حركة القطيع وجرائم
ضد الوطن والإنسانية
الصوره من جوجل هنا |
القطيع هوا مجموعه
من البشر تسير وفق توجهات من خارجها منقادة وهي لا تعلم بما يراد بها أو بنتائج
أعمالها فقد تيسر إلى خير أو تسير إلى حتفها.
يعمل القطيع على
العصبيات باختلاف ألوانها والأصوليات الدينية المتفاقمة أو بفرض العصبيات ( قبليه,
عشائرية, أسريه, طائفيه, أثنيه, أو جهويه مناطقيه عنصريه).
كما يتم التعامل مع
القطيع من قبل الموجهين على أساس سياسة (( البطر كيه )) والمتمثل بثنائية الطاعة
والولاء مقابل الحماية والرعاية والنصيب من الغنائم. هذا قد يحول القطيع إلى مراكز
نفوذ ليسيطر على الموارد وتستفيد من الغنائم. تساعد في ذلك عصبيات سياسيه أو
عسكريه أو إداريه مناطقيه عنصريه.
(كل هذه العصبية تفرض الرضوخ والتبعية والانقياد
الطفيلي لقاء الحماية والمغانم)1.
لقد تحرك القطيع في
اليمن عدة مرات خلال التاريخ الحديث:-
1) في السبعينات من
القرن الماضي تحرك القطيع فيما سمي حينها الانتفاضة ألفلاحيه بخلاف (قانون الإصلاح
الزراعي) فأنتشر الرعب وانتشرت جرائم ضد الإنسانية من قتل وسحل و تشريد وإخفاء
قسري ونهبت الممتلكات الخاصة.
2) في 13 يناير
1986 تحرك القطيع إلى العاصمة عدن حينها وانتشر القطيع في أزقة وشوارع المحافظة
ليقوم بقتل كل من يرتدي الزى العسكري .... وبين الفعل ورد الفعل انتشر الرعب وانتشرت
جرائم ضد الإنسانية من القتل والتعذيب والتشريد والإخفاء ألقسري.
3) في بداية
الثمانينات من القرن الماضي تحرك القطيع لنشر المذهب الوهابي المتعصب (التكفيري)
في المحافظات الشمالية لمحاربة المد القومي والاشتراكي فأنتج هذا الحراك خلل في ألتركيبه
الدينية والمذهبي للشعب اليمني مستهدفا المذهب الشافعي. امتد هذا الحراك بعد عام
1990 إلى المحافظات الجنوبية ناشر معه المنظمات الإرهابية (القاعدة – داعش) وأنتشر
القتل والإرهاب والحروب (الحرب على الإرهاب) والتدخل الأجنبي من خلال الطائرات
بدون طيار.
4) في المقابل تحرك
القطيع ناشر المذهب ألصفوي فيما يسمى (الحركة الحوثيه ) الطامحة لتطبيق ما يسمى
(ولاية الفقيه الخمينيه) وبهذا الحراك أحدث شرخ في المجتمع اليمني مستهدفا المذهب
الزيدي و خصوصا أتباع الإمام الهادي فانتشر الرعب و القتل والحروب والتشريد
والتعذيب والإخفاء ألقسري ومهد للتدخل الأجنبي.
5) تحرك القطيع في
2011 فيما يسمى (الربيع العربي) فتم شل حركة الشارع مستهدفا الدولة ومؤسساتها
الشرعية خصوصا الجيش والحرس الجمهوري فسقطت الدولة وسقط معها القانون والشرع
والأخلاق ودمر الجيش ونهبت الأموال العامة وتم قتل رجال الدولة اليمنية في استهداف (صالة عزاء
الرويشان) ونشأت المليشيات فانتشر الرعب
والقتل والحروب وتفشت الطائفية والمناطقيه والعنصرية والفئوية وارتهنت البلاد لمشاريع
خارجية بعيده عن المشروع الوطني.
في هذه الأيام مع
ازدياد ألعماله والارتهان للأجنبي يردد القطيع بان (الأحزاب سبب الكوارث على
الوطن) بدون أن يتحققوا من صحة ما يرددون
مثل الببغاوات, لكن لماذا؟
1) الارتهان للأجنبي
الذي لديه يخطط لبناء كانتونات (طائفيه و مناطقيه وفئوية تتشارك العنصرية والتعصب)
تتسلط عليها مجاميع فئوية عنصريه حاقدة فبليه أو عشائرية أو رتب عسكريه أو أمنيه متصارعة
على النفوذ والثروة تنشر ثقافة الكراهية والأحقاد. وتتشارك في سباق الارتهان
والعمالة.
2) الانقضاض على
الديمقراطية الناشئة بتغييب الأحزاب السياسية لأن اليمن تعيش في محيط غير ديمقراطي.
3) الانقضاض على
الأحزاب لان دول الإقليم تحظر الأحزاب في بلدانها.
4) تمهيد الطريق
للاقتتال (الطائفي و المناطقي) وفرض سياسات الفصل العنصر والطائفي بعد أن يكون
للشعب قد فقد عوامله المؤطره والمحركة لفعله السياسي والاجتماعي (الأحزاب
والنقابات).
5) الأحزاب
والنقابات قد تفشل كل ماينشئه العملاء من تجمعات فئوية أو طائفيه أو مناطقيه.
ولكن حال الأحزاب
في هذه الفترة برثاء لها للأسباب عديدة :-
1) المؤتمر الشعبي
مفكك وشبه غائب عن ساحة العمل السياسي.
2) حزب البعث
العربي الاشتراكي القومي يعاني من التقسيم والتفريخ فقد قسم أو فرخ إلى (خمسه أو
ست) كيانات وهذا يعكس حجم المؤامرات على البعث بعد مقاومة البعثيين لثلاثة حروب
عالميه هي:-
أ) قادسية صدام أو
الحرب (العراقية - الايرانيه) فهي حرب عالميه بسبب طول فترة الحرب ثمان سنين
والاسلحه المستخدمة فيها.
ب) (أم المعارك)
العدوان العالمي على العراق عام 1990 فهي حرب عالميه لعدد الدول المشاركة فيها.
ج) معركة (الحواسم)
عام 2003 والتي انتهت باحتلال العراق وقتل ما يقارب المليونين عراقي.
كل هذا يوضح حجم
التآمر على البعث وتفريخه. ويعرف إن البعثيين الأكثر ثقافة إلا أن تفريخ البعث
وتقسيمه لا يخلوا من (حركة القطيع) تدعم تلك الحركة قوى سياسيه أو عسكريه أو أمنيه
مخابرا تيه.
3) الأحزاب الباقية
مثل الحزب الاشتراكي اليمني فاني أضن إن الدور عليه آت لسبب واحد هو إن الحزب
الاشتراكي من حقق الوحدة عام 1990. إذا فهو الوريث الشرعي للانفصال إن كان هناك
انفصال. والقوى الخارجية وعملائهم تريد بناء كانتونات غير مدنيه أما مناطقيه
عنصريه أو طائفيه تكفيرية.
4) الوحدوي الناصري
يعاني الكثير من المشاكل الداخلية بسبب مشاركته في حكومة الشرعية (الرياض) وغير
واضح نهاية الطريق.
5) التجمع اليمني
للإصلاح هناك دلائل على إن الأجنبي والعملاء يرغبون بتبديله على الساحة
(بالسلفية-_العسكرية) فكل منهم ينتمي إلى المذهب الوهابي وغير واضح نهاية الطريق.
لذا نقول للشباب
التفوا حول أحزابكم وتمسكوا بالقيم والمبادئ الوطنية وتمسكوا بالدولة المدنية دولة
النظام والقانون دولة العدالة والمساواة الدوله التي تضمن الشراكه الوطنيه وتمسكوا
بالديمقراطية الحقيقية بدل عن (ديمقراطية التقاسم ألمناطقي أو الطائفي). ديمقراطيه
حقيقية تؤدي إلى التبادل السلمي للسلطة. تمسكوا بأحزابكم فهي الطريق الوحيد
لمحاربة التقسيم والتشرذم الطائفي والمناطقي الذي يفرض هيمنه مجموعات دينيه أو
مناطقيه عنصريه لا تؤمن بالدولة المدنية ولا الديمقراطية ولا تؤمن بالتبادل السلمي
للسلطة ولا تؤمن بالفصل بين السلطات.
قولوا للقطيع و
(الأخ الأكبر)2 عفوا ( لا تسبح مع التيار إلا الأسماك الميتة)
ما العمل لكي لا تكون واحد من القطيع ؟؟الصوره من جوجل (سلوك القطيع) (هنا)
1) يجب أن نعرف من
يقود حركة الجماهير إذا لم يقودها المثقفين الوطنيين والسياسيين غير الحاقدين.
فغيرهم يدمرون أنفسهم قبل أوطانهم لمجرد الانتقام من الفئة الحاكمة فإن الحركة تلك
تتحول إلى حركه صبيانية انفعاليه تدميريه بعيده كل البعد عن التغيير الثوري البناء
وان رفعت شعارات براقة.
2) أبحث عن مصادر
تمويل تحرك أي حركه قبل الانخراط فيها, مهما تردد من شعارات وطنيه أو تحرريه.
3) ( لقد لاحظ
المؤرخ الهولندي (جون هويزنجا ) إن للثقافة الجماهيرية صفة الضبيابية فعلا, من حيث
لها ذات السمات العقلية لمرحلة المراهقة,
كلعاطفه القوية, والتسلية المبتذلة, والميل للأحداث المثيرة, والشعارات ألمؤثره,
الاستعراضات الشعبية, والانفعالات العاطفية, وغيرها من المبالغات. ولعل
الديماغوجيه بما تتبعه من تحفيز للعواطف الجمعية, ثم تعبئتها مثال جيد على ذلك
(طائفيه, رأي عام انفعالي, عصبيات قبليه, سلوك قومي عدواني, أو أخويات طبقيه, أو
تكتلات فئوية مناطقيه)3 بمعنى إن الاتجاهات الشعبية ليس بالضرورة أن تكون
رشيدة وخصوصا إن لم تقودها أطر (أحزاب أو نقابات أو شخصيات وطنيه ومثقفين ثوريين )
وطنيين أو قوميين مشهود لهم بالكفاءة ).
4) أذا قبل أن
ينساق أي شخص إلى أي توجهات شعبيه يجب إن يخضع ذلك التوجه إلى منطق العقل والتفكير
بمعنى أن يخضع ذلك لمسطره قياس حقيقيه بحيث يبحث عن توجهات وضوابط ذلك التوجه هل
هوا ( منطق؟,علم؟, مصلحه؟, حدس؟, غيبيات؟) ثم يقرر بعدها ما إذا كان يراه توجها
رشيدا أم لا.
5) لا تجعل الأوضاع
المجتمعية والسياسية الحالية تدفعك دفعا انفعاليا أو عاطفيا إلى مواقف تجرك إلى
حركة القطيع (النزعات الاستهلاكية مثل الأسعار و الرسوم و الرواتب والتموين و
الصحة و التأمين و الأمن وغيرها من ضرورات الحياة الكريمة ).
6) ( في ظل ما
يحاصرنا من دعاوي التسليم و الانقياد الفكري الأعمى تحت مسميات مطلقه (كالحرام و الحلال و
التقاليد وتقديس الأشخاص والتوجهات الشعبويه الانفعالية ) علينا أن ندرس
التفكير الإنتقادي القادر على التعرف على كل دعاوي التفاهة بل نستحضر جميع نماذج
التفكير ألانتقادي الصرف.
ومن ذلك قال الجاحظ (( لم أكتب هذا لتقر به , ولكنه رواية أحببت أن
تسمعها , ولا يعجبني الإقرار بهذا الخبر, وكذلك لا يعجبني الإنكار له . ولكن ليكن
قلبك إلى إنكاره أميل , وبعد هذا فأعرف مواضع الشك و حالاتها الواجبة له , لتعرف
بها مواضع اليقين , والحالات ألموجبه له . وتعلم الشك في المشكوك فيه تعلما, فلو
لم يكن في ذلك إلا تعرف التوقف ثم التثبت , لقد كان ذلك ما تحتاج إليه , ثم اعلم
إن الشك في طبقات عند جميعهم , ولم يجمعوا على إن اليقين طبقات في القوه و الضعف ,
وقال أبو الجهم للمكي : أنا لا أكاد أشك , قال المكي : أنا لا أكاد أوقن . ففخر
المكي بالشك في مواضع الشك , كما فخر عليه أبو الجهم باليقين في مواضع اليقين,)) .
الدرس من هذا هوا (إن عقلك هوا قدس الأقداس فلا تسمح لأي فكر أن
يدخله ما لم تطهره بنار الشك ))4
المصادر
1— د.مصطفى حجازي –
(الإنسان المهدور) – المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء.ص20 (الكتاب هذا أفضل
كتاب يشخص الحالة التي يمر بها الوطن العربي خاصة لذا فإني انصح كل الشباب والمثقفين
بقرائنه) للتحميل انقر هنا
2— مقتبس من رواية (1984) جورج أورويل ترجمة الحارثالنبهان – صادر عن دار التنوير للنشر بيروت. يدور حراك ثقافي حول قصة 1984 انظر
(هنا).
3) د.ألان دونو— نظام التفاهة – ترجمة وتعليق د.مشاعل الهاجري – دار سؤال للنشر بيروت ص 55 لتحميل كتاب نظام التفاهه (هنا)
4)المصدر السابق ص59
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق