قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 27 أبريل 2012

من رحم المعاناة والآلام... ولد القائد صدام


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من رحم المعاناة والآلام... ولد القائد صدام
شبكة البصرة
الرفيق خالد الحسن
كلما أحاول الضغط على ذاكرتي كي تسعفني في التعرف على أسماء بعض القادة العظام الذين وصلوا للسلطة وقيادة بلدانهم وهم من طبقات المجتمع الفقيرة ولم يستلموا السلطة من خلال التوريث كما هو حاصل في أنظمة الخلافة أو الانظمة الملكية، أو شراء الذمم من قبل الأغنياء وابناء العوائل الارستقراطية او البرجوازية، أو عن طريق الانقلابات العسكرية التي يقوم بها ضباط الجيش في هذا البلد او ذاك ولفترة امتدت طويلاً فلم أجد ما تنطبق عليه المواصفات التي جمع فيها بين انتمائه لعامة الشعب وقيادة المجتمع في وقت لاحق من حياته الا القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله.
ولكي لا اسهب في شرح ما استنتجته في هذا الامر سأتوقف عند محطات بارزة من حياة القائد، وهي ما تحدث عنها في أكثر من موقف وكان يتباهى بها لكونها قد أضافت له الكثير وهي من سقلت شخصيته القيادية، وأولها ولادته التي كانت في بيئة فلاحية وفي مرحلة كان الاقطاع فيها هو المهيمن على تلك البيئة ومنذ صغره فقد والده واصبح يتيم الاب وبالتأكيد أن هذا الامر قد أثر عليه كثيراً فكانت عقليته تنضج بسرعة بفعل ما يعانيه ومن ثم اصبح يعي معاناة غيره من ابناء قريته بعد ان التحق بالتعليم الابتدائي، وازداد همه أكثر عند انتقاله الى العاصمة بغداد ليعيش في بيت خاله المرحوم خير الله طلفاح بعد أن انتقل في دراسته الى المرحلة الثانوية، فجمع بين حياة الريف وعاداتها وحياة المدينة ومتناقضاتها فكان نضوجه الفكري يتسارع في طفرات لم يشهدها غيره من الشباب الذين هم بعمره، وانصب تفكيره على أيجاد الوسائل للتغيير فكان انتمائه للبعث هو المحطة التي أخرجته من دائرة التأمل الى دائرة التفكير الجدي بضرورة التغيير لصالح الطبقات الفقيرة والمعدمة وهي الاكثر تضرراً جراء القوانين التي كانت مفروضة على المجتمع بفعل سياسة النظام آنذاك، حتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز في العام1958 التي جاءت بفعل تظافر جهود القوى الوطنية والقومية بالتعاون مع عدد من الضباط في الجيش العراقي، الا ان الثورة قد تمت سرقتها من قبل عبد الكريم قاسم الذي استعان بالشيوعيين يومها للتخلص من العروبيين من البعثيين والقومين فعمت الفوضى التي خلقها منتسبوا (المقاومة الشعبية) الجناح العسكري للشيوعيين و(انصار السلام) الجناح الجماهيري لهم حتى بدا العراق وكأنه مقدم على أن يفقد هويته العربية بفعل النظام الشعوبي والشعارات التي تقاطعت تماماً مع العروبة والدين ومنها (ماكو مؤامرة تصير والحبال موجوده) و(بس هالشهر ماكو مهر) وحمامات الدم التي نفذتها الميليشيات المسلحة في جميع مدن العراق وبالاخص مدينتي الموصل وكركوك أضافة الى الاعدامات التي طالت مناضلي الحزب بحجة معارضتهم للزعيم (الاوحد) وهي الصفة التي كانت يطلقونها على قاسم.
في ظل تلك الاوضاع كان القائد صدام ما يزل في الدراسة الاعدادية فأخذ على عاتقه مع عدد من رفاقه مسؤولية التصدي الى عبد الكريم قاسم وحصل هذا فعلاً في العام 1959 في شارع الرشيد في عملية نوعية لا يمكن أن ينفذها الا من لا يتسلل الخوف الى قلبه، ورغم أن قاسم قد نجى لكون سيارته كانت مصفحة الا أن الحادث قد أثر كثيراً على النظام القائم، وبعد ان اصيب القائد في معركة التصدي لموكب عبد الكريم قاسم، اصبح مطلوباً من قبل النظام فأضطر الى مغادرة العراق عبر سوريا ومنها الى مصر حيث صدر اول حكم بالاعدام بحقه، وبعد عودته من مصر وبعد ان استولى عبد السلام عارف على السلطة واجهاضه لتجربة الثامن من شباط 1963 التي قادها البعث ضد نظام قاسم كان القائد من بين المطلوبين للسلطة العارفية وصدر بحقه ايضاً حكم الاعدام الثاني، وهكذا حتى جاءت لحظة التخلص من النظام العارفي الثاني كان القائد صدام من بين المناضلين البعثيين الذين خططوا للثورة وكان أول من اقتحم القصر الجمهوري بدبابته رغم كونه لم يكن عسكرياً في تلك الفترة واعلن عن انطلاق ثورة السابع عشر من تموز 1968 ومن بعدها بشهر استطاع القائد بحكمته ان يبعد كل من تسلل الى الثوار بطريقة سلمية وبخطة محكمة.

فهل انتهت المعاناة؟
الجواب كلا فقد بدأت معاناة ومتاعب للقائد من نوع آخر منها داخلية متمثلة بالحفاظ على الثورة ومواجهة مخلفات الانظمة السابقة وكذلك التمرد الكردي المتواصل في شمال العراق، فكان القائد وهو في موقع النائب يعمل على كل الاتجاهات فحلت مشكلة التمرد باعلان 11 آذار وعولجت تبعية الاقتصاد العراقي ونهب ثرواته النفطية بقرار التأميم وبدأ العراق يتنفس الصعداء وانتعشت آمال الجماهير في العيش الرغيد من خلال ما تحقق من انجازات شملت كافة البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعسكرية وأصبح المواطن العراقي يشعر بالامان ومطمئناً على مستقبله.

فهل انتهت المعاناة؟
الجواب كلا أيضاً لان القوى الاستعمارية التي توجهها الصهيونية والأعداء التاريخيين للعراق والامة من ايرانيين صفويين بدأوا جميعاً بالبحث عن طريقة للتخلص من النظام البعثي الذي أثر كثيراً على المنطقة بفعل الانجازات السريعة التي حققها للعراقيين، فجاء نظام المقبور خميني الدجال ليعلن عداءه السافر للعراق تحت فرية تصدير الثورة وبدأ بشن حرب عنصرية مقيتة استمرت لثمان سنوات ارهقت العراق اقتصادياً اضافة للخسائر البشرية الكبيرة التي سببتها الحرب، الا ان القائد وبحكمته وعقليته الفذة ومعه ابناء العراق الغيارى بكافة طوائفهم وقومياتهم استطاع ان يجبر العدو الايراني على وقف القتال فكان الانتصار في 8/8/8891.

فهل انتهت المعاناة؟
الجواب كلا ايضاً حيث بدأت مرحلة جديدة من التآمر شارك فيها عرب الخليج هذه المرة وبغض النظر عما حصل في موضوعة الكويت فانها قد استهوت القوى المعادية للعراق لكي تشن هجومها القذر عليه في معركة كانت من الملاحم الكبيرة التي سجلت في سفر العراقيين وقواتهم المسلحة والتي اطلق عليها القائد ملحمة أم المعارك، وما تبعها من صفحة قذرة نفذتها ايران واعوانها والتي فشلت في تحقيق اهدافها ايضاً، ورغم أن وقف اطلاق النار قد اعلن رسمياً بين المتحاربين الا ألصهاينة والامريكان واصلوا عدوانهم على العراق ولم تتوقف عملياتهم العسكرية التي استخدموا بها الغارات الجوية والصواريخ حتى العدوان الشامل في العام2003 الذي ادى الى غزو العراق واحتلاله، ان الفترة الممتدة بين العامين 1990 و2003 التي تعرض فيها العراق الى حصار ظالم طال كل شيئ أستطاع القائد صدام حسين أن يفاجئ العالم بقرارات لم تكن بحسبان الجميع من اهمها نظام البطاقة التموينية الذي وفر للعراقيين الغذاء طيلة تلك الفترة ولولاه لمات العراقيون جوعاً فكانت عامل مهم في طمأنة المواطن وعدم قلقه مما يحصل.
وبما أن مرحلة الغزو والاحتلال لم تغب عن ذهن الجميع فلا اريد الولوج الى أحداثها وكيف كان القائد في مقدمة المدافعين عن العراق اثناء العدوان بالتصدي المباشر ومن بعده في قيادة المقاومة االباسلة التي استمرت حتلى يومنا هذا.
فكيف انتهت معاناة القائد من كل ما مر عليه منذ ولادته حتى اسره من قبل الغزاة الامريكان؟
لقد انتهت بقرار جائر ثالث ليس حكماً بالاعدام بل كان قراراً بالاغتيال ساهم في تنفيذه كل من حاربهم القائد طيلة حياته انهم الصهاينة المغتصبين والامريكان الامبرياليين والايرانيين الصفويين والعرب الرجعيين والذين شكلوا حلفهم البغيض للأنتقام من القائد ونظامه.

فهل يدلني أحد على قائد تحمل ما تحمل من متاعب ومعاناة وآلام من أجل وطنه وأمته على وجه الارض كما تحمله قائدنا الشهيد صدام حسين (رحمه الله)؟
سلام عليك سيدي القائد الشهيد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.
ولعنة الله على كل من عاداك في حياتك او مماتك.
ونجدد عهد الوفاء لك سيدي ما دمنا أحياء وستبقى ذكرى ميلادك الميمون مناسبة غالية على قلوب الجميع
كتاب المقاومة العراقية
26/نيسان/2012
شبكة البصرة
الخميس 5 جماد الثاني 1433 / 26 نيسان 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق