الدكاكين مجملها.
ثمة تكرار لفاجعة الطف. وكلما تقدمت أكثر تتجسد أكثر حاجة الأهالي إلى ماء نضيف وتصبح الحقيقة الأكثر وضوحا هي أن الماء من أغلى السلع في العراق، وسريعا يعقد العقل مقارنة ما بين حرمان أبي عبد الله الحسين وعياله من ماء الفرات في العام 61 للهجرة وما بين حال العراقيين الذين يقاسون شح الماء في بلاد الرافدين بلاد دجلة والفرات.
آبار النفط لا تزال تحترق وتتصاعد منها سحابات الدخان السوداء لتتلاقى مع سحابات أكثر منها حلكة تقبع في صدور أهالي الجرحى الذين يصرخون بكل جوارحهم طلبا لعلاج يحسم شهور الاحتضار التي يقاسيها غالبية الجرحى الذين بقوا من دون أرجل أو أيدي.
ماذا يمكن أن يقال أكثر؟ فالواقع الأكثر مرارة من ذي قبل يعلو مراحل الوصف، بيوت طينية متهاتكة غير متراصة تتناثر على طول الطريق الصحراوي وبعضها يبدو مهجورا، وبسطات الباعة تفترش الأرض تبيع الطماطم المقطوف للتو... وعلى طول الطريق تجد شعارات كثيرة تحكي بلسان حال العراقيين خطت على الجدران، كانت المطالبات بحكومة إسلامية تسجل الرقم الأعلى ما بين باقي الشعارات وكان تيار الإمام الصدر الأكثر حضورا بين البصراويين، فيما شعارات أخرى تطالب بالوحدة الوطنية وتنبذ الطائفية وأخرى تهتف للحرية، هكذا حال الشعوب عندما لا تجد صحافة مستقلة تتحدث بلسان حالها، فتجد في الجدران مساحة تعبر بها عن آلامها وأحزانها وحتى فرحتها.
شعارات أقل وجودا لا تزال تهتف بحياة صدام كانت تتقاطع مع الشعارات الحماسية التي لم تترك جدارا خاليا إلا وملأته بعبارات مختلفة، فلم يستطع العراقيون بعد رفع كل الشعارات التي كانت تهتف لصدام وللعروبة والقدس المحتلة نتيجة عددها الذي يضيع فيه العد، على عكس صوره وتماثليه التي أطيحت وشوهت بجهد جهيد على رغم عنادها الذي كان يصارع البقاء وعددها المهول الذي ملأ أرجاء العراق كله.
مررنا بسكة الحديد التي تربط بين أم قصر والبصرة وعرفنا أن هناك محاولات لإعادة تسيير القطارات ما بين المحافظتين لكنها لم تنتظم تماما، وبعد سكة الحديد مررنا بمرقد طلحة ابن الزبير والساحة التي شهدت واقعة الجمل، وعلى مقربة من هذه الساحة يقع مسجد الإمام علي عليه السلام، وقال العراقيون إن هذا المسجد كان لا يجد من يصلى فيه بسبب عناصر البعث المنتشرة، وبعد ما سقط النظام توافد آلاف المصلين ليحيوا صلاة الجماعة فيه.
وما أن وصل الوفد على الهلال الأحمر العراقي حتى كان غالبية المتطوعين العراقيين في الاستقبال، يبلغ عددهم 130 متطوعا لم توقفهم ظروف الحرب والفقر عن مواصلة رسالتهم الإنسانية التي نذروا أنفسهم من أجلها، كان مبنى الهلال العراقي قديما متهالكا يحتاج إلى هلال احمر ليعمره، جرت مراسم الاستقبال الاعتيادية بكل ما فيها من حرارة وصدق فقد ثمن العاملون في الهلال العراقي وعلى رأسهم مدير فرع البصرة هادي عبد العباس مبادرة الهلال البحريني وكرروا أن لشعب البحرين مكانة خاصة لدى كل العراقيين، وكأنهم يقنون أن الأمر سيان ما بين الشعبين.
استرسل مدير فرع البصرة في شرح المعاناة التي تعم البصرة والزبير وكل القرى التابعة لها وبيّن مواطن الشح في الدواء والماء والأساسيات الأولية، وأوضح كيف يتعثر الهلال الأحمر في تقديم مساعداته إلى المواطنين بسبب النقص في الموازنة والتردي المتزايد في أوضاع البصراويين الذين فقدوا عوائلهم و بيوتهم وأعمالهم جراء القصف، فكان حديثا موجعا لدرجة كبيرة لكنه لم يكن أكثر وجعا من مشاهد البؤس في مديرية مستشفى البصرة العام التي زار الوفد كل مرافقها والتقى بجرحى الحرب هناك وأهاليهم الهلعين على ضحاياهم.
الرميحي يعبر بصدق
رئيس الوفد البحريني عبداللطيف الرميحي تحدث بكلمات صادقة إلى المتطوعين العراقيين، وعبر بلسان حال كل الشعب البحريني الذي لم يرتض يوما أن تذل العراق، وقال: «جئنا نحمل رسالة حب صادقة إلى الشعب العراقي الأبي، كلفنا بإيصالها عظمة الملك المفدى ورئيس الوزراء وولي العهد الأمين وكل بحريني غيور على عروبته»، وقال مسترسلا: «للشعب العراقي مكانة خاصة في قلوب شعب البحرين، فهو شعب التاريخ والصالة والعروبة»، راجيا أن «تكون الأيام المقبلة هي الأجمل وأن تسترجع العراق مكانتها التي تستحقها بين شعوب العالم». رئيسة الوفد الطبيبة مريم الملا هرمس بقت صامته لكن عيونها تحدثت بما هو أصدق من ذلك.
وبعد محطة الهلال العراقي كان مستشفى البصرة المحطة التي توجهت ضربات قاسية لقلوب أعضاء الوفد البحريني، إذ كان الوضع الصحي لضحايا الحرب فوق طاقة الاحتمال.
عند المدخل تفترش العائلات العراقية الأرض وتنتظر، لم نعرف السبب الذي يدعوهم إلى ذلك في الوهلة الأولى، وبعد السؤال عرفنا أنها عوائل فقدت منازلها جراء القصف فلم تجد مكانا تلجأ إليه غير ممرات المستشفى، أطفال وشباب وشيوخ، نساء ورجال كلهم يكتفون بالانتظار، والانتظار وحده... أما المرضى فحالهم لا تشبه أي حال، يرتمون بأجسادهم المقطعة على أسرة رثة لا أبالغ أن وصفتها بـ «القذرة»، البعض فقد رجله والآخر كلتيهما، والبعض قطعت يديه الشظايا، وآخرون قلعت عيونهم وكسرت جماجمهم والمحصلةأن جميعهم ينتظرون رحمة الله الواسعة، فلا دواء يكفي لعلاجهم، ولا إمكانات تنشلهم من وضعهم الصحي المتدهور وتأخذ بأيدهم نحو الشفاء، الأهالي يتوسلون الأطباء أخذهم للعلاج خارج حدود العراق.
الغضب الذي يخنق صدور العراقيين هاج وفي وجوهنا، صرخ أحد شيوخ العشائر قائلا: «انتم تأتون للفرجة، صار العراقيون فرجة للعالم، وصرنا مادة للصحافة والإعلام، الكل يأتي ليصور ويمضي، ووضعنا المهين لا يتغير». حاول الوفد البحريني التعبير مجددا عن تعاطفه وحبه للعراقيين، لكن من دون جدوى هذه المرة، فالألم والحرقة في داخل ذلك الشيخ كانا أقوى من أن يسمح أو يغفر.
الطبيب مرتضى كاظم استقبل الوفد وشرح الحالات المتضررة في الحرب وأكد أن حالات كثيرة تستدعي العلاج خارجا لكن الإجراءات البيروقراطية تحول دون ذلك، وقال أيضا: «إن الأطباء تدفعهم إنسانيتهم وشرف المهنة إلى مواصلة العمل، فهم لم يتسلموا رواتبهم منذ اندلاع الحرب (...) الأدوية شحيحة والمخزون قارب على النفاذ بسبب الحرب التي رفعت أعداد الجرحى إلى 600 جريح بين مدني وعسكري في مستشفى البصرة وحدها، أجهزة الأكسجين نفذت، وقسم الإنعاش يعمل من دون أكسجين ومن دون أدوية تخدير.
كاظم حمد الله أن أعمال السلب والنهب لم تطل المستشفى الذي يعمل بها لأن الأطباء جندوا أنفسهم لحمايتها وتناوبوا على ذلك، وهو يطالب بإعادة أعمار المستشفيات على وجه السرعة «علنا نتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفد الأطباء البحريني الممثل عن وزارة الصحة آلمه واقع الحال كثيرا حتى أن أحدهم طرح فكرة أن يتطوع من أراد التطوع في خدمة المستشفيات العراقية، غير أن الطبيب كاظم قال: «لدينا ما يكفي من أطباء، جميعهم يخدمون بلا تردد، ما نحتاج إليه هو الرواتب المتوقف صرفها منذ شهور، فإن تأمنت عاد الكل إلى عمله، وما نحتاج إليه هو أدوية المضادات وأدوية التخدير والأكسجين وكل أدوية الطوارئ».
وبسؤاله عن أعداد القتلى جراء القصف قال: «لا توجد إحصاءات بعد توقف عمل المؤسسات الحكومية ووزارة الصحة على وجه التحديد، كان القتلى يموتون ويدفنون من دون علم المستشفيات ودفن المئات منهم من دون استخراج شهادة وفاتهم».
كان أقل من يوم ذلك الذي قضيناه في البصرة والزبير، لكن مشاهد الشقاء والبؤس هناك تكفي لتأليف رواية، لا وقفة واحدة في نوافذ، أن استمر قلمي في الكتابة فلن يتوقف، وحتى نلتقي في وقفة أخرى سأظل أكرر الحقيقة التي لا تقبل الجدل... أن العراق يبقى عظيما لا يقهر
صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط
http://www.alwasatnews.com/238/news/read/206259/1.html
2/5/2012
شبكة البصرة
الاحد 29 جماد الثاني 1433 / 20 آيار 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق