منذ أن أعلن المغرب عن تقديم مبادرة لمنح إقليم الصحراء المغربية الحكم الذاتي عام 2007 لم يجد في المنظمة الدولية مقاربة تعادل هذه المبادرة التي تحفظ وحدة التراب المغربي وتمنح الاقليم القليل السكان مجالا واسعا لإدارة شؤونه.
بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية لم تستطع لاسباب سياسية من تحقيق أي نجاح يذكرـ بل أنها تغوص في شكليات يظهر مدى ضغفها او التجاوب مع اطراف دولية من اجل عدم حل القضية.
ويغلب على معظم بعثات الامم المتحدة خضوعها لتأثر واشنطن والدول الاوروبية وكلاهما من مصلحته عدم الاستقرار في المنطقة.
في اخر تصريح صدر عن يوسف العمراني معاون وزير الخارجية قال"إن المغرب يشدد على ضرورة المحافظة على مسلسل المفاوضات الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لقضية الصحراء المغربية".
ومنذ مجيء حكومة التيار الاسلامي الرجعي في المغرب لم تظهر الدبلوماسية نشاطا يوازري الاجماع المغربي على وحدة التراب الوطني.
وكان الملط محمد السادس قد حول مسار الاحتجاجات في بلاده باصلاحات استطاعت من استيعاب اغلب الاصوات المعارضة لكن ذلك تم عبر استخدامه للتيار الاسلامي نفسه لمواجهة خصومه ومن بينهم تيار اسلامي اكثر تشددا.
و عرض امس تقرير اممي خلال اجتماع عقده مجلس الامن الدولي حول الصحراء نالت منه الرباط انتقادات لخرقها عمل البعثة الأممية المكلفة معالجة القضية عت طريق الزام البعثة بالتنقل عبر سيارات تحمل لوحات مغربية.
وفي كل الاحوال يظهر التقرير مدى فشل البعثة والجهود الدولية في إيجاد حل للقضية.
ويبدو ان احد اسباب المشكلة هو دعم الحكم الجزائري لانفصالي جبهة البوليساريو التي لا تمثل حقيقة حتى ربع سكان الاقليم في الصحراء، والذين يمارسون العمل السياسي باعتبارهم ميلشيات تدعمهم اطراف خارجية.
يقول المحلل السياسي مصطفى سالم ان مشكلة الصحراء لا تتعلق بحرمان مجموعة من ممارسة حياتهم وفق عادات وتقاليدهم بل تتعلق باستخدام ميلشيا البوليساريو من قبل اطراف خارجية ليست الجزائر وحدها من اجل تكوين مجموعة انفصالية، اي ان مبررات القمع لمجوعة سكان غير موجودة وهو السبب الذي يجعل البوليساريو ترتبط اكثر بتنفيذ اجندات خارجية وليس التعبير عن تطلعات سكان الاقليم الذي اتضح زيادة رفضه للبوليساريو وفكرة التقسيم.
وتشير كل الادلة والوقائع ان الصحراء المغربية لا تمتلك مقومات دولة بل هي امتداد للمغرب يجب ان لا يخضع لاي ابتزاز سياسي.
ويؤكد سالم ان كل النشاطات السياسية في المنطقة والدول الاوروبية تؤكد الرغبة بابقاء الملف مفتوحا ليس فقط من اجل منع تفعيل الاتحاد المغاربي بل من اجل استخدام هذا الملف في علاقة الغرب مع دول المنطقة والمغرب.
ويؤكد خبراء ان الحكومة الورقية للبوليساريو لا يمكن ان تكون مفاوضا مستقلا إذ أنها لا تسعى لحل مشكلة الصحراء بشكل يتناسب مع الوقائع بل انه هذه الحكومة تجد ان تحويل سكان تندوف الذين هم اشبه بالمعتقلين لدى هذه الحكومة لقضية يمكن ان يجني من وراءها قادة الميلشيا البوليساريوية المال والنفوذ اجدى من حل قد لا يبقي لهم مكان في ظل دولة لديها قانون.
ويجمع التيار القومي في الوطن العربي وبغض النظر عن تحالف النظام المغربي مع الرجعية العربية و واشنطن على وحدة التراب المغربي وعلى اعتبار الصحراء مغربية بدون اي جدال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق