قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 31 مايو 2015

السيد زهره : لماذا فاز بلاتر برئاسة الفيفا؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لماذا فاز بلاتر برئاسة الفيفا؟
شبكة البصرة
السيد زهره
بالطبع، كنا نتمنى كعرب ان يفوز الأمير علي بن الحسين برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا".
ولا شك ان خوضه المعركة بكل هذا الاصرار والشجاعة وتحت شعار التغيير، يستحق التقدير والاشادة رغم الخسارة.
الأمر هو بالفعل كما قال العاهل الأردني مخاطبا الأمير علي: "إن خوضك غمار المنافسة بهذه القوة هو مصدر فخر واعتزاز أردنى وعربى ودولى، كما أنه دليل على حرصك على تطوير هذه الرياضة الجماهيرية".
في اعقاب اعلان فوز بلاتر، اعرب البعض، وخصوصا في الغرب، عن صدمتهم وخيبة املهم واحباطهم من النتيجة. سبب ذلك كما يقولون هو ان بلاتر فاز رغم الحملة الضارية عليه، ورغم كل قضايا الفساد في داخل الفيفا التي تفجرت مؤخرا.
والحقيقة ان فوز بلاتر رغم كل هذا، لم يكن امرا مفاجئا، بل كان منطقيا ومتوقعا. ولذلك اسباب كثيرة.
من المهم معرفة هذه الأسباب، على الأقل كي تكون درسا لأي مرشح عربي قد يفكر مستقبلا في المنافسة على هذا المنصب. وهناك بالفعل كما نتابع مرشحون عرب يفكرون او يخططون لهذا.
بالطبع، في مقدمة هذه الأسباب حقيقة ان بلاتر له 16 عاما على رأس الفيفا، بما يعنيه ذلك بالضرورة من علاقات وثيقة ممتدة مع اتحادات الكرة في العالم وخدمات كثيرة قدمها لها، وبما يعنيه ايضا من معرفته بخفايا لعبة الانتخابات وكيفية الحصول على اصوات الاتحادات.
وفي تقديري ان من الأسباب المهمة مبدئيا، انه منذ البداية يبدو ان الأمير علي حين اتخذ قرار ترشيح نفسه لم يحرص على ان ينسق مسبقا مع الدول العربية والدول الآسيوية ويأخذ رأيها ويضمن دعمها، على الرغم من انه من المفروض بداهة ان هذه الدول يجب ان تمثل قاعدة الدعم الأساسية له. الأمير فضل بدلا من هذا ان ينسق مع الدول الأوروبية وامريكا وان يراهن على دعمها.
ويبقى ان احد الأسباب الكبرى لفوز بلاتر، وعلى عكس مما يتوقع الكثيرون، هي الحملة الضارية التي شنتها منذ فترة طويلة امريكا والدول الأوروبية على الفيفا وعلى بلاتر شخصيا، وهي الحملة التي بلغت ذروتها في حملة الاعتقالات لقيادات في الفيفا عشية الانتخابات.
كما هو معروف هذه الحملة انطلقت بالذات وبضراوة في اعقاب فوز روسيا وقطر بشرف تنظيم كأس العالم في عامي 2018، و2022.
منذ تلك اللحظة انطلقت حملة الاتهامات للفيفا وبلاتر بالفساد، وبالقول ان رشاوى تم تقديمها كي تحصل روسيا وقطر على حق تنظيم البطولة.
هذه الحملة كانت منذ بدايتها حملة عنصرية بالأساس وتفتقد المصداقية.
ليس معنى هذا بالطبع ان الفيفا ليس بها فساد، بل هي غارقة فيه كما بات العالم يعلم.
لكن القضية هنا ان الدول الغربية وكل دول العالم تعلم انه لم يحدث اصلا ان حظيت دولة بتنظيم كاس العالم من دون رشاوى بشكل او بآخر. والرشاوى ليست مالية بالضرورة، وانما قد تكون رشاوى سياسية لا تقل سوءا وفسادا عن الرشاوى المالية.
فلماذا اذن، لم تثر امريكا واوربا كل هذه الضجة حول الرشاوى والفساد الا بعد فوز روسيا وقطر؟.
فعلت هذا لأسباب عنصرية بحتة، فهم يستكثرون على روسيا وعلى دولة عربية ان تفوز بهذا الشرف في مواجهة دول غربية مثل بريطانيا او امريكا.
أظن ان كثيرا من اتحادات الكرة في العالم استفزتها عنصرية هذه الحملة واثارت استياءها، ونظرت الى الحديث عن الفساد وعن الرغبة في تطهير الفيفا التي تحدثت عنها امريكا والدول الاوروبية باعتبارها حق يراد به باطل، وباعتبارها مجرد ذريعة يتخفون خلفها لتبرير موقف هو عنصري بالأساس.
ودول العالم تعلم تماما انه لو كانت بريطانيا او امريكا مثلا قد فازتا بتنظيم كأس العالم بدلا من روسيا وقطر، لما كان احد في امريكا واوروبا قد تحدث عن الفساد او انتقد بلاتر، بل بالعكس كانوا سيشيدون بالفيفا وبلاتر شخصيا ايما اشادة.
يرتبط بهذا مباشرة ما فعلته امريكا والسلطات السويسرية بالإقدام على اعتقال قيادات بالفيفا قبل الانتخابات بيوم واحد بتهم الفساد.
مرة اخرى، القضية هنا ليست ان هؤلاء غير فاسدين.
لكن القضية ان الرسالة التي فهمتها اتحادات الكرة في مختلف انحاء العالم هي ان امريكا تريد الانتقام من بلاتر ومن الفيفا، وتصورت ان بمقدورها اسقاطه في الانتخابات بالقوة والاكراه بهذه الطريقة. وقد تساءل الكثيرون بالفعل، لماذا انتظروا حتى ليلة الانتخابات كي يقدموا على هذه الخطوة؟
اظن ان ما فعلته امريكا استفز كثير من اتحادات الكرة في العالم، واتى بنتائج عكسية تماما، ودفعت هذه الاتحادات الى الاصرار على التصويت لبلاتر على سبيل التحدي لأمريكا واوروبا.
هذه في تقديري هي الأسباب التي قادت لفوز بلاتر.
ملحوظة على الهامش: كثيرون من الساسة والمسئولين في امريكا واوروبا انبروا فور اعلان النتيجة بالحديث عن " اليوم الأسود" وعن " الكارثة" وعن " النتيجة الملعونة" وما شابه ذلك من تعبيرات. هؤلاء ينتمون الى دول تصف نفسها بأنها دول ديمقراطية عريقة. الم تكن هذه انتخابات ديمقراطية حرة، وعبرت نتيجتها عن ارادة عالم كرة القدم؟.. فلماذا اذن لم يحترموا هذه الديمقراطية وهذه الارادة؟.. ام ان الديمقراطية تكون جميلة وعظيمة اذا اتت فقط متوافقة مع ما يريدون هم؟
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق