بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
نعم.. البعث خيمة كبيرة تسع الجميع
|
شبكة البصرة
|
د. أبا الحكم
|
ليس هنالك أثمن وأغلى من تعددية الفكر الوطني ومقوم الهوية وخاصية الإنتماء
للوطن والأمة التي تميز في العمل والنزاهة والوطنية في خط شروع واحد يخضع له
الجميع دون تمييز بسبب الدين والمذهب والقومية والقبيلية والمناطقية، فضلاً عن
الجاه والمكانة والثروة.. حيث يبقى معيار الكفاءة والنزاهة والوطنية شاخصاً
يرفع سيفه الوطني عند بدء العمل.
إن معظم الأحزاب السياسية التي لعبت دوراً أساسياً على المسرح السياسي العراقي
منذ الإستقلال الوطني، كانت إما احزاب انتهت وتفككت بحسب اهدافها المعلنة، كحزب
الإستقلال مثلاً، حيث استقل البلد انتهت مهمة هذا الحزب.. واحزاب أخرى موسمية
مأخوذة بالشعارات التي تطغي على برنامجها دون احتساب لطبيعة الواقع المعاش
وحركة قوانينه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعموماً في اطارها السياسي
الجامع، واخرى يتحدث برنامجها عن اتساعات خارج نطاق مكوناتها لتتسق مع الخط
الأممي على حساب الخط الوطني، دون اعتبار لواقع التوازن الموضوعي بين الوطني
والقومي والأممي الذي تحكمه معادلات لا تغيب عن المتتبع الحريص على وضع الأمور
في نصابها الصحيح، فيما يكون البعض الآخر لا يخرج عن محدوديته المذهبية أو
القومية في الإنتماء وتشكيل الهوية، وخاصة الأحزاب التي تفصح مناهجها عن سمة
الإنتماء المذهبي الصافي، أو تفصح عن سمة الإنتماء العنصري الصافي، دون أن تسمح
بين مكوناتها مكونات أخرى ولا تسمح في هيكلياتها التنظيمية والقيادية عناصر من
خارج مكونها المذهبي أو القومي.. فهي بهذا الوضع التشكيلي والمنهجي والفكري -
الأيديولوجي تسقط عنها الصفة التمثيلية للشعب برمته وتمسي كما هي تمثل مكوناً
واحداً معيناً، مذهبياً أو طائفياً، وليس الحالة التمثيلية الوطنية التي يطلبها
الشعب ويتطلع إليها والتي تحقق العدالة والمساواة والحرية والرفاهية للجميع
بدون تمييز إلا على خط الشروع القائم على أساس الكفاءة والنزاهة والوطنية.
البعث،
ومنذ نشأته وتأسيسه في بداية الأربعينيات من القرن الماضي وهو يتبنى المعايير
الوطنية والقومية بحكم انتمائه للشعب والأمة، ويطبق منهجيته التي تمثل رؤيته
لما ينبغي أن يكون عليه الواقع العربي لا أن يكون كما هو محتلاً وفاقداً لحريته
ومحروماً من وحدته القومية ومظلوماً في عدم عدالته، بمعنى، أنه كان وما يزال
يعمل من أجل وحدة أقطار الأمة ويسعى من أجل حريتها وتحررها وتكريس عدالتها
الاجتماعية، فضلاً عن بناء عالم مزدهرٍ يخلو من العنف والارهاب، تحت راية
الوطنية الجامعة المانعة التي تؤسس للمواطن مستقبله في حياة حرة أمنة وكريمة.
حزب البعث،
هو حزب وطني قومي لا تحده حدود القطرية إنما سياجه الوطن العربي كله من المحيط
الأطلسي إلى الخليج العربي، يشكل خيمة كبيرة لكل الشعب بكل مكوناته واطيافه
الدينية والمذهبية والقومية، ولم يكن قد تخلف عن رؤيته القومية الإنسانية تجاه
القوميات الأخرى التي تتعايش بين ظهرانيه منذ قرون طالما وجد حلولاً انسانية
معها في تعايش سلمي قل نظيره في عالم بات يشجع على الصراعات العرقية والدينية.
البعث
خيمة كبيرة عرفته من خلال انتمائي إليه في منتصف الخمسينيات وكان معنا في أول
خلية حزبية كردياً، ادركت عندها بعد قراءاتي أن البعث جامع لكل اطياف الشعب
ولكل طبقاته ومنهم عمال وأنا طالب وآخر كان يعمل في صيانة السيارات وآخر كان
يبيع المواد المستعملة، وأخر كان موظفاً حكومياً فضلاً عن مسؤولنا كان عسكرياً،
والجميع يلتزم بما أقره الدستور والنظام الداخلي بكل وضوح.
البعث
ومنذ تأسيسه عاش مخاضات عسيرة مع الواقع المر الذي يريد تغييره نحو الأفضل
والأحسن بأن يحل قوانين موضوعية جديدة تفي بمتطلبات نهوض الأمة محل قوانين
موضوعية قديمة تضع الأمة في دائرة التخلف، وتعرض لمختلف الظروف الصعبة، من
مؤامرات وتكتلات وانشقاقات، ولكنه استمر قوياً متجدداً يتعامل مع كل معطيات
الحياة بروح التفهم والإنفتاح، فهو وفكره لا يعرف الإنغلاق ما دام مطلاً دائماً
على معطيات العصر بكل ما يحمله من متغير أصيل يتفاعل معه في ضوء أصالته الفكرية
ومنطقه المتوازن.
البعث
كالنهر الهادر الذي لن تتوقف مياهه عن الجريان، وخلال مسيرة هذا النهر كانت
تطفو فوق مياهه الرائقة من لم يستطع مجارات التيار أو من لم يستطع أن يهضم فكر
هذا الحزب العظيم أو من لم يستطع أن يبرهن على إيمانه بعقيدته فانزلق أو من لم
يستطع أن يكون بعثياً حقيقياً فكشف عن خوائه وضعف إيمانه الوطني والقومي فأستقر
في القاع.. ولكن النهر ظل مستمراً ولن يتوقف أبداً.!!
14/2/2014
|
شبكة البصرة
|
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الاثنين، 17 فبراير 2014
د. أبا الحكم : نعم.. البعث خيمة كبيرة تسع الجميع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق