نجاة الأسد رهن إرادة موسكو وبكين
ثاليف ديين/وكالة إنتر بريس سيرفس
وكالة ابناء الرابطة -صوت كل مقاوم عربي
لقد تحدي الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد العالم الغربي برمته، ونجح في تقسيم مجلس الأمن، وكسر صفوف جامعة الدول العربية علي الرغم من العقوبات الإقتصادية غير المسبوقة التي فرضتها علي نظامه.
فلا يزال الأسد باقيا على قيد الحياة السياسية علي الرغم من الثورة الشعبية التي بدأت منذ أكثر من ثمانية أشهر، وذلك بفضل روسيا والصين -وحقهما في الفيتو أو الإعتراض في مجلس الأمن- وكذلك لبنان والعراق، وكلهم يرفضون فرض عقوبات ضد سورية.
يقول المحلل السياسي مصطفى سالم بالنسبة لدعم الميلشيات الشيعية الحاكمة في العراق للحكم السوري رغم عمالتها للعدو الامريكي الذي يحتل العراق يعود لطائفية العصابة الحاكمة في العراق وتماشيا مع المطالب الايرانية ولان العدو الامريكي يريد الحرب طائفية في سوريا لذا لا يمانع من تدعم اطراف عدة حتى العملية منها نظام الحكم في سوريا او معارضيه.
ثم جاء تحالف من خمس دول قوية، أعضاء في الكتلة المعروفة بإسم "بريكس" (BRICS ) - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا وعادة ما تتخذ مواقف مماثلة تجاه كبري القضايا الدولية- ليبعث برسالة لا لبس فيها في أعقاب اجتماع أخير له في موسكو، مفادها أن يجب إستبعاد أي تدخل خارجي في الشؤون السورية لا يتمشي مع ميثاق الأمم المتحدة.
فأصبحت النتيجة واضحة: مجلس الأمن -الذي يضم كل الدول الأعضاء في كتلة "بريكس"- لن يصوت لصالح تغيير النظام السوري أو الإقدام علي أي تدخل عسكري في سوريا، كما سبق وأن فعل في حالة ليبيا.
لكن السؤال المطرح الآن هو إلي متي سيبقي الأسد على قيد الحياة السياسية في وجه المد المتصاعد للرأي العام الغربي والعربي ضده؟
سألت وكالة إنتر بريس سيرفس معين رباني المحلل السياسي والمحرر في "ميدل إيست ريبورت" في واشنطن، عما إذا كانت جامعة الدول العربية، التي بدت محتضرة، قادرة علي تأكيد نفوذها وقوتها.
فأجاب قائلا إذا نظرنا الى تاريخ جامعة الدول العربية، لرأينا أن هناك متناهية الضئالة علي قيامها بالعمل علي الإطلاق من أجل المصلحة العربية.
وشرح رباني أن هذا هو الحال فيما يتعلق بفلسطين ولبنان والعراق والصحراء الغربية وغيرها. وفي الآونة الأخيرة "شهدنا فشلها في ليبيا والبحرين واليمن، وهذا للأسف صحيح أيضا بالنسبة لسوريا".
وأوضح أن حقيقة الأمر هي أن الدول العربية الرئيسية وبالأخص المملكة العربية السعودية، قررت أنه ينبغي السعي لتغيير النظام في سوريا بأي ثمن، وبغض النظر عن التكلفة في حياة السوريين.
وأعرب رباني لوكالة إنتر بريس سيرفس عن رأيه بأن العهود بمصالح سوريا ومستقبلها إلى جامعة الدول العربية -أو بالأحرى تلك الأنظمة العربية المتواطئة مع واشنطن وتل أبيب التي تسيطر حاليا على صنع القرار فيها- هو مثل العهود بها إلى إيران.
وتساءل أين كانت الجامعة العربية عندما كان يجري قصف غزة وقبلها لبنان بالسلاح الجوي الإسرائيلي وعلى دوي التصفيق الحار الأمريكي؟ ... "كيف يمكن أن تقنع الرأي العام العربي بأنها ربما إكتشفت فجأة الآن الصالح الوطني العربي، أو حتى الصالح الوطني السوري؟. الجواب بسيط: لا يمكن.
وارسلت ميلشيات شيعية عميلة للاحتلال الامريكي في العراق مجموعات للمشاركة بمواجهة الاحتجاجات وبالمقابل ارسل عملاء الناتو في ليبيا المحتلة وبتمويل من قطر مقاتلين لدعم المعارضة العميلة هناك.
يقول سالم عندما يكون طرفي الصراع يتلقون دعما من قوى عملية للعدو الامريكي نتأكد ان حربا طويلة ومريرة قادمة لتدمير سوريا.
ومن جانبه، صرح جورج أ. لوبيز، أستاذ دراسات السلام في معهد كروك لدراسات السلام الدولية في جامعة نوتردام، باريس: "أعتقد أن عقوبات الجامعة العربية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي تمثل بداية الانهيار الذي سيسقط النظام السوري في ستة الى تسعة اشهر”.
وشرح لوبيز -الذي كان عضوا في فريق خبراء الامم المتحدة لمراقبة العقوبات ضد كوريا الشمالية- أن هذه العقوبات سوف تحد بصورة ضخمة قدرة الأسد علي الحصول علي النقد، وتقيد قدرته علي تنويع مصادر شراء الأسلحة، وتقلص الإيرادات التي تجنيها نخبة رجال الأعمال السوريين.
وأضاف أن تأثير العقوبات سوف يعطي أيضا دفعة نفسية كبيرة للمنشقين، وتتسبب في مزيد من إنشقاق القوات المسلحة وإضعاف الدعم للأسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق