شليله وضايع راسها.. وانتظار (آية الله الحفتري)..! - تحليل ساخر عن اقتحام البرلمان العراقي من قبل المتظاهرين
الخربطة العراقية التي وسمت كل السنوات منذ 2003 لليوم إنعكست مؤخراً على البرلمان وعلى المشهد العراقي بمجمله لذا ترى اليوم أحجار الشطرنج العراقية وقد إختلت مواقعها، الحصان يركب الجندي والوزير يمتطي الملك والقلعة تلقي بثقلها على الفيل ، لا شيء يعين المواطن العراقي على فهم ما يحدث ،..
فالمالكي الذي إتهمته الولايات المتحدة من خلال صحيفة منهن بأنه " مخطط" كل ما جرى من إعتصام للبرلمانيين ومحاولات لإسقاط رئاسة البرلمان هو نفسه محل لعن وشتم المتظاهرين والمعتصمين من أتباع مقتدى الصدر .
هنا لدينا معتصمون صدريون خارج البرلمان وهناك معتصمون من عدة كتل وأحزاب هم أعضاء برلمان تجمعهم وتوحدهم على إختلاف مذاهبهم دفوعات المالكي من دولارات ووعود بتسنم المناصب العليا في الحكومة والبرلمان المقبلين، منهم وجوه ساقطة شوهاء كهيثم الجبوري وياسر صخيل وحنان الفتلاوي فهل الإعتصامين هما فصلين من مسرحية واحدة أم أن الثاني مصمم ليجهض الأول؟ وكيف يمكن للمتظاهر الصدري أن يفهم أن قائده مقتدى متفق مع المالكي على إسقاط حكومة العبادي بينما المالكي هو الهدف الأساسي بنظر المعتصمين والمتظاهرين ؟ كيف وهذا المتظاهر المسكين ينبح كالكلب منذ أسابيع لإسترداد ما نهبه المالكي من ميزانية العراق ومحاسبته على جرائمه وتسليم الموصل كما يقولون هم أنفسهم؟ معروف أن العبادي (إمضرط) لا يقوى على تنفيذ أي من الإصلاحات الموعودة ، فهو كلب آخر من أعضاء حزب الدعوة كنوري المالكي ،أنّى له أن يتمرد على مرجعيته؟ وحتى لو إفترضنا فيه الشرف والوطنية والرغبة الحقيقية الصادقة بتحسين الوضع فهو ما كان ليتمكن من ذلك أصلاً ، حمار مربوط لعمود بحبل طوله ( التوافقات والإتفاقات والمحاصصة )، هل سيكون قطر الدائرة التي ترسمها حوافره أكثر من ضعف طول الحبل ؟
إذن علام يعد العراقيين بالإصلاحات وهو لم يتمكن من إجتثاث المالكي ولا محاسبته لإعادة ما نهبه من الأموال ؟ علام يعدهم بتحسين الأحوال وهو يعرف تمام المعرفة أنه لا يمكن أن يتجاوز موافقة المجلس الأعلى والتيار الصدري ولا يمكنه فرض قراراته ورؤاه عليهم ؟ بهذه الحالة تصبح إقالته أمراً ملزوماً ولا بد منه ، لكن ليس مع فرصة كبيرة لإعادة المالكي بدلاً منه ! تعالوا حلّوا أسرار هذا الطلسم لعل المتظاهرين يفقهون ماذا يجري من حولهم ومن خلالهم ، ألله لا يحيّر عبده العراقي المسكين الذي يبدو اليوم كالأطرش بالزفة !
المنظر مضحك مبكي ، ومصدر هذه التناقضات بالمشاعر هو التصريحات المرافقة لهذه الإرهاصات والتي تثير الضحك حد الهستيريا ، لدينا رئيس جمهورية من صنف ( رئيس ما ترأسش حاكَه) لم يكن له دور بأي شأن طيلة هذه المدة فهو مشغول بالإيفادات والزقنبوت كمن سبقه، اليوم هو يقول أنه " يقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء" ، طيب، كيف تكون على مسافة واحدة من الجميع أيها الأثول وأنت أحول ؟ أنت لا تصلح لقيادة سيارة أو تراكتر حتى ، رغم أنهم سلموك عراقاً لم تكن تحلم أن تصبغ حذاءه لو كان بهيئة رجل ، فهل صدقت حقاً أنك رئيس جمهورية ؟! ومتى وقفت أنت ومن سبقك على مسافة واحدة من جميع الأطراف في كل ما جرى وحصل ؟ لقد كنتم طيلة هذه السنوات العجاف أكراداً بارتيين بالتوازي مع مناصبكم الحكومية التي تفرض عليكم أن تقلعوا عن الولاءات الإقليمية وفي كل تصريحاتكم ومشاركاتكم بالتصويت على هذا القرار وذاك كنتم تتوخون مصالحكم الإنفصالية لا مصلحة العراق الذبيح ، صحيح أنّ الشيعة والسنة من السياسيين لم يتنزهوا هم الآخرين عن هكذا ممارسات وولاءات لكنهم لم يتردوا لحضيض الكذب مثلك ولم يتباهوا إلا بولاءاتهم المذهبية والمناطقية كما هو ديدنهم ورأسمالهم الوحيد بينما أنت تحاول ذر الرماد في العيون بهذا التصريح السخيف !
سليم الجبوري ذاك الآخر كان له حصة كبيرة من القشمرة فقد أرسل نائباً ممن يثق بهم ولكن تبين لنا أنّ ذلك النائب " غدر به وطعنه من الخلف" وفق تصريح إتحاد القوى الذي صرح بأن ذلك النائب تفاوض مع المعتصمين لعقد صفقة و طرح إسم شخص آخر من إتحاد القوى نفسه . لماذا الزعل يا سليم الجبوري وأنتم يا إتحاد القوى ؟ إن يطعن ممثل الجبوري فقد طعن أخ له من قبل ، ها أنت يا سليم تكرر خطأ الإمام علي يوم أرسل من يمثله في التحكيم بصفين فإذا بممثله يخلعه وينزع عنه الشرعية والإستحقاق ! إنه تاريخ لا يكرر نفسه، الأغبياء هم الذين يكررونه ، تيك إت إيزي يا عزيزي ولتكن روحك رياضية ، إحتسب بها عند ربك الأمريكي وتعلم أن تردد " ألف عافية " كي لا تصاب بجلطة !
أما عادل عبد المهدي الإبن البار للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فقد عاب على المتظاهرين أنهم تصرفوا بشكل " غير ديمقراطي" من حيث "إطلاق التهديدات ونصب المشانق وتطويق الوزارات" ، طيب أنت نفسك هل تصرفت بديمقراطية وقت سرقت مصرف الزوية قبل سنوات ؟ ألم تقتل الحراس؟ ألم تقتحم المصرف؟ وهؤلاء الذين نصبوا المشانق واقتحموا وزارة العدل وهددوا على رءوس الملأ أنهم سيجبرون كل الوزراء على الإستقالة ، هل تصفهم بأنهم غير ديمقراطيين فحسب أم أنهم إرهابيون كما هو توصيفك لهم والذي تجتهد ما أمكنك كما يفعل كل السياسيين الشيعة مثلك، لعدم المجاهرة به ؟ في الحويجة لم ينصب أولئك المعتصمين أي مشانق ولم يهاجموا أية دائرة ولو بحجم قائممقامية ، لماذا قتلتموهم إذن ولم تقتلوا هؤلاء ؟ السبب مفهوم ، إنها الطائفية المنتنة التي تجعلكم تتقبلون الجدعة و العوار والحول في عيون جماعتكم ولا تتحملون القذى في عيون غيرهم ، وهي الدياثة والسمسرة كذلك ، فأنتم تخشون جنون السيد مقتدى ، تصفون أفعاله وتحركات أتباعه بألطف تعابير ممكن إيجادها من قاموس المصطلحات كي لا تجرحوا مشاعره ولا تثيروا حفيظته ! ثبت أنكم لا تخافون الله بل تخافون مقتدى لا غيره .
خاتمة هذه المواقف هو التصريح الصادر عمن وصفتهم قناة الشرقية بأنهم ( مراقبون مختصون بالشأن العراقي) والقائل بأن العراق مقبل على تكرار التجربة الليبية من حيث الإنقسامات السياسية الحادة وتواجد برلمانين وحكومتين وبالتالي توقع ظهور " حفتر عراقي" ! ها نحن نرى ظهور (أبو موسى الأشعري العراقي) من إتحاد القوى واستنساخ شخصية (آية الله الحفتري)، فأهلاً وسهلاً بالحفتر الجديد وأهلاً وسهلاً بالتشرذم المقبل، عساها تكون طوائف وأقاليم على مستوى قصبات وإن متّ ظمآناً أنا فلا نزلت رحمة الله على أحد ، أنتم ماضون للتشرذم شئتم أم أبيتم ،ألف عافية عليكم وعلى كل من إنتخبكم ، إن عراقاً يتولى إنقاذه حمار كمقتدى الصدر لا يستحق الحياة ،أبداً !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق