يعتقد البعض بأن الرمز الذي يتوسط علم دولة المجوس هو لفظ الجلالة " الله " ، لكن ومع المزيد من إمعان النظر في هذا الرمز نجده أبعد ما يكون عن لفظ الجلالة جل في علاه ، وقبل الخوض في هذا الموضوع في تحليل ماهية الشعار الموجود في العلم سنعرج لنضع بين يديكم التفسير الفارسي لمعنى الشعار وسندحض زيفه بما أرانا الله :
الرواية الفارسية
"شعار إيران :
هذا شعار الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، و قد تم اتخاذه شعارا للدولة و وضع فى وسط الخط الأبيض من خطوط علم إيران الثلاثة . و اتخذ منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 و هو يمثل لفظ الجلالة ( الله ) مكتوباً بالخط الفارسى . و أيضاً يمثل عبارة ( لا إله إلا الله ) بشكل متداخل متشابك .
يشتمل الشعار على أربعة أهلة ( = جمع هلال ) و سيف ، و الأهلة الأربعة مع السيف تكون كلمة الله ، و فى الوقت نفسه تكون الشطر الأول من الشهادتين ( لا إله إلا الله ) .
و الأجزاء الخمسة للشعار ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة و فوق السيف شدة ( تشديد ) ، و تستعمل للإدغام و تضعيف الحرف ( مضاعفته ) و هى هنا تضاعف قوة السيف . و السيف يرمز إلى قوة الدولة و سطوتها و هيمنتها و عزتها و هيبتها .
و تم اختيار شكل الشعار ليماثل شكل زهرة التيوليب ، من أجل ذكرى الشهداء الذين استشهدوا و قضوا و ماتوا فى سبيل الدفاع عن وطنهم إيران ، و هو اعتقاد قديم عتيق موغل فى القدم ، يعود تاريخه إلى عصور الميثولوجيا و الأساطير ، بأنه إذا توفى جندى شاب ، فإن زهرة تيوليب حمراء تنبت و تنمو فوق قبره . فى السنوات الأخيرة تم اعتباره رمزاً للشهادة و الاستشهاد . مما يثمن و يعلى من قيمة الوطنية و التضحية بالنفس . و هى تشبه إلى حد كبير الأشكال الفنية التى كانت منتشرة خلال عصر الأسرة الساسانية و التى عثر عليها منقوشة على التيجان الملكية و العملات .
و قد قام الفنان الإيرانى حامد نديمى بتصميم الشعار ، و وافق عليه آية الله روح الله الخمينى فى 9 مايو 1980 ، و اتخذ العلم و فى وسطه الشعار علماً رسمياً للدولة فى 29 يوليو 1980 .
علم إيران :
( بالفارسية : پرچم ایران )
علم إيران مكون من ثلاثة خطوط أفقية عرضية : أخضر ، فوق أبيض ، فوق أحمر . ترمز إلى النشاط ( الهمة و العزم و القوة و الشدة ) ، و السلام ، و الشجاعة . يرجع تاريخ هذا العلم الإيرانى بألوانه التقليدية المعروفة ( الأخضر و الأبيض و الأحمر ) - ما عدا شعار الله و التكبيرات فهى من عهد الثورة الإسلامية فقط - إلى القرن الثامن عشر الميلادى . و تغير الشعار فى 1980 ، تعبيرا عن الثورة الإسلامية . و الشعار الذى فى منتصف و مركز العلم مكون من عناصر متعددة تمثل أوجهاً مختلفة شتى من الحياة الإسلامية : الله ، الكتاب ، السيف ، الأركان الخمسة للإسلام ، التوازن ، الوحدة ، الحياد و عدم الانحياز ، و الحكومة العالمية للمقهورين المظلومين المستضعفين المضطهدين بفتح الهاء ( the downtrodden ) .
و يظهر على حافة الخطين الأخضر و الأحمر كتابة بالخط الكوفى المستعمل فى كتابة القرآن ( المصحف ) ، هذه الكتابة هى (( الله أكبر )) مكررة و معادة 22 مرة ، و هو يوافق تاريخ انتصار الثورة الإسلامية على الأسرة البهلوية ، فى التقويم الإيرانى فى 22 من شهر بهمان عام 1357 تبعا للتقويم الإيرانى ، و الموافق 11 فبراير 1979 م ، و من الجدير بالذكر أن شهر بهمان هو الشهر الحادى عشر فى السنة الإيرانية .
و قد استعملت هذه الألوان للعلم بنفس الترتيب منذ بداية القرن العشرين . و وضع شعار إيران الذى استحدث بعد قيام الثورة الإسلامية فى المنتصف ، فى مركز الخط الأبيض حيث إن له العديد من المعانى المركبة و الدلالات المتعددة ، فهو شكل هندسى متماثل لكلمة الله ، كما أنه عبارة عن أجزاء متداخلة و أحرف متشابكة تكون التعبير الإسلامى ( لا إله إلا الله ) .
و التفسير المعاصر لألوان العلم الإيرانى هى كما يلى :
- الأخضر : يرمز إلى إيمان الإيرانيين بالإسلام .
- الأبيض : يرمز إلى السلام .
- الأحمر : يرمز إلى دماء الشهداء . "
إلى هنا انتهت الرواية الفارسية في تفسير رموز علمهم و سنحاول هنا دحض هذه الرواية بالتالي :
1- حسب الرواية اعلاه فأنه قيل بأن الشعار يدل على لفظ الجلالة " الله" مكتوبا بالخط الفارسي وهذا غير صحيح فلفظ الجلالة يكتب بالخط الفارسي بهذه الطريقة
بينما الشعار الموجود بالعلم الايراني مكتوب بهذه الطريقة
وعودا على الرواية الفارسية التي تقول بأنها ايضا تدل على " لا إله إلا الله " بشكل متشابك ولو دققت النظر في الشعار الموجود بالعلم لان تستطيع أن تجد لا إله إلا الله فهو عبارة عن مجموعة اقواس تداخلت لتكون شكل هندسي أبعد من أن يكون له دلالة على كلمة ما ؟؟
2- نعود مرة اخرى للرواية الفارسية التي تقول بأن الرمز هو عبارة عن مجموعة أهلة وسيف شكلت لفظ الجلالة " الله " ، وهذا كلام غريب فلا يمكن لدولة تدعي لنفسها أنها دولة إسلامية أن تكون شعار دولتها من تشابك مجموعة من الاشكال الهندسية فهذا الاسلوب ينتهجه الماسونيين وعبدة الشياطين والصهاينة في وضع شعارتهم التي تجدها تداخل مثلثات كما في شعار الصهاينة في علمهم المشؤوم .
3- وبغض النظر عن صحة الرواية الفارسية ، التي نفترض جدلا أنها صحيحة وبأن الدولة الفارسية اسلامية فعلا فوضعت لفظ الجلالة في علمها ، لكن السؤال لماذا الترميز والإيهام في كتابة الشعار على العلم ؟ ولماذا لم يكتب لفظ الجلالة "الله " صراحة وبوضوح ومن غير لف ولا دوران " كما يقول اخواننا المصريين " ولماذا لم يكتبها خميني بخط يده وبالخط الفارسي ؟؟ وما الضير في ذلك فهناك أعلام دول كتب فيها لفظ الجلالة صراحة ومن غير تدليس وإيهام كعلم السعودية الذي كتب فيه " لا إله إلا الله محمد رسول الله " وعلم طالبان الذي كتبت فيه نفس العبارة ، وعلم العراق الذي كتب فيه صدام بخط يده عبارة " الله أكبر " ، فلماذا فقط في علم إيران كتبت بشكل مبهم ويحتمل أكثر من تفسير ..إلا اذا كان هناك نية خبيثة شيطانية للخميني عند وضعه هذا الشعار بالعلم ؟؟
4- ولمعرفة مدى التخبط في الرواية الفارسية لتفسير معنى الشعار فتارة يقولون أنها لفظ الجلالة مكتوبة بالخط الفارسي وتارة ترمز لـ " لا إله إلا الله " وتارة ترمز للأركان الخمسة ، تجدهم يقولون بأنه وضع ليرمز لزهرة التوليب لتكريم الشهداء في ذكرى استشهادهم وهذا الشعار أبعد من أن يشبه زهرة التوليب وهذه صورة لزهرة التوليب
فهل يشبه الشعار المزعوم زهرة التوليب ؟؟
ولو فرضنا بأنهم يقصدونها فعلا وبأن هذه الزهرة محترمة وذا قيمة معنوية لديهم، فلماذا لم توضع صورة هذه الزهرة علانية وبدون رموز كما وضع اللبنانيون صورة شجرة الأرز في علمهم او كما وضع الكنديون ورقة شجر القيقب كشعار في علمهم !!!
5- ذكر في الرواية الفارسية بعاليه بأن الكتابات على حافات اللونين الاحمر والاخضر في العلم هي عبارة " الله أكبر " ، والعبارة المكتوبة هي أبعد من تكون عن الخط الكوفي الذي نعرفه وهاكم صور لمخطوطات بالخط الكوفي وبإمكانكم مقارنة هذه الصور للخط الكوفي مع الكتابات المذكورة في العلم الإيراني .
هذه صور للكتابة بالخط الكوفي على مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي بدا من المخطوطات الإسلامية وإنتهاء بفن الخط العربي بالخط الكوفي
وهذه صورة الكتابات في حافتي اللوني الأحمر والاخضر في العلم الإيراني
وبإمكانكم المقارنة !!!
ولكن السؤال ما المقصود بالشعار الذي يتوسط العلم الإيراني ؟
والجواب على هذا السؤال فهناك ثلاثة احتمالات لتفسير ماذا يقصد بالشعار ، الاحتمال الأول قد يكون الشعار يرمز لرأس عصا الشيطان كما يظهر دائما في الصور والشعارات الماسونية
صورة علم إيران
ولعل الشعار يقصد رأس عصا الشيطان كما في الصورة
وهناك نادي انجليزي اسمه مانشستر يونايتد يسمي نفسه بالشياطين الحمر ويتوسط شعاره صورة الشيطان مساكا عصاه وهذه صورة شعار النادي
الاحتمال الثاني وهو الذي ارجحه بأن المقصود بالشعار هو الشيطان ، فسنجري هنا مقارنة بين صورة الشيطان التي يتخذها اتباع كنيسة الشيطان شعارا لهم وبين شعار إيران
تلاحظ تشابه كبير فالاقواس التي في الاطراف ترمز لأجنحة الشيطان أما القوسين في الداخل مع السيف التي يعلوه شده فهو يرمز لقرون الشيطان الثلاثة
الاحتمال الثالث بأن يكون الشعار مأخوذ من معتقدات الهندوس كون أن للخميني جذور هندية ويحتمل أن يكون قد اعتنق معتقدات الهندوس لذلك وضع شعارهم في علم بلده
هذه هي صورة الرمز الهندوسي الذي يشابه الرمز في علم إيران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق