لماذا تربط إيران أمنها مع الأمن اللبناني؟ هل لأن حزباً فارسياً يسيطر على جنوب لبنان لكي يطلق اللهيان وزير الخارجية الإيراني لسانه القذر وكأن لبنان دولة تابعه لإيران؟
لماذا يحشر اللهيان نفسه وهو يزور لبنان ويدعو الى تطبيق القرار الأممي 1701 الخاص بـ(تنظيم الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) وهو شأن لبناني؟
لماذا تحشر إيران نفسها في الانتخابات اللبنانية وصيغة انتخاب رئيس للبنان، وهي دولة مستقلة ذات سيادة؟
لماذا ترغم إيران الدولة اللبنانية على الانخراط فيما يسمى (محور الممانعة) وهو محور إيراني ابتدعته الاستراتيجية الفارسية؟
لماذا شدد اللهيان عند اجتماعه مع (حسن نصر الله) زعيم الحزب الاسلامي على (أن حسن نصر الله على تواصل شبه يومي بمركز القرار في طهران)، وهو اللبناني الذي يُقبلْ (يدي خامنئي وقدماه) أمام كاميرات العالم بدون خجل وبتبعية العبيد، وهو اللبناني الذي يعيش على خيرات لبنان العربية.
لماذا شكلت إيران (غرفة عمليات مشتركة لمحور الممانعة) تحت اشراف عبد خامنئي حسن نصر الله، لإعداد استراتيجية جديدة تحت إشراف الاستراتيجية الفارسية)؟
هل اختزل اللهيان الدولة اللبنانية في حزب الله كما هو حال الاحزاب الدينية العراقي التي اختزلت الدولة العراقية جملة وتفصيلاً؟
لماذا تخاف إيران من (توسع نطاق الحرب في غزة) وهي تعلم بأن حرب غزة لن تتوسع وطهران تسعى الى حماية صواريخها في جنوب لبنان بتكريس ما يسمى منطقة عازلة (Buffer Zoon) وترك ممراً اشبه بالمصيدة لاقتناص قادة حماس من العسكريين بين (جدرا) التي تبعد عن منطقة جنوب الليطاني نحو (37) كيلومترا وعن بيروت العاصمة (25) كيلومتراً؟
لماذا تتهالك طهران على ربط الانتخابات في لبنان مع ما تسميه التسوية الخاصة بالهدنة في غزة، وذلك في ضوء المحادثات القائمة بين طهران وواشنطن في العاصمة العُمانية.
تساؤلات منطقة ترسم الحالة المزرية للبنان.. وهي حالة معتمة لن ترى النور ما دام السرطان الفارسي في جنوب لبنان يبتلع الدولة اللبنانية، فيما يرى قادة لبنان مختزلين بحزب الله الذي قراره في طهران.. كيف يبتلع (حزب إسلامي) من أبناء لبنان يبتلع الدولة اللبنانية لصالح الدولة الاجنبية إيران؟
الاستراتيجية الإيرانية هذه ... تخلق وتؤسس وتبني خلايا من أبناء مجتمعات الدول العربية لكي تصبح تلك الدول العربية تابعة إلى إيران دون أن ترسل جنوداً عسكريين ولا دبابات ولا راجمات ولا طائرات حربية ولا أرتال ناقلات جنود، إنما فقط قادة من الحرس الإيراني وقادة من تنظيم جيش القدس ... وهي تسميات لا تمت بأي صلة بالقضية المركزية فلسطين.
حققت هذه الاستراتيجية نجاحات في العراق ولبنان وسورية واليمن، لا زالت محاولاتها مستمرة على مصر، لتقويض خط المغرب العربي، وعلى الأردن لاستكمال وصول إيران الى حافات مياه البحر المتوسط.. فيما تحاول ان تطوق السعودية من صعدة والحديدة وباب المندب استراتيجيا لتضع منشئات السعودية الحيوية على خط النار، ومن العراق حيث قواعد المليشيات العراقية- الفارسية على الحدود بمسيراتها وصواريخها البالستية وراجماتها ومدفعيتها الميدانية.. لن ترسل إيران جندي واحد ولا دبابة واحدة ولا ناقلة جنود واحدة لكي تتهرب بسهولة وتفلت من العقاب بالإنكار...!!
الاستراتيجية الفرنسية هذه إلى متى تستمر في تدمير الأمن الإقليمي وزعزعة الأمن الاجتماعي في الدول العربية؟ منذ ثلاثة وعشرون عاماً والاستراتيجية الايراني تعمل على هذا المنوال مع بعض التعديلات التي تفتضيها أمور السياسة (خطوتان إلى أمام وخطوة إلى الخلف).
تنسيق المواقف يتم بين امريكا وإيران وتبادل الرسائل وحوارات المبعوثين من كلا الجانبين في سلطنة عُمان ودولة قطر بشأن قضايا عربية مهمة وخطرة كقضية فلسطين – وحرب غزة وأمن البحر الأحمر وباب المندب والخليج العربي ومضيق العرب الذي يصر الايرانيون على تسميته بـ(هرمز) ... فيما كان العراق التاريخي يمتد الى اليمن في ظل الحكم العثماني وليس هناك اطلالة ايرانية على الخليج إنما هناك الاحواز العربية والمضيق العربي في نهاية الخليج.. وهذا ما هو موجود من وثائق تاريخية عثمانية واخرى بريطانية قبل ان يصل الفرس ليبتلعو الضفة الشرقية للخليج العربي ويعملون الآن على الوصول إلى الضفة الغربية للخليج بعد إسقاط دولة التوازن الاستراتيجي السعودية مثل ما أسقطوا دولة التوازن الاستراتيجي العراق، حيث الفوضى التي عمت المنطقة برمتها وتعرض الأمن القومي العربي إلى الانهيار الشامل والكامل.
إذن، ما العمل؟ هذا ما سنبحث فيه لاحقا في مقال يتناول العمق الاستراتيجي للدولة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق