قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 29 أبريل 2012

الشيوعيون في الهند: وداعا لكارل ماركس .. وللأمل

إنحسار أكبر تجمع سياسي يساري في العملاق الآسيويالشيوعيون في الهند: وداعا لكارل ماركس .. وللأمل
بقلم سوجوي داهر/ وكالة إنتر بريس سيرفس

نيودلهي, أبريل (آي بي إس) - في حين كان أكبر حزب يساري ماركسي في الهند -الحزب الشيوعي الماركسي- يلعق جراحه الإنتخابية جراء إنحساره الإنتخابي في ولاية غرب البنغال الأخيرة، إنكب النظام المنتخب الحاكم الآن في الولاية علي إزالة فصولا كاملة من الماركسية والثورة البلشفية من المناهج الدراسية للمدارس الثانوية، فيما إعتبر بمثابة إحتفال بكسر إحتكار حكم الشيوعيون لهذه الولاية الذي دام 34 عاماً.

فجاءت إزالة ماركس وإنغلز من هذه المناهج في 6 أبريل بمثابة إشارة رمزية بالغة الأهمية في ولاية كانت تعتبر حتى الآن أخر قلعة للشيوعية في الهند، في بلورة لصعود مجموعة حزب "مؤتمر ترينامول" المتحالف الآن مع "حزب المؤتمر" الحاكم بالهند والذي يجتهد زعيمه، المهاتما بانيرجي، بكل قواه من أجل إقتلاع جذور عقود طويلة من الشيوعية في هذه الولاية الشرقية.

ومن المفت للنظر أن سقطة الحزب الشيوعي الماركسي الإنتخابية قد وقعت بشكل سريع. فقد أدى قرار الحزب بتخصيص 1000 فدان من الأراضي الزراعية قسراً لصناعة السيارات عام 2006، إلى هزيمة الشيوعيين في الإنتخابات، حيث حصل الحزب على مجرد 61 من 294 مقعداً، مقابل 235 مقعداً فاز بها في عام 2006.

وعلي الرغم من أن جبهة اليسار في الهند لا تزال تتمتع بقدر من النفوذ في ولاية صغيرة تسمى تريبورا في الشمال الشرقي، إلا أن خسائرها الإنتخابية كانت هائلة في ولاية غرب البنغال التي تأوي 90 مليون شخصا، وكذلك في ولاية كيرالا.

وبهذا، وعندما إلتقى قادة الحزب الشيوعي الماركسي في ولاية كيرالا في كوزهيكود في إجتماع حزب المؤتمر العشرين في الفترة 4-9 أبريل، توقع الجميع تصريحاً علنياً بشأن "خارطة طريق" لإستعادة الفرص الضائعة، وتحديد مناطق جديدة للدعم بالإضافة لولايتي كيرالا والبنغال الغربية.

لكنه لا توجد"خارطة طريق" مرئية.

وكان السؤال الأكبر المطروح على طاولة المناقشات هو: هل يستطيع الشيوعيون إعادة تكييف صفوفهم للتمشي مع السياق الهندي بعد كارثة الإنتخابات؟.

في هذا الشأن، يعتقد الخبراء أنه ما زال هناك دور كبير يلعبه الشيوعيون في الهند إذا كان في وسعهم الضغط بإتجاه المعارضة الجماهيرية للعولمة وعدم الرضا عن القوى الحاكمة.

لكنه على الرغم من خروج إجتماع الحزب بتقارير تتضمن النقد الذاتي، فيري المحللون السياسيون أن ذلك ليس سوي ضريبة كلامية فقط حتى يتمكن الشيوعيون من إعادة صياغة أنفسهم.

لقد قال سيتارام يتشوري، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الماركسي، أن الحزب سيسير على الخط اللينيني نفسه، لكنه سيقوم بتكييف سياساته لتلبية احتياجات الهند المحددة.

وأضاف "لن نكون نسخة من المسار الصيني أو الروسي. فقد قمنا بتحليل الإتجاهات السائدة في الدول الاشتراكية مثل الصين، وكوبا، وفيتنام، وكوريا الشمالية، وجنوب أفريقيا، ونحن نتعلم من تجاربهم حتى نتمكن من تنفيذ الجوانب الجيدة المناسبة للوضع هنا".

كما إعتمد إجتماع الحزب قراراً سياسياً بتشكيل بديل يساري ديمقراطي جديد للسياسات "الليبرالية الجديدة" لحزب المؤتمر الحاكم في نيودلهي، و؛ذلك للأجندة "الطائفية" التي ينتهجها حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي، وهما القوتان اللتان حكمتا الهند بوتيرة متقطعة طوال العقدين الماضيين.

إلا أن الكثيرين يعتقدون بأنها مجرد وعود جوفاء، لا تستند لخطط عمل محددة أو سياسات هادفة. ومن هنا جاءت الحاجة للنظر في إحتياجات قاعدة الناخبين الحقيقية.

في هذا الصدد، تري الصحفية الهندية المعروفة مونوبينا غوبتا، أنه حتى لو رفض اليسار نموذج العولمة، فلا داعي للنظر للنموذج الإشتراكي. وتقول، "لا يوجد أي تحرك إلى الأمام. ليس هناك سوى الحديث عن إعطاء توجيهات جديدة، لكنها تصاغ بنفس اللغة القديمة".

فالواقع هو أن الإجتماع لم يركز علي القضايا الهامة لدائرة الحزب الشيوعي الإنتخابية، مثل تراجع مستوى التعليم والرعاية الصحية الهزيلة، كما لم يناقش الأسباب الجذرية لعدم الرضا عن الحزب، مثل سيطرته الأمنية على المجتمعات المحلية، وتدخله في الحياة الأسرية ونزاعات الأراضي، وقراراته المنفصلة بشأن التصنيع على حساب الفلاحة.

ووفقاً لسابياساشي روي شودري باسو، المتخصص في العلوم السياسية بكلكتا، فإن النتيجة الإيجابية الوحيدة للإجتماع كانت علامة النضج التي تجسدت حسب قوله "في نشوء خط مستقل يبتعد عن عقلية المستعمر"، مشيراً إلى اتباع الحزب الشيوعي الأعمى للنماذج الروسية والصينية.

وشرح، "لكن الإجتماع لم يبرز قضايا مثل نظام الطبقات السائد في الولايات الشمالية حيث لا وجود لليسار، أو قمع حقوق القبائل، وهي قضية دافعت عنها فوهات المدافع الماوية".

فالفشل في معالجة هذه المخاوف يفسر جزئياً لماذا كان الشيوعيون، على مدى العقود الثلاثة الماضية، قادرين على توحيد أنفسهم فقط في معاقل مثل غرب البنغال وتريبورا أو كيرالا حيث لا تسيطر السياسة الطبقية على المشهد السياسي، وحيث تتميز الأفكار الليبرالية بجذورها العميقة بالفعل.

ومن الملفت للنظر أن راعي الحزب بوداديب بهاتاشارجي، وهو رئيس وزراء ولاية غرب البنغال السابق والمسؤول عن إنتزاع الأراضي الزراعية من الفلاحين نيابة عن العملاق الصناعي "تاتا موتورز"، كان غائباً عن الإجتماع تحت إدعاء أسباب صحية.(آي بي إس / 2012)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق