بلاغ الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس
في نعي الرفيق الدكتور إلياس فرح
|
|
شبكة البصرة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
صدق الله العظيم
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
ولله الحمد على ما أعطى وما
أخذ به نستعين وإليه نستكين وبحكمه وقضائه وقدره راضين
وإنّ لله وإنّ إليه راجعون
أيها المناضلون من أنصار الحقّ والحرية والعدل في مشارق الأرض ومغاربها
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
أيها البعثيون الصامدون الماسكون بالجمر في ساحات المنازلة مع أعداء الشعب
والإنسانية
رفاقنا على درب الوحدة والحرية والإشتراكية
صعقت الأمة العربية ومناضليها
الصامدين الصابرين المجاهدين مشرقا ومغربا والإنسانية جمعاء وكلّ مستضعف في
الأرض مكابد من أجل الحرية والعدالة والكرامة بنبأ وفاة المغفور له
الرفيق الدكتور إلياس فرح عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي
وأحد منظّريه وصنّاع تاريخه ومهندسي أطروحاته النظرية والفكرية بعد سنوات من
العطاء والبذل والتضحية من أجل إرتقاء الأمة ورفعتها وتقدّمها غير مدّخر جهده
وفكره وعقله للتعريف برسالة البعث وعقيدته القومية التقدمية وفكره المتأصل في
تربة الوطن العربي ناقدا لواقع الأمة ومنتقدا للحلول المستوردة من الخارج
وفاعلآ بالعقيدة البعثية في مجتمعه مستهدفا كلّ فساد وتخلف وظلم وتجزئة
وإستغلال وشعوبية عنصرية توهن أصالة العروبة في الحاضر والمستقبل وثائرا على
مطلق إستعجام فكرة القومية العربية وإخراجها من سياقها التحرّري الإشتراكي
المتجذّر في قضايا الجماهير وهموم الكادحين ومتصدّيا لكافة أشكال السطو على
إرادة الشعب من طرف المستبدّين والإنقلابيين وحكّام الإنبطاح والإستسلام
والمذلّة.
ولقد كان فقيدنا رحمه الله مثالا للمثقف الثوري الموسوعي المتشبّع بمصادر الفكر
العالمي الماسك بمنابع الجدل والحجاج وتراث الإنسانية وتاريخ البشرية وتفاصيل
الأفكار السائدة قديما وحديثا ومنشأ الحضارات وعادات الشعوب وتنوّع الثقافات
ممّا خوّل له الغوص في أعمق أعماق الفكر عبر صياغته لنظرية البعث وفلسفة العالم
الثالث وجدل القطري والقومي والإنساني من خلال مجموعة هامة من الكتابات التي
زخرت بها المكتبة العربية وشكّلت دليلا نظريا لكلّ ثائر حرّ شريف في الوطن
العربي والعالم.
ولأنّ الرفيق الفقيد تشرّب حسّ العدل والديمقراطية في حذافير روحه ووجدانه ورضع
من مناهل البعث كما كان أوّل مرّة خالصا للأمة ومخلصا لرسالتها الخالدة فقد
عانى ويلات الدفاع عن المبادئ أمام المتسلّطين والمنقلبين على قيم الحزب
وتاريخه وقياداته في القطر العربي السوري بعد الذي كان من إنقلاب الطغمة
العسكرية الأسدية في سنة 1966 وعملها المكشوف من أجل السطو على تراث الحزب
وتاريخه وسعيها المحموم من أجل إجتثاث رموز البعث الحقيقيين عبر إصدار أحكام
الإعدام المتتالية في حقّ أغلب أعضاء القيادة التاريخية للحزب وعلى رأسها
الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق والرفيق الشهيد صلاح الدين البيطار
والرفيق الأسير شبلي العيسمي والرفيق الدكتور منيف الرزاز والرفيق الأستاذ علي
غنّام والرفيق الدكتور عبد الرحمن منيف غيرهم من أعضاء القيادة القومية والكادر
الحزبي وهو الأمر الذي دفع بالرفيق الفقيد الى مغادرة القطر العربي السوري
وعيناه دامعتان بسبب سطو الإنقلابيين على الثورة المغدورة وتحويلهم لوجهة
المبادئ التي ناضل وأستشهد في سبيلها أعزّ الرجال وأكرم الأبطال.
وإننا في حركة البعث القطر التونسي إذ نعزّي أنفسنا أولا بهذا المصاب الجلل
الذي ترك في نفوسنا أثرا لن يمحيه مفعول الزمان ولا إمتداد المكان فإننا نؤكد
ثانيا بأنّ هذا
الرفيق الفقيد كان بدون منازع خبير مركز ومقرّ وخبير ميدان وخندق غاص الى أعماق
الإنسان وجاهد كثيرا وأنكسر وذاق العلقم فلم يفقد مع ذالك توازن العصب ولا
سلامة المنطق ولا حسن الأبعاد ولا مقاييس الإمكانات وهو بذلك يقدّم لجيلنا
العربي الجديد حكمة متجدّدة قوامها الإيمان بأن بلوغ الأهداف السامية والغايات
النبيلة لا يمكن أن يقذف بالمناضل الحقيقي الى دنيا البهتان وسراب الأعجوبة
والخوارق بل عليه أن يدرك في البداية والمنتهى أنّ الأعجوبة الحقيقية إنما هي
الإنسان العربي الجديد وأن الغاية العظمى هي المجتمع العربي الموحدّ الديمقراطي
الإشتراكي وأن غاية الغايات هي تحرير فلسطين.
فعهدا أيها الرفيق الفقيد أن تظلّ نخوة الإقتحام صاحية متحفّزة متأهّبة ويظل
الموت حافزا للصمود ودافعا لمواصلة الحياة على خطى المبادئ ويظل الإيمان بصدق
العقيدة وصفاء الرسالة مولّدا لأسطورة البعث كما بعث أوّل مرّة...
رحم الله فقيدنا ورزق أهله وذويه ورفاق دربه جميل الصبر والسلوان
العهد هو العهد وإنّا على العهد لباقون
عزالدين القوطالي
الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس
تونس في 07-12-2013
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الاثنين، 9 ديسمبر 2013
بلاغ الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس في نعي الرفيق الدكتور إلياس فرح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق