الحراك السوري يستثني الجامعات
شبان سوريون يشاركون في مسيرة تأييد للنظام في دمشق أمس (لؤي بشارة ــ أ ف ب)
يبدأ اليوم الدمشقي الثالث في حديث عسكري مع سائق الأجرة، يستكمل في جامعة دمشق الشاهدة على عدم وجود ثورة في سوريا، وينتهي في لقاء تعارفي مع من طاولتهم العقوبات المالية الأوروبية أخيراً
دمشق | لا يمكن أن يكون الصباح أجمل مما هو عليه في باب توما: تنساب خيوط الضوء بنعومة هنا كصوت فيروز. بائع الصحيفة يرميها على شرفة الغرفة. في قلب المدينة، هدوء. وأم فادي تحمل إليك مع الزهورات مربى أشهى من كلمتي صباح الخير على شفتيها. فَقَدَ خبر التظاهر في هذا الحي أو تلك القرية طعمه، يشبه سائق الأجرة، في طريقه الصباحي من باب توما إلى كلية الطب في جامعة دمشق، التظاهرات بالأسماك. ثبت أن تظاهرة المؤيدين للنظام الكبيرة تأكل تظاهرة مناهضيه الصغيرة.
وثبت أيضاً أن التظاهرة الصغيرة لن تتردد أبداً في التهام التظاهرة الكبيرة، لو قدر لها ذلك. يرفض السائق تجاوز الإشارة الحمراء، تقتضي الظروف برأيه مساعدة الشرطة وعناصر حفظ النظام لا استغيابهم واستغلال تعبهم. ويؤكد بالمناسبة أن عديد العسكريين الذين يتنقلون بين المناطق السورية منذ تسعة أشهر لا يتجاوز ثلث الجيش السوري، والحديث بالتالي عن تعب العسكر مضحك. حين يتعب الثلث الأول سيستبدل بالثلث الثاني ليرتاح الأول بضعة أسابيع قبيل العودة إلى الميادين. أما الثلث الثالث فعلى أتم جهوزيته للتدخل السريع حين تستدعي الحاجة ذلك. مع العلم أن قوات الاحتياط لم تستدع بعد. «يقسموا الجيش؟ ولا في أحلامهم! لو أعدوا الدرس الاستخباراتي بشكل جيد لتأكدوا أن ذلك مستحيل»، يردد السائق. في الجيش السوري يعلمون أن المرادف لكلمة انشقاق هو انتحار. يضحكه أيضاً أن لا يجد المجتمع الدولي قائداً عسكرياً يُزعمه «جيش سوريا الحر» إلا ضابطاً برتبة عقيد. «في بعض الدول العقيد قصة كبيرة»، يتابع السائق، أما في سوريا فهناك أكثر من ألف عقيد. وفي بعض أحاديث الشام، إشارات إلى رفض بعض الضباط محاولة قيادتهم إبعادهم عن مناطقهم حرصاً منها على عدم استفزازهم، فأصر هؤلاء على قيادة الحملات العسكرية بأنفسهم. الحرص على حماية هؤلاء من العقوبات المالية الغربية يقتضي عدم ذكر أسمائهم، لكن من قاد الجيش حين دخل مدينة حماه كانوا ضباطاً حمويين وقادة الانتشار في درعا كانوا درعاويين.
نعود إلى الأساس، خبر التظاهرات بات ثانوياً جداً، الأهم هو العمليات العسكرية التي يشنها مرتزقة الجيش السوري الحر والمسلحون هنا وهناك. على الإعلام السوري برأي السائق تخفيف اهتمامه الكبير بهذه العمليات لأن تسليط الضوء على هذه المجموعات يشجع عناصرها ويوحي لبعض الرأي العام بأنهم أقوياء ويلحقون الخسائر المادية والمعنوية بأنصار النظام. مراجعة أحاديث اليومين الماضيين تؤكد دقة ملاحظة السائق: الخبر الأساسي الذي يشغل السوريين اليوم يرتبط بالعمليات العسكرية. الجزيرة تجعل من إصبعي ديناميت هجوماً صاروخياً كاد أن يسقط هيبة النظام في دمشق بالذات، وسانا تجعل من تفكيك الأمن لعبوة ناسفة تخليصاً لسوريا من مخطط فتنة وحرب أهلية. طرفا النزاع – كل لأسبابه الخاصة – يضخمان العمليات الأمنية. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن تفشي السلاح العلني بين المعارضين المفترضين واحتفاء الجيش السوري الحر بعملياته العسكرية يوحيان بأن النظام لم يكن يكذب في بداية
نعود إلى الأساس، خبر التظاهرات بات ثانوياً جداً، الأهم هو العمليات العسكرية التي يشنها مرتزقة الجيش السوري الحر والمسلحون هنا وهناك. على الإعلام السوري برأي السائق تخفيف اهتمامه الكبير بهذه العمليات لأن تسليط الضوء على هذه المجموعات يشجع عناصرها ويوحي لبعض الرأي العام بأنهم أقوياء ويلحقون الخسائر المادية والمعنوية بأنصار النظام. مراجعة أحاديث اليومين الماضيين تؤكد دقة ملاحظة السائق: الخبر الأساسي الذي يشغل السوريين اليوم يرتبط بالعمليات العسكرية. الجزيرة تجعل من إصبعي ديناميت هجوماً صاروخياً كاد أن يسقط هيبة النظام في دمشق بالذات، وسانا تجعل من تفكيك الأمن لعبوة ناسفة تخليصاً لسوريا من مخطط فتنة وحرب أهلية. طرفا النزاع – كل لأسبابه الخاصة – يضخمان العمليات الأمنية. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن تفشي السلاح العلني بين المعارضين المفترضين واحتفاء الجيش السوري الحر بعملياته العسكرية يوحيان بأن النظام لم يكن يكذب في بداية
المصدرهنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق