قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 8 ديسمبر 2011

سامي حامد: هناك اتجاها دوليا تقوده الولايات المتحدة لوصول الاسلاميين إلى سدة الحكم في المنطقة العربية...


سامي حامد: هناك اتجاها دوليا تقوده الولايات المتحدة لوصول الاسلاميين إلى سدة الحكم في المنطقة العربية...


التيارات الإسلامية .. والأجندة الأميركية!!
سامي حامد*

"الكتاب يبان من عنوانه"..هذا القول أو المثل الشائع ينطبق تماما على نتائج المرحلة الاولى لانتخابات مجلس الشعب المصري والتي حصل التيار الاسلامي فيها على نصيب الأسد .. فإذا اعتبرنا المرحلة الاولى هي عنوان تلك الانتخابات فهذا يعني أن التيار الاسلامي سيشكل الأغلبية في برلمان مصر القادم! . 
لقد حصل التيار الاسلامي ممثلا في حزب "الحرية والعدالة " الذراع السياسة لجماعة الاخوان المسلمين على حوالي 40 % من نسبة التصويت على انتخابات القوائم في تسع محافظات يليه حزب النور السلفي 20% ما يعني أن التيار الاسلامي سيتخطي حاجز الـ60%من اجمالي مقاعد المرحلة الاولى من هذه الانتخابات خاصة اذا وضعنا في الاعتبار أن هذه النسبة قابلة للزيادة عند إعلان نتائج انتخابات الاعادة على المقاعد الفردية التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين حيث يتنافس 104 مرشحين على 52 مقعدا يخوض فيها حزب "الحرية والعدالة" المنافسة على 47 مقعدا بينما حزب النور السلفي يخوض الاعادة على 26 مقعدا . 
لست مع بعض المحللين السياسيين الذين يرون أن نتائج انتخابات المرحلة الاولى للبرلمان المصري ليست مقياسا أو دليلا على أن التيار الاسلامي سيكتسح أيضا نتائج انتخابات المرحلتين الثانية والثالثة لأنه عملا بالمثل سالف الذكر "الكتاب يقرأ من عنوانه" أرى أن هذه النتائج مؤشرا مهما لما سيكون عليه برلمان مصر القادم لعدة اعتبارات:
ـ أولها أن فوز الاخوان المسلمين لم يكن مفاجأة.. بل يمكن القول بانها مفاجأة متوقعة باعتبارهم الاكثر تنظيما والاكثر خبرة على الساحة السياسية على عكس التيار السلفي الذي حقق مفاجأة في أول ظهور له بالحصول على 20% من مقاعد المرحلة الاولى بنظام القوائم وهي نسبة قابلة للزيادة بعد إعلان نتائج انتجابات الاعادة على المقاعد الفردية كما سبق وذكرت. 
ـ ثاني هذه الاعتبارات أنه باستثناء حزب الاخوان المسلمين لا توجد أحزاب قوية على الساحة.. فالاحزاب القديمة إما مهلهلة أو منقسمة على نفسها .. والجديد منها يخطو أولى خطواته في الحياة السياسية.. وهو ما ظهر جليا في نتائج انتخابات المرحلة الاولى حيث حصل الوفد على 6% فقط من المقاعد رغم أنه يعد من أقدم الاحزاب الموجودة على الساحة السياسية في مصر بينما معظم الاحزاب الجديدة لم يظهر لها وجود باستثناء تحالف الكتلة المصرية الذي يتزعمه حزب المصريين الاحرار ومؤسسه رجل الاعمال المعروف نجيب ساويرس الذي نجح في حصد 15% من أصوات المرحلة الاولى رغم ظهوره على الساحة منذ ستة أشهر فقط وهو ما يعد انتصارا لليبرالية في مصر. 
ـ ثالث هذه الاعتبارات وأهمها أنه يبدو أن هناك اتجاها دوليا تقوده الولايات المتحدة لوصول الاسلاميين إلى سدة الحكم في المنطقة العربية بفعل ثورات الربيع العربي وهو ما ظهر جليا في انتخابات تونس والمغرب وثالهما مصر كما يظهر تعاظم الاسلاميين في ليبيا وسوريا وقبلهما اليمن ما يعني أن التيار الاسلامي هو الذي سيقود المنطقة العربية في المرحلة المقبلة. ويبدو هذا الأمر اكثر وضوحا من خلال التصريحات الوردية التي يطلقها المسئولون الاميركيون والاوروبيون تجاه التيارات الاسلامية في المنطقة والتي يرحبون فيها بالتحاور معها ولا يخفى على أحد أن هناك اتصالات أميركية وأوروبية جرت مع العديد من الاسلاميين في الدول التي شهدت ثورات الربيع! 
ولكن ما الدافع الغربي من وراء ذلك؟!.. هل هو محاولة لاستقطاب العناصر الاسلامية المعتدلة في المنطقة في استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب عنوانها "ما تأخذه بالسياسة أفضل مما تأخذه بالحرب".. ربما.. وربما تكون محاولة لكشف هؤلاء الاسلاميين.. فإذا نجحوا في التأقلم مع المتغيرات الدولية وبنوا جسور تعاون مع الغرب كان بها .. وإن فشلوا ستنقلب عليهم مجتمعاتهم ويتم القضاء على شوكتهم دون اشهار سلاح.
هذا تصور مطروح لمغزى ظهور الاسلاميين على سطح الحياة السياسية عقب ثورات الربيع العربي وهي فيما يبدو أجندة أميركية حسب ما أفصح عنه المبعوث الاميركي إلى السودان حينما سئل مؤخرا عن إمكانية انتقال ثورات الربيع العربي إلى السودان فأجاب بقوله إنه ليس جزءا من الاجندة الأميركية.
لست مع إقصاء التيار الاسلامي من الحياة السياسية سواء كانوا إخوانا أو سلفيين لكنني لست مع خلط الدين بالسياسة .. والسياسة بالدين.. فإذا نجح هذا التيار في توفير حياة ديمقراطية سليمة والقضاء على الفساد والنهوض بالدولة.. فأهلا به .. أما لو فشل ولم يفهم لعبة السياسة الدولية ستكون نهايته المحتومة.. وستصبح نتائج الانتخابات بمثابة السم في العسل .. فهل يفهمون؟!
*كاتب وصحفي مصري
المصدرهنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق