قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 17 أكتوبر 2024

خالد الجفري : في ذكرى الثورة اليمنية

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

في ذكرى الثورة اليمنية

 

خالد عبد الله الجفري

حزب البعث العربي الاشتراكي القومي/شبوه

6/10/2024

 


تمر علينا الذكرى  62 لثورة 26 سبتمبر  والذكرى 61  لثورة 14 أكتوبر هذا العام ونحن فقدنا الكثير من منجزاتهما ويتخلى البعض عن الأهداف الكبرى للثورة مضحيين بالكثير من المبادئ والقيم السامية التي ضحى الشهداء بدمائهم وأرواحهم الطاهرة لكي نصل إلى هذا التقدم وإن كان يسير, ولكي نحظى بحيات العز والكرامة .

تعرف الثورة بأنها التغيير الجذري الشامل ونقل المجتمع من حالة الضعف والظلم والتسلط الاستعماري ومن حالة فقدان الحريات العامة إلى حالة النهوض والتقدم وتعزيز الحريات ونشر العدالة والسلم الاجتماعي لكل أفراد المجتمع ومحاربة الآفات الثلاث (الفقر والجهل والمرض).

دائما ما تنسب الثورة إلى يوم محدد نسميه بالإسناد الزمني للثورة يعلن عنه هذا اليوم انه رمز زمني لانطلاق الثورة. بينما الثورة لم ولن تقوم صدفه بل هي تعبير عن مجمل نضال الأمم ضد الظلم والطغيان والاستعمار قبل يوم الإسناد الزمني (يوم قيام الثورة), ويستمر النضال والكفاح في الأيام والأشهر والسنين التي بعده حتى تحقيق و انجاز الأهداف ألعامه للثورة.

عادتا ما أن تطلق كلمة ثوره إلا ويتبادر إلى الذهن الكفاح المسلح فأكثر الثورات في العالم ارتبطت بالكفاح المسلح, إلا إن الثورات تطور فعلها النضالي بحسب قدرات الثوار و الأوضاع الإجتماغيه والاقتصادية و حسب التطور الثقافي والفكري في المجتمع. من النضال السلمي و الثقافي والإعلامي والتظاهر والإضراب والانتفاضات الشعبية  وصولا إلى الكفاح المسلح الذي يعتبر ارقي واعلي أشكال النضال الثوري. وهذه الأشكال النضالية مرت بها جميعا الثورة اليمنية وهي أكثر وضوحا في النضال ضد الاستعمار في الجنوب.

تتأثر الثورات بالوضع الوطني فتحصل على الحاضنة الشعبية والتأييد الشعبي عندما تعبر الثورة عن آمال وطموحات الشعب مهما امتلك الحاكم الظالم المستبد والمستعمر القاهر من إمكانات و قوه و مال وسلطه, فالإمامة تمتلك جيش وأمن وسلطه والاستعمار يمتلك قوه عالميه قاهره وجيش وأمن لكن عزيمة الثوار والثورة كانت أقوى بمنطق الحق والأهداف السامية المرفوعة.

مثلما للثورة بعدا وطنيا شعبيا (حاضنه شعبيه) فهي أيضا تتأثر بالبعد الإقليمي سلبا وإيجابا, وللثورة أيضا بعدا قوميا مؤثر بدوره في الثورة فثورة 22 يوليو القومية في مصر والحركات القومية أثرت بشكل كبير في مسار الثورة اليمنية, أيضا نلاحظ إن الثورات في الوطن العربي كانت في تلك الفترة الزمنية ثورة شباط في العراق الثورة الجزائرية.

وأيضا للثورة بعدا إنسانيا تحرري عالمي.... فهل اختيار يوم انطلاق ثورة 14 أكتوبر تيمننا بالثورة البلشفية في روسيا أم هي محض صدفه؟

لقد تآزرت الثورتين في اليمن بل وتكاملت فثورة 14 أكتوبر خففت الهجمات الاستعمارية والرجعية على ثورة 26 سبتمبر فأشغل المستعمر عن الأوضاع في الشمال فقل الدعم للمرتزق الفرنسي (بوب دينار) الذي أحضرته بريطانيا لتدريب عناصر الملكية في الشمال أما تعانق الثورتين فكان واضح في أكثر من مجال وأكثر من حادثه.

كانت أهداف ثورة 26سبتمبر واضحة ومحدده ومركزه.  إلا إن الأهداف التي أعلنها الرئيس قحطان الشعبي برغم من أهميتها إلا إنها مقتصرة على التخلص من الاستعمار ومرتكزاته ومخلفاته.

 فقد أعلن قحطان الشعبي، (حسب الأستاذ فؤاد مسعد من سبتمبر نت30/11/2023) ((أن موقف الجبهة يتضمن المبادئ التالية:

1_ تحقيق الاستقلال الفوري وانتقال السيادة إلى الحكومة الوطنية، والتأكيد على وحدة أراضي الجنوب بما في ذلك الجزر، وهو ما يؤكد رفض سياسة الاستعمار التي كانت قائمة على قاعدة (فرّق تسُد)، حيث قسمت مناطق الجنوب إلى أكثر من 22 سلطنة وإمارة ومشيحة، وجعلت منها مستعمرات ومحميات، ولكل واحد من هذه الكيانات سلطاته الخاصة وحدوده الإدارية والجغرافية.

2__رفض الاتفاقيات العسكرية بما فيها الاتفاقيات الدفاعية، على أن تقوم بريطانيا بتسليم ممتلكات الجيش الذي كان قائماً في الجنوب إلى حكومة الثورة.

3__رفض الأحلاف السياسية ورفض الانضمام إلى الكومنولث، ومقاومة أي قيود سياسية، والمطالبة بإلغاء كل الاتفاقيات السابقة التي أبرمها الاستعمار مع السلاطين والأمراء ومع الاتحاد الذي شكلته بريطانيا كواجهة سياسية وإدارية لمشروعها الاستعماري في جنوب اليمن.

4__رفض القيود المالية والاقتصادية، مع الموافقة على البقاء في منطقة الجنيه الإسترليني فترة مؤقتة تكون قابلة للتجديد أو الإلغاء، وتقوم الجبهة القومية بطلب مساعدات مالية غير مشروطة.))

أذا أعتبر هذا الإعلان إنه يمثل الأهداف الحقيقية للثورة فإنه بعد الجلاء في 30 نوفمبر 67 واستلام السلطة تبين إن الحكومة تمتلك مشروعا وطنيا نهضوي . شوهته الصراعات داخل الجبهة القومية.

لقد برز المشروع من خلال ترسيخ المساواة ونبذ الانتماءات المناطقيه والقبلية حيث قسمت الجمهورية إلى محافظات سمية بالأرقام من واحد إلى ستة, كما منع إضافة الألقاب في البطائق الشخصية , لتعزيز الانتماء الوطني للجمهورية فقط.

كما برز المشروع في تطبيق قانون الإصلاح الزراعي. وشق الطرقات وبناء المصانع المعتمدة على الإنتاج الزراعي والتوسع في التعليم وتأسيس جامعة عدن.

بالرغم مما رافق التجربة من إخلال متعددة عكست الصراع بين أجنحة الجبهة القومية. هذا الصراع الذي شوه التجربة بل وافشل المشروع برمته. حيث شوهت الوحدة الوطنية بالاستهداف الممنهج لأعضاء جبهة التحرير والقوى الوطنية الأخرى وضباط الجيش والأمن بالمذابح والتشريد والإخفاء ألقسري.

كما شوه تطبيق القانون الزراعي الذي يقول انه لا يحق امتلاك أكثر من خمسين فدان ويتم تأميم  أكثر من خمسين فدان ارض زراعيه فأممت أراضي لا تتجاوز الفدان الواحد.

هذا التشويه للتجربة ترافق مع التخلص من قيادات الجبهة القومية ابتداء بالرئيس قجطان إلى أخيرا الرئيس سالم ربيع علي عام 1979 وبمقتله انتهى المشروع فأغلقت المصانع وتوقف البناء.

هنا نقول من هي القوى التي كانت في الجبهة وتخلصت من القيادات وشوهت التجربة بل وأوقفت التطور.؟

أيضا نقول إن التاريخ هو ملك الأجيال القادمة ويجب أن يصل إلى الأجيال كما هو حقيقة والآن وقد كثرت مراكز الدراسات والبحوث فيجب إعادة كتابة التاريخ بالإحقاق وفك الرموز المبهمة فيه بحياديه وشفافية بعيدا عن التطبيل والتنميق وبعيدا عن القدح والذم وبعيدا التأويل ألمصلحي الذي يخدم أهداف سياسيه آنية, فالثوار لن يستفيدوا من التطبيل أو القدح أو الذم كما سيفضح كل كاتب يحاول تأويل الإحداث لمكاسب سياسيه ضحلة فالحقائق تظهر لا محالة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق