قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 4 ديسمبر 2011

المشهد الأسود للثورات العربية ... تربع الإسلاميين والاحتكام إلى الشارع والفوضى


 

المشهد الأسود للثورات العربية ... تربع الإسلاميين والاحتكام إلى الشارع والفوضى

الكاتب/ فائز سالم بن عمرو   

03/12/2011

المضوع نشر هنا

 المتتبع للفوضى التي اجتاحت الوطن العربي والتي سميت بالربيع العربي والراصد لما خطته أيادي الكتاب والمفكرين والإعلاميين وما كان يردد في وسائل الإعلام عن هذه الثورة سيجدها يتصف بالعاطفية والضبابية ويقدّم العاطفة والانفعال ويبتعد عن الأسئلة المنطقية التي يجب ان تطرح عن أهداف وفكر هذه الثورات ، وما هي القوى التي تقف خلفها  .

 

 والسؤال الأهم هل هذه الفوضى والتجيش العاطفي والاتهام السياسي والاستناد إلى مرجعية الثورة التي تلغي وتقصي جميع القوى تحت غطاء الشعارات العامة مثل شعار : " الشعب يريد إسقاط النظام " كان شعارا واقعيا وسينتج دولة مدنية أم سيستعيد قوى ظلامية وأصولية تتربع وتجثم على صدور الأمة العربية والإسلامية ، لكن بعد حوالي سنة دامية وسوداء ومظلمة بدأت هذه الأسئلة تطرح بقوة وتخوفت القوى الوطنية والمعتدلة والمدنية من الصعود المفاجئ والسريع والمريب للقوى الاسلاموية وبدأت الأقلام ترصد التصريحات والسلوكيات المتناقضة لقادة هذه الثورات والأحزاب الأصولية ، والاهم من ذلك جعل السؤال يتكرر ما هو الطريق الذي تتجه إليه الأمة العربية والإسلامية في ظل سيادة الفوضى والعنف والإقصاء وانتشار ثقافة التخوين والاتهام الديني والسياسي ، كما ان الصحف العربية والغربية على وجه الخصوص أفردت صفحاتها وأعمدتها وأقلامها لتمجيد الخطوة التي قام بها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لتوقيعه مبادرة الخليج وإصراره على النقل السلمي للسلطة بطريقة سلسة وسهلة وتسليم البلاد لأيادي أمينة ومنتخبة ووصفته بأنه أول رئيس عربي يتنازل عن السلطة ، بل وصف فخامته بان الربيع العربي ينتحر ويموت في اليمن وينتقل من ربيع القتل والفوضى والتخريب والاستعانة بالأجنبي إلى ربيع سلمي ديمقراطي حضاري يقوم على التداول السلمي للسلطة والحوار الهادف والمشاركة السياسية ، فقد كتب الشيخ زين العابدين الركابي في الشرق الأوسط " العلاج بالصدمة : بداية طغيان جديد تقديس الثورات : منوها مأخذه على الثوريين الجدد وقادة الثورات الربيعية بأنها لا تسمح بالنقد، ولا تحتمله ، فما إن تدخل في مناقشة مع هذا أو ذاك من الناس «المنبهرين بالثورات»، وما إن تمس هذه الثورات والقائمين عليها بنقد ما حتى تعلو أصوات الاعتراض والاحتجاج، وحتى تنهال الأسئلة التي يحسبونها محرجة للناقد: هل أنت من مؤيدي الاستبداد والطغيان؟! وهو سؤال غريب عجيب يدل على التوتر، وعلى «السكرة» بما جرى، فليس كل من ينتقد الثورات العربية مؤيدا - بالضرورة - للأنظمة الاستبدادية ، فهذه مجادلة «غير ذات موضوع»، كما يقول الفلاسفة .

 

" الرئيس اليمني دخل التاريخ من أوسع أبوابه وسيظل في قلوب الجميع صانع السلم والمحافظ على وحدة بلاده "= كتب احمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية " صالح... اليمن " مشيدا بحنكة فخامة الرئيس الذي غيَّر وجهة الربيع العربي الذي طالت رياحه اليمن, وجعلها أكثر سلمية وثباتا للمؤسسات الدستورية بتوقيعه المبادرة الخليجية  لضمان انتقال سلمي للسلطة, وهو موقف أصر عليه منذ بداية الأحداث قبل عشرة أشهر, مبدِّلاً بذلك ما رسخ في أذهان الجميع من نماذج, أكان الفرار على طريقة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي, أو العزلة الدولية والحرب الأهلية والقتل كما حدث لمعمر القذافي, أو تسليم السلطة إلى العسكر وتصاعد خطاب الثأر والتشفي والانفلات الأمني كما حدث في مصر ، منوها بان الرئيس اليمني ترفع فوق كل الضغوط وتسامى عن الانتقام والحقد حتى من تلك القوى التي استهدفته شخصيا عبر محاولة الاغتيال الفاشلة , وذكر الكاتب بان الرئيس اليمني لن يخرج من التاريخ كما يتوهم ضعاف النفوس بل سيبقى يذكر بأنه الرئيس العربي الوحيد الذي استطاع نقل بلاده من التقسيم إلى الوحدة, وسلم سلطاته سلميا .

 

تدخل دول الخليج لحل أزمة اليمن ينطلق من الأمن القومي المشترك

 

= وكتبت صحيفة الجزيرة السعودية " التحرك الخليجي يفعِّل العمل السياسي العربي " منوهة بان الأزمة اليمنية كانت معقدة وبها تضارب المواقف السياسية والاجتماعية للقوى السياسية والقبلية والتأثيرات الإقليمية ما يجعل كثيراً من القوى الدولية حتى المؤثرة منها تحجم عن التدخل للتوسط في حل الأزمات والمشاكل التي كثرت في الآونة الأخيرة في اليمن، وأكد بان دول الخليج تتدخل لحل الأزمة في اليمن لان اليمن يعد المجال الحيوي والامتداد والعمق الاستراتيجي لإقليم الخليج والجزيرة العربية ، فضلاً عن روابط الدم واللغة والدين والجيرة؛ ولهذا جاء التحرك الخليجي نحو اليمن دون أي أهداف قطرية أو لتحقيق مصالح توسعية أو تدخل في الشؤون الداخلية اليمنية .

 

على طرفي الأزمة في اليمن تهيئة الأجواء السياسية والاجتماعية والإعلامية لنجاح الاتفاقية

 

= وكتبت صحيفة المدينة السعودية في رأي المدينة " بادرة انفراج " وأشارت بان القوى الوطنية في اليمن استجابة لنداء العقل الذي ينشد المصلحة الوطنية العليا لليمن الشقيق بعد أن أدرك الفريقان خطورة استمرار الأزمة وانعكاساتها على أمن اليمن والمنطقة بأسرها، وذكرت بان التوقيع على المبادرة يعني انتقال اليمن إلى المرحلة الانتقالية في خريطة الطريق التي تضمنتها المبادرة من خلال انتقال السلطة إلى نائب الرئيس وإدارة المرحلة التي سيتم من خلالها الحوار من أجل حل المشكلات العالقة، وطالبت من الجانبين تهيئة الأجواء التي تساعد في إنجاز التوافق، بما في ذلك حسن النوايا وبناء الثقة مع الوضع في الاعتبار أن الجميع في هذا البلد الشقيق في سفينة واحدة والمطلوب منهم حماية تلك السفينة من العواصف والأعاصير حتى الوصول بها إلى بر الأمان .

 

صحيفة الوطن القطرية تدعو اليمنيين إلى تغليب المصلحة الوطنية

 

= وعلى عكس المعهود من الخطاب المتشدد والمتناقض الذي تكرسه قناة الجزيرة وتسعى لإشعال الفوضى والعنف في اليمن فان صحيفة الراية القطرية كتبت في رأيها " صفحة جديدة في اليمن " بان التوقيع من قبل الأطراف المتنازعة في اليمن يفتح صفحة جديدة في اليمن كما قال العاهل السعودي ، وإشادة بالمبادرة الخليجية المعدلة وبالآلية التنفيذية للمبادرة التي تحدد جدولا زمنيا مفصلا للفترة الانتقالية في اليمن إلى تهدئة النفوس وعودة الهدوء إلى الشارع اليمني ، وأشارت الصحيفة بان مهمة المعارضة اليمنية التي ستقود بموجب الاتفاق حكومة وحدة وطنية لن تكون سهلة أو مفروشة بالورود فمهمتها الأولى ستكون إقناع الشباب المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء بقبول الاتفاق الذي يعد مخرجا مشرفا للازمة التي عصفت بالبلاد وكادت تتحول معها إلى صومال آخر فمصلحة اليمن الوطن تتقدم على غيرها من المصالح.          

نتمنى ان تلتزم قناة الجزيرة ما كتب في صحيفة الوطن القطرية من الحرص على وضع اليمن واستقراره ودعم الاتفاق التي تم بين طرفي الأزمة في اليمن ، وما ورد أيضا من اعتراف بان الآلية التنفيذية المزمنة التي طالب بها الرئيس اليمني كانت صحيحة وقرار سليم وليس تملص ومراوغة كما تقول قناة الجزيرة القطرية .

 

البناء والتعمير هو الطريق لتطوير اليمن وتجاوز مشكلاته

 

= وفي صحيفة الرياض السعودية نقرأ " اليمن صار سعيدا " للأستاذ يوسف الكويليت ذاكرا بان التوقيع على المبادرة يؤكد على الحكمة اليمانية التي اتصف بها قادة اليمن وشعبه وهي بداية لعمل طويل عماده الثقة بين الأطراف، لأن النشوة الراهنة لا تغيّب المسؤولية الأهم، إذ إن القيادات الوطنية والشعب، وكل القوى المختلفة تحتاج إلى فتح آفاق التفاهم في إطار شامل للوحدة الوطنية، والاقتصادية، والتوجه نحو بناء يمنٍ جديد، يستفيد من مراحله السابقة، وعزل أي تدخل خارجي يزعزع الأمن أو يباعد بين المنظومة الأساسية للتركيبة الاجتماعية .

 

ما قام به الرئيس اليمني الأنموذج السلمي لتداول السلطة

 

= وفي صحيفة الوطن السعودية " لا تنازعوا فتفشلوا أيها اليمنيون " ذكرت الصحيفة بان الانتقال السلمي للسلطة في اليمن يضمن للبلاد مستقبلا أفضل، في حال حسنت النوايا، واحترمت جميع الأطراف تعهداتها، وتوقفت أعمال العنف بأشكالها، ومعها كل الاستفزازات الإعلامية من قبل الأطراف المتنازعة، بما يحقق تنفيذا كاملا لبنود الاتفاقية، والتزاما مشتركا بآليتها التنفيذية، وهو ما يحتم على مجلس التعاون الخليجي بوصفه الجهة الراعية للاتفاق، متابعة تنفيذ بنوده، الأمر الذي يثق المتابعون في حصوله ، وأشادت الصحيفة بالأنموذج اليمني المثالي والمختلف عن النظائر التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف، ويؤكد على أن الأطراف السياسية في اليمن، وصلت إلى قناعة تامة بأن هذه الاتفاقية هي الخيار الوحيد من أجل مستقبل اليمن، وإخراج البلاد من تأثيرات أزمتها وتداعياتها، وإبعادها عن المظاهر المسلحة، من أجل الالتفات إلى البناء والأعمار

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق