الخطة (الأميركية__ الإسرائيلية) لسكان غزة
قال سبحانه وتعالى
صدق الله العظيم
الخميس، 31 أكتوبر 2024
الخطة (الأميركية__ الإسرائيلية) لسكان غزة
بقلم إريك زويس
من الواضح أن الحكومة الفيدرالية
تستخدم DFBA ليس فقط للسيطرة على سكان غزة الباقين على قيد الحياة،
ولكن أيضًا للسيطرة على الشعب الأمريكي، فضلاً عن توسيع الإمبراطورية الأمريكية في
جميع أنحاء العالم.
الخميس، 17 أكتوبر 2024
خالد الجفري : في ذكرى الثورة اليمنية
بسم الله
الرحمن الرحيم
في ذكرى الثورة
اليمنية
خالد عبد الله الجفري
حزب البعث العربي الاشتراكي القومي/شبوه
6/10/2024
تمر علينا الذكرى 62 لثورة 26
سبتمبر والذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر هذا العام ونحن فقدنا الكثير من
منجزاتهما ويتخلى البعض عن الأهداف الكبرى للثورة مضحيين بالكثير من المبادئ
والقيم السامية التي ضحى الشهداء بدمائهم وأرواحهم الطاهرة لكي نصل إلى هذا التقدم
وإن كان يسير, ولكي نحظى بحيات العز والكرامة .
تعرف الثورة بأنها التغيير الجذري الشامل ونقل المجتمع من حالة الضعف والظلم والتسلط الاستعماري ومن حالة فقدان الحريات العامة إلى حالة النهوض والتقدم وتعزيز الحريات ونشر العدالة والسلم الاجتماعي لكل أفراد المجتمع ومحاربة الآفات الثلاث (الفقر والجهل والمرض).
دائما ما تنسب الثورة إلى يوم محدد نسميه بالإسناد الزمني للثورة يعلن
عنه هذا اليوم انه رمز زمني لانطلاق الثورة. بينما الثورة لم ولن تقوم صدفه بل هي
تعبير عن مجمل نضال الأمم ضد الظلم والطغيان والاستعمار قبل يوم الإسناد الزمني
(يوم قيام الثورة), ويستمر النضال والكفاح في الأيام والأشهر والسنين التي بعده حتى
تحقيق و انجاز الأهداف ألعامه للثورة.
عادتا ما أن تطلق كلمة ثوره إلا ويتبادر إلى الذهن الكفاح المسلح
فأكثر الثورات في العالم ارتبطت بالكفاح المسلح, إلا إن الثورات تطور فعلها
النضالي بحسب قدرات الثوار و الأوضاع الإجتماغيه والاقتصادية و حسب التطور الثقافي
والفكري في المجتمع. من النضال السلمي و الثقافي والإعلامي والتظاهر والإضراب
والانتفاضات الشعبية وصولا إلى الكفاح
المسلح الذي يعتبر ارقي واعلي أشكال النضال الثوري. وهذه الأشكال النضالية مرت بها
جميعا الثورة اليمنية وهي أكثر وضوحا في النضال ضد الاستعمار في الجنوب.
تتأثر الثورات بالوضع الوطني فتحصل على الحاضنة الشعبية والتأييد
الشعبي عندما تعبر الثورة عن آمال وطموحات الشعب مهما امتلك الحاكم الظالم المستبد
والمستعمر القاهر من إمكانات و قوه و مال وسلطه, فالإمامة تمتلك جيش وأمن وسلطه والاستعمار
يمتلك قوه عالميه قاهره وجيش وأمن لكن عزيمة الثوار والثورة كانت أقوى بمنطق الحق والأهداف
السامية المرفوعة.
مثلما للثورة بعدا وطنيا شعبيا (حاضنه شعبيه) فهي أيضا تتأثر بالبعد
الإقليمي سلبا وإيجابا, وللثورة أيضا بعدا قوميا مؤثر بدوره في الثورة فثورة 22
يوليو القومية في مصر والحركات القومية أثرت بشكل كبير في مسار الثورة اليمنية,
أيضا نلاحظ إن الثورات في الوطن العربي كانت في تلك الفترة الزمنية ثورة شباط في
العراق الثورة الجزائرية.
وأيضا للثورة بعدا إنسانيا تحرري عالمي.... فهل اختيار يوم انطلاق
ثورة 14 أكتوبر تيمننا بالثورة البلشفية في روسيا أم هي محض صدفه؟
لقد تآزرت الثورتين في اليمن بل وتكاملت فثورة 14 أكتوبر خففت الهجمات
الاستعمارية والرجعية على ثورة 26 سبتمبر فأشغل المستعمر عن الأوضاع في الشمال فقل
الدعم للمرتزق الفرنسي (بوب دينار) الذي أحضرته بريطانيا لتدريب عناصر الملكية في
الشمال أما تعانق الثورتين فكان واضح في أكثر من مجال وأكثر من حادثه.
كانت أهداف ثورة 26سبتمبر واضحة ومحدده ومركزه. إلا إن الأهداف التي أعلنها الرئيس قحطان الشعبي
برغم من أهميتها إلا إنها مقتصرة على التخلص من الاستعمار ومرتكزاته ومخلفاته.
فقد أعلن قحطان الشعبي،
(حسب الأستاذ فؤاد مسعد من سبتمبر نت30/11/2023) ((أن موقف الجبهة يتضمن المبادئ
التالية:
1_ تحقيق الاستقلال
الفوري وانتقال السيادة إلى الحكومة الوطنية، والتأكيد على وحدة أراضي الجنوب بما
في ذلك الجزر، وهو ما يؤكد رفض سياسة الاستعمار التي كانت قائمة على قاعدة (فرّق
تسُد)، حيث قسمت مناطق الجنوب إلى أكثر من 22 سلطنة وإمارة ومشيحة، وجعلت منها
مستعمرات ومحميات، ولكل واحد من هذه الكيانات سلطاته الخاصة وحدوده الإدارية
والجغرافية.
2__رفض الاتفاقيات
العسكرية بما فيها الاتفاقيات الدفاعية، على أن تقوم بريطانيا بتسليم ممتلكات
الجيش الذي كان قائماً في الجنوب إلى حكومة الثورة.
3__رفض الأحلاف
السياسية ورفض الانضمام إلى الكومنولث، ومقاومة أي قيود سياسية، والمطالبة بإلغاء
كل الاتفاقيات السابقة التي أبرمها الاستعمار مع السلاطين والأمراء ومع الاتحاد
الذي شكلته بريطانيا كواجهة سياسية وإدارية لمشروعها الاستعماري في جنوب اليمن.
4__رفض القيود المالية
والاقتصادية، مع الموافقة على البقاء في منطقة الجنيه الإسترليني فترة مؤقتة تكون
قابلة للتجديد أو الإلغاء، وتقوم الجبهة القومية بطلب مساعدات مالية غير مشروطة.))
أذا أعتبر هذا الإعلان إنه يمثل الأهداف الحقيقية
للثورة فإنه بعد الجلاء في 30 نوفمبر 67 واستلام السلطة تبين إن الحكومة تمتلك
مشروعا وطنيا نهضوي . شوهته الصراعات داخل الجبهة القومية.
لقد برز المشروع من خلال ترسيخ المساواة
ونبذ الانتماءات المناطقيه والقبلية حيث قسمت الجمهورية إلى محافظات سمية بالأرقام
من واحد إلى ستة, كما منع إضافة الألقاب في البطائق الشخصية , لتعزيز الانتماء
الوطني للجمهورية فقط.
كما برز المشروع في تطبيق قانون الإصلاح الزراعي.
وشق الطرقات وبناء المصانع المعتمدة على الإنتاج الزراعي والتوسع في التعليم
وتأسيس جامعة عدن.
بالرغم مما رافق التجربة من إخلال متعددة
عكست الصراع بين أجنحة الجبهة القومية. هذا الصراع الذي شوه التجربة بل وافشل
المشروع برمته. حيث شوهت الوحدة الوطنية بالاستهداف الممنهج لأعضاء جبهة التحرير
والقوى الوطنية الأخرى وضباط الجيش والأمن بالمذابح والتشريد والإخفاء ألقسري.
كما شوه تطبيق القانون الزراعي الذي يقول انه
لا يحق امتلاك أكثر من خمسين فدان ويتم تأميم أكثر من خمسين فدان ارض زراعيه فأممت أراضي لا
تتجاوز الفدان الواحد.
هذا التشويه للتجربة ترافق مع التخلص من
قيادات الجبهة القومية ابتداء بالرئيس قجطان إلى أخيرا الرئيس سالم ربيع علي عام
1979 وبمقتله انتهى المشروع فأغلقت المصانع وتوقف البناء.
هنا نقول من هي القوى التي كانت في الجبهة
وتخلصت من القيادات وشوهت التجربة بل وأوقفت التطور.؟
أيضا نقول إن التاريخ هو ملك الأجيال
القادمة ويجب أن يصل إلى الأجيال كما هو حقيقة والآن وقد كثرت مراكز الدراسات
والبحوث فيجب إعادة كتابة التاريخ بالإحقاق وفك الرموز المبهمة فيه بحياديه
وشفافية بعيدا عن التطبيل والتنميق وبعيدا عن القدح والذم وبعيدا التأويل ألمصلحي
الذي يخدم أهداف سياسيه آنية, فالثوار لن يستفيدوا من التطبيل أو القدح أو الذم
كما سيفضح كل كاتب يحاول تأويل الإحداث لمكاسب سياسيه ضحلة فالحقائق تظهر لا محالة.
تتفق القيادات السياسية والحزبية والحقوقية في محافظة شبوة، على الأهمية التاريخية لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة
شبوة - سبأنت
تتفق القيادات السياسية والحزبية والحقوقية في محافظة شبوة، على الأهمية التاريخية لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الشامخة في العام 1963 ضد إمبراطورية استعمارية كانت الشمس لا تغيب عنها .
وفي حديثها لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الـ61 لثورة 14 اكتوبر الخالدة، أكدت تلك القيادات أن هذه الثورة التي اندلعت بعد عام واحد من نجاح ثورة 26 سبتمبر في تخليص الشطر الشمالي من الجهل والعبودية والتخلف، مثلت محطة تحول ومصدر الهام للعمل الوطني وتجسيد لقيم الحرية والإرادة الصلبة الرافضة للاستعمار ورفض للاستعمار..منوهين إلى أن هذه الثورة نجحت في منع مشروع تقسيم جنوب الوطن إلى 23 سلطنة ومشيخة ونجحت في تحريره وتخليصه من براثن الاستعمار ومشاريعه التامرية .
اهداف شاملة وميلاد جديد...
يشير وكيل محافظة شبوة الدكتور عبدالقوي لمروق، إلى أنه عندما قامت ثورة ١٤ اكتوبر رسم ثوارها أهدافاً لهم وهذه الأهداف شملت كل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وأصبحت منجزات على الأرض ويلتمسها اليمني وينعم بها.
واوضح لمروق، أن هذا الثورة مثلت ميلاداً جديداً منيراً لأبناء الوطن، واخرجتهم إلى عهد الحرية والنور والتعليم والازدهار والتقدم وبناء الإنسان معرفياً وثقافيا..لافتاً إلى أن أهميتها التاريخية في حياة اليمنيين تكمن في انها انتجت دولة بهوية موحدة واستطاعت توحيد ما يزيد عن ٢٣ سلطنة وامارة ومشيخة واحدثت نقطة تحول في جنوب اليمن بشكل خاص واليمن والعالم بشكل عام.
ويرى الوكيل لمروق، أن نجاح اي ثورة يكمن في وعي وحماس وصدق ثوارها وقادتها..موضحاً أن ثوار 14 اكتوبر كانوا قد شاركوا مسبقاً في ثورة 26 سبتمبر وبعد التحرير عادوا إلى جنوب اليمن وهم يحملون مشاعل التحرير وحماس الثائر وصدق المقاتل والخبرة والتجربة التي تعلموها من الثورة الام ثورة ٢٦ سبتمبر حيث اكتسبوا الوعي الثوري والعلوم العسكرية من ميدان الواقع لذلك تحقق النصر.
وقال "ثورة 14 اكتوبر صنع مجدها الثوار الاحرار وذلك بما قدموا من تضحيات بالأرواح والدماء الطاهرة الزكية واستطاعوا بعزمهم وتلاحمهم وبايمانهم الصادق وارادتهم الصلبة ان يتغلبوا على أكبر امبراطورية استعمارية برغم امكاناتهم المحدودة والمتواضعة".
وأشار إلى ان ثورة 14 تختلف عن غيرها كون ثوارها سلكوا كل الطرق السلمية ممثلة بالمظاهرات والاعتصامات والمفاوضات الدبلوماسية، والقوة بالكفاح المسلح والعمليات الفدائية.. معتبراً تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر عام 1967 ثمرة هذا النضال الذي لم يكن سهلاً بسبب بطش المستعمر وما كان ليتحقق لولا صلابة الثوار وارادتهم وعزيمتهم التي لا تقهر.
مصدر إلهام وامتداد للنضال الوطني...
المحامي ناصر القفان، أكد أن ثورة 14 اكتوبر كانت نقطة انطلاق للانعتاق من العبودية والتحرر من الاستعمار البغيض، واصبحت مصدر الهام لليمنيين للعمل الوطني وتجسيد لقيم الحرية ورفض للاستعمار بكافة اشكاله وصوره..لافتاً إلى هذا هو سبب تحرك مفجر الثورة راجح بن غالب لبوزة ورفاقه وقيادات التحرر لانهاء الاستعمار البريطاني من قمم جبال ردفان الابية.
وقال "ان ثورة 14 اكتوبر هي امتداد لثورة 26 سبتمبر التي فجرها الاحرار في شمال اليمن ضد الحكم الامامي".. لافتاً إلى أنه كان للتنسيق بين الثوار في صنعاء والمقاومين في عدن الدور الكبير في نجاح ثورتي سبتمبر واكتوبر .
واضاف القفان "لقد جاءت ثورة 14 اكتوبر امتداداً لتاريخ من النضال الوطني المشترك، تضافرت فيه الروح اليمنية الأبية الواحدة في الشمال والجنوب لتشكل صورة مكتملة لمرحلة من النضال والكفاح المسلح للحرية والاستقلال والتطلع للمستقبل".. مشدداً على أهمية حماية المكتسبات التي حققتها ثورتي سبتمبر واكتوبر الخالدتين من التعددية السياسية ووحدة الارض والتراب .
تعانق الثورة اليمنية...
بدوره اكد القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي القومي بشبوة خالد الحفري، أن تعانق ثورتي ٢٦ سبتمبر و ١٤ اكتوبر كان واضح في أكثر من مجال وأكثر من حادثة..مستعرضاً تعريفاً للثورة بأنها التغيير الجذري الشامل، ونقل المجتمع من حالة الضعف والظلم والتسلط الاستعماري ومن حالة فقدان الحريات العامة إلى حالة النهوض والتقدم وتعزيز الحريات ونشر العدالة والسلم الاجتماعي لكل أفراد المجتمع ومحاربة الآفات الثلاث (الفقر والجهل والمرض).
وقال" ان الثورات تطور فعلها النضالي بحسب قدرات الثوار و الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية وحسب التطور الثقافي والفكري في المجتمع، وتنتقل من النضال السلمي والثقافي والإعلامي والتظاهر والإضراب والانتفاضات الشعبية وصولاً إلى الكفاح المسلح الذي يعتبر ارقي واعلي أشكال النضال الثوري".
وأكد أن هذه الأشكال النضالية مرت بها جميعاً الثورة اليمنية وهي أكثر وضوحاً في النضال ضد الاستعمار في الجنوب..لافتاً إلى أن عزيمة الثوار والثورة كانت بمنطق الحق والأهداف السامية اقوى من الإمامة بجيشها والاستعمار بقوته العالمية القاهرة.
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024
هل تستطيع الدول منع تحليق الصواريخ والطائرات فوق أجوائها الوطنية؟
هل تستطيع الدول منع تحليق الصواريخ والطائرات فوق أجوائها الوطنية؟
وكأن الدول المجاورة ل(إسرائيل)، تمكنت من منع صواريخ إيران ومسيّراتها التي أطلقتها في أوقات سابقة نحو (إسرائيل)، حتى تلمح بأنها ستنظر إلى سماح هذه الدول في حال عبور الطائرات (الإسرائيلية) أجواءها، على أنه مشاركة في العدوان أو على الأقل التواطؤ معه، ومع ما في هذا المنطق من ازدواجية المعايير، هذا إذا نحينا وجهات النظر السياسية جانبا، فإنه من الناحية الفنية مستحيل.
على العموم لي كتاب اسمه "الحروب واتفاقيات الحدود العراقية الإيرانية، وأثرها في العلاقات بين البلدين" الصادر عن دار دجلة ناشرون وموزعون/ عمان/ الأردن/ عام 2015، وهنا أستل منه هذا البحث الذي يتناول هذا الأمر من وجهة نظر قانونية.
حدود الدول الجوية
وهو الهواء الذي يعلو إقليم الدولة، وهناك ثلاث نظريات بشأن هذه الحدود وهي: -
1 – نظرية حرية الهواء الذي يعلو إقليم الدولة: ويرى المؤيدون لهذه النظرية أن المجال الجوي لا يخضع لسيادة دولة من الدول بل هو متاح للجميع.
إن تطور تكنولوجيا الصواريخ العابرة للقارات، وكذلك وضع الآلاف من الأقمار الصناعية في مدارات ثابتة حول الكرة الأرضية، يجعل من المستحيل على معظم دول العالم حماية أجوائها، وخاصة في أعالي الفضاء المحيط بها، ومنع حركة هذه التوابع المخصصة للتجسس أو للاتصالات، ومعلوم أن الكلف المرصدة لما يسمى بالدرع الصاروخية تنوء بها حتى الاقتصادات الكبرى في العالم بما فيها الاقتصاد الأمريكي، ولو أن الأمر يرتبط بحركة الطيران المدني التجاري فقط، لكان ممكنا من الناحية النظرية لكل الدول أن تضمن سلامة أجواءها، ليس بقوة السلاح وإنما بقوة الاتفاقيات الدولية الملزمة للدول الموقعة عليها والموثقة لدى الأمم المتحدة .
2 – نظرية السيادة المقيدة: ويرى أنصار هذه النظرية أن سيادة الدولة تمتد إلى ارتفاع معين من إقليمها، أما ما يعلو ذلك فهو حر لجميع الدول، يمكن أن تكون هذه النظرية أكثر قبولاً لأنها واقعية وممكنة التطبيق من الناحية العملية، شريطة أن تستند إلى اتفاقيات دولية جماعية ملزمة للدول الموقعة عليها، وتحظى برعاية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وكذلك دعمها من جانب الأمم المتحدة، وفي هذه الحالة فقط يمكن ضمان احترامها من قبل الدول الأعضاء في المنظمة العالمية، وفي حال خرقها من أي طرف يجب فرض غرامات محددة، أو اتخاذ تدابير مانعة من تكرار الخرق لضمان احترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وصيانة أجواء الدول غير القادرة على حماية أجوائها بقدراتها الذاتية من التجاوز وإدخالها في نزاعات لا مصلحة لها فيها، ويمكن الاستدلال على أن الدول لا تستطيع حماية نفسها من الخرق لأجوائها في الفضاء العالي، أن الولايات المتحدة لم تنجح حتى اليوم في اختبارات ما تسمى بالدرع الصاروخية لحماية أجوائها من ضربات غير محسوبة، فإذا كان هذا حال بلد الولايات المتحدة فكيف سيكون حال الدول الأقل تطوراً؟
3 – نظرية السيادة المطلقة للدولة على ما يعلو إقليمها من هواء مهما ارتفع: وهذه النظرية ومهما استندت على أسس قانونية، فإنها من الناحية العملية غير قابلة للتطبيق، ولا يمكن لأية دولة في عالم اليوم أن تفرض سيادتها المطلقة على أجوائها مهما ارتفعت، فالأجواء ليست مهيأة لإقامة خطوط دفاعية، ثم إن هذا المبدأ لا يمكن ضمانه في كل الأوقات، لأن الدول الكبرى التي تريد توجيه صواريخها لضرب أهداف محددة في دول ثالثة لا تنتظر أخذ إجازة من دول صغيرة كي تقوم بذلك، أو إذا تعرض أمنها القومي للخطر فإنها ستبادر لاستخدام صواريخها في ضرب أهداف محددة في دولة معادية عبر أجواء دولة أو دول ثالثة، ولا يتوقع منها أن تأخذ رخصة من دولة ما، من أجل السماح لصواريخها بالمرور عبر أجوائها لضرب دولة ثالثة، وهذه الصواريخ، لا بد أنها مرت بأجواء دول ظلت تقدم افتراضات غير واقعية عن سيادتها على أجوائها، ولا يمكن تطبيقها عمليا، لأن قدرتها على فرض سيادتها المطلقة على أجوائها تبقى خاضعة لعوامل كثيرة، ولعل ما جرى خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق سواء في عام 1991م أو في عام 2003م، ما أعطى الدليل القاطع على سقوط نظرية السيادة المطلقة على الأجواء الإقليمية بما فيها الهواء العالي، فماذا فعلت الدول التي مرت الصواريخ الأمريكية فوق أجوائها، بما فيها الدول التي لم تكن موافقة على شن الحرب؟ وهل كانت تستطيع الاحتجاج على مرور الصواريخ الاستراتيجية فوق أجوائها؟ وإذا فعلت ذلك هل يمكن أن تحقق شيئا ملموسا من وراء الاحتجاج؟ بل ماذا تفعل الولايات المتحدة اليوم وهي تعرف أن المئات من أقمار التجسس السوفيتية سابقا والروسية حاليا، تمسح أجواءها على مدار الساعة؟ في الوقت الذي تعرف فيه أنها تمتلك عددا مماثلا من أقمار التجسس الصناعية التي تحلق في الأجواء الروسية والدول الأخرى دون استئذان منها.
هذه مساهمة مني في إعطاء أجوبة قانونية عن أسئلة تترد هذه الأيام عن قدرة الأردن أو العراق فنيا أو سياسيا، في منع كل من إيران و(إسرائيل) عن خرق أجوائهما.
حلف المصالح الثابتة بين الدول الكبرى وإيران
حلف المصالح الثابتة بين الدول الكبرى وإيران
نزار السامرائي وجهات نظر
ما يزال الملف النووي الإيراني من بين أكثر الملفات إشغالًا للمجتمع الدولي، وللقلق في الوطن العربي، فالدول الكبرى
القريبة مثل روسيا، والبعيدة مثل أوروبا والولايات المتحدة، لا تشعر بالقلق من هذا المشروع، لأن إيران حتى في حال حصولها على هذا السلاح، لا تجرؤ على مجرد التلميح بتهديد تلك الدول، على الرغم من أن السلاح النووي للردع أكثر منه للاستعمال في الحروب الحديثة.
ثم إن السلاح النووي لا يكفي امتلاكه لإثارة الهلع لدى الدول الكبرى، ما لم يكن مقترنا بامتلاك منظومة صواريخ دقيقة وبعيدة المدى، تكون قادرة على إيصاله إلى الهدف المخطط لاستهدافه، وهذا ما تمتلكه الدول الكبرى حتى الآن، فهي تمتلك أكثر من جيل من الصواريخ القادرة على إيصال القنبلة النووية إلى أبعد نقطة في الكرة الأرضية، بل قادرة على الدوران حولها، لذلك تتعامل الدول الكبرى مع الملف النووي الإيراني بكثير من اللامبالاة، في حين تقتصر المخاوف لدى الدول العربية بالمرتبة الأولى من السلاح النووي الإيراني.
ولأن فلسطين المحتلة قريبة إلى حد ما من إيران، ولأن حلفاء إسرائيل لم يأخذوا بمخاوفها من احتمال امتلاك إيران للسلاح النووي والصواريخ القادرة على إيصاله إلى الداخل الإسرائيلي، فقد أخذت المخاوف الإسرائيلية بالتزايد كلما رأت أن حليفتها الأولى "الولايات المتحدة" هي التي خذلتها عام 2015، عندما وقعت إدارة الرئيس أوباما اتفاقا غير دقيق في رسم حدود الالتزامات الإيرانية تجاه شركائها في ذلك الاتفاق، رأينا أن إسرائيل وكأنها شعرت بأن عليها أن تخوض معركتها السياسية والدبلوماسية منفردة، فأصبحت تتجاهل الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس بايدن، بل بدا أنها وصلت في إحدى مراحل الحرب القائمة في الوقت الحاضر، وكأنها تتمرد على محاولات بايدن لتغيير خططها الحربية، وكانت إسرائيل تعتمد في هذه التوجهات على أدوات الضغط التي تمتلكها داخل الولايات المتحدة وأوربا، وتجاهلت في المواجهة الأخيرة في الدول الغربية على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في غزة بشكل خاص ونظرت إليها على أنها جزء من أشكال الغضب المؤقت القابل للامتصاص السريع من جانب ماكنة التأثير السياسي التي تمتلكه من صحافة منحازة إلى جانبها، ذات قدرة عالية على غسل دماغ الفرد الغربي وإعادة قطاره على سكته السابقة.
واقع المنطقة يقول إن إيران ليست بحاجة إلى السلاح النووي، لأنها ليست مهددة من أي طرف إقليمي، أما الدول الكبرى لا تفكر بتهديد إيران لأمنها لأنها دول قوية، فضلا عن أن معظم دول العالم محمية بتحالفات عسكرية لمواجهة أية أخطار خارجية، ولعل ما يحصل في أوربا بعد الحرب في أوكرانيا، ما يؤكد استحالة ترك حلف شمالي الأطلسي لأي من الدول الأعضاء فيه، في مواجهة الخطر الروسي المفترض، والذي يُعيد إلى الذاكرة الغربية الاجتياح السوفيتي لأراضي معظم القارة الأوربية أثناء الحرب العالمية الثانية، وخاصة بعد أن تصاعدت حدة التصريحات التي أطلقها بوتين بشأن العودة إلى أمجاد الإمبراطورية الروسية التي تخلت عن كثير من أقاليمها لصالح الخرائط السياسية التي أعقبت نهاية الحرب الثانية.
إيران بحاجة إلى امتلاك السلاح النووي، كأعلى درجات الضغط على الدول العربية الآسيوية وبخاصة دول الخليج العربي وجزيرة العرب، ليتضافر مع قنبلة نووية من طراز قديم، سلاح الفتنة الدينية والمذهبية وما يرافقها من انقسامات حادة في مواقف دول المنطقة، لأن هذه المنطقة كما تراها إيران هي الأكثر التصاقا بمشروعها الامبراطوري الفارسي، الذي نجحت في تمريره إلى أوساط كثيرة بتغليفه بأردية الإسلام، وذلك برفع شعارات هي الأكثر جذبا للعواطف العربية، كالقضية الفلسطينية وتحرير الأقصى، مما لم يكن في قناعاتها الدينية أصلا.
وفي معارك الفعل ورد الفعل والرد على الرد وهكذا دواليك، ردت إيران على سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت عددا من قادة الحركات والمنظمات المحسوبة على المحور الإيراني، وطالت عددا من قادة الحرس الثوري العاملين في سوريا ولبنان، فرأت أن هذا رد لها الاعتبار وثقة وكلائها بقدرتها على مواجهة التهديدات الخارجية، فقد ذكرت تقارير صحفية أن إيران أطلقت 400 صاروخ بالستي على إسرائيل، وبصرف النظر عن تأثير هذا الرد، فقد أعلنت إسرائيل أنها تخطط لرد كبير يتناسب مع التأثير النفسي والإعلامي محليا ودوليا، لكن الرئيس بايدن فاجئ الرأي العام الأمريكي والدولي، بممارسة أعلى درجات الضغط على إسرائيل إما لعدم القيام بأي رد، أو لتغيير أهداف الرد، وخاصة تجنب المنشآت النووية وقطاع النفط والغاز، وقدمت إدارة بايدن عرضا مغريا لإسرائيل يتضمن حزمة من الدعم المالي وتقديم أحدث الأسلحة لها، من أجل مواصلة الحرب في غزة ولبنان، وبخاصة تطوير منظومة الدفاع الجوي لمواجهة الصواريخ المضادة، والقنابل القادرة على اختراق المواضع المحصنة والانفاق في تلكما الساحتين، وتأتي هذه الضغوط في الوقت الذي أعلن فيه مدير وكالة المخابرات المركزية أن أسبوعا واحدا يفصل إيران عن امتلاك السلاح النووي وأن مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسب عالية بات يكفي لإنتاج السلاح النووي، فكيف تتخلى الولايات المتحدة عن شعارها السابق، بأنها لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي حتى لو اضطرت لاستخدام القوة، وهذه هي الفرصة المواتية لها تماما، فبدلا من اقتناصها، راحت تمارس أشد الضغوط على إسرائيل لمنعها من تحقيق هذا الهدف، وتتحاشى بذلك حصول رد فعل إيراني غاضب.
لا أحد يستطيع تقديم إجابة شافية عن السؤال التالي، هل تستطيع إسرائيل تدمير البرنامج النووي أو جزء منه بصورة منفردة، أم أنها بمسيس الحاجة إلى دور أمريكي محدد، لا سيما وأن الولايات المتحدة وإسرائيل تشتركان في نظرة معلنة واحدة إلى المشروع النووي الإيراني، ولعلهما أكثر الأطراف تصريحاً بأنهما لن يسمحا لإيران بامتلاك السلاح النووي حتى لو اضطرتا لاستخدام القوة.
وهل هناك فرصة لاستخدام القوة ضد إيران لتدمير برنامجها النووي، بعد أن وصلت أوضاع المنطقة إلى ما وصلت إليه من توترات ساخنة تتيح الفرصة لأي تصعيد آخر من كل الأطراف، واستغلال الظرف بما يخدم خططها القديمة أو المستحدثة؟ هذه الأسئلة تعيد إلى الأذهان تدمير إسرائيل للبرنامج النووي العراقي عام 1981، هنا لا بد من سؤال، هل أخذت إسرائيل حينذاك موافقة الولايات المتحدة على هجومها على مفاعل تموز؟ أم أن الولايات المتحدة ومعها التحالف الغربي بمن فيهم فرنسا التي جهزت العراق بالمفاعل المذكور، كانت على علم بنية إسرائيل بتوجه الضربة له، وعندما وقعت الضربة لم تكلف نفسها مشقة الإعراب عن القلق لحصول تسرب إشعاعي على الأقل؟
العراق لم يكشف في أي وقت من الأوقات أهداف برنامجه النووي ولا المراحل التي قطعها، وإن كانت المعلومات تسربت بتفاصيل شبه كاملة إلى إسرائيل والدول العربية، عن طريق الخبراء الفرنسيين الذين أشرفوا على بناء المفاعل، فهل كان العراق يومذاك أكثر اقترابا من امتلاك السلاح النووي فعلا عما وصلت إليه إيران في الوقت الحاضر؟ أم أن الخطط السياسية هي التي تتغير، وتبقى البرامج والأهداف كما هي؟ أم أن الغرب لا يرى في البرنامج النووي الإيراني أي تهديد حالي أو مستقبلي له ولإسرائيل، على الرغم من التبجحات الإيرانية عن التطور الحاصل في برنامجها، وكذلك تهريب إسرائيل لعدة أطنان من وثائق ذلك البرنامج، بعد عملية مفاجئة وناجحة داخل إيران.
اللافت أن الولايات المتحدة كانت تتقلب بين مواقف إداراتها، ويبدو أن زاوية نظر كل رئيس أمريكي تفرض هامشا من التغيير السلوكي، لكن إدارة الرئيس باراك حسين أوباما وهو ثاني رئيس ضعيف في تاريخ الولايات المتحدة بعد جيمي كارتر، وهي الأكثر قربا من إيران وتفهماً لسياساتها وبرامجها الإقليمية، واعتقدت إدارة أوباما أنها يمكن أن توكل لإيران بعض الملفات السياسية والأمنية الإقليمية، لإشغال المنطقة بحزمة من الفتن الدينية والمذهبية، لكي تلجم توجهات التحرر السياسي والاقتصادي والتطور، في منطقة هي الأكثر جلبا لعوامل عدم الاستقرار وجذبا لاهتمام الدول الكبرى في العالم، إضافة إلى أن قدرة إيران العسكرية المدججة بمخالب نووية ستؤدي إلى سباق تسلح لا يعطي لدولها الفرصة بالتفكير بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إن العرض الأمريكي بتقديم الدعم العسكري لإسرائيل، بمقابل تغيير خططها في الرد على الضربة الصاروخية الإيرانية، يمكن إعطاؤه تفسيراً واحداً، وهو أن الولايات المتحدة تسعى لحماية إيران وإبقائها قوية تحت السيطرة، لإثارة الفتن المذهبية والسياسية في المنطقة ومقترباتها، بما يخفف الضغط على الوجود الأجنبي وعلى إسرائيل، وهنا يمكن رصد مقصد أمريكي واحد وهو أن أمريكا على استعداد لحصر ضحايا المعركة في الوطن العربي فقط حتى لو أدت الأسلحة التي تمنحها لإسرائيل إلى قتل المزيد من العرب في لبنان وغزة والضفة الغربية، ليضافوا إلى عشرات الآلاف من الضحايا من القتلى والمشردين والدمار الشامل الذي أصاب غزة وجعلها منطقة غير صالحة للسكن، وكذلك جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وعدة مناطق في البقاع، فما هو غاطس الاتفاقات الحاصلة بين إيران والولايات المتحدة؟
أرى أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تلتقي عندها كل خطوط التصادم السياسي والعسكري في العالم وجلبا لمختلف أنواع التوافق بينها، ولنأخذ النموذج الروسي الذي يتزعم المحور المضاد للتحالف الغربي في العالم، إذ يتطابق الموقف الروسي مع الموقف الأمريكي في توفير الحماية لإيران من أية ضربة عسكرية إسرائيلية، فقد أشارت تقارير صحفية إلى أن روسيا طلبت من إسرائيل عدم استهداف مواقع الصواريخ الروسية من طراز S300 وs400، وهذا الموقف ليس جديدا على روسيا حاليا أو أيام الاتحاد السوفيتي السابق، فروسيا هي التي أقامت القاعدة الأساسية للمشروع النووي الإيراني وواصلت تطويره بحلقات أبعد، وحافظت على موقفها الثابت لحمايته، سواء في الأمم المتحدة أو في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو في اجتماعات مجموعة (1+5)، ويبدو أن سداد الديون القديمة بين الطرفين قد حان وقتها.
وكما تخلت الولايات المتحدة عن شعارها السابق في اقتناص الفرصة لوقف البرنامج النووي الإيراني ولو بالقوة المسلحة، فإن إيران تخلت عن فرصتها في تدمير إسرائيل وهو الشعار الذي استخدمته جسرا للعبور إلى كثير من مجتمعات الوطن العربي وأفريقيا وآسيا، ولكنها لم تكن تريد أن تجازف بنفسها لتحقيق هذا الهدف، بل أرادت أن يتحقق هذا الهدف بتضحيات عرب صدّقوا في لحظة غياب الوعي، بشعارات إيران عن التحرير، ثم لتنقض عليه فتخطفه كما خطفت من العرب كل شعاراتهم وأعادت تصديرها إليهم.
إيران باختصار شديد على استعداد للتضحية بآخر فلسطيني وآخر عربي من أجل الوصول إلى هدفها الامبراطوري، وركوب موجة التباهي بأنها هي التي حققت الهدف، من دون أن تنزف قطرة دم واحدة، ومن دون أن تنفق سنتا واحدا، فالمال العراقي يتدفق عليها بلا حساب، بل إنها تحجز كثيرا مما يصلها من العراق تحت لافتة دعم المذهب لبناء اقتصادها.
وكمحصلة نهائية لما ينتظر المنطقة في ضوء نتائج عملية طوفان الأقصى، فإن الصراع الدائر فيها وإن اشتدت سخونته وبدا وكأنه يفلت من السيطرة، فإنه لن يخرج عن حدود ما هو مخطط له، وبعد أن تبرد المدافع ويخفت أزيز الطائرات والصواريخ، سترجع الشعارات الثورية لتفرض نفسها على الساحة، وبالمقابل سيحافظ سقف التهديد بالقوة الذي وضعته الولايات المتحدة على وتيرته ومستواه، وقد تذهب الدماء التي سُفكت بنيران أعداء الأمة من الشرق والغرب هدراً، وسيبقى الدمار الهائل الذي تعرضت له غزة بانتظار سخاء بعض الجهات المانحة، عسى أن تعيد بناء مستشفى أو مدرسة أو جامعة أو تعيد نازحاً الى بيته المهدّم، أما جنوبي لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، فغالب الظن أن قَطَر ليست على استعداد لتحمل كُلَفهِ منفردة كما تطوعت عام 2006 لتفعل ذلك، فهي ليست جمعية خيرية أو منظمة إنسانية، وإنما هي دولة لها خططها وبرامجها التي لا يفهما كثير من العرب وأنا منهم، لأنها تسعى للإمساك بكل الخيوط، وقد تنجح حيناً، ولكنها لن تجد كل الطرق ممهدة أمامها.