في ذكرى الثورة اليمنية بين الانفصال والانفصاليين والوحدة والوحدويين
تنتصر المبادئ والقيم الوحدوية
خالد عبدا لله الجفري
الجزء الثاني
التبرير الميتافيزيقي الذي يقصد به الحجج والبراهين التي تدعم مقولات الكتاب والفلاسفة لإثبات نظرياتهم تعتمد على الاستدلال , و الاستدلال ينقسم إلى نوعين (( الاستدلال الاستنباطي والاستدلال الاستقرائي , يقر الأول انك إذا سلمت بالمقدمات لزم أن تسلم بالنتيجة , أي أن ألمقدمه تعبر ضمنيا عن النتيجة , ويعمل بذلك أهل المنطق والرياضيات .
أما الاستدلال الاستقرائي فهو منهج تأخذ به العلوم التجريبية فالعالم لا يصل إلى نتيجة من مقدمات تم التسليم بها .....والحجة والتبرير لا يمكن الحكم عليهما بالصدق أو الكذب وإنما نحكم عليهما بالقبول أو الرفض , أو الاقتناع بهما أو عدم الاقتناع .))(1)
وللمقولة أو الحجة مقومات كثيرة أهمها الوضوح والبساطة والشمول , وتكون مقنعه عندما تكون مدعمه بمقدمات من قرائن وأدلة تزيد من درجة الإقناع بها . وهنا يجب التأكيد على إن الحدس والظن لا يؤخذ بهما ما دام احتمال الكذب وارد ولو كانت نسبة أن تكون كاذبة نسبه ضعيفة , ذلك إن الكاتب والمفكر وحتى السياسي الذي يحترم نفسه ويحترم كلمته التي هي دليل عليه سيطارد بها حتى بعد وفاته بقرون.
وإذا كانت بريطانيا الاستعمارية قد صاغت ذرائع لاحتلالها عدن وهي (الأفكار والنظريات والمعارف والنتائج والغايات , وسائل و ذرائع دائمة لبلوغ غايات جديدة . ) (2) , فقد كانت تلك الذرائع تدلل على إن للبريطانيين مستوى من الأفق الحضاري اختلف تمام عن الذرائع التي قدمتها الامبريالية الامريكيه في احتلالها العراق 2003م مع التأكيد بان كلا الاحتلالين أسوءا من بعضهم البعض . وذلك لان بريطانيا عندما احتلت عدن كانت تحت حكم ملكي متصرف بشؤونها وشرفه هوا شرف المملكة كلها لذلك لم يمارسوا الأفك والعهر السياسي الذي حدث إبان غزوا العراق لان المتحكم الخفي بالسياسة الامريكيه قد اختار أغبى رجل رئيسا لأمريكا ليتحمل ذلك آلافك والعهر السياسي والخداع وقلب الحقائق وليتحمل هو وإدارته كل ما سيرتكب من جرائم بحق الانسانيه ,ولكي يتحملون الزيف والكذب والخداع كأشخاص سيرمون إلى مزبلة التاريخ بكذبهم ونتائج إرهابهم , ولا تتحمل وزرهم الأمم الامريكيه وهذا ما يوضح الموقف الأوربي الرافض للحرب , وقد فهم ذلك وزير خارجيته (جون باول) واستقال من منصبه بعد أن وقع هوا في زيف الادله وكذب مصدرها , وهاهي تلك الاداره اليوم تطارد من قبل دعاة حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم وسيلعنهم اللاعنون .
كثير من الذين ينطقون بلسان عربي وهم بعيدين عن العروبة تاريخ ومبادئ وقيم إنسانيه خالدة والذين يتغافلون حقيقة إنه على ارض العرب نزلت الرسالات السماوية وعلى هذه الأرض قامت أقدم واعرق الحضارات وكل هذا شكل الشخصية العربية الرافضة للهيمنة . و هي المتسلحة بقيم الأرض والسماء المتوارثة جيل بعد جيل ليحاولوا الاستعانة بالاستعمار أو السير بنهجه لكي يوصلوا إلى السلطة أو ليحظوا بنظرة عطف من سيدة العالم الامبريالي . ولكي يؤكدوا الولاء المطلق وان لم يطلب منهم فإنهم يتكهنون بما تريده الامبريالية ويطالبون به بل ويستخدمون كل الوسائل اللا أخلاقيه و اللا مشروعه لإقناع الناس بما تبنوه من أفكار استعماريه ضاره . كالكذب والخداع وتزوير الحقائق التاريخية وحتى العلمية .
وفي اليمن فأن محاكاة ما يفعله عملا الاحتلال في العراق . من زرع لبذور الفرقة والانقسام والحقد تحت مسميات لحجج متعددة منها الفصل الطائفي , والفصل ألمناطقي , وحتى القاعدة , والتشطير على أساس ما كان قائم قبل الوحدة تأخذ مداها الأبعد بعد أن انساقت المعارضة في ركب الامركه بل وان المعارضة تحتضن الطائفيين والانفصاليين اذا أخذنا بحسن الضن لاستعمالهم ورقة ضغط على الدولة , متجاهله الخطر الأكبر الوارد , أو إن الأمر مفروض على المعارضة مستغلين الأوضاع ألاقتصاديه والسياسية التي يعيشها المجتمع اليمني والذي في مثل هذه الظروف تخلق أرضيه خصبه لنشر أي فكره هدامة , وفي غياب واضح للمفكرين والسياسيين ورجالات الدين المستنيرين المؤمنين بوحدة اليمن كطريق لوحدة امة العرب والمسلمين , وذلك بسبب قلة الإمكانيات وضعف التواصل الفكري مقارنة بما تمتلكه تلك المجاميع من إمكانيات إعلاميه داخليه وخارجية . وضعف واضح في الهيكلية التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام كحزب الاغلبيه . و ضعف عام للأحزاب القومية . يتواصل الدوار الانتهازي لدعاة الانفصال معتمدين في ذلك على النهج الأمريكي البائس . كما اعتمد من سبقهم على الاستعمار لفصل عدن وزرع بذور الفرقة بواسطة الفيدرالية .
ونحن هنا لسنا بصدد الرد على تلك الافتراءات أو الأكاذيب ولكننا سنوضح وجهة نضرنا فيما يقال , لشعبنا ولامتنا وللتاريخ . لقد ((اختلفت الراء حول تسمية اليمن , فمن هذه الراء من نسبها إلى الأشخاص الذي كان اسمه ((يمنا)) , وهناك من قال إنها سميت بذلك لأنها (( يمين الشمس )),وهناك من نسبها إلى جد القبائل اليمنية (( يمن بن قحطان )) أو ((يمن بن قدار)) , ويقول ابن منظور ((قيل لليمن يمنا لأنها تلي يمين الكعبة )) , ولكن أكثر التسميات ترجيحا ما اشار إليه جواد علي ((نسبها إلى كلمة ( يمنت) التي جاءت في نصوص ممالك عرب الجنوب , وهي تعني الجنوب مقابل الشمال التي تعنيها كلمة شامت )) ))(3)
إذ أن المؤرخين يعرفون حقيقة تاريخيه وهي انه عندما تضعف ألدوله المركزية فإن حكام الولايات أو المناطق وخصوصا النائية تنفصل عن جسم ألدوله ويكثر الحقد والحسد والاقتتال بين الولايات للسيطرة على الثروات ومصادر الدخل . ولكن هذه حاله تحدث في تاريخ الأمم والشعوب , و الحالة الطبيعية التي تزدهر فيها الحضارة هي عندما تكون ألامه في دولة واحده وان حصر أحداث التاريخ في فترة التشرذم والتمزق ما هو إلا تجني على التاريخ و تقزيم للحضارات بل واستغفال للعقول وانتهاك لحقوق الأفراد في اخذ المعلومة الصحيحة ,وان خالفت آراء من يقولها , لان الحقيقة التاريخية لا يمكن لأي كان محوها أو إلغائها وان استطاع استغفال بعض الناس ولكن ذلك سيكون لفترة وجيزة . ويعرف كل من قراء التاريخ القديم والحديث لليمن إنها مرت بتاريخ حضاري عالي يكفي أن نذكر حضارات سباء و حمير التي امتد نفوذها إلى مناطق واسعة من ارض فارس إذ يقول نشوان الحميري في ملحمته:
ويوم لقيت العجم في ارض فارس لقت ضرغم من نسل قحطان باسل
فدوخت ارض العجم حتى تركتها يبابا مجوبا علوها بالأسفال (4)
أما ما قبل الإسلام فدولة كنده قد سيطرت على شبه الجزيرة العربية ونافست الفرس بل وساندت المناذره في معركة ذيقار الشهيرة وكذلك فان اليزنيين قد أقاموا دولتهم بعد طرد الأحباش وهنا لم يكن كما يقولون المتشدقين اليوم . (ضم ) لان كنده من حضرموت واليزنيين من حطيب في محافظة شبوه كما إن أكثر الحضارات اليمنية كانت تنطلق من الاوديه الصحراوية وهي وادي حضرموت و وادي نصاب و وادي مرخه و وادي بيحان و وادي عبيده ويقال إن الحميريين قد انطلقوا من شبوه . ولكننا نعلم إن الدول القديمة كلما تمددت تنقل عواصمها إلى مناطق أخرى حيث توجد الحماية الطبيعية والمياه وكثرت الأمطار والأراضي الزراعية . وفي العصر الإسلامي كانت اليمن تحت مضلة الدولة العربية سوءا كانت العاصمة دمشق أو بغداد أو القاهرة , وعندما تضعف الدولة العربية تنفصل اليمن كلها أو أجزاء منها وتقوم دول محليه ويكفي أن نتطرق إلى تاريخ مدينة شبام لنعرف الدول التي تعاقبت عليها عندما تضعف الدولة العربية .
__(( خلال الفترة من 818 وحتى 1538 ميلادي تناوبت معظم الدويلات اليمنية المنفصلة عن ألخلافه الاسلاميه على حكم مدينة شبام وذلك على النحو التالي:
__دخلت المدينة تحت حكم الدولة الزياديه وهناك اشاره للمؤرخ اليمني عماره في كتاب ( بغية المفيد في أخبار صنعاء وزبيد ) إلى إن الوزير الزيادي الحسن بن سلامه أمر ببناء جامع شبام , كما أقام إعلام ألبرده والفراسخ والأميال ونظم المراحل من حضرموت إلى مكة والمدينة وجعلها 60 يوما.
__تمكنت ألدوله الصليحيه من مد نفوذها إلى حضرموت ومدينة شبام وأناب الصليحيون عنهم كحكام آل دغار لمدينة شبام وعندما دب الضعف في ألدوله الصليحيه استقل آل دغار بحكم المدينة حتى عام 1180 م.
__خضعت مدينة شبام لحكم الدولة الايوبيه في عام 1180 م وذلك بواسطة الحملة المخصصة لإخضاع حضرموت بقيادة وزيرهم في عدن عثمان الزنجبيلي وتمكن سكان المدينة من دحر الغزاة غير إنهم عادوا إليها من جديد عام1224 م . ومع بدء الجلاء الأيوبي عن اليمن تمكن الأمير سعود بن اليمان من السيطرة على كل مدن حضرموت وفي هذه الفترة بداء بروز آل كثير كقوة سياسيه بعد مجيئهم من ظفار .
__دخلت المدينة تحت حكم ألدوله ألرسوليه وعاصمتها تعز , وفي عهد ألدوله ألرسوليه اشترى سلطان ظفار سالم بن إدريس الحبوظي مدينة شبام عام 1263م وذلك للبداية لسيطرت الحبوظي على كل حضرموت . وبحكم العلاقة الجيدة بين الحبوظي وال رسول لم يلقى أية معارضه منهم . غير إن الأمر تغير عندما بدا الحبوظي يهدد وجودهم في عدن وتم القضى على الحبوظي في ظفار عام1277م . وفي شهر رمضان من العام نفسه تسلم الملك المظفرالرسولي مدينة شبام .
__خضعت شبام اسميا للدول الطاهريه غير إن السلطة الفعلية كانت بيد حكامها المحليين آل كثير . واستمر على نفس المنوال خلال فترة الحكم العثماني الأول لليمن من عام 1538م إلى 1636م , فال كثير سارعوا إلى إعلان ولائهم للأتراك وضمنوا بذلك الحفاظ على سلطتهم في حضرموت تحت السيادة الاسمية للخلافة العثمانية .
__عقب الجلاء العثماني 1636م تمكنت الامامه الزيديه من مد نفوذها على كل اليمن بما فيها حضرموت . .. ولأسباب كثيرة سياسيه واجتماعيه عصفت رياح التجزئة والانفصال ببناء الدولة الموحدة وزعت كيانات صغيره مستقلة , و أصبحت حضرموت عام 1706م كياننا مستقلا تحت حكم آل كثير. )) (5).
هذا لكي لا يستخف المرجفون والمأزومون بعقول الناس ويزورون الحقائق التاريخية لإغراضهم الدنيئة ,و لمن يريد الاستزادة فان الأستاذ الدكتور صالح علي با صره قد اصدر مشكورا ببلوغرافيا للكتب التي تتحدث عن تاريخ حضرموت , وأخرى للكتب التي تتحدث عن تاريخ اليمن يمكن الرجوع لها .(6) .
يتبع
هوامش الجزء الثاني
1) دراسات في الميتافيزيقيا _محمد توفيق الضوي دار الثقافة العلمية الاسكندريه .. الكتاب موجود في موقع مكتبة المصطفى على الرابط هنا
2) الذريعة في الوثيقة الاستعمارية البريطانية د حسن الحكيم و د حسين باسلامه _مجلة العلوم الاجتماعية و الانسانيه _ جامعة عدن _ العدد الخامس يناير_يونيو 2000م
3) الجمهورية اليمنية وسلطنة عمان علاقات ضاربه جذورها في أعماق التاريخ _ د. محمد احمد ألعبادي_مجلة العلوم الاجتماعي والانسانيه __عدد12_يوليو _ديسمبر 2003م.
4) الإكليل _ للهمداني أخبار حمير_ الجزء الثاني
6) نفس المرجع السابق وعلى نفس الرابط
_____________________________________________________________________
في ذكرى الثورة اليمنية بين الانفصال والانفصاليين والوحدة والوحدويين
تنتصر المبادئ والقيم الوحدوية
خالد عبدا لله الجفري
الجزء الأول
كثير ما نسمع من بعض الكتاب قولهم ( التاريخ يعيد نفسه ) وهذه العبارة غير صحيحة ذلك إن أحداث التاريخ منفصلة وكل حدث تاريخي له اسمه وعنوانه و يعبر عن فتره تاريخيه بعينها لا يمكن بأي حال أن تتكرر ولكن ممكن لحدث بعينه أن يتشابه في بعض التفاصيل الدقيقة مع حدث آخر في مرحله زمنيه أخرى فكل حدث تتحكم فيه ظروف الزمان والمكان و المؤثرات الصانعة للحدث التي لا يمكن أن تتكرر لان الزمان لا يعود إلى الورى كما إن المكان تؤثر عليه عوامل التقدم الحضاري أو نقيضها عندما تهزه الكوارث كالحروب والكوارث الطبيعية والمؤثرات الخارجية كالاحتلال فتتغير بعض التفاصيل والملامح للمكان من فتره إلى أخرى.
ولان عاش شعبنا اليمني فتره عصيبة خلال تاريخه الحديث تمثلت بحكم ألأئمة آل حميد الدين والاستعمار البريطاني و كلا الطرفين فرضا ألعزله على الشعب اليمني كل بطريقته والتي تختلف في حدتها حيث كان حكم ألائمه أكثر إحكاما لطوق ألعزله أما الاستعمار فلم يكن هدفه إلا تامين خط ألملاحه الدولي لمستعمراته في الهند الشرقية لهذا فانه لم يهتم إلا بمدينة عدن و الميناء منذ الاحتلال وحتى بداية القرن العشرين , اخذ الاستعمار يهتم بالسلطنات والمشيحات و ذلك عندما بدأت بواكير النهايات للاستعمار في أكثر بلدان , وقد تطورا لتواصل مع دولة المركز صنعاء من قبل الكثير من ابنا القبائل لدعم الانتفاضات الرافضة للاحتلال , وكذلك مطالبة الإمام بالجنوب اليمني و عند هذا أسس الاستعمار جيش لإخماد الانتفاضات. أما حضرموت كانت سلطنة ألكثيري رافضه لأي تعاون مع المستعمر بتأييد من المؤسسة الدينية للسادة ا ل باعلوي ومحافظه على العلاقة بالخلافة العثمانية والامامه في صنعاء, ولكن شركة الهند الشرقية استدركت الأمر وأرسلت احد التجار اليمنيين في الهند وبدعم المستعمر أسس سلطنة القعيطي على الساحل ممتد من وادي حجر إلى المهرة وقد حصر السلطنة الكثيريه في وادي حضرموت . وقد دخلت بريطانيا والامامه في صراع انتهى بطبيعة الحال لصالح المستعمر بتوقيع اتفاقية الحدود التي جزأت اليمن في العقد الأول من القرن التاسع عشر. وقبل هذا كان الاستعمار لا يبالي بمن يسكن الجنوب الذين يعانون من كل أصناف الجهل والجوع والمرض وهنا بداء الاستعمار يولي بعض الاهتمام بالمشيخات والسلطنات بعد أن كانت العلاقة مع السلطنات قائمه على الاستشارة والتعاون مع من يقبل ذلك من السلاطين والمشايخ , وعندما رفعت رايات التحرر وقعت اتفاقيات الحماية التي أعطت للاستعمار مبرر لمد نفوذه إلى كل أراضي الجنوب ليس إلا لإخماد حركة الثورة المتاججه لدى أبناء الجنوب اليمني المحتل. إلا أن الاستعمار مع خضوع السلطنات لأوامره كان مركز جل اهتمامه بمستعمرته في عدن محاولا اقتطاعها من اليمن وبوجود العديد من العملاء الذين ينفذون له رغباته فقد وجد العديد من الذين يريدون فصل عدن عن اليمن , بإنشاء جمعية عدن للعدنيين ورفض حق الانتخاب أو الترشيح لأبناء المحميات أو أبناء الشمال في المستعمرة .ويقول الأستاذ عبدا لله عبدا لرزاق باذيب في (الفكر) العدد85 -- 13 ابريل عام1958 معلقا على ما حدث في المؤتمر الشعبي الذي عقد في دار مؤتمر عدن للنقابات ((كلنا يعرف كيف وقف النواب الجدد جميعا يتكلمون بلغة وطنيه واحده حتى الانفصاليون منهم الذين لا زالوا وسيظلون انفصاليين مهما تظاهروا بغير ذلك ؛؛ ...وكان هذا بالفعل هزيمة للانفصالية من ألوجهه الادبيه وانتصار للمبادئ الوطنية )) (1).
ولكن الاستعمار وعملائه عندما سقطت ورقة الانفصال جاءوا بأوراق أخرى مثل الحكم الذاتي والاتحاد الفيدرالي ولأكنها سقطت كأوراق الخريف . تحت ثورة المبادئ الوطنية ومشروعها القومي التحرري وبوجود التنظيمات الحزبية والهيئات السياسية التي تنظيمها يشمل كل ابنا الجنوب وبنضال وطني ومقارعة شجاعة للاستعمار وعملائه . كل هذا ترافق مع محاوله بائسة لمحوا الهوية الوطنية اليمنية عن الشطر الجنوبي بإطلاق الكثير من التشريعات في مستعمرة عدن التي تلغي الهوية اليمنية وإبدالها بهوية أخرى غير محدده الملامح ولا الأصول ويقول الأستاذ عبدا لله با ذيب ((لعل اخطر مشروع تواجهه الحركة الوطنية اليوم هو مشروع الاتحاد الفيدرالي البريطاني للمحميات ).......(وباسم هذا الاتحاد يريد الاستعمار أن يخلق دوله مستقلة في الجنوب استقلالا زائفا , معاديه لليمن ولشعب الجنوب .. ويعطي لوجوده الشكل الشرعي وان كان الاتحاد نفسه مخلوقا غير شرعي )) (2) . وفي مقاله أخرى نشرت في (الطليعة ) العدد 9 _20/12/1959م في رد على أشاعه حول الجمهورية العربية المتحدة قد تفتح قنصليه لها في عدن حيث يقول (( لكننا لا نحب أن نصدق هذه الاشاعه , بل نحن نحب إن نعتبرها أشاعه جديدة من الإشاعات المسمومة وجزء من حملة الدس والفتنه بين اليمن والجمهورية العربية المتحدة.
ذلك إن كل وطني في اليمن وكل عربي شريف يدرك إن هذه الخطوة لا تعتبر اعترافا بالوجود البريطاني في عدن ومحاوله لعزل اليمن عن قضية الجنوب اليمني المحتل فحسب ولكنها تعتبر أيضا طعنه للوحدة اليمنية وخروجا على قرارات مؤتمر باندونغ ومؤتمر التضامن الأسيوي الإفريقي ... تلك القرارات التي تؤكد إن عدن والمحميات جزء لا يتجزأ من اليمن الأم ).......( إن هذا الطابور من الحاقدين والانفصاليين و الانتهازيين ليشتعل منذ زمن بعيد و يشتعل الآن أكثر فأكثر حقدا و عداء للوحدة اليمنية والحكومة اليمنية وعلى رأسها جلالة الإمام احمد ... لماذا؟ )....( لان الوحدة اليمنية تقطع الطريق على أحلامهم في السيطرة والحكم . ومن اجل ذلك راحوا يطعنون الوحدة اليمنية ويسمونها (( غزوا متوكليا )) ويطلقون على الجنوب اليمني المحتل أسم (( الجنوب العربي )) وهي تسميه مفتعله فيها خداع وزيف وفيها تعميم متعمد... وهم يتخذون من التعميم ستارا لطمس وحجب ((يمنية )) الجنوب المحتل وتغطية أهدافهم الانفصالية )) (3).
إن فترة الخمسينات هي فترة نضوج الوعي اليمني للتهيأه للثوره برغم التواجد الكبير للاستعمار وإذنابه الذين جربوا كل الوسائل لاقتطاع عدن عن اليمن وفرض حالة التجزئة على الجنوب اليمني المحتل بفرض الفدرالية على الهياكل الكرتونية للسلطنات والمشيخات التي تسير في ركب الاستعمار. ولكن اليقظة الثورية والتمسك بالمبادئ وبوجود حملة المبادئ من أحزاب وهيئات وشخصيات وبدعم واضح من الثورة السبتمبريه أحبطت تلك المخططات لأثمه ونجحت الثورة ووحد الجنوب اليمني وذهب دعاة الانفصال والفدرالية إلى مزبلة التاريخ .
يتبع
هوامش الجز الأول
_ لكي نقضي على الأنفصاليه عبدا لله باذيب __ كتابات مختارة __الجزء الأول لجنة تنسيق الكتاب اليمني_عدن _ دار الفارابي _ بيروت
2)_أهداف الاتحاد الفيدرالي البريطاني الجنوب آخر معقل الاستعمار __ عبدا لله باذيب المصدر السابق3)_دفاع عن الوحدة اليمنية __عبدا لله باذيب __كتابات مختاره__الجزء الثاني __لجنة تنسيق الكتاب اليمني _عدن _دار الفارابي بيروت
_____________________________________________________________________
في ذكرى الثورة اليمنية بين الانفصال والانفصاليين والوحدة والوحدويين
تنتصر المبادئ والقيم الوحدوية
خالد عبدا لله الجفري
الجزء الأول
كثير ما نسمع من بعض الكتاب قولهم ( التاريخ يعيد نفسه ) وهذه العبارة غير صحيحة ذلك إن أحداث التاريخ منفصلة وكل حدث تاريخي له اسمه وعنوانه و يعبر عن فتره تاريخيه بعينها لا يمكن بأي حال أن تتكرر ولكن ممكن لحدث بعينه أن يتشابه في بعض التفاصيل الدقيقة مع حدث آخر في مرحله زمنيه أخرى فكل حدث تتحكم فيه ظروف الزمان والمكان و المؤثرات الصانعة للحدث التي لا يمكن أن تتكرر لان الزمان لا يعود إلى الورى كما إن المكان تؤثر عليه عوامل التقدم الحضاري أو نقيضها عندما تهزه الكوارث كالحروب والكوارث الطبيعية والمؤثرات الخارجية كالاحتلال فتتغير بعض التفاصيل والملامح للمكان من فتره إلى أخرى.
ولان عاش شعبنا اليمني فتره عصيبة خلال تاريخه الحديث تمثلت بحكم ألأئمة آل حميد الدين والاستعمار البريطاني و كلا الطرفين فرضا ألعزله على الشعب اليمني كل بطريقته والتي تختلف في حدتها حيث كان حكم ألائمه أكثر إحكاما لطوق ألعزله أما الاستعمار فلم يكن هدفه إلا تامين خط ألملاحه الدولي لمستعمراته في الهند الشرقية لهذا فانه لم يهتم إلا بمدينة عدن و الميناء منذ الاحتلال وحتى بداية القرن العشرين , اخذ الاستعمار يهتم بالسلطنات والمشيحات و ذلك عندما بدأت بواكير النهايات للاستعمار في أكثر بلدان , وقد تطورا لتواصل مع دولة المركز صنعاء من قبل الكثير من ابنا القبائل لدعم الانتفاضات الرافضة للاحتلال , وكذلك مطالبة الإمام بالجنوب اليمني و عند هذا أسس الاستعمار جيش لإخماد الانتفاضات. أما حضرموت كانت سلطنة ألكثيري رافضه لأي تعاون مع المستعمر بتأييد من المؤسسة الدينية للسادة ا ل باعلوي ومحافظه على العلاقة بالخلافة العثمانية والامامه في صنعاء, ولكن شركة الهند الشرقية استدركت الأمر وأرسلت احد التجار اليمنيين في الهند وبدعم المستعمر أسس سلطنة القعيطي على الساحل ممتد من وادي حجر إلى المهرة وقد حصر السلطنة الكثيريه في وادي حضرموت . وقد دخلت بريطانيا والامامه في صراع انتهى بطبيعة الحال لصالح المستعمر بتوقيع اتفاقية الحدود التي جزأت اليمن في العقد الأول من القرن التاسع عشر. وقبل هذا كان الاستعمار لا يبالي بمن يسكن الجنوب الذين يعانون من كل أصناف الجهل والجوع والمرض وهنا بداء الاستعمار يولي بعض الاهتمام بالمشيخات والسلطنات بعد أن كانت العلاقة مع السلطنات قائمه على الاستشارة والتعاون مع من يقبل ذلك من السلاطين والمشايخ , وعندما رفعت رايات التحرر وقعت اتفاقيات الحماية التي أعطت للاستعمار مبرر لمد نفوذه إلى كل أراضي الجنوب ليس إلا لإخماد حركة الثورة المتاججه لدى أبناء الجنوب اليمني المحتل. إلا أن الاستعمار مع خضوع السلطنات لأوامره كان مركز جل اهتمامه بمستعمرته في عدن محاولا اقتطاعها من اليمن وبوجود العديد من العملاء الذين ينفذون له رغباته فقد وجد العديد من الذين يريدون فصل عدن عن اليمن , بإنشاء جمعية عدن للعدنيين ورفض حق الانتخاب أو الترشيح لأبناء المحميات أو أبناء الشمال في المستعمرة .ويقول الأستاذ عبدا لله عبدا لرزاق باذيب في (الفكر) العدد85 -- 13 ابريل عام1958 معلقا على ما حدث في المؤتمر الشعبي الذي عقد في دار مؤتمر عدن للنقابات ((كلنا يعرف كيف وقف النواب الجدد جميعا يتكلمون بلغة وطنيه واحده حتى الانفصاليون منهم الذين لا زالوا وسيظلون انفصاليين مهما تظاهروا بغير ذلك ؛؛ ...وكان هذا بالفعل هزيمة للانفصالية من ألوجهه الادبيه وانتصار للمبادئ الوطنية )) (1).
ولكن الاستعمار وعملائه عندما سقطت ورقة الانفصال جاءوا بأوراق أخرى مثل الحكم الذاتي والاتحاد الفيدرالي ولأكنها سقطت كأوراق الخريف . تحت ثورة المبادئ الوطنية ومشروعها القومي التحرري وبوجود التنظيمات الحزبية والهيئات السياسية التي تنظيمها يشمل كل ابنا الجنوب وبنضال وطني ومقارعة شجاعة للاستعمار وعملائه . كل هذا ترافق مع محاوله بائسة لمحوا الهوية الوطنية اليمنية عن الشطر الجنوبي بإطلاق الكثير من التشريعات في مستعمرة عدن التي تلغي الهوية اليمنية وإبدالها بهوية أخرى غير محدده الملامح ولا الأصول ويقول الأستاذ عبدا لله با ذيب ((لعل اخطر مشروع تواجهه الحركة الوطنية اليوم هو مشروع الاتحاد الفيدرالي البريطاني للمحميات ).......(وباسم هذا الاتحاد يريد الاستعمار أن يخلق دوله مستقلة في الجنوب استقلالا زائفا , معاديه لليمن ولشعب الجنوب .. ويعطي لوجوده الشكل الشرعي وان كان الاتحاد نفسه مخلوقا غير شرعي )) (2) . وفي مقاله أخرى نشرت في (الطليعة ) العدد 9 _20/12/1959م في رد على أشاعه حول الجمهورية العربية المتحدة قد تفتح قنصليه لها في عدن حيث يقول (( لكننا لا نحب أن نصدق هذه الاشاعه , بل نحن نحب إن نعتبرها أشاعه جديدة من الإشاعات المسمومة وجزء من حملة الدس والفتنه بين اليمن والجمهورية العربية المتحدة.
ذلك إن كل وطني في اليمن وكل عربي شريف يدرك إن هذه الخطوة لا تعتبر اعترافا بالوجود البريطاني في عدن ومحاوله لعزل اليمن عن قضية الجنوب اليمني المحتل فحسب ولكنها تعتبر أيضا طعنه للوحدة اليمنية وخروجا على قرارات مؤتمر باندونغ ومؤتمر التضامن الأسيوي الإفريقي ... تلك القرارات التي تؤكد إن عدن والمحميات جزء لا يتجزأ من اليمن الأم ).......( إن هذا الطابور من الحاقدين والانفصاليين و الانتهازيين ليشتعل منذ زمن بعيد و يشتعل الآن أكثر فأكثر حقدا و عداء للوحدة اليمنية والحكومة اليمنية وعلى رأسها جلالة الإمام احمد ... لماذا؟ )....( لان الوحدة اليمنية تقطع الطريق على أحلامهم في السيطرة والحكم . ومن اجل ذلك راحوا يطعنون الوحدة اليمنية ويسمونها (( غزوا متوكليا )) ويطلقون على الجنوب اليمني المحتل أسم (( الجنوب العربي )) وهي تسميه مفتعله فيها خداع وزيف وفيها تعميم متعمد... وهم يتخذون من التعميم ستارا لطمس وحجب ((يمنية )) الجنوب المحتل وتغطية أهدافهم الانفصالية )) (3).
إن فترة الخمسينات هي فترة نضوج الوعي اليمني للتهيأه للثوره برغم التواجد الكبير للاستعمار وإذنابه الذين جربوا كل الوسائل لاقتطاع عدن عن اليمن وفرض حالة التجزئة على الجنوب اليمني المحتل بفرض الفدرالية على الهياكل الكرتونية للسلطنات والمشيخات التي تسير في ركب الاستعمار. ولكن اليقظة الثورية والتمسك بالمبادئ وبوجود حملة المبادئ من أحزاب وهيئات وشخصيات وبدعم واضح من الثورة السبتمبريه أحبطت تلك المخططات لأثمه ونجحت الثورة ووحد الجنوب اليمني وذهب دعاة الانفصال والفدرالية إلى مزبلة التاريخ .
يتبع
هوامش الجز الأول
_ لكي نقضي على الأنفصاليه عبدا لله باذيب __ كتابات مختارة __الجزء الأول لجنة تنسيق الكتاب اليمني_عدن _ دار الفارابي _ بيروت
2)_أهداف الاتحاد الفيدرالي البريطاني الجنوب آخر معقل الاستعمار __ عبدا لله باذيب المصدر السابق3)_دفاع عن الوحدة اليمنية __عبدا لله باذيب __كتابات مختاره__الجزء الثاني __لجنة تنسيق الكتاب اليمني _عدن _دار الفارابي بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق