بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
في سبيل البعث: مقتطفات من "الحزب تسوده روح الأسرة الواحدة"
|
شبكة البصرة
|
زيد احمد الربيعي |
ليس ذلك من قبيل التمنيات او خداع النفس، وإنما يرتكز إلى أسس موضوعية. وأهم دواعي التفاؤل والثقة بالنفس وبالمستقبل هو ما وصل إليه الحزب في الوطن العربي بعامة وفي هذا القطر بصورة خاصة، وما تميز به من استقرار، من نضج، من وضوح في الفكر وفي العمل. إن ما وصل إليه الحزب لا نعتبره المثل الأعلى وإنا يجب أن نعترف ونقول بأنه يمثل تقدما محسوسا وجوهريا بالنسبة إلى الماضي، وهذا الشعور اعتقد بأنه يسود الحزب كله، في هذا القطر وفي جميع منظمات الحزب، بأننا تجاوزنا والى الأبد أطوار الارتباك والانقسام، ووصل الحزب أخيرا إلى النقطة التي بدأ منها إذ كان في بدايته كأنه أسرة واحدة.
إننا نشعر الآن بأن الحزب تسوده روح الأسرة الواحدة، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه البداية الضرورية التي لا غنى عنها للانطلاق إلى المجالات الرحبة، إلى الأهداف البعيدة، إلى المهمات القومية الواسعة والصعبة. لابد من منطلق متين متجانس، وفي الوقت نفسه حي متحرك.
إننا نستطيع أن نطمئن ونعتز بما حققه حزبنا في العراق، ليس هذا من قبيل الإطراء، ولكن هذا جزء مهم من الوعي الذي يجب أن يكتسبه مناضلو الحزب، يجب إن يعرفوا الأسس والمزايا التي أهلت حزبنا في هذا القطر لان يحقق استمرارية لم تتحقق في أي قطر آخر، وأن يحقق مسيرة نضالية متطورة ومتكاملة ذات تاريخ. هذا شيء موضوعي من واجب البعثيين ان يدرسوا ويحللوا هذه الحقائق.
وهذه التجربة، وفي هذه الظروف بالذات -هذه الظروف القومية العصيبة- هي شي ثمين للأمة كلها، والبعثيون مطالبون قبل غيرهم بان يحرصوا عليها، وان يغذوها تغذية يومية بعقولهم وقلوبهم ونشاطاتهم، ولكننا نعلم بان غايتنا أوسع وابعد، وان الوطن العربي كله أصبح مهيئا بنسب متفاوتة ولكن بنسب جيدة، ليتطلع إلى حزبنا، ليرى فيه المثل والأمل لأن تجارب أكثر من ثلاثين سنة مرت عل هذه الأمة في نضالاتها ومحنها أظهرت أن الحزب ظل ثابتا ومتميزا ببعض الصفات التي لم تتوافر لحركة غيره.
هذا ما يجب أن يحفزنا دوما لكي نوجه هذه التجربة الناضجة والناجحة في قطرنا العراقي. إن نوجهها وجهة الوطن الواسع والأمة الكاملة والمستقبل العظيم الذي لا نشك انه سيتحقق للأمة العربية.
العالم، يرى أحيانا إمكاناتنا وقوتنا أكثر مما نراها نحن، أو كما يراها العرب بصورة عامة فللأمة العربية دور كبير في هذا العصر، والحزب لا بد أن يواجه مسؤولياته الكبرى، لا يمكن أن يقبل بالأهداف المحدودة، طالما ان التاريخ يريد ذلك ويهيئ العرب هذا الدور العالمي، فنحن اذن أمامنا طريق طويل ولا نتوقف عند بعض الثغرات والنواقص. لان العمل التاريخي، العمل الكبير لا بد أن يتأثر إلى حد ما بالواقع مثلما يؤثر في الواقع. والعمل الكبير يصحح نفسه بمجرد أن يتابع حركته، وأن لا يتوقف. يجب أن نقوي هذا الشعور في البعثيين بأنه أصبح لهم تاريخ، ليكون ماثلا بجوهره وبمجمله في كل لحظة من لحظات وعيهم ونضالهم، يستعرضونه بشكل خاطف لكي يضيفوا إلى هذا الماضي ويعطوا له باستمرار معاني جديدة وقيما جديدة متطورة. فالنضال، كما يخلق المستقبل فهو يخلق الماضي أيضا بمعنى من المعاني.
تجربة حزبنا في العراق تجربة فريدة وقوية وناضجة. لذلك لم تتبرأ من الماضي، من ماضي الحزب في الأقطار العربية الأخرى، حملت مسؤولية هذا الماضي، أفادت من ايجابياته واتعظت بسلبياته. هذا دليل على أصالتها ونضجها بأنها لا تعتبر نفسها البداية والنهاية، وبهذا النظر الواسع المنفتح يستطيع مناضلو الحزب في الأقطار الأخرى أن يشعروا بأن هذه التجربة هي تجربتهم أيضا، وأن أي دعم لها وأي جهد يصرف في سبيلها هو دعم للحزب كله في مسيرته التاريخية.
الحزب يتقدم بخطى وطيدة فيها التأني وفيها الحكمة وفيها الواقعية، ومؤمن بأن الأمة العربية تتقدم وان الغد غني بالمفاجآت، وان عبقريتها آخذة في الانطلاق والتفجر، وأن مظاهر التردي التي نراها لن تمنع ولن تحول دون التطور الحتمي المنتظر لامتنا.
ولكن هذا التردي البادي على سطح الحياة العربية في بعض الأقطار لا يجوز أن نستخف به، ونقول بأنه شيء عارض لا يؤثر في الجوهر، لا بد ان تكون له أسباب حقيقية، يجب أن نبحث عنها ونواجهها بوضوح وشجاعة، فبعد فترة الحماس والإيمان التي حركت الجماهير العربية في الخمسينات نرى مظاهر الشك والتردد والعجز، لان المشاكل التي نواجهها أصبحت أكثر تعقيدا، ولكن المهم أن نُرجع إلى الجماهير العربية حرية الحركة والتحرك، وان نرجع إليها الجو التاريخي، جو الأهداف الكبرى، جو الرسالة العربية. فخروجنا (اي خروج العرب) من الحالة العارضة، اعتقد انه سيكون بغرس الثقة من جديد بالأمة وتاريخها ورسالتها، وبغرس الثقة بالإنسان العربي وبالإنسان بعامة، وغرس الثقة بالجماهير وقدرتها وحكمتها أيضا. لا نقلل من حكمة الجماهير ووعيها المختزن ودوافعها التاريخية العميقة. كما أنه في الحزب علينا أن نجدد الثقة بالمناضل ألبعثي ليكون مناضلا مسئولا، حرا، متحملا للمسؤولية.
|
شبكة البصرة
|
الاربعاء 21 شعبان 1433 / 11 تموز 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الجمعة، 13 يوليو 2012
في سبيل البعث: مقتطفات من "الحزب تسوده روح الأسرة الواحدة"
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق