المجهول والمعلوم: في المرصد السوري لحقوق الانسان
تعليق عشتار العراقية
العالم كله بوسائل إعلامه المتنوعة يستقي معلومات سوريا الآن من مصدر واحد اسمه: المرصد السوري لحقوق الإنسان. يتعامل معه الجميع على أنه قول رب عليم لايشوبه باطل أو خطأ. وليست هناك أية إمكانية لمراجعة او مضاهاة أو تمحيص معلوماته. لابد أن تكون الحكومة المطلوب الاطاحة بها تكذب والمرصد الموجود صاحبه في لندن يصدق. أردت أن أعرف شيئا عن هذا المرصد، فوجدت هذه المقابلة الصريحة لصاحبه على قناة الحوار هنا. الرجل جاء ليعرض وثائقه الشخصية للمشككين مثلي.
اسمه الحركي رامي عبد الرحمن واسمه الأصلي أسامة علي سليمان، مولود في بانياس، مسلم سني (أكد على هذا كثيرا) ويحمل جواز سفر بريطاني. تأسس المرصد في 2006 (هو مجرد موقع الكتروني) يعتمد في رصده على اشخاص من داخل سوريا. يعمل لله وللوطن لا يتمول من احد والعاملون معه في سوريا اكثر من 200 عضو متطوعون لله وللوطن أيضا. سأله المحاور: كيف تمحص المعلومات؟ قال انه لا ينشر الا بعد ان يتأكد، يتابع القتلى ويتابع جنازاتهم واشرطة فيديو . سأله: كيف تتأكدون من الجهة القاتلة مع انتشار السلاح في سوريا؟ هل مراسلوك لديهم امكانية معرفة السلاح والرصاص . أجاب اجابة عائمة يفهم منها انه لا احد يقتل سوى الشرطة والجيش والشبيحة. سأله: لكنكم لا تذكرون قتلى الجهة الاخرى؟ الا يحصل احتقان؟ الا يقتل المتظاهرون المسلحون الاطراف الاخرى؟ أجاب الإجابة القاتلة التي كشفت طريقة التضليل الإعلامي : حين يحدث هذا نقول قتل برصاص مجهولين، حين اطلقوا النيران على مقر حزب البعث قلنا : مجهولون. **
في طول وعرض المقابلة كما سترون ، يظهر السيد صاحب المرصد واثقا جدا من معلوماته، لا ينشر الا بتوثيق، مراسلوه او مخبروه ينتشرون في كل المدن ويأتون له بأسماء من يقتل ومن يسجن وربما حتى بصورهم . كل شيء ماشي عال العال وعلى درجة كبيرة من الشفافية ، حتى تكاد تصدقه. ولكن سؤالي هو التالي: مع كل هذه المصداقية والتوثيق الرهيب: كيف ياترى يعرف رصاص الشبيحة والشرطة والجيش ، وحين يتعلق الأمر بالطرف الآخر يقول عنهم (مجهولون) ؟ كيف يكونون مجهولين حين يطلقون النار؟ وكيف يتحولون الى معلومين حين تطلق عليهم النار؟ ثم كما أن اطراف الحكومة لها اوصاف تكشف هويتها في هذا المرصد: شرطة، جيش ، شبيحة، فما هي اوصاف المجهولين؟ متظاهرون؟ جنود منشقون؟ قوات خاصة عربية تعمل باسم القاعدة؟
**
ولكن هذه هي طريقة التضليل الإعلامي، وقد رأيناه يمارس بأبشع صوره في العراق سواء في التحضير لغزو العراق او بعد الإحتلال. كل من تقبض عليه قوات العملاء يكون "قاعدي، بعثي، تكفيري، صدامي" وكل من يقتل العلماء والصحفيين والعسكريين والطيارين الخ هو مجهول. وكل جثة لايعثر عليها (كأن تكون رميت حسب الاسطورة في النهر) فهي معلومة ويأتي اهلها يطالبون بأقصى العقوبات، في حين أن كل جثة يعثر عليه مرمية في المشارح والمزابل تكون مجهولة، لا يعرف لها أهل.لاحول ولا قوة إلا بالله .. يعني هناك 18 مليون سوري محبوس؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق