" قصة الثعبان و ملك الضفادع"
من (كليلة و دمنة)
خالد الجفري
في حظرة دبشليم
الملك، قال بيدبا الحكيم: ساحكي لك يامولاي حكاية الثعبان وملك الضفادع.
الصوره من (هنا)
فقال دبشليم
الملك: وهل انا مثل الضفدع يا حكيم؟
أجاب بيدبا
الحكيم: حاشاك يا مولاي فأنت ملك عظيم لشعب عظيم ...ولكنها قصة تروى .
كان ثعبان قد كبر
في السن وخارت قواه فلم يعد يقدر على الإصطياد وبينما كان يمشي حول البحيرة، رأى
ملك الضفادع، فخاطبه الثعبان قائلا: عندما كنت في صحتي كنت اجيء الى هنا واصطاد
الى أن أشبع، اما اليوم فانا كبير وعاجز، فما قولك ان قلت لك ان انت اعطيتني
ضفدعين آكلهما فاني ساحملك على ضهري واسيح بك في الأرجاء في نزهه لن تنساها؟
فوافق ملك الضفادع
وكان يعطي للثعبان اثنين من الضفادع الصغار، ويركب على ظهر الثعبان ويسيح في
الارجاء...
وفي يوم من الايام
تعب الثعبان من المشي والضفدع على ظهره، فلم يكمل المشي، فقال للضفدع انزل عن ظهري
فقد تعبت واحس بالجوع.. لكن الضفدع رفض النزول، وقال: الاتفاق بيننا انك تسيح بي،
وهذا اتفاق ملزم لكلينا، فانا اعطيك فلذات كبدي ويجب عليك التنفيذ. وهنا لف الثعبان
رقبنه والتهم ملك الضفادع.
قال دبشليم الملك:
القصة مملة جدا ياحكيم،، فهلا حكيت قصة لا يموت فيها الملك؟
قال بيدبا الحكيم:
آسف يا مولاي، وعندي قصة (الفار والقط).
كان في الغابه
شجرة سنديان كبيرة، في اسفلها جحر يعيش فيه فأر ، وكان قط يراقب الفأر ليأكله من
فوق الشجرة، وجاء صياد ورمى شبكته وذهب بعيدا ليعود ويتمنى ان تصطاد الشبكة صيدا
لغداه ولكن الشبكة علق بها القط، وأخذ يصيح خوفا من عودة الصياد الذي اذا وجده
سيبرحه ضربا ..
فخرج الفأر واقترب
من الشبكة، فرأى القط يلاطم في الشبكة!
قال القط للفأر:
تعال يا فأر واقضم بأسنانك خيوط الشبكة حتى اخرج ..
فقال الفأر: اذا
خرجت يا قط ستأكلني!!
فأقسم القط ان
اخرجتني لن اؤذيك ابدا..
لكن الفار تراجع
الى الوراء وعندما التفت خلفه رأى ابن عرس يتربص به ، ورفع راسه الى الأعلى، فرأى
بومة ايضا تتربص به. هنا رجع الفأر الى الامام واخذ يقضم خيوط الشبكه خيطا خيطا
بينما القط يصيح اسرع يا فأر فبل ان يأتي الصياد. ولكن الفأر يقضم خيوط الشبكه على
مهله ..
فمل ابن عرس
الانتظار وذهب الى حال سبيله، وايضا البومة طارت بعيدا.....والقط مازال يصرخ
بالفأر، يحثه على السرعة الى ان بقي خيطا واحدا، فقال القط اسرع يا فأر اقضم الخيط
الاخير..
فقال الفار لن
اقضمه حتى ارى الصياد.. وعندما رأى الصياد قضم الفأر الخيط الاخير وخرج القط هاربا
مسرعا ونجى الفار.
***/*///
نقد بسيط للقصة:
يمثل ملك الضفادع
اسوأ قائد عميل يفضل ملذاته وشهواته على شعبه ورعيته ...وحسب ميكافلي في ( كتاب
الامير ) وجب التخلص منه ...حيث ان ميكافلي في احدى رسائله للامير نصحه بالتخلص من
العميل الذي يساعد على احتلال بلده لأنه اي العميل يحس ان له افضال على الامير
فلولاه لما استطاع الامير احتلال بلده. لذا فإن طلبات العميل ستكون كثيرة، و قد لا
يرغب الامير بتنفيذها، لذا فالنصيحة التخلص من العميل ...وهذا ما فعله التتار
ب(إبن العلقمي) الذي فتح اسوار بغداد حيث تم قتله.
من جهة اخرى هل
حكم الثعبان على نفسه بالموت جوعا بعد أكله لملك الضفادع؟
وهل توجد علاقة
بينه وبين الجشع الذي ذبح الدجاجه التي تبيض ذهبا؟؟
***/
اما قصة (الفار
والقط) فإن الحكمة الواضحة هي انك اذا حوصرت فعليك بالحوار والمطاولة في التنفيذ
لكي تخرج بأقل الخسائر ...واعتقد إن قيادة حركة حماس قد ابدعت في ذلك من خلال
الحوار والمطاولة في تنفيذ تسليم الرهائن مقابل الاسرى، وتسليم جثث الرهائن
الاموات للخروج بأقل الخسائر..!



