قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 26 مايو 2015

امين سر قيادة قطر السودان وعضو القياده القوميه لحزب البعث العربي الاشتراكي علي الريح السنهوري لصحيفة الاهرام اليوم :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
امين سر قيادة قطر السودان وعضو القياده القوميه لحزب البعث العربي الاشتراكي علي الريح السنهوري لصحيفة الاهرام اليوم :
السنهوري يراهن على إنتصارهم صفا مع الشعب لنيل حقوقه التي قال بأنها سُلبت
الاستاذ علي الريح السنهوري احد القيادات السياسية التي وضعت بصمة في خارطة العمل السياسي بفعل نشاطه المكثف وقيادته بحنكة حزب البعث العربي الاشتراكي.. السنهوري يراهن على إنتصارهم صفا مع الشعب لنيل حقوقه التي قال بأنها سُلبت
(الاهرام اليوم) جلست اليه في حوار شامل اجاب فيه على كل التساؤلات.. فخرجنا بحصيلة وافيه من الإجابات في قضايا شتى..
شبكة البصرة
حوار : ابوبكر مختار
**البلاد تستشرف عهداً جديداً بعد الفراغ من ما يُسمي بالإستحقاق الدستوري (الإنتخابات) كيف تري الوضع الان؟
لم تُكن الإنتخابات الماضية بأي حال من الأحوال مقياساً لإستشراف عهداً جديد ولا ايفاء باستحقاق دستوري وهو الذي تعمد تجاهل وثيقة حقوق الإنسان وحقوق المجتمع السياسية والاقتصادية بالإضافة إلي الحُريات العامة والصحفية التي يتضمنها الدستور الانتقالي.....

**حسناً..النظام قال بأنه أجري الإنتخابات إحتراماً للدستور؟
- ليس كذلك النظام لايحترم الدستور ويصدر قوانين تتعارض تماماً مع الدستور...

**مقاطعه.. ماذا تُقصد باصداره لقوانين تتعارض مع الدستور؟
- كل القوانين السالبة للحريات العامة وقد أجرى النظام قبيل الإنتخابات تعديلات غير مسبوقه علي الدستور وكان بمقدوره اجراء تعديل يمكن من تأجيل الإنتخابات استجابة لمطالب القوي السياسية التي طالبت بإرجاء الانتخابات سواء التي كانت تريد ان يتوج الحوار بالانتخابات..او لأنها كما يتمثل في موقف حزب البعث وبعض القوى الوطنية التي كانت ترى بان هذه الاموال الطائلة التي صرفت في الإنتخابات كان اولي أن تصرف على الشعب لتعزيز خدماته وإحتياجاته الضرورية باعتبار أن هذا النظام لم ياتي بانتخابات ولن يستمر بها..

**حسناً..مضت الإنتخابات وإكتسب النظام الشرعية من لشعب؟
- كلا لم يكتسب أي شرعية ولم تكن مقاطعة الانتخابات بهذه الصورة مفاجئة للقوي السياسية وحسسب وإنما مفاجئة للنظام لأنها شملت حتي اعضاء المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية التي تشكل قلب حزبه الحاكم والتي حاول قادتها استجداء عضويتهم للمشاركة فيها بالبيانات المتعدده.

**ما التفسير المنطقي لهذه المُقاطعه.. وما الرسالة الي تلقاها النظام إزاء صمت الشعب؟
- هذه المقاطعه عبرت عن إنتفاضة صامته ضد النظام و رفض لسياساته ورفض لكل مشاريع وقوى الحوار معه التي تعتقد بان هُناك فُرصة لإصلاح النظام من الداخل..

**مُقاطعه..لكن النظام قال بأن الإنتخابات التي مضت تُمثل الإرادة الحقيقية للشعب السُوداني؟
- الارادة الشعبية إستلبت منذ أول يوم من إنقلاب 30 يونيو العام 1989 ولم يستشار الشعب السُوداني في أخطر القضايا كاتفاقية نيفاشا وما تضمنته من حق تقرير المصير والتي أدت فيما بعد لإنفصال الجنوب، وهذا النظام اخر من يتحدث عن إحترام الإرادة الشعبية فهو معزول تمامآ عن الشعب ويستخف باإرادته ويتعالي عليه ويذله ويسرق قوته...

**مٌقاطعه..لكن هذه الفرضية ينفيها النظام جُملةً وتفصيلاً ويقول بأنه مسنود من قبل الشعب كيف ترد؟
- ليس صحيحاً..وليس من الحق أن يتحدث أي من أركان النظام عن الشعب السُوداني الصابر الذي يسعي لإسترداد حُريته وحقوقه..

**حسناً.. الحزب الحاكم راضي عن ذهاب الشعب السُوداني نحو (الصناديق).. ويُهلل بأن نسبة ال(46)% معقولة نوعاً..كيف تري هذا الأمر؟
- لاتوجد أي نسبة تصويت كل الذين صوتوا سيقو للتصويت وهم نسبة ضيئلة لاتمثل 1% من الشعب السُوداني...

**مُقاطعه..تقصد بأن هُناك أوامر وإجبار للشعب للتصويت؟
- الإشكالية الحقيقية ليست في عدد المصوتين إنما في النسبة الحقيقية لاتوجد نسبة حقيقية للذين صوتوا فمراكز الإقتراع في كُل مُدن وقري السُودان كانت خالية وشاهد الشعب ذلك ورصدته أجهزته، إشكالية النظام أن أجهزته التي يعتمد عليها في قمع الشعب شاهدت عياناً بياناً وتيقنت بأن هذه الُطغمه الحاكمه لا سند لها ولا قواعد، انها فقط تتكئ عليهم في اخضاع الشعب وفي تقديري أن هذه الأجهزة سوف تتخلخل..

**مُقاطعه..تقصد بأن أجهزة النظام الخاصة غير راضية عن الوضع الان؟
- نعم وسوف تبدأ في التخلخل لأنه من الطبيعي أن تفقد الثقة في النظام وأن تصل لقناعه بأنها تحمي نظام لا قاعدة له..

**هل للأحزاب السياسية دوراً في هذه المُقاطعه الشعبية؟
- مقاطعه الشعب هي نتاج لتراكمات معاناته علي مر السنوات التي مضت وكل من يدعي بأنه وقف وراء المقاطعه إما كاذب او موهوم الشعب قاطع لان هذه هي قناعته ونحن قلنا قبل الانتخابات أننا لا نحتاج لبذل جهد كبير لتعبئة الشعب لأنه أصلاً مُقاطع، والقوي السياسية في تقديري هي الحلقه الأضعف لتذبذب بعض مكوناتها وليس الشعب فهو متحفز للنضال ومستعد لتقديم التضحيات. مُقاطعه..لكن الشعب مُحتاج للملهم والقائد الذي يوجهه

**هل أنتم البعثيين مستعدون لتقدم الصفوف وقيادة الشعب السُوداني لإحداث التغيير الذي تتطالبون به؟
- الشعب السُوداني لم يحتاج إلي قائد عندما فجر الثورات السابقة وإنتفض ضد الطغاة..فقط يحتاج الآن إلي أن تنحاز إليه القوي السياسية في نضاله لإسترداد حقوقه ولحل الأزمة الوطنية الشامله...

**مُقاطعه...لكن المُعارضة تلاحقها إتهامات الفشل في إستغلال الانتفاضة التي أدت إلي حدوث إحتجاجات أحداث (سبتمبر) نموذجاً؟
- الإنتفاضة موجودة يا استاذ أبوبكر ومُستمره وان مُقاطعه الإنتخابات كانت حلقة من حلقات الإنتفاضة، والشعب مستمر في نضاله حتي يُسقط النظام، ودور القوي السياسية هو الإستمرار في تعبئة وتنظيم الجماهير، وهذا الدور لايوجد مقياس لقياسه..وعندما يحاور البعثيون الشعب في الاسواق وغيرها أو باصدار وتوزيع البيانات والقصاصات ورفع اللافتات واقامة الندوات هذا النشاط لا يوجد مقياس لقياسه ولكن دور القوي السياسية في مواجهة النظام سيؤدي في لحظة تاريخية إلي العصيان المدني و.......

**تبدوا واثقاً بأن شئ ما قد يُحدث..هل يمكننا القول بأننا سنتوقع إنفراجاً في الفترة المُقبلة ينعكس إيجاباً علي الشعب؟
- لانتوقع أي إنفراج طالما بقي نظام الإنقاذ..

**مقاطعه.. ما الذي ستتوقعه إذن؟
- أتوقع دور بعض الجهات الدولية للإتفاق مع القوي الساعية للحوار.. لإيجاد تسوية ومُصالحه لترميم النظام ولكن (لا يُصلح العطار ما افسده الدهر)..هذا النظام وصل لنهايته ولم يعد قادراً علي الإستمرار والبقاء،لقد وصل لنهاية عجزه وفشله وكُل المحاولات لترميمه من مجلس الامن والسلم الإفريقي والإتحاد الأوربي وغيرها من المبادرات التي يهرول لها البعض لن تُجدي في ترميم النظام وبقاءه..

**حسناً..لكن من يقول بأن طول بقاء النظام علي سُدة الحُكم يرجع لضعفكم أنتم في المعارضة؟
- لا لا هذا ليس السبب هل كانت المُعارضة أفضل حالاً في عهد النميري وبالأخص في نهايات عهد النميري لم يكن هُناك حزباً يناضل في ذلك الزمان سوي البعثيين... اوبالاحري هو الحزب الرئيسي اما بقية الاحزاب فكانت في حالة بيات شتوي...

**مقاطعه..لكن الظروف تختلف من عهد النميري والان..أين البعثين الان؟
- نفس هذا الكلام كان يقال في عهد النميري بان الظروف تختلف في عهده عن عهد عبود...وهذا الكلام يُقال نتيجة للإحباط والشعور بان النظام استمر في الحكم اكثر مما كان ينبغي عليه الإستمرار..

**لكن من يقول بأن البعثيين..إستسلمو للظروف وركنو راية (النضال) كيف تري هذا الحديث؟
- لا لا ليس صحيحاً حزب البعث قاوم هذا النظام مُنذ أول لحظة..وقدم الشهداء وظل يناضل ولم تخلوا المعتقلات وبيوت الأشباح من البعثيين في يوم من الأيام حزب البعث قريب من نبض الشعب ويناضل وسطه ولأجله...

**مُقاطعه..إذن لماذا لم تحركو الجماهير إذن؟
- رفع وتيرة النضال ترتبط بإرتفاع وتائر الإنتفاضة والتحرك خطوة وراء خطوة نحو انتفاضة الحسم..فحزب البعث لم يتغير فهو مازال في قوته وجرأته واستعداده لتقديم التضحيات.

**تبدوا واثقاً من قوة حزبكم؟
- نحمد الله، نستمد القوة من الله وثقتنا عالية في شعبنا وفي القوى الوطنية..

**مقاطعه..لكن من يقول بأن الشعب السُوداني فقد تماماً في الأحزاب السياسية سوي كانت حاكمة اومعارضة؟
- هذا ليس صحيحآ..لكن الصحيح الشعب السُوداني فقد ثقته في الحزب الحاكم...

**المعارضة كذلك يا سيد علي... لا تجد أدني إحترام من قبل الشعب؟
- الاحزاب السياسية تواجه بقمع..وإذا كان شعب السُودان فقد ثقته في الاحزاب لما كان هُناك قمع وتضييق علي الحُريات العامة، الان القوى السياسية محاصرة وممنوعة من كل شئ، ممنوع اقامة الندوات الا داخل الدور الحزبية..ممتلكات القوي السياسية مُصادرة..فحزب البعث صودرت ممتلكاته الحزبية وبعض الممتلكات الشخصية لاعضائه ولم ترد حتى الان..الي آخر صنوف العسف والتضييق، لماذا يفعل النظام كل هذا اذا كانت القوي السياسية معزولة عن الشعب، ان علي النظام أن يطلق الحُريات وعند الإحتكام لنظام ديمقراطي حينها نتأكد من موقف الشعب، فالشعب ليس له موقف واحد من كُل القوي السياسية، والمؤكد في هذا الصدد أن المطلوب من القوي السياسية، أن تحترم إرادة الشعب وتثق في قُدراته، وأن تلتصق أكثر به وترفع من وتائر الإنتفاضة وسط الجماهير..

**يعني نفهم من حديثكم بأنكم الحزب الوحيد القريب من الشعب؟
- لا ندعي ذلك، ولكننا نعبر عن نبض المواطن السُوداني، ولم يحدث أن إتخذ البعثيون أي موقف متخاذل تجاه القضايا الوطنية، ظللنا بإستمرار نقف الى جانب الشعب لم يثنينا عن ذلك ترهيب أو يغرينا مال أو جاه..

**مٌقاطعه..لكن هناك من يقول بأن حزب البعث العربي الإشتراكي حزب عُنصري لرفعه شعار (العروبة)؟
- هؤلاء لم يقرأؤا فكر حزب البعث جيداً، فالبعث يُعبر عن مصالح كُل المواطنين في الوطن العربي، ولذلك شعارنا هو (التعدد في إطار الوحده)، لأننا نُقر بأن هُناك تعدد قومي وتعدد ثقافي وديني وإثني وطائفي وهذا التعدد ينبغي الاقرار به وبمستحقاته في إطار الوحدة التي تعبر عن حقوق ومصالح وتطلعات جميع مكونات الأمة، وفي السٌودان فان حزب البعث كان يتناول قضية الجُنوب، بإعتبار أن هُناك تمايز جغرافي وثقافي بين الشمال والجنوب ولهذا التمايز إستحقاقاته، فنحن لاننكر ولانتجاهل التعدد داخل الاقطار العربية او داخل الوطن ككل، وحزب العربي الإشتراكي فكرآ وبرنامجآ وتنظيمآ يمتد على إمتداد الوطن العربي، وإننا نؤمن بأنه مها بلغت قوه أي قطر عربي حتي اذا بلغت ما بلغه العراق من قبل من قوة فانه لن يستطيع بمفرده أن يحقق أمنه وإستقراره وتقدمه الا في الوحدة العربية وكذا التنمية الشامله تحتاج إلي وحدة الوطن العربي، منظورنا للعروبة ليس فيه أي شئ من العنصرية ولايوجد عرق أو عُنصر يجمع العرب فمفهوم النقاء العُنصري مفهوم خاطئ ولا يوجد نقاء عنصري في أي بلد وقد اثبت العلم بطلان نظرية النقاء العرقي الآري التي اعتمدها النازيون في المانيا

**لكن من يقول بأن إنفصال الجنوب جاء نتجة للظلم وللعُنصرية...؟
- كُنا نرد علي هذا الكلام.. والذي ظلم شعب الجنوب ليس شعب الشمال وإنما ظُلموا من قبل أنظمة كانت ذات تعبيرات طبقية وإجتماعية وكانت تظلم كُل الشعب السُوداني وليس الجنوبين وحدهم.. كُل شعب السُودان مُنذ إستقلاله مظلوم ليومنا هذا من الحكومات التي تعاقبت علي حُكم السُودان.. هذه القوي تمثل فئات طبقية مُعينه ليست حصراً في قبيلة أوجهة هي من كل السُودان..

**فهل انتهى الظلم بعد إنفصال الجنوب وتحققت العدالة والمساواة؟ هل تحقق الإستقرار؟
- اذ بنفس المنطق تفجرت الحرب من جديد في الجنوب على أسس قبلية.. فهذا التفكير تفكير متخلف لايؤدي الا لتفتيت الأقطار في زمن وعصر تحتاج فيه الشعوب إلي الوحده مثلما تسامت شعوب اوربا علي الضغائن والاحقاد التاريخية وحققت اتحادآ ووحدة فوق القومية بينما نحن في إفريقيا والوطن العربي نفتت في أقطارنا..واذا استمرينا في هذا المنطق لن تبقي هُناك دولة إفريقية أو عربية موحدة...

**لكن العُنصرية والقبلية في السُودان إستشرت بصُورة مُخيفه لماذا؟
- الحروبات القبلية بدأت قبل الانقاذ وبعد الانتفاضه بدأ تسليح القبائل وتشكيل المليشيات (سرايا الدفاع الشعبي بجنوب كردفان) هذه النزعه القبلية والجهوية تكرست أكثر في ظل الإنقاذ ولكن الصراع لم يعد حصرآ بين القبائل المختلفه ثقافيآ أو جهويا كما تم الترويج له وتسويقه والعصبية لم تتوقف عند قبائل بعينها بل امتدت الى داخل القبيلة الواحدة..صراع بطون المسيرية في الفولة نموذجاً..بطون تنتمي لذات القبيلة جري فيها تطهير وتهجير، هو جُزء من التداعيات التي تبدأ بالعصبية الجهوية وتنحدر لعصبية قبلية ثم لعصبية عشائرية إلي إقتتال مُسلح داخل الاسرة الواحدة..لأننا نتراجع نحو الخلف بدل من أن نتقدم للأمام..

**يعني الإنقاذ تتحمل مسئؤلية الصراعات القبلية؟
- تتحمل مسؤلية التفاقم..لكن الصراعات القبلية بدأت قبل الإنقاذ وبعضها مثل الصراع بين المعاليا والرزيقات موغلة في القدم وتم التوسع في تأجيحها بعد 86..بإنشاء سرايا (الدفاع الشعبي)، وهيئة الدفاع عن العقيدة والوطن وهي تنظيمات أنشأها السيدان الصادق المهدي ود. حسن الترابي،...الصراعات القبلية والعشائرية وجدت قبل الإنقاذ لكنها تفاقمت في عهد الإنقاذ بينما ولدت أول حركة مسلحة في دارفور من رحم نظام الانقاذ وتنظيمه المتأسلم بقيادة بولاد.. وقد أدى الجفاف والتصحر والصراع على الموارد وتراكم أزمات الضائقة المعيشية وغياب التنمية والخدمات المتوازنة الى تفاقمها، وزاد من حالة الفوضى غياب السُلطه الان لاتوجد سٌلطه..والشعور بالغبن يعبر عنه في المناطق المدنية بيانات واعتصامات واضرابات ولكن في القطاع التقليدي يُعبر عنه بالسلاح كما فعل بولاد

**ما المطلوب إذن لتفادي تلك الصراعات؟
- هو إيقاف الحرب، فهذا هو الشعار الذي ترفعه كُل القوى السياسية، سواء كانت الحرب في دارفور أو جنوب كردفان أو غيرها ومهما كانت الذرائع، وإعتماد إسلوب النضال الديمقراطي السلمي، اذا توقفت الحرب سيتوحد النضال الوطني من الجنينة لبورتسودان، الان وجود الحرب أدي لتفتيت المجتمع وإعطاء فرصة للنظام لإستخدام العُنف المفرط، حتي إنتفاضة سبتمبر واجهها النظام بأنها إندلعت بتحريض من الحركات المسلحه، إذن إيقاف الحرب في مناطق القطر المختلفه ضرورة لا بد منها، وبالمحصلة فان الحرب لم تحقق اي هدف إيجابي، وأن نتائجها كانت سلبية على شعبنا الذي فقد الأمن والإستقرار وأضحى عاجزآ عن ممارسة حياته الطبيعية، الآن اعداد كبيرة من ابناء شعبنا في جبال النوبة نزحوا عن ديارهم وكذلك في دارفور ناهيك عن معسكرات النازحين فضلآ عن مئات الآلآف من القتلى والمصابين بينما كانوا قبل الحرب على الاقل في حالة من الأمن والاستفرار رغم التخلف الموروث

**هل أنتم مستعدون للقيام بأدوار؟
- نعم..نحن نشق طريق ثالث لإنهاء الحروب، نحن ضد النظام وضد الحرب ومع شعبنا الذي يعاني الامرين في مناطق النزاعات وتعمل لتوسيع قاعدة الدعوة للنضال الجماهيري السلمي..

**إنهاء الحرب مرهون بإسقاط نظام المؤتمر الوطني؟
- لن ننتظر سقوطه، نحن ندعو لإسقاط النظام لذلك رفضنا الحوار والمصالحه معه، لكننا في نفس الوقت لا نعترض علي تفاوض الحركات المسلحه معه بما لا يؤدي للتفريط في وحدة البلاد لاننا من أولوياتنا ايقاف الحرب..

**لماذا رفضتم نداء السُودان..؟
- القضية الاساسية في رفضنا لنداء السُودان هو ماورد في وثيقة النداء من ترحيب ودعم للقرار 456 الصادر من مجلس الأمن والسلم الافريقي والذي ينص على التصالح والتسوية السياسية مع النظام، وقد إختلفنا مع قوى نداء السودان لأنهم يعتقدون أن المُشاركة في النظام قد تؤدي إلي تغييره واحلال بديل ديمقراطي، نحن نعتقد عكس ذلك ونرى أن المُشاركة في النظام سوف تؤدي الى ترميمه وتمديده لفترة أطول، ولشعبنا تجارب كثيرة فالمُصالحه مع نظام نميري أدت لإطالة أمده، والمصالحه التي جرت مع هذا النظام أدت الي مشاركة هامشية فيه ولم تعدل في طبيعته الدكتاتورية ونقصد بذلك احزاب التوالي واعلان جيبوتي مع السيد الصادق واتفاقية القاهرة مع التجمع الوطني ومُشاركة ممثلين لهذه القوى في السُلطه والسُلطة التشريعية مما عزز من سلطة الاستبداد والفساد، ولم تفلح في اصلإح النظام من داخله بل لم يكن لها دور في صياغة القرار السياسي ولم تكن أكثر من ديكور لنظام الانقاذ..

**ترفضون فكرة الحوار مع النظام جملةً وتفصيلاً؟
- نحن نرفض الحوار لأن مجرد طرح مبدأ الحوار يعني أن هناك أمل في اخراج البلاد من أزمتها عن طريق التسوية السياسية مع الانقاذ مما من شأنه إضعاف حركة النضال الوطني وإرباكها وثانياً مسايرة القوي الاقليمية والدولية والمراهنة على دعمها للمعارضة والتغني بموقفها من الإنتخابات وبما تمارسه من ضغوط على النظام لتليين موقفه تجاه المعارضة مع تجاهل هدف القوى الخارجية المركزي الرامي لترميم النظام بدفع أوسع عدد ممكن من القوي السياسية للتصالح معه انما يقود الى نتائج خاطئة تماما وضاره بحركة النضال الوطني...لذلك يأتي نداء السُودان خطوة نحو الخلف..خطوة إلي الوراء ولأن القوي الموقعه علي نداء السُودان باستثناء السيد الصادق غير قادرة علي مصارحة الشعب بحقيقة ندائها فانها توجه خطابين في وقت واحد خطاب للشعب بتبني خط الإنتفاضة وآخر لما يُسمي بالمجتمع الدولي بتبني خط الحوار مع تحميل النظام مسئولية عرقلته ثالثاً لايمكن لقوي تناضل نضال سلمي ديمقراطي.. أن تتحد مع قوي تحمل السلاح..لأن هذا تناقض كبير..
السبت 25 مايو 2015م
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق