قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

فادى عيد : ذراع واشنطن العسكرى بأفريقيا

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ذراع واشنطن العسكرى بأفريقيا
شبكة البصرة
فادى عيد
ببداية الالفية الثانية كانت الولايات المتحدة الامريكية تحضر ثوبا جديد لكى ترتديه قبل غزو العراق والقارة الافريقية، فالمشهد فى الخليج العربى بذلك الوقت اصبح مهيئاً تماما لدخول الولايات المتحدة بعد أنقضاء حرب الخليج الاولى والثانية، ثم النزاع الاقتصادى مع الصين فى افريقيا الذى أصبحت كل مؤشراته تنبوء بصدام قادم مع التنين الصينى فى القارة السمراء لا محالة، خاصة مع تنامى أهمية النفط بأفريقيا. فكان مرتزقة بلاك ووتر وفرسان مالطا خير مجرمين لتوجيه أولى الضربات فى داخل العراق، وكان مشروع الافريكوم أفضل وسيلة لحماية مصالح البيت الابيض فى قارة مليئة بالتقلبات السياسية والجماعات المتطرفة، وزيادة وتيرة الحروب الاهلية بها كل يوم.

وقد وجدت الولايات المتحدة الامريكية في تزايد نشاط التنظيمات القاعدية بمنطقة شرق إفريقيا والساحل منذ عهد الرئيس "بيل كلينتون" مُبررا لتكثيف الاهتمام العسكري بالقارة السمراء وخاصة بعد الضربتين المُوجهتين لسفاراتها بتنزانيا وكينيا، ويتزايد الخطر مع تفاقم وانتشار الفوضى في الصومال والسودان بالإضافة إلى انتشار التنظيمات التكفيرية والجهادية المسلحة بدول المغرب العربي بشمال القارة.
وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001م بثلاثة أيام قال الرئيس الامريكي "جورج بوش" : أن الأمريكيون لايمتلكون البعد التاريخي للحدث إلا أنهم يدركون تماما مسؤوليتهم التاريخية الوطنية، وهي الرد على هذه الهجمات وتخليص العالم من الإرهاب. لقد شنت الحرب علينا بالخفية والخدعة والقتل، وإن هذه الأمة هي أمة مسالمة ولكنها شرسة عندما ينتابها الغضب، لقد بدأ الصراع بتوقيت وأسلوب الآخرين إلا انه سوف ينتهي بطريقة وفي ساعة هي من اختيارنا نحن. ومن هنا أتخذت الولايات المتحدة الامريكية لنفسها شرعية مطلقة وحجة قوية لانتشار قواتها العسكرية فى جميع أنحاء العالم بحجة محاربة الارهاب وكانت اولى غنائم الولايات المتحدة فى تلك المعارك أفغانستان والعراق. و من بعدها بدئت تتوجه الانظار بقوة نحو القارة السمراء.
وكان بداية التجسيد الفعلي لنفوذ واشنطن العسكرى داخل القارة السمراء مع المناورات المشتركة التي جرت في يونيو 2005 تحت مُسمى Flintlock 2005  بالسنغال، ورمت المناورات إلى تكريس الرؤية العسكرية التي صاغتها القيادة الأميركية في سنة 2003 و التي تقول بأن حماية الولايات المتحدة من الأخطار الإرهابية لا تبدأ من الأراضي الأميركية بل من منابع الإرهاب في آسيا وأفريقيا. وفى فبراير 2008م أعلن "جورج بوش" عن خطط تشكيل أفريكوم، موضحا أنها تتضمن إنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتى والتي يقيم فيها نحو 2000 جندى، وتمتلك الولايات المتحدة قواعد عسكرية أخرى ولكن أقل حجما في أوغندا والسنغال وجمهورية ساوتومي وبرنسيب.

والقيادة الأفريقية الأمريكية (USAFRICOM) هي قوات موحدة مقاتلة تحت إدارة وزارة الدفاع الأمريكية، وهي قوات مسئولة عن العمليات العسكرية الأمريكية وعن العلاقات العسكرية مع 53 دولة أفريقية عدا مصر. وكانت القيادة الأفريقية قد تأسست في أول أكتوبر2007م، وقد بدأت القيادة الأفريقية نشاطها رسميا في أول أكتوبر 2008م من خلال احتفال بوزارة الدفاع الامريكية حضره ممثلون عن الدول الأفريقية في واشطن دي سي، وتعتبر الأفريكوم تاسع مركز قيادة موحدة أمريكية، وسادس مركز قيادة إقليمية يتم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية، والهدف المفترض لإنشاء قيادة الأفريكوم هو حماية المصالح الامريكية بالقارة السمراء من خلال تعزيز القدرات الدفاعية للدول الأفريقية، و ردع أى تهديد للمصالح الامريكية بالقارة، وبموجب هذا فان أفريكوم أصبحت المسئولة إداريا عن الدعم العسكري لسياسة الحكومة الأميركية في أفريقيا، بما في ذلك العلاقات العسكرية مع 53 دولة افريقية والعديد من المنظمات الأمنية.
وللعلم بالإضافة إلى أفريكوم هناك خمس قيادات إقليمية أخرى ومواقعها كالتالي : القيادة الامريكية الوسطى في تامبا بولاية فلوريدا، القيادة الاوروبية بشتوتغارت الألمانية، قيادة المنطقة الشمالية في كولورادو سبرينغز، قيادة المحيط الهادئ بهونولولو في هاواي، والقيادة الجنوبية بميامي بولاية فلوريدا.
جدير بالذكر قبل انشاء الافريكوم كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع الدول الإفريقية من خلال ثلاثة مراكز قيادة إقليمية وهي القيادة المركزية الأمريكية التي كانت مسئولة عن مصر والقرن الإفريقي وكينيا، ومركز قيادة المحيط الهادي المسئول عن دول المحيط الهندي مثل مدغشقر وجزر القمر، ثم مركز قيادة أوروبا الذي تتبع له غالبية الدول الإفريقية.

ولمن يتعجب من أنظمة الحكم فى بعض الدول الافريقية وسياستها الداخلية دون توجية اللوم لها من راعاة الديمقراطية فى البيت الابيض سيجد الاجابة بوضوح، عندما يعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية أبقت على علاقات قوية مع النظام الاثيوبى تطورت لمستوى شراكة، بل وتزويده بالمعدات والتدريب من أجل قتال حركة الشباب الصومالية، وذلك برغم سجل النظام الإثيوبي السيئ في مجال حقوق الإنسان ومحاولاته الدائمة لقمع المحتجين والمعارضين، إضافة لذلك تغاضت الولايات المتحدة عن الانتهاكات التي يقوم بها النظام الحاكم في غينيا الاستوائية، كما صمتت عن انتقاد التزوير الذي اعترى العملية الانتخابية في كل من أنغولا ونيجيريا والسبب الرئيس لذلك يعود للدور الذي تلعبه أنظمة هذه الدول في تأمين المصالح النفطية للولايات المتحدة، فنيجيريا خامس أكبر مصدر للنفط للولايات المتحدة الأمريكية وغينيا تصدر 22% من نفطها لامريكا.

حقيقة الامر الافريكوم تلعب دور غاية الخطورة على أمن القارة السمراء، ولن تكتفى بتأمين عمليات نهب ثروات أفريقيا فقط، ولكن تتدخل بشكل سافر فى الشئون العسكرية لدول القارة، والعمل على زعزعة أستقرار أنظمة ليست على هوى البيت الابيض، وفى وقت لن يندهش فيه القارئ من تلقى مفاجئات جديدة خاصة بعد رؤية حقيقة الربيع العبرى بعد مرور ثلاث أعوام ونصف على أشتعاله، سنقراء عن دور الافريكوم الخبيث فى أختراق ليبيا، ونشر الفوضى بها لاسقاط نظام "معمر القذافى". نقلا عن بوابة افريقيا الاخبارية
الكاتب والمحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية والسياسية
fady.world86@gmail.com
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق