قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

اسماعيل ابو البندوره: في سبيل البعث (8)... البعث في الوطن العربي!!

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في سبيل البعث (8)... البعث في الوطن العربي!!
شبكة البصرة
اسماعيل ابو البندوره
اذا كان البعث في العراق قد انجز معظم مهماته، وطرح نموذجا وقدم مشروعا، وقاد ويقود الآن عملية مقاومة هائلة ضد احتلالين امريكي – صهيوني وايراني، فماذا فعل البعث في بقية الاقطار العربية التي له فروعا فيها؟ وهل ارتقت هذه الفروع الى المستوى الذي اجترحه الفرع – النموذج في العراق، أم أنها تخلفت عنه، واصبح بالنسبة اليها من الذكريات الجميلة؟
هذا سؤال (قد يبدو نقديا ومدببا للبعض) ولكنه في كل الاحوال سؤال مشروع علينا أن نطرحه، بصراحة، وشفافية، وعلانية، ولايجوز أن نبقيه في الحوزات والدوائر الحزبية المغلقة، ذلك أن كل بعثي وقومي في الاقطار العربية بدأ يستشعره كسؤال ضروري، واصبح يثار في أكثر من مناسبة ومجال. وهذا السؤال يأتي عادة من مصدرين وفي سياقين : أما المصادر فهي: اما مصادر قومية وبعثية نقدية ترى في البعث ومشروعه فرصة وأرضية يمكن البناء عليها في الحاضر والمستقبل، واما مصادر تناصب البعث العداء وتريد أن تعلن وفاته واندثاره، وتشير في هذا السياق الى ذيلية الفروع للمركز، وقصورها الذاتي، وعدم وجود قدرات لديها للمبادرة والتجديد والانبعاث، وتطوير مسيرة الحزب، كما تشير الى قصورها الحالي، وشكلانية حراكها السياسي، ومشاركتها السياسية الضعيفة في الاحداث العربية.
لقد قدم الحزب في العراق نموذجا ارشاديا نادرا للبعثيين في كل مكان، وأنشأ مرجعية عريضة من الفكر والانجاز للمشروع القومي، ودعى الى مقاومة فريدة في العراق عام 2003 وقادها ويقودها حتى هذه اللحظة، وهزم مشروعا استعماريا هائلا وخطرا كاد أن يطيح بالامة ويخرجها من التاريخ، وكان لكل ذلك أن يجدد طاقات البعثيين والقوميين في كل مكان، وأن يجدد مشروعهم وبرنامجهم في كل الاقطار العربية، وأن يستقطب كل القوى القومية للالتفاف حول هذا المشروع، وتجسيده في الحياة العربية، الا أن الاستجابات كانت ضعيفة، واقتصرت على التأييد البرّاني والشكلاني، لابل أنها حولت الانجاز العراقي التاريخي الهائل الى اقانيم احتفالية وافتخارية، وجمود عقائدي، وحولت انجاز القيادة ورمزيتها العالية الى عبادة شخصية وأسطرة احيانا، والى انفعالات، ومؤازرات لحظية وعابرة، لاترقى الى مستوى المشروع التاريخي الذي تحقق، ولم تحقق الغايات التي نادى بها المشروع البعثي لاستنهاض الامة العربية، وحقق بعضها في العراق، وطالب الامة باستحضارها في كل المواقع، وتجسيدها في كل الساحات.
وكنا نطمح الى أن يتحول المشروع والانجاز العراقي البطولي بمعانيه ودلالاته، الى فرصة تاريخية لمراجعة ادوار البعثيين في الأقطار العربية، وحفزهم على تمثله في كل الاقطار، والى تحويله الى مشروع عريض للجماهير العربية في كل مكان، لكن ترجمة المشروع وتمثله، واستلهامه في الوطن العربي كانت ضعيفة وقاصرة،وبقي المشروع بعيدا عن العقل والواقع العربي الى حد كبير، بسبب ضعف الاستجابة، وغياب الوسيط الحزبي البعثي، وقصور الادراكات القومية في التعبير عنه بتعبيرات ميدانية تطبيقية تجعله جاذبا وحافزا على الانبعاث والتغيير.
واذا كان هناك تقصير قومي وبعثي كبير في التقاط اللحظة العراقية التاريخية الانعطافية في الفترات السابقة، وكان هناك عدم قدرة على توظيفها في سياقات النضال والانتماء الحزبي الاصيل للبعث، وفي محطات النضال العربي القديمة، والراهنة والمستقبلية، فان الزمن الذي يمكن فيه تجديد الحديث عن هذه اللحظة وادراجها في لحظة التحول الراهنة لم ينقضي، لابل أننا نجدها الآن من اكبر وأبرز الظواهر السياسية النموذجية التي يمكن تحويلها الى حافز ونموذج ومثال، وكل مانحتاجه هو قراءة الظاهرة – الانجاز والمشروع، قراءة استنهاضية، ووضع مفرداتها في صميم النضال العربي الراهن، وامام العقل العربي الناهض المقاوم، واستحضار وهجها في كل لحظات الانسداد، وكلما وجدنا أنفسنا كعرب في لحظة يأس وتأزم.
ومثلما كان الشهيد المجيد صدام حسين يكرر دائما أنه يتلقى درسه في الصبر والجهاد والمقاومة من فلسطين ونضال شعبها، وأن درس نضال الشعب الفلسطيني يولد لديه القناعات بغلبة القلة على الكثرة وتحدي العين للمخرز، فان على البعثيين ومعهم كل القوى القومية في الوطن العربي أن يتعلموا الكثير من درس العراق وأن يستحضروه ويجسدوه في كل لحظاتهم النضاليه، ذلك أن درس العراق عظيم، ورمزياته قد تصبح في كل اللحظات نقاط بداية للتغيير والاحياء والانبعاث، وعلينا أن نبدأ!!

شبكة البصرة
الاحد 5 ذو الحجة 1433 / 21 تشرين الاول 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق