يوم الأيام 8/8/1988م
العدوان الإيراني والانتصار العراقي
قدر العراق أن يكون حامي البوابة الشرقية للامه العربية , و خلال تاريخ هذا البلد كان دائما يأتي العدوان عليه من الشرق , وذلك لأنه مفتاح البلاد العربية المتحكم بخطوط الملاحة الدولية, وبلاد الثروات الهائلة فهي كما قالت ملكة القدس الصليبية لملوك أوربا ( بلاد اللبن والعسل ) و الأحجار الكريمة والفضة والذهب . ومن يسيطر على البلاد العربية سيسيطر على العالم . ولكن للعراق مع الفرس شان إضافي وهو إن الفرس يعيشون على هضبة فارس (عيلام ) في قلب إيران وهي هضبة قاحلة قليلة المطر . فما أن تتجمع القبائل ألفارسيه وتكون دوله إلا وتجتاح الشعوب الايرانيه الأخرى كالعرب الاحوازيين على الساحل الشرقي للخليج العربي و الأكراد والتركمان والاذريين و البلوش ولكن دائما تتطلع هذه الأقوام إلى الغرب إلى الأراضي الزراعية الخصبة والمياه الوافرة وفي كل تاريخ العراق كان الخطر الداهم في الغالب الخطر الفارسي الآتي من الشرق وكثيرا ما كانت تنتهي النزاعات بمعاهدات تنقضها ألدوله الفارسية ويمكن أن نستشهد بالمعاهدات التالية وهي ( ارض روم الأولى , وارض روم الثانية , و برتوكول الاستانه ) وهي كلها نقضتها إيران من جانبها وأخيرا معاهدة الجزائر 1975م التي نقضها الخميني بالعدوان الغاشم في4/سبتمبر 1980م .
لقد عاش الشعب الإيراني فتره طويلة تحت حكم الدكتاتورية الشاهنشاه تفتقد فيه لأبسط مقومات الحياة البسيطة في ظل الفقر والمرض حتى بعد تسليم بريطانيا لإمارة الاحواز الغنية بالنفط للدولة الايرانيه , كما حاول الشاه فرض الحداثة الاوروبيه المزيفة ( الملابس على الموضة الاوربيه , وخلق بيئة غربيه غريبة ) على هذا الشعب المتمسك بالأصول الاسلاميه والذي تتحكم ألاميه بأغلب أبناءه مع مصادرة الحريات الديمقراطية مما جعل الشعب الإيراني يضيق من كل ذلك ويثور عليه بقيادة الأحزاب الايرانيه ممثله في الجبهة الوطنية, وحركة الأحرار بقيادة مهدي بزركان (أول رئيس لوزرا بعد الثورة ), وحزب توده الشيوعي , و مجاهدي خلق, ومجاهدي الإسلام, والماويين , والتروتسكيين , وجماعة أبو الحسن بني صدر ( أول رئيس للجمهورية الايرانيه ) . غير إن القوى الغربية لم ترد للثورة أن تنجح وطنيا خوفا من تكرار تجربة ثورة مصدق ( الذي أمم النفط الإيراني و التي تآمر الغرب لإجهاض تلك الثورة). وهنا تم استدعى الخميني من باريس ليكون الأب الروحي للثورة والذي هوا صاحب نظريه براغماتيه هي نظرية ( ولاية الفقيه) تحقق للغرب الاستعماري خططه في نشر الفوضى حسب نظرية (صراع الحضارات) وبلباس ديمقراطي مزيف حسب (نهاية العالم) , وقد استطاع الخميني بطريقة الغدر من التخلص بالتصفية الجسدية من كل الوطنيين من قادة الأحزاب وفي مقدمتهم مهدي بزركان ,وصادق قطب زاده , ومحمود طالقاني ,الذي قيل انه مات بالسكتة القلبية أما أبو الحسن بني صدر ومن استطاع الفرار من الموت المحقق فقد هربوا بجلودهم إلى أوربا . وبعدها خلت الساحة الايرانيه للخميني وإتباعه لتطبيق ولاية الفقيه على الأرض .
ما الذي دفع إيران إلى العدوان على العراق في 4 سبتمبر 1980م ؟؟
أولا ___النزوع الشخصي للخميني لإعادة بناء الامبراطوريه الايرانيه وهذا واضح من خلال قراءة النهج الشخصي للخميني والذي أوضحه أبو الحسن بني صدر خلال مقابله معه في قناة الجزيرة حيث حدد شخصية الخميني بأنه لا يثق في احد و أن الخميني كان متردد من العودة إثناء الثورة إلى إيران لأنه لا يثق في احد . ويمكن أن تتضح ألصوره أكثر من خلال الأفكار التي نشرت حول ولاية الفقيه حيث إن الخميني (( ابتدع في نظريته عن القضايا الدينية مما يتعلق بولاية الفقيه البنود الاربعه المتصورة التالية : هناك الله , وهناك النبي , وهناك الإمام الغائب (المهدي المنتظر) , وهناك رجل الدين . الله موجود , والنبي ميت , والإمام غائب غير موجود . فمن الذي بقي ؟ بقي الفقيه وبقي الله . وصار يتلاعب بالمفاهيم والإحكام والشرائع تلاعب الحواة والسحرة والدجالين .... ويقول إنا موجود والله أيضا موجود . إذن أنا ارتباطي مباشر بالله . ومنه أتلقى . ويكون الله مسئولي الأوحد إلى ا ن يأتي الإمام الغائب ))(1). و بعد أن تخلص من كل منافسيه السياسيين والدينيين أعلن انه الإمام إلى ا ن يأتي الإمام المنتظر.
ثانيا __للخميني فكرته في بنا( ألدوله الاسلاميه العالمية) معلنه من قبل مسؤولية الدولة الايرانيه وفي كل خطب الخميني قبل الثورة وبعدها تبدءا بتصدير الثورة إلى كل العالم, ولهذا (( الهدف الكوني (الكوزموبولوتي) فقد صممت ولاية الفقيه الخارطة الجديدة للعالم من خلال تنظيم مراحل العمل ألدعوتي (ألأممي)، بموجب المناطق الجغرافية والأيديولوجية الثلاث التالية:
ـ المنطقة الأولى: وأطلق عليها (المنطقة السوداء) تشمل القارة الأوروبية، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها..
ـ المنطقة الثانية: واصطلح عليها (المنطقة الحمراء) والتي تمثل الاتحاد السوفياتي وممتلكاته ومن يقع في دائرة نفوذه الأيديولوجي في أوروبا الشرقية (الدول الاشتراكية).
ـ المنطقة الثالثة: وهي المكان الجغرافي المؤهل لإقامة الجمهورية الإسلامية أو ولاية الفقيه العالمية، والتي سميت بـ(المنطقة الخضراء) وقد تم تثبيت حدود العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب وتشمل الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي وألبانيا والأجزاء التي يقطنها المسلون في يوغسلافيا، بصفتها كياناً واحداً خاضعاً لولاية الفقيه.
يقول الخميني: "هذه الدولة أو الحكومة وجدات فعلاً في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وفي عهد الإمام علي (كرم الله وجهه) فإننا نؤمن بأنها قابلة للتجديد لكن الظالمين عبر التاريخ منعوا توضيح الإسلام.. "
ولئن كان النص عائماً وغامضاً، فإنه يحمل دلالة ذاتية قوامها التبشير بنموذج منتظر (.. إنها الرايات السود الآتية من إيران)
هذا ما كان يسعى إليه السيد الخميني ويبشر به ("إني أرى الرايات السود قد قرب موعدها").
وقد قدم رجال الدين الإيرانيون دراسات تفسيرية مطولة حول مرامي نصوص ولاية الفقيه المتعلقة بـ (الوحدة الإسلامية) وحول الضرورات التي توجب قيامها، وانتهى الباحثون إلى نتيجة واحدة، وهي (أن الجمهورية الإسلامية في إيران بنموذجها الإلهي المبارك، ستطوي بقيادة الإمام الخميني قريباً؛ صفحة العراق إلى الأبد، عندها سنبدأ ببركات الإمام المهدي تحقيق -الثورة الإسلامية الكبرى- بفتح مكة وبغداد وغيرهما من الأقطار العربية والإسلامية). ))(2)
ثالثا __ الدافع الديني _ولاية الفقيه عند الشيعة تنقسم إلى (الولاية الخاصة)و( الولاية العامة ), ويقول الدكتور فاضل البراك (( يؤمن المجتهدون الشيعة بالولاية الخاصة , وتتعلق هذه الولاية بالمعاملات أليوميه والأحوال الشخصية للأفراد في المجتمع وهي أحكام وقواعد وحدود الزواج والطلاق والحج والزكاة والحلال والحرام .....وهي نوع من الإفتاء يتعلق بها الفرد أو ذاك على وفق أحكام المذهب الجعفري . ولكن الخميني يأخذ بولاية أخرى اعم واشمل وهي الولاية العامة . وتعني ألممارسه المطلقة والكلية للولاية الخاصة والولاية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والفكرية . وتشمل كل ما يتعلق بالفرد والمجتمع)) ,ويعتقد الشيعة إن الولاية العامة مخصصه للمهدي المنتظر فقط صاحب الزمان والمكان الذي سيملاء الأرض عدلا بعد إن ملئت جورا . ولكن الخميني له رأي آخر يتماشى مع شهوته للملك و نزعته الامبراطوريه لإعادة أمجاد فارس . (( فصار يقول إننا إذا بقينا ننتظر الإمام صاحب الزمان والمكان حتى يظهر , فلربما لا يظهر في هذه الفترة وقد ننتظر فتره طويلة للغاية دون أن يظهر . إذن ينبغي أن نمارس الولاية العامة للفقيه الآن بالقوة . فإذا فعلنا , فلربما تتهيأ الأجواء المناسبة للإسراع في ظهور الولي الغائب)) . من هذا يتضح الفكر الذي يقود الخميني نحو إطماعه ونوازعه الامبراطوريه ولكي يطبق هذه النظريات عليه التخلص من كل أعدائه الدينيين بعد أن تخلص من أعدائه السياسيين وقد عارضه في هذه الأفكار العديد من الآيات والحجج ومنهم ((شريعة مداري , والروحاني , وحسين علي منتظري ,والطالقان, والقائمة تطول)) (2).
رابعا __ تحدي الأقليات وبوجود صراع الملا لي على السلطة بعد التخلص من السياسيين وبالأصح بعد إقرار الدستور الإيراني الذي يتبنى ولاية الفقيه , و الذي يكرس هيمنة الصفويين على السلطة فقد ساد أحساس الأقليات من عرب واكراد واذريين وتركمان وبلوش بانه ((مثلما غدر الخميني بالقوى السياسية التي ساهمت في صنع (الثورة ) فقد غدر بالأقليات التي رفعت شعار الحرية والاستقلال والرفاهية الاحتماعيه ))(3) . كما انه قد جرت تصفيات جسديه كبيره للكثير من الإيرانيين الحداثيين والمثقفين والسياسيين وأصحاب الرأي الذين يسمون المنافقين وفي رد للخميني على رسالة ابنه احمد حول هؤلا المنافقين قال((باسمه تعالى
في كل المسائل المطروحة في الأعلى كل شخص في كل مرحلة إن كانت قضيته النفاق فحكمه الإعدام، دمروا أعداء الإسلام بسرعة ، وبخصوص متابعة الملفات ، تنفيذ الأحكام بسرعة هو المطلوب. )) (4).
خامسا__ الدافع الداخلي العراقي لوجود الأماكن ألمقدسه في العراق فان كثير من الحجاج الإيرانيين لا يرجعون إلى بلدهم ويعيشون على الحب والإخاء بينهم وبين العراقيين من جانب العراقيين و لكن ما أن بدأت الأفكار الدينية السياسية تنتشر وإن كانت سريه انخرط الإيرانيين في الأحزاب السياسية الدينية ومنها حزب الدعوة العميل الذي له اتصالات واسعة مع المراجع الدينية في مدينة قم الايرانيه و كذا مع الخميني وقد أوضحوا للخميني سهولة اجتياح العراق بما يتمتعون به من ثقة وجماهيريه , وكذا حسابات الخميني الخاطئة حول إن الشيعة يمثلون ثلثي العراق وبالتالي فإنهم سيقفون مع ثورته ضد وطنهم وقيادتهم الوطنية وقد خاب ظن الخميني وعملائه .
سادسا_ الدافع العسكري
إن فكرة ولاية الفقيه ليست فكره سياسيه ودينيه فقط فان الخميني أيضا يريد أن يطبق الولايه على الجيش ومعروف إن الجيش الإيراني جيش حديث ويعتبر قبل عام 1979م خامس جيش في العالم من حيث الانضباط العسكري والتسليح والعتاد ومن اجل تطبيق نظرية ولاية الفقيه يجب التخلص من القيادات العسكرية ليتحول الجيش النظامي إلى حرس ثوري تتحكم في حركته الولاية والإمام أو المرجعية العليا .
سادسا _ البعد الإقليمي الكيان الصهيوني لعب دورا فعالا في إشعال نار الحرب وذلك لتحييد الدور العراقي عن الصراع العربي الإسرائيلي لتتخلص من القوه العراقية ويتم تدمير العراق (( وكانت مقالة الزعيم الصهيوني هيرزك معروفه في حينه عندما اتضح في خفايا مقالته التي أعادت نشرها صحيفة Europa إن النية الصهيونية كانت مبيته أصلا لإشعال فتائل الحروب لا الفتن فقط ))(5).
سابعا _البعد العالمي __لقد مثلت الدراسات الصادرة عن مراكز الدراسات الامبريالية والتي توجه الساسة الغربيين إلى تطبيق تلك النظريات عن طريق الدعم المباشر وغير المباشر للنظام في إيران لزرع بذور التفتيت الطائفي وزرع الفوضى دعما لبدا العدوان من حيث إن العراق لن يقوى على مقاومة إيران القوه الخامسة عالميا وبالتالي فان احتلال جنوب العراق سيدفع الدول العربية للتدخل لحماية ألسنه وكذلك تركيا ستتدخل لحماية الأكراد والتركمان وسيتفتت العراق إلى ثلاث دول في حال انتصار إيران واجتياحها لجنوب العراق وهذا ما يبرر إن أكثر الهجومات الايرانيه في القاطع الجنوبي للعراق .
إذن نلاحظ إن الخميني وأنصاره لكي يطبقوا نظرياتهم في ولاية الفقيه التجأ إلى الحرب والتي تتيح لهم التخلص من معارضيهم السياسيين والدينيين و يفرضوا على الأقليات القبول بولاية الفقيه وكذا إشغال الجيش الإيراني بالحرب بعد تصفية ضباطه ليتم تفكيكه لبناء الحرس الثوري الذي يخضع للضبط من قبل ولاية الفقيه , فقد مثلت الحرب للخميني الحل السحري لتثبيت الحكم وإخضاع الأقليات وبناء الحرس الثوري وتصدير الثورة لتحقيق إطماعه في بناء الامبراطوريه الفارسية تحت مسمى (الدولة الاسلاميه العالمية).
لقد بدا الإيرانيين بالكثير من الأعمال العدائية منها الاعلاميه العدائية للنظام الوطني العراقي وحشد القوات العسكرية على الحدود العراقية وهذا بحد ذاته في العرف الدولي يعتبر حرب . كما إن المدفعية الايرانيه كانت يوميا تقصف المدن والمخافر الحدودية ولكن العراق كان صابر وكان يرسل الرسائل للمنظمات الدولية جامعة الدول العربية , ومنظمة المؤتمر الإسلامي , والأمم المتحدة عن كل تلك الانتهاكات , إلا إن تلك المنظمات كانت في سبات عميق ا وان الأمر لا يهمها . كما ان الدول الاستعمارية ومعها الدول التابعة عربيه وإقليميه حاولت قلب الحقائق والتعتيم عليها و سخروا آلة الإعلام الموجه الاستعماري والناطق بالعربية لقلب الحقائق وكأن العراق المعتدي بينما إن الحقائق تقول إن العراق هوا المعتدى عليه ويمكن لأي باحث أن يكتشف الحقيقة بنفسه من خلال أرشيف جامعة الدول العربية أو أرشيف الأمم المتحدة من خلال مراسلات العراق فقد وثق العراق كل الاعتداءات برسائل للمنظمات الدولية .
لقد بداء العدوان الإيراني حقيقة منذ عام 1979م وذلك بالعدوان على الممثليات العراقية في المدن الايرانيه وكذلك البث الإعلامي الموجه لتصدير الثوره وكذلك بالعدوان على المدارس العربية التي يشرف عليها العراق في المدن الايرانيه . وقصف المخافر والمدن الحدودية بالقذائف . ولكن العدوان العسكري الفعلي بداء ((في 4/9/1980م صار قتال حقيقي .. معركة سيف سعد يوم 7 ايلول التي اشتركت فيها فرقة عسكريه من كل طرف و راح فيها شهداء وجرحى ...أليست هذه المعركة حربا ؟ معارك زين القوس يوم 11_12 ايلول والتي شاركت فيها فرقتان عسكريتان من كل طرف ...ماذا تعني ؟ ..إغراق السفن وإعلان بيان إغلاق شط العرب ..أليست هذه حربا ؟ ..كل هذا لا يعد حربا فبنظرهم..إلا يوم 22/9/1980م ))(6).
نعم يوم 22/9/1980م كان يوم الرد على كل الاعتداءات الايرانيه من قبل الجيش العراقي البطل الذي خاض هذه الحرب وهوا يتحلى بالقوة والإيمان ويستحضر تراث الأجداد في القادسية الأولى وكل تاريخ ألامه العربية ويتطلع إلى الغد الأفضل بعد رد العدوان و الحفاظ على الكرامة والقيم والحرية .
اننا اليوم ونحن نستحضر ذلك اليوم الذي أشرقت فيه شمس الانتصار وتجرع الملالي السم بعد أن أنكفئ شرهم ورد إلى نحورهم فان للانتصار أسسه التي سيسطرها التاريخ بأحرف من نور و سيقف المؤرخون طويلا أمام هذه المرحلة التاريخية بكل أبعادها العسكرية والسياسية والفنية والتنموية . فقد أحدثت ألامه أحداثها التاريخية بفواصله ونماذجه وإبداعاته ممثلة بالشخصية العراقية التي استحضره كل أمجاد ألامه عن طريق الانبعاث الحضاري للفكر ألبعثي الخلاق .
لقد أحدثت ألامه في جانب من قراءة هذه المرحلة فكرة القيادة التاريخية للقائد الشهيد صدام حسين الذي أدار بحنكه وإبداع ( القيادة الضرورة ) كل المعارك العسكرية والتنموية والسياسية, تلك القيادة التي سيتحدث التاريخ بكل فخر عنها في تكامل قيادي من القمة إلى القاعدة لان الكل يستمد المقدرة القيادية من العمق والمنبع الأعلى حيث يتكامل الفعل ضمن حركة السوق والذي من الطبيعي أن لا يشبه الاله إلا إن تأثيره أقوى وأدق من أي أله صنعها الإنسان أو قد يصنعها إنها بحق مقدره عاليه لا يمكن لأي أمه أن تحدث الفعل القيادي الذي أحدثته الثورة العراقية خلال قداسية صدام ألمجيده , أو خلال معارك الشرف ألاحقه (أم المعارك , والحصار الظالم , ومعارك الحواس الخالدة بما فيها المقاومة البطلة) .
كما إن قادسية صدام ((هي معركة القومية العربية , التي هي مشروع العرب المستقبلي_ كما عبر المرحوم الرفيق ميشيل عفلق _ لان الروحية التي سادت خلال المنازلة بين العراق وإيران , روحية الفداء والتضحية والإبداع والابتكار والتصور العقلاني السليم , هي الروحية التي تحتاجها ألامه العربية لكي تبني المجتمع التقدمي الاشتراكي الجديد المجتمع القادر على مواجهة التحديات , والقادر على ألمساهمه في صنع الحضارة .))(7).
لقد أرادت قوى الشر الامبريالية إخماد جذوة الانتصار بالتأمر على العراق للمرة الثانية بعد فشلهم من خلال إيران , وشجعوا أو أمروا إتباعهم في الخليج العربي لاستفزاز العراق ليبرروا مرة أخرى حرب جديدة على ألامه ممثلة بالعراق فكانت أم المعارك ثم تبعها الحصار الجائر اللا إنساني و أخيرا العدوان الظالم عام 2003م , ولكنهم سيتجرعون السم الزؤام بعد خسائرهم الباهظة , والنصر أتي لا محالة فهذه ألامه لا ترضى أبدا بالهوان وان كثر المنبطحين والعملاء فالخير فيها إلى قيام الساعة .
وفي الختام فإنه ((لا يجوز بعد انتهى الحرب أن ننسى جروحا عميقة .. عميقة جدا وذكريات مؤلمه وتضحيات كبيره رغم إن النصر كبير ..تضحياتها كبيره وجديه ))(8).
الهوامش
1__ الدكتور فاضل البراك (الأمن القومي العربي _وجلية الارتباط بين البعدين الإقليمي والعربي )__ آفاق عربيه كانون ثاني _يناير 1989م بغداد
2__ الدكتور عبد الستار الراوي (دارسه في الفكر الإيراني المعاصر ) _ شبكة المنصور http://www.almansore.com/Art.php?id=24119
3__الدكتور جاسم النداوي ( إيران صراع داخل أسوار الحكم وخارجها) _ آفاق عربيه _ آب 1989م
4__ باقر الصراف (عندما تنخر الطائفية عقل المثقف)_يعرض وثيقة فتوى تبيح قتل السجناء دون محاكمه __أنصار الشهيد القائد صدام حسين موقع الكتروني
http://www.ansarsaddam.com/news.php?action=list&cat_id=1
نص الوثيقه مترجمه
سماحة الوالد الإمام الخميني مد ظله العالي
بعد التحية و السلام، الحكم الصادر من حضرتكم بحق المنافقين قد أثار شكوك أيت الله الموسوي الأردبيلي وقد سئلني بخصوصه ثلاثة أسئلة عبر الهاتف :
1.هل الحكم يتعلق بالذين كانوا في السجن وحُكِمَ عليهم بالإعدام و ما تغييرت مواقفهم و ما جرى عليهم الحكم حتى الان ، أو حتى الذين ما حُكِموا يجب إعدامهم؟
2.هل المنافقين الذين حُكِمَ عليهم بالسجن لمدة معينة و مضوا فترة من الزمن في السجن و جُنحتهم كانت النفاق ، يجب إعدامهم؟
3.بخصوص متابعة ملف المنافقين في المدن التي تمتلك القضاء المستقل و ليس تابعة للمحافظة هل يجب إرسال ملف هؤلاء إلى مركز المحافظة او تلك القضاة يستطيعون أن يتصرفوا بصورة مستقلة؟
إبنكم ، احمد
(كتب الخميني في ذيل الرسالة)
باسمه تعالى
في كل المسائل المطروحة في الأعلى كل شخص في كل مرحلة إن كانت قضيته النفاق فحكمه الإعدام، دمروا أعداء الإسلام بسرعة ، وبخصوص متابعة الملفات ، تنفيذ الأحكام بسرعة هو المطلوب.
روح الله الموسوي
للاطلاع على وثيقة الفتوى بالغه الفارسية
5__الدكتور محسن جاسم الموسوي افتتاحية آفاق عبيه (اعتبارات الحرب وعبر النصر) آب 1989م بغداد
6__الشهيد طه ياسين رمضان __( مقابله) _ آفاق عربيه نيسان 1988م بغداد
7_الأستاذ حسن طوالبه _مداخله (حول انعكاسات النصر العراقي على الموقف القومي ) في ندوة (الذكرى الأولى لعيد النصر ) آفاق عربيه آب 1989م بغداد.
8_ الأستاذ لطيف نصيف جاسم ( الدفاع عن الوطن أرقى إشكال المبادئ) آفاق عربيه أيلول 1989م بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق